( الفصل الثاني )
رحت غرفتي..حضنت صورة أمي وأبوي..ضميتها لصدري .. وأنا أحس بإنقبااض..وشلون قلت له كِذا...أي قوة سرت فيني لمن شِفته..
ارتعشت رموشي..طاح الإطار من حضني..تلقفته يديني.. الباب انفتح
ونور تسلل من خلف الباب يغطي ظلام الحِجرة
مساعِد:صدى..!
ناظرته بكل شموخ : اطلع بررررررره حجرتي لو سمحت..!
مساعِد نزل راسه: أنا آسف يا صدى..اذا وجودي يضايقش..أنا بطلع بره البيت...بس انتي جلسي هِنا..وصكر الباب وراه بكل هِدوء
هدوء ما عهدته من مساعد المشاغب..الي كل همه التعفيس والتكسير..كل هذا كان وسط ذهولي..الإطار كان بالأرض..وأنا عيوني مبقوقة..مندهشة بكل جوارحي..!!
رِحت صوب الدريشة..فتحتها..لامست أشعة الشمس وجهي..دغدغت ملامحي العادية..أنا صدى..عمري 20 سنة...شعري كيرلي عكس اختي ملاك ولونه زي ظِلمة قلبي المسكين..سمرة..ماني بحِلوة..ولكني مقبولة..جمالي عادي..عيوني مو كبار ولا هن صغار زي الفلبينيات..يعني عادية وكمان لونهن بني..لي خدود حمرة ع الخفيف..!
مساعد زوجي السابق...أقولكم الصِدق..هو أحلى عني بمية مرة..!
وسيم سبحان ربي الي خلقه...بس ما بوصفه لكم..عيب..أنا دحين مو زوجته والله نسيتوا..بعدين أخاف تطيحون في حبه..تراني اغار >> احم احم
الشمس..الشمس حِلوة..
نامت دموعي وتدحلبت ( أي مشت ..تحركت يمنى ويسرى) على فراشها الوحيد إلي هو خذي..
الشمس..حريق..حريييييييييق...!
" ياااااا نااس..ياا عاااالم..الحقووااا..بيتنا يحترق..ياا نااس بيتنا يحترررررررررررق..يحتررررررق...يبه..يمه..يبه..ييييي يييييييمه ... حلا..حلااااااااااااااااااا"
فتحت الباب..شنطاتي مفلوتة برع..وأنا في عيوني صورة بيتنا يحترق..!
بكيييت..شهقت..نادييت...
جاو الأطفا..طفوا الحريقة..لكن حريقة قلبي ما تطفت..!
كنت أناظر الاسعاف..وهم يمشون على عتبة باب بيتنا الشعبي..شفتهم يتخطون الحديقة العودة الي لطالمها مدحوها الزوار...!
شِفت اختي حلا...
اختي حلا تندفن تحت ناار قلبي..!!
شِفت جثة أمي وأبوي..شِفت جثتها..وعيوني تناظر .. وسكوتي اجابة كِل من مر وسأل..وأنا..أنا تيتمت وصِرت بلا سند..بلا حد يوقف معاي بمصيبتي..!
كِنت أناظر ودموعي تسيل..تحرق خذي ووجهي..كنت ابكي بكل حِرقة بكل لووعة قلب..وفي قلبي من الهم ما تشيله جبال....شفت أختي..أختي حلااا..جثة..
كانت مرتاعة...ملامح وجها عصبية..و صفرة بالحيل..شِفت أمي و أبوي ..شفت عليهم ملامح الارتياح..وابتسامة...واهنيه ادمعت عيني..و أنا أشوف الموت يسرق نور حياتي الي بقى أمي وأبوي..
و زياد ، عبد الأمير ، عامر ، أمجد ، ملاك..
كلن لاهي بدنيته..
زياد في غربته..عبد الأمير في شغله..عامر فهياتته..أمجد و سفراته الي تنتهي..وملاك ببيت زوجها..وأنا..أنا..
أنااا..
وضاعت علومي... وما لقيت نفسي الا غارقة بظلامة..أدور بين شتاتي عن السعادة الي شكلها اندثرت
..........
...................
.........
.........
د. ياسمين: صباح الخير..!
وعيت على صوت الدكتورة..ناظرتها بتعب..وعيوني بالكاد أفتحها
قِلت: امي وين؟!!
د.ياسمين: كيف حالك ؟
حاولت أقوم من السرير..بس كِنت تعبانة
قِلت بصعوبة مرة ثانية: أمي ويين؟!!
ما سمعت ردها لأنها اطلعت..عقب كم دقيقة..
ادخلت مرت عمي سميرة .. قربت مني بوستها..
و الباقي انتوا تعرفونه..مساعِد..سافر عقب ما رماني بالشارع هه..يوم حس بالذنب هرب... اثره لا اهتم فيني.. كنت بالمستشفى النفسية 5 أشهر و سكنت ببيت عمي مدة ثلاث سنين..فيها احتكيت بأختي ملاك..أما أخواني..فحتى ما شفتهم لمن توفوا امي وابوي..عموماً هذي أنا اليوم..شبه إنسانة..
وغابت عني الذكرى الي انرسمت بوجه الشمس...و ظلت هذي الشمس..الشمس المنيرة الحِلوة..بلا ذكرى أنا اتخيلها..صافية..تضيء الدنيا بأشعتها الباهرة..
