عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /27-08-2007, 06:37 PM   #5

جبارة الخواطر
بنوتة مبتدئة

 
    حالة الإتصال : جبارة الخواطر غير متصلة
    رقم العضوية : 35427
    تاريخ التسجيل : Apr 2007
    المشاركات : 27
    بمعدل : 0.00 (مشاركة/اليوم)
    النقاط : جبارة الخواطر is on a distinguished road
    التقييم : 10
    تقييم المستوى : 0
    الأسهم : 0 (أسهم/سهم)
    الجواهر : (جواهر/جوهرة)
    عدد الدعوات : 0
    زيارات ملفي : 600
    استعرضي : عرض البوم صور جبارة الخواطر عرض مواضيع جبارة الخواطر عرض ردود جبارة الخواطر
    تجديني هنا :
     MMS :

MMS

f45 الحلقة الثالثة

سار في خطوات سريعه متجهاً للمبنى الذي به مكتب دكتور جوزيف، كانت ملامح السعادة مرسومة على وجهه ممزوجه بنظرة ثقه قوية فها هو يحمل هذه مرة بحث تناوله باسلوب جديد وبالتأكيد سيبهر دكتور جوزيف، إلا أن هذه الملامح تغيرت وعقد حاجبيه متطلعاً لريم التي كانت تقف عند بوابة المبنى تتلفت حولها وكأنها تبحث عن شيءٍ ما:
- هذه الفتاة مرة آخرى..... لا أعرف ما الذي يصيبني كلما رأيتها..من الافضل ألا أتحدث إليها سأمر وكأني لم أراها.
صحيح أنه التقى بها كثيراً خلال التجمعات الاسبوعية إلا أنه لم يكن يحاول أن يتبادل معها الحوار كثيراً بعكسها هي فكانت كثيراً تتحدث إليه وكم كان يحاول الهرب من أحاديثها ولكن المشكلة أن كلامها كان دائماً مفيد فرغم أنها تدرس الهندسة إلا أنها تعرف الكثير عن العلوم خاصة التخصص الذي يدرسه هو مما كان يجبره على الاستمرار في الانصات لها ورويدا رويدا أصبح الامر أكبر من مجرد استفادة بل بات يميل لها فعلياً وهنا دق جرس إنذاره الشخصي ووجد أنه لابد وأن يتوقف وإلا سيفتح للشيطان باباً يصعب إغلاقه.
كان يسير في طريقه بخطوات سريعة واسعة إلا أنه توقف وارتد للوراء صائحاً:
- ما هذا؟!!
لقد قطعت ريم طريقه فجأة حتى أنه كاد أن يصطدم بها ، قالت:
- لما تسير بهذه السرعة؟!! ألم تراني ؟! كنت أبحث عنك.
حدق عمير في وجهها للحظه ثم قال في حنق:
- كيف تعترضين طريقي بهذا الشكل ؟! لقد كدت أرتطم بك و...
- لم يحدث شيء ...لم يحدث شيء، المهم تجمعنا سيكون اليوم وليس الغد.
هدأ عمير من روع نفسه قائلاً:
- لماذا؟!
- لأننا سنذهب إلى المركز الاسلامي حيث سيعلن اليوم اثنان من رفاقنا إسلامهم.
- حقاً!!
- نعم... والمراسم ستكون اليوم ويجب أن نكون معهم ..أتحب أن تأتي؟!
- بالتأكيد.
- حسناً... لقاءنا اليوم ..لا تتأخر.
- إن شاء الله لن أتأخر.
التفتت لتغادر المكان وعاد هو لطريقه إلا أنها أوقفته قائلة:
- عمير.... أعلم أنك رأيتني ومع ذلك أردت أن تتخطاني... ولكني لا أعلم السبب... ولا أريد أن أعلم.
وقبل حتى أن يفتح شفتيه غادرت بسرعه، مط عمير شفتيه وعاد إلى طريقه.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
- هذا مستواه جيد.
قالها جوزيف في هدوء بعد أن طالع البحث المقدم من عمير الذي عقد حاجبيه مردداً:
- جيد.
رفع جوزيف عينيه قائلاً بنبرة باردة:
- نعم.... ماذا تريدني أن أقول.... أخبرتك ألا تتوقع الكثير، فأنت غادرت دولتك فلتعي ذلك.
أخذ عمير نفساً عميقاً ليتماسك قبل أن يقول بنبرة لم تبدو هادئه:
-أعلم جيداً أين أنا يا دكتور.... فلا داعي للتذكير طوال الوقت، وأنا لا أريد أكثر مما أستحق.
- وأنا لا أعطيك أكثر مما تستحق.
ثم سكت لحظات مضيفاً:
- ولا أقل مما تستحق.
وقف عمير واتجه للباب قائلاً:
- لا فائدة.
- عمير.
قالها جوزيف فأوقفه فأردف:
- لولا أنني أعلم أنه يمكنك أن تقدم أفضل من هذا لما أبقيتك معي.
مط عمير شفتيه قائلاً:
- معقول... لم أتصور أنك تنظر لي بإيجابية أبداً.
عاد جوزيف ينظر في أوراقه قائلاً:
- هذا شأنك.. فلتتصور ما تشاء...يمكنك الانصراف.
حدق عمير به للحظات وتمنى أن يصيح في وجهه أن هذا الاسلوب ليس الافضل كما يتصور لكنه تذكر أمر المركز الاسلامي وأنه لا يجب أن يتأخر فأغلق الباب خلفه ليلحق بالشباب.

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

- كان مشهد رائع يا أمي حقاً مشهد رائع... لقد أقشعر بدني وأنا أسمع خمسة أشخاص ينطقون الشهادة بل أن البعض بكى بالفعل .... ياه يا أمي.... كم أحمد الله على نعمة الاسلام ... وكم أشعر بغلاوتها عندما أرى آخرين ينضمون لها وكم كنت أتمنى أن يكون لي دور في إسلام أي شخص على وجه الارض لأقول"الحمد لله الذي أنقذه بي من النار" لأكمل مشوار الرسول الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم.

قالها عمير في سعاده وهو يسرد لأمه ما حدث في المركز.
قالت رجاء:
- وهل الخمسة أصدقاء ريم ورفاقها؟!
- لا اثنان فقط، أما الثلاثة الباقين فكانوا يأتون باستمرار إلى المركز.
سألته بنبرة دهشة:
- وهل ريم تعمل داعية؟!
- لا يا أمي..أنا أيضا تصورت ذلك ولكنها قالت لي أنها لا تملك المعلومات الكافية لتكون داعية رغم أن لديها ملكة الكلام وإجبار الآخرين على الانصات لها ولكنها تعد نفسها وسيط أي توفر إمكانية إلتقاء غير المسلمين بالمسلمين الذين لديهم القدرة على الدعوة إلى الاسلام .
همست رجاء:
- ليس لديها معلومات.... هذا متوقع.
لم يسمعها عمير فقال:
- ماذا قلتي يا أمي؟!
- لا شيء يا ولدي.... لا شيء.
وقف ليغادر الردهة:
- حسناً ..أمي إسمحي لي سأدخل غرفتي.
- عمير ... كنت أريد أن أذكرك بشيء.
- تذكريني؟!!
- نعم ...إن الذكرى تنفع المؤمنين.
عقد عمير حاجبيه فأمه لا تذكر هذه الآية إلا إذا أخطأ في شيء أو فعل ما لا يليق به كمسلم، فقال:
- تفضلي يا أمي.
- اتق الله يا ولدي... وعليك بغض البصر.... حديثك عن ريم هذه زاد في الاونه الأخيرة...وكما قلت اتق الله ... وغض بصرك.
حدق عمير بوجهها قليلاً ثم ابتسم مقترباً منها ليقبل جبينها هامساً:
- جزاك الله عني خيراً يا أمي.. وأعانك على تذكيري دائماً بما يرضيه.
ربتت رجاء على كتفيه قائلة:
- لهذا خلقنا لنكون لبعضنا عوناً على الطاعة.... أليس كذلك؟
- بلى يا أماه ....كذلك.

