Taghreed's
19-08-2006, 11:27 AM
أبناء المملكة تجاوبوا بحماس مع قيادتهم ووقفوا فوراً مع لبنان
الحملة الشعبية السعودية تنجح في تضميد جراح الأشقاء اللبنانيين
http://www.alriyadh.com:81/2006/08/19/img/198084.jpg
أطفال ينتظرون دورهم لتلقي المساعدات السعودية
تقرير أعده: راشد السكران
تقع المملكة العربية السعودية - قيادة وشعباً - دائماً في قلب الحدث الإنساني، وتقف في مقدمة الدول التي تبادر إلى درء مخاطر الحروب والكوارث الطبيعية والبيئية التي تهدد وجود الإنسان ومقومات حياته.. حضور عاجل وبارز أهلها إلى أن تكون رقماً مهماً داخل مظلة الدعم والعون الإنساني العالمي، فهي تُسخِّر الكثير من إمكاناتها لدعم المناطق المنكوبة، ولتخفيف عبء المعاناة عن المتضررين والمحتاجين في مختلف بقاع العالم وخاصة في الدول العربية والإسلامية.. وكل ذلك انطلاقاً من نهجها القويم القائم على التعاون والتكافل مع إخوة العقيدة، وعلى احترام الروابط والعلاقات داخل المنظومة الإنسانية، ومن وعي قيادتها وحكومتها بأهمية صيانة المجتمع الإنساني وحمايته من آثار الكوارث المدمرة.. ولمَّا تفجَّرت محنة الأشقاء في لبنان بسبب الحرب الإسرائيلية المدمرة كانت المملكة ممثلة في الحملة الشعبية السعودية لإغاثة الشعب اللبناني وبعض منظماته الإغاثية الأخرى هناك تعمل بكفاءة عالية لتخفيف تداعيات المحنة على المنكوبين.
http://www.alriyadh.com/2006/08/19/img/198083.jpg
إغاثة عاجلة لشعب لبنان
تجاوب الشعب السعودي بحرارة وحماس شديدين مع دعوة القيادة السعودية للوقوف مع شعب لبنان الشقيق في محنته التي يتعرض لها بسبب الغارات الإسرائيلية المكثفة على جنوبه، وبدأت المملكة الشعبية السعودية لدعم شعب لبنان في تنفيذ برامجها الإغاثية داخل المناطق المنكوبة بناءً على توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية المشرف على الحملة، وبمتابعة مباشرة من مستشار سمو رئيس الحملة معالي الدكتور ساعد العرابي الحارثي. وفي بداية انطلاقتها اعتمدت الحملة على الفور مبلغ مليون و700 ألف دولار مساعدات إغاثية عاجلة للمتضررين، وبالفعل وصلت إلى المواقع المتضررة، وتركزت جهودها على توزيع المواد الإغاثية المتوافرة لديها والتي شملت مواد غذائية وطبية ومستلزمات أطفال. واستعانت في هذا الخصوص بعدد من الشركات والمؤسسات المتخصصة لمباشرة التنفيذ بعد التنسيق مع الجهات الرسمية المكلفة بتقديم كل التسهيلات الممكنة للجهات العاملة في المجالات الإغاثية والإنسانية.. ووفقاً لهذا التنظيم والتنسيق تدفقت الإغاثة السعودية على بعض المناطق وخاصة منطقة البقاع المكتظة بالنازحين.
تنسيق مع منظمات الإغاثة
وضماناً لانسياب الدعم السعودي بقدر عال من المرونة كي يصل إلى المناطق الهدف دون عوائق أو عقبات تتعلق بروتين الإجراءات أو التنقل أو توزيع مواد الإغاثة، بادرت الحملة الشعبية السعودية لإغاثة الشعب اللبناني إلى عقد عدة لقاءات مع المنظمات الدولية والمحلية في لبنان وسورية، ونسقت معها أطر العمل الإغاثي ووسائله، وكيفية متابعة إيصال المساعدات السعودية للمتضررين داخل لبنان، وللنازحين داخل سورية.
