بقايا العروبة
12-08-2006, 01:12 AM
كنا بالصفـ الثالثـ الإبتـــــــــــدائى
عندما دخـــــل شارونـ ساحة المسجد الأقصي
.
.
.
و فى مدرستـــــــــــنا
حينها أرتفعتـ صرخاتنا و قفنا على الكراسيـ (التخت)نهـتفـ
" خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود "
رسمنا أعلام فلسطين على أوراق الدفاتر و جعلنها ترفرف للأعلى
كنا نأتى مبكراً قبل أن يبدأ اليوم الدراسي لنجد الوقت الكافى للصراخ و الهتاف و رسم الأعلام
نعم
كنا بالصف الثالث و أعمارنا لا تتجاوز الثامنة
أتذكر جيداً
أتذكر "سمية" التى جرحت أصبعها لتكتب بدمائها فى دفترها " الله أكبر"
أتذكر أن دمائها لم تكفى لكتابه الكلمة فجرح "أحمد" أصبعه هو الآخر و جرحت "أمنية" أصبعها و جرحت أنا أصبعى حتى كتبنا الكلمة بدمائنا كتبناها بأكبر خط و رفعنها مع الأعلام
نعم كنا بالصف الثالث
أتذكر جيداً
أتذكر "آيات" التى أغمى عليها عندما رأت صور الأطفال القتلى فى أحد أجهزة الكمبيوتر فى المدرسة بينما كنت أن و "يُمنى" نبكى بكاء شديد
أتذكر جيداً
أتذكر و أنا سائرة فى طريق العودة للمنزل مع صديقتى حينما رأينا الشباب الأكبر مننا و كانوا فى المرحلة الإعدادية و هم يقومون بعمل المظاهرات إحتجاجاً على ما يحدث كانوا يرفعون أعلاماً كبيرة ليست كالتى نصنعها و كانوا يصرخون بصوت أعلى من صوتنا نحن الأطفال
أتذكر جيداً
أتذكر المشاهد على شاشة التلفاز
أتذكر دموع أمى و صيحات أبي
.
.
و عندما أصبحت بالصف الخامس
و عمرى 10 سنوات
أتذكر أثناء طابور الصباح عندما أعلن مشرف الإزاعة المدرسية بصوت مهزوز عن إغتيال الشيخ أحمد ياسين اليوم فجراً
و عندما صعدنا للفصول
و جدنا "أسماء " تجلس فى الصف و لم تحضر الطابور و جدناها تبكى و تردد "قتلوه اليهود "
و لما عدت إلى المنزل لم أعرف أمى التى كانت عينها متورمتان من الدموع
و كان أخى الصغير يجلس بجانبها و يحاول تهدئتها و قد كان عمره 4 سنوات فقال لى " تبكى لأنهم قتلوا الشيخ ياسين "
أتذكر عندما نظرت إلى شاشة التلفزيون فوجدت أشلاء مقطعة فأخبرتنى أمى أن من أمامى هو الشيخ ياسين
حينها ركضت بعيداً حتى لا أرى المنظر الذى أفزعنى
ركضت و أنا أبكى
.
.
.
و اليوم و أنا أبنة الثالثة عشر
أدركت ان كل ما كنا نفعله و نحن صغار لم يكن سوي تعبير مننا عن غضبنا و أدركت أن ما كنا نفعله و نحن أبناء الثامنة لم يكن ليجعل اليهود يتركونا لحالنا
أدركت أن دموع أمى و صيحات أبى لم يكن تأثيرها إلا داخل جدران منزلنا
اليوم بينما اليهود يجتاحون الأراضى اللبنانيه
أدركت أننا نحتاج لمن هم أصحاب أصوات عاليه مسموعة ليست كأصواتنا الضعيفة ليتحدثوا بها و يخرجوا بها من صمت دام طويلاً
بقلم أختكم / ياسمين
jessamine
عندما دخـــــل شارونـ ساحة المسجد الأقصي
.
.
.
و فى مدرستـــــــــــنا
حينها أرتفعتـ صرخاتنا و قفنا على الكراسيـ (التخت)نهـتفـ
" خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود "
رسمنا أعلام فلسطين على أوراق الدفاتر و جعلنها ترفرف للأعلى
كنا نأتى مبكراً قبل أن يبدأ اليوم الدراسي لنجد الوقت الكافى للصراخ و الهتاف و رسم الأعلام
نعم
كنا بالصف الثالث و أعمارنا لا تتجاوز الثامنة
أتذكر جيداً
أتذكر "سمية" التى جرحت أصبعها لتكتب بدمائها فى دفترها " الله أكبر"
أتذكر أن دمائها لم تكفى لكتابه الكلمة فجرح "أحمد" أصبعه هو الآخر و جرحت "أمنية" أصبعها و جرحت أنا أصبعى حتى كتبنا الكلمة بدمائنا كتبناها بأكبر خط و رفعنها مع الأعلام
نعم كنا بالصف الثالث
أتذكر جيداً
أتذكر "آيات" التى أغمى عليها عندما رأت صور الأطفال القتلى فى أحد أجهزة الكمبيوتر فى المدرسة بينما كنت أن و "يُمنى" نبكى بكاء شديد
أتذكر جيداً
أتذكر و أنا سائرة فى طريق العودة للمنزل مع صديقتى حينما رأينا الشباب الأكبر مننا و كانوا فى المرحلة الإعدادية و هم يقومون بعمل المظاهرات إحتجاجاً على ما يحدث كانوا يرفعون أعلاماً كبيرة ليست كالتى نصنعها و كانوا يصرخون بصوت أعلى من صوتنا نحن الأطفال
أتذكر جيداً
أتذكر المشاهد على شاشة التلفاز
أتذكر دموع أمى و صيحات أبي
.
.
و عندما أصبحت بالصف الخامس
و عمرى 10 سنوات
أتذكر أثناء طابور الصباح عندما أعلن مشرف الإزاعة المدرسية بصوت مهزوز عن إغتيال الشيخ أحمد ياسين اليوم فجراً
و عندما صعدنا للفصول
و جدنا "أسماء " تجلس فى الصف و لم تحضر الطابور و جدناها تبكى و تردد "قتلوه اليهود "
و لما عدت إلى المنزل لم أعرف أمى التى كانت عينها متورمتان من الدموع
و كان أخى الصغير يجلس بجانبها و يحاول تهدئتها و قد كان عمره 4 سنوات فقال لى " تبكى لأنهم قتلوا الشيخ ياسين "
أتذكر عندما نظرت إلى شاشة التلفزيون فوجدت أشلاء مقطعة فأخبرتنى أمى أن من أمامى هو الشيخ ياسين
حينها ركضت بعيداً حتى لا أرى المنظر الذى أفزعنى
ركضت و أنا أبكى
.
.
.
و اليوم و أنا أبنة الثالثة عشر
أدركت ان كل ما كنا نفعله و نحن صغار لم يكن سوي تعبير مننا عن غضبنا و أدركت أن ما كنا نفعله و نحن أبناء الثامنة لم يكن ليجعل اليهود يتركونا لحالنا
أدركت أن دموع أمى و صيحات أبى لم يكن تأثيرها إلا داخل جدران منزلنا
اليوم بينما اليهود يجتاحون الأراضى اللبنانيه
أدركت أننا نحتاج لمن هم أصحاب أصوات عاليه مسموعة ليست كأصواتنا الضعيفة ليتحدثوا بها و يخرجوا بها من صمت دام طويلاً
بقلم أختكم / ياسمين
jessamine