![]() |
شكرآآ ع المعلومه المفيدهـ
جعله الله في ميزآآن حسنآآتك يسلموو ايديك |
موسى عليه السلام 17 – عبادة قوم موسى العجل بعد أن ترك موسى قومه لمناجاة ربه وتلقى من ربه الألواح وفيها الوصايا الإِلهيةوواعده ربه ثلاثين ليلة, ثم أتبعها عشراً, فتمت أربعين ليلة قال الله تعالى لموسى (وَمَا أَعْجَلَكَ عَن قَوْمِكَ يَا مُوسَى) طه 83 لمجيء ميعاد أخذ التوراة قال موسى هم قادمون ينزلون قريباً من الطور وعجلت إليك ربي لتزداد عنى رضا (قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ) طه 85 أخبر الله تعالى نبيه موسى بما كان بعده من الحدث في بني إسرائيل وعبادتهم العجل الذي عمله لهم ذلك السامري وقد تقدم في حديث الفتون عن الحسن البصري أن هذا العجل اسمه بهموت, وحاصل ما اعتذر به هؤلاء الجهلة أنهم تورعوا عن زينة القبط وهارون عليه السلام هو الذي كان أمرهم بإلقاء الحلي في حفرة فيها نار, وهي في رواية السدي عن أبي مالك عن ابن عباس , إنما أراد هارون أن يجتمع الحلي كله في تلك الحفيرة, ويجعل حجراً واحداً, حتى إذا رجع موسى عليه السلام, رأى فيه ما يشاء ثم جاء ذلك السامري فألقى عليها تلك القبضة التي أخذها من أثر الرسول, وسأل من هارون أن يدعو الله أن يستجيب له في دعوته, فدعا له هارون وهو لا يعلم ما يريد فأجيب له, فقال السامري عند ذلك: أسأل الله أن يكون عجلاً, فكان عجلاً له خوار أي صوت ولهذا قال: فكذلك ألقى السامري فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار( تفسير ابن كثير ) (فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ) طه 88 ويقال أن السامري جمع ما مع بني إسرائيل من الحلي والذهب، وصنع لهم صنما مجوفًا على هيئة عجل إذا دخل فيه الهواء من جانب خرج من الجانب الآخر محدثا صوتًا يشبه صوت العجل قال ابن عباس رضي الله عنه: لا والله ما كان خواره إلا أن يدخل الريح في دبره فيخرج من فمه فيسمع له صوت وأخبرهم أن هذا هو إلهكم وإله موسى، فصدقوه وعبدوا العجل وتركوا عبادة الله الواحد الأحد وعكفوا عليه وأحبوه حباً لم يحبوا شيئاً قط يعني مثله فألقى بني إسرائيل عنهم الحلي وعبدوا العجل, فتورعوا عن الحقير وفعلوا الأمر الكبير فتوجه إليهم نبي الله هارون ينصحهم ويعظهم، وأنهم قد فتنوا بهذا الأمر، لكنهم استمروا في جهلهم، ولم ينتفعوا بنصح هارون، بل اعترضوا عليه وكادوا أن يقتلوه، وأعلنوا له أنهم لن يتركوا عبادة هذا العجل، حتى يرجع إليهم موسى ولما عاد موسى غضبان أسفاً بعد أن أخبره الله بأمر قومه فكان في غاية الغضب والحنق عليهم هو فيما هو فيه من الاعتناء بأمرهم, وتسلم التوراة التي فيها شريعتهم, وفيها شرف لهم, وهم قوم قد عبدوا غير الله, ما يعلم كل عاقل له لب وحزم بطلان ما هم فيه وسخافة عقولهم وأذهانهم ولما وجد قومه على تلك الحالة غضب منهم غضبًا شديدًا، ومن شدة حزنه وغضبه مما فعله قومه ألقى الألواح التي فيها التوراة من يديه، وتوجه إلى أخيه هارون وأمسك برأسه وجذبه إليه بشدة، وقال له بصوت ظهر فيه الغضب (قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا * أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي)[طه: 92-93]. فقال هارون: (قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي )[طه: 94]، وأخبره أن القوم كادوا أن يقتلوه فتركه موسى وتوجه إلى السامري (قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ) طه 95 يقول موسى عليه السلام للسامري: ما حملك على ما صنعت ؟ وما الذي عرض لك حتى فعلت ما فعلت ؟ (قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي) طه 96 قال علمت بما لم يعلموه القوم فقبضت قبضة من تراب أثرحافر فرس جبريل حين جاء لهلاك فرعون وألقيتها في صورة العجل المصاغ وكذلك زينت لي نفسي أن آخذ قبضة من تراب ما ذكر وألقيها على ما لا روح له يصير له روح ورأيت قومك طلبوا منك أن تجعل لهم إلها فحدثتني نفسي أن يكون ذلك العجل إلاههم قال محمد بن إسحاق عن حكيم بن جبير , عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان السامري رجلاً من أهل باجرما أو كرمان أو سامرا وكان من قوم يعبدون البقر وكان حب عبادة البقر في نفسه وكان قد أظهر الإسلام مع بني إسرائيل, وكان اسمه موسى بن ظفروهذا هو المشهور عند كثير من المفسرين أو أكثرهم والله أعلم فقال له موسى عليه السلام اذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس فكما أخذت ومسست ما لم يكن لك أخذه ومسه من أثر الرسول فعقوبتك في الدنيا أن لا تماس الناس ولا يمسونك وإن لك موعداً يوم القيامة لا محيد لك عنه. وانظر إلى إلهك أو معبودك العجل الذي ظلت عليه عاكفاً وأقمت على عبادته لنحرقنه وسحله بالمبارد وألقاه على النار وقال قتادة : استحال العجل من الذهب لحماً ودماً, فحرقه بالنار, ثم القى رماده في البحر ثم قال لقومه ليس هذا إلهكم, إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو, ولا تنبغي العبادة إلا له أفلا ترون أنه لا يرجع لكم قولا ولا يملك لكم ضرا ولا نفعا في دنياكم ولا في أخراكم ولا يجيبكم إذا سألتوه ولا إذا خاطبتوه ألم يعدكم ربكم وعداً حسناً ووعدكم على لساني كل خير في الدنيا والاخرة وحسن العاقبة, كما شاهدتم من نصرته إياكم على عدوكم وإظهاركم عليه وغير ذلك من أيادي الله أفطال عليكم العهد في انتظار ما وعدكم الله ونسيان ما سلف من نعمه وما بالعهد من قدم أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم بصنيعكم هذا فأخلفتم موعدي فقالوا لموسى: ما أخلفنا موعدك عن قدرتنا واختيارنا, ثم شرعوا يعتذرون بالعذر البارد ويخبرونه عن تورعهم عما كان بأيديهم من حلي القبط الذي كانوا قد استعاروه منهم حين خرجوا من مصر, فألقيناها عنا ثم أحس بنو إسرائيل بسوء صنيعهم فندموا عليه، وأعلنوا توبتهم إلى الله، وسألوه الرحمة والمغفرة فأوحى الله-عز وجل-إلى موسى أن هارون برئ منهم وأنه حاول معهم كثيرًا ليبتعدوا عن عبادة العجل، فاطمأن قلب موسى إلى أن أخاه لم يشارك في ذلك الإثم، فتوجه إلى الله تعالى مستغفرًا لنفسه ولأخيه، قائلاً: (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ )[الأعراف: 151]. وللحديث بقية إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
http://www.upislam.com/images/obrlg0kjyqpn0l4szcv4.gif موسى عليه السلام 18 – حكم الله على بني إسرائيل بالتيه أربعين سنة (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّن الْعَالَمِينَ) المائدة 20 يقول المفسرين اختار موسى سبعين رجلاً من خيرة قومه، وذهب بهم إلى مكان حدده الله-عز وجل-، فلما وصلوا إلى ذلك المكان، فإذا بهم يطلبون أن يروا الله جهرة، فغضب موسى منهم غضبًا شديداً، وأنزل الله عليهم صاعقة دمرتهم، وأخذت أرواحهم. فأخذ موسى يدعو الله ويتضرع إليه أن يرحمهم. وشاء الله-عز وجل-ألا يخزي نبيه موسى، فاستجاب له وأحيا أولئك الذين قتلتهم الصاعقة لعلهم يشكرون الله على نعمة إحيائهم من بعد موتهم قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أي منكم أنبياء وجعلكم ملوكا تملكون أمركم لا يغلبكم عليه غالب بعد أن كنتم مملوكين لفرعون مقهورين فأنقذكم منه بالغرق فهم ملوك بهذا الوجهوقيل: جعلكم ذوي منازل لا يدخل عليكم إلا بإذن روي معناه عن جماعة من أهل العلم قال ابن عباس: إن الرجل إذا لم يدخل أحد بيته إلا بإذنه فهو ملك واختلفت الأمم في معنى التمليك وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين من المن والسلوى بالإيتاء المن والسلوى والحجر والغمام وقيل: كثرة الأنبياء فيهم والآيات التي جاءتهم وقيل: قلوبا سلمة من الغل والغش وقيل: إحلال الغنائم والانتفاع بها وفلق البحر وغير ذلك والله أعلم ورجع موسى بهم إلى قومه فأخذ التوراة وراح يقرؤها على بني إسرائيل ويشرح لهم ما فيها من مواعظ وأحكام، وأخذ عليهم المواثيق والعهود ليعلموا بما فيها من غير مخالفة، فلما وعدوه أن يلتزموا بما فيها أخذهم وسار في اتجاه الأرض المباركة وهي فلسطين، لكنهم راحوا يتنكرون للتوراة وما جاء فيها من أوامر وأحكام، فأراد الله أن ينتقم منهم، فرفع من الجبل صخرة كبيرة وحركها حتى صارت كأنها سحابة تظلهم، ففزعوا منها، وحسبوا أن الله سيلقيها عليهم، فتوجهوا إلى الله بالاستغاثة والدعاء، وتابوا إلى الله لينقذهم من الهلاك، فصرف الله عنهم تلك الصخرة رحمة منه وفضلاً. ثم أوحى الله إلى موسى بأنه قد حان الوقت لاستقرار بني إسرائيل، ودخولهم الأرض المقدسة (فلسطين) ففرح موسى بذلك فرحًا شديدًا ولكن بني إسرائيل جبناء خائفون، حيث إنهم أعلنوا ذلك لموسى فقالوا: (قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ ) [المائدة: 22]. قالوا يا موسى إن فيها قوما عظام الأجسام طوال وقيل: كان هؤلاء من بقايا عاد وقيل: هم من ولد عيصو بن إسحاق وكانوا من الروم وكان معهم عوج الأعنق، وكان طوله ثلاثة آلاف ذراع وثلاثمائة وثلاثة ذراعاً وقاله ابن عمر وكان يحتجن السحاب أي يجذبه بمحجنه ويشرب منه ، ويتناول الحوت من قاع البحر فيشويه بعين الشمس برفعه إليها ثم يأكله وأنه قلع صخرة على قدر عسكر موسى ليرضخهم بها فبعث الله طائراً فنقرها ووقعت في عنقه فصرعته، وأقبل موسى عليه السلام وطوله عشرة أذرع وعصاه عشرة أذرع وترقى في السماء عشرة أذرع فما أصاب إلا كعبة وهو مصروع فقتله وقيل: بل ضربه في العرق الذي تحت كعبه فصرعه فمات ووقع على نيل مصر