أنا بالسوق أبحث لأعز صديقة بهذا الكون هدية
هدية !لماذا؟
ضحكت أنها بمناسبة اقتراب عيد مولدك
أجبتها أجل لقد نسيت ذلك وشكرالك على تذكر عيد مولدي
ضحكت مجددا أتعلمين كم سيصبح عمرك أم نسيتي ذلك أيضا
ضحكت على أسلوبها الذي يستفزني لأجيبها فهي تعلم أني كثيرة الصمت، طبعا سأبلغالتاسعة عشر بعد بضعة أسابيع
الحمد لله أنك لم تنسي ذلك
وصلها صوتي المترددبأن ينطق بأخر كلماته ولكن
ولكن ماذا يا زهراء!
سأبلغ قريبا التاسعة عشرومازلت بداخلي طفلة ترفض أن تكبر
ماذا تهذين
لا أهذي وإنما الآن أستودعك فيرعاية الله
في أمانه ورعايته
وأغقلت سماعة الهاتف وذهبت متوجهة بطريقيلإطعام عصفوري فلابد إنه جائع الآن
فهذا الصباح قد تأخرت في إطعامه
وأناأنزل عتبات الدرج
تذكرت قول الرحمن:يرفع الله الذين أمنوا منكم والذين أوتواالعلم درجات
يا ألهي لقد نسيت أمر الجامعة فموعد اقترابها قريب جدا وموعد اقترابولادة أمي كذلك قريبا بنفس يوم ذكرى عيد مولدي ونسيت أن أكلمهم فيما يدور بفكريالآن سأطعم عصفوري وهذا الموضوع سأفاتحهم به قريبا
تساءلت اليوم لم أرىأمي!
فمررت بعمي الذي يشاهد التلفاز بغرفة الجلوس
عمي
نعم يازهراء
أين أمي لم أرها هذا الصباح!
الجزء الثاني
إنها بالمطبخ
أجبت بالمطبخ! ولكن ماذا تفعل هناك
تريد تحضير وجبة الغذاء بنفسها اليوم
تساءلت بصمت وأيلين أين هي عن عملهاهذا الصباح
وصلني صوته بحنان وأيلين اليوم قد منحتها والدتكِ إجازة وقد ذهبتللتسوق
فمد يده قلت ماهذا أجاب جريدة اليوم أريدكِ أن تقرأيها لي بعد موافقتكِبالطبع
ابتسمت وقلت لا بأس هاتها (أترون لقد حصل تغير جذري بي من كره لعمي إلىحب!)
وبدأت بالقراءة وعمي يشرب كوب الشاي الذي بيده وحتى انتهيت من قراءة كلماهو مهم بالنسبة لعمي
نظرت لساعتي ونطقت أنها العاشرة صباحا
قال ألديكِ موعداليوم!
أجبت وملامح العجلة ارتسمت على وجهي لا وإنما عصفوري
ماذا به؟!نسيت أنأطعمه اليوم عن إذنك أني خارجة لإطعامه قال حسنا لكِ ما تريدين
أطعمته وعدتللداخل فيما بعد اتجهت للمطبخ شممت رائحة الطعام قد غلفت المكان وجعلته يبدو كما لوكان وجبة كبيرة لذيذة وبحثت عن أمي في أرجاء المطبخ لم أجدها
لا بد إنها بعدالانتهاء من تجهيز الغذاء اتجهت لغرفتها لتنال قسطا من الراحة
وكما أعلم أنهقريبا موعد ولادتها وقد حدد لها الطبيب يوما للولادة يصادف يوم مولدي
أمي كمايلاحظ الجميع أن انتفاخ بطنها ليس بالأمر الطبيعي وكأنها ستنجب دبا لا طفلا
ضحكتعلى تفكيري الساخر هذا وطلبت لأمي في قرارة نفسي أن تلد طفلة معافاة وأن تنجيبحياتها من بين قبضة ذلك المارد الخفي الذي خطف حياة والدي
تنهدت بحزن قائلةآه يا أبي لو تعلم كم أنا لك مشتاقة ولروحك منقادة ولهمسك بأناصف الليل محتاجة لمارحلت دون أن تودعني حتى لم أراهم يدفنونك ولا كيف يكفنونك حرمت حتى من متعة النظرإليك حتى بأخر لحظات الأمل برويتك ليتك لم تسافر ليعد عمي إلينا بخبر شهادتك، أتعلمأخبرنا بأمر استشهادك فقط لا غير ولم يزد في سرد التفاصيل فعلى حد زعمه هذا ماقدوصله من معلومات عنك أيها العزيز
فشوقي لك كشوق الصحراء للأمطار لا يشبعهاماء بحر ولا نهر وكطفل لا يكتفي باللعب ولا حتى الحروف تسعفني