المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : :: my new family ::


بحر الصمت
03-09-2010, 09:18 PM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته


صباحكم ومسائكم
رضى من رب العباد
كييييفكم يا حلوين ان شاء الله طيبين :==D:
هذا اول موضوع لي في المنتدى وفي القسم
جبت لكم قصه ظريفه وأخوية
يارب يارب تعجبكم
ماطول عليكم واخليكم مع القصة
وقراءة ممتعه







::





:: الفصل الأول::



::


بعد أن فقدتُ والدي في حادث سيارة...


أحسستُ وقتها بأن حياتي قد توقفت منذُ تلك اللحظة المؤلمة...!


أصبحتُ وحيد...ولا أحد لي كي يؤنسَ وحدتي...


انتابني شعورٌ عميق بالحزن...


فقدتُ الأمل في الحياة...


واستسلمتُ لليأس...لكن...


حدث أمر لم يكن في الحسبان...؟


ظهرت أمي...!!



::



أه...كدتُ أنسى أن أخبركم قبل كل شيء...؟


والداي انفصلا عن بعضهما منذُ صغري...


تركت أمي المنزل...وعشتُ مع أبي فقط...


ومؤخراً...


علمتُ بأن والدتي تزوجت برجل آخر بعد أن افترقت عن والدي بفترة


ليست طويلة...


لدى ذلك الرجل ابنة من زوجته السابقة التي رحلت عن الحياة...


تصغرني بخمس سنوات...


أي...أنا لم أكن وحيد...


بل لي أسرة ثانية...! وها أنا مقبلٌ على حياة جديدة


لا أعرفُ كيف ستكون ؟ وكيف سأتأقلمُ معها ؟



::



أوقفت السيارة جانباً..وقطعت شروده قائلة:


ها قد وصلنا...أهلاً بكَ في بيتك الثاني...


نظر اتجاه المنزل بكل برود...ولم يبدي أي ردة فعل...


فتحَ باب السيارة ونزل منها...


توقف في مكانه لبرهة...يتأمل بالمنزل...


ثم امتدت أناملهُ الطويلة لمقبض الباب الخلفي..وفتحه...وأخرجَ حقائبه...



::



تقدمَ مع والدته ناحية الباب...فتحت ونادت:


يا بنات...لقد أتيت...


_( بين نفسه )_بنات...!! ألم تقل بأن لي أختٌ واحدة ؟


صوت خطوات أقدام تقتربُ إليهما...ابتعدَ من خلف والدته ليرى فتاةً صغيرة..


جميلة...وقفت أمامهما للتو...ورحبت قائلة:


أهلاً بعودتك خالتي...


اندهشَ شارل من تصرفها اللبق...


يبدو من شكلها بأنها فتاة مهذبة...أخذ يحدقُ بها...


بدت في عينيه فتاة في قمة البرآءة...شعرها متوسط الطول...


يصلُ لنصف كتفها منسدلاً...بلون بني داكن...وعينين عسليتين...


وبشرتها بيضاء...


وفوق كل هذا تبدو رقيقة جداً...


أخذت والدتهُ تعرفهُ عليها...


_شارل...هذه ابنة عمتك وتدعى جوليا...تصغرُ شقيقتك بسنة...


أي عشرَ سنوات...


وهي تعيشُ معنا حالياً لأن والداها مسافران في رحلة عمل...


اشبكت يديها..وطبعت على فمها ابتسامةً..فقالت:


مرحباً شارل...سررتُ بلقائك...


_أهلاً...وأنا أيضاً...


_( بين نفسه )_تبدو جداً متواضعة...! أشكُ بأنها تتصرفُ هكذا فقط لأنها


أمام والدتي لا أكثر...


الأم:جوليا...أين ناتالي ؟ أنا لا أراها ؟


جوليا: كانت هنا منذُ لحظات...لكن لا أدري أين اختفت فجأه...


ربما ذهبت إلى البيت المجاور..كالعادة...


الأم:حسناً...أرشدي شارل إلى غرفته...أنا سأذهب لأجهزَ طعام الغداء...


جوليا: أمرك...


حمل حقائبه..وأخذَ يتبعها متجهان للطابق العلوي..


صامتان..لم ينطقا بحرف واحد...



::



في آخر الممر..تفتحُ الباب قائلة:


ها هي غرفتك...


دخل إليها...وأخذ يتفحصُ أركان الغرفة...


_( بين نفسه )_ اممم...لا بأس بها...



_وفجــأة_


طــرااااااااااااااااااااااخ


صوت صدر من خلف الباب..جعل من كليهما متجمدان في محليهما...


تعالت قهقهات ضحكاتها...


وخرجت تصيحُ قائلة:


مفـــاااااااااااجئة...هاهاهاها...


وضعت جوليا يدها على صدرها..ووبختها:


ناتالي..هذه أنت ؟ لقد أفزعتني...كاد قلبي يخرجُ من مكانه...


لا تعيدي هذه الكرة...


تضحكُ مبتسمة بالا مبالاة: هيهيهيهيهي...


( واضعة يدها خلف رأسها )


فتلتفتُ لـ شارل..وتضمُ يديهما لبعضهما..وتتلألأ عيناها قائلة:


أنت....أنت أخي شارل...؟


يلفُ رأسه..لتنكشفَ تعابير الغضب على وجهه..والشرر يتطايرُ من عينيه...


فتصيحُ مرتعبة:


آآآآآآآآآآه...شكلهُ مخيفٌ جداً...


رفع قبضة يده..واقترب منها..بينما هي تتباعدُ عنه...


ظهر عرق على جبينها فتقول:


لا داعي لكل هذا الغضب...إنها مجرد مفاجئة لا أكثر...لم أقصد إخافتك...


شارل بصوت عال: وهل طلبَ منك أحد بأن تعملي لي مفاجئة ؟؟


وقفت ناتالي خلف جوليا تعتذر: آسفة...آسفة...