استلقى في فراشه متطلعاً إلى سقف حجرته ....
"....لا يا عمير يجب أن تراجع نفسك وتحاسبها قبل أن يحاسبك الله....حتى أمك لاحظت ... إذاً هناك مشكلة يجب أن تعالجها..... يا الهي .... أنت لم تغض بصرك عنها على الاطلاق والدليل على ذلك أنك تذكر معالم وجهها جيداً بمجرد التفكير فيها.. تبا ..كيف وقعت في هذا الخطأ بسهولة..."
- لكني لا استطيع أن أنكر أنها شخصية جديرة بالاهتمام فلم ألتق بفتاه مثلها من قبل.
".. أفق يا عمير أنت لم تكن تسمح لنفسك بالحديث مع الفتيات من الاساس فكيف تقارن..."
- لكن الامر اختلف مع هذه الفتاة كثيراً.
" ... وهذا ما يجب أن تحترس منه..."
كان يحدث نفسه وكأن شخصاً آخر معه يجيبه وهذا ما يلجأ إليه عادة عندما يحاسب نفسه..
- نعم أعترف هناك خطأ وسأعمل على إصلاحه.
"... وهل ستنجح بهذه السهولة..."
- إن شاء الله سأنجح.
"... لا تنسى أنها عادة هي التي تتحكم في إسلوب الحوار..."
- سأعمل على ألا يكون هناك حوار أي حوار هذا هو الحل الوحيد.

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

تجمع الشباب المسلم كعادتهم في الساحة الخلفية وما أن رأى جاسر ريم حتى أسرع إليها:

- ريم.... ألم ترِ عمير؟!
- تسألني أنا ؟!!... إنه زميلك أنت بالكلية والمفترض أن تراه أنت وليس العكس.
ابتسم جاسر ناظراً خلفها:
- حسناً لاداعي للسؤال لقد حضر.
استدارت لتراه يقترب إلا أنه لم يتجه لهم وتوقف عند مجموعة الشباب يحدثهم فقال جاسر:
- أشكرك على كل حال يا ريم سأذهب إليه.
وضع يده على كتف عمير فنظر إليه مبتسما:
- أين أنت يا مهم؟!!
- مهم؟!!
- نعم ، أليس المهمين هم من يبحث عنهم الآخرين؟
ضحك عمير قائلاً:
- في الحقيقة لم أكن أعلم أنك تبحث عني.
- كيف حالك مع دكتور جوزيف؟
- لا بأس، وإن كنت لم أقتنع بإسلوبه هذا بعد... كما أنه مازال يشعرني بأني لا أؤدي كل ما علي.
- أمنح نفسك بعض الوقت... سيكون الامر أفضل.
- أرجو ذلك.
- ماذا ستفعل الأن؟!
- لا شيء .. جئت أسلم عليكم ثم أغادر.
- كنت أفكر في أن أتجول قليلاً ،أتحب أن تشاركني؟!
- بالتأكيد.
وقبل أن يغادرا سمعا ريم:
- إلى أين؟.. لم يأتي الغداء بعد.
توقفا وقال جاسر:
- أنا لست جائع ، ماذا عنك يا عمير؟!
- أنا أيضاً لست جائع.
ابتسم جاسر لريم قائلاً:
- للأسف يا ريم سنحرمكم من تواجدنا معكم في وجبة الغداء.
ابتسمت ريم ونظرت لعمير قائلة:
- كيف حالك يا عمير؟! منذ أن ذهبنا للمركز لم أراك.
تطلع عمير لنقطة غير معلومة ليجيب:
- لقد انشغلت بعض الشيء واكتفيت بأن ألقاكم هنا.
لاحظ جاسر أن عمير يتحدث دون حتى أن ينظر لوجه ريم التي عقدت حاجبيها قائلة بنبرة غاضبة:
- حسناً ... لا داعي أن أعطلكما أكثر من ذلك... بعد إذنكما.
غادرتهما في ضيق فالتفت عمير لجاسر:
- هيا بنا.

يتبع