مشـــــاركة متأخرة..
أتى العيد و ذهب.. على البعض لم يحمل سوى معنى جديد من معاني
الأسى .. و بسبب الأحداث الأخيرة و مع تزايد حدة العنف في العراق..
تذكرت أبيات للشاعر العشماوي .. باسم عيدية شارون كتبها عام 1423..
يتحدث فيها عن العيد في فلسطين .. و الحال يتكرر اليوم في العراق..
و إن اختلفت الأسماء ...
أتاكم العيد بالأفراح فاحتفلوا .... و أكثروا من تهاني العيد و اتصلوا
و بلغوا الأهل و الأصحاب تهنئـة .... بالعيد يزهر فيها الحب و الامل
و أرسلوا عبر موجات الأثير لهم .... لحناً تدور على أنغامه المقل
و جهزوا من طعام العيد ما حفلت .... به موائدكم ثم اشربوا و كلوا
و ألبسوا الطفل ثوب العيد و احترسوا .... كي لا يؤثر في أطرافه البلل
أنا الذي لم أشاهد وجه عيدكمو .... إلا و في ثغر رشاشتي له قُبَلُ
مهلاً فوجدان رشاشتي يُحسُّ بكم .... و قلب دبابتي بالعيـد يحتفل
لعيدكم فرجة كبرى يحس بها .... صاروخنا و أنا من حسنها ثمل
ألم أسير له دبابة رقصت .... على الدماء و ليل الرعب منسدل ؟
ألم أوجه له الصاروخ تعهنئة .... من أعماق قلبي إلى الأطفال تنتقل؟
ألم أوجه به طيــارة حملت .... معنى من الود بالنيران يشتعل
أهديكم العيد مبتور اليدين فما .... يمد طاقة ورد حين يصل
أهديكم العيد ممزوجاً بما نزفت .... جراح طفل توارى و هو يبتهل
أهديته طلقة نارية فهـوى .... و جسمه في نجيع الموت يغتسل
أهديت منزلـه قصفاً يحطمه .... ففرحة العيد بالأنقاض تكتمل
هدية العيد العيد مني لوحة رسمت .... من الدماء و من أشلاء من قتلوا
هدية العيد مني لا يجود بها .... سواي ممن على أحبابهم بخلوا
و يختم الشاعر قصيدته بقوله :
هـذي هدية شارون يقدمهــا .... فهل سيرجعها من أمتي بطل