فجسرهم سنة ذكر هذا المعنى باختلاف ألفاظ محمد بن إسحاق والطبري ومكي وغيرهم . وقال الكلبي:عوج من ولد هاروت وماروت والله أعلم (تفسير القرطبي) فقالوا: لا علم لنا بتلك الديار، فبعث بأمر الله اثني عشر نقيبا من كل سبط رجل يتجسسون الأخبار على ما تقدم فرأوا سكانها الجبارين من العمالقة وهم ذووا أجسام هائلة حتى قيل: إن بعضهم رأى هؤلاء النقباء فأخذهم في كمه مع فاكهة قد حملها من بستانه وجاء بهم إلى الملك فنثرهم بين يده وقال : إن هؤلاء يريدون قتالنا، فقال لهم الملك : ارجعوا إلى صاحبكم فأخبروه خبرنا ويقال : إنهم لما وصلوا إلى الجبارين وجدوهم يدخل في كم أحدهم رجلان منهم ولا يحمل عنقوداً أحدهم إلى خمسة منهم في خشبة ويدخل في شطر الرمانة إذا نزل حبة خمسة أنفس أو أربعة . فلما أذاعوا الخبر ما عدا يوشع وكالب بن يوقنا فقالوا لموسى إنا لن ندخلها يعني البلدة إيلياء ويقال: أريحاء حتى يخرجوا منها و يسلموها لنا من غير قتال وقيل: قالوا ذلك خوفاً من الجبارين ولم يقصدوا العصيان فإنهم قالوا" فإن يخرجوا منها فإنا داخلون " . وهنا قام رجلان مؤمنان منهم، فقالا لهم: (اقَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)[المائدة: 23] قال ابن عباس وغيره : هما يوشع وكالب بن يوقنا ويقال ابن قانيا وكانا من الاثني عشر نقيبا وقال الضحاك: هما رجلان كانا في مدينة الجبارين على دين موسى فمعنى " يخافون " على هذا أي من العمالقة من حيث الطبع لئلا يطلعوا على أيمانهم فيفتنوهم ولكن وثقا بالله وقيل: يخافون ضعف بني إسرائيل وجبنهم وهذا يقوي أنهما من غير قوم موسى أنعم الله عليهما بالإسلام أو باليقين والصلاح قالا لبني إسرائيل لا يهولنكم عظم أجسامهم فقلوبهم ملئت رعباً منكم فأجسامهم عظيمة وقلوبهم ضعيفة فادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم ثقة بوعد الله إن كنتم مؤمنين به فإنه ينصركم فما كان رد بني إسرائيل إلا أن قالوا: (قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ)[المائدة: 24]. فاشتد غضب موسى على هؤلاء القوم الذين ينسون نعمة الله عليهم، فأخذ يدعو ربه أن يباعد بينه وبين هؤلاء الفاسقين. فجاءه الجواب من الله عز وجل، قال تعالى: (قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ).[المائدة: 26] وهكذا حكم الله على بني إسرائيل أن يتيهوا في الأرض مدة أربعين سنة؛ نتيجة اعتراضهم على أوامر الله، وعدم امتثالهم لما أمرهم به موسى، وراح بنو إسرائيل يسيرون في الصحراء بلا هدى واستمروا في التيه إلى أن مات أولئك العصاة ونشأ أولادهم فقاتلوا الجبارين وغلبوهم ودخلوا الأرض المقدسة بعد ذلك على يد يوشع بن نون بعد أن جمع شملهم. وللحديث بقية إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
موسى عليه السلام 19 - موسى والخضر: سورة الكهف من الآية 60 – 82 (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا) إلى (ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا) 82 قال ابن عباس : في يوم من الأيام خطب موسى-عليه السلام-في بني إسرائيل، ووعظهم موعظة بليغة، فاضت منها العيون، ورقت لها القلوب.. ثم انصرف عائدًا من حيث جاء، فتبعه رجل وسار خلفه حتى إذا اقترب منه، سأله قائلاً: يا رسول الله، هل في الأرض أعلم منك؟ قال: لا. فعتب الله عليه إذ لم يردَّ العلم لله-سبحانه-وأوحى إليه أن في مجمع البحرين عبدًا هو أعلم منك، فنهض موسى، وسأل ربه عن علامة يعرفه بها. ومجمع البحرين قال قتادة هما بحر فارس مما يلي المشرق, وبحر الروم مما يلي المغرب, وقال محمد بن كعب القرظي : مجمع البحرين عند طنجة, يعني في أقصى بلاد المغرب والله أعلم وقال ابن جرير : حدثنا حميد بن جبير , حدثنا يعقوب عن هارون بن عنترة عن أبيه , عن ابن عباس قال: سأل موسى عليه السلام ربه عز وجل فقال: أي رب أي عبادك أحب إليك ؟ قال: الذي يذكرني ولا ينساني. قال: فأي عبادك أقضى ؟ قال: الذي يقضي بالحق ولا يتبع الهوى. قال: أي رب أي عبادك أعلم ؟ قال: الذي يبتغي علم الناس إلى علمه عسى أن يصيب كلمة تهديه إلى هدى أو ترده عن ردى, قال: أي رب هل في أرضك أحد أعلم مني ؟ قال: نعم قال: فمن هو ؟ قال: الخضر. قال: وأين أطلبه ؟ قال: على الساحل عند الصخرة التي ينفلت عندها الحوت فأوحى الله إليه أن يأخذ معه في سفره حوتًا ميتًا (حوت مملوح) وفي المكان الذي ستعود الحياة فيه إلى الحوت فسيجد العبد الصالح، فأخذ موسى حوتًا ميتًا في وعاء، ثم انطلق لمقابلة العبد الصالح، واصطحب معه في هذه الرحلة يوشع بن نون، وكان غلامًا صغيرًا. وقال لفتاه لا أزال سائراً حتى أبلغ مجمع البحرين ولو أني أسير حقباً من الزمان فسارا حتى بلغا مجمع البحرين, وهناك عين يقال لها عين الحياة, حتى إذا أتيا الصخرة وضعا رأسيهما فناما هنالك, وأصاب الحوت من رشاش ذلك الماء, فاضطرب وكان في مكتل مع يوشع عليه السلام, وطفر من المكتل إلى البحر وسقط الحوت في البحر فجعل يسير في الماء والماء له مثل الطاق لا يلتئم بعده, ولهذا قال تعالى: " فاتخذ سبيله في البحر سربا " أي مثل السرب في الأرض فانطلقا بقية يومهما وليلتهما حتى إذا كان من الغد قال موسى لفتاه: آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا تعباً ولم يجد موسى النصب حتى جاوز المكان الذي أمره الله به قال يوشع بن نون أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره وقد أحياه الله ثم قفز وأخذ طريقه في البحر واتخذ الحوت سبيله في البحر عجبا فأمسك الله عنه جرية الماء حتى كأن أثره في حجر قال موسى عليه السلام ذلك ما كنا نبغ فرجعا على طريقهما يقصان آثار مشيهما حتى انتهيا إلى الصخرة قال سعيد بن جبير: فإذا رجل مسجى بثوب قد جعل طرفه تحت رجليه وطرفه عند رأسه, فسلم عليه موسى فكشف عن وجهه, وقال: هل بأرضي من سلام ؟ من أنت ؟ قال: أنا موسى قال: موسى بني إسرائيل ؟ قال: نعم قال: فما شأنك ؟ قال لقد جئتك لتعلمني مما علمت رشداً وكان رجلاً يعلم علم الغيب فقال له أما يكفيك أن التوراة بيديك وأن الوحي يأتيك يا موسى, إن لي علماً لا ينبغي لك أن تعلمه, وإن لك علماً لا ينبغي لي أن أعلمه وفجأة جاء طائر صغير وشرب من البحر بمنقاره فقال الخضر لموسى: والله ما علمي وما علمك في جنب علم الله إلا كما أخذ هذا الطائر بمنقاره من البحر.[البخاري]. قال له موسى هل أتبعك وهو سؤال تلطف لا على وجه الإلزام والإجباروهكذا ينبغي أن يكون سؤال المتعلم من العالم على أن تعلمن مما علمك الله شيئاً أسترشد به في أمري من علم نافع وعمل صالح فعندها قال الخضر لموسى إنك لن تستطيع معي صبرا ولا تقدر على مصاحبتي لما ترى مني من الأفعال التي تخالف شريعتك, لأني على علم من علم الله وكيف تصبر على ما لم تحط به خبراً ولم تحط من علم الغيب بما أعلم فأنا أعرف أنك ستنكر علي ما أنت معذور فيه, ولكن ما اطلعت على حكمته ومصلحته الباطنة التي اطلعت أنا عليها دونك فقال موسى: قال ستجدني إن شاء الله صابراً ولا أعصي لك أمراً ولا أخالفك في شيء فعند ذلك شارطه الخضر عليه السلام قال: "فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء" وإن أنكرته "حتى أحدث لك منه ذكرا" فوافق موسى على ذلك وللحديث بقية إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
http://www.upislam.com/images/6gmgwomxnwl8ddy634b5.gif http://www.upislam.com/images/wekw9xv9ebk4ozdywf80.gif موسى عليه السلام 20 – رحلة موسى مع الخضر (فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا) الكهف 71 انطلق موسى مع الخضر يسيران على شاطئ البحر، فمرت من أمامهما سفينة عظيمة، فكلم الخضر أصحابها، أن يركب هو وموسى معهم، فحملوهما، ولم يأخذا منهما أجراً، لأنهم كانوا يعرفون الخضر جيدًا. ولما سارت السفينة فوجئ موسى بالخضر أخرج منقاراً له ومطرقة, ثم عمد إلى ناحية فضرب فيها بالمنقار حتى خرقها, ثم أخذ لوحاً فطبقه عليها, ثم جلس عليها يرقعها, فاقترب موسى من الخضر، وقال له: قوم حملونا بغير نول (أجر) عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئاً إمراً بأن الخضر قد خلع لوحًا من السفينة،. فقال الخضر: ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبراً. فتذكر موسى ما اشترطه عليه الخضر، فاعتذر إليه بأنه قد نسى وقال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا فقبل الخضر عذر موسى، ولم يؤاخذه هذه المرة على نسيانه (فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا الكهف) 74 ثم خرجا من السفينة, فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية, فإذا غلمان يلعبون خلفها, فيهم غلام ليس في الغلمان أظرف منه, ولا أثرى ولا أوضأ منه فأخذه بيده وأخذ حجراً فضرب به رأسه حتى دمغه فقتله فلما رأى موسى ذلك أنكر عليه ما فعل، لأنه قتل نفسًا بغير وجه حق فقال له موسى " أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا * قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا " قال: وهذه أشد من الأولى فأحس موسى أنه قد تسرع في الاستفسار عن سبب مقتل هذا الغلام، فاعتذر للخضر " قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا ووعده أنه إن سأله عن شيء بعد ذلك فليفارقه فقبل الخضر عذر موسى في هذه المرة أيضًا (فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا) الكهف 77 وسارا في طريقهما حتى بلغ قرية ما، فطلبا من أهلها طعامًا فرفضوا، وبينما هما يسيران، وجدا فيها جدارًا ضعيفًا مائلاً معرضًا للسقوط، فاقترب الخضر منه، وقام بإصلاحه وتقويته، فتحير موسى في أمر هذا العبد الصالح، وتعجب من سلوكه مع أولئك الذين رفضوا أن يطعموهما وذكر للخضر أنه يستحق أن يأخذ أجرًا على ما فعل. قال الخضر هذا فراق بيني وبينك وسأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا وأخذ يفسر له ما حدث فبين له أن السفينة كانت لمساكين يعملون عليها في نقل الركاب من ساحل إلى ساحل مقابل أجر زهيد، وكان هناك ملك جبار يأخذ كل سفينة صالحة من أهلها ظلمًا وعدوانًا، وأنه أراد أن يعيبها حتى لا يأخذها ذلك الطاغية، لأنه لا يأخذ السفن التالفة. وأن الغلام الذي قتله كان أبواه مؤمنين، وكان هذا الغلام كافرًا، فرأى أن قتله فيه رحمة بأبويه وحفاظًا على إيمانهما حتى لا يتابعانه على دينه، وعسى الله أن يرزقهما غلامًا غيره خيرًا منه دينًا وخلقًا وأكثر منه برًا. وأن الجدار كان مملوكًا لغلامين يتيمين وكان أبوهما صالحا، وكان تحت الجدار كنز من الذهب، ولو تركه حتى يسقط لظهر هذا الكنز، ولم يستطع الغلامان لضعفهما أن يحافظا عليه، لذلك أصلح الجدار لهما حتى يكبرا ويأخذا كنزهما بسبب صلاح أبيهما فإن صلاح الآباء تصل بركته إلى الأبناء. وللحديث بقية إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