صكيت الدريشة.. أحس بتعب.. سِرت صوب دريشتي..وغفيت..وغفى معي..أبشع..وأحزن ذكرياتي..,,
+++++++++++
" انتي ما تفهمين... أقولج ما ينجبر قلبٍ على قلب..ولا روح على روح...
القلب عافج...ولا تفكرين كوني زوجج..بتغير..وبحبج..لأن كرهي لج يزيد يوم عن يووم..انا حبيت وحدة بس...وهي أنفال..لكنها ماتت..و عمري ما بحب غيرها"
بكلماته..حسيت بحد نزع روحي من أضلعي..عشان يذبحها هي ونبضات قلبي المتساارعة..حسيت حد يطبق أنفااسي الي حد الوجع..يخليني أذوب حزن..طاحت دمعة من عيني..نزلت راسي وقِلت مجروحة : عامر.. أنا عارفة أنك تحِب أنفال..ومستحيل أي وحدة تحل مكانها..نزلت راسي أشيل صحن الكيك...الي كنت معطيته إياه بمناسبة عيد ميلاده..تعبت وانا اسوي الكيكة..سألت أخواتي..و جننت بنت عمي..لين طلعت بهالشكل..ولكن..ما قدرت أمنع دموعي..وأنا أشوف الصحن الي تكسر..والكيكة الي طاحت ع الأرض..وداس عليها عامر...جمعت القطع وكملت كلامي .. عارفة أنك تزوجتني عشان تسكت أمك وأبوك .. لا حباً..وانا أحترم هالشي..عمري ما بطلب منك حُبك.. أو أي شي..بس .. ورفعت جسمي.. بطلبك تحترم مشاعري كوني بنت عمك.. يا عامر..[ ونزلت راسها]..سويت الكيكة حسبة تفرح بها..كوني اخت تعزك وتباك تفرح..لا أكثر ولا أقل..كنت اباا أفرحك.. و آسفة كان أزعجتك...ولفت بتروح المطبخ..لأنها ما قدرت تستحمل أكثر إلا بصوته وهو منزل راسه..
عامر : أمل..!
دارت له..و سيل من الدموع انزلت على خذها
عامر دار بجسمه..وقال وهو يطلع من الباب : آنا آسف..وما سمعت غير صوت الباب وهو ينصك
نزلت أمل وقعدت ع الارض... وهي تبكي بصمت...وهي تردد بنفسها
ما طلبت منه يحبني..بغيته بس يعاملني كأخت..كبنت عم..ولكن ما لقيت منه الا الصدود والجفا...طيب لوما بغاني ليه تقدم لي..ليش؟!!..انا الي نمت يومها كلي بكاا..وأبوي اجبرني اتزوج...توقعني أموت عليه يعني..ما درى أني حاولت أقنع نفسي...وحاربتها عشان تحبه...ولمن أقنعت نفسي..لقيته هو الي ما يباني....
تعبت بس تعبت و قالت وهي تشاهق وتضرب الأرض بقوة ... تعبت ألبس قناع السعادة قدام العايلة و أقول للناس انا نحن أحلى عصفورين حب..طبعاً تنفيذ لرغباته..عشان أمه لا تصارخ عليه..ما شكيت لحد عن حالنا..بس عشان عيونه..ما طلبت منه إلا الحنان..الا شوية عاطفة..رحمة..لكنه ما رحمني..وزادت بكي..
++++++++++++++
آنا آسف..عشاني أغمس قلبي في جرح أقدم من ولادته..!!!
وذاك الصمت...ذيك الوحدة..ذاك السواد..وليل بهيم غارق في غيابة السكون
وعمر حزين...عمري أنا غارب في محياا الألم...!!!
وشلون أحكي لكم عني...ما تدرون ان الكلام..كلمة بحد ذاتها صعبة..!
الأسم : زياد
العمر : 26 سنة
البلاد : حيثُ الشواطيء والنخيل والبحار الأربعة.. موطني الغاالي البحرين
هذي معلومات بسيطة عني .. أما شكلي...فأنا وسيم.. بلا إضاافات..مانة واصف لكم شكلي...بخليكم انتوا تتخليوني..تتخليون ملامح أكلها الزمن
عمري ما توقعت ان الغربة كِذا صعبة..لكن هانت..كلها سنة و أكمل دراستي وأرجع لدار اشتقت لها ...
ترررن..ترررررن..ترررررررن
صوت التِلفون...يرن..يهز الأرض..شلته بتأفف: السلام عليكم
رد عليّ: وعليكم السلام ...
قلت : منوه
كان صوت أنثى..صوت رقيق ناعم..خلاني اهيم فيه ..
قالت : شخبارك
ما أدري ليه حسيت الصوت غريب مررررة: بخير..ممكن أعرف من انتي
وكنها ما سمعت كلامي: دووم يارب
صرخت : دامت أيامك...
سمعت صوت حد يناديها ..
نورة..نورة ..
بعدها
طوط..طوط
انفصل الخط
مين نورة..؟!!!!
مين؟!!
كنت مستغرب حيل ونفسي أعرف من هي؟!!
++++++
يحترق الحُب عزيزي
وحُبك احترق..!
وأنتَ حرقته
بنار غدرك ... أشعلته.. فرميته .. فهجرته
والآن تأتي
معكَ قلبي..!!!
معك جرحي..معك حُزني
كلا وألف كلاااا..!
إني صدى...إني صدى
وأنتَ خائن
حُبك زيف
وخطأك
لن أغفره
[ يتبع ]