تقنية "الحقيقة الافتراضية" ( Virtual Reality ) التفاعلية الآنية، وهي طريقة لنقل المناظر المجسَّمة المركبة والتي يتم توليدها وإعادة عرضها عن طريق الكمبيوتر، ومن الممكن نقلها عبر شبكة الإنترنت، ومن ثَمّ يشعر المستخدم أنه داخل الحدث نفسه، وأنه انتقل إلى عوالم أخرى تبعد عنه آلاف الأميال.
وستسمح هذه التقنية للناس في الأجزاء المختلفة من العالم أَنْ تنغمس في واقع الآخرين وتَشْعرهمَ كما لو أنهم يُشاركون نفس الفضاء الفيزيائي. إنه التطبيق العملي لتكنولوجيا الاتصال الرقمي في المستقبل القريب، والذي يذكرنا بما يحدث دومًا في أفلام هوليوود السينمائية، ومسلسلات الخيال العلمي المستقبلية، حيث يَتفاعل الجميع مع الصّور المُسَلَّطة بأجهزة متطورة، كما لو كانوا في قلب حقيقية ملموسة بالرغم من وجودهم على كواكب ومجرات بعيدة.
ويتكون النظام المُختبَر من شاشتين كبيرتين، عَلّقتا بزاوية قائمة فوق منضدة، وكاميرات إسقاط وأداة تحريك تشبه عصا قيادة السيارة وعصا الألعاب الإلكترونية. وظهرت الشّاشات كنوافذ حقيقية، مكّنت الحضور بجامعة شمال كارولينا من رؤية زملاء لهم في فيلاديلفيا كما لو أنهم كانوا يجلسون على منضدة واحدة. وبتحريك الوجه تتغير الصور تباعًا، وإذا مال أحدهم للداخل تصبح الصّور أكبر، وإذا اتّكأَ للخارج تصبح أصغر كالرؤية الطبيعية المباشرة تمامًا.
واعتمدت هذه التكنولوجيا الجديدة على التصوير بصفوف من الكاميرات الرّقمية التي تغطي جميع زوايا المكان؛ لتجمّع معلومات وصور واقعية ثلاثية الأبعاد، تقوم الحاسبات بتحويلها إلى معلومات هندسية وترسلها عبر الإنترنت إلى أي مكان في العالم، حيث تعيد هذه الحاسبات بناء الصّور، وتقوم المسلّطات الضوئية (Projectors) ببث الأشعة إلى الشّاشات باستخدام تقنيات الليزر، تستطيع هذه المسلّطات نقل مجموعة من الصّور المختلفة والمستقطبة، حيث تُولّد صورًا مختلفة قليلة لكل عين في الاتجاهات المختلفة.