عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /25-12-2006, 03:15 PM   #126

عهد المحبه
بنوتة محلقة

 
    حالة الإتصال : عهد المحبه غير متصلة
    رقم العضوية : 29043
    تاريخ التسجيل : Oct 2006
    المشاركات : 209
    بمعدل : 0.03 (مشاركة/اليوم)
    النقاط : عهد المحبه is on a distinguished road
    التقييم : 36
    تقييم المستوى : 19
    الأسهم : 0 (أسهم/سهم)
    الجواهر : (جواهر/جوهرة)
    عدد الدعوات : 1
    زيارات ملفي : 1535
    استعرضي : عرض البوم صور عهد المحبه عرض مواضيع عهد المحبه عرض ردود عهد المحبه
    تجديني هنا :
     MMS :

MMS

افتراضي

سؤال وجواب في لقاء في الدروس الصوتيه مع 0-0-0-0

الشيخ محمد بن الأمين بوخبزة عالم من مشاهير علماء المملكة المغربية ، ورجل له باع طويل في إحياء ما اندثر من العلوم خاصة الشرعية، وأهمها علم الحديث، كان للشبكة الإسلامية هذا الحوار الممتع مع الشيخ حفظه الله ، والذي أجراه مراسل الشبكة رضا صمدي .

محمد الأمين فضيل


--------------------------------------------------------------------------------

1- فضيلة الشيخ ؛ لكم بفضل الله تعالى، تاريخ طويل في نشر العلم عبر محاضراتكم ودروسكم العلمية وإشرافكم الأدبي والعلمي على كثير من الباحثين في كثير من الأقطار الإسلامية ، فضلا عن دوركم في خدمة المخطوطات في القطر المغربي ، فهل لكم أن تعطونا رؤيتكم الشاملة للحالة العلمية التي تحياها مجتمعاتنا الإسلامية ، وهل هي في المستوى المطلوب ؟ وماذا اكتشفتم في خلال رحلتكم العلمية من سلبيات في الحياة الثقافية في العالم الإسلامي ؟
الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلّم تسليما:
أقول بعد السلام على الأخ الفاضل: إن هذه الأسئلة عظيمة لا تُوَجَّه لطالب علم في مستوايَ، ولكني سأجيب بما عندي تلبية لرغبة الأخ، شاكراً له حسن ظنه بأخيه، قائلا له: لقد استسْمَنتَ ذا وَرَم، ونفختَ في غير ضَرَم، كما قيل، ومن الله أستمد التوفيق .

الحالة العلمية التي تحياها مجتمعاتُنا الإسلامية، ليست في المستوى المطلوب، وعواملُ ذلك كثيرة ، يرجعُ معظمُها إلى الخلل في برامج الدراسة، وأحيانا فساد أنظمتِها، ومع توالي الأيام وعَدم التفكير في الإصلاح الجِدّي، أفرز الوضعُ أجيالا من أصحاب الشهادات هُم في حاجة ماسّةٍ إلى تعلم مبادئ العلوم الضرورية، والأمثلة على هذا كثيرة ، ومن المعتاد أن تسمع اللحن الفاحش، والجهلَ الفاضح بالقواعد الأولية من جمهور كبير من خريجي الجامعات الكبرى في العالَم الإسلامي، و إذا عُثر على أحدٍ صحيح المعرفة، جَيد الثقافة، فإنه غالبا ما يكون ذا تكوين جيّد قبل ولوجه الجامعة، أما إذا كان خرّيجَ النظام المعتاد، فإنه سينتهي به المطافُ إلى أن يَسأل المدرسَ في الدراسات الإسلامية العُليا في آخر السنة عن معنى شهادة الزٌّور، فيكون الجوابُ كما أجاب الشيخ الشنقيطي عن نفس السؤال:"هي هذه الشهادة التي ستنالُها بعد اليوم ".

