قصه أعجبتني فأحببت أن تقرأوها...
الجزء الاول
إنها الليلة الأولى بعد مضي سنين طويلة أشعر بالخوف يقض مضجعي وبالبرد يأكلني...ففيالماضي عندما تهاجم الكوابيس أحلامي والخوف داري والأصوات المرعبة آذاني ...أفرهاربة من غرفتي تاركه سريري يؤانس الوحدة إلى حيث هناك أخر الرواق أسير بفزع يشلحركتي حتى أصل إلى الباب المطلوب فأسرع إلى فتحه بيد...وبيدي الأخرى حاملة دميتيلأرى عينين بوسط الظلام تبتسم إلي بحنان ينسيني الخوف وأسمع همسات تخشى أن توقظ أميمن النوم تنطق تعالي إلى هنا يا زهراء أبنتي
فسارعت لأنطق له فقطع عليلحظتي كيلا أهمس بأي حرف أعلم أنك خائفة وأن كابوسا مزعجا قد باغتك ولولا ذلك لماأتيت إلي فزعة هكذا نعم إنه أبي الحنون فأتقدم بضع خطوات لأصل إليه وأنام بينذراعيه والأمان يحطني ويغيظ الكوابيس لأنها لم تعد تخيفني فأما هذه الليلة أشعربالخوف بالألم بالشوق والحنين ولا أستطيع النوم ولم يعد هناك بأخر الرواق منينتظرني ليمتص مني خوفي ويبعث بين جوانحي الأمان ويحميني من براثن الكوابيس والقلقفبكيت بمرارة كطفل خائف يخيفه الظلام وتفزعه الوحدة وكعاشق ولهان وحبيب هجر. حتىباغتني صوت الآذان إنه أذان الفجر! يا ألهي أضحى الصباح ولم أنم فقمت بتثاقل لكيأصلي سجدت لله خاشعة أطلت السجود متضرعة باكية حتى جفت دموعي طالبه الرحمة لروحوالدي العزيز ولأرواح المؤمنين والمؤمنات بعد لومي لذلك المارد الخفي الذي يزورالمنازل على غفلة ليخطف أراوح الأعزة منا حتى أعياني السهر فاستسلمت لسلطان النومأخيرا .
كان اليوم يوم الجمعة حين صحوت على صوت المنبه فرفعت غطاءالسرير عني وكأني أرفع صخرا عن كاهلي لا قماشا رقيقا يدفئني عن برودة الشتاء وحملتقدمي على المشي بتثاقل وأنا أتثاءب وحين انتهيت من الاستحمام جهزت نفسي بتكاسلوبينما أنا شاردة الفكر حيث جسدي بالدار وعلقي وفكري بالكامل بعيدا سمعت طرقاتمتتالية بصوت خافت فشقت علي صمت وشرودي للحظة فأدركت إن مصدرها منبعث من ناحية بابغرفتي فاغرورقت عيناي بالدموع وتصاعدت الدماء بوجهي وأنشدت أعصابي فأنها طرقات أبيعلى باب داري كل صباح فلحظتها لم أدرك أن الذي أمامي يقف سوى طيف ووهم ارتسم أماميليتمثل لي بصورة والدي بوجه بشوش حنون مشرق وبصوت يداعب سمعي ابنتي العزيزة صباحالورد أنمتي جيدا البارحة
أجبت بصوت يفتت الصخر لقوته
يذبل إثره الزهر
مجيبه كالمجنون الذي يحادث نفسه وكالنائم حينما يحلم ويتحدث وكالواقع تحت تأثيرالمخدر حينما يهذي
متى عدت أبي؟!
ألم ترحل منذ بضع ليالي عنا؟!
حتىشقت الطرقات على باب داري التي تزايدت وأرتفع صوتها بشكل متتالي علي شرودي ولحظةجنوني
ما بالكِ افتحي الباب، من تحادثين لقد كان هذا صوت أمي الخائف القلقالفزع
فأرتفع صوتي مجيبا على أمي لينطق من بين حشرجة وعبرة تكاد تخنقني لاشيء ياأمي لا أحادث أحدا
فقالت بحزن وصوت حنون افتحي الباب
ففتحت الباب لأرى عينينقد أعيتهما السهر وأرهقتهما الدمع ومصائب الزمن وبهما جمعا من الدموع من خلفأهدابها وهي تنظر إلي نظرة خوف وشفقة على حالي وحالنا
فتجمدت مكاني لمأستطع أن أنبس ببنت شفه وأخذت أبتلع ريقي لحالها
هيا إن الفطورجاهز
فأومت برأسي بالنفي
فقالت وهي كاتمة غيضها ألست جائعة فقد طال بك الوقتحتى بضع ليالي ولم تتناولي شيئا وهي مدبرة عني ستنزلين لتناول الفطور شئتِ أم أبيتِ
وأنا الآن سأنزل لغرفة الطعام وسنكون نحن بانتظاركِ
هل سمعتم ماقد قالته؟!
قالت كلمة نحن!
إذن ذلك يعني أنا لا أتوهم
فهي قدقالتها((نحن))
لفتت هذه الكلمة انتباهي فقد أدمت قلبي العليل وأصابتني بسهممن النار
فصرخت دون وعي مني كيف لكي يا أمي أن تقولي نحن وبكل برود!
أجابتوالدهشة عنوان وجهها واتسعت حدقتا عينيها فاتحه فاهها ما العيب بكلمة نحن وما الذيدعاك للغضب هكذا؟!
أجبتها بقسوة أحتى الآن لم تنتبهي لكلمتكِ، نحن سنكونبانتظاركِ((أنها للماضي وقد ودعناها)) فلن يكون هناك على مائدة الفطور بانتظاريسواكِ فأبي قد رحل عنا وللأبد.