http://www.alshmokh.com/vb/uploaded/4/1241015385.gif
ربي يجزآآآكـ الخير .. .. .. ويجعل هذا العمل في موازيين حسناتكـ.. .. .. دمتــ لبنات . كوم ــــــي..}~ http://www.alshmokh.com/vb/uploaded/4/1241015385.gif |
يـــزاج الله خير
جعله في موازين حسنااتج |
جزاكم الله خيرا أخواتي شكرا لكم على المرور الطيب http://www.upislam.com/images/zzltocwwb7jvp80rqqf9.gif |
http://www.upislam.com/images/b77chodzywvnhy10zqeq.gif http://www.upislam.com/images/lmmrqzuxc7pw12lon8.gif موسى عليه السلام 21 - قصة بقرة بني إسرائيل: حدث في حياة نبي الله موسى أمور عجيبة وغريبة، منها هذه القصة التي تدور أحداثها حول مقتل رجل من بني إسرائيل، لا يعلمون قاتله، وقد بحثوا كثيرًا فلم يعرفوه، فلما ملوا من البحث تذكروا أن بينهم نبي الله موسى، فذهب بعض الناس إليه وطلبوا منه أن يدعوا ربه لمعرفة ذلك القاتل، فدعا موسى ربه أن يكشف هذا السر، فأوحى الله إليه أن يأمر القوم بذبح بقرة، ويأخذوا جزءًا منها يضربون به القتيل فيحييه الله بإذنه ويخبرهم بمن قتله (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ) البقرة 67 ولما جاء القوم أخبرهم موسى بأن الله يأمرهم أن يذبحوا بقرة، فتعجب القوم من قوله، وظنوا أنه يسخر منهم ويستهزأ بهم، ولم يسارع بنو إسرائيل بتنفيذ أمر الله، وإنما أخذوا يسألون موسى عن أوصاف البقرة ويجادلونه، وطلبوا منه أن يبين لهم بعض أوصافهم. (قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ) البقرة 68 فأمرهم الله أن يذبحوا بقرة ليست بكراً، وليست كبيرة قد ولدت كثيرًا، إنما بقرة قوية قد ولدت مرة أو مرتين، وهي أقوى ما تكون من البقر وأحسنه، ولكنهم لم يفعلوا، وطلبوا من موسى أن يبين لهم ما لونها. (قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاء فَاقِـعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ البقرة) 69 فأخبرهم موسى أن الله يأمرهم بذبح بقرة صفراء فاقع لونها، ولكنهم لم يفعلوا، وطلبوا من موسى أن يزيدهم من أوصاف البقرة، فقد تشابه عليهم البقر. (قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاء اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ) 70 فشددوا بذلك على أنفسهم فشدد الله عليهم، وأمرهم بذبح بقرة وحشية لم تحرث أرضًا، ولم تسق زرعًا، خالية من العيوب. (قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ) البقرة 71 فخرجوا يبحثون عن البقرة المطلوبة حتى وجدوها عند الفتى البار بأمه فاشتروها بملء مَسكها ذهباً فذبحوها وما كادوا يفعلون لغلاء ثمنها وفي الحديث : "لو ذبحوا أي بقرة كانت لأجزأتهم ولكن شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم" وأتوا بها إلى موسى وانتظروا حتى يروا ما سيقوله لهم، وما سيفعله أمامهم (فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) البقرة 73 فتقدم موسى من البقرة، وأخذ جزءًا منها فضرب بلسانها أو عجب ذنبها المقتول، وفجأة تحرك القتيل حيث رد الله إليه روحه، وأعاد إليه الحياة كما كان وقال : قتلني فلان وفلان لابني عمه ثم مات مرة أخرى فحُرما الميراث وقُتلا فكانت هذه معجزة عظيمة من الله ليؤكد بها صدق نبيه موسى عليه السلام وللحديث بقية إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
http://www.upislam.com/images/cn9b7988rrdl1zk9us3c.gif 22 - قصة قارون مع موسى: (إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ)القصص 76 عن ابن عباس قال إن قارون: كان ابن عم موسى عليه السلام. قال ابن جريج : هو قارون بن يصهر بن قاهث وموسى بن عمران بن قاهث قال ابن جريج : وأكثر أهل العلم على أنه كان ابن عمه والله أعلم كان قارون غنيًّا، ملأت أمواله وكنوزه خزائن كثيرة، فكان لا يستطيع حمل مفاتيح تلك الخزائن إلا جماعة من الرجال الأقوياء لكثرتها. وخرج قارون إلى المدينة وهو في زينة عظيمة وموكب كبير، لابسًا أحلى ما عنده من الثياب الزينة وهو راكب على البغال الشهب, وعليه وعلى خدمه ثياب الأرجوان المصبغة ولما مرَّ على الناس اقترب منه بعضهم وأرادوا نصحه وموعظته، فقالوا له: (وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ) القصص: 76 فرد عليهم قارون بتكبر، وذكر لهم أنه جمع هذا المال بذكائه ومقدرته. وعصى قارون موسى وهارون ولم يقبل حكمها ونصيحتهما، وظن أن النعم التي أنعمها الله عليه ما جاءت إليه إلا لأنه أحق بها وأنه قد اكتسبها بعلمه. فتقديره إنما أعطيته لعلم الله في أني أهل له وقيل : أوتيته على علم من عندي بوجوه التجارة والمكاسب ، قاله علي بن عيسى . ولم يعلم أن الله لو لم يسهل له اكتسابها لما اجتمعت عنده (قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ) القصص 78 وقال ابن عباس : أنه كان على علم بصنعة الذهب وأشار إلى علم الكيمياء وحكى النقاش : أن موسى عليه السلام علمه الثلث من صنعة الكيمياء ، ويوشع الثلث ، وهارون الثلث ، فخذعهما قارون وكان على إيمانه حتى علم ما عندهما وعمل الكيمياء ، فكثرت أمواله والله أعلم . وأنكر قول من قال إنه يعمل الكيمياء لأن الكيمياء باطل لا حقيقة له وافتتن بعض الناس الذين يريدون الحياة الدنيا بملابس قارون وزينته حين خرج إليهم، فتمنوا أن يكون لهم مثل ما أوتي قارون، فذكرهم الصالحون بثواب الله وقالوا لهم: (وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ* فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ)[القصص: 80-81] وقد ذكر أن هلاك قارون كان من دعوة موسى نبي الله عليه السلام, واختلف في سببه فعن ابن عباس والسدي أن قارون أعطى امرأة بغياً مالاً على أن تبهت موسى بحضرة الملأ من بني إسرائيل وهو قائم فيهم يتلو عليهم كتاب الله تعالى, فتقول يا موسى إنك فعلت بي كذا وكذا, فلما قالت ذلك في الملأ لموسى عليه السلام أرعد من الفرق, وأقبل عليها بعد ما صلى ركعتين ثم قال: أنشدك بالله الذي فرق البحر وأنجاكم من فرعون, وفعل كذا وكذا لما أخبرتني بالذي حملك على ما قلت ؟ فقالت: أما إذ نشدتني فإن قارون أعطاني كذا وكذا على أن أقول ذلك لك, وأنا أستغفر الله وأتوب إليه, فعند ذلك خر موسى لله عز وجل ساجداً, وسأل الله في قارون, فأوحى الله إليه أن قد أمرت الأرض أن تطيعك فيه, فأمر موسى الأرض أن تبتلعه وداره (تفسير ابن كثير ) وخسف به وبداره وبكنوزه الأرض، وأهلك أهله، ولم يجد أحدًا ينصره أو يدافع عنه، فندم الذين تمنوا أن يكونوا مثله وقالوا: (وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ )[القصص: 82]. وللحديث بقية إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
جزاكي الله الف خير
ويعطيكي العافيه ع هيك طرح |
موسى عليه السلام 23 - وفاة هارون و موسى أوحى الله إلى موسى أني متوفٍ هارون، فأتِ به إلى جبل كذا وكذا فانطلقا نحوه، فإذا هما بسرير فناما عليه، وأخذ هارونَ الموتُ ورُفع إلى السماء. ورجع موسى إلى بني إسرائيل، فقالوا له: أنت قتلت هارون لحبِّنا إياه، قال موسى: ويحكم أفترونني أقتل أخي؟! فلما أكثروا عليه سأل الله، فأنزل السرير وعليه هارون، وقال لهم: إني مت ولم يقتلني موسى، وكان ذلك في التيه، وكان عمر هارون حين توفي (122) سنة لما حان وقت وفاة نبي الله موسى أرسل الله إليه ملك الموت-عليه السلام-، فقال له: أجب ربك. فضربه موسى على عينه ففقأها، فرجع ملك الموت إلى الله، وقال له: أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "جاء ملك الموت إلى موسى عليه السلام فقال له: أجب ربك، قال: فلطم موسى عين ملك الموت ففقأها، قال: فرجع الملك إلى الله فقال: إنك أرسلتني إلى عبدٍ لك لا يريد الموت وقد فقأ عيني، قال: فردّ إليه عينه، وقال: ارجع إلى عبد فقل: الحياة تريد؟ فإن كنت تريد الحياة فضع يدك على متنِ ثورٍ (ظهر ثور)فما وارت يدُك من شعرة فإنك تعيش بها سنة، قال: ثم مَهْ؟ قال: ثم تموت، قال: فالآن من قريب، ربِّ أدنني من الأرض المقدسة رمية بحجر. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "والله لو أني عنده لأريتكم قبره إلى جانب الطريق عند الكثيب الأحمر". رواه البخاري ومسلم. طلب موسى من الله-عز وجل-أن يقربه من الأرض المقدسة، فتوفى موسى قريبًا من بيت المقدس في الأرض المباركة في فلسطين.[متفق عليه] وروي أن الملائكة هي التي تولت دفنه والصلاة عليه وقد عاش مائة وعشرين سنة. وإلى اللقاء مع قصة نبي آخر إن شاء الله والسلام عليكمورحمة الله وبركاته |
http://www.upislam.com/images/cdc5zdhsvnprbpaftwkg.gif يوشع بن نون هو ابن افرائيم بن يوسف بن يعقوب بن اسحق بن إبراهيم عليهم السلام. http://www.upislam.com/images/l681fpmk34eujkcythk3.gif يوشع بن نون عليه السلام 1 نسبه ويقال هو فتى موسى في قصته مع الخضر. وهو إحدى الرجلان اللذان أشارا على ملأ بني إسرائيل بدخول قرية الجبارين فعندما اختار موسى من قومه اثني عشر نقيباً وبعث هؤلاء النقباء يتجسسون له الأخبار فاطلعوا من الجبارين على قوة عظيمة على ما يأتي وظنوا أنهم لا قبل لهم بها فتعاقدوا بينهم على أن يخفوا ذلك عن بني إسرائيل فلما انصرفوا إلى بني إسرائيل أخبروا موسى وهارون فقط وأخذ بعضهم على بعضهم الميثاق بذلك، ثم نكثوا العهد فخان منهم عشرة وجعل كل واحد منهم ينهي سبطه عن قتالهم ويخبرهم بما رأى من جبروت حتى اعوج أمر بني إسرائيل فقالوا: " قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ " إلا رجلان فلم يخرج أحد من التيه ممن كان مع موسى سوى اثنين ويقولالمفسرون: إن أحدهما يوشع بن نون. [ المائدة : 24]. وهو النبي الذي أخرج الله على يديه بني إسرائيل من التيه من صحراء سيناء، وحاربوا أهل الشام، وكان يسكنها الكنعانيون الجبارون وانتصروا عليهم وللحديث بقية إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
http://www.upislam.com/images/6gmgwomxnwl8ddy634b5.gif 2 – بعثنا منهم اثنا عشر نقيباً http://www.upislam.com/images/wekw9xv9ebk4ozdywf80.gif يوشع بن نون عليه السلام وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَآئِيلَوَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْلَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِيوَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْسَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُفَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ(المائدة 12) وذلك أن الله عز وجل وعد موسى عليه السلام أن يورثه وقومه الأرض المقدسة وهي الشام، وكان يسكنها الكنعانيون الجبارون، فلما استقر لبني إسرائيل الدار بمصر أمرهم الله تعالى بالسير إلى أريحا من أرض الشام وهي الأرض المقدسة، وكانت لها ألف قرية في كل قرية ألف بستان وللحديث بقية إن شاء الله وقال: يا موسى إني كتبتها لكم داراً وقراراً فاخرج إليها وجاهد من فيها من العدو فإني ناصرك عليهم، وخذ من قومك اثني عشر نقيباً من كل سبط نقيباً يكون كفيلاً على قومه بالوفاء منهم على ما أمروا به والنقيب هو كبير القوم القائم بأمورهم الذي ينقب عنها وعن مصالحهم فيها قال محمد بن إسحاق: فكان من سبط روبيل شامون بن ركون ومن سبط شمعون شافاط بن حري ومن سبط يهوذا كالب بن يوفنا ومن سبط أتين ميخائيل بن يوسف ومن سبط يوسف وهو سبط إفرايم يوشع بن نون ومن سبط بنيامين فلطم بن دفون ومن سبط زبولون جدي بن شورى ومن سبط منشأ بن يوسف جدي بن موسى ومن سبط دان خملائيل بن حمل ومن سبط أشار ساطور بن ملكيل, ومن سبط نفثالي بحر بن وقسي, ومن سبط يساخر لايل بن مكيد . وقد رأيت في السفر الرابع من التوراة تعداد النقباء على أسباط بني إسرائيل وأسماء مخالفة لما ذكره ابن إسحاق والله أعلم (تفسير ابن كثير) و(القرطبي) فاختار موسى النقباء وسار موسى ببني إسرائيل حتى قربوا من أريحا فبعث هؤلاء النقباء يتجسسون له الأخبار ويعلمون علمها، فلقيهم رجل من الجبابرة يقال له (عوج بن عنق) وكان طوله ثلاثة آلاف وثلثمائة وثلاث وثلاثين ذراعاً وثلث ذراع، وكان يحتجز بالسحاب ويشرب منه ويتناول الحوت من قرار البحر فيشويه بعين الشمس يرفعه إليها ثم يأكله. ويروى أن الماء طبق ما على الأرض من جبل وما جاوز ركبتي عوج وعاش ثلاثة آلاف سنة حتى أهلكه الله على يدي موسى عليه السلام وذلك أنه جاء [وقلع] صخرة من الجبل على قدر عسكر موسى عليه السلام،وكان فرسخاً في فرسخ، وحملها ليطبقها عليه فبعث الله الهدهد فقور الصخرة بمنقاره فوقعت في عنقه فرصعته فأقبل موسى عليه السلام وهو مصروع فقتله وكانت أمه[عنق] إحدى بنات آدم وكان مجلسها[جريباً] من الأرض، فلما لقي عوج النقباء وعلى رأسه حزمة من حطب أخذ الاثني عشر وجعلهم في حجزته وانطلق بهم إلى امرأته، وقال انظري إلى هؤلاء الذين يزعمون أنهم يريدون قتالنا، وطرحهم بين يديها وقال: ألا أطحنهم برجلي؟ فقالت امرأته: لا بل خل عنهم حتى يخبروا قومهم بما رأوا، ففعل ذلك. وروي أنه جعلهم في كمه وأتى بهم إلى الملك فطرحهم بين يديه، فقال الملك:ارجعوا فأخبرهم بما رأيتم، وكان لا يحمل عنقوداً من عنبهم إلا خمسة أنفس منهم في خشبة، ويدخل في شطر الرمانة إذا نزع منها حبها خمسة أنفس، فرجع النقباء وجعلوا يتعرفون أحوالهم، وقال بعضهم لبعض يا قوم: إنكم إن أخبرتم بني إسرائيل خبر القوم ارتدوا عن نبي الله ولكن اكتموا وأخبروا موسى وهارون فيريان رأيهما وأخذ بعضهم على بعضهم الميثاق بذلك، ثم نكثوا العهد وجعل كل واحد منهم ينهي سبطه عن قتالهم ويخبرهم بما رأى: إلا رجلان ويقولالمفسرون: إن أحدهما يوشع بن نون والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
http://www.upislam.com/images/sce8ywb9v474uzeu8f8.gif وللحديث بقية إن شاء الله http://www.upislam.com/images/bp0bzj8i25640812bn7r.gif يوشع بن نون عليه السلام 3 - أخذ العهود والمواثيق من أهل الكتابين فلما أمر تعالى عباده المؤمنين بالوفاء بعهده وميثاقه الذي أخذه عليهم على لسان عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم, وأمرهم بالقيام بالحق, والشهادة بالعدل, وذكرهم نعمه عليهم الظاهرة والباطنة فيما هداهم له من الحق والهدى, شرع يبين لهم كيف أخذ العهود والمواثيق على من كان قبلهم من أهل الكتابين: اليهود والنصارى, فلما نقضوا عهوده ومواثيقه أعقبهم ذلك لعناً منه لهم, وطرداً عن بابه وجنابه, وحجاباً لقلوبهم عن الوصول إلى الهدى ودين الحق, وهو العلم النافع, والعمل الصالح, وهكذا لما بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنصار ليلة العقبة, كان فيهم اثنا عشر نقيباً: ثلاثة من الأوس: وهم أسيد بن الحضير, وسعد بن خيثمة, ورفاعة بن عبد المنذر, ويقال بدله أبو الهيثم بن التيهان رضي الله عنه, وتسعة من الخزرج وهم: أبو أمامة أسعد بن زراة, وسعد بن الربيع, وعبد الله بن رواحة, ورافع بن مالك بن العجلان, والبراء بن معرور, وعبادة بن الصامت, وسعد بن عبادة, وعبد الله بن عمرو بن حرام, والمنذر بن عمر بن حنيش رضي الله عنهم فكان هؤلاء عرفاء على قومهم ليلتئذ عن أمر النبي صلى الله عليه وسلم لهم بذلك, وهم الذين ولوا المعاقدة والمبايعة عن قومهم للنبي صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة . قال الإمام أحمد: حدثنا حسن بن موسى, حدثنا حماد بن زيد عن مجالد عن الشعبي, عن مسروق قال: كنا جلوساً عند عبد الله بن مسعود وهو يقرئنا القرآن, فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن, هل سألتم رسول الله صلى الله عليه وسلم كم يملك هذه الأمة من خليفة ؟ فقال عبد الله: ما سألني عنها أحد منذ قدمت العراق قبلك, ثم قال: نعم, ولقد سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "اثنا عشر كعدة نقباء بني إسرائيل" هذا حديث غريب من هذا الوجه وأصل هذا الحديث ثابت في الصحيحين من حديث جابر بن سمرة, قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول "لا يزال أمر الناس ماضياً ما وليهم اثنا عشر رجلاً" ثم تكلم النبي صلى الله عليه وسلم بكلمة خفيت علي, فسألت أي ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال "كلهم من قريش" وهذا لفظ مسلم. ومعنى هذا الحديث البشارة بوجود اثني عشر خليفة صالحاً يقيم الحق ويعدل فيهم, ولا يلزم من هذا تواليهم وتتابع أيامهم, بل وقد وجد منهم أربعة على نسق وهم الخلفاء الأربعة: أبو بكر, وعمر, وعثمان, وعلي, رضي الله عنهم, ومنهم عمر بن عبد العزيز بلا شك عند الأئمة وبعض بني العباس, ولا تقوم الساعة حتى تكون ولايتهم لا محالة, والظاهر أن منهم المهدي المبشر به في الأحاديث الواردة بذكره, فذكر أنه يواطىء اسمه اسم النبي صلى الله عليه وسلم واسم أبيه اسم أبيه, فيملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً, وليس هذا بالمنتظر الذي تتوهم الرافضة وجوده ثم ظهوره من سرداب سامرا, فإن ذلك ليس له حقيقة ولا وجود بالكلية, بل هو من هوس العقول السخيفة, وتوهم الخيالات الضعيفة, وليس المراد بهؤلاء الخلفاء الاثني عشر الأئمة الاثني عشر الذين يعتقد فيهم الاثنا عشرية من الروافض لجهلهم وقلة عقلهم . وفي التوراة البشارة بإسماعيل عليه السلام, وإن الله يقيم من صلبه اثني عشر عظيماً, وهم هؤلاء الخلفاء الاثنا عشر المذكورون في حديث ابن مسعود وجابر بن سمرة, وبعض الجهلة ممن أسلم من اليهود إذا اقترن بهم بعض الشيعة يوهمونهم أنهم الأئمة الاثنا عشر, فيتشيع كثير منهم جهلاً وسفهاً لقلة علمهم وعلم من لقنهم ذلك بالسنن الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم (تفسير ابن كثير) والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
