دلخة بس مملوحة
30-05-2007, 08:44 AM
هذه قصة منقولة عن فتاة شابة , تألمت بداخلها فترة طويلة
دون أن تخبر عائلتها , وكل ذلك لأنها تريد عائلتها مبتسمة دائما..
في نهاية القصة لا تترددوا في أن تمسحوا دموعكم..
**************************
يكاد المرض ينهش بجسدي ..
يحاول القضاء على بسمتي ..
يحاول القضاء على طفولتي ..
لم أكمل عامي العشرين ..
إلا وهذا المرض قد افترس جسدي باكلمه ..
بدأ الألم بوخزة سريعه بقلبي ..
وتوالت الوخزات ..
وبدأت نوبات الألم ..
تألمت بصمت ..
لم يشعر أحد بمرضي الخطير ..
كنتُ أصبر على المرض ..
أخفيه عن أعينهم ..
لا أريد ان يصيبهم الحزن ..
مرت ليالي وأنا أبكي أتأوه بصمت ..
ومع مرور الأيام ..
بدأتُ أشعر بأن المرض قد بدأ ينتقل من قلبي
لبقية أعضاء جسدي النحيل ..
إلى أن وصل لأخمص قدميّ ..
بدأت الهالات السوداء تتمركز تحت عينايّ البريئتان ..
بدأت الشحوب تغزو محيايّ الطفوليّ ..
كنتُ مترددة للذهاب للطبيب ..
ولكني وصلتُ لحالة .. لا أستطيع فيها تحمل الآلام..
ذهبت وكنتُ متوقعة ما سأسمعه ...
أجريتُ الفحوصات المتعبة والمملة..
تقدم إليّ الطبيب والإرتباك واضحٌ على محياه ..
سألني كم عمركِ يا صغيرتي
أجبته .. سأكمل عامي العشرين بعد خمسة أشهر
فطأطأ رأسه وسكت لبرهة ..
ألن أكمل عامي العشرين يا دكتور
الأعمار بيد الله ..
ولكن أشعر بأني لن أكمله ..
فالمرض قد سيطر على جسدي ..
صغيرتي .. منذ متى وتعرفين عن معاناتك ومرضك
منذ سنه ..
من يعلم من أهلك..
لا أحد .. سوى دفاتري وكتبي ..
فقـــط ..
نعم .. لم أخبر أحدا .. حتى لا يعيشوا بحزن أبدي..
فأنا أعلم ..
إن والدتي .. ستحزن كثيرا لفراقي ..
فأنا إبنتها الوحيدة ..
ولطالما حلمت أن تراني بفستاني الأبيض ..
وتحمل أطفالي على كتفها . . وينادونها جدتي..
ولكن هيهات ..
فأنا أشعر .. بألمي .. فلم يبقى إلا القليل ..
ولكني ما زلت أقبلها صباحا .. بوجه مشرق ..
وأقرصها .. وأداعبها ..
لأنني لا أريد أن أشعرها بأي تغيير ..
حاولت أن أخبر أخي ..
ولكني وجدته مشغولا بتجهيزاته لزفافه ..
يأتي ليلا لغرفتي منهك ..
يجلس بجانبي على السرير ..
يخبرني عن حبه الكبير لزوجة المستقبل ..
يخبرني ماذا أشترى لها من هدايا ..
وعن مفاجأته لها برحلة لمدة شهر لأستراليا ..
يخبرني عن شوقه لهذا اليوم..
الذي لم يبقى عليه إلا خمسة أشهر ...
فكيف أخبره بمرضي .. وهو بغاية السعادة ؟
أتود مني أن أقتل فرحته..
أما والدي .. فانأ ظللت طوال عمري خجولة منه..
رغم أنني دائما أختلس النظرات إليه..
فانأ أحبه كثيرا .. وأراه قدوتي..
كنتُ أحلم بفتى أحلام يشبه والدي ..
هل علمت الآن يا دكتور لماذا لم أخبرهم..
حتى لا يعيشوا الحزن..
فلو أخبرتهم .. لما جهز أخي لزفافه..
ولما رأيتُ السعادة تشع من عينا والدتي ووالدي..
رغم مرور 30 عاما على زفافهم..
إلا أن الحب ما زال يحيط بينهما..
دكتور..
ها أنت الوحيد الذي يعلم بمرضي بعد الله ..
لذا سأترك معك هذا الصندوق ...
به وصية صغيرة .. أتمنى أن تسلمها لوالدتي يوم وفاتي..
صغيرتي .. ماهذا الكلام .. فالله قادر على كل شيء..
إطمأن ايماني بالله كبير .. ولولا هذا الإيمان .. لما إستطعت..
أن أصبر هكذا على المرض..
ولكن .. العمر ينتهي وأود أن أكتب كلمات لوالدتي تقرأها بعد وفاتي..
هل تعدني بذلك..
حسنا .. أعطني الصندوق..
ولا تنسي أخذ الأدويه..
متى أمرّ عليك..