فكسر الألم عنق أمي وسار الإحباط بصوتهامتغلغلا ليصل لآذاني وهي خافضة الرأس لم أنتبه لكلمتي فقد أعتدت قولهاسابقا
وأدارت وجهها كي تذهب
فأوقفتها بصوت يملئه الألم والحسرة والتأسف إنيآسفة يا أمي فقد فلتت مني أعصابي دون أن أشعر بذلك وأرتفع صوتي بوجهك وأنا في غيابعن وعيي وإدراكي الكامل أجابتني لا عليكِ يا زهراء على العموم سأكونبانتظاركِ
وبعد الانتهاء من تناول الفطور جلست أمي تقرأ مجلتها الأسبوعيةبينما أنا صعدت لغرفتي لأعتكف على نفسي وأقيد نفسي بالأوهام والدموع فأخذت أجيلبنظري هنا وهناك لعلي أرى ماهو قد يكون أنيسي بغرفتي التي بت أراها مجرد بقايا حطامفوقعت عيني على صندوق صغيرا فعادت بي الذكرى للماضي سريعا وأسعفتني ذاكرتي لتخبرنيبأن هذا صندوق للصور، لصور لطالما التقطتها لي ولأمي وأبي في كل مناسبة تمربنا
فأسرعت باتجاه الصندوق وكأني طفلة خائفة من أن تسرق منها دميتها بعد أن وجدتها وكلي شوق ولهفة لرؤية بقايا ذكرى أبي العزيز فبعثرت الصور من الصندوق بحركات جنونية لأجمع من بينها صور والدي كي أضمها لصدري بعد أن وجدت الكثير من الصور لوالدي والدمع يباغت وجناتي بغزارة ليحرقها وجعا وألما فأرتفع نحيبي حتى شعرت فجأة بأن جفوني ترتخي والدنيا بي تدور
فتحت عيني رأيت السقف مختلفا ففزعت فرفعت نفسي محاولة النهوض ولشدة خوفي لم ألحظ أمي نائمة على كرسي خشبي بجانبي
فانتصبت أمي طارده عن عينيها بقايا آثار النوم
هوني عليكِ لا تقلقي يا زهراء فقد أغمي عليك وتعانين من إرهاق بسيط كما قال الطبيب
الطبيب؟!
أمي أين أنا وماذا حصل وأنا أصرخ بفزع
أننا بالمستشفى وكما قلت قد أغمي عليكِ
بعد عدة أيام عدت للمنزل وكان حينها الصباح فأوصتني أمي بتناول الفطور وهي خرجت للعمل باكرا اليوم
فجلست على طاولة الطعام منتظرة؟!
فوصلني صوت الخادمة أيلين، زهراء أتريدين أن أقدم لكِ طعام الفطور الآن فقد شارف وقت تناول الفطور على الانتهاء
فقلت بحزم ألا تريني أنتظر
زهراء! من تنتظرين
أبي أيزعجك ذلك
زهراء استيقظي من حلمكِ فأبيك قد مات مات لم يعد حيا كي تنتظريه
رددت على كلامها بضربة على وجنتها وبكل قسوة وقوة كيف لكي أن تخاطبيني بهذه اللهجة أبتعدي عن وجهي بعد أن صفعتها دون أن أدرك ذلك
وبينما هي ذاهبة
وصلها صراخي ناطقا بكلمات الرحمن
يا بلهاء قال تعالى: ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل احياءا عند ربهم يرزقون
باغتني صوتها مجيبا بعد أن أدارت لي وجهها أعلم ذلك جيدا
قلت لها اصمتي ألم تقولي منذ قليل إنه قد مات فلاذت بالصمت قلت لها إياكِ أن تعيدي الكره
قولي قد رحل ولن يعود وإنما لا تقولي قد مات فهو حي عند ربه يرزق
نظرت لساعتي فعلمت أن وقت الظهيرة اعلن قدومه وأن أمي حان موعد عودتها من العمل بعد يوما شاق
وبينما أنا أطعم عصفوري حبيس القفص سمعت صوت سيارة أمي معلن لي عن وصولها
فدخلت أمي ورأتني جليسة العصفور أطعمه
ابتسمت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رددت السلام على مضض
ولحظتها جررت أقدامي معلنه عن انسحابي للداخل فوصلني صوتها مجددا
تأففت بداخلي يا ترى ماذا تريد مني ؟!
فوصلني صوتها مجددا
زهراء سأدخل لأبدل ملابسي وأستحم كي أنزل لتناول وجبة الغذاء
فأجبتها لا بأس سأكون بانتظاركِ حالما تنتهين
وعندما دخلت غرفة الطعام سالت دموعي على خدي كسيل جارف من الأمطار
وأنا أتألم بحرقة لرؤيتي لكرسي والدي فارغا وكأنه منزوي في ركن بعيدا عن بقية الكراسي والصمت قد لفه والحزن قد تلبسة والظلام رسم معالمه
أين بسمت هذا الكرسي وأين ذهبت نكاته المرحة ونصائحة الحكيمة
وعندما سمعت وقع أقدام أحدهم قادم نحوي مسحت دموعي وابتسمت ابتسامة قد لفها الحزن وأعياها الألم
لأسمع كلماتها تصلني قبل أن أرى طيفها هيا لتناول الطعام والمعذرة أن كنت قد تأخرت قليلا
أجبتها لا لم تتأخري
وعندما شارفنا على الانتهاء من الطعام
>>>
الموضوع الأصلي :
..,×رحل للأبد وأنما لم يـــمت (قصهـ قصيرهـ)×,..
||
القسم :
المخالفات
||
المصدر :
منتديات بنات دوت كوم
||
كاتبة الموضوع :
MON2