مِدادُ السمَاء
22-09-2011, 12:36 AM
آوه ،
أرتُفِعَ مُؤشِر القَلبّ ..
ولكنّ عِندما يَأتيّ لا يَكون مُذهلاً كهذا الحُضُور ، بل إنَّه فِيّ هَذِا الوَقتْ يَبدُو مُدهشًـا ،
تتريثْ بَعضُ نَوافذُ الجِوار وَ شُرفَات الأمانيّ لمَا يَدورُ خَلفَ أمرِ هَذَا المُؤشِرَ .. !
وذلك يَعنيّ أنَّ الفَقْدَ و الحَنين عِندمَا يَأتِيانِ يَكونَانِ عَلى صُورةِ ألمٍ مُختبئ خَلفَ الأعمَدة الصَامدة وَ أنَّ غِيَـاب الأصدقَـاء مـوجعًا وَجعًا عَميقًـا .. عَميقًـا !
أيّ أنَّ هُنَـاكَ ثَرثرة .. ثرثرة !
بُمؤشرٍ مُمتلئ بالحُمرَة "ثَرثرةٌ جَديدة يا سُكَـان هذِهِ المُدنْ"
وَ هَذا يَعنيّ : ثَرثَرةٌ جَدِيدةٌ يَـا سَادَة .
ثرثرة ، رُبمَّا تَعني أنّ نُخرِج جَميع مَا نُخبئ فينا مِن مشاعِر جمَّة ، وَ أحاديث وَ ظُلمًا أن أقول أنها تُتقن النهايات .
***
أظُنُ أنَّي بِحاجةٍ شَدِيدَة إلَى أنّ أتَحدِثَ إلىَ الأصْـدِقَـاء ، إلىَ الأصحَـابِ المغيبين عنيَّ ، إلىَ الأروَاحِ الطيّبَة ،
إلى القُلوبِّ المُتسعَة بِبيَـاضٍ عَميـــقْ ، إلىَ القلوبّ التيّ تتربعُ في دَاخِلي ! رُبمَا عليَّ أُخرِجَ تَنهيّدَةً سَاخِنَة وَ تنهيدتَان
وَ ثَلاثْ وَ أربعًا وَ خمسًا .. وَ .. وَ ... إلىَ أنّ أنتَهِيّ أو تَنتهِيّ تَنْهِداتِيّ ، إلىَ أنّ تَصرُخْ بيَّ العَنودْ أو أنّ يَضيقُ قلبّ المها بما ذرعت بهِ الحياة ، أو أن يزيد أنين توأمي سِهامْ ، أو أن تنزعج المنى
أو يَحزُنَ الأصدقَـاء ، أَو أنّ أسمَعْ نَحيّبَ صَوتٍ لطَالمَا قَامَ ببناءِ وَطنٍ صَغيرٍ فِي قَلبيّ وَ جسديّ الذيّ يُرفرفُ مُحلقًا عندمَا يُراودنيّ شُعور حُضوره
إليِّ كُلمَا اشْتدَّ بيَّ البلاء أو كُنتُ ممتلئة بالفرَح أو كنتُ منزعجَة مِن أمرٍ مَا يَجعلُنيّ مُتعكِرَةِ المزَاجِ قَليلًا ، يأتِي إليَّ قَبلَ نوميّ
و قبلَ استيقَاظِي مِن نَوميّ المُنهَكْ أو حتَى فِي أوقاتِ شُروديّ فِي أمورٍ أجهلُهَا كَثيرًا وَ أجهَلُ حُضورُها ،
يَأتيّ كِثيرًا قَبلَ رسَائِل الغِيَـاب وَ قبلَ الأورَاق المُبللَة بِالفَقدْ التي تبتدأُ بِالألم ، وَ قبلَ الأحبَـار الجَافَـة ،
وَقبلَ كُلِّ شَيءٍ يَتَعَلقُ بالبُكاء بالحُزنِ بالشعورِ المؤلم ، بالحَاجَة إلىَ أن أقُول "آه" .
أُعِدُّ رسَائِل كَثيرة وَ أُمزقهَا ، أُمسكُ قلميّ وَ أُبحِرُ فِيّ خَيالًا وَاسِعًا فِي كِتَابَة رسَائِل إلىَ الأصدَقــاء لكنيّ أفشَل فِي كتَابَةِ رسَالةٍ وَاحِدة حتَى
وَ إن كُنتُ أريدُ أنّ أبلُغ إجَابةً للعَنُود أقولُ لهَا "نصفِي لا تَقلقيّ أنَا لستُ حَزينَة لستُ مُستاءة مِما أنَا فيِهِ ، إنَّ اللهَ معنَا دائمًا" صِدقًا فَشلتُ فِي ذَلِك ، أمسكُ قَلمي و أُمزقُ الرسَالة مِن أولِ حَرفْ " مسـ ... " يَنهمرُ الحِبرْ بطريقة اندهشتُ مِنهَا ،
مم .. رُبمَا لا أملكَ حَرفًا أو رُبمَا مشَاعِريّ مُستاءة مِن نفسها من توترَها المُفاجِئ ، ليسَ جيّدًا أن أُبررَ نَفسي مِن هَذا الأمرْ ،
وَ مشَاعِري توترهَا ذاكْ لأنهَا لم تعتادُ هَذا الأمر أو أنَّها لم ترَ الفَقدَ مِن قَبَلْ .
***
عُذرًا أيتُهَا العَنُـود ،
عُذرًا سِهامِي ، ‘ عُذرًا مهايْ
عُذرًا يا القلبّ الطيّب الأبيض ،
عُذرًا ايتها الحنونى مُنى
عُذرًا أيُهَا الصَوتْ ،
عُذرًا إيمان ،
عُذرًا أيُها الأصدقَـاء .. أيُهَا الأصحَابُ الطَيّبونْ ، أيُهَا الأصدقَـاء اللذين يَستحيلُ عليَّ أن أجِد كُربونًا مِن أرواحِكم
فِي الهَواء أو بينَ قطرات المَاء أو على سَطحِ الكُرة الأرضيَّـة وَ حتى لو حاولتُ أنّ أجُوب جَميع البُلدَانْ ،
عُذرًا لأنَّي كَثيرًا مَا أُخذلُ العَنُـودْ ، دَائمًا أجعَلُ قَلبُهَا المُرهَفْ وَ جَسدُهَا الرَقِيقْ و وَجنتيهَا تَسيرُ بِمَا لا تدريّ .
عُذرًا للأصدقاء المَخذولين ، للأصدقاء الطيبون ، للقُلوب الصافية و النقيّة و البهية ، للأرواح القريبة و البعيدة ،
لكلِ من أُقابل فِي هذه الحياة ، وَ من أقولُ لهم "صباحكم / مساؤكم خير " .
عُذرًا لكم أيها الأصدقاء .
لأجلِ فُستان السماء أكتُبْ
ذو الحجة / 1431هـ
أرتُفِعَ مُؤشِر القَلبّ ..
ولكنّ عِندما يَأتيّ لا يَكون مُذهلاً كهذا الحُضُور ، بل إنَّه فِيّ هَذِا الوَقتْ يَبدُو مُدهشًـا ،
تتريثْ بَعضُ نَوافذُ الجِوار وَ شُرفَات الأمانيّ لمَا يَدورُ خَلفَ أمرِ هَذَا المُؤشِرَ .. !
وذلك يَعنيّ أنَّ الفَقْدَ و الحَنين عِندمَا يَأتِيانِ يَكونَانِ عَلى صُورةِ ألمٍ مُختبئ خَلفَ الأعمَدة الصَامدة وَ أنَّ غِيَـاب الأصدقَـاء مـوجعًا وَجعًا عَميقًـا .. عَميقًـا !
أيّ أنَّ هُنَـاكَ ثَرثرة .. ثرثرة !
بُمؤشرٍ مُمتلئ بالحُمرَة "ثَرثرةٌ جَديدة يا سُكَـان هذِهِ المُدنْ"
وَ هَذا يَعنيّ : ثَرثَرةٌ جَدِيدةٌ يَـا سَادَة .
ثرثرة ، رُبمَّا تَعني أنّ نُخرِج جَميع مَا نُخبئ فينا مِن مشاعِر جمَّة ، وَ أحاديث وَ ظُلمًا أن أقول أنها تُتقن النهايات .