_( تهمسُ مع نفسها )_


إنهُ غاضبٌ بالفعل...!


سمعتها جوليا فتردُ عليها: لا عليك...سينسى سريعاً...



::



كانت تراقبُ من غرفتها...بعد أن دخلَ إلى الحمام الذي أمام


غرفته بالضبط...!


لتسألهاجوليا:


ماذا عندك..؟ تراقبين بهذا الشكل..وكأن هناكَ لصٌ متسلل ؟!


ناتالي:أغلقَ باب غرفته بانزعاج وذهبَ إلى الحمام...


أتظنين أنهُ لا يزالُ غاضباً مني ؟؟


جوليا:ربما...يبدو أنهُ سريعُ الغضب...


ناتالي_( تتظاهر بالبكاء )_ اهيء...اهيء...


لا أريدهُ أن يأخذَ عني فكرةً سيئة...يجبُ أن أفعل شيءٌ يرضيه...


تجاههُ كشقيقة...نعم...


جوليا:مثلُ ماذا ؟


أخذت ناتالي تتظاهرُ بالتفكير قائلة:


اممم.......



::



تتخيلُ شارل يدخلُ لغرفتهُ...فيتفاجئ بتوضيب أغراضه من قبل أخته...


فيقول: أنت من قام بذلك ؟


ناتالي:أجل...


( وضعت يديها خلف ظهرها وشبكتهما..فأكملت )


وبما أننا أخوةٌ الآن...ونعيشُ في بيت واحد...سوف تسعى الأخت على


راحة شقيقها..كما تسعى الأم على راحة أبناءها...


يقتربُ شارل منها...وينحني لمستواها فيقول وكلهُ فرح:


قد لا أكون أسعدُ الناس في الدنيا...!


ولكنني أسعدهم حظاً..لأن لي أختٌ رائعة بمعنى الكلمة...


فيقربُ وجههُ..ويقبلها على خدها...


احمرت وجنتيها..وأدارت ظهرها قائلة:


على الرحب والسعة...



::



_يـااااااااااااااه....يا لهُ من شعورٌ رائع...وجميل...


جوليا:لا أعلمُ ما الذي تفكرين فيه؟ لكن وضعك يرثى له...



::



خرج من الحمام..وفوراً دخلَ إلى غرفته...


فوقفَ في مكانه...متفاجئاً مرةً أخرى...


كانت ملابسهُ بجميع أنواعها..خارج الحقيبتين..وبعضها ملقاةٌ على الأرض..


بشكل عبثي..والبقية مرميةٌ على السرير فوق بعض..


وكأن إعصاراً هب في الغرفة...



::



شعرت بأن أحد يقفُ خلفها..لتستشعرَ بأنفاسه الساخنة...


وما إن التفتت..حتى ترى شارل وهو في أوج غضبه...خلفها تماماً...


ناتالي:أ...شـ...شـ...شارل....أ...أنـا....كنتُ فقط........


شارل:ما الذي فعلته ؟


من سمحَ لك أساساً بأن تلمسي أغراضي..؟


ناتالي:كـ....كنتُ....فـ...فقط...أرتبُ ملابسك لا أكثر...


لا تنزعج لأني نثرتها هكذا دفعةٌ واحدة...سأرتبها لكَ سريعاً وأمامكَ الآن...


أمهلني لحظة وسترى بعينيك...



::



كانت جوليا تقفُ خلف الباب..تسترقُ النظر لما يحدث...


ولتراقب ردة فعل شارل بعد كل هذه الفوضى التي أحدثتهاناتالي...


ينفجرُ شارل غاضباً..وبصوت عال:


أخرجي من الغرفة...


ناتالي:حـ....حـ.....حاضر....حـ....حـ....حالاً....


وما إن تعدت عتبة الباب حتى تعثرت قدمها...وسقطت على وجهها...


وأغلقَ الباب من بعدها بكل قوته...



::



جوليا:ناتالي...هل أنت بخير ؟


نهضت ناتالي سريعاً من على الأرض..وأبدت انزعاجها هي الأخرى...


لتصيحَ بكل غيض: أهذا جزائي لأني أريدُ لهُ الراحة ؟!


جوليا:لقد حذرتك بأن هذا لن يسرهُ...بل يعدُ تدخلاً في خصوصياته...


ناتالي:يا لهُ من شخص ناكرٌ للجميل...إنهُ متكبرٌ ومغرور...


وعصبي المزاج...من يظن نفسه ؟!


أكرهه...


لستُ مجبرة على أن أحبه...سأوريه...على سوء معاملتهُ لي سأردها له..


جوليا:يا إلهي...الوضعُ يزدادُ سوءاً...



::



( في الطابق السفلي..على مائدة الطعام )


كانت ناتالي جالسة في مكانها المعتاد...متظاهرة بالبرآءة...


وكأنها لم تفعل شيئاً...


يقبل شارل عليهم قائلاً:


مرحباً...أرجوا أن لا أكون قد تأخرت...؟


الأم:أهلاً بني...جئتَ في وقتك...


_( ناتالي في سرها )_


أتى...لنرى ماذا ستفعل الآن ؟


_( جوليا في سرها..وهي تنظرُ لـ ناتالي )_


ترى..ما الذي تخطط له ؟ لا نريدُ مشاكل أخرى...


تمدُ ناتالي يدها للكرسي الذي يجاورها..تتصنعُ الأبتسام قائلة:


شارل..أعتذرُ إليك عن كل ما بذر مني..تعال واجلس بجانبي...


شارل وبعدم اهتمام: لا شكراً...


_( ناتالي في سرها )_


هـاااه...لم يقبل اعتذاري حتى...


فتحولت تعابير وجهها لغضب مخفي...وتكمل:


أحمق...لو وافق بالجلوس بجانبي كنتُ سأتراجع عما كنتُ سأفعله...؟!


سأوريه...


هااو....هااو....


( صوت نباح جرو صغير )


شارل:أهناكَ كلبٌ في المنزل..أم يتخيل اللي..؟


جوليا:بلا يوجد كلب...إنهُ جروٌ صغير...وهو ملكٌ لي...سأناديه لك...


تعال يابيرو...


فيسرع الجرو لـ جوليا..ويرتمي في حضنها...


شارل بكل حنيه: يااااه...ما أروعه...


جوليا:هذا كلبي ويدعى بيرو...


شارل: مرحباً بيرو...


( فيمسح على ظهره بيده ويكمل ):


ملمسهُ ناعم جداً...( فيبتسمُ له..ثم يقفزُ إلى حضن شارل..ليصدرَ ضحكةً


خفيفة )...


جوليا:سيتعلقُ بك سريعاً بمجرد أن تشعرهُ بالحب والأمان...


هيابيرو...اذهب وأكمل غدائك...


هااو....هااو....


فيقفزُ إلى الأرض عائداً للمطبخ...


شارل:كلبٌ مطيع...



::



فيبتسمان لبعضهما...وفي الجهة المقابلة...


تشعرُ بغيرة تسري في عروق جسدها...فتقول بين نفسها:


إنه يعاملها بكل لطف...أما أنا.............


فتعضُ على شفتها السفلى...



::



أخذَ ملعقة ذات الرأس المدور...ليبدأ بطبق الحساء...


وما إن هم بتناوله...حتى تقف ناتالي من مكانها فجأة...ضربت الطاولة


بيدها اليمنى وبيدها اليسرى تشيرُ خلفه قائلة:


شارل...أنظر هناك...يوجد شيئاً غريباً على الحائط...؟!


يلتفتُ شارل:ماذا أين....؟! لا أرى شيئاً...


وبحركة سريعة أسقطت شيئاً في طبقه...طبق الحساء...


دون أن يشعر أو ينتبه...فتعودُ سريعاً لمكانها وتقول:


أهاا...ربما كنتُ أتوهم...


وضعت جوليا يدها على فمها..وقالت في سرها:


فعلتها...؟!


عبسَ شارل وجهه لـ ناتالي...وانتبه لـ جوليا التي بدت متقرفة من شيء..


فسأل: مابك...؟!


هزت رأسها نفياً...وظهر عرق على جبينها...


بينما أخذت ناتالي تضحكُ بمكر...معلنةً انتصارها...



::




بدأ شارل بتناول الحساء...


ارتشفَ مرة....مرتين....ثلاث مرات....لم يحصل شيء إلى الآن...؟!


فتحت جوليا فوهها لتحذره:


شارل....أريدُ أن أخـ.....


لكن ما إن وقعت عيناها على ناتالي..حتى ترى الشرر يتطايرُ من عينيها...


تنظرُ لها مهددة بأن لا تخبره...


شارل:أهناك ما تريدين قوله ؟


جوليا باستسلام: أه...كلا...لقد نسيتُ شرابي المفضل في الثلاجة...!!


سأذهب لإحضاره...



::



تقبل الأم..وبيديها الطبق الرئيسي...فتسأل جوليا التي لفتت انتباهها


_إلى أين ؟


جوليا:اا...للمطبخ نسيتُ شيئاً...


فتنصرف سريعاً للخارج..لكنها كالعادة تراقب ردة فعل أي شخص عن بعد...


وقفت خلف الباب تجنباً للحدث الذي سيحصل بعد دقائق...؟!



::




عادشارل يحتسي الحساء بعد أن تناول نصف قطعة خبز...


ليلمحَ هذه المرة شيئاً غريباً في طبقه...


فيخرجهُ بالملعقة..فإذ به لعبةٌ صغيرة على شكل صرصور متقن الصنع...


غطت أذنيها سريعاً..لتتفادى صراخه...


آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه


نهضَ من مكانه بفزع..وابتعد عن الطاولة بعد أن رمى الملعقة...


الأم:ما الأمر...ماذا حصل ؟؟


شارل:ما هذا يا أمي...؟! يوجد صرصور في حسائي...يععععع...


كم هذا مقزز...


وأخذَ يمسحُ بيديه على ملابسه وكأنهما قد تلوثتا...



::



توجه سريعاً للمطبخ..لعندَ المغسلة بالضبط...


فتحَ صنبور الماء..وأخذَ يتمضمض عدة مرات...



::



هاهاهاهاهاهاهاها...واهاهاهاهاهاهاها....


انبطحت على الأرض منفجرة ضحكاً على شكله...


ضحكت بشدة حتى أدمعت عيناها...


تمنت لو أنها التقطت لهُ صوراً في هذه اللحظة المضحكة...


الأم:عدت لألاعيبك ثانيةً...؟!


جوليا:هذه المرة تجاهلت..لكن المرة القادمة لن أعديها لك...


ناتالي_( بطرف عين )_ أتحداك....هاهاهاهاهاهاهاها....لا تهمني أقوالكم


أبداً..من يعاملني بسوء أردها له...


_أوه....حقاً....



::



ظهرَ من خلفها فجأة..ونظر لها بمكر...


نهضت من مكانها سريعاً لتصير مقابلةً له فتقول:


شـ....شارل...لقد كانت لعبةً مسلية أليس كذلك ؟!


( تخفي ارتباكها خلف ابتسامتها المصطنعة )


اقتربَ منها أكثر وشدها من خدها بقوة حتى احمرت...وقال:


ماذا ستكون ردة فعلك لو وضعتُ لك صرصوراً حقيقياً يتحرك ؟!


مد يده لخلفها..وأدخله في ظهرها..


رمى شيئاً..وأخرجه بسرعة...ليغطي أذنيه..


لأنها صاحت بأعلى صوتها حتى توسعتا حدقتا عينيها:


يــآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه...


بـ.....بـ....باردٌ جداً..


