قلت صباح النور
أسمي زهراء ناديني به
حسنا يا زهراء وأناأدعى السيدة مريم
رأيت أطفالها يخرجون للعب حول قدميها كانا جميلا المحيا صبيوصبيه
فكما يبدو أنهما لم يبلغا سنا السادسة حتى الآن
أهم أبناءكِ يامريم؟
أجل أنهما كذلك
نور وأنور أنهما توأم هذا ما رزقني إياه الله والحمدلله على كل حال من زوجي الراحل وبدأت تواصل حديثها وأنا في استماع إليها بكاملحواسي وقواي تخبرني خرج للعمل لتبقى هي بانتظار عودته التي طالت لمدةأشهر؟!
ليعود إليها بقايا حروف كُتبت على ورق إنه أستشهد
صعقت لكلمةأُستشهد!
أجبتها والدي كذلك أتى لهذه البلدة للعمل بها لمدة فهو يتردد مابينعمله هنا ومابين موطنه حيث أسرته منذ بضع سنوات ليست بكثيرة حتى سافر ليصلنا خبروفاته المفاجىء والغامض
أحادث نفسي إنه لأمر غريب أن يكون غموض موت زوجها كموتوالدي!
وعند العصر اتصلت بفاطمة فهذه المرة قد أجابت على الهاتف
أين أنتِ منوعدكِ لي بالاتصال
انتظري لا تظلميني فقد اتصلت بكِ بالأمس ولم يرد أحدا علىالهاتف
المعذرة إذن كذلك
فقد كنت حينها بالسوق
ولابد أنكِ قد نمتِ طوالمسافة الطريق ذهابا وإيابا
ضحكنا معا...قالت لا لم أنم وإنما غفوت
لم تناميوإنما غفوتي!
كم تعشقين النوم
كيف حالكِ مع الوضع الجديد
في تأقلم مستمرولكن الجو هنا باردا جدا يخترق العظام قليلا ويحولنا هذا الطقس لأصابع من البوضه
ونحن هنا الحر أن لن يرحل سنتفحم من حرارته
أنا أستأذنك الآن يا فاطمةولا تنسي أن توصلي سلامي لأمكِ وأخواتكِ
حسنا يا زهراء
في أمان الله
فيأمانه ورعايته
مضت أشهر على سفري وقدومي إلى هنا وبدأت الدراسة واعتدت علىالوضع بالجامعة وبالمسكن الذي أسكن به
وكما يبدو قد كونت لي عائلة جديدة هناهي السيدة مريم وطفليها نور وأنور
رأيت نفسي في تناسي مستمر وملحوظ لأمر والديالذي أتيت من أجله ولأجله إلى هنا وبدأ تلاشي شعوري بأنه حيا فهو لم يكن سوى سرابكما أخبرتني فاطمة وبين الحين والآخر كنت أتواصل معهم جميعا عن طريق الهاتف
اليوم صباح الجمعة استيقظت منتظرة قدوم الصغيرين لشقتي فقد أعتدت قدومهم فيصبيحة كل يوم جمعة إلى شقتي أنهما طفلان شقيان ألا أنهما ينشرون الضحكة في أرجاءالمكان والفرحة كما ينشر الزهر عبقة وكما تتنقل الفراشات في صبيحة كل يوم بالحدائق
ها هي طرقات أيديهم الناعمة على باب شقتي تصل آذاني
ألم أخبركم بأنهمقادمون
فتحت لهما الباب
الشقيان لم يلقيا علي حتى تحية الصباح هذا اليوم
فالشوق يحرقهم لرؤية عصفوري الذي بدأ يكنى بعصفورنا
واتجها مباشرة نحوغرفتي فرحين ضحكت عليهما
كنت على وشك إغلاق باب الشقة حتى سمعت تحية الصباحالتي انتظرت سماعها من الطفلين ولم أنل مبتغاي تصلني من السيدة مريم
صباحالخير
صباح الخيرات