ربت على كتفي عمي بحنان أتمنى لكِالتوفيق وأتمنى أن يحفظكِ المولى وسنكون بانتظار عودتكِ لنا لا تنسي الاتصال بناعندما يحل بكِ المقام عند وصولكِ
أما أمي لم أستطع أن أنطق بأي حرف فحالها يرثىلها ازدردت ريقي متعلثمة سأعود يا أمي سأعود لكِ وإنما ليس وحدي ((سأعود وإنما ليسوحدي يا ترى ماذا أقصد بهذه الجملة التي انطلقت مني بكل عفوية الأيام ستوضح ليذلك))
وبقينا في لحظة صمت طالت بنا ونحن نتبادل العناق الذي أشعل نار الفراقوتسبب بهطول سيول جارفة وغزيرة من الدموع
غادرت وأنا أمسح دموعي غادرت وأناأسير بتثاقل كلما ابتعدت رأيت الماضي الذي عشته والحاضر الذي سأعيشه
كلما سرتخطوة أتضح لي طريقي الذي رُسم لي وغلف الضباب طريقي الذي أنا من سيرسمه
عندمااستقريت بالكرسي بالطائرة لم أستطع النظر من خلف النافذة فأنا لا أستحمل رؤيةالطائرة وهي تأخذني بعيدا عن موطني
غطيت وجهي بكفي وأجهشت بالبكاء لا أستطيعالعيش مجددا وحيدة أريد العودة إليكِ يا أمي لا أستحمل لحظات الفراق القاتلة مديألي يدكِ يا أمي انتشليني مما أنا فيه الآن أبعديني عن الطريق الذي سرت إليه بنفسيرغما عنك متجاهله أعراضكِ
فرأيت يدا تمتد إلي لتعطيني منديلا امسحي دموعكِيا ابنتي فلا يوجد ما يستحق دموعكِ
إنها امرأة طاعنة بالسن مسحت دموعي فقدخففت علي حزني وزادتني قوة وشجاعة وصلابة للسير بالطريق المجهول بصمود حتى أستطيعالمواصلة
في تمام الساعة العاشرة ليلا حل بي المقام بأحد الفنادق القريبة منالجامعة التي سأدرس بها
الجزء الثالث
فقد كنت تعبه نفسيا وجسديا ولم أستطع الاتصال بأهلي وصديقتي لأخبرهم بوصوليبسلامة حتى لم أرتب المكان ولم أضع كلا من حاجياتي بمكانها المناسب استحممت سريعاوأويت للفراش
وفي الصباح الباكر استيقظت نشطه فقد نمت كفايتي ليلة البارحةبعد ذلك اليوم الشاق سمعت عصافير بطني تنادي إذ أني جائعة بالأمس لم أتناول شيئاضحكت على نفسي واتجهت نحو الحمام حتى أستحم لم يكفيني الوقت لألمس قبضة الباب حتىسمعت صوت جرس الباب يدق
ارتعدت ساقي خوفا وأدمعت عيوني متوجسة من المجهولالذي يقف خلف الباب فأنا سريعة الخوف ودموعي أسرع من أي شي تسيل
يا ترى من خلفالباب؟!
فلا أعرف أحدا هنا وكما أني ضيفة جديدة بالنسبة لسكان هذاالفندق
اتجهت نحو الباب وكأني أسير بطريق طويل ونهايته المجهول المخيف
رددتبصعوبة بالغة من هناك؟
وصلني صوت أمراه أيقنت من صوتها إنها أمراه جد حزينةوعانت الويلات في مسيرة حياتها فقد كانت نبرة صوتها الحزين تنبئني بذلك
فتحت الباب لأرى مالم يكن بالحسبان عن أي مجهول مخيف كنت أتوجس تسمرت مكانيلشدة دهشتي لما أرى
قالت صباح الخير أيتها الضيفة الجديدة
ابتسمت صباحالنور
هل أستطيع مساعدتكِ في شيء؟
أجابت أنا آسفة فكما يبدو أني أخفتكِ وشكرالكِ على سؤالكِ فأنا لم أحضر إلى هنا سوى من أجل تسليمكِ ما قد سقط منكِ ليلةالبارحة وكان يبدو عليكِ العجلة من أمركِ ولون التعب قد صبغكِ فلم أستطع مناداتكِلأسلمك إياه حتى تواريتي عن الأنظار وتلاشت صورتكِ عن ناظري كما يتلاشى الظلام عندشروق الشمس
نظرت إلى يدها لأرى إنه الخاتم الذي أهدتني إياه فاطمة بمناسبةعيد ميلادي منذ بضعة أيام
يا ألهي كيف لي أن لا أنتبه له وهو يسقط من يديوكيف لم ألحظ اختفاءه من حول إصبعي وأنا أقلب يدي للخلف والإمام وأنا أنظر لأصابعيكما يبدو أني نحفت قليلا