][ ... 5 ... ][
ضاقت رأسي بأفكاري.. فحاولت الهروب من عالمي لبضع دقائق..
بعد المحاولة.. تفكير.. تقرير.. عزم... شروع في العمل..
هكذا.. وبعد هذه السلسلة المعقدة.. وجدت نفسي أحمل حاجياتي.. وأرحل بـعــيـــداً...
وددتُ أن أرحل إلى اللامــكــانــ ...!!
علني أجد [ راحتي ] هناك.. بلا جسد..!!!!
لكن.. أعاقني غلاء المواصلات إلى هناك..!!! ( !!!!! )
نعم.. وصلت هواجسي إلى حد غير معقول..
حد.. لا ينفع معه سوى الرحيل إلى....
... إلى الــصــحــراء.
حيث لا أرواح حولي.. حيث لا زحام.. لا صوت تنفس.. لا خطوات.. لا عطسة أو نحنحة بين الحين والآخر..!!!
* * *
نقلت قدماي يمنة ويسرة.. لم أكن أرجو سوى هدوء روحي..
النظر.. لا يحقق مطلبي..!
هكذا أغلقت عيناي.. ومضيتُ في ترنحي....
أنا... كائن لا يبصر.. يتمايل يمنة ويسرة بلا هدف..
والأدهى.. لا شيء حولي..!!
كلاّ.. هناك شيء..!
نعم.. أشعر به.. حقيقةً لا مجازاً..!!
حبيبات صغيرة ترتطم بي بخفة.. بعضها يعلق بملابسي..
لا ضير من فتح عيناي الآن.. لا بد أن أرى...
................
..................
يا للعجب..!!!!!!
لا شيء حولي سوى صحراء ممتدة إلى مدى البصر..
ما يكون ذاك الشيء إذن.؟؟!!!
............ هل يُعقَل..؟؟!!!!
......... أهي الرمال..؟؟!!!!
فعلاً.. حبيباتها صغيرة جداً.. ولها ذات الملمس...!
إنها أنتِ إذن.. وارتسمت على شفتاي ابتسامه...
أخذتُ حفنة في يدي.. وأخذتُ أتأملها...
يــا الله.. وكأنها بلورات كريستالية إذا انعكست عليها أشعة الشمس...
ما أروعها.. رغم صغرها.. إلا أن بها من الجمال.. ما يُبهِرُ الأذهان...!
كثيرةٌ هي كــ قطرات الـبـحـر...!!
يا له من تشبيه..!
حقاً.. وكأنها بحرٌ ذهبي..
بحر مكون من ذرات دقيقة..!!!!!
ما أجملها وهي تتطاير مع الهواء.. ثم تعود وتنتثر على الأرض.. لتُكَوِّن تموجات خلاّبة...
آية ربانية.. لو تفكرنا بها لما انتهينا.. من عظمتها وإعجازها...
* * *
كيف لهذه الذرات الناعمة أن تتحول في لحظات إلى وحش كاسر يُدمِّر ويُهلِك...؟!!
فتدفن كل مظاهر الحياة في باطنها.. وكأنها بئر للأسرار... ويا لها من أسرار..!!!!
وتارة تراها - هي نفسها - تنتعش بمياه الأمطار.. فتُنبِتُ الخضرة حولها.. معلنة رضاها وسعادتها....
بقدرة خالقها.. وخالقي...!
* * *
سبحانكــَ يا الله..،
تُرينا آياتكــَ.. في أدق مخلوقاتكــَ..
فإذا كان كل هذا الإعجاز في جماد.. فكيف بمخلوقٍ حيّ... يتنفس.. ويتغذى ويهضم...!!!
يــا الله.. أحنيتُ لكــَ جباه الخضوع والخشوع...،
فلا معبود بحقٍ ســواكــَ.. تباركتــَ يا خـالـق الـــرمــــال...،
* * *
أتهادى الآن.. وفي خاطري مفهومٌ آخر للحياة..
فما عادت تلك الهواجس السوداء تشغلني.. بالأحرى.. لم أعد آبه لها...!
قدماي تغوصان.. وعلى وجهي تعبير ارتياح...
أنا أقف وسط مخلوق عظيم من مخلوقات الله تباركــَ وتعالى.. أنا نفسي مخلوق من مخلوقاته..!
كيف لي ألاّ أسعد وأنتشي..؟؟!!
كيف لي ألاّ أسجد له سبحانه.. فوق الــرمــــال...
...؟؟!!!!
* * *
أنهيتُ صلاتي..
أخذتُ أحملقُ في الــرمـــال..
حينما هبت رياح ساخنة.. فملأت الرمـال عيناي...!!!!
* * *
وأظل أرددها...
سبحانكــَ يا [ بديــ ع ]...،،
.
.
.