وتلك بعض السلبيات الصارخة التي يلقاها الباحثُ في الحياة الثقافية في العالَم الإسلامي، وليست المسألة قاصرةً على العلوم الشرعية، بل هذا الزَّيفُ نالَ مختلفَ العلوم كما أكّد لنا العارفون بمناهج التعليم وأنظمته عندنا، وما لَم يتَّق المسؤولون ربَّهم ويتداركوا الوضعَ بجِدّ وإخلاص، ويُقلعوا عن تقليد الأعداء، فيما رسَموا لتذْوِيبِنا والقضاء على مقَوِّماتنا، فإننا نُنشَدُ مع القائل المشفق :
إن دامَ هذا ولم يُحدَثْ له غيرٌ * لم يُبكَ ميْتٌ ولم يُفرحْ لمولودِ

--------------------------------------------------------------------------------

2- تعيش الصحوة الإسلامية حالة احتقان من جراء انسياق بعض طلبة العلم وراء المهاترات وانشغالهم بالخلافات بين العلماء والتعصب لواحد منهم على حساب الآخر ، فهل ترون من مخرج لهذه الفتن ؟ الجواب :
ما يعتري الصحوةَ الإسلامية –وهي في طفولتها- من اهتزاز وعَوارضِ مرض ناشئ – في نظري - عن سلوك العلماء والدعاة ، والمخرجُ من الفتنة يكمُنُ في حسن سلوكهم وتأدبهم بآداب الإسلام في الحوار والردود والمناقشات، ولكنّ الواقعَ أن الكثير من هؤلاء – وفيهم من ليس أهلاً للدعوة – متَّصفون بالغُرور والتعالُم والتعالي، فإذا خُطِّئ أو نُبّه، فَقَد صوابَه، وسارع إلى التجهيل، وربما بالتفسيق والتكفير، والتلاميذُ والأتباع ينساقون - بسبب فَرط الثقة وغَلَبة التقليد – وراءَ أئمتهم ، فيتّسعُ الخرق على الراقع، ويستفحل الداءُ ويعز الدواء
.


--------------------------------------------------------------------------------

3- من خلال أبوتكم الروحية لكثير من طلبة العلم في المغرب والعالم الإسلامي ؛ هل لكم أن تنصحوا طلبة العلم حول أهم ما يجب أن يلتزموه مع مشايخهم وعلمائهم ومربيهم ؟
الجواب :
أهم ما يجب أن يلتزمه الطلبةُ مع مَشايخهم وعلمائهم عموماً: هو الاعتدال وعدمَ الغلُو، فإذا عَلم الطالب أن شيخَه وغيره من العلماء ، غيرُ معصومين، وأنه يُتوقع منهم الخطأُ والجهلُ والنسيان ، وربما تَبدُر منهم بوادرُ لا يجوز السكوتُ عنها ، ففي هذه الحالة يَجب الجهرُ بالحق والتنبيهُ على الخطأ، مع مراعاة الحمد والأدب، أما إذا كان الطالبُ ينظر إلى شيخه نظرةَ تقديس، وأنه فوق النقد اللاّزم، فهذا قد اختار الضلال ونالتْه لوثةُ صوفية.



--------------------------------------------------------------------------------

4- لقد مني العالم الإسلامي بقبض الكثير من العلماء في الآونة الأخيرة؛ فهل ترى هناك من شخصيات تخلف تلك تلك الرموز التي غابت مثل الشيخ ابن باز والشيخ الألباني والشيخ ابن عثيمين رحمهم الله ؟

الجواب :
العلماء الرموز الذين استأثر الله بهم كانت الخسارةُ بهم فادحةً ـ ولا شك ـ لما لهم من بالغ الأثر في الدعوة والتقويم، والجهادِ الدائبِ المتواصل، رغم الأعاصير والعراقيل في الداخل والخارج، خصوصاً من كان منهم مُجدداً في ميدانه دون مُدافع، كأبي عبدالرحمن ناصر الدين الألباني ، وقد عشنا عقوداً من السنين لا نَسمع في العالَم الإسلامي من يَفْري فَريَه، ويَنفع نفعَه، وإنما هو التقليدُ رانَ على العقول، والجمودُ غال الفكر وحدَّ من حركته، وما إن ظهر الشيخ – نوّر اللهُ ضريحه- حتى رأينا وسَمعنا ما لا عهد لنا به من تحرير وتحقيق وتدقيق، تَجلّى هذا في مشروع الشيخ الرائد – تقريب السنة بين يدي الأمة – وقد مشَى فيه أشواطا – وهو فرد- تَعجزُ عنها الجماعة، وقد أخرجت مدرسة الشيخ المباركة كوكبةً من كهولِ وشباب المحدثين أعادوا لنا ذكرى جهابذة علوم السنة، والأمل معقودٌ عليهم – بعد الله تعالى - في استكمال ما بدأه الشيخُ من خدمة الحديث وتصفيته من الدخيل، حتى يتحقق ما كان ينادي به من التصفية والتربية اللتين لا يتحقق إصلاحٌ ولا نهضة بدونهما .
--------------------------------------------------------------------------------