رفع إصبعيه السبابة والوسطى معلناً الإنتصار قائل:


واحدة بواحدة...هع


لم تستطيعاالأم و جوليا كبت ضحكهما فانفجرتا ضحكاً على


شكلها...لينقلبَ المقلب سريعاً على ناتالي...


تجمعت الدموع في عينيها..وتحول وجهها إلى تعابير طفولية...

بحر الصمت
03-09-2010, 09:38 PM
( بعد الظهر _ فترة العصر )


( الساعة الرابعة )


( الموقع _ غرفة المعيشة )


أقبل وهو يتثاءب ممسكاً بيديه بعض كتبه ودفاتره...


فتلمحهُ ناتالي التي جالسةٌ حول الطاولة وبجانبها جوليا...لتسأله:


هل ستدرسُ هنا ؟!


جلس في الجهة الأخرى من الطاولة..مقابلاً لهما..أجاب وهو يحكُ رأسه


ويبدو عليه الضجر والملل:


كـلا....


جوليا:ستنفذ واجباتك المنزلية ؟


شارل:نعم...من فضلكما لا أريد أي إزعاج...


فتحت ناتالي فوهها وتوسعت عيناها...ردت جوليا:


عن نفسي لن أسبب لكَ الإزعاج..فخذ راحتك..


( وتبتسم له..ويردُ لها الإبتسام )



::



وقفت سريعاً قائلة بنفي:


هذا ليس المكان المناسب لتحل واجباتك فيه...


شارل:وأظنهُ ليسَ مناسباً..لتحضري جميع أشياءك من أقلام وألوان


ودفاتر رسومات..وتبعثريها بهذا الشكل الفوضوي عالطاولة...


ماذا سيقول لو زارنا أحد في هذه اللحظة ؟!


ناتالي:هل هذا يزعجكَ حقاً..اذهب إلى غرفتك...


( لفَ وجههُ متجاهلها...لتكمل قائلة ):


أنا وجولياسبقناك...نحنُ دائماً نجلس هنا سويةً ونفعل ما نريد...


شارل:لكن جوليا لم تعترض (فيلتفتَ لها): صحيح ؟


اكتفت بإيماء رأسها بنعم...


وعندما أرادت ناتالي قول شيء..يقاطعها سريعاً:


وقبل أن تزعجي نفسك بخلق مبررات...أنا في بيتي القديم معتادٌ على


الدراسة وحل الواجبات خارج غرفتي...وهنا...سأطبق نفس ماكنتُ أطبقهُ


هناك...وانتهى الأمر...ولا أريدُ أية إعتراض...


أنا أكبرُ منك..يجب أن تسمعي كلامي..وتطيعيني حتى أحسن


التصرف معك..


والآن اجلسي وتابعي تلوينك بهدوء...


( وباشرَ بفتح كتبه...بينما اغتظت ناتالي ونظرت لـ جوليا التي لم تبدي اعتراضاً..فأخذت تصرخُ في أعماقها...


تكتمُ غضبها...وتضربُ بقدمها على الأرض...



::



( بعد لحظات )


دششششششش


صوت صدرَ من الخارج !! بدا الصوت قريبٌ من الغرفة التي هم بها...


شارل:ما هذا الصوت ؟ يبدو وكأن شخصٌ ما سقطَ على الأرض وسط أعشاب ؟!


تردُ ناتالي وعيناها على دفتر التلوين:


نعم...فهذا وقتُ زيارتها لنا الآن...


نظرَ لها متسائلاً: من ؟!


ترفعَ عينيها لتنظرا في عينيه: ابنة جارنا...إيفا...


( تصدرُ ضحكةً خفيفة فتكمل ):


إنها غريبةٌ بعض الشيء..لا أدري لماذا تتعنى بالمجيء إلى هنا..لكنها


تتصرف وكأنها في بيتها الثاني تماماً...


تخيل ماذا تفعل ؟


تخرج من نافذة غرفتها لتأتي إلي بيتنا عبر غصن شجرة...!!!


شارل مندهشاً: شجرة !!!


ناتالي:نعم...هناك شجرةٌ كبيرة تقع بين بيتنا وبيتهم...وهي دائماً تأتي


عبر تلكَ الشجرة...تقدسها كثيراً


( فتخفي ضحكها )


شارل بنبرة جدية: كفاك ضحكاً..لقد سمعتُ للتو صوت ارتطام...


لا شكَ أنها سقطت على الأرض...



::



نهضَ من مكانه على الفور..وهرع للنافذة وفتحها..ليلمحها بالفعل


ساقطة وسط الحشائش...


أسرعَ إليها قافزاً من النافذة...لتنذهلا جوليا و ناتالي...


وتتبعانه هما الأخرتان...!



::



وضعَ يديه تحتَ رأسها ورفعها قليلاً...


بينما هي تهذي بلا وعي:


آه....آه....إنني أرى الكواكبَ والنجوم... تحومُ حولي...آه...


ناتالي: إيفاااااااا...أفيقيييييييييي...


( قالتها بصوت عال عند أذنها...أعادتها لوعيها )



::




تقع عيناها على شارل الذي خلفها..ممسكاً بها من رأسها..


ينظرُ لها بقلق...همسَ قائلاً:


هل تأذيتي ؟ جُرح خدك...وأخذ ينزف...يجب أن نضمده قبل أن يتجرثم...


احمرت وجنتاها..واشتدت نبضات قلبها..


ارتسمت على شفتيها ابتسامةً عريضة..وصاحت بعينين متلألئتين:


فارسُ أحلامي...أتى لينقذني...


شارل:ماذا ؟!!


جوليا و ناتالي:فارسَ أحلامك !!!



::



( في داخل المنزل )


_تحديداً_


( في غرفة المعيشة )


وضعَ لاصقَ جروح على خدها بعد أن قام بتعقيمها..وقال:


ها قد انتهينا...


كانتإ يفا تحدقُ لهُ بإعجاب...


