زهرة الفرح
22-07-2005, 12:26 PM
في العدد ما قبل الأخير من احد اشهر المجلات الأمريكية المتخصصة في التصوير الفوتوغرافي (بابيلور فوتوغرافي) كتب احد المحررين مقالة تعبر عن انطباعاته خلال زيارته لليابان قبل اشهر وكيف وجد أن الشعب الياباني أصبح شغوفا بالتصوير سواء من خلال آلات التصوير أو عبر هواتف الجوال المزودة بكاميرا! يقول بأنه يعتقد بأن التصوير سيصبح في الفترة القادمة شيئا أساسيا في حياة كل ياباني خاصة مع تقدم التقنية الرقمية.
وعلى الصعيد الأخر يناقش الآن في احد الموقع الأجنبية المتخصصة في التصوير ما يمكن ترجمته بـ(ما هي حدود المصور الصحفي) وتفاعله مع الأحداث في الحروب والكوارث وهل يفترض به عدم التدخل حتى لإسعاف المصابين من أجل أن يقوم بعمله (التصوير).
ورغم أن الكثيرين يؤمنون بأن عمل المصور في الكوارث والحروب هو التصوير فقط فأن الكثيرين لم يناقشوا قضايا أخرى تبدو لنا نحن غاية في الأهمية وهي هل التصوير مسموح به أصلا في مثل الحوادث الإرهابية أو الكوارث؟ بل بعيدا عن ذلك وما قد تقتضيه المسائل الأمنية محليا فان تلك النخبة من المصورين من كل دول العالم لم يتطرقوا إلى أن التصوير في الشارع ممنوع أو مسموح به! بل إنني لم أتدخل لأطرح قضية قد لا يفهمونها وهي هل التصوير في أصله حرام أم حلال.
ولعل السؤال الكبير الذي يجب أن يطرح، لما ألآلاف من المصورين يجازفون بحياتهم في الحروب والكوارث من أجل التصوير، هل هي المادة فقط أم الشهرة أم نقل الحقيقة ونقل صور أخرى للحدث قد لا يراها الكثيرون عبر التلفاز والتقارير المسموعة والمكتوبة؟ ولعلني اترك الإجابة لكم وابرر سبب استغلالي لهذه المساحة للحديث عن هذه القضايا التي لا تشغل إلا القليلين من المهتمين بالتصوير الفوتوغرافي، ذلك أنني أجدها فرصة للحديث عن قضية مفروغ منها عالميا ألا وهي قيمة الصورة الفوتوغرافية كوسيلة للتعبير والتسجيل وكشاهد صادق، وكوسيلة تعبير بلغة عالمية تفهم من كل سكان الأرض!
إنني أذكر كل هذه الأمور والقصص بعد اتصال احد الأصدقاء بي من الرياض ليسألني إن كنت قد صورت أحداث الخبر الإرهابية الأخيرة، فقلت له إنني عندما سمعت بالخبر المفجع، اتصلت على الأصدقاء المصورين الصحفيين المتواجدين هناك لأسالهم عن الوضع هناك وإمكانية الحضور والتصوير لتسجيل أحداث تلك الكارثة التي أبكتني بعدما شاهدت جثة احد القتلى في سيارته، لم أكن شجاعا بالقدر الكافي للذهاب إلى موقع الحدث والتصوير وأنا المصور الهاوي المتعاون مع صحيفة محلية! قلت لصديقي إنني خفت على معدات التصوير التي أنفقت عليها مبالغ طائلة أن تصادر من قبل رجال الأمن! ولعلني من هنا انطلق للحديث عن أمر كثيرا ما شغلنا نحن المصورين سواء صحفيين أو هواة أو محترفين ألا وهو تعامل رجال الأمن في كل مكان وزمان مع المصورين الذين يتنقلون بمعداتهم الفوتوغرافية في الأماكن العامة. ولو سمحت المساحة لذكرت من القصص ما يضحك ويبكي!
ولعل أخرها التي مررت بها شخصيا هو إيقافي من قبل رجال سلاح الحدود بالدمام لأنني أصور على الكورنيش! ولعلني هنا اشعر بسعادة إذا ما تحدثت عن قيمة الصورة في تسجيل الحدث وتسجيل حياة الإنسان ورموز الحضارة والتقدم وأشكال الثقافة والفنون في وطن ما، كل هذا هو روح الصورة وهدفها وفلسفتها.
الصورة الآن تنافس الكلمة والملف الصوتي والمرئي! ولو سمح لمصورين - ولا اعني بالمصورين هنا كل من حمل آلة تصوير ولكن اعني بهم من هو مصنف من قبل أندية محلية أو عالمية كمصور فوتوغرافي- لو سمح لهم بالتصوير في الأحداث الارهبية التي تعرضت لها المملكة في الفترة الماضية لأظهروا الحدث بمنظور إنساني مختلف يجعل كل العالم يشعر بما يقوم به رجل الأمن السعودي من جهود ويظهر المعاناة الإنسانية التي تسببها تلك الأحداث الإجرامية، بل أن تصوير ردود الفعل من المارة والمتجمهرين قد تشكل نقطة تحول لفهم ما يشعر به المواطن والمقيم تجاه تلك الفئة الضالة. لأن – ومن وجهة نظري الخاصة- ما يجري الآن ليس أكثر من تصوير لجثة ملقاة على الأرض أو رجل امن غاضب أو مواطن يقف وكأنه يتفرج على حدث عادي! أنني أتمنى من وزارة الداخلية بالتنسيق مع وزارة الثقافة والإعلام إعادة النظر في آلية تعامل رجل الأمن مع المصور السعودي الذي يحب وطنه ويأمل في القيام بواجبه في تصوير ما يراه يخدم وطنه، وأن يسمح للمصور بالمشاركة في تسجيل مثل تلك الأحداث الإجرامية التي أسال الله أن تكون أحداث الخبر أخرها. هذه دعوة لأن يعطي للمصورين فرصة ليعبروا ويشاركوا، دعوة لأن تكون عدساتنا وسيلة اتصال وتعبير عن موقفنا وحضاراتنا وثقافتنا. لأن نكون كمصورين محليين عالميين ندرك بأن علينا واجب القيام به.
للكاتب .. مصلح جميل
وعلى الصعيد الأخر يناقش الآن في احد الموقع الأجنبية المتخصصة في التصوير ما يمكن ترجمته بـ(ما هي حدود المصور الصحفي) وتفاعله مع الأحداث في الحروب والكوارث وهل يفترض به عدم التدخل حتى لإسعاف المصابين من أجل أن يقوم بعمله (التصوير).
ورغم أن الكثيرين يؤمنون بأن عمل المصور في الكوارث والحروب هو التصوير فقط فأن الكثيرين لم يناقشوا قضايا أخرى تبدو لنا نحن غاية في الأهمية وهي هل التصوير مسموح به أصلا في مثل الحوادث الإرهابية أو الكوارث؟ بل بعيدا عن ذلك وما قد تقتضيه المسائل الأمنية محليا فان تلك النخبة من المصورين من كل دول العالم لم يتطرقوا إلى أن التصوير في الشارع ممنوع أو مسموح به! بل إنني لم أتدخل لأطرح قضية قد لا يفهمونها وهي هل التصوير في أصله حرام أم حلال.
ولعل السؤال الكبير الذي يجب أن يطرح، لما ألآلاف من المصورين يجازفون بحياتهم في الحروب والكوارث من أجل التصوير، هل هي المادة فقط أم الشهرة أم نقل الحقيقة ونقل صور أخرى للحدث قد لا يراها الكثيرون عبر التلفاز والتقارير المسموعة والمكتوبة؟ ولعلني اترك الإجابة لكم وابرر سبب استغلالي لهذه المساحة للحديث عن هذه القضايا التي لا تشغل إلا القليلين من المهتمين بالتصوير الفوتوغرافي، ذلك أنني أجدها فرصة للحديث عن قضية مفروغ منها عالميا ألا وهي قيمة الصورة الفوتوغرافية كوسيلة للتعبير والتسجيل وكشاهد صادق، وكوسيلة تعبير بلغة عالمية تفهم من كل سكان الأرض!
