...
..
.
مراتب حب الله - عز وجل -
إن حب الله لعباده هو على مراتب ودرجات متصلة بحب العبد لله ،
فكلما زاد حب العبد لله ورسوله زاد حب الله عز وجل لهذا العبد ،
وأول من يستحق هذا الحب هم أنبياء الله سبحانه وتعالى الذين جعلهم الله سبحانه وتعالى أخلاّءه فقال عز وجل :
"واتخذ الله إبراهيم خليلاً "
وقال رسول الله عليه الصلاة والسلام :
" إن الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً "
والخُلّة
" اخصُّ من مطلق المحبة بحيث هي من كمالها ، وتخلّلها الحب
حتى يكون المحبوب بها محبوباً لذاته لا شيء آخر " .
ويأتي بعد ذلك حب المؤمنين وهم اولياء الله المتقين .
ويتفاوت المؤمنون في هذا الحب بتفاوت أعمالهم التي تقربهم إلى الله عز وجل،
قال سبحانه وتعالى في الحديث القدسي :
" من تقرب إليّ شبراً تقربت إليه ذراعاً ،
ومن تقرّب إليّ ذراعاً تقربت إليه باعاً ،
ومن أتاني يمشي أتيته هرولة "
وهذا التقرب يدرك العبد كيفيته بالإطلاع على أوامر الله ونواهيه ،
فينفذ الأمر ويتجنب النهي ، ويترك المكروه ، كما يفعل المحبوب ،
جاء في الحديث القدسي
"وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه " .
وقال عز وجل في تتمة هذا الحديث القدسي
" ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه ،
فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به " .
وقد عدّد القرآن الكريم الخصال التي تقرب المؤمنين إلى الله وتجعلهم يفوزون بحبه ،
فورد في كتابه الكريم أنه سبحانه وتعالى يحب التوّابين ويحب المتطهّرين ، ويحب المتقين ، ويحب الصابرين ويحب المتوكلين ، ويحب المقسطين ، ويحب المحسنين...
فعلى العبد أن ينمّي علاقته بربه وان يحاول جاهداً أن يتصف بالصفات التي تقربه منه
عز وجل وتقوّي في نفسه محبته ،
فإذا قويت هذه المحبة أصبح ممن يستحقون حب الله ورضوانه .
...
..
.
يتبع إن شاء الله