عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /09-11-2006, 10:50 AM   #35

ريــمــــــــا
بنوتة مبتدئة

 
    حالة الإتصال : ريــمــــــــا غير متصلة
    رقم العضوية : 18271
    تاريخ التسجيل : May 2006
    العمر : 36
    المشاركات : 70
    بمعدل : 0.01 (مشاركة/اليوم)
    النقاط : ريــمــــــــا is on a distinguished road
    التقييم : 10
    تقييم المستوى : 20
    الأسهم : 0 (أسهم/سهم)
    الجواهر : (جواهر/جوهرة)
    عدد الدعوات : 0
    زيارات ملفي : 1035
مزاجي :
    استعرضي : عرض البوم صور ريــمــــــــا عرض مواضيع ريــمــــــــا عرض ردود ريــمــــــــا
    تجديني هنا :
     MMS :

MMS

افتراضي

الفصل التاسع:

-
والآن ارجو ان تستقلوا الميكروباص ، وأن تسرعوا فقد تأخرنا على الموعد المحدد ..
وصعدوا إلى الميكروباص والتفتت هيلاري إلى السيدة الامريكيه وقد بدأتتدرك حقيقة الوضع وسألتها :
- إذن فأنت مايسمونه بضابطةالاتصال؟
فأجابتها مسز بيكر :
- تماما .. إنني ضابطة الاتصال التي تتولى العلاقاتالعامه ، فليس ما يثير الشك رؤية سيده امريكيه تنتقل بين مختلف البلاد وتتحدث إلىهذا وذاك ، فتلك طبيعة الامريكيين..
واستطردت مسز بيكر :
- وسوف يكون خبرا مثيرا ان يقرأ الناس في الصحف ان طائره سقطت بمسز بيترتون للمرةالثانيه ، وإن كانت هذه المرة قد احترقت مع سائر الركاب ، ولم يعثر في الحطام إلاعلى جثث شوهتها النيران واختفت معالمها المميزه ..
واطلقت مسز بيكر ضحكة مرحه ، فأدركتهيلاري مدى دهاء الخطه المدبره وبراعتها .. فقالت :
- وهؤلاء الاخرون ؟! ما شأنهم؟!
فردت مسز بيكر :
- الدكتور بارون من اشهر علماء الجراثيم ، ومسترايريكسون من افذاذ علماء الطبيعه ، اما مستر بيترز فباحث كيماوي شهير. ومس فيدهايمليست راهبه طبعا ، وإنما هي اخصائيه في الغدد . اما انا فلا انتمي إلى البيئةالعلميه وإنما مجرد ضابطة اتصال..
- ومس هيذرنجتون ، ماشأنها؟!
- شأنها فيما اعتقد هو مراقبتك وتتبع خطواتك مذ حللت بكازابلانكا وكذلك التأكد من اناحدا لا يقتفي اثرك ، وإن كنت في حقيقة الأمر لا اعرف شيئا عنها ، فربما كانت غيرمنتميه إلينا ..
وهتفت مسز بيكر:
- آه .. انظري .. ها هي ذي تشتعل ..
ومالت هيلاري إلى النافذه تنظر منها فرأت على البعد شعله تتأجج منالنيران وسمعت دوي انفجار خافت ..
ورمى بيترز برأسه إلى الوراء وقال وهو يضحك :
- غدا تنشر الصحف بالخط العريض : ستة اشخاص يلقون حتفهم عندما هوت بهم الطائره وهم فيطريقهم إلى مراكش ! ولن يخطر لهم ببال أبدا أن هؤلاء السته كانوا من قبل جثثا هامدهشبعت موتا ..
همست هيلاري:
- هذا مخيف .. مخيفجدا..
- اتعنين الانطلاق للمصير المجهول؟!
كان بيترز هو الذي تكلم ، وكان الانيبدو جادا ، تبددت من سماته إمارات المرح التي كانتتغشاه..
واستطرد :
- هذا صحيح ولكنه الطريق الوحيد ، إننا الآن نطرحالماضي وراءنا ونخطو إلى المستقبل ..
وأضاء وجهه بإشراقة من الحماسوالانفعال وقال:
- الآن نهجر خلفنا الأشرار والمجانين .. الحكومات الفاسده وتجارالحروب .. سنذهب إلى دنيا جديده ، دنيا العلم ، بعيدين عن الحثالة والقاذورات ..
زفرت هيلاري نفسا عميقا وقالت عن عمد :
- قولك هذا شبيه بما كان يردده زوجي دائما ..
فقال:
- زوجك؟! اتعنين توماس بيترتون؟! إننيلم اتعرف عليه ابدا في الولايات المتحده ، وإن كانت بعض المؤتمرات قد ضمتنا اكثر منمره .. إن جهاز تفتيت الذرة الذي وفق إليه من اعظم الاختراعات في العصر الحديث ،وإني لأجله واقدره من اجل هذا ,, إنه كان يعمل مساعدا لبروفسور مانهايم ، اليس كذلك؟
فأومأت هيلاري إيجابا .. فاستطردبيترز:
-
قد قيل لي انه تزوج ابنة مانهايم ، ولكنك طبعا لست ..
فقاطعته :
- إني زوجته الثانيه فقد ماتت الزا في امريكا ..
- اه .. اه .. إنني اذكر هذا الان .. وبعد وفاتها سافر بيترتون لإنجلترا ليعمل هناك .. ثم اذهل العالم بأن اختفى فجأه ..
وضحك بيترز واستطرد :
- وتلاشى فجأة وهو يحضر احد المؤتمرات في باريس وابتلعهالمجهول..
وكان هذا هو الذي يثير الفزع في قلب هيلاري .. إن المنظمه تجيد تدبيرالخطط ..
جميع تدابير الامن التي اتخذت لحمايتها .. جميع التدابير التي وضعتلتتبع خطواتها .. كل هذا قد انهار وذهب هباء .. فلا احد الآن يعرف مكانها .. غداسيقال ان مسز بيترتون لقيت حتفها عندما سقطت بها الطائره للمرة الثانيه ، ولن يخطرببال احد انها الان في قلب الصحراء منطلقة إلى المصير المجهول حيث سبقها إليه توماسبيترتون من قبل ... فقد اختفت اثارها ولم يعد باقيا إلا طائره محترقه ورماد ست منالجثث ..
ترى هل يستطيع جيسوب ان يعرف انها هي هيلاري كرافن لا تزال على قيدالحياه وأن جثتها ليست بين الجثث المحترقه؟! اغلب الظن انه لن يعرف ابدا فقد دبرتالخدعه بدهاء منقطع النظير ..
إنهم الآن ستة اشخاص في سيارة ميكروباص ... في قلبالصحراء فكيف يمكن ان تختفي آثارها بمثل هذهالسهوله!!!