5- لكم جهاد كبير ـ شيخناـ في محاربة التصوف الغالي والبدعة بكل أنواعها ؛ فهل تعتقدون أن المحيط الإسلامي يستجيب لدعاة الإصلاح والالتزام بنهج النبي صلى الله عليه وسلم؟ وهل ترون الدعاة قد قاموا بواجبهم تجاه نصرة السنة ؟
الجواب :
التصوف ، هذا الأخطبُوط والسرطان الفتَّاك، هو المسؤول الأول ـ بعد فشل كلّ محاولة في محاربته والقضاء عليه – عن تأخُّر المسلمين وقعودهم عن اللَّحاق بركب الحضارة السليمة الصالحة، والتقدم العلمي الذي لا حياةَ كريمة بدونه، بما بثَّه ويبثُّه في النفوس والعقول من الخنوع والخضوع والخمولِ والذل، وإلغاءِ وظيفةِ العقل، والغُلو في البشر وتألِيهِهم وما إلى ذلك مما تطفح به مصادرُه القديمة والحديثة من مصائبَ وتعاليمَ وثنية على رأسها: عقيدة الاتحاد والحلول، ووحدة الوجود، التي لا تصوفّ بدونها، والتي يُدَندِنُ حولها جميعُ مشايخ الصوفية المشهورين، وزاد الطينَ بَلَّةً سكوتُ العلماء عن هذا البَلاء الماحق، بل وتأييدُ عدد كبير منهم لهم ـ شفقةً من الإرهاب الفكري الذي يمارسه عليهم الصوفية ويتواصون به ـ ومن الكلمات الشائعة بين العامة في هذا المجال قولُهم:" سلَّم للخَاوي تنْج من العَامِر ".

واستجابةُ الناس ـ ولا سيما الشباب ـ للدُّعاة الصالحين محدودةٌ لأسباب كثيرة على رأسها تأييدُ بعض ذوي الشأن للصوفية لحاجة في نفس يعقوبَ، وفيما يتعلق بالشباب: غِِرَّتُه والبطالةُ واستيلاءُ اليأْس عليه، فهو بين أمرين: إما الثورة على الكُل والإلحادُ والتحررُ من الدين والقيمِ، أو الارتماء في أحضان الزوايا والشيوخ الذين يبشرونَه بنعيم الولاية والعرفان، ولكن بعد الخلوة وفقدان العقل والإيمان، ولله عاقبة الأمور.. وأنا أقول هذا بعد تجربة شخصية، ودراسة ميدانية، ومعرفة كافية بالتصوف، ومخالطة لطرق شتَّى منه ولأهلها، ولا يغرنَّك ما يردده المغفلون من التحلية والتخلية، والأحوال الربانية، فإن الصالح من ذلك هو مقام الإحسان الذي جاء في حديث جبريل، وهو من الدين الإسلامي الخالص، وقد كان هذا مضمن البعثة المحمدية قبل أن يُخلق التصوف اللَّقيط.
--------------------------------------------------------------------------------