وأتاحت هذه الاجتماعات للحملة معرفة الوسائل التي ساعدتها في توصيل الإغاثة إلى المحتاجين والمتضررين بالسرعة اللازمة، وإمكانية الاستفادة من الدعم اللوجستي للمنظمات المعنية المتعلقة بالتنسيق مع الجهات الحكومية والأهلية مما يسَّر لها إدخال المساعدات ومهَّد لها طرق تقديمها، كما ناقشت معها الآليات العاجلة لمنظمة اليونيسيف لرعاية الطفولة التي رُصد لها مبلغ مليون دولار لمعرفة كيفية التنفيذ وتحديد دور الحملة في هذه المحنة، إضافة إلى ما توفر لها عبر هذه الاجتماعات من أساليب التنسيق وتحديد الآليات ومتابعة التنفيذ مع برنامج الأغذية العالمي والذي اعتمدت من خلاله مليونا دولار.
واستطاعت الحملة من خلال اللقاءات المعنية إشعار هذه المنظمات بالمنحة المقدمة من الحملة الشعبية السعودية لمساعدة المتضررين من أبناء الشعب اللبناني، ومعرفة دورها الإنساني وآلياتها التي تتبعها لتعزيز فرص التعاون في المجالات الإغاثية والإنسانية والإنمائية سواء المتعلق منها بالعمل الإغاثي للشعب اللبناني أو اللجان الإغاثية الأخرى التي يشرف عليها صاحب السمو الملكي الأمير وزير الداخلية - حفظه الله - كما هيأت لها هذه الاجتماعات إمكانية توثيق المساعدات السعودية وإبرازها في المحافل الدولية الإغاثية والإنسانية، والعمل على تسهيل مهماتها في لبنان وللنازحين في سورية.
http://www.alriyadh.com/2006/08/19/img/198085.jpg
منظمات عالمية ومحلية
التقت اللجنة فيما يتعلق بأطر التنسيق - من خلال اجتماعات عامة أو ثنائية - مع مجموعة من الشخصيات الرسمية المحلية والدولية التي تمثل منظمات وبرامج الأمم المتحدة وجهات حكومية وطوعية على المستوى المحلي، وضمت قائمة الشخصيات الذين التقتهم الحملة في هذا الخصوص: منسق أنشطة وبرامج الأمم المتحدة الإنمائية الأستاذ علي حسن الزغتري، مديرة برنامج الأغذية العالمي السيدة بييبا رأدفودد، مدير البرامج في منظمة اليونيسيف للطفولة السيد مارك لوسيه، ممثل منظة الصحة العالمية الدكتور فؤاد حامد المجلد، ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان السيدة لينا محمود موسى، ممثل منظمة الأغذية والزراعة الدكتورة سلوى مبارك عنبر، الممثل الإقليمي لمنظمة أوتشا (منظمة التنسيق للشؤون الإنسانية) السيد إيفو فرايسين، ممثل منظمة الأمم المتحدة للمشاريع الخاصة السيد إيفانو لينسيكي، منظمة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وذلك بالإضافة إلى موظفي برنامج الأغذية التنفيذيين والمباشرين في التنفيذ وموظفي منظمة اليونيسيف.
الحملة تتجاوز العقبات
تواصل الحملة نشاطها الإغاثي الآن في إيصال مساعداتها للمتضررين في المناطق المتأثرة، وتبذل جهوداً مقدرة في هذا الشأن وبقدر عال من العزم رغم وجود العديد من العقبات التي تواجه العمل الإغاثي الدولي بصورة عامة. وتتمثل هذه العقبات في: عدم وجود مسارات أو طرق آمنة، انهيار الجسور والتلف الذي لحق بالطرق والممرات بسبب القصف الإسرائيلي العنيف، ندرة وقود السيارات وارتفاع أسعاره، الإغلاق الجزئي أو المحدود للموانئ والمطارات، هجر عدد كبير من الموظفين لدوائرهم ومؤسساتهم الأهلية أو الحكومية، ارتفاع أسعار المواد الغذائية والإغاثية الأخرى، صعوبة التحرك بسبب المخاطر التي قد يتعرض لها العاملون المتعاونون في هذا المجال.