رفعت يدها لا شعورياً ووضعتها على خدها لتشعرَ بالفرق بين لمستهُ


الدافئة ولمستها...فتهمسُ بين نفسها..وقد بدا عليها الشرود:


وااااو...


ما أروعه...لقد داواني أيضاً...


( فترفعُ صوتها..وتقول بكل حماس )


إذا كان السقوط من أعلى تلكَ الشجرة تجلبَ لي الحظ..كما جلبتكَ


لي...سأسقطُ كل يوم...لأرى ماذا ستجلبُ لي أيضاً...؟!


شارل و ناتالي و جوليا:؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟



::



شدتها ناتالي من أذنها وقالت:


يبدو أن عقلك قد حصلَ به بعض الأرتجاج أثناء سقوطك...!


الذي يجلسُ أمامك الآن...هو....


قطعتها إيفا سريعاً: فارسُ أحلامي...( وتتنهد )


صرخت في أذنها ثانيةً:


إنهُ أخي...ويدعى شارل...


لم تبدي ردة فعل...فقط ضمت كلتا يديها لبعض وقالت بحنيه:


شارل...اسمٌ جميل...


تصنعَ لها شارل الابتسام...


وأبدت ناتالي انزعاجها وغيرتها


أخفت جوليا ضحكها وقالت:


شارل...واضحٌ بأن لديكَ معجبة...


قال بعدم اهتمام:


هذا ما كان ينقصني...سأترككم الآن...


نهضَ من مكانه وعاد إلى الطاولة ليكمل واجباته المدرسية...



::



( الساعة الرابعة والنصف )


كانتا تلعبان البلاي ستيشن بكل شغف...متحمستان لأبعد حد...


لدرجة أنهما أخذتا تصيحان بأعلى صوتيها في كل لحظة...


غير مباليتان بمن حولهما...


وكأنهما في حلبة مصارعة...!



::



جوليا معتادة على الوضع..أو بما يسمى


( الروتين اليومي )


كانت تتصرف بعدم وجودهما...غارقة في عالمها الخاص...


وجروها بيرو يحومُ حولها...


أماشارل...فهو الشخص الوحيد الذي يعاني...جالسٌ على أعصابه...


منزعجاً من الفتاتين...


يكادُ رأسهُ ينفجر من الضجة...


يصيحُ عليهما كل دقيقة بأن تلعبان بهدوء...لكن...


لا حياة لمن تنادي...


لم يستطع تحمل الوضع أكثر من ذلك...فانهارت أعصابه كلياً...



::



استشعرت جوليا بغضبه..فظهرَ عرق على جبينها...


ومما زادَ من فزعها...


بأنهُ كسرَ قلم الرصاص الذي بيده...ليقبضَ يدهُ بشدة...


نهضَ من مكانه مشتعلاً غضباً...


توجه ناحية التلفاز..ولم تنتبها له لاندماجهما باللعب والصياح...


وفجــأة...


قطعَ عليهما حماستهما بفصل السلك الموصل...لتقفَ إيفا قائلة:


أحمق...ما الذي فعلته ؟


وتتبعها ناتالي بالتوبيخ: ما هذا التصرف الغير اللائق ؟!


أشارَ بإصبعه لنفسه قائلاً:


أنا تصرفي غير لائق...!!!


( ضحكَ ساخراً..فأكمل )


لن أتعبَ نفسي بالكلام مع طفلتين مزعجتين....


( توسعتا حدقتا عيناهما وكزتا على شفتيهما )


شارل:أعصابي منهارة بسببكما..لا أستطيعُ التركيز...تتصرفان وكأنكما


صبيان...! يا للهول...!


ناتالي:ماذا تريدُ منا ؟ اذهب إلى غرفتك وأغلق على نفسك إذا كنتَ


تريدُ الهدوء...لأنكَ لن تحصلهُ هنا...ودعنا وشأننا...


إيفا:نعم...( وتكتف ذراعيها )


وضعَ يديه على رأسه وصرخ:


لااااااااااااااا....سأفقدُ عقلي إذا بقيتما هنا ثانيةً....


مد يديه عليهما وشدهما من ملابسهما من الخلف...وأخرجاهما من الغرفة


وتوجهَ بهما ناحية الباب الرئيسي..فتحه ودفعهما إلى الخارج بكل قوته...


حتى سقطتا على الأرض...


قال بغضب: تريدان اللعب بكل حرية...العبا خارج البيت وليسَ في الداخل...


فأغلقَ الباب من بعده وأقفله...بالقفل المتحرك...



::



مسكت المقبض وأخذت تحاول فتحه مع أن لا جدوى من ما تفعله...


ناتالي:شارل...هذا ليسَ عدلاً...افتح الباب نحنُ نريدُ التلفاز...


افتح....افتح....


مدت إيفا يدها لتمسكَ ناتالي من كتفها...فتلتفتُ لها...


لتجدها تنظرُ إليها بمكر..


وتشرُ بإبهامها للاتجاه الآخر...أي تدخلان من نافذة الغرفة...


فتبتسمُ هي الأخرى..وتصدر ضحكةً خفيفة...



::



كــراااااااااااااااااااح


أبعدت يديها بحركة سريعة وهي تصرخُ بفزع:


هيييي...هل أنتَ مجنون ؟


كدت تؤذي أصابعَ يدي...


ومن الداخل..بعد أن أغلقَ شارل النافذة وأقفله..حركَ إصبعهما نافياً دخولهما..


وعاد للطاولة...


التصقت ناتالي بالنافذة وقد أبدت استسلامها قائلة:


أنا أستسلمُ شارل...سأكون مطيعة...لكن أدخلني أولاً أرجوك...


لا أريدُ البقاء في الخارج...


( فصمتت )


إيفا:أين المشكلة لو بقينا في الخارج يا ناتالي...؟


على العكس لن يحدنا أحد على فعل أي شيء...



