شجون الاحزان
11-03-2006, 07:07 PM
آلآم فراق ..
آلامٌ لو تحملهــا الكــون لهدّهُ أدناها .. وأسقامٌ لو وضعت على الجبل الشامخ لتفتت من أقلّهــا ..
وهمومٌ لو رُميت في البحر لاحتوت البحر بمائه وأتت على غيره ولم تبقي شيئاً يقال عنه شئ ..
إنهــا آلام .. وأسقــام .. وهمـــوم .. الحُب
والتي قد جمعت في آخر معانيه وهو الفراق ...
أمّا الفراق .. فذاك حين يأتي على اللحم والدم معنًى لو تجسّم لكان هو الذي يصهر الحديد في
موجٍ من لهب النار ..
ويحطم الصخر في زلزلةٍ من ضربات المعاول ..
إن الألم المدمّر الذي لايكابده إنسان إلا كأنما يُراد خلقه مرّةً ثانيه فيهدم ويبنى أو يزاد تنقيحه فيغير
ويحول .
الفراق .. هذه الكلمه التي هي معنىً واضحاً من معاني كلمة " آه " فلا أذكر الفراق إلاّ وأنا أقول "
آه " ...........
آه .. وأنا حين أقول آه ... أُحِسّهـــا شعلةً ذاهبة تتلوى في قلبي !
آه .. وأنا حين أقول آه .. أشعر أن قلبي يمدها طويلاً طويلاً لتصل إلى قلبٍ آخر !
آه .. وأنا حين أقول آه .. أراني كأن روحي طارت إلى آخر مداها ووقعت !
الفراق .. كلمة كانت من المادة النفسية المشتعلة بالعناد ، المنفجرة بالغضب ، المصوبة بعد ذلك
كالرصاصة المنطلقة !
لاتراها بدأت إلا قلت انتهت وربما قالوا : رميت والمعنى قتلت ، فالفراق والقتل شيطانان قرينان .
أسأم ساعة التي تعارض فيها كلمة قلبٍ كلمة قلبٍ آخر يحبُّه ، وتضيق نفسٌ على نفس تحاول
كلتاهما أن تحبس الأخرى في سجن كلمتها ! كلمة ( الفراق )
تلك ساعة تكون والله بين العدوّين أخف وأرحم مما هي بين الحبيبين
ولعمري وعمرك مالتقاءالعدوِّ بعدوِّه في مناجزة إلا صورة همٍّ وروع مصغرة من صورة ابتعاد حبيب عن
حبيبه في فــراق .. إن معركة الدم لأصغر من معركة الدمع !!
كبرياؤها الآتي من أنها هي المعشوقه ، وكبريائي التي ستشعرها من أنِّي أنا محبها ، كلتاهما
كانت العزيمه الهائجه المحتدمه التي أدت شدة المبالاة فيها إلى عدم المبالاة ...
وجمعت منا جهلتين غير مبصرتين .. واستكبر لها الواقع المحدود .. فانتهى من غضب إلى سورة
معركة
واندفع بها التيار الذي جعل يزحزحنا واحداً عن واحد حتى فصلنا انفصال الشاطئين .. وفقدنا
مايسمى بلغة السياسه " إدراك حقيقة الحالة " فانتثر بيننا ماتسميه تلك اللغه " بالمسائل
الشائكه " ، ثم ضلت في ضلالنا الكلمه التي كانت تصلح للصلح وضاق عنا الحب بأخلاقه فلم يبق
مني ومنها غير " لا " قائمة في وجه " لا " .
إن هنا وهناك وهنالك ثلاثة مواضع للغيظ وللكلمه ولكنها أيضاً ثلاث مواضع لعظمتي وسموي .. إنه
لاصلح لقلبين لم يصطلح فكراهما !!
فآه من ألم السمو الذي يجعلني أفرِّق حياتي على الأشياء والمعاني لتغييرٍ في نفسي وأعيش أنا
في مثل هذا الفراق على المعنى الذي لايتغير كمعنى البلى ولايتسامح كمعنى الضغينه ولايترخص
كمعنى العقيده !
وآهٍ من كبر النفس على صغائر الحياة ومن صغر الحياة على كبر النفس !
وآهٍ من عين الحكمة التي تبصر كرة الأرض هباءةً طائرةً في اللانهاية ..
وترى الكون العظيم ذرّة مكبَّرة
وتضاعف الأشياء على النفس مرة والنفس على الأشياء مرة أخرى ، ولاتبرح تخلق خلقها على
ماتحب وتكره لأن فيها ألوهية الفكر .
آهٍ من فراق هو سمو ولكنه من الصغائر .. وهو حكمة ولكنه من الألم .. وهو لون لكنه من الدم ..
هو فراقهــــا لكنه حبُّهــــا ،
"
"
"
شــجــونــ الاحــزانـــ
آلامٌ لو تحملهــا الكــون لهدّهُ أدناها .. وأسقامٌ لو وضعت على الجبل الشامخ لتفتت من أقلّهــا ..
وهمومٌ لو رُميت في البحر لاحتوت البحر بمائه وأتت على غيره ولم تبقي شيئاً يقال عنه شئ ..
إنهــا آلام .. وأسقــام .. وهمـــوم .. الحُب
والتي قد جمعت في آخر معانيه وهو الفراق ...
أمّا الفراق .. فذاك حين يأتي على اللحم والدم معنًى لو تجسّم لكان هو الذي يصهر الحديد في
موجٍ من لهب النار ..
ويحطم الصخر في زلزلةٍ من ضربات المعاول ..
إن الألم المدمّر الذي لايكابده إنسان إلا كأنما يُراد خلقه مرّةً ثانيه فيهدم ويبنى أو يزاد تنقيحه فيغير
ويحول .
الفراق .. هذه الكلمه التي هي معنىً واضحاً من معاني كلمة " آه " فلا أذكر الفراق إلاّ وأنا أقول "
آه " ...........
آه .. وأنا حين أقول آه ... أُحِسّهـــا شعلةً ذاهبة تتلوى في قلبي !
آه .. وأنا حين أقول آه .. أشعر أن قلبي يمدها طويلاً طويلاً لتصل إلى قلبٍ آخر !
آه .. وأنا حين أقول آه .. أراني كأن روحي طارت إلى آخر مداها ووقعت !
الفراق .. كلمة كانت من المادة النفسية المشتعلة بالعناد ، المنفجرة بالغضب ، المصوبة بعد ذلك
كالرصاصة المنطلقة !
لاتراها بدأت إلا قلت انتهت وربما قالوا : رميت والمعنى قتلت ، فالفراق والقتل شيطانان قرينان .
أسأم ساعة التي تعارض فيها كلمة قلبٍ كلمة قلبٍ آخر يحبُّه ، وتضيق نفسٌ على نفس تحاول
كلتاهما أن تحبس الأخرى في سجن كلمتها ! كلمة ( الفراق )
تلك ساعة تكون والله بين العدوّين أخف وأرحم مما هي بين الحبيبين
ولعمري وعمرك مالتقاءالعدوِّ بعدوِّه في مناجزة إلا صورة همٍّ وروع مصغرة من صورة ابتعاد حبيب عن
حبيبه في فــراق .. إن معركة الدم لأصغر من معركة الدمع !!
كبرياؤها الآتي من أنها هي المعشوقه ، وكبريائي التي ستشعرها من أنِّي أنا محبها ، كلتاهما
كانت العزيمه الهائجه المحتدمه التي أدت شدة المبالاة فيها إلى عدم المبالاة ...
وجمعت منا جهلتين غير مبصرتين .. واستكبر لها الواقع المحدود .. فانتهى من غضب إلى سورة
معركة
واندفع بها التيار الذي جعل يزحزحنا واحداً عن واحد حتى فصلنا انفصال الشاطئين .. وفقدنا
مايسمى بلغة السياسه " إدراك حقيقة الحالة " فانتثر بيننا ماتسميه تلك اللغه " بالمسائل
الشائكه " ، ثم ضلت في ضلالنا الكلمه التي كانت تصلح للصلح وضاق عنا الحب بأخلاقه فلم يبق
مني ومنها غير " لا " قائمة في وجه " لا " .
إن هنا وهناك وهنالك ثلاثة مواضع للغيظ وللكلمه ولكنها أيضاً ثلاث مواضع لعظمتي وسموي .. إنه
لاصلح لقلبين لم يصطلح فكراهما !!
فآه من ألم السمو الذي يجعلني أفرِّق حياتي على الأشياء والمعاني لتغييرٍ في نفسي وأعيش أنا
في مثل هذا الفراق على المعنى الذي لايتغير كمعنى البلى ولايتسامح كمعنى الضغينه ولايترخص
كمعنى العقيده !
وآهٍ من كبر النفس على صغائر الحياة ومن صغر الحياة على كبر النفس !
وآهٍ من عين الحكمة التي تبصر كرة الأرض هباءةً طائرةً في اللانهاية ..
وترى الكون العظيم ذرّة مكبَّرة
وتضاعف الأشياء على النفس مرة والنفس على الأشياء مرة أخرى ، ولاتبرح تخلق خلقها على
ماتحب وتكره لأن فيها ألوهية الفكر .
آهٍ من فراق هو سمو ولكنه من الصغائر .. وهو حكمة ولكنه من الألم .. وهو لون لكنه من الدم ..
هو فراقهــــا لكنه حبُّهــــا ،
"
"
"
شــجــونــ الاحــزانـــ