***
أظُنُ أنَّي بِحاجةٍ شَدِيدَة إلَى أنّ أتَحدِثَ إلىَ الأصْـدِقَـاء ، إلىَ الأصحَـابِ المغيبين عنيَّ ، إلىَ الأروَاحِ الطيّبَة ،
إلى القُلوبِّ المُتسعَة بِبيَـاضٍ عَميـــقْ ، إلىَ القلوبّ التيّ تتربعُ في دَاخِلي ! رُبمَا عليَّ أُخرِجَ تَنهيّدَةً سَاخِنَة وَ تنهيدتَان
وَ ثَلاثْ وَ أربعًا وَ خمسًا .. وَ .. وَ ... إلىَ أنّ أنتَهِيّ أو تَنتهِيّ تَنْهِداتِيّ ، إلىَ أنّ تَصرُخْ بيَّ العَنودْ أو أنّ يَضيقُ قلبّ المها بما ذرعت بهِ الحياة ، أو أن يزيد أنين توأمي سِهامْ ، أو أن تنزعج المنى
أو يَحزُنَ الأصدقَـاء ، أَو أنّ أسمَعْ نَحيّبَ صَوتٍ لطَالمَا قَامَ ببناءِ وَطنٍ صَغيرٍ فِي قَلبيّ وَ جسديّ الذيّ يُرفرفُ مُحلقًا عندمَا يُراودنيّ شُعور حُضوره
إليِّ كُلمَا اشْتدَّ بيَّ البلاء أو كُنتُ ممتلئة بالفرَح أو كنتُ منزعجَة مِن أمرٍ مَا يَجعلُنيّ مُتعكِرَةِ المزَاجِ قَليلًا ، يأتِي إليَّ قَبلَ نوميّ
و قبلَ استيقَاظِي مِن نَوميّ المُنهَكْ أو حتَى فِي أوقاتِ شُروديّ فِي أمورٍ أجهلُهَا كَثيرًا وَ أجهَلُ حُضورُها ،
يَأتيّ كِثيرًا قَبلَ رسَائِل الغِيَـاب وَ قبلَ الأورَاق المُبللَة بِالفَقدْ التي تبتدأُ بِالألم ، وَ قبلَ الأحبَـار الجَافَـة ،
وَقبلَ كُلِّ شَيءٍ يَتَعَلقُ بالبُكاء بالحُزنِ بالشعورِ المؤلم ، بالحَاجَة إلىَ أن أقُول "آه" .
أُعِدُّ رسَائِل كَثيرة وَ أُمزقهَا ، أُمسكُ قلميّ وَ أُبحِرُ فِيّ خَيالًا وَاسِعًا فِي كِتَابَة رسَائِل إلىَ الأصدَقــاء لكنيّ أفشَل فِي كتَابَةِ رسَالةٍ وَاحِدة حتَى
وَ إن كُنتُ أريدُ أنّ أبلُغ إجَابةً للعَنُود أقولُ لهَا "نصفِي لا تَقلقيّ أنَا لستُ حَزينَة لستُ مُستاءة مِما أنَا فيِهِ ، إنَّ اللهَ معنَا دائمًا" صِدقًا فَشلتُ فِي ذَلِك ، أمسكُ قَلمي و أُمزقُ الرسَالة مِن أولِ حَرفْ " مسـ ... " يَنهمرُ الحِبرْ بطريقة اندهشتُ مِنهَا ،
مم .. رُبمَا لا أملكَ حَرفًا أو رُبمَا مشَاعِريّ مُستاءة مِن نفسها من توترَها المُفاجِئ ، ليسَ جيّدًا أن أُبررَ نَفسي مِن هَذا الأمرْ ،
وَ مشَاعِري توترهَا ذاكْ لأنهَا لم تعتادُ هَذا الأمر أو أنَّها لم ترَ الفَقدَ مِن قَبَلْ .
***
عُذرًا أيتُهَا العَنُـود ،
عُذرًا سِهامِي ، ‘ عُذرًا مهايْ
عُذرًا يا القلبّ الطيّب الأبيض ،
عُذرًا ايتها الحنونى مُنى
عُذرًا أيُهَا الصَوتْ ،
عُذرًا إيمان ،
عُذرًا أيُها الأصدقَـاء .. أيُهَا الأصحَابُ الطَيّبونْ ، أيُهَا الأصدقَـاء اللذين يَستحيلُ عليَّ أن أجِد كُربونًا مِن أرواحِكم
فِي الهَواء أو بينَ قطرات المَاء أو على سَطحِ الكُرة الأرضيَّـة وَ حتى لو حاولتُ أنّ أجُوب جَميع البُلدَانْ ،
عُذرًا لأنَّي كَثيرًا مَا أُخذلُ العَنُـودْ ، دَائمًا أجعَلُ قَلبُهَا المُرهَفْ وَ جَسدُهَا الرَقِيقْ و وَجنتيهَا تَسيرُ بِمَا لا تدريّ .
عُذرًا للأصدقاء المَخذولين ، للأصدقاء الطيبون ، للقُلوب الصافية و النقيّة و البهية ، للأرواح القريبة و البعيدة ،
لكلِ من أُقابل فِي هذه الحياة ، وَ من أقولُ لهم "صباحكم / مساؤكم خير " .
عُذرًا لكم أيها الأصدقاء .
لأجلِ فُستان السماء أكتُبْ
ذو الحجة / 1431هـ