وبعد الوقوف على الواقع الميداني، تمكنت الحملة من تجاوز كثير من العقبات، وتكثف الآن تحركها لتلبية حاجات المتأثرين، وبجانب ذلك تواصل برامجها التنسيقية مع الجهات الرسمية في لبنان وسورية لتأمين مزيد من المواد الإغاثية وتوزيعها، وعملت كذلك على تأمين المياه للمتضررين في أماكن تجمعاتهم، وتمكنت بجانب ذلك من تأمين أدوية الأمراض المزمنة عبر إحدى المنظمات الدولية وكذلك تأمين سيارات إسعاف دعماً لقدرات الدفاع المدني.
http://www.alriyadh.com/2006/08/19/img/198086.jpg
30 ألف سلة للأسرة ومثلها للطفل
الأُسر المتضررة والأطفال الذين تأثروا جسدياً جراء القصف، أو تعرضوا للتشريد أو النزوح مع أسرهم بعد أن هُدمت منازلهم وأصبحوا بلا مأوى، يُشكَّلون هدفاً إغاثياً تسعى الحملة الشعبية السعودية لدعم شعب لبنان إلى الوقوف بجانبهم في محنتهم القاسية، وذلك بتوفير الغذاء والكساء والرعاية الصحية الفورية.
وتضمن برنامج الإغاثة العاجلة التي يجري تنفيذه حالياً بواسطة الحملة:
٭ بعد أن أمَّنت الحملة سلة الأسرة سارعت إلى توزيعها على الأسر المتضررة وفق دراسة ميدانية تلبي احتياجات هذه الأسر، وتحوي السلة (14) صنفاً من المواد الغذائية والإغاثية المطلوبة، وبلغت التكلفة الإجمالية للسلة الواحدة (30) دولاراً، بينما بلغ عدد السلال 30 ألف سلة بتكلفة إجمالية بلغت (900) ألف دولار، وحُدِّدت الكميات وفق الاحتياجات وتحقيقاً لتواجد النازحين سواء في بيروت أو البقاع أو في بداية الجنوب اللبناني. وشمل التوزيع كذلك عدداً من النازحين على الحدود السورية.
٭ شرعت اللجنة فور وصولها إلى المواقع المنكوبة والمتضررة في توزيع سلة الطفل اللبناني لتلبية حاجة الأسر، وتحوي كل سلة (9) أصناف من المواد الغذائية ومستلزمات الطفل الضرورية بتكلفة (20) دولاراً للسلة الواحدة وذلك اعتماداً على دراسة ميدانية، وبلغ عددها (30) ألف سلة بتكلفة إجمالية بلغت (600) ألف دولار. وحُدِّت الكميات وفق الاحتياجات والإمكانات المتاحة في بيروت ومنطقة البقاع وجزء من الجنوب إضافة إلى النازحين على الحدود السورية.
٭ توزيع الخبز: تمكنت الحملة من تأمين الدقيق لثلاثة مخابز في وسط بيروت ومنطقة البقاع، وتشغيلها لتوزيع مليوني رغيف خبز في المناطق المتضررة وفق آلية محددة بالتنسيق مع رؤساء بلديات بيروت وبعلبك ومجدل عنجر وزحلة وسعد نايل وغزة وذلك بتكلفة إجمالية (200) ألف دولار.
٭ الرعاية الصحية العاجلة: استهلت الحملة برنامجها هذا بزيارات ميدانية للمتضررين الذين هم في حاجة ماسة للعلاج، وأمَّنت بالفعل الأدوية الضرورية لهم، ونفَّذت في هذا الشأن برنامجاً خاصاً برعاية الأمومة وآخر بتوفير الأدوية المخصصة لعلاج بعض الأمراض المعدية.
ومما يجدر ذكره أن عمل الحملة يسير وفق خطته المرسومة رغم ما يعترضه من عقبات، وتتواصل الجهود ومتابعة تنفيذ البرامج المعتمدة بالتنسيق مع المنظمات الدولية (منظمة اليونيسيف وبرنامج الأغذية العالمي).
جهات رسمية وعالمية تثمن جهود المملكة
دعم المملكة وعونها الإغاثي واضح للعيان، ويحظى بتقدير ثناء المنظمات العالمية والجهات المعنية بالمساعدات الإنسانية، ويستقطب عادة شكر وامتنان السكان المتضررين، ولذا فإن تدفق مواد الإغاثة التي تنفذها الحملة الشعبية السعودية لإغاثة شعب لبنان عبر برامجها في المجالات الغذائية والصحية وفي مجال إعادة الإعمار والإيواء دفعت مسؤولين لبنانيين يمثلون جهات رسمية وأخرى إغاثية وطوعية للإعراب عن شكرهم وتقديرهم للقيادة السعودية ولكافة قطاعات الشعب السعودي على وقفتهم مع أشقائهم في لبنان خلال محنتهم الحالية التي يتعرضون لها جراء القصف الإسرائيلي الذي استهدف البنايات والعمائر السكنية وكل منشآت البنية التحتية في الجنوب اللبناني، وأثنوا على مبادرات الحملة وثمَّنوا جهودها الحالية والمتواصلة التي انعكست في تفاعلها السريع والإيجابي مع تداعيات الأحداث ونتائجها المدمرة.
وتلقت الحملة في هذا الخصوص بطاقات شكر من الهيئة العليا للإغاثة في لبنان، ومن رئيس بلدية مجدل الأستاذ حسين ياسين، ورئيس بلدية غزة بلبنان، وأمين سر محافظة القطاع - بعد أن بدأت المساعدات السعودية في التدفق والوصول إلى المتضررين في مواقعهم هناك - عبَّروا فيها عن شكرهم وامتنانهم للحملة على تجاوبها السريع في تلمُّس احتياجات المتضررين والمتأثرين وتلبيتها بصفة عاجلة من خلال تأمين المواد الإغاثية والغذائية والإيوائية، مؤكدين في هذا المنحى أن البلديات في القرى والمناطق ستواصل مشاركاتها الفاعلة والمباشرة في تسهيل دخول المساعدات السعودية، واستطاعت بالفعل توفير البيئة المناسبة التي مكنت الحملة من أداء دورها الإنساني بقدر كبير من السلاسة والانسيابية رغم وجود بعض المعوقات المتمثلة في الأضرار التي لحقت بالطرق والمعابر والجسور.
وعبروا كذلك عن عظيم شكرهم لحكومة خادم الحرمين الشريفين على تفاعلها السريع مع تداعيات المحنة التي ألمَّت بالشعب اللبناني وذلك بتأمين المتطلبات العاجلة والمحنة من مواد إغاثية وطبية للمتضررين والمنكوبين. كما أثنوا على وقفة الشعب السعودي القوية مع لبنان وشعبه، وثمَّنوا دور الحملة ومهماتها العاجلة عبر مشروعها الإغاثي الذي أسهم حقيقة في تخفيف حدة آثار الكارثة.
http://www.alriyadh.com/2006/08/19/img/198087.jpg
قيم أصيلة
تقف المملكة العربية السعودية - قيادة وشعباً - مع شقيقتها لبنان بتجرد كامل ابتغاء وجه الله ونيل رضاه، ولا تمتنُّ على أحد بما تقدمه من مساعدات.. وهذا ديدنها في معاملاتها وعلاقاتها الإنسانية وخاصة مع إخوة اللسان والعقيدة، فالشعب السعودي مجبول على التكافل والوقوف مع الأشقاء في أحلك الظروف، يقف بماله وغذائه وكسائه مع المحتاجين والمتضررين.. وهذه قيم أصيلة ونبيلة يتصف بها، فما ضربت محنة أي بقعة في العالم إلا كانت المساعدات السعودية في المقدمة، وتشهد بذلك سجلات العون الإنساني العالمي.. ولذا كانت جهود الحملة الشعبية السعودية لإغاثة شعب لبنان محل الإطراء والتقريض، لأنها أسهمت وتسهم الآن في تجاوز أضرار المحنة والتخفيف من آثار الكارثة التي أحدثها القصف الإسرائيلي المركَّز من قتل وتدمير وتشريد لسكان قرى جنوب لبنان، وأحدثت برامجها الإغاثية المتواصلة صدى إيجابياً لدى الجهات الرسمية والمواطنين وحظيت بتقديرهم وامتنانهم.