http://www.upislam.com/images/sce8ywb9v474uzeu8f8.gif وللحديث بقية إن شاء الله http://www.upislam.com/images/bp0bzj8i25640812bn7r.gif يوشع بن نون عليه السلام 3 - أخذ العهود والمواثيق من أهل الكتابين فلما أمر تعالى عباده المؤمنين بالوفاء بعهده وميثاقه الذي أخذه عليهم على لسان عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم, وأمرهم بالقيام بالحق, والشهادة بالعدل, وذكرهم نعمه عليهم الظاهرة والباطنة فيما هداهم له من الحق والهدى, شرع يبين لهم كيف أخذ العهود والمواثيق على من كان قبلهم من أهل الكتابين: اليهود والنصارى, فلما نقضوا عهوده ومواثيقه أعقبهم ذلك لعناً منه لهم, وطرداً عن بابه وجنابه, وحجاباً لقلوبهم عن الوصول إلى الهدى ودين الحق, وهو العلم النافع, والعمل الصالح, وهكذا لما بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنصار ليلة العقبة, كان فيهم اثنا عشر نقيباً: ثلاثة من الأوس: وهم أسيد بن الحضير, وسعد بن خيثمة, ورفاعة بن عبد المنذر, ويقال بدله أبو الهيثم بن التيهان رضي الله عنه, وتسعة من الخزرج وهم: أبو أمامة أسعد بن زراة, وسعد بن الربيع, وعبد الله بن رواحة, ورافع بن مالك بن العجلان, والبراء بن معرور, وعبادة بن الصامت, وسعد بن عبادة, وعبد الله بن عمرو بن حرام, والمنذر بن عمر بن حنيش رضي الله عنهم فكان هؤلاء عرفاء على قومهم ليلتئذ عن أمر النبي صلى الله عليه وسلم لهم بذلك, وهم الذين ولوا المعاقدة والمبايعة عن قومهم للنبي صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة . قال الإمام أحمد: حدثنا حسن بن موسى, حدثنا حماد بن زيد عن مجالد عن الشعبي, عن مسروق قال: كنا جلوساً عند عبد الله بن مسعود وهو يقرئنا القرآن, فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن, هل سألتم رسول الله صلى الله عليه وسلم كم يملك هذه الأمة من خليفة ؟ فقال عبد الله: ما سألني عنها أحد منذ قدمت العراق قبلك, ثم قال: نعم, ولقد سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "اثنا عشر كعدة نقباء بني إسرائيل" هذا حديث غريب من هذا الوجه وأصل هذا الحديث ثابت في الصحيحين من حديث جابر بن سمرة, قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول "لا يزال أمر الناس ماضياً ما وليهم اثنا عشر رجلاً" ثم تكلم النبي صلى الله عليه وسلم بكلمة خفيت علي, فسألت أي ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال "كلهم من قريش" وهذا لفظ مسلم. ومعنى هذا الحديث البشارة بوجود اثني عشر خليفة صالحاً يقيم الحق ويعدل فيهم, ولا يلزم من هذا تواليهم وتتابع أيامهم, بل وقد وجد منهم أربعة على نسق وهم الخلفاء الأربعة: أبو بكر, وعمر, وعثمان, وعلي, رضي الله عنهم, ومنهم عمر بن عبد العزيز بلا شك عند الأئمة وبعض بني العباس, ولا تقوم الساعة حتى تكون ولايتهم لا محالة, والظاهر أن منهم المهدي المبشر به في الأحاديث الواردة بذكره, فذكر أنه يواطىء اسمه اسم النبي صلى الله عليه وسلم واسم أبيه اسم أبيه, فيملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً, وليس هذا بالمنتظر الذي تتوهم الرافضة وجوده ثم ظهوره من سرداب سامرا, فإن ذلك ليس له حقيقة ولا وجود بالكلية, بل هو من هوس العقول السخيفة, وتوهم الخيالات الضعيفة, وليس المراد بهؤلاء الخلفاء الاثني عشر الأئمة الاثني عشر الذين يعتقد فيهم الاثنا عشرية من الروافض لجهلهم وقلة عقلهم . وفي التوراة البشارة بإسماعيل عليه السلام, وإن الله يقيم من صلبه اثني عشر عظيماً, وهم هؤلاء الخلفاء الاثنا عشر المذكورون في حديث ابن مسعود وجابر بن سمرة, وبعض الجهلة ممن أسلم من اليهود إذا اقترن بهم بعض الشيعة يوهمونهم أنهم الأئمة الاثنا عشر, فيتشيع كثير منهم جهلاً وسفهاً لقلة علمهم وعلم من لقنهم ذلك بالسنن الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم (تفسير ابن كثير) والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
يوشع بن نون عليه السلام 4 – قيادة يوشع بن نون للجيش بعدما جهزموسى الجيش لدخول بيت المقدس لكن الله اختاره إليه قبل تحقيق ذلك وتم الأمر ليوشع بن نون الذي أتم تجهيز الجيش وتقسيمه حسب الأسباط الاثني عشر. فقاد يوشع جيشه وقطعبهم نهر الأردن وانتهى إلى أريحا وكانت من أحصن المدائن سوراً وأعلاها قصوراً وأكثرها أهلاً فحاصرها ستة أشهر ثم أنهم احاطوا بها يوماً وضربوا بالقرون وكبروا تكبيرة رجلواحد فتفسخ سورها ودخلوها وغنموا منها غنائم كثيرة ويقال إن يوشع ظهر على أحد وثلاثين ملكاً من ملوك الشام وتأتي بعض الروايات لتخبرنا بأنه في المعركة الأخيرة التي بدأت في يوم الجمعة، أوشك اليهود على تحقيق الانتصار، لكن الشمس قاربت على المغيب -وكان اليهود لا يعملون ولايحاربون يوم السبت- فخشى يوشع بن نون أن يذهب النصر. وللحديث بقية إن شاء الله فنظر يوشع إلى الشمس وقال: "إنك مأمورة، وأنا مأمور، اللهم احبسها علي". فتوقفت الشمس مكانها، وظلت واقفة إلىأن فتح بيت المقدس ودخله يرى البعض أن هذه الرواية لا يمكن تصديقها فالشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يتوقفان لموت أحد ولا لحياته ورغم عظمة الخوارق والمعجزات التي وقعت لبني إسرائيل فقد كانت كلها معجزات لا تتعارض مع ناموس الكون ونظامه.. لم تكن هناك معجزة تتعلق بالشمس والقمر.. ولم تجاوز المعجزات أديم الأرض أوالبحر أو الجبل. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
يوشع بن نون عليه السلام 5 – نقض بني اسرائيل للعهد من قبل نكثوا العهد الذي كان بينهم بعد أن أخذ بعضهم على بعض الميثاق بألا يخبروا قومهم بخبر الكنعانيون الجبارون حتى لا يرتدوا عن نبي الله موسى فخان منهم عشرة وجعل كل واحد منهم ينهي سبطه عن قتالهم ويخبرهم بما رأى من جبروتوالآن صدر الأمر الإلهي لبني إسرائيل لما فتح الله عليهم المدينة (وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ) (البقرة 58) أمروا أنيدخلوا المدينة سجداً.. أيراكعين مطأطئي رءوسهم متواضعين شاكرين لله عز وجل ما من به عليهم من الفتح. أمروا أن يقولواحال دخولهم: (حِطَّةٌ).. بمعنى حط عنا خطايانا التي سلفت، وجنبنا الذي تقدم منآبائنا. وخالف بنو إسرائيل ما أمروا به قولا وفعلا.. دخلوا الباب متعالينمتكبرين واستهزأوابما أمروا به وبدلوا قولا غير الذي قيل لهم فدخلوا يزحفون على إستهم وهم يقولون حبة في شعرة أوحنطة في شعرة وقد عاقبهم الله تعالى على مخالفتهم أمره بأن أرسل عليهم الرجز الذيأنزله عليهم وهو الطاعون وابتلاهم به وأصابهم عذاب من الله بما ظلموا وأخذ منهم الكثيرين وهكذانرى العهد مشروطا بميثاق أخذه الله عليهم، أن يقاتلوا ولا يفروا، وأن يقيموا الصلاةويؤتوا الزكاة ويؤمنوا برسله.. ابتداء من موسى الذي أنزل الله عليه التوراة،وانتهاء بمحمد صلى الله عليه وسلم الذي بشر الله به في التوراة.. حين كانت هي توراةالله الحقة التي لم تمتد إليها أيدي التبديل والتحريف. وللحديث بقية إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
موضوع مثــــــــــــري ..سلمت يداكـ
|
http://www.upislam.com/images/jak2wjz6kcqnjo0hhy0y.gif http://www.upislam.com/images/c6lcxxf3rpgqq4wjh7in.gif يوشع بن نون عليه السلام لما استقرت يد بنياسرائيل على بيت المقدس استمروا فيه وبين أظهرهم نبي الله يوشع يحكم بينهم بكتابالله التوراة حتى قبضه الله إليه وهو ابن مائة وسبع وعشرين سنة فكانت مدة حياته بعدموسى سبعا وعشرين سنة. عاد بنو إسرائيل إلى ظلمهم لأنفسهم.. اعتقدوا أنهم شعب اللهالمختار، وتصوروا انطلاقا من هذا الاعتقاد أن من حقهم ارتكاب أي شيء وكل شيء وعظمت فيهم الأخطاء وتكاثرت الخطايا وامتدت الجرائم بعد كتابهم إلى أنبيائهمفقتلوا من قتلوا من الأنبياء كانتجريمة الآباء هي الذل، وأصبحت جريمة الأبناء الكبرياء والافتراء (لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتْلَهُمُ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ) (آل عمران )181 ولم تكن هذهالجريمة هي أول جرائم بني إسرائيل ولا آخر جرائمهم فقد عذبوا رسلهم كثيرا بعدموسى وتحولت التوراة بين أيديهم إلى قراطيس يبدون بعضها ويخفون كثيرا.. وامتد هذااللعب إلى العقيدة.. وسجل القرآن عليهم هذا في سورة (الأنعام 91 ) (وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ قُلِ اللّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ) وإذا كان الخطاب ينطبق على أحفاد بنيإسرائيل الذين عاشوا في الجزيرة العربية، فقد كان واضحا من تاريخ بني إسرائيل ذاته،أن التوراة لم تسلم من هذا العبث، بإخفاء بعضها وإظهار البعض، حسبما تقتضي الأحوالوتدفع المصلحة المباشرة وكان هذا الجحود هو المسؤول عما أصاب بني إسرائيل منعقوبات. وسلط الله عليهم بعد رحمة الأنبياء قسوة الملوك الجبارين، يظلمونهمويسفكون دمائهم، وسلط الله أعدائهم عليهم ومكن لهم من رقابهم وأموالهم. وكانمعهم تابوت الميثاق.. وهو تابوت يضم بقية مما ترك موسى وهارون ويقال إن هذاالتابوت كان يضم ما بقي من ألواح التوراة التي أنزلت على موسى ونجت من يد الزمان.. وكان لهذا التابوت بركة تمتد إلى حياتهم وحروبهم فكان وجود التابوت بينهم فيالحرب يمدهم بالسكينة والثبات ويدفعهم إلى النصر فلما ظلموا أنفسهم ورفعتالتوراة من قلوبهم لم يعد هناك معنى لبقاء نسختها معهم، وهكذا ضاع منهم تابوتالعهد، وضاع في حرب من حروبهم التي هزموا فيها. وإلى اللقاء مع قصة نبي آخر إن شاء الله والسلام عليكمورحمة الله وبركاته |
داود عليه السلام 1 - نسبه هو داود بن إيشا بن عويد بن عابر بن سلمون بن نحشون بن عوينادب بن إرم بن حصرونبن فارض بن يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عبد الله ونبيه وخليفته فيأرض بيت المقدس. قال محمد بن إسحاق عن بعض أهل العلم، عن وهب بن منبه: كان داودعليه السلام قصيراً أزرق العينين، قليل الشعر، طاهر القلب، نقي السريرة وكان جندي عظيم في جيش طالوت فخرج من بين الصفوف ليبارز جالوت الجبار بعد أن امتنع جميع بني إسرائيل عن الخروج إليه، فقتل جالوت وفر جيشه وانتصرت القلة المؤمنة بحول الله وقوته على الكثرة الكافرة المشركة وجمع الله لداود الملك والنبوة، فكان ملكًا نبيًّا، وأنزل عليه الزبور {وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا} [النساء:163] وللحديث بقية إن شاءالله والسلام عليكمورحمة الله وبركاته |
داود عليه السلام 2 – الملك الجبار جالوت دخل بنو إسرائيل الأرض المقدسة (فلسطين) واستقروا بها، وكان ذلك على يد يوشع بن نون، وصاروا يعبدون الله على المنهج الذي جاء به موسى وبعد مدة عادوا إلى طبائعهم الفاسدة مرة أخرى فكفروا بأنعم الله وانحرفوا عن الطريق المستقيم فسلَّط الله عليهم ملكًا جبارًا اسمه جالوت فقتل رجالهم وسبى نساءهم وأطفالهم وأخرجهم من بيوتهم وأخذ منهم التابوت المقدس وهو صندوق كان فيه صور الأنبياء أنزله الله على آدم واستمر إليهم فغلبهم العمالقة عليه وأخذوه وكانوا يستفتحون به على عدوهم ويقدمونه في القتال ويسكنون إليه كما قال تعالى (فيه سكينة) طمأنينة لقلوبهم وبقية مما ترك آل موسى وهارون وهي نعلا موسى وعصاه وعمامة هارون وقفيز من المن الذي كان ينزل عليهم ورضاض من الألواح وأراد بنو إسرائيل قتال جالوت وجنوده {أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ} [البقرة:246]. ولم يكن لهم في هذه الفترة ملك يوحد صفوفهم لقتال هذا الملك الجبار وكان من بينهم آنذاك نبي من أنبياء الله هو شمويل فذهبوا إليه وأخبروه أنهم يريدون ملكًا عليهم لمحاربة جالوت فتعجب نبيهم من هذا الطلب وذكرهم من أنه يخشى إن فرض عليهم القتال أن يرفضوا القتال {قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} [البقرة:246]. ولكنهم أكدوا له عزمهم على القتال، فقد طردوا من بيوتهم وابتعدوا عن أبنائهم فأوحى الله إلى نبيهم أن يخبرهم أن الله قد بعث لكم طالوت ملكًا {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ } [البقرة:247]. فلما أخبرهم بذلك تعجبوا وغضبوا من هذا الاختيار فقالوا كيف يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه لأنه ليس من سبط المملكة ولا النبوة وكان دباغا أو راعيا ولم يؤت سعة من المال يستعين بها على إقامة الملك وكان الكثير منهم خاصة الأغنياء يطمع أن يكون هو الملك الذي يوحد الصفوف لقتال جالوت وتكون له الهيمنة والسلطان ويحظى بشرف الحكم والقيادة ومن أجل ذلك اعترض الكثير منهم على اختيار طالوت ليتولى الـمُلك من بينهم.. فأخبرهم نبيهم أن هذا اختيار الله {قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة:247]. وأنه سبحانه وتعالى قد أعطى طالوت قوة في الجسم وسعة في العلم وكان أعلم بني إسرائيل يومئذ وأجملهم وأتمهم خلقا والله يؤتي ملكه من يشاء إيتاءه لا اعتراض عليه وأن علامة ملك طالوت أن تأتيه الملائكة بالتابوت الذي كان قد أخذه جالوت من قبل {وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [البقرة:248]. فحملته الملائكة بين السماء والأرض وهم ينظرون إليه حتى وضعته عند طالوت فأقروا بملكه وتسارعوا إلى الجهاد فاختاروا من شبابهم سبعين ألفا ثم أوحى الله لنبي بني إسرائيل أن يخبرهم بأن الله يأمرهم بالخروج مع طالوت لقتال عدوهم الذي أذلهم وأسر وسبى أبناءهم ولكنهم امتنعوا عن القتال إلا قليلاً منهم تشجعوا واستعدوا للقتال فساروا مع طالوت للقاء جالوت الجبار وجنوده {فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة:249]. وبهذه القلة التى آمنت خرج طالوت وسار في طريق صحراوى ليس فيه ماء فاشتكى بنو إسرائيل من الظمأ والعطش فطمأنهم ملكهم طالوت وطلب منهم الصبر ومواصلة السير وبعد لحظات اقترب طالوت وجنوده من نهر من الأنهار فقال لهم طالوت مبينًا أنهم سيمرون على نهر فمن شرب منه بكثرة فقد خرج عن طاعته إلا من اغترف غرفة بيده يروى بها ظمأه ومن خالف هذا الأمر فعليه أن يترك الجيش ويرجع من حيث جاء فلما وصل طالوت وبنو إسرائيل إلى النهر لم يستجب أكثرهم لما أمرهم به الملك طالوت فشربوا من النهر حتى امتلأت بطونهم إلا قليلاً منهم. فأمر طالوت كل من شرب من النهر حتى شبع أن يترك الجيش ويعتزل الباقين ثم واصل سيره بالبقية الباقية من بني إسرائيل وعبر النهر ليلتقي مع جيش جالوت وحتى هذه القلة التى ثبتت تراجع بعضهم وأصابهم الخوف عندما رأوا كثرة جنود جالوت ولم يصبر معه إلا المؤمنون الصادقون الذين يعلمون أن الله ينصر المؤمنين بقوة إيمانهم لا بكثرة عددهم، ولما ظهر جالوت وجنوده أمامهم، واقترب منهم دعوا الله فقالوا: {بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } [البقرة:250]. وفي الميدان المخصص للقتال وقف جالوت وجنوده في ناحية وطالوت وبنو إسرائيل في ناحية أخرى ثم تقدم جالوت على حصانه مسلحًا بكافة الدروع ونادى بأعلى صوته هل من مبارز؟ هل من مقاتل؟ فكان في جيش طالوت جندي عظيم هو نبي الله داود فخرج من بين الصفوف ليبارز جالوت الجبار بعد أن امتنع جميع بني إسرائيل عن الخروج إليه فضرب داود جالوت بحجارة عن طريق مقلاعه فوقع قتيلاً ففر الجيش هاربًا وانتصرت القلة المؤمنة بحول الله وقوته على الكثرة الكافرة المشركة. {فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ} [البقرة:251] وللحديث بقية إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
داود عليه السلام 3 - الملك والنبوة لنبي الله داود وانتهت المعركة، وبدأ عهد نبي جديد وملك جديد، قال تعالى: {فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ } [البقرة:251]. وجمع الله لداود الملك والنبوة، فكان ملكًا نبيًّا، وأنزل عليه الزبور، وهو كتاب مقدس فيه كثير من المواعظ والحكم، قال تعالى: {وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا} [النساء:163] والزبوركتاب مشهور وذكرنا في التفسير الحديث الذي رواه احمد وغيره أنه أنزل في شهر رمضان،وفيه من المواعظ والحكم ما هو معروف لمن نظر فيه وأعطى الله لداود صوتًا جميلاً لم يعطه لأحد من قبله، فكان إذا قرأ كتابه الزبور، وسبح الله، وقف الطير في الهواء يسبح الله معه، وينصت لما يقرؤه وكذلك الجبال فإنها كانت تسبح معه في الصباح والمساء، قال تعالى: {إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (18) وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ} [ص:18-19] قال ابن عباس ومجاهد وغير واحد في تفسير هذهالآية: (إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشى والإشراق) أي: عند آخر النهار وأوله،وذلك أنه كان الله تعالى قد وهبه من الصوت العظيم ما لم يعطه أحداً، بحيث أنه كانإذا ترنم بقراءة كتابه يقف الطير في الهواء يرجع بترجيعه ويسبح بتسبيحه، وكذلكالجبال تجيبه وتسبح معه كلما سبح بكرة وعشيا، صلوات الله وسلامه عليه. وقالالأوزاعي: حدثني عبد الله بن عامر قال: أعطي داود من حسن الصوت ما لم يعط أحد قط،وكان يقرأ الزبور بصوت لم تسمعالآذان بمثله حتى إن كان الطير والوحش ينعكف حوله حتى يموت عطشاً وجوعاً وحتى إن الأنهار لتقف وقد كان مع هذا الصوت الرخيم سريع القراءةلكتابه الزبور كما قال الإمام احمد: حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عنهمام، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خفف على داود القراءة،فكان يأمر بدابته فتسرج، فكان يقرأ القرآن من قبل أن تسرج دابته، وكان لا يأكل إلامن عمل يديه" والمراد بالقرآن هاهنا الزبور الذي أنزله عليه وأوحاه إليه وكان داود لا يأكل إلا من عمل يده، لأنه يعلم أن أفضل الكسب هو ما يكسبه الإنسان من صنع يده، قال -صلى الله عليه وسلم-: (ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود -عليه السلام- كان يأكل من عمل يده) [البخارى] وأيد الله داود بمعجزات كثيرة دالة على نبوته (وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ) سبأ10 فآلان له الحديد فكان في يده كالعجين حتى يسهل عليه صنع الدروع والمحاريب التى تستخدم في الحروب والقتال. وللحديث بقية إن شاءالله والسلام عليكمورحمة الله وبركاته |
