خفضت رأسي وأستمريت بالسير ببطء
كنت أشعربالحرارة تشع من جسدي
وأتصبب عرقا
لا أدري لما
أخوفا من المواجهة
أملعودت مجرياة الأمس بذاكرتي
زهراء
يا ألهي أأنا أهذي !
شعرت بتجمدرجلي في لحظة أردت الهروب فيها فقد خانتني رجلي بهذه اللحظة
مازالت في محاولهلعدم استراق السمع لصوتها
أنها مريم
هذا صوتها أنها تناديني
لحظتهاتمنيت لو أني صماء بكماء
حتى لا أسمعها ولا أضطر للرد عليها مجيبة بتلك الكلمةالتي انزلقت من لساني عنوة
نعم يا مريم
أعتذر عما بذر مني بالأمس فلوشرحت لكِ الأمر أني متيقنة أنكِ ستعذرينني وإنما
وإنما ماذا؟!
هل ستتقبلينحقيقة ما سأخبركِ به
طعنني الخوف من غموض كلماتها
أية حقيقة
يا ألهي ماذادهاهم جميعا
هل هم يهذون أم أنا التي لم أعد أدرك ما يدور حولي
استيقظتمن لحظة شرودي وكلي بين حنايا نفسي رغبة جامحة في معرفة ماهية الحقيقة التي تتحدثعنها
أخبريني كي أستطيع الحكم على ماستخبريني به أأستطيع أن أتقبله أملا
فالقدر علمني الكثير وكسر عنفوان عنادي فبت أرضى بكل ماهو واقع حق وحقيقة دونأتعاب نفسي فأنا الآن قد استرسلني القدر للاستسلام له
وأطرقت بحزنواستسلام
أنا الآن تعبة وذاهبة لأستريح وأنا بانتظارك عند وقت العشاء
حينهاحزمت أمري ودخلت شقتي
بدأت بتقليب صفحات كتبي لا أرى الحروف كما ينبغي أنأراها واشعر وكأن صخرا أثقل به رأسي فسارعت إلى إغلاق الكتب فلا أنا سأفهم ما هووراد بهم ولا هم سيفهمون ما يدور بفكري فالأفكار والهواجس تتلقفني بيديهاكدمية
دقت ساعة الموت أو مولد حياة جديدة هكذا كنت أستطيع التعبير عن هذه اللحظةوأنا بين يدي تلك السيدة في انتظار بكل شغف لما ستبوح لي عن مكنونه لا أعلم بماذاأصف حالتي تلك ...أأنا خائفة أم ماذا لا أعلم لا أستطيع أن أصف لكم ماذا أعترانيلحظتها هاهو صوتها يباغتني بكل تردد يشوبه لحن الخوف نعم تكلمي يامريم أنا كلي آذانصاغية إليكِ كنت أشجعها وأستحثها على الكلام فقد بت أضيق ذرعا من الانتظار لكيتنطق
سأدخل بصلب الموضوع
والدكِ هو والد أبنائي نور وأنور
أتقولينإنه زوجك !
هذه جملتي التي نطقت بها
في لحظة سمعت صوت انكسار
لاأدري أكان حقيقة أم يخيل إلي ذلك
نعم قد كان صوت انكسار صورة والدي التي رسمتهاله بمخيلتي ونحت آثارها بنفسي
تسللت الشروخ إليها لتحيلها إلى فتات مبعثر علىالأرض
أيعقل ذلك!
ذلك الشامخ بنظري