تعيش مملكة الانسانية ،،
الحملة الشعبية السعودية تنجح في تضميد جراح الأشقاء اللبنانيين
http://www.alriyadh.com:81/2006/08/19/img/198084.jpg
أطفال ينتظرون دورهم لتلقي المساعدات السعودية
تقرير أعده: راشد السكران
تقع المملكة العربية السعودية - قيادة وشعباً - دائماً في قلب الحدث الإنساني، وتقف في مقدمة الدول التي تبادر إلى درء مخاطر الحروب والكوارث الطبيعية والبيئية التي تهدد وجود الإنسان ومقومات حياته.. حضور عاجل وبارز أهلها إلى أن تكون رقماً مهماً داخل مظلة الدعم والعون الإنساني العالمي، فهي تُسخِّر الكثير من إمكاناتها لدعم المناطق المنكوبة، ولتخفيف عبء المعاناة عن المتضررين والمحتاجين في مختلف بقاع العالم وخاصة في الدول العربية والإسلامية.. وكل ذلك انطلاقاً من نهجها القويم القائم على التعاون والتكافل مع إخوة العقيدة، وعلى احترام الروابط والعلاقات داخل المنظومة الإنسانية، ومن وعي قيادتها وحكومتها بأهمية صيانة المجتمع الإنساني وحمايته من آثار الكوارث المدمرة.. ولمَّا تفجَّرت محنة الأشقاء في لبنان بسبب الحرب الإسرائيلية المدمرة كانت المملكة ممثلة في الحملة الشعبية السعودية لإغاثة الشعب اللبناني وبعض منظماته الإغاثية الأخرى هناك تعمل بكفاءة عالية لتخفيف تداعيات المحنة على المنكوبين.
http://www.alriyadh.com/2006/08/19/img/198083.jpg
إغاثة عاجلة لشعب لبنان
تجاوب الشعب السعودي بحرارة وحماس شديدين مع دعوة القيادة السعودية للوقوف مع شعب لبنان الشقيق في محنته التي يتعرض لها بسبب الغارات الإسرائيلية المكثفة على جنوبه، وبدأت المملكة الشعبية السعودية لدعم شعب لبنان في تنفيذ برامجها الإغاثية داخل المناطق المنكوبة بناءً على توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية المشرف على الحملة، وبمتابعة مباشرة من مستشار سمو رئيس الحملة معالي الدكتور ساعد العرابي الحارثي. وفي بداية انطلاقتها اعتمدت الحملة على الفور مبلغ مليون و700 ألف دولار مساعدات إغاثية عاجلة للمتضررين، وبالفعل وصلت إلى المواقع المتضررة، وتركزت جهودها على توزيع المواد الإغاثية المتوافرة لديها والتي شملت مواد غذائية وطبية ومستلزمات أطفال. واستعانت في هذا الخصوص بعدد من الشركات والمؤسسات المتخصصة لمباشرة التنفيذ بعد التنسيق مع الجهات الرسمية المكلفة بتقديم كل التسهيلات الممكنة للجهات العاملة في المجالات الإغاثية والإنسانية.. ووفقاً لهذا التنظيم والتنسيق تدفقت الإغاثة السعودية على بعض المناطق وخاصة منطقة البقاع المكتظة بالنازحين.
تنسيق مع منظمات الإغاثة
وضماناً لانسياب الدعم السعودي بقدر عال من المرونة كي يصل إلى المناطق الهدف دون عوائق أو عقبات تتعلق بروتين الإجراءات أو التنقل أو توزيع مواد الإغاثة، بادرت الحملة الشعبية السعودية لإغاثة الشعب اللبناني إلى عقد عدة لقاءات مع المنظمات الدولية والمحلية في لبنان وسورية، ونسقت معها أطر العمل الإغاثي ووسائله، وكيفية متابعة إيصال المساعدات السعودية للمتضررين داخل لبنان، وللنازحين داخل سورية.
وأتاحت هذه الاجتماعات للحملة معرفة الوسائل التي ساعدتها في توصيل الإغاثة إلى المحتاجين والمتضررين بالسرعة اللازمة، وإمكانية الاستفادة من الدعم اللوجستي للمنظمات المعنية المتعلقة بالتنسيق مع الجهات الحكومية والأهلية مما يسَّر لها إدخال المساعدات ومهَّد لها طرق تقديمها، كما ناقشت معها الآليات العاجلة لمنظمة اليونيسيف لرعاية الطفولة التي رُصد لها مبلغ مليون دولار لمعرفة كيفية التنفيذ وتحديد دور الحملة في هذه المحنة، إضافة إلى ما توفر لها عبر هذه الاجتماعات من أساليب التنسيق وتحديد الآليات ومتابعة التنفيذ مع برنامج الأغذية العالمي والذي اعتمدت من خلاله مليونا دولار.
واستطاعت الحملة من خلال اللقاءات المعنية إشعار هذه المنظمات بالمنحة المقدمة من الحملة الشعبية السعودية لمساعدة المتضررين من أبناء الشعب اللبناني، ومعرفة دورها الإنساني وآلياتها التي تتبعها لتعزيز فرص التعاون في المجالات الإغاثية والإنسانية والإنمائية سواء المتعلق منها بالعمل الإغاثي للشعب اللبناني أو اللجان الإغاثية الأخرى التي يشرف عليها صاحب السمو الملكي الأمير وزير الداخلية - حفظه الله - كما هيأت لها هذه الاجتماعات إمكانية توثيق المساعدات السعودية وإبرازها في المحافل الدولية الإغاثية والإنسانية، والعمل على تسهيل مهماتها في لبنان وللنازحين في سورية.
http://www.alriyadh.com/2006/08/19/img/198085.jpg
منظمات عالمية ومحلية
التقت اللجنة فيما يتعلق بأطر التنسيق - من خلال اجتماعات عامة أو ثنائية - مع مجموعة من الشخصيات الرسمية المحلية والدولية التي تمثل منظمات وبرامج الأمم المتحدة وجهات حكومية وطوعية على المستوى المحلي، وضمت قائمة الشخصيات الذين التقتهم الحملة في هذا الخصوص: منسق أنشطة وبرامج الأمم المتحدة الإنمائية الأستاذ علي حسن الزغتري، مديرة برنامج الأغذية العالمي السيدة بييبا رأدفودد، مدير البرامج في منظمة اليونيسيف للطفولة السيد مارك لوسيه، ممثل منظة الصحة العالمية الدكتور فؤاد حامد المجلد، ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان السيدة لينا محمود موسى، ممثل منظمة الأغذية والزراعة الدكتورة سلوى مبارك عنبر، الممثل الإقليمي لمنظمة أوتشا (منظمة التنسيق للشؤون الإنسانية) السيد إيفو فرايسين، ممثل منظمة الأمم المتحدة للمشاريع الخاصة السيد إيفانو لينسيكي، منظمة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وذلك بالإضافة إلى موظفي برنامج الأغذية التنفيذيين والمباشرين في التنفيذ وموظفي منظمة اليونيسيف.
الحملة تتجاوز العقبات
تواصل الحملة نشاطها الإغاثي الآن في إيصال مساعداتها للمتضررين في المناطق المتأثرة، وتبذل جهوداً مقدرة في هذا الشأن وبقدر عال من العزم رغم وجود العديد من العقبات التي تواجه العمل الإغاثي الدولي بصورة عامة. وتتمثل هذه العقبات في: عدم وجود مسارات أو طرق آمنة، انهيار الجسور والتلف الذي لحق بالطرق والممرات بسبب القصف الإسرائيلي العنيف، ندرة وقود السيارات وارتفاع أسعاره، الإغلاق الجزئي أو المحدود للموانئ والمطارات، هجر عدد كبير من الموظفين لدوائرهم ومؤسساتهم الأهلية أو الحكومية، ارتفاع أسعار المواد الغذائية والإغاثية الأخرى، صعوبة التحرك بسبب المخاطر التي قد يتعرض لها العاملون المتعاونون في هذا المجال.
وبعد الوقوف على الواقع الميداني، تمكنت الحملة من تجاوز كثير من العقبات، وتكثف الآن تحركها لتلبية حاجات المتأثرين، وبجانب ذلك تواصل برامجها التنسيقية مع الجهات الرسمية في لبنان وسورية لتأمين مزيد من المواد الإغاثية وتوزيعها، وعملت كذلك على تأمين المياه للمتضررين في أماكن تجمعاتهم، وتمكنت بجانب ذلك من تأمين أدوية الأمراض المزمنة عبر إحدى المنظمات الدولية وكذلك تأمين سيارات إسعاف دعماً لقدرات الدفاع المدني.
http://www.alriyadh.com/2006/08/19/img/198086.jpg
30 ألف سلة للأسرة ومثلها للطفل
الأُسر المتضررة والأطفال الذين تأثروا جسدياً جراء القصف، أو تعرضوا للتشريد أو النزوح مع أسرهم بعد أن هُدمت منازلهم وأصبحوا بلا مأوى، يُشكَّلون هدفاً إغاثياً تسعى الحملة الشعبية السعودية لدعم شعب لبنان إلى الوقوف بجانبهم في محنتهم القاسية، وذلك بتوفير الغذاء والكساء والرعاية الصحية الفورية.
وتضمن برنامج الإغاثة العاجلة التي يجري تنفيذه حالياً بواسطة الحملة:
٭ بعد أن أمَّنت الحملة سلة الأسرة سارعت إلى توزيعها على الأسر المتضررة وفق دراسة ميدانية تلبي احتياجات هذه الأسر، وتحوي السلة (14) صنفاً من المواد الغذائية والإغاثية المطلوبة، وبلغت التكلفة الإجمالية للسلة الواحدة (30) دولاراً، بينما بلغ عدد السلال 30 ألف سلة بتكلفة إجمالية بلغت (900) ألف دولار، وحُدِّدت الكميات وفق الاحتياجات وتحقيقاً لتواجد النازحين سواء في بيروت أو البقاع أو في بداية الجنوب اللبناني. وشمل التوزيع كذلك عدداً من النازحين على الحدود السورية.
٭ شرعت اللجنة فور وصولها إلى المواقع المنكوبة والمتضررة في توزيع سلة الطفل اللبناني لتلبية حاجة الأسر، وتحوي كل سلة (9) أصناف من المواد الغذائية ومستلزمات الطفل الضرورية بتكلفة (20) دولاراً للسلة الواحدة وذلك اعتماداً على دراسة ميدانية، وبلغ عددها (30) ألف سلة بتكلفة إجمالية بلغت (600) ألف دولار. وحُدِّت الكميات وفق الاحتياجات والإمكانات المتاحة في بيروت ومنطقة البقاع وجزء من الجنوب إضافة إلى النازحين على الحدود السورية.
٭ توزيع الخبز: تمكنت الحملة من تأمين الدقيق لثلاثة مخابز في وسط بيروت ومنطقة البقاع، وتشغيلها لتوزيع مليوني رغيف خبز في المناطق المتضررة وفق آلية محددة بالتنسيق مع رؤساء بلديات بيروت وبعلبك ومجدل عنجر وزحلة وسعد نايل وغزة وذلك بتكلفة إجمالية (200) ألف دولار.
٭ الرعاية الصحية العاجلة: استهلت الحملة برنامجها هذا بزيارات ميدانية للمتضررين الذين هم في حاجة ماسة للعلاج، وأمَّنت بالفعل الأدوية الضرورية لهم، ونفَّذت في هذا الشأن برنامجاً خاصاً برعاية الأمومة وآخر بتوفير الأدوية المخصصة لعلاج بعض الأمراض المعدية.
ومما يجدر ذكره أن عمل الحملة يسير وفق خطته المرسومة رغم ما يعترضه من عقبات، وتتواصل الجهود ومتابعة تنفيذ البرامج المعتمدة بالتنسيق مع المنظمات الدولية (منظمة اليونيسيف وبرنامج الأغذية العالمي).