إنني أذكر كل هذه الأمور والقصص بعد اتصال احد الأصدقاء بي من الرياض ليسألني إن كنت قد صورت أحداث الخبر الإرهابية الأخيرة، فقلت له إنني عندما سمعت بالخبر المفجع، اتصلت على الأصدقاء المصورين الصحفيين المتواجدين هناك لأسالهم عن الوضع هناك وإمكانية الحضور والتصوير لتسجيل أحداث تلك الكارثة التي أبكتني بعدما شاهدت جثة احد القتلى في سيارته، لم أكن شجاعا بالقدر الكافي للذهاب إلى موقع الحدث والتصوير وأنا المصور الهاوي المتعاون مع صحيفة محلية! قلت لصديقي إنني خفت على معدات التصوير التي أنفقت عليها مبالغ طائلة أن تصادر من قبل رجال الأمن! ولعلني من هنا انطلق للحديث عن أمر كثيرا ما شغلنا نحن المصورين سواء صحفيين أو هواة أو محترفين ألا وهو تعامل رجال الأمن في كل مكان وزمان مع المصورين الذين يتنقلون بمعداتهم الفوتوغرافية في الأماكن العامة. ولو سمحت المساحة لذكرت من القصص ما يضحك ويبكي!
ولعل أخرها التي مررت بها شخصيا هو إيقافي من قبل رجال سلاح الحدود بالدمام لأنني أصور على الكورنيش! ولعلني هنا اشعر بسعادة إذا ما تحدثت عن قيمة الصورة في تسجيل الحدث وتسجيل حياة الإنسان ورموز الحضارة والتقدم وأشكال الثقافة والفنون في وطن ما، كل هذا هو روح الصورة وهدفها وفلسفتها.
الصورة الآن تنافس الكلمة والملف الصوتي والمرئي! ولو سمح لمصورين - ولا اعني بالمصورين هنا كل من حمل آلة تصوير ولكن اعني بهم من هو مصنف من قبل أندية محلية أو عالمية كمصور فوتوغرافي- لو سمح لهم بالتصوير في الأحداث الارهبية التي تعرضت لها المملكة في الفترة الماضية لأظهروا الحدث بمنظور إنساني مختلف يجعل كل العالم يشعر بما يقوم به رجل الأمن السعودي من جهود ويظهر المعاناة الإنسانية التي تسببها تلك الأحداث الإجرامية، بل أن تصوير ردود الفعل من المارة والمتجمهرين قد تشكل نقطة تحول لفهم ما يشعر به المواطن والمقيم تجاه تلك الفئة الضالة. لأن – ومن وجهة نظري الخاصة- ما يجري الآن ليس أكثر من تصوير لجثة ملقاة على الأرض أو رجل امن غاضب أو مواطن يقف وكأنه يتفرج على حدث عادي! أنني أتمنى من وزارة الداخلية بالتنسيق مع وزارة الثقافة والإعلام إعادة النظر في آلية تعامل رجل الأمن مع المصور السعودي الذي يحب وطنه ويأمل في القيام بواجبه في تصوير ما يراه يخدم وطنه، وأن يسمح للمصور بالمشاركة في تسجيل مثل تلك الأحداث الإجرامية التي أسال الله أن تكون أحداث الخبر أخرها. هذه دعوة لأن يعطي للمصورين فرصة ليعبروا ويشاركوا، دعوة لأن تكون عدساتنا وسيلة اتصال وتعبير عن موقفنا وحضاراتنا وثقافتنا. لأن نكون كمصورين محليين عالميين ندرك بأن علينا واجب القيام به.
للكاتب .. مصلح جميل