تعالي بعد أسبوعين .. وإن شعرتِ بتعب فإتصلي بي فورا
حسنا..
إلى اللقاء .. شكرا لك يا دكتور ..
ذهبت لمنزلي .. إنفردتُ في غرفتي..
أخذت أدويتي ..
وإستلقيت على السرير لآخذ قسطا من الراحة..
ومرت الساعات .. تلو الساعات .. وكانت آخر اللحظات..
وفُتحت الوصية ..
وقرأها الدكتور ..
قرأها والكل بكى معه..
قرأ كلمات تلك الطفلة الشابة.. كتبتها بخط جميل ..
كتبت .. لوالدتها .. أحبكِ .. والدتي .. كنتِ صديقتي .. أختي ..
والدتي .. أعذريني لأن مرضي كان السر الوحيد بيننا ..
ولكن لم أقوى أن أخبركِ أني مصابه بالسرطان ..
لم أقوى أن تسهري معي وتري نوبات ألمي ..
لم أقوى أن أقتل الإبتسامة من على محياك الجميل..
والدتي .. أتعلمين كنتُ أحسدك على أمر ما .. سأخبرك إياه الآن..
حسدتك مرارا على عشق والدي لكِ ..
فلم أرى بحياتي قصة حب تضاهي حبكما .. وكنت أحلم بشاب..
يأخذني بين ذراعيه .. ويحيطني بالحب 30 عام وأكثر..
ولكن شاء الله أن لا أكمل عامي العشرين ..
والدتي .. لا تبكي على وفاتي ..
أخي الحبيب .. كم أحببتك .. وأحببت مغامراتنا معا ..
وكم كنتُ سعيده عندما أكون معك وصديقاتي يطلن النظر إليك
معجبات بك..
.. لا أريدك أن تؤجل زواجك .. ولكن لي طلب بسيط ..
إن رزقك الله بطفلة .. فإطلق عليها إسمي .. شوق..
والدي .. فخري وعزتي .. فرحي وسروري ..
لو تعلم مقدار احترامي لك .. مقدار الحب الكبير الذي يكنه قلب لك..
والدي أنت مثال الأب الرائع .. لن أوصيك على والدتي..
لأنني أعلم ما بينكما من حب صادق..
دكتوري .. أشكرك من أعماق قلبي .. لكتمانك سر شــوق ..
لا تنسوني من الدعاء..
أحبكم.. كنت أريد أن تروني أبتسم في اللحظة الأخيرة..
ولكن ها أنا أموت..
لوحدي..
اللهم إغفر لموتانا وموتى المسلمين
دون أن تخبر عائلتها , وكل ذلك لأنها تريد عائلتها مبتسمة دائما..
في نهاية القصة لا تترددوا في أن تمسحوا دموعكم..
**************************
يكاد المرض ينهش بجسدي ..
يحاول القضاء على بسمتي ..
يحاول القضاء على طفولتي ..
لم أكمل عامي العشرين ..
إلا وهذا المرض قد افترس جسدي باكلمه ..
بدأ الألم بوخزة سريعه بقلبي ..
وتوالت الوخزات ..
وبدأت نوبات الألم ..
تألمت بصمت ..
لم يشعر أحد بمرضي الخطير ..
كنتُ أصبر على المرض ..
أخفيه عن أعينهم ..
لا أريد ان يصيبهم الحزن ..
مرت ليالي وأنا أبكي أتأوه بصمت ..
ومع مرور الأيام ..
بدأتُ أشعر بأن المرض قد بدأ ينتقل من قلبي
لبقية أعضاء جسدي النحيل ..
إلى أن وصل لأخمص قدميّ ..
بدأت الهالات السوداء تتمركز تحت عينايّ البريئتان ..
بدأت الشحوب تغزو محيايّ الطفوليّ ..
كنتُ مترددة للذهاب للطبيب ..
ولكني وصلتُ لحالة .. لا أستطيع فيها تحمل الآلام..
ذهبت وكنتُ متوقعة ما سأسمعه ...
أجريتُ الفحوصات المتعبة والمملة..
تقدم إليّ الطبيب والإرتباك واضحٌ على محياه ..
سألني كم عمركِ يا صغيرتي
أجبته .. سأكمل عامي العشرين بعد خمسة أشهر
فطأطأ رأسه وسكت لبرهة ..
ألن أكمل عامي العشرين يا دكتور
الأعمار بيد الله ..
ولكن أشعر بأني لن أكمله ..
فالمرض قد سيطر على جسدي ..
صغيرتي .. منذ متى وتعرفين عن معاناتك ومرضك
منذ سنه ..
من يعلم من أهلك..
لا أحد .. سوى دفاتري وكتبي ..
فقـــط ..
نعم .. لم أخبر أحدا .. حتى لا يعيشوا بحزن أبدي..
فأنا أعلم ..
إن والدتي .. ستحزن كثيرا لفراقي ..
فأنا إبنتها الوحيدة ..
