أنور ونور هنا؟
نعم قد سبقاكِ بالقدوم إلى هنا صبيحةهذا اليوم وذهبا سريعا للعصفور كعادتهما
تفضلي بالدخول
جلسنا نتناول طعامالفطور
سمعنا الطفلين يصرخان أبي وهما قادمان نحونا يحملان ذلك البروازالخشبي المزخرف بالورود الملونة ذات اللون الأحمر والأصفر
أبتسم قلبي قبلتظهر ابتسامتي على وجهي
قائلة أنها صورة والدي
هيا أريا الصورة أمكما
وهما مازالا يصرخان أبي !
رأيت مريم تقف على رجليها قائلةمستحيل!
مستحيل ماذا يا مريم لقد أخفتني
سقطت دمعة من عيونها قبل أن تسقط صورةوالدي من يدها لأسمع صورة أنسكار الزجاج
لا لا لا تنكسري يا صورة والدي
شعرتبقلبي ينكسر لانكسار الزجاج
نظرت إليها نظرة كلها لوم واتهام
وبينما هيالصدمة هي عنوان وجهها والخوف هو صوتها والارتباك حركاتها
أنا ذاهبةوالمعذرة
أخذت طفليها وخرجت وهما مازالا يصرخان أبي!
أيعتقد هؤلاء الأطفالوالدي هو أبيهم
أخذت أبعد بقايا الزجاج المتكسر عن صورة والدي كي لا تشوهالشظايا ملامح وجهه
ولم أشعر بالألم يمزق يدي حتى رأيت يدي تنزف الدماء فقد مزقتيدي شظايا الزجاج
أطلقت آه خرجت بصعوبة من قلبي
فأنا أتأوه نفسيا قبل أنيتأوه جسدي
كنت أنظر حولي وفي مختلف أرجاء شقتي
لعلي أرى طيف أحدهم مما أنافيه ينقذني
صرخت أين أنتِ يا أمي
بكيت أنا آسفة عمي
مسحت دموعي فاطمةأنا بحاجة إليكِ صديقتي
أشعر بكل شيء صامت ميت وأنا أبكي
صمت الأشياء يثيرجراحاتي
صمت الأشياء يجعلني أشعر بسخريتها مني
لا تخشي ها أنا ذي ألملمبقاياك بين ثنايا قلبي يا والدي
رأيت مذكرتي وقلمي على المنضدة أسرعت إليهمافهما ملجأي في هذه اللحظة وبهذه الغربة والوحدة
فتحت اليوم صفحة جديدة بللتهادموعي قبل أن تضمها كلماتي
وبدأت أخط حروفي لقلبي الطيب الذي لطالما ظلمنيلشدة طيبته
فهل بعد أن أمنح هذه العائلة محبتي وكل طيبتي أُعامل هكذا منقبلهم أُعامل في لحظة بكل برود وقسوة
بكل جمود وغموض
عندما أبكي الألميعتصرني
الدموع تحرقني
الكلمات تهجرني
قلبي يبكيني
نعم فعندماأبكي
أرى نفسي صغيرة ضعيفة
أنهار وأنا ما أزال واقفة على قدمي
تحرقنيالدمعة وتخنقني العبرة
أضم أصابعي بقهر لأكتم عليها صراخها
إليك ذلك ياقلبي
إليك كلماتي