6- مجهوداتكم شيخنا " بو خبزة" في مجال الحفاظ على المخطوطات في المغرب العربي ذاع صيتها في العالم الإسلامي ، فهل لكم أن تحدثونا عن مثال أو أمثلة لتلك المخطوطات النادرة التي قيضكم الله تعالى لحفظها من الضياع والاندثار ؟
الجواب :
الحديث عن التراث الإسلامي العربي المتمثل في المخطوطات بدول المغرب العَربي، حديثٌ طويل عَريض لأنهُ حديث عن تاريخ حضارة الغرب الإسلامي، ومعلوم أن كتب الإسلام بعد سقوط آخر مَعقِل إسلامي في إسبانيا الإسلامية – وهو ما يشمل إسبانيا الحالية والبُرتغال – لجأ ما سلم منهاـ من نيران العداء والحقد الصليبي ومحاكم التفتيش - إلى دُول المغرب وخصوصا المغـرب الأقصى لقربه من الأندلس، ورغم قلة هذا المتبقي فقد طالَه الإهمالُ واعترته الآفاتُ، وبعد احتلال الفرنسيين لهذه الدول، ووقوفهم على هذه الذخائر، ومعرفتهم بقيمتها، تناولتْها أيديهم بالترحيل إلى بلادهم بالشراء أوالسلْب والنهب، وبعد الاستقلال لم يهتمَّ المسؤولون بها فأَوْلَوها إعراضا وعقوقاً، وإلى الآن وقد مضى على استقلال لمغرب أكثر من نصف قرن لم تُوضع فهارسُ علمية لمكاتب المغرب، ولم تُنشأ دارٌ وطنية تجمعُ شملَها من الأضرحة والزوايا، وتحميها من العثّ والرطوبة واللُصوص، ولم تسنَّ قوانين تمنع التجارةَ فيها وإخراجها من المغرب، وقد خرجت منها أَحمال، دون الانتباه أنها تاريخُنا وحضارتُنا.

وقد رأيتُ من العقوق لمشروع إتمام فهرسة مخطوطات ووثائق الخزانة العامة بتطوان – وليست من كُبريات الخزائن بالمغرب - بعد أن شرعنا فيه ما يثبط العَزم، ويَقتلُ روحَ النشاط في العامل، والعزم الأكيد، والنشاط المتزايد إنما يُوَجَّه للمسرح والسينما والغِناء والفُولُكْلُور، وكلٌّ ينعق بما عندَه.
والعناية بالمخطوط المغربي كان الشغل الشاغل لثلاثة علماء أفذاذ دَرَجوا إلى رحمة الله، وهم المشايخ: محمد بن أبي بكر التطواني السلَوي، ومحمد المَنُّوني المكناسي، وإبراهيم الكتاني الفاسي، وفيهم يطيب إنشادُ قولهم :
حَلَف الزمانُ ليَأتينَّ بمثلهم * حنِثَتْ يَمينُكَ يا زَمان فَكَفِرِّ

وقد كنتُ أمتلئ بهجةً وحبوراً إذا وقعتُ على مخطوط نادر أو عديم النظير، فأسارع إلى التعريف به وبَذلِه لمن طَلَبه محتسباً الأجر في ذلك من الله تعالى، وكان الشيخ إبراهيم الكتاني يَنزِع في هذا المعنى بآية) ومن أحياها فكأنَّما أحيَى الناسَ جميعا )

وقد أتاني مرةً رجل جَبَلي مغمورُ بكيس فيه أوراق بالية متَّسخة، وبعد مدة تصفحتُها فوجدتُّ فيها " جزءَ أحاديث الحوض " لبَقيّ بن مَخلَد الأندلسي والذيل عليه لابن بشكُوال، وراجعتُ فهرسة ابن خير فوجدتُّ الجزء كتابا مستقلاً من مروياته، فلا تسَل عن فرحي به، ونسختُ الجزء بخطي وصححتُه وحملتُه مع إلى الحرمين وعرضتُه على من كان يَجزم بضياع كل آثار الإمام بقي، وصُوّر عن نسختي، وصدر بعد ذلك مطبوعا عنها بالمدينة، كما كان باحثون يجزمون بفقدان كتاب :"إنشاد الضوال " لابن خاتمة في لحن العامة في اللغة، فأطلعتُهم على نسخة تامة وقعتْ لي وصُورت عنها نسخ لمن طلبها، والأمثلة تطول .

--------------------------------------------------------------------------------
وارجو لكم الفائده والا ستفاده
وتقبلو تحيتي لكم
محبتكم في الله
عهد المحبه