لوصف مدى اشتياقيلمحياك
صعدت لغرفتي لأرى أيلين قادمة وبين يديها جمعا من الأكياس فكماتعلمون صبيحة هذا اليوم كانت بالسوق
أيلين هل لي أن أساعدكِ
طبعا يا زهراءفأنا بحاجة لحمل جميع هذه الأثقال ودخلنا لغرفتها التي لا تختلف كثيرا عن غرفتي منحيث الموقع والحجم والشكل
وبدأت بإخلاء الأكياس لتدخل محتوياتها إلى خزانتهاوأنا أنظر إليها
فوصلني صوتها قائلة يا زهراء قد أقترب موعد دراستكِ الجامعيةلكني لا أعلم ما هو تخصصك أجبت بإذن الله ومشيئته سأدخل كلية التربية لأتخصص بمجالعلم النفس
ولكن
ولكن ماذا يا زهراء
أفكر بالسفر، باغتني صوتها مهاجماطبلت آذاني السفر ولماذا؟!
وأنا أخفي نظراتي بين صفحات كتابها وأنا في تصفح لهأريد الدراسة خارج البلد فكهذا كنت أتمنى منذ الصغر ووعدني أبي بتحقيق حلمي ولكنهرحل ونزلت مني دمعة على خدي قطعت قلبي ألما لكلمة قد رحل وتركني وحيدة
حاولتالتخفيف علي أيلين
هل فاتحتي أمكِ وعمكِ بشأن هذا الموضوع أجبت لا ليس حتى الآنوإنما قريبا سأفاتحهم بخصوص موضوعي هذا
قالت هكذا إذن
أجل يا أيلين، وقالتلي وإنما لا تتأخري في عرض الموضوع عليهم
حسنا والآن أستأذنك فأنا ذاهبة لغرفتي
وعلى وجبة الغذاء وسط هدوء غرفة الطعام قطعت على الهدوء صمته وأوقفتبكلماتي المنطلقة صوت طقطقة الملاعق
أمي أريد أن أفاتحك بأمر هام جدا
كما تعلمين أنا منذ صغري وأنا أتمنى الدراسة بالخارخ
تنظر إلي بصمت حتىتكاد عيناها تقتلعان قلبي من الخوف
وأنا أكمل حديثي مواصلة حتى صرخت أمي ماذاتقولين
تناهى إليها صوت عمي جاسم هوني عليكِ فالغضب بحالتكِ هذه يضربصحتكِ
وأشتد الحوار بيننا أو بالأحرى الصراع في وسط زوبعة من الصراخ حتى أستطاععمي أقناع والدتي برغبتي وكذلك جملتي هذه أسكتت أمي (والدي وعدني بتحقيق أمنيتي وهاهو قد رحل وعليكِ أن تحققيها لي لا تقفي ضدي وتكسري حلمي ككسر الصخر للزجاج ) شعرتأني قسوت عليها أكثر من اللازم بكلماتي القاسية، تناهى ألي صوتها بألم وسط دموعتذرفها عينيها أتريدين أن ترحلي عني كما رحل والدكِ ولم يعد لنا وإنما وصلنا خبراستشهاده حتى لم نرى جثته وإنما قيل لنا أي قبر يسكنه
سحبت نفسي متألمةلكلماتها مؤنبه نفسي على ما أثرته وهمست بأذنها يعز علي فراقكم يا أمي وإنما هذاحلمي وأريد تحقيقه
مددت يدي بعد أن وصلت لغرفتي لأفتح الباب وحتى الآن لمتلامس أناملي قبضة الباب تناهى لمسمعي صوت صراخ أمي تسمرت مكاني وبقت يدي معلقةبوسط الهواء لا أجرؤ على أعادتها لأضمها لصدري لأخفف على نفسي الخوف ولا أن أقدمهاخطوه أخرى لألمس قبضة الباب لأفتحه تسمرت مكاني خوفا وهلعا وشعرت بشعري يقف كما لوأنه تكهرب والقشعريرة تسري بأوصالي
صوت أمي قويا هذه المرة ولأول مره أسمعهاتصرخ بهذه القوه هزت أركان المنزل
حدث كل شيء بسرعة كسرعة الريح وكان صراخهاالذي هز أركان البيت كعاصفة عويصة مرت بالمنزل لتغير ملامحه في لحظات
نزلتبعدها لأرى باب المنزل يغلق وعمي حاملا أمي ليأخذها للمستشفى
أعتقد أني وصلتبمشقة وعناء لغرفة الطعام إذ قدمي لم تسعفني على المشي أو الركض لشدة خوفي تستطيعونأن تقولوا لقد أصبت بشلل مؤقت
أيلين ماذا حصل ؟!
قالت لما كل هذا الخوفيأكلكِ
أنها أوشكت على الولادة لا غير
أيلين أذهبي عني فأنا الآن لست بمزاجتقبل نكاتكِ السخيفة
صعدت لغرفتي من جديد بعد أن توضأت وأقبلت نحو القبلة داعيةلأمي أن يسهل عليها في ولادتها
وأن لا ترحل عني كما رحل والدي فلن أستطيع تقبلصدمة جديدة بدون أدني شك سأنهار انهيار كلي هذه المرة سأموت أن رحلت (أترون أقولكلمة أن رحلت) لا أجرؤ حتى على النطق بكلمة