جهات رسمية وعالمية تثمن جهود المملكة
دعم المملكة وعونها الإغاثي واضح للعيان، ويحظى بتقدير ثناء المنظمات العالمية والجهات المعنية بالمساعدات الإنسانية، ويستقطب عادة شكر وامتنان السكان المتضررين، ولذا فإن تدفق مواد الإغاثة التي تنفذها الحملة الشعبية السعودية لإغاثة شعب لبنان عبر برامجها في المجالات الغذائية والصحية وفي مجال إعادة الإعمار والإيواء دفعت مسؤولين لبنانيين يمثلون جهات رسمية وأخرى إغاثية وطوعية للإعراب عن شكرهم وتقديرهم للقيادة السعودية ولكافة قطاعات الشعب السعودي على وقفتهم مع أشقائهم في لبنان خلال محنتهم الحالية التي يتعرضون لها جراء القصف الإسرائيلي الذي استهدف البنايات والعمائر السكنية وكل منشآت البنية التحتية في الجنوب اللبناني، وأثنوا على مبادرات الحملة وثمَّنوا جهودها الحالية والمتواصلة التي انعكست في تفاعلها السريع والإيجابي مع تداعيات الأحداث ونتائجها المدمرة.
وتلقت الحملة في هذا الخصوص بطاقات شكر من الهيئة العليا للإغاثة في لبنان، ومن رئيس بلدية مجدل الأستاذ حسين ياسين، ورئيس بلدية غزة بلبنان، وأمين سر محافظة القطاع - بعد أن بدأت المساعدات السعودية في التدفق والوصول إلى المتضررين في مواقعهم هناك - عبَّروا فيها عن شكرهم وامتنانهم للحملة على تجاوبها السريع في تلمُّس احتياجات المتضررين والمتأثرين وتلبيتها بصفة عاجلة من خلال تأمين المواد الإغاثية والغذائية والإيوائية، مؤكدين في هذا المنحى أن البلديات في القرى والمناطق ستواصل مشاركاتها الفاعلة والمباشرة في تسهيل دخول المساعدات السعودية، واستطاعت بالفعل توفير البيئة المناسبة التي مكنت الحملة من أداء دورها الإنساني بقدر كبير من السلاسة والانسيابية رغم وجود بعض المعوقات المتمثلة في الأضرار التي لحقت بالطرق والمعابر والجسور.
وعبروا كذلك عن عظيم شكرهم لحكومة خادم الحرمين الشريفين على تفاعلها السريع مع تداعيات المحنة التي ألمَّت بالشعب اللبناني وذلك بتأمين المتطلبات العاجلة والمحنة من مواد إغاثية وطبية للمتضررين والمنكوبين. كما أثنوا على وقفة الشعب السعودي القوية مع لبنان وشعبه، وثمَّنوا دور الحملة ومهماتها العاجلة عبر مشروعها الإغاثي الذي أسهم حقيقة في تخفيف حدة آثار الكارثة.
http://www.alriyadh.com/2006/08/19/img/198087.jpg
قيم أصيلة
تقف المملكة العربية السعودية - قيادة وشعباً - مع شقيقتها لبنان بتجرد كامل ابتغاء وجه الله ونيل رضاه، ولا تمتنُّ على أحد بما تقدمه من مساعدات.. وهذا ديدنها في معاملاتها وعلاقاتها الإنسانية وخاصة مع إخوة اللسان والعقيدة، فالشعب السعودي مجبول على التكافل والوقوف مع الأشقاء في أحلك الظروف، يقف بماله وغذائه وكسائه مع المحتاجين والمتضررين.. وهذه قيم أصيلة ونبيلة يتصف بها، فما ضربت محنة أي بقعة في العالم إلا كانت المساعدات السعودية في المقدمة، وتشهد بذلك سجلات العون الإنساني العالمي.. ولذا كانت جهود الحملة الشعبية السعودية لإغاثة شعب لبنان محل الإطراء والتقريض، لأنها أسهمت وتسهم الآن في تجاوز أضرار المحنة والتخفيف من آثار الكارثة التي أحدثها القصف الإسرائيلي المركَّز من قتل وتدمير وتشريد لسكان قرى جنوب لبنان، وأحدثت برامجها الإغاثية المتواصلة صدى إيجابياً لدى الجهات الرسمية والمواطنين وحظيت بتقديرهم وامتنانهم.
تعيش مملكة الانسانية ،،