][ ... 3 ... ][
منقار.. ريش ناعم..
والأهم.. جــنــاحــان...
* * *
كُنتُ قد مللت من رُوتِين حياتي..
مللتُ حتّى اختنقت.. حتى شعرتُ أنّي سجينة هذه الحياة.. حياتي أنا..!!!
تُرى.. كيف السبيل للخلاص من هذا النوع من الأسر..؟!!
في غمرة أفكاري.. لمحته...
كان كالحلم.. بطرف عيني فقط، ولم أتبين ملامحه..
هَرَعْتُ إلى نافذتي.. قلبي يخفق بجنون.. خطواتي متعثرة.. والأفكار تمتزج كأنها أمواج متلاطمة...
كنتُ أخشى أن يكون حقيقي.. تمنيت أني كنت أهذي.. لكن عقلي كان متأكداً.. هو موجودٌ فعلاً..!
نظرة من النافذة.. سماء صافية.. سحب متناثرة.. أشعة ذهبية.. و......
طائر.... ( !!!! )
نعم.. حقيقةً لا مجازاً..!
كان فعلاً يطير في الهواء..!
يحلق بجناحاه.. ونسمات الهواء تداعب ريشه الملّون..
عيناه تجوبان المكان.. منقاره يُفتح بين الفينة والأخرى..
إذن.. كان موجوداً حقا.. يا لخيبة الأمل..!!
* * *
سيناريو تكرر معي عشرات المرات..! حتى تساءلت بجدية إن كانت هذه اللحظة اليومية عبارة عن شريط يُعاد تشغيله..!!!
الأهم هُنا هو لماذا..؟؟
لماذا لا أقوى على الطيران مثله..؟
لماذا عليّ أن أراه وهو يحقق حلمي.. وأنا أقف عاجزة.. فقط تلك الغُصَّةُ في حلقي.. العرق البارد على جبيني...
حاولتُ مراراً أن أحادثه.. ولكنه كان يتجاهلني باستمرار.. وكأنني أقل منه شأناً..!!
هو لا يحادث إلاّ من هم بنفس رُقِيِّه...!!
وأنا.. رغبت دوماً أن أرقى إليه..
* * *
عرفتُ منه عظمة الخالق..
إذا كان هذا الصغير الضعيف يرتفع في السماء.. ويحلق غير آبِهاً بمن هم تحته من بشر يصطرعون على لقمة العيش... إذن.. ما بالكـ بخالقه.. وخالقنــــا..
ما ظنكـ بخالق هذا الجمال المتناسق..
والفن المنسق..
سبحانكــَ يا الله..،
[وَفِي كُلِّ شَيْءٍ لَهُ آيَةٌ_______________تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ الوَاحِدُ ]
صدق من نطق بها.. لله دركـ..،
أنظرُ إلى جناحاه وهما يضربان الهواء ضرباً.. فأتفكرُ في [ قوة ] الــخــالــق..،
أنظرُ إلى ريشه الناعم المتناسق الألوان.. فأتفكرُ في [ بديع صنع ] الــخــالــق..،
أتأملُ تحركاته.. قدمان صغيرتان يتقافز بهما بين الأشجار.. فأتأملُ في [ قدرة ] الــخــالــق..،
أتطلعُ إلى منقاره.. رحلته للبحث عن غذاء ( هو مثلنا في هذه إذن ! ).. فأتفكرُ في [ رحمة ] الــخــالــق..،
يا الله.. خلقتنا على اختلافنا.. وجعلتَ لكل واحدٍ منّا وظيفة ومهمة..
زرقتهُ جناحان.. أهديتهُ القدرة على الطيران.. وأنتَ عالمٌ أنّها تصبُّ في مصلحته.. فكم هو صغير لا يقوى على من هم أكبر منه ويمشون على الأرض...
ومنعتها عنّا.. وأنتَ عالمُ بنا..
كم من الفساد يمكن أن يحدث بسبب ( مجرمين طائرين )..؟؟!! إنني أتساءل...
بدلاً من ذلك.. رزقتنا عقلاً.. أهديتنا القدرة على صنع الطائرات.. فما ألطفكـَ.. وما أحكمكـَ...
أُحِبُّكـَـ يا الله...،،
في كل لمحة من خلقكـَ أجدُ دليلاً على عظمتكـَ..
فإذا كان هذا خلقكـَ.................!!
سبحانكــَ يا الله..،
أعترفُ بعبوديتي لكـَ.. وغناكـَ عني..
أعترفُ بعظمتكـَ.. بقوتكـَ.. برحمتكـَ.. بعطفكـَ..
فـــ سبحانكــَ يا خـالـق الـطـيـر...
سبحانكــَ يا [ بديــ ع ]...،،
.
.
.