4 – درس في العدل وأراد الله –سبحانه و تعالى أن يعلم داود درسًا في العدل حين يحكم، فبينما كان يجلس في محرابه يصلى ويتعبد، فوجئ باثنين من الرجال يصعدان على سور محرابه حتى وصلا إليه، فدخلا عليه، فخاف منهما وفزع فقال الرجلان: يا داود لا تخف، خصمان بغى بعضنا على بعض فجئنا لتحكم بيننا بالحق، فسألهم داود عن قضيتهم، فقال أحد الخصمين: إن هذا أخى له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة، فأراد أن يأخذها مني ليكمل المائة، فتسرع داود في الحكم لهذه القضية قبل أن يسمع كلام الآخر، فقال: {قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ } _[ص:24] وما إن أكمل داود حكمه حتى اختفي هذان الرجلان فجأة دون أن يخرجا من الباب أو يعودا كما جاءا، فأدرك داود أن هذين ملكان أرسلهما الله ليعلماه أن يسمع من الخصمين قبل أن يحكم بينهما، فاستغفر داود ربه. وقد ذكر كثير من المفسرين من السلفوالخلف هاهنا قصصاً وأخباراً أكثرها إسرائيليات ومنها ما هو مكذوب لا محالة ويقال إن هذه كانت خطيئة داود عليه السلام ، لأنه قال : لقد ظلمك من غير تثبت ببينة ، ولا إقرار من الخصم ، هل كان هذا كذا أو لم يكن . فهذا قول . ومنهم من قال فتن داوود عليه السلام بإمرة و استنزل زوجها و أرسله للحرب ، حتى يتزوجها داوود وكان له 99 زوجه وكان يرسل زوجها للقتال في الحرب حتى يموت ويتزوجها هو – فبعث سبحانه وتعالي الملكين لداوود فأدرك داوود عليه السلام حكمة الله عز وجل في هذه القصة التي تشبه قصته بأن له 99 زوجه وطمع في زوجه الرجل الآخر قال ابن العربي : وأما قولهم إنها لما أعجبته أمر بتقديم زوجها للقتل في سبيل الله فهذا باطل قطعاً فإن داود صلى الله عليه وسلم لم يكن ليريق دمه في غرض نفسه ، وإنما كان من الأمر أن داود قال لبعض أصحابه : إنزل لي عن أهلك وعزم عليه في ذلك وليس في القرآن أن ذلك كان ، ولا أنه تزوجها بعد زوال عصمة الرجل عنها ، ولا ولادتها لسليمان ، فعمن يروى هذا ويسند ؟ ! وعلى من في نقله يعتمد تفسير القرطبي و قد جاءت أخبار وقصص في أمر داود عليه السلام وأوريا ، وأكثرها لا يصح ولا يتصل إسناده وأصح ما روي في ذلك مارواه مسروق عن عبد الله بن مسعود قال : ما زاد داود عليه السلام على أن قال : < اكفلنيها > أي تحول لي عنها وضمها إلي . قال أبو جعفر أن داود عليه السلام سأل أوريا أن يطلق امرأته ، كما يسأل الرجل الرجل أن يبيعه جاريته ، فنبهه الله عز وجل على ذلك ، وعاتبه لما كان نبياً وكان له تسع وتسعون زوجة أنكر عليه أن يتشاغل في الدنيا في التزيد منها وقد روى المفسرون أن داود عليه السلام نكح مائة امرأة تفسير القرطبي وروي أن داود عليه السلام كان قد أقدم على خطبة امرأة قد خطبها غيره ، يقال : هو أوريا ، فمال القوم إلى تزويجها من داود راغبين فيه ، وزاهدين في الخاطب الأول ولم يكن بذلك داود عارفاً وقد كان يمكنه أن يعرف ذلك فيعدل عن هذه الرغبة وعن الخطبة بها فلم يفعل ذلك ، من حيث أعجب بها إما وصفاً أو مشاهدة على غير تعمد وقد كان لداود عليه السلام من النساء العدد الكثير وذلك الخاطب لا إمرأة له ، فنبهه الله تعالى على مافعل بما كان من تسور الملكين ، وما أورداه من التمثيل على وجه التعريض ، لكي يفهم من ذلك موقع العتب فيعدل عن هذه الطريقة فخطيئته أنها كانت التقصير في الحكم ، والمبادرة إلى تظليم من لم يثبت عنده ظلمه وأستغفر داوود عليه السلام رب وتاب لله . وخر راكعاً لله تعالى شكراً على أن عصمه بأن اقتصر على تظليم المشكو قال ابن العربي : لا خلاف بين العلماء أن المراد بالركوع ها هنا السجود ، فإن السجود هو الميل والركوع هو الإنحناء ومعنى السجود أن داود سجد خاضعاً لربه ، معترفاً بذنبه ، تائباً من خطيئته ، فإذا سجد أحد فيها فليسجد بهذه النية فلعل الله أن يغفر له بحرمة داود الذي اتبعه - تفسير القرطبي واختلف في سجدة داود هل هي من عزائم السجود المأمور به في القرآن أم لا ؟ قال النسائي: أخبرني إبراهيم بن الحسنالمقسمي، حدثنا حجاج بن محمد، عن عمرو بن ذر، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابنعباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في "ص"، وقال: "سجدها داود توبة، ونسجدهاشكراً" تفرد به احمد، ورجاله ثقات وروى أبو سعيد الخدري : أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ على المنبر " ص والقرآن ذي الذكر " فلما بلغ السجدة نزل فسجد وسجد الناس معه ، فلما كان يوم آخر قرأ بها فتشزن الناس للسجود ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنها توبة نبي ولكني رأيتكم تشزنتم للسجود ونزل وسجد . " وهذا لفظ أبي داود قال ابن العربي : والذي عندي أنها ليست موضع سجود( ليست من عزائم القرآن) ولكن النبي صلى الله عليه وسلم سجد فيها فسجدنا بالاقتداء به " والله أعلم وللحديث بقية إن شاءالله والسلام عليكمورحمة الله وبركاته |
جزآآآآآآآآكـ ربي خير الجزآآآآآآء ...
|
http://www.upislam.com/images/ccxv9f4lg7jey1er91y.gif داود عليه السلام 5 - عظمأمر داود في بني إسرائيل قال الله تعالى }يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ{سورة ص:26 وقال الإمام احمد في مسنده، حدثنا يحيى بن آدم،حدثنا فضيل، عن عطية عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن احب الناس إلي الله يوم القيامة وأقربهم منه مجلساً إمام عادل، وإن أبغض الناسإلي الله يوم القيامة وأشدهم عذاباً إمام جائر" وهكذا رواه الترمذي روي عن أبي موسى الأشعري أنه قال: لما كثر الشر والشهادات الزور في بني إسرائيل أعطى داود سلسلة لفصل القضاء،فكانت ممدودة من السماء إلي صخرة بيت المقدس، وكانت من ذهب، فإذا تشاجر الرجلان فيحق فأيهما كان محقاً نالها والآخر لا يصل إليها، فلم تزل كذلك حتى أودع رجل رجلاًلؤلؤة، فجحدها منه، وأخذ عكازاً وأودعها فيه، فلما حضرا عند الصخرة تناولها المدعي،فلما قيل للآخر خذها بيدك عمد إلي العكاز فأعطاه المدعي وفيه تلك اللؤلؤة وقال: اللهم إنك تعلم أني دفعتها إليه، ثم تناول السلسلة فنالها، فأشكل أمرها على بنيإسرائيل، ثم رفعت سريعاً من بينهم.وروى ابن جرير وابنأبي حاتم عن أبي عباس: أن رجلين تداعيا إلي داود عليه السلام في بقرة، ادعى أحدهماعلى الآخر أنه اغتصبها منه، فأنكر المدعى عليه فأرجأ أمرهما إليالليل، فلما كانالليل أوحى الله إليه أن يقتل المدعى فلما أصبح قال له داود: إن الله أوحى إلي أنأقتلك فأنا قاتلك لا محالة، فما خبرك فيما ادعيته على هذا؟ قال: والله يا نبي اللهإني لمحق فيما ادعيت عليه ولكني كنت اغتلت أباه قبل هذا فأمر به داود فقتل. فعظمأمر داود في بني إسرائيل جداً وخضعوا له خضوعاً عظيماً وللحديث بقية إن شاءالله والسلام عليكمورحمة الله وبركاته |
جزآآآآآآآآآآآآآآـ/ك الله خيراا:67:seta.
موضوعك مره حلو استفدت وانا اقراء:blush: تقبلي مرورس البسيطsm.9.:sg.8:< لكي مني:sg.12::sm141: |
جزآآك الله خيراااا
|
http://up4.m5zn.com/9bjndthcm6y53q1w.../ybwh42b0u.bmp http://www.upislam.com/images/ngg18nm4zk97slgrgmhx.gif شكرا لكم أخواتي الحبيبات على مروركم الكريم بارك الله فيكم http://www.upislam.com/images/clzkam0e5pb9iqso6shf.jpg |
داود عليه السلام 6 – موت داود كان داود عليه السلام هو المقتدى به في ذلك الزمان في العدل،وكثرة العبادة، وأنواع القربات، حتى إنه كان لا يمضي ساعة من أناء الليل وأطرافالنهار إلا وأهل بيته في عبادة ليلاً ونهاراً، كما قال تعالى: } اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ{ سورة سبأ-13 وقال البيهقي: أنبأنا أبو عبد اللهالحافظ، قال: قال داود: الحمد لله كما ينبغي لكرم وجهه وعز جلاله، فأوحى الله إليه: إنك أتعبت الحفظة يا داود!. وكان يقرأ الزبور بسبعين صوتاً يكون فيها، وكانت له ركعة من الليل يبكي فيها نفسه،ويبكي ببكاء كل شيء، ويصرف بصوته المهموم والمحمول" فكان داود يتقرب إلى الله بالذكر والدعاء والصلاة، لذلك مدحه الله بقوله تعالى: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ } [ص:17] وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول عنه: (كان أعبد البشر) [البخارى] وقال -صلى الله عليه وسلم-: (أحب الصيام إلى الله صيام داود، كان يصوم يومًا ويفطر يومًا، وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود، كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه) [متفق عليه]. وقال ابن أبيحاتم: حدثنا أبو زرعة، حدثنا عبد الله بن أبي زياد، حدثنا سيار، حدثنا جعفر بنسليمان، سمعت مالك بن دينار:يقول ) يقوم داود عليه السلام يوم القيامة عند ساق العرش، فيقول الله: يا داود مجدنياليوم بذلك الصوت الحسن الرخيم الذي كنت تمجدني في الدنيا، فيقول: وكيف وقد سلبته؟فيقول: إني أرده عليك اليوم. قال: فيرفع داود بصوت يستفرغ نعيم أهل الجنان. وقد مات داود -عليه الصلاة والسلام- وتولى من بعده ابنه سليمان -عليه السلام- الحكم وجعله الله نبيًّا، قال تعالى: {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ } النمل:16 } وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ{ سورةالأنعام:84 وإلى اللقاء مع قصة نبي آخر إن شاء الله والسلام عليكمورحمة الله وبركاته |
شمويل عليه السلام 1 – نسبه هو شمويل بن بال بن علقمة ويعرف بابن العجوز ، ويقال فيه : شمعون ، قاله السدي ، وإنما قيل : ابن العجوز لأن أمه كانت عجوزاً فسألت الله الولد وقد كبرت وعقمت فوهبه الله تعالى لها ، ويقال له : سمعون لأنها دعت الله أن يرزقها الولد فسمع دعاءها فولدت غلاماً فسمته (( سمعون )) ، تقول : سمع الله دعائي ، والسين تصير شيئاً بلغة العبرانية ، وهو من ولد يعقوب ، وقال مقاتل : هو من نسل هارون عليه السلام ، وقال قتادة هو يوشع بن نون ، ، قال ابن عطية : وهذا ضعيف لأن مدة داود هي من بعد موسى بقرون من الناس ، ويوشع هو فتى موسى فبين موت يوشع وبعثه شمويل أربعمائة سنة وستين سنة، فالله أعلم ويقال: له أشمويل بن بالي بن علقمة بن يرخام بن اليهو بن تهو بن صوفبن علقمة بن ماحث بن عموصا بن عزريا. وقال مجاهد: هوأشمويل بن هلفاقا، ولم يرفع في نسبه أكثر من هذا، فالله أعلم وللحديث بقية إن شاءالله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