ولطالما حلمت أن تراني بفستاني الأبيض ..
وتحمل أطفالي على كتفها . . وينادونها جدتي..
ولكن هيهات ..
فأنا أشعر .. بألمي .. فلم يبقى إلا القليل ..
ولكني ما زلت أقبلها صباحا .. بوجه مشرق ..
وأقرصها .. وأداعبها ..
لأنني لا أريد أن أشعرها بأي تغيير ..
حاولت أن أخبر أخي ..
ولكني وجدته مشغولا بتجهيزاته لزفافه ..
يأتي ليلا لغرفتي منهك ..
يجلس بجانبي على السرير ..
يخبرني عن حبه الكبير لزوجة المستقبل ..
يخبرني ماذا أشترى لها من هدايا ..
وعن مفاجأته لها برحلة لمدة شهر لأستراليا ..
يخبرني عن شوقه لهذا اليوم..
الذي لم يبقى عليه إلا خمسة أشهر ...
فكيف أخبره بمرضي .. وهو بغاية السعادة ؟
أتود مني أن أقتل فرحته..
أما والدي .. فانأ ظللت طوال عمري خجولة منه..
رغم أنني دائما أختلس النظرات إليه..
فانأ أحبه كثيرا .. وأراه قدوتي..
كنتُ أحلم بفتى أحلام يشبه والدي ..
هل علمت الآن يا دكتور لماذا لم أخبرهم..
حتى لا يعيشوا الحزن..
فلو أخبرتهم .. لما جهز أخي لزفافه..
ولما رأيتُ السعادة تشع من عينا والدتي ووالدي..
رغم مرور 30 عاما على زفافهم..
إلا أن الحب ما زال يحيط بينهما..
دكتور..
ها أنت الوحيد الذي يعلم بمرضي بعد الله ..
لذا سأترك معك هذا الصندوق ...
به وصية صغيرة .. أتمنى أن تسلمها لوالدتي يوم وفاتي..
صغيرتي .. ماهذا الكلام .. فالله قادر على كل شيء..
إطمأن ايماني بالله كبير .. ولولا هذا الإيمان .. لما إستطعت..
أن أصبر هكذا على المرض..
ولكن .. العمر ينتهي وأود أن أكتب كلمات لوالدتي تقرأها بعد وفاتي..
هل تعدني بذلك..
حسنا .. أعطني الصندوق..
ولا تنسي أخذ الأدويه..
متى أمرّ عليك..
تعالي بعد أسبوعين .. وإن شعرتِ بتعب فإتصلي بي فورا
حسنا..
إلى اللقاء .. شكرا لك يا دكتور ..
ذهبت لمنزلي .. إنفردتُ في غرفتي..
أخذت أدويتي ..
وإستلقيت على السرير لآخذ قسطا من الراحة..
ومرت الساعات .. تلو الساعات .. وكانت آخر اللحظات..
وفُتحت الوصية ..
وقرأها الدكتور ..
قرأها والكل بكى معه..
قرأ كلمات تلك الطفلة الشابة.. كتبتها بخط جميل ..
كتبت .. لوالدتها .. أحبكِ .. والدتي .. كنتِ صديقتي .. أختي ..
والدتي .. أعذريني لأن مرضي كان السر الوحيد بيننا ..
ولكن لم أقوى أن أخبركِ أني مصابه بالسرطان ..
لم أقوى أن تسهري معي وتري نوبات ألمي ..
لم أقوى أن أقتل الإبتسامة من على محياك الجميل..
والدتي .. أتعلمين كنتُ أحسدك على أمر ما .. سأخبرك إياه الآن..
حسدتك مرارا على عشق والدي لكِ ..
فلم أرى بحياتي قصة حب تضاهي حبكما .. وكنت أحلم بشاب..
يأخذني بين ذراعيه .. ويحيطني بالحب 30 عام وأكثر..
ولكن شاء الله أن لا أكمل عامي العشرين ..
والدتي .. لا تبكي على وفاتي ..
أخي الحبيب .. كم أحببتك .. وأحببت مغامراتنا معا ..
وكم كنتُ سعيده عندما أكون معك وصديقاتي يطلن النظر إليك
معجبات بك..
.. لا أريدك أن تؤجل زواجك .. ولكن لي طلب بسيط ..
إن رزقك الله بطفلة .. فإطلق عليها إسمي .. شوق..
والدي .. فخري وعزتي .. فرحي وسروري ..
لو تعلم مقدار احترامي لك .. مقدار الحب الكبير الذي يكنه قلب لك..
والدي أنت مثال الأب الرائع .. لن أوصيك على والدتي..
لأنني أعلم ما بينكما من حب صادق..
دكتوري .. أشكرك من أعماق قلبي .. لكتمانك سر شــوق ..
لا تنسوني من الدعاء..
أحبكم.. كنت أريد أن تروني أبتسم في اللحظة الأخيرة..
ولكن ها أنا أموت..
لوحدي..
اللهم إغفر لموتانا وموتى المسلمين