meer
20-05-2007, 08:07 AM
الســلام عليكم و رحمة الله و بركاتهـ
هذي أول مرة أحط لكم أحد كتاباتي ..
و أتمنى تعجبكمـ :004: ..
# و أصبح جسدا بلا روح #
كانت ليلا بدراء .. عواصف .. ريح تقتلع الشجر من جذوره .. جـوٌ قارص .. و بعض قطرات المطر ..
الكل مختبئ في بيته .. ينتظر هدوء العاصفة .. إلا هو .. كان يسوق سيارة بجنون .. على ذلك الطريق الشبه خالي من البشـر ..
بعد أن سمع ذلك الخبر .. جن جنونه .. هل يعقل أن يفعل والده ذلك بسببها كان قد حذر والده منها ..
و لكنه كان مفتونا بها .. و تزوجها .. شعر بأن الطريق لم يكن واضحا .. زجاج السيارة الأمامي أصبح مليئا بالأتربه ..
الرؤيا شبه معدومة .. حاول أن يشغل ممسحة السيارة .. ولكنها كانت معطله .. شعر بنور قوي يتجه نحو السيارة ..
و صوت شيء ضخم .. لقد كانت شاحنة نقل بضائع .. تمشي متجهتا نحو سيارته .. لقد أصبحوا وجها لوجه ..
تغيرت ملامح وجهه .. لم يعرف ماذا يفعل .. أيقفز من السيارة أم يبقى فيها .. ولكن حاول
أن ينحرف عن السير ..
و نجح في ذلك .. ولكن .. لم يفده هذا .. فقط سقط إلى منحدر .. تقلبلت السيارة بشكل رهيب ..
كنت أشعر بأني في دوامه .. أتخبط يمنة و يسرة .. أشعر أن عظامي
تفتت .. و جسدي سحق .. و بعدها شعرت أن كل شي أسود!
أتت الشرطة و سيـارة الإسعاف .. بدأوا بانتشال جسده من ذلك الحطام .. كان منظر السيارة مروعا ..
حادث لابد أن من كان في داخله قد مات .. من دون شك .. نقلوه إلى المشفى ..
و المعجزه أنه كان يتنفس .. و كأنه يريد مصارعة الموت بأي وسيلة .. كان جسده لايوحي بأنه حي ..
حاول الأطباء تحسين حالته .. كنت أشعر بأني أبصر نورا .. ولكني لا أشعر بجسدي .. فتحت عيني ..
لم أكن أرى جيدا .. ولكني أشعر بأشياء تمشي من حولي .. شعرت بأن شيئا ثقيلا يريد الخروج من جسدي ..
لا أستطيع وصف تلك اللحظة .. كان يريد الخروج بقوة .. كنت أشعر أن أحشاي تقطعت ..
ثم خرج .. و لم أعد أرى شيئا بعد أن خرج .. خرج و خرج حياتي .. كانت تلك روحي .. أنفاسي
الأخيرة ..
خرجت و ودعت هذا العالم .. هذا العالم الذي لاقت فيه الكثير .. و قدمت فيه الكثير و
الكثير ..
و كأني أودعي جسدي .. الذي بردت أطرافه .. و سكنت دقاته .. و وأصبح جسدا بلا روح ..
غطوا جسدي بذلك الفراش الأبيض .. ولكن لماذا هو أبيض .. أكل الناس ستكون نهايتهم بيضاء ؟!
و سيجدون ما طمحوا إليه .. و ما سعوا لمناله ؟ أخبروا أحبتي بفراقي لهم .. زفرات و عبرات .. الكل حزين ..
آه هل كانوا يكنون مشاعر صادقة لي .. أم أنها مجرد دمعات عابرة ليس لها حرقت الفراق ؟
حملوا جسدي غسلوني .. ثم قاموا بلف ذلك الشيء الأبيض المسمى بالكفن .. أيعقل أن هذه
نهاية كل إنسان ؟
مجرد خرقة بيضاء .. يلف بها الغني و الفقير .. كلهم سواء .. ثم انتقلت إلى العالم الآخر .. عالم
مجهول ..
لايعلمه إلا الخالق .. حملوا الجسد إلى محطته الأخيرة .. في تلك الساحة الترابية ..
تجمهر الناس .. قام بعضهم بحفر حفرة في الأرض .. و في داخل الحفرة حفرة أخرى .. ووضعوا جسدي في القبر ..
بعدها شعرت بأن شيئا صفني على خدي .. فتحت عيني .. كانت أختي الكبرى .. إلتفت إلى
اليمين و إلى اليسار .. هذه غرفتي .. سريري .. لمست وجهي .. أنا على أحسن حال .. لقد كان
حلما ..
يا إلهي .. حلم .. كأنه حقيقي .. و كأنني عشت كل لحظاته في الحياة الطبيعية .. أه تنفست
الصعداء . إذا بأختي تصرخ في وجهي و تقول بحدة : أنت تهذي .. بسرعة لقد تأخرت عن الجامعة ..
ابتسمت .. و قلت .. الحمد لله ما زلت حيا ..
و لكن كيف سأتغل هذه النعمة بما هو مفيد ؟ سؤال يجب أن نطرحه على أنفسنا ؟
ماذا قدمنا !
heart
هذي أول مرة أحط لكم أحد كتاباتي ..
