![]() |
|
http://im3.gulfup.com/2011-05-25/130627419881.gif
يَا ربَّ الأوطانِ دثِّر رُفاتنَا حِينَ خوائنَا من " الأرواح " فِي الجنَّة . .! |
|
|
ألم أُخبرك . .!
بأنّني كنتُ أُفتِّشُ عن تفاصِيل حكاياتنا الغابِرة بالأمس حِينما هطَل المطر ؟! كنتُ أُمنّي نفسِي بأنّه من المُمكن أن يُحدِثَ المطرُ نحتاً فِي الشّوارع التِي وطأتها أقدامُ الذّكريات يوماً علّها أن تفضح سِرّ الزّمان وتُكشفُ الحقائِقُ و أتأكّد فعلاً بأنّهُ لا يُمكِنُ لِزمان النّحت أن يعُود , لكِنّ وكالمُعتاد , يُطبطِبُ المطرُ على قلب الشّوارِع لِتهدأ الذّكريات النّائِمة فِي صدرِ الإختفاء ! و هدُوء . . . |
الكَثِير يعتبِرُون الهدُوء والصّمت من الخيارات التِي تندَرج تحت قائمَة الكبرياء والغرُور !
أحياناً نضطرُّ لأن نُغادِرنا من الوَسط الذِي أحياناً نُجبر على خوض معارِك فِيه , لنشعُر تجاههُ ببعض التّقبّل فِي النّهاية ! لذلكَ لا يُحكمُ على النّاس بالظّاهر أبداً فالنّاس تتفاوت فِي مراتِب إبداء الشّعور , والتّأقلُم مع الأجواء التِي تُحيطها يرتبط بعامل الزّمن , والنّفسيّة , وغيرها |
|
قالُوا وطَن !
قالُوا سماء تأوِينا ورحمٌ يجمعُ الشّملَ وكسوة تحمِي من قارص البَرد ! قالُوا نُوراً يُولدُ من مآقِينا, وبشراً يزُورُ أراضِينا , وعشقاً لازالَ ينمُو فِي أفئدتنا ويشجيها , لينمُو ثمرهاً عطراً إلى الفردَوس ! ولَيسَ سوى الفردَوس تسرقُ اللُّب من الأرواح لتسمُو بها وتُحييها قالُوا مطراً من غيمٍ وغيمٌ من فَرح وفرح من السّماء ! قُلت مادامَت كُلّ الدرُوب تقُودُ إلى السّماء , فلا أوطان للأوطانِ إلّا فِي الجنّة ! فلسَفةُ ليلٍ وُلِدَ , والملامِحُ غائرة ! |
أصبَحتُ أخافُ عليّ كثِيراً . .!
على ذاكِرتي , على الزّمان الذِي آوانَا , على الأرصِفة التِي خططنَا فِيها آثارَ اللّقاءات على السّحابَة ! التِي كانَت تُمطِرُني أملاً بأنّ عجلَة الحَياةِ رُبّما قَد تتأخّر وعقارِبُ السّاعَة رُبّما تتبدّل وتُعِيد الزّمان الأوّل لكِنّ الشّتاءَ يا صدِيقتي قد عادَ مُراً هذا العام , كانَ نقلةً جدِيدَة مُغايرَة أقصِد صَفعةً جدِيدة مُعاتِبة ! مقاعِدُ الإنتِظارِ فِي باحَة السّماءِ تنتَظِرُ موعِدَ الإثمار كيّ يستهِلّ بالأمطارِ فجرَ الظّمأ , و لا شَيءَ غَيرَ أنّ أراضِينَا قد أصابهَا الإعصارُ وما عادَ فِيهَا لونٌ للحَياةِ ولا للعُمر ! هه , تحسَبينَ أنّ المَاءَ فِي حَضرةِ الإحتضار يروِي ! أو أنّك رُبّما تظُنّين مثلاً بأنّ الأشجارَ فِي حَضرةِ فصل الإصفرار تخضرّ ! كُلّها أساطِيرٌ يا صدِيقتي , اختَلقناهَا فقَط لنُوهِمَنا دائماً بأنّنا على ما يُرام وبأنّ الحَياةَ تسِيرُ كما المُعتاد , ونحنُ لازِلنا مُتخمين بما يُسمّونها / ضحكات ! صدّقيني , أصبحتُ أمُرّ على البَشرِ ولا أجُوع ! لم تعُد تُغرِيني علاقات , ولا ترابُطات , ولا ما يُسمّونها صداقات ! قد كنتُ على علمٍ مُسبقٍ بأنّ الحَياةَ لِي فِيها طرِيقٌ واحِد , لا يتّسِعُ لسواي لأنّني سأمُوتُ وحدِي , وأُقبَرُ وحدِي , وأُبعثُ وأُحشَرُ وحدِي فلاحاجَةَ لثُنائِيّات في بدايَةِ الرّحلات ! لأنّها لَم تعُد تُغنِي ! أعلمُ بأنّي رُبّما أكون سيّئةٌ جداً . . ومزاجِيّتي المُتقلّبة أشدّ سوءاً . . لكنّي أصبحتُ أهوَى الذّبولَ وحدِي ! وَ لم أَعُد بحاجَةٍ إلى تصَبُّر , لأنّ الحَياةَ تُعلّمنا فنّ الصّبرِ سواءً رضينَا أم أبينا فما مرّ من الزّمان كانَ لزاماً علَينا أن نُؤرّخَهُ لندرجَ منهُ قائمةً بالأولويّات والمُهمّات التِي لابُدّ أن نسِيرَ علَيها , بعِيداً عن الثّانويات التي لم تعُد تُسمِن ! شيءٌ ما يُهدّدُ استقرارَ القوّةِ فِيَّ . . كُلّما حاولتُ أن أجمعَ شملَ المبتُور والمَقطُوع تمزَّق , تمرّد ! أصبحتُ أفكّرُ بمُمارَسةِ لُعبة التّغيُّب عن الوَاقع لبُرهةٍ من الزّمن حِينمَا يزُورني ضيفاً , ثقيلاً , وحدهُ يُدرِكُ بأنّهُ الوَحِيد القادِر على اجتثاث القوّة المُتأصّلةِ فِيَّ ! وحدَهُ الذِي يحرّكُ الثّابِت , ويُمرّغ بالماضِي الحاضِرَ الغائِب ! ولازِلتُ أشدُّ على نفسِي بأنّ الحَياةَ سوفَ تمضِي وما تآكلَ منّا وانسَلخَ من بَيننا خلسةً سيُثمِرُ وسيكُونُ أفضَل بكثِيرٍ مما كانَ علَيهِ الآن فِي الجنّة - بإذن الله - . . و " ماعِندَ الله خيرٌ وأبقَى " |
الساعة الآن 11:25 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.