ألا يحتمل ان يرى السيارة اي انسان ؟ هل قضي عليهم بأن تنقطع صلتهمإلى الأبد بعالم البشر؟! إن هذا يبدو مستحيلا .. رغم براعة الخطه ودهائها ..
وهمست هيلاري:
- لكن الى اين نحن ذاهبون؟!
فردت مسز بيكر :
- مهلا ولا تتعجلي ..سوف تعرفين كل شيء في الوقتالمناسب ..

وتابعت السياره طريقها بلا هوادة ، وهيلاري لائذه بالصمت تضرب فيمتاهات الخيال والوساوس ..
ومال رأسها فوق صدرها .. ومالبثت ان اخذتها غفوه منالنوم ..
*****
في رفق لمس بيترز ذراعها وهو يقول :
- استيقظي إذ يبدو اننا بلغنا مكاناما ..
وهبطوا جميعا من السياره وكان الليل قد ارخى سدوله واشتد الظلام.. وعلى ضوء احد المشاعل ساروا إلى بيت ريفي تحف به الاشجار وعند بابه امرأتان منالبربر تتسامران بالضحك ..
واقتيدت السيدات الثلاث ، هيلاري ومسز بيكر والراهبهإلى غرفه فيها ثلاث مراتب وبعض الاغطيه ولا شيء غير ذلك من الأثاث ..
وقالت مسز بيكر :
- وددت لو اني الآن في فندق قصر الجمال انعم بالراحهعلى فراش وثير فقد حطمت السياره اضلعي ..
فردت عليها الراهبه في صوت جاف بهمسحه من الاسترجال:
- الراحه نقمة تخلق الضعف والمذلة والهوان ..
فتطلعت إليها مسز بيكر تتأملها ثمقالت:
- إني استطيع ان اتخيلك مس فيدلهايم جاثيه على الارض فوق الحصىوالاحجار تبتهلين وتصلين دون ان يداخلك التعب او الانهاك ..
ثمالتفتت إلى مسز بيترتون قائله :
- بعد ان نتعشى سآتيك بقرص من الاسبرين فتستغرقين فيالنوم بعد مشقة هذه الرحلة المضنيه .
وجيء لهن بالطعام والشاي المعطربالنعناع وما ان اتين عليه متعجلات حتى هرعن إلى مراقدهن وغرقن في نوم عميق ..
وقالت مسز بيكر لصاحبتيها في الصباح ان الرحلة لن تعاود مسيرتها إلاعند هبوط المساء. وجاءت إليهن خادمتان بثياب وطنيه فقالت مسز بيكر :
- سنردي الزي الوطني المراكشي منذ هذه اللحظه ونخلع الثياب الاوروبيه..
فأمضت النساء الثلاث نهارهن بين الفراش وبين الجلوس في سطح البيتيشرفن على مشاهدة الطبيعه التي تدور حولهن وعلى قريه ريفيه تظهر لهن من البعيد ..
واخيرا حانت ساعة الرحيل وقد توارت الشمس وراء الافق ... وفي هذهالمره لم يستقلوا السياره الميكروباص المقفله وإنما انحشروا في سياره سياحيه مكشوفهوكانت النساء يرتدين الزي الوطني المراكشي وعلى وجوههن نقاب مسدل اما الرجال فلبسواالجلاليب والعباءات الفضفاضه..
وتتابعت ساعات الليل والسياره تمر بهم عبر الصحراءالممتده وهم صامتون يداعب النوم اجفانهم والمقاعد غير المريحه تقض اجسادهم المرهقه ..
وقال اندي وقد تبدد الليل وبزغت الشمس وتوقفت بهم السياره فنزلوامنها لتناول طعام الفطور :
- كيف حالك يامسز بيترتون؟ فقد كانت ليلهمضنيه؟
- طول الليل والأحلام المزعجه تراودني .. أين نحن الانياترى؟!
- من يدري ؟ فهي مجرد صحراء لا اول لها ولا اخر وهذا ما يلائم الخطهالمدبره حتى لا نخلف وراءنا اثرا يهتدى به الينا ..
فأطلق ضحكته المرحه المعهوده واستطرد :
- اولا طائره تنفجر ويحترق ركابها جميعا .. وثانيا سياره ميكروباص عليها لوحه تشيرإلى انها تابعه لبعثه هندسيه تمسح الارض.. وفي اليوم التالي سياره سياحيه تستقلهاجماعه من البربر وهو شأن شائع في مثل هذه المناطق .. اما المرحله التاليه من الرحلهفهي مالا علم لنا به ..
فتساءلت هيلاري:
- لكن ماهيوجهتنا؟!
فهز اندي كتفيه ورد :
- لا جدوى من السؤال فتلك دائما اسئله لا جواب عليها ..