منتديات بنات دوت كوم - همسات إليك أيها المريض

http://v7v.org/upfiles/m2547724.gif

همسات إليك أيها المريض
المشفى مبنى جميل من الخارج يحيطه الأشجار والزخارف التي تملأ واجهته والأضواء الساطعة المسلطة عليه
حقا منظر حسن وجميل
ولكن بمجرد دخول هذا المبنى الرائع تسمعي الآهات والأنات..
ألم وتعب وخوف ونصب..
هناك من يعانون ويقاسون الأوجاع ولا شكوى لهم إلا لله عز وجل

هذه الهمسات أرسلها إلى كل من يرقد بهذا المشفى

* اعلم أن المرض الحقيقي ليس مرض الأبدان وإنما مرض القلوب والحياة، والسعادة الحقيقية هي حياة الأرواح لا حياة الأجسام
(فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا )البقرة:10
أقبل على النفس واستكمل فضائلها
فأنت بالروح لا بالجسم إنسان

* إن كان الله قد أخذ منك نعمة فقد أعطاك نِعَم،
إن فقدت بصرك فأنت تسمع وغيرك لا يسمع
وإن فقدت سمعك فأنت تبصر وغيرك لا يبصر
وإن فقدت كل هذه النِّعم فإن عندك نعمة أعظم وهي الإسلام.

* اعلم أن المرض ابتلاء واختبار من الله حتى يرى صدقك وإخلاصك وإيمانك( أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ*وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) العنكبوت:2- 3وأشد الناس ابتلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل.

* لا تكثر من الأسى والشكوى إلى الناس حتى تكون كل وعكة وكل ألم وشدة يكفر الله بها عن خطاياك
(وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) آل عمران:146ولا يزال البلاء بالمؤمن حتى يمشي على الأرض وليس عليه خطيئة صحيح الإيمان لابن تيمية
إن تأوهك وتضجرك واعتراضك على قضاء الله أمر لا يقدم ولا يؤخر.. بل يزيد أوجاعك ويجدد آلامك بل و يمحو فضيلة وأجر الصبر عنك(إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ )الزمر:10
فاصبر واحتسب )وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) آل عمران:146

*إن وجودك على سرير المشفى وإعاقتك عن الحركة والمشي لا يعني إلغاء وجودك في المجتمع وأنك تكون فرداً لا فائدة منه كلا وألف كلا بل المشلول قد يستطيع أن يعمل ما لم يعمله الآلاف بهمته وعزيمته وصدقه، وهو يستطيع أن يصنع لنفسه صفحة في تاريخ البطولات والأمجاد، ولا تقولي أني أبالغ
فهذا الشيخ العلامة إمام العصر ابن باز رحمه الله أعمى ولكنه كم غَيَّر وبدَّل.
والشيخ أحمد ياسين رحمه الله في فلسطين فقد أرعب جيوش الصهاينة.. تتحرك الدبابات وتعد الكتائب وتنطلق الصواريخ من أجل الفتك به؛ لأنه فعل بهم العجائب..
مع أنه مشلول وبه سبعة من أخطر الأمراض.
وكم من مريض أسلم على يديه أناس وتاب عليه آخرون فرفعت له الأيادي بالدعاء وطلب الشفاء والرحمة من رب العالمين

* ازرع في نفسك باب التفاؤل ولا تكن متشائماً.. فكما قدر الله لك المرض فهو قادر وقدير على أن يزيله ويذهبه
(وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ )الشعراء:80

* والعلم أيها المريض أن لو اجتمع عليك أطباء الدنيا ما قدروا أن ينفعوك بشيء إلا بشيء قد كتبه الله لك فلا تعتمد على الأسباب الحسية من الطبيب والدواء ولكن اعتمد على مسببها وثق به وتوكل عليه فهو الذي له الأمر والتقدير
(وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) الطلاق:3

* الدعاء أعظم سلاح ودواء لك، فكم من دعوة في آخر الليل أزالت هموماً وكربات، وكم من يد مبتلاة رفعت في آخر ساعة من الجمعة فما أخفضت إلا وقد نزلت البركات وذهبت الآهات والحسرات.. وأحسن الظن بالله ولا تستعجل الإجابة،
(فإنه يستجاب لأحدكم ما لم يعجل) رواه البخاري ومسلم.

* عليك أن تتعلم الأحكام التي تحتاجها في حياتك وفي مرضك كالطهارة والصلاة ولا تخجل فهذه عبادة عظيمة لا تحتمل أن يجهل فيها العبد، فتفهم مسائلها وأتقن علومها؛ لتعبد الله على بصيرة .

* إن قل الأنيس وذهب الصديق والصاحب والجليس فاجعل ذكر الله أنيسك والقرآن جليسك وستجد الراحة والطمأنينة بإذن الله
( أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ )الرعد:28

مع تمنياتي لك بالشفاء العاجل
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته