الجمال
الذي أحسن كل شيء خلقه
ليس الجمال بمئزرٍ
فاعلم وإن رُدّيت بُرْدا
إن الجمال مآثرٌ
ومناقبٌ أورثن حمدا
الله جميل يحب الجمال ، موصوف بالجلال ، انظر نهجه ، وقد أنبت حدائق ذات بهجة ، خلق الإنسان في أحسن تقويم ، وأبدع الكائنات في تصوير مستقيم ، جمال في كواكب السماء ، وحسن يكسو الأشياء ، نجوم زاهرة ، وبحار زاخرة ، كأن الأرض مكسوة بأحسن نسيج ، والحدائق فيها من كل زوج بهيج ، رسم الجمال في الكائنات ،
وخط الحسن في المخلوقات .
الجمال في العين بلونها الأسود ، وبجفنها المقعد ، بسحر نظرتها ، وروعة خطرتها ، مدورة في بهاء ، متحركة في سناء ، لها في الظلام بريق ، ولها في الحركة تلفت رشيق ، عليها رمش يحميها ، ويغسلها ولا يدميها ، وهي في نهر من الماء تسبح ، وفي هالة من النور تمرح
الجمال في الفم وهو بالحسن محبوك ، وبالأسنان مسبوك ، يرسل الكلمات ، ويبعث النغمات ، بلسان فصيح ، وصوت مليح ، لا ينطق حتى يؤمر ، ولا يسكت حتى يزجر ، فيا له من خلق ما أبدعه ، ومن صنع ما أروعه{
أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ } الجمال في الوجه ، بطلعته البهية ، وإشراقاته الرضية
مقامات القرني