و أتمنى تعجبكمـ :004: ..
# و أصبح جسدا بلا روح #
كانت ليلا بدراء .. عواصف .. ريح تقتلع الشجر من جذوره .. جـوٌ قارص .. و بعض قطرات المطر ..
الكل مختبئ في بيته .. ينتظر هدوء العاصفة .. إلا هو .. كان يسوق سيارة بجنون .. على ذلك الطريق الشبه خالي من البشـر ..
بعد أن سمع ذلك الخبر .. جن جنونه .. هل يعقل أن يفعل والده ذلك بسببها كان قد حذر والده منها ..
و لكنه كان مفتونا بها .. و تزوجها .. شعر بأن الطريق لم يكن واضحا .. زجاج السيارة الأمامي أصبح مليئا بالأتربه ..
الرؤيا شبه معدومة .. حاول أن يشغل ممسحة السيارة .. ولكنها كانت معطله .. شعر بنور قوي يتجه نحو السيارة ..
و صوت شيء ضخم .. لقد كانت شاحنة نقل بضائع .. تمشي متجهتا نحو سيارته .. لقد أصبحوا وجها لوجه ..
تغيرت ملامح وجهه .. لم يعرف ماذا يفعل .. أيقفز من السيارة أم يبقى فيها .. ولكن حاول
أن ينحرف عن السير ..
و نجح في ذلك .. ولكن .. لم يفده هذا .. فقط سقط إلى منحدر .. تقلبلت السيارة بشكل رهيب ..
كنت أشعر بأني في دوامه .. أتخبط يمنة و يسرة .. أشعر أن عظامي
تفتت .. و جسدي سحق .. و بعدها شعرت أن كل شي أسود!
أتت الشرطة و سيـارة الإسعاف .. بدأوا بانتشال جسده من ذلك الحطام .. كان منظر السيارة مروعا ..
حادث لابد أن من كان في داخله قد مات .. من دون شك .. نقلوه إلى المشفى ..
و المعجزه أنه كان يتنفس .. و كأنه يريد مصارعة الموت بأي وسيلة .. كان جسده لايوحي بأنه حي ..
حاول الأطباء تحسين حالته .. كنت أشعر بأني أبصر نورا .. ولكني لا أشعر بجسدي .. فتحت عيني ..
لم أكن أرى جيدا .. ولكني أشعر بأشياء تمشي من حولي .. شعرت بأن شيئا ثقيلا يريد الخروج من جسدي ..
لا أستطيع وصف تلك اللحظة .. كان يريد الخروج بقوة .. كنت أشعر أن أحشاي تقطعت ..
ثم خرج .. و لم أعد أرى شيئا بعد أن خرج .. خرج و خرج حياتي .. كانت تلك روحي .. أنفاسي
الأخيرة ..
خرجت و ودعت هذا العالم .. هذا العالم الذي لاقت فيه الكثير .. و قدمت فيه الكثير و
الكثير ..
و كأني أودعي جسدي .. الذي بردت أطرافه .. و سكنت دقاته .. و وأصبح جسدا بلا روح ..
غطوا جسدي بذلك الفراش الأبيض .. ولكن لماذا هو أبيض .. أكل الناس ستكون نهايتهم بيضاء ؟!
و سيجدون ما طمحوا إليه .. و ما سعوا لمناله ؟ أخبروا أحبتي بفراقي لهم .. زفرات و عبرات .. الكل حزين ..
آه هل كانوا يكنون مشاعر صادقة لي .. أم أنها مجرد دمعات عابرة ليس لها حرقت الفراق ؟
حملوا جسدي غسلوني .. ثم قاموا بلف ذلك الشيء الأبيض المسمى بالكفن .. أيعقل أن هذه
نهاية كل إنسان ؟
مجرد خرقة بيضاء .. يلف بها الغني و الفقير .. كلهم سواء .. ثم انتقلت إلى العالم الآخر .. عالم
مجهول ..
لايعلمه إلا الخالق .. حملوا الجسد إلى محطته الأخيرة .. في تلك الساحة الترابية ..
تجمهر الناس .. قام بعضهم بحفر حفرة في الأرض .. و في داخل الحفرة حفرة أخرى .. ووضعوا جسدي في القبر ..
بعدها شعرت بأن شيئا صفني على خدي .. فتحت عيني .. كانت أختي الكبرى .. إلتفت إلى
اليمين و إلى اليسار .. هذه غرفتي .. سريري .. لمست وجهي .. أنا على أحسن حال .. لقد كان
حلما ..
يا إلهي .. حلم .. كأنه حقيقي .. و كأنني عشت كل لحظاته في الحياة الطبيعية .. أه تنفست
الصعداء . إذا بأختي تصرخ في وجهي و تقول بحدة : أنت تهذي .. بسرعة لقد تأخرت عن الجامعة ..
ابتسمت .. و قلت .. الحمد لله ما زلت حيا ..
و لكن كيف سأتغل هذه النعمة بما هو مفيد ؟ سؤال يجب أن نطرحه على أنفسنا ؟
ماذا قدمنا !
heart