::



نظرت إليها لتجدها لا تزالُ تحدق على النافذة...!


فألقت هي الأخرى نظرة خاطفة للداخل لترى شارل كيف يعاملُ جولياب كل لطف


وحنان...وعندما أعادت ناظريها لـ ناتالي...


رأت الحزن باد على وجهها...لتشعرَ بالحزن اتجاهها...


أخرجت ناتالي تنهيدة الصدر...هدأت فجأة...وإيفا غيرُ مصدقةً لما يحدثُ


لها الآن...



::



جلست ناتالي على الأرض لتصبح النافذة فوق رأسها...


وأخذت تنتفُ بالزرع الذي بجانبها...


انحنت إيفا لمستواها...وأعادت شعرها الكستنائي القصير خلف أذنها..


وأردفت قائلة:


أفهم ما تشعرين به...أنت تريدينهُ أن يحبك...؟


أومأت برأسها بنعم...


وضعت إيفا يدها تحت ذقنها..وأخذت تفكر...ليخطرَ على بالها سريعاً حلاً


لها...فتقول: وجدتها...


التفتت لها ناتالي بكل شغف: ما هو ؟؟


إيفا:أولاً وقبل كل شيء..كوني مطيعة أي...أي شيء يطلبهُ منك نفذيه


على الفور


قاطعتها قائلة: كالذي طلبهُ منا قبل قليل..لكننا تجاهلناه..؟!

إيفا:نعم نعم...




ناتالي:هذا كلهُ بسببك...!!


إيفا:ماذا..بسببي أنا ؟!! حسناً يا سنيوريتا...سأتركك في حيرتك...


( أدرات لها ظهرها..ولم تعرها اهتماماً )


ناتالي:أوه...إيفا...ليسَ أنت أيضاً..حسناً آسفة أنا المخطئة...أخبريني


ماذا بعد ؟؟


أجابت وهي تهزُ كتفيها: لا شيء مهم يذكر...افعلي ما يرضيه فقط...!


ناتالي:هكذا إذاً...



::



وفجــأة...ظهرَ لهماشارل..فقال:


سأعيدكما للداخل...!!


نهضت ناتالي من على الأرض بسرعة: حقاً ما تقول ؟!


إيفا_(تبتسمُ بمكر)_ كنتُ أعرف بأن ضميرك سيؤنبك...


عبس شارل في وجهها..وأردف:


مخطئة...سأدخلكما لأجل جوليا فقط لأنها تريدكما بجانبها...وأنا أشفقتُ عليها


بينما أنتما لم تعبرانها أساساً...


قطبت كلاهما حاجباهما وقالتا بصوت واحد:جوليا...!!



::



لا تزالُ واقفة خلف الباب رغم أنهُ قد سمحَ لها بالدخول...!


إيفاب ملل: إلى متى ستظلين واقفة هنا ؟؟ لقد مللتُ من تصرفك الغريب؟


التفت لها سريعاً..وعيناها كلها ترجي في أن تساعدها لتكسب رضا أخيها


فتقول:إيفا...طلبتك فلا ترديني خائبة...


أنت لك أشقاء يكبرونك..وتعلمين بالتأكيد كيف تكسبين رضاهم...


أخبريني...ماذا يجبُ علي أن أفعلَ بالضبط ؟؟


إيفا:لقد أخبرتك قبل قليل..!! يا إلهي ماذا جرى لعقلك..؟


فتعودُ تنظرُ إلى شارل و جوليا لتراهما كيف منسجمان مع بعضهما...؟


رغم اختلاف السن...!


ناتالي:أريدُ أن أكون مثلُ جوليا...


إيفا:جوليا رقيقةٌ جداً عكسنا نحنُ الإثنتان...وهي مهذبة لأبعد حد...


وهذا ما أعجبَ شارل بها...


ناتالي:سأكونُ نسخةٌ منها...


تمسكها إيفا من كتفيها وتلفها عليها قائلة:


يا غبية...لا تكوني نسخةٌ من غيرك...بل يجبُ أن تصنعي من نفسك


النسخة الأولى...فهمتي..؟


أومأت برأسها...


فكرتإ يفا لتساعدَ ناتالي....وما هي إلا ثوان حتى تقول:


وجدتها...!


ناتالي:ماذا...؟


إيفا:قدمي لهُ شيئاً يشربه ويتناوله...وبكل تأكيد سيكون ممتناً لك...


لقد جربتها مراراً مع إخوتي...ولقيتُ منهم معاملةً طيبة...


ناتالي:نعم...كيف غاب هذا عن بالي...؟! سأقدمُ لهُ شيئاً خفيفاً ولذيذاً


في نفس الوقت...مع كوب عصير طازج...


إيفا:أجل هذا هو المطلوب...


( فتغمزُ لها )


وأخذت ناتالي تصفقُ لنفسها بحرارة...



::



أسرعت إلى مقصدها...ودخلت إيفا إلى غرفة المعيشة...


تتنصعُ الهدوء في خطواتها...


إلى أن وصلت لعندهما على الطاولة...


جلست بجوار جوليا...تنظرُ لها متصنعة الابتسام...ثم نظرت لـ شارل وأخذت


ترمشُ بعينيها...! وتظاهرت بالخجل...


شعر شارل بشيء غريب يحصلُ أمامه...أحسَ بحركتها الصامتة...!


رفعَ رأسه ليجدها ترمش وترمش دون توقف...فيقول:


كفي عن هذا...انك تشتتين انتباهي...


إيفا:أوه...آسفة...لم أقصد...


( فابتسمت له )



::



بعد دقائق ليست بالكثير...


دخلت حاملةً بين يديها صينية صغيرة بها كأسُ عصير توت طازج...


وصحنُ كعك...مشت على مهل...


اشتم بيرو جرو جوليا رائحة الكعك فهرع إليها مسرعاً...وأخذ ينبح وهو


يحومُ حولها...يريدُ منها بأن تعطيه شيئاً من ما تحمله...


إلا أن بيرو قد شتت انتباهها لتتعثرَ قدمها...وتسقطُ ما في الصينية على


كتب ودفاتر شارل..من العصير والكعك...


وينكسرَ زجاج العصير لتتناثرَ أشلاءه...



::



يا لها من لحظة حرجة...


لحظة صمت خيمت على الجميع فجأة...


كادت عينا شارل تخرجا من محلهما...


وضعت جوليا يديها على فمها...


تجمدت إيفا في مكانها..لم تبدي أي ردة فعل...


أما ناتالي..فأخذت يداها تنتفضان بشدة..تحاولُ أن تستوعبَ ما حصلَ للتو


إنها كارثة...نعم كارثة...!


كلما حاولت أن تصلحَ أمراً..أفسدتهُ في نفس الوقت...!



::



نهضَ من مكانه..وكلهُ غضباً...


اعتصرَ الورقة التي بيده يصبُ غضبه فيها..فرماها على الأرض...


وصرخ: ما الذي فعلته بحق السماء ؟؟ انظري.......


( قالها وهو يشيرُ للطاولة )


انظري ماذا أحدثتي...دمار...و.......


ثانياً...من طلبَ منك أن تحضري عصير وكعك...؟! لمن أجيبي...؟؟


أجابت وهي ترتعش: أ....لـ...لك....


شارل:لم أطلب منك ذلك...هذا يعدُ تطفلاً !!


لقد ذهبَ تعبي وجهدي سدى...


كيفَ سأصلح ما اقترفته ؟ أخبريني...


أنت جداً مزعجة..منذُ أن تخطيتُ عتبة باب هذا البيت وأنت لا تسببين لي


إلا الإزعاج..لي ولمن حولي...



::



لم تعرف ماذا تقولُ له ؟؟


تجمعت الدموع في عينيها وانهمرتا على خديها...وأخذت شهقات


صياحها تعلى...أدارت ظهرها مغادرة الغرفة متوجهة للطابق العلوي إلى


حيثُ غرفتها...


صاح شارل منادياً عليها:


قبل أن تذهبي وتبكي في غرفتك...تعالي ورتبي الفوضى التي من بعدك..



::



طــاااااااااااااااااح


ضربت الطاولة بيديها...


وقفت وتوجهت إليه..والشرر يتطايرُ من عينيها...


أصبحت مقابلةً له..وصاحت:


هييي...أنت....لا تظهر قوتك على فتاة صغيرة...هل أعيدُ لكَ الحدث


لترى بالضبط ما حصلَ بالتفصيل...؟!


( فأشارت للكلب الذي اختبئ تحت الطاولة عند قدمي جوليا..وأكملت)


هذا الكلب هو من شتتَ انتباهها..فتعثرت قدمها..


أي أن ما حصل كانت مجرد حادثة غير متعمدة...


فلماذا صرختَ في وجهها هكذا...؟!



::



وما قامت في هذه اللحظة التي أغاظتها لأنهُ أبدى بغير مهتم لكلامها..


ركلتهُ بقوة على ركبته اليمنى..صاح وهو يضعُ يدهُ على مكان الضربة:


آآآآآآآآآآآآآآآآه...تباً...ما الذي فعلته ؟؟


إيفا:تستحقُ هذا...أولاً...أنا من طلبتُ منها أن تحضرَ لك شيئاً لتتناوله


لكنك في الحقيقة لا تستحقُ أي شيء...وخذ هذه أيضاً...


فركلته مرةً أخرى على ركبته اليسرى..فصاحَ ثانيةً من الألم:


آآآآآآآآآآآآآآآآه...سحقاً لك...سوف تنالين جزاءك...


إيفاً:ثانياً...ناتالي تسعى لأن تكونَ لكَ أختٌ جيدة...وتكسبُ رضاك


ومحبتك...وأنتَ جرحتَ مشاعرها بكلامك القاسي...


هل تظنُ بأنها بلا مشاعر..حتى وان كانت في عينيك طفلة...؟!!


أنتَ فظٌ جداً...


( فأخرجت لسانها ساخرةً منه )


وقالت له آخر كلمة قبل أن تذهب لـ ناتالي:


ثالثاً...أنت لستَ فارسَ أحلامي...هم (فأدارت وجهها وخرجت)...



::



آآه...ركبتي...


نظرَ إلى جوليا ليجدها تضمُ جروها بيرو...


فتقول له وكلها أسفاً على ما حصل:


أنا آسفة...إنها غلطةبيرو وليست ناتالي...أعتذرُ بالنيابة عنه وعنها...


أرجوك شارل سامحها..لم تقصد إزعاجك أبداً...نواياها طيبة...أنا أعرفها جيداً...


( فتتجمع الدموع في عينيها )


انحنى إليها..ومسكها من ذقنها..رفعَ رأسها وقال:


حسناً..حسناً..لا تبكي...سأسامحها وسأنسى كل ما بذر لهذا اليوم...


( أومأت رأسها مبتسمة )



::



صوت فتح باب...


يبدو بأن والدة شارل قد عادت للمنزل...


دخلت إلى غرفة المعيشة لتتفاجئ بالفوضى..فتتساءل:


ماذا حدث في غيابي...ما كلُ هذا ؟؟؟


التفت شارل لها متصنعاً الابتسام..ولوحَ بيده قائلاً:


مرحباً أمي...


نهضت جوليا سريعاً وهي تحملُ بين ذراعيها بيرو فتقول:


خالتي...ماحصلَ هو بسبب شغب بيرو لا أكثر...


_ هـااو....


( فضيقت الأم عينيها )



::



( بعد لحظات )


خرجَ من غرفته متوجهاً للطابق السفلي...


وقبل أن يهم بالنزول..مرَ من غرفة ناتالي..ليسمعَ صوتها من خلف الباب...!


يبدو بأنها متضايقةٌ جداً...



::



( في غرفة ناتالي )


كانت تصوبُ سهاماً صغيرة للوحة المعلقة على الباب...وفي وسط


هذا اللوح معلقة رسمه لـ شارل...


رسمتها لها إيفا قبل أن تعود للمنزل...فقد صنعت لها هذه الطريقة لتصبَ


غضبها فيه...


وبالفعل..كانت ترى وكأن الذي يقفُ أمامها هو شارل...


كانت تصوب بكل قوتها..وقهرها..


والدموع لا تزالُ تذرفُ من عينيها...


تردد قائلة: أحمق...مغرور...سخيف...متكبر...عصبي...أناني...



::



طرقَ الباب عدة مرات...يبدو أنها لم تنتبه...


وعندما فتحته ليتحدث معها...إذ بسهم يتوجه إليه...فيزيحَ رأسه بحركة سريعة...


فيقول: هييي...على مهلك...كانت أن تصيبني...


ناتالي:وهذا ما أريدهُ بالضبط...ثانياً من سمحَ لكَ بالدخول ؟؟


أغلق الباب من بعده...لينظر إلى رسمة تشبههُ معلقة على لوح التصويب


فعلم بأنهُ هو المقصود...!


قال: أهذه هي الطريقة للتعبير عن غضبك ؟!


( فيلتفت لها مقطب حاجبه )


لم ترد عليه...أدارت لهُ ظهرها وتقدمت لناحية السرير وجلست في طرفه..


ولفت رأسها تجاه النافذة..تخفي دموعها..


وتمسحها بظهر يديها...


تقدم إليها شارل قليلاً...ووضعَ يده خلف رأسه يحكه...


لا يعرفُ ماذا يقولُ بالضبط..؟!


سوى أنهُ اكتفى قائلاً:


ناتالي...ليسَ لدي شيء لأقولهُ لك سوى...آسف...


لم أعتد على مثل هذه المواقف...ربما أجرحُ غيري كثيراً...


بسبب لساني المتسلط...


وأعلمُ أنني جرحتُ مشاعرك أنت أيضاً...


لذا...أرجوا أن تسامحيني...فأسوأ صفاتي هو أنني سريعُ الغضب والانفعال


سوفَ تعتادين علي مع مرور الوقت...


وأنا سأعتادُ عليك كونك شقيقة...هل تقبلين اعتذاري الآن ؟



::



لم تلتفت له بعد...وما تزالُ تمسحُ دموعها التي لا تزالُ تنهمرُ على


وجنتيها...وتخفي شهقاتها...


شارل بنبرة ترجي: هيان اتالي...ابتسمي ثانية...


فالحزنُ لا يليقُ بك...


ناتالي:اتركني لوحدي....


شارل:أه...حسناً...كما تشاءين...


فأدار ظهرهُ...وتقدم بضع خطوات..ثم التفتَ إليها ثانيةً ليجدها على نفس


وضعها...لم تعبر وجوده...



::



تحرك من مكانه متقدماً نحو الباب ليخرج...


إلا أنهُ فجأة صرخ...ووضعَ يدهُ على عينهُ اليمنى...يصيحُ متألماً...


نزلَ إلى الأرض ثانياً ركبتيه...قائلاً:


آآآه...عيني...تباً...ما الذي أصابها...آآآه...


هرعت إليه مفزعة ومسكت من يده التي يغطي بها عينه...


وحاولت أن بتعدها لترى ما أصابه...قائلة:


شارل ماذا أصابَ عينك ؟ دعني أراها...


انطلت هذه الحيلة عليها سريعاً...


أبعدَ يدهُ وارتسمت على شفتيه ابتسامةً عريضة..فقال:


خدعتك...


أبرزت شفتيها..واعتصرت عينيها لتذرف الدموع التي تجمعت خوفاً عليه...


فصاحت موبخة: لقد أخفتني لا تعيدها ثانيةً....


مد ذراعيه..وبقي صامتاً...


ما عدا نظراته فقد كانتا تترجاها بأن تسامحهُ وتمررها لهُ هذه المرة...


ارتمت سريعاً إلى حضنه..وعانقها بشدة...وأخذَ يمرر أطراف أصابعه من بين


خصلات شعرها الأشقر الطويل...


أحسَ في هذه اللحظة بشعور جميل غامر...لا يمكن وصفه...


ولم يشعر به من قبل...


ازدادت نبضات قلبه..أغمضَ عينيه وبقي معانقها...


وهي كذلك انتابها نفس الشعور...أخفت وجهها في صدره وأغمضت عينيها


تستنشقُ رائحة عطر ملابسه...أحست بالدفء في أحضانه...



::



وبينما الاثنان قد سرحا في عالم آخر...


كانت هناك عينان تراقبهما عن بعد...من خلف الباب...


كانت هذه جوليا...


شعرت بالاطمئنان لأن الأمور قد تصلحت...وعادت لمجراها الطبيعي...


فسالت دمعة على خدها متأثرة بهذا المشهد الأخوي...









:: نهاية الفصل::

بحر الصمت
03-09-2010, 09:56 PM
احم احم
يللا يا حلوين
شرفوني بمروركم
واذا شفت ردود سنعة ترفع المعنويات
اوعدكم بفصل ثاني مع احداث جديدة ومشوقه
مع الاخوة الظرفاء :i-can-fly.:
واهم اهم شي
انتقاداتكم و تقييمكم
ويااااارب تعجبكم
يللا باي

ساكورا تشان
04-09-2010, 03:45 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يسعدني ان اكون اول من يرد على هذه القصة الرائعة ابدعتي بجد في هذه القصة و الشخصيات مرة متكاملة معا بعضها البعض و ننتظر الفصل الثاني بفارغ الصبر
دمتي بود .

بحر الصمت
07-09-2010, 05:05 PM
ساكورا تشان

أشكرك على مرورك وردك
ويسعدني أن القصة أعجبتك