[نُورْ!] |
18-01-2014 01:20 PM |
رد: أوطانٌ أُخرىْ
http://www.banaat.cc/uploads/139004391981.jpg
الأحد | 12/1/2014 | 12:12 ص
شيء ما يُبقيني مُستيقظةً حتى هَذا الوقت, وأنا ممتنةٌ له أيًا كان
وكالعادَة, حينَ أهربُ من الحياة آتي لأكتب إليك رسالةً لن تصل, أُخبرك فيها كم أنّني متعبة ومُثقلة, وكم أحبّك .. لأشعر بالرِضا عن نَفسي وأكمل الحياة
تعلم؟ البارحة حين اتّصلت -أخيرًا- بي, كنت قد بَكيت ثلاث ساعاتٍ متواصلة, حتى أن أمّي من فَرط خوفها ممّا قد أفعله بنفسي استجدتني التّوقف وشاركَتني البُكاء, دَعوتُ الله كثيرًا أن يُنزل رحمةً من رحمته على قَلبي فيهدأ, أظنّ بأنّني لم أبكِ بهذا الشّكل منذ مدّة طويلة, أو ربّما لكثرةَ بكائي في الآونة الأخيرة بدأ يُخيل إليّ أنني كُنت شخصًا سعيدًا فيما مَضى, على أيّ حال, كلّمت الله كثيرًا وأخبرته أنني حزينةٍ جدًا, واسترسلتُ في حَديثي وكَذا دموعي, وبلا سَبب تمنيتُ أن يستخدمك الله لأنسى ظُلمتي هذه, لِذلك حينَ سمعتُ صوتك شَعرت بأنّ الراحة تَجري منّي مجرى الدّم, ولك أن تتخيل مَقدار السعادة التي أصابت أمّي حين سَمعتني أضحك بعد أيامٍ من البُكاء المُتواصل ..
لا يهمّني أن أتكلّم, كان يَكفيني صوتك بعد هجرنا أسبوعين مرّا بثقل مائة سنة, وكان يَكفيني أن تُخبرني بأنّك لا زِلت تقفل خطّ الهاتف في وجه كلّ من يُطيل الحديث معك ولكنّك تَشعر بالحزنِ إذا لم أكلّمك ساعة أو اثنتين, وأنّك لا زِلت تقرأ رِسالتي اليتيمة إليكَ كلّما أردتَ أن تَشعر بالراحة, وأنّك لا زِلتَ تَشعر بالضّيق حين لا أقول لك "صباح الخير" بشكلٍ يجعلها تبدو مثل "اشتقت لك", يكفيني أنّك اختلقت أشياء لم تَحصل, وحِكتها جيدًا لتبدو كحجّة مقنعة للاتصال بي, كان يكفيني -والله- كل ذلِك لأنسى أن الحياةَ اتكأت بكامل ثقلها على كَتفي وما سانَدني أحدٌ سوى الله, ونفسي.
عمومًا, أعتذر مرة أخرى لأنّني أبدو لك كشخصٍ لا يَشتاق, وإن اشتاق لا يَحكي, أعتذر لأنّني أبدو لك كَشخصٍ باردٍ بشكلٍ يَتسبب لك بالضّيق الشَديد, أعتذر لأنّني أبدو لك كَشخصٍ لا تُهمّه, أعتذر لأنّني لم أقل لك "أحبّك" بشكلٍ يجعلها تبدو أصدق ما قلته إلى الآن.
وبالمُناسبة ..إلهي كَم أحبّك وكم أشعُر بالسّعادة حينَ أحظى بسماع صوتِك بِلا مناسبة!
|