

وصية أبا لابنه
يا بُني:
إن من خير الناس، من تأْمنه على سرِّك لا يذيع،
ويدنيك منه ويقدِّمك على نفسه بعزوفها عن شيءٍ وهو قريب منه وإن شقَّ عليه تركه،
ويهديك إلى صوابٍ تصيبُ به حقاً،
ويدفع عنك باطلاً، في غير منٍّ منه ولا أذىً،
وينزلك من نفسه في أشرف منزلة بما يعلم فيك من خشية من الله تبدو عليك من أعمالك.
ويردُّ عنك الألسن في غيبتك،
ولا يرقب منك معروفاً ليكافيك،
ولا يكافيك لتزيد من معروفك له،
ولا يقبل عليك في رخاءٍ، ويدبر عنك في شدَّة،
ولا يرصدك في خطأ ليذيعه، أو في صواب فيحبسه.