شمويل عليه السلام كان بنو إسرائيل بعد موسى عليه السلام على طريق الاستقامة مدة من الزمان, ثم أحدثوا الأحداث, وعبد بعضهم الأصنام, ولم يزل بين أظهرهم من الأنبياء من يأمرهم بالمعروف, وينهاهم عن المنكر, ويقيمهم على منهج التوراة, إلى أن فعلوا ما فعلوا, فسلط الله عليهم أعداءهم, فقتلوا منهم مقتلة عظيمة, وأسروا خلقاً كثيراً, وأخذوا منهم بلاداً كثيرة, ولم يكن أحد يقاتلهم إلا غلبوه, وذلك أنهم كان عندهم التوراة, والتابوت الذي كان في قديم الزمان, وكان ذلك موروثاً لخلفهم عن سلفهم إلى موسى الكليم عليه الصلاة والسلام, فلم يزل بهم تماديهم على الضلال حتى استلبه منهم بعض الملوك في بعض الحروب, وأخذوا التوراة من أيديهم, ولم يبق من يحفظها فيهم إلا القليل, وانقطعت النبوة من أسباطهم, ولم يبق من سبط لاوي الذي يكون فيه الأنبياء إلا امرأة حامل من بعلها وقد قتل, فأخذوها فحبسوها في بيت, واحتفظوا بها لعل الله يرزقها غلاماً يكون نبياً لهم, ولم تزل المرأة تدعو الله عز وجل أن يرزقها غلاماً, فسمع الله لها ووهبها غلاماً, فسمته شمويل, أي سمع الله دعائي, ومنهم من يقول: شمعون, وهو بمعناه,أو أشمويل، ومعناه بالعبرانية إسماعيلفشب ذلك الغلام, ونشأ فيهم, وأنبتها لله نباتاً حسناً, فلما ترعرع بعثته إلي المسجد وأسلمته عند رجل صالح فيهيكون عنده ليتعلم من خيره وعبادته، وكان عنده فلما بلغ سن الأنبياء أوحى الله إليه, وأمره بالدعوة إليه وتوحيدهو بينما هو ذات ليلة نائمإذا صوت يأتيه من ناحية المسجد، فانتبه مذعوراً، فظنه الشيخ يدعوه فسأله: أدعوتني؟فكره أن يفزعه فقال: نعم نم، فنام. ثم ناداه الثانية فكذلك ثم الثالثة فإذا جبريليدعوه، فجاءه فقال: إن ربك قد بعثك إلي قومك. فكان من أمره معهم ما قص الله فيكتابه فبدأ دعوتهلبنيإسرائيل وللحديث بقية إن شاءالله والسلام عليكمورحمة الله وبركاته |
السلام عليكم شكرا أختى على الموضوع الرائع ولكن سيدنا العزير لم يكن نبيا فهذه معلومة خطأ بالمرة
|
http://www.upislam.com/images/c97ujkgy39s9t625xhil.gif شكرا لكِ أختي سام المسلمة على مرورك على الموضوع ولا تسرعي بالحكم على الأشياء قبل الوصول للدليل فانظري يا غالية في كتاب قصص الأنبياء لابن كثير واطلعي جيدا على أسماء الرسل والأنبياء المذكورين في القرآن وهناك أيضا كم هائل من الأنبياء لم يذكر أسمائهم بالقرآن ومعظمهم أنبياء بني اسرائيل لحكمة لا يعلمها إلا الله وأكتفى الله سبحانه وتعالى بقوله لم تقتلون أنبياء الله بغير حق وكلمة أنبياء هنا توحي بالكثرة فبضهم ذكر وبعضهم لم يذكر جزاكِ الله خيرا يا غالية وشكرا لكِ على التفكير والتدقيق وبارك الله فيكِ http://www.upislam.com/images/clzkam0e5pb9iqso6shf.jpg |
شمويل عليه السلام 3 - دعوته لبني إسرائيل (أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ) البقرة 246 هؤلاء القوم بني إسرائيل لماأنهكتهم الحروب، وقهرهم الأعداء، سألوا نبي الله شمويلعليه السلام ، وطلبوا منه أن ينصبلهم ملكاً يكونون تحت طاعته ليقاتلوا من ورائه ومعه ومن بين يديه الأعداء فقال لهم شمويل: فهل عسيتم إن أقام الله لكم ملكاً ألا تقاتلوا وتفوا بما التزمتم من القتال معه, " قالوا وما لنا أن لا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وقد أخذت منا البلاد وسبيت الأولاد (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) البقرة 247 فعين لهم طالوت, وكان رجلاً من أجنادهم, ولم يكن من بيت الملك فيهم, ولقد ذكروا أن النبوة كانت في سبط لاوي، وأن الملككان في سبط يهوذا، فلما كان هذا من سبط بنيامين نفروا منه، وطعنوا في إمارته عليهم قال الثعلبي: وهو طالوت بنقيش بن أنيال بن صرار بن لحوب بن أفيح بن أريش ابن بنيامين بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل. قال عكرمة والسدي: كان سقاءً، وقال وهب بن منبه: كان دباغاً، وقيل غير ذلك، فالله أعلم قالوا: كيف يكون ملكاً علينا "ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال فهو فقير لا مال له يقوم بالملك, وقد ذكر بعضهم أنه كان سقاء, وقيل: دباغاً, وهذا اعتراض منهم على نبيهم وتعنت, وكان الأولى بهم طاعة وقول معروف فقال لهم شمويل إن الله اختاره لكم من بينكم, والله أعلم به منكم, فلست أنا الذي عينته من تلقاء نفسي, بل الله أمرني به لما طلبتم مني ذلك وهو أعلم منكم, وأنبل, وأشكل منكم, وأشد قوة وصبراً في الحرب ومعرفة بها, والله يؤتي ملكه من يشاء فهو الحاكم الذي ما شاء فعل, ولا يسأل عما يفعل وللحديث بقية إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
جزاك الله خير الجزاء
ونفع بك وجعله الله في ميزان حسناتك |
شمويل عليه السلام 4 – آية ملك طالوت (وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) البقرة 248 قال لهم نبيهم شمويل: إن آية ملك طالوت أن يأتيكمالتابوت فيه سكينة من ربكم فيرد الله عليكم التابوت الذي كان سلب منهم وقهرهم الأعداءعليه، وقد كانوا ينصرون على أعدائهم بسببه أما السكينة فقد أختلف في تفسيرها العلماء فقيل معناه وقار وجلالة وقيل: السكينة طست من ذهب, كانت تغسل فيه قلوب الأنبياء, أعطاها الله موسى عليه السلام, فوضع فيها الألواح, وقال سفيان الثوري السكينة لها وجه كوجه الإنسان, ثم هي روح هفافة. وقال ابن جرير: السكينة ريح خجوج, ولها رأسان. وقال مجاهد: لها جناحان وذنب. وقال محمد بن إسحاق, عن وهب بن منبه: السكينة رأس هرة ميتة إذا صرخت في التابوت بصراخ هر , أيقنوا بالنصر, وجاءهم الفتح. وقال عبد الرزاق: أخبرنا بكار بن عبد الله, أنه سمع وهب بن منبه يقول: السكينة روح من الله تتكلم, إذا اختلفوا في شيء تكلم, فتخبرهم ببيان ما يريدون. و أيضا من آية ملك طالوت أن يأتيكمبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة يعني عصا موسى, وعصا هارون, ولوحين من التوراة, وثياب موسى, وثياب هارون, ورضاض الألواح وشيء من المن الذي كان نزل عليهم بالتيه ومنهم من يقول: العصا والنعلان فجاءت الملائكة تحمل التابوت بين السماء والأرض حتى وضعته بين يدي طالوت والناس ينظرون فآمنوا بنبوة شمعون, وأطاعوا طالوت وذكر أن التابوت كان بأريحا, وكان المشركون لما أخذوه وضعوه في بيت آلهتهم تحت صنمهم الكبير فأصبح التابوت على رأس الصنم فأنزلوه فوضعوه تحته فأصبح على رأس الصنم, فسمروه تحته, فأصبح الصنم مكسور القوائم, ملقى بعيداً فعلموا أن هذا أمر من الله لا قبل لهم به, فأخرجوا التابوت من بلدهم, فوضعوه في بعض القرى, فأصاب أهلها داء في رقابهم, فأمرتهم جارية من سبي بني إسرائيل أن يردوه إلى بني إسرائيل حتى يخلصوا من هذا الداء فحملوه على بقرتين فسارتا به, لا يقربه أحد إلا مات, فلما طال عليهم هذا جعلوه في عجلة وربطوها في بقرتينوأرسلوهما، فيقال: إن الملائكة ساقتها حتى جاءوا بها ملأ بني إسرائيل وهم ينظرونكما أخبرهم نبيهم بذلك، فالله أعلم على أي صفة جاءت به الملائكة، والظاهر أنالملائكة كانت تحمله بأنفسهم كما هو المفهوم من الآية، والله أعلم. وإن كان الأولقد ذكره كثير من المفسرين أو أكثرهم وللحديث بقية إن شاءالله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
شمويل عليه السلام 5 – اختبار بني إسرائيل خرج طالوت ملك بني إسرائيل في جنوده, ومن أطاعه من ملأ بني إسرائيل, وكان جيشه يومئذ فيما ذكره السدي ثمانين ألفاً والله أعلم فقال لهم إن الله مختبركم بنهر, قال ابن عباس وغيره: وهو نهر الأردن (نهر بين الأردن وفلسطين) يعني نهر الشريعة المشهور فمن شرب منه فليس مني فلا يصحبني في هذه الغزوة،ولا يصحبني إلا من لم يطعمه إلا غرفة في يده فشربوا منه إلاقليلاً منهمقال السدي: كان الجيش ثمانين ألفاً, فشرب منه ستة وسبعون ألفاً, وتبقى معه أربعة آلاف وللحديث بقية إن شاءالله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
جزاك الله خير ..بصراحه موضوع قيم ..وأنا شخصياً عاشقه لتاريخ خصوصاً المتعلقه بقصص الأنبياء ..
|
6 – لقاء جالوت وهزيمتهم فلما جاوز النهر هو والذين آمنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده واستقلوا أنفسهم عن لقاء عدوهم لكثرتهم, فشجعهم علماؤهم العالمون بأن وعد الله حق وثبتهم الشجعان منهم، و أهل الإيمان والصابرون على الجلاد والجدال والطعان فإن النصر من عند الله ليس عن كثرة عدد ولا عدد فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين وطلبوا من الله أن يفرغعليهم الصبر و يغمرهم به من فوقهم فتستقر قلوبهم ولا تقلق، وأن يثبت أقدامهم فيمجال الحرب، ومعترك الأبطال، والدعاء إلي النزال، فسألوا التثبيتالظاهر والباطن وأن ينزل عليهم النصر على أعدائهم وأعدائه من الكافرين الجاحدينبآياته وآلائه، فأجابهم العظيم القدير السميع البصير الحكيم الخبير إلي ما سألوا فهزموهم بإذن الله قال ابن جرير: وزعم أهل التوراة أن مدة ملك طالوت إلي أنقتل مع أولاده أربعون سنة، والله أعلم وإلى اللقاء مع قصة نبي آخر إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
الساعة الآن 08:58 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.