المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة.. <كَرََزٌ - أزْرَقْ>


سكّر
29-07-2010, 11:59 AM
كرزٌ أزرق


.


.

لست كغيري حين أكتب ، فثق تماما أنني لم أعرف للكرز زرقة قط ، ولكني عرفت للشمس
مغيبا قد يشبه الكرز في زرقته.
أذكر أنني حينما زرت الأرض في رحلة دامت لأعشار من القرن .. وبعد أن بدأت أتفهم ملامحها
أدركت أنّ الشتاء لم يعرف للمشمش لونا لأنّ ابنه ليس من أهله، وأنّ الصيف مقرون بمياه
من حريق أو حبالٍ من ذهب، وأنّ القمر لم يعرف لليل إصباحاً، وأنّ الشمس في سرح حتى
يزول نصابها من ميقات اليوم..وكل في فلك يسبحون، ولعلك تدرك أنّ الريف كان في سَكَنٍ
تذوب على ستائره القصائد أو يُغَنّى في رحابه بالجمال، لستُ في صدد الحديث عن البطولة
في بلاد الشام..إلاّ أنّ فيها شابّا تمرُّ به رياح الصّيف دون كثير منّا، كان هناك يسكن في بعيد ٍ
عن مدينتنا ذات الأفاعي والرسميات المركّزة ، ويأكل من ضفاف النّهر حتى يرتوي قنعا ، سلك
الصّبابة ذات يوم فاستقى منها العذوبة في التّسامر واستحى منه القمر، وارتقى نحو الشباب
على جناح ٍ من سنين أو سطور ٍ في القدر،وفي ساعةٍ من ليلةٍ كحلاءَ كان يقعد في أجيج ٍ
من شموع ٍ ينحني فوق الكتاب ويحتوي من سطره حتى السَّحَر ، فأنت تعلم أن الريف كان
بسيطا.. وما كان يفتقر انتهال العلم ، وإن لم يكن طالب العلم فيه غير مزيّن ٍ بجميل الثوب إذا
ما يمّم الكتّاب.

كان لنا في باحة دارنا تفاحة عجوز، وكنت أهوى أن أفيض عليها بالنظر من طرف شرفة والديّ،
وكثيرا ما كانت تهمس في أذنيّ أمي إذ رأتني في حالي تلك: " تفاحتنا بدأت العطاء مذ
كانت في مثل عمرك حتى صارت في مثل عمر جدتي، وكم وددت لو تكونين في هذه الأرض
تفاحة كما هي." ولعل يماناً هو أشبه الناس بتفاحتنا.

صار أنّ صاحبنا حين كان في أعوامه الأولى قد لاحظ في الشّمس أنّ لها ميقاتاً تتوارى فيه
خلف الأفق البعيد كلّ يوم، ثمّ تصير السّماء في عتمة..هنالك دعا الغلام أباه سائلاً: أبتاه لِمَ
الشمسُ في غياب كل حين كحيننا هذا ؟ وهنا أجاب الوالد بعد أن لبث في صمتٍ وجيز: بنيَّ
عليك أن تعلم أنّ كلّ إشراق للشمس يعني أنّ الليل آتٍ.. وأنّ العمر ماض ٍ..وأن الدنيا في

انقضاء، وخير النّاس من لا ترى فيه إلاّ الإشراق ولم تعلم له ليلاً، كانت تلك كلماتٌ حريٌّ بنا أن
نقول بأنّه كان يحملها على ظهره لا على خطرات قلبه فحسب، وذلك حين بلغ من الشباب
مبلغه.

.
.
.
.

يتبع...

سكّر
30-07-2010, 11:09 AM
متابعة
حدث أنه على حين اشتغالٍ في الناس وازدحام ٍ في سلك المقاصد...نادى الملك
في حاشيته:- أيا أيها الملأ إنّي أراني أشرب سمّاً تشرب منه الناس في أرضي هذه
إلا واحداً منهم ...ثم لا يموت منهم إلا هو، يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا
تعبرون. هنالك قام المنجّمون من حاشيته كلٌ يريد أن يقول ما هو أقرب إلى قناعة الملك حتى ينال من رضاه المال والهدايا، وكان خيرهم من قال في السّمّ أنه الذهب
يملأ أرض الملك بالخير والنّعماء ، وليس كلّ نَكِد ٍ في الرؤيا هو فألٌ سوء ٌ بالضرورة،..
تعمّ البشرى أنحاء البلاد وفرادى الشعب دون استثناء إلا واحداً منهم، يكره الملك ..ولا
يرضى به وليّاً وإماماً عليه، فلا يطوله من الخير ما طال من سواه، ويُقطَعُ رأسه فيموت،
والناس على موته لشاهدون. هنالك هزّ الملك رأسه في عجب وسرور وقد فرهت
عيناه بالسّعد والتّفاؤل.
دقّ خبر رؤيا الملك أنحاء البلاد، وصار الناس في أمل ٍ إليها ، ووجل ٍ من هويّة
المقتول، فصار كلٌّ منهم يحمل حبّ الملك في نفسه سرّا... وعلى النّاس علانية ، بل
ويسابق بعضهم بعضاً في حبّه والرّضا به مَلِكاً، وإن لم يكن كذلك آنفاً.

وصار أيضاً... أنّه في ذات يوم ٍ من ربيع الأرض ...وصل المدينة غريبٌ من البلاد البعيدة...
.
.
.
.
. يتبع.......

أُمنيةْ
30-07-2010, 10:19 PM
بنيَّ عليك أن تعلم أنّ كلّ إشراق للشمس يعني أنّ الليل آتٍ.. وأنّ العمر ماض ٍ..وأن الدنيا في


انقضاء، وخير النّاس من لا ترى فيه إلاّ الإشراق ولم تعلم له ليلاً،




http://www.banaat.com/vb/images/icons/kalp.2.gif


متابعة بشغف شديد ، هل من مزيد؟

الخافقُ المجروحْ !
01-08-2010, 09:21 AM
مشدوهةٌ خافقْ من الجمالِ الهاطلِ هُنا ,
سكّر : حصيلتكِ اللغوية رائعةٌ جداً-اللهم بارك,
أمطِرينا ~

אغَيّمْא
03-08-2010, 04:19 PM
جميل جداً يا سكّر

سكّر
03-08-2010, 04:23 PM
خافق..
أنا أشكرك .. ربّما هو بعضٌ ممّا عندك
يسرّني أنكِ هنا..وفي الواقع هذا ما كنت أنتظره
ردٌّ آخر لأتابع قصتي.
أنا آسفة على التأخير ..كما أنني في انتظار ردودك!!


متابعة...

...وصل المدينة غريبٌ من البلاد البعيدة، وعليه عباءة سوداء قاتمة، ومن خلفه قد جرّ عربةً هي ربعةٌ في حجمها، من دون كِبَر ٍ أو صِغَر، واستجار الناس ليلةً يَنْفُضُ عنه فيها تعب السّفار ِ وضرب الأرض الشاقّ، حتى أجاره أحدٌ منهم، وعرف منه أنه تاجرٌ جاء يطلب رزقه في أرضهم، وحين سُئِلَ عمّا يتاجر به ... أبْسَمَ بسمةً ثمّ أردف قائلاً: جئتكم ببضاعة لم.. ولن تَرَوْا في الأرض لها مثيلاً، حينها عَجِبَ السائل المجير وأتبع في شغف: وما أنت بائعٌ يا ابن الكرام؟ ، فردّ في ثقة وزاد التبسم في شفتيه عرضاً:
-من نال من بضاعتي فقد ابتاع سعادةً ورخاءً.. لا يجدها شارب الخمر في خمره، ولا صاحب المال في ماله، ولا ذو المنصب في جاهه!!
-أحقٌّ هو ما تقول؟
-إي وربّي حقٌّ هوْ...فهل أنت بمجرب؟؟...إليك عني قرص سرّاءك حتى تستبين الحقَّ في قولي.
سَكَنَ المجير في وجل ٍ وريبة ثم تناول عنه القرص وأغلق عليه فاهُ ، ثم ما لبث أن انتظر من الزمن برهة حتى صار على غير حال ٍ من الضّحك دون مقابل يستدعيه، والقفز دون تضعضع ٍ أو اكتراثٍ لما في الليل ِ من صمتٍ وما في الناس من نوم ٍ، وقال الناس في ضجر ٍ وهم ذَوُو أعين ٍ لا يكاد يبينُ بؤبؤها نعاساً: جنّ أبو الحارث، هنا قال الغريب مشجعاً:
-لا تسمع حديثهم يا أبا الحارث ، بعد ساعات يجيء الصبحُ ويعلمون بأنك العاقل السعيد فيهم.
وما كان منه إلا أن زاد في الضحك قهقهة وفي الصوت ارتفاعا...

يتبع......

ورقه بيضاء
03-08-2010, 07:04 PM
قصه رائعه يا سكر .................

بس مو كأنها طولت شوي واتوقع ان الجزء الجاي اخر جزء عشان تلحقين على كل موضوع بتسوينه ...

ق1ق1ق1ق1ق1ق1ق1

سكّر
03-08-2010, 08:28 PM
هههههههههههههههههههه
لأ ما طولت يا ورقة.. على فكرة هاي اسمها قصة قصيرة!
مش عارفة شو حتعملي اذا اجبروكِ تقرأي رواية
ههههههههههههههه
لسة ضايل اكتر من نصها..بس بشوي مش بكتير

متابعة...
ولما تنفّس الصّبحُ ، وبان الضّوء من مضجعه، شكر الغريب مجيره بقرص سعادة ٍ آخر
ومضى إلى السّوق بعد أن ترك في أعقابه: إذا ضاقت عليك الخطوب، واشتدّت عليك النّوائب..
فعليك بهذه، فإنّها لك دواءٌ من كل داء ،ٍ ومخرجٌ من كلّ همّ، وفرجٌ من كلّ ضائقة. ضرب الأرض
حتى وصل سوق المدينة مستبشراً، وهناك بَسَطَ بساطه وألقى عليه ببضاعته يرتبها ويعرض على
الناس إياها، ثم راح منادياً:
- يا معشر المنقّبين عن السعادة حيث كانت... حيث كنتم أقبلوا، فإني قد جمعت لكم جلّها في مضغة ... سعادةٌ سعادة...من يشتري مني السّعادة..
التفت الناس في عجبٍ إلى حيث كان ، بما فيهم التجّار أنفسهم، وبدأ واحدهم بالدنوّ منه تلو الآخر ،
وهم ما بين مستفهم ومستنكر..وآخر مستبشر، وبعد طرح الأسئلة أخذ النقدُ ينكبّ عليه مغداقاً..وكلٌّ
في بشر ٍ واشتياق، وما كان حالهم إلاّ كحال صديقهم أبي الحارث، مِنْ ضَحِك ٍ وقفز ٍ دون داع ٍ له
أو علةٍ أَلِفَها النّاسُ في ما بينهم .
وجرت الأيّام مجراها.. وفي كلّ يوم يزداد انتشار أقراص السّعادة في أرجاء البلاد أكثر فأكثر
،حتى وصل الأرياف والبوادي. واستغلّ التّاجر الجديد ولع النّاس بها جيداً، فبدأ برفع الأسعار شيئاً
فشيئاً وهو ذو اطمئنانٍ حيال موقف النّاس من ذلك، وأصبح بذلك من أثرى أثرياء المدينة، أمّا يمان
في ريفه.. فلم يكن يجد فيما تمنحه الأقراص سعداً..بل جنوناً، ولكنّ نُؤُُوَّ النّاس عن عبادة من لا معبود بحقٍّ سواه جعلهم لا يميزون الخبيث من الطيب، ولا السّعد من العَتَهِ والمجون.
وكانت أخبار الناس والسعادة المنشودة في الأقراص قد وصلت ملك البلاد، فجعل يطلب الوزير
في عجل..
- سمعاً وطاعةً يا مولاي
- أيّها الوزير أخبر مولاك خبر ما حلّ بالناس ، وما الّذي أصاب بلادي؟
هنالك ردّ الوزير:.............

يتبع..........

حروف
04-08-2010, 02:15 PM
سكر

قصة جميلة

سلم ذاك الفكر المميز

سلمت يداك يا جميلة

متابعة لكِ

سكّر
04-08-2010, 07:15 PM
أخيراً أنتِ هنا يا حروف؟؟
يسرّني عبورك هذا.. أنا سأتابع
وأنتِ.. لا تتركي مني ردودك


متابعة


هنالك ردّ الوزير:
- مولاي إنه التاجر الجديد يبيع أقراصاً وينادي في الناس بأنها علاج من الهمّ والغمّ، ومدعاة للسّعد والهناء
- وهل حقٌّ هو ما يقول؟؟
- لا أخفي عليك يا مولاي بأني لا أجد في الناس إلا الجنون كلّما أخذوا منها فأكلوها، وأراها مخدِّراتٍ لهم من كلّ عقل.
- أيّها الحاجب...أرسل في طلب وزرائي وبطانتي
- مولاي...مهلاً، فإنك لن تجني من ذلك جنىً ترغبه
- ما الخطب أيّها الوزير ؟.. وكيف لا؟؟
- لقد شرب الحاشية منها.. وأراهم في حالة إدمانٍ لها، لا يستطيعون تركها يوماً واحداً، وإلاّ أحسّوا السوءَ في نفوسهم، وذاك هو حال سائر النّاس..إلاّ من رحم ربّي فلم يطعمها.
جلس الملك وكلّه همٌّ حيال شعبه وبلاده وقد وضع كفّه على خدّه:
- وما الحلّ..أخبرني أيها الوزير أكاد أموت همّاً
لبث الوزير طويلاً ثمّ تنهّد قائلاً: .......... ما أجد لك حلاّ إلا حبوب السّعد تنسيك همّك يا مولاي!!!!!!!!!!!!!!
حينها نظر الملك إلى وزيره في عجبٍ وكأنه يقول : ......

يتبع......

سكّر
04-08-2010, 11:26 PM
هفففففففففففف.... يا أنتم.. قليلة هي الردود التي أحظى بها من العابرين هنا لا أظنّ أنني أثقلتكم تكلّفاً .. هل لي بشيئ من كلماتكم؟؟؟ على أي حال ..أنا لن أترك ما بدأت به،

سكّر
04-08-2010, 11:31 PM
متابعة......//

وكأنه يقول : تمخّض الجبل فولد فأراً،كان ذلك في بادئ الأمر، ولكنّه رأى في نفسه فضولاً حيال حبوب السّعد تلك..فمدّ بيده إليها وشربها بصمتٍ وفي معيّته وزيره، وما كان حال هذين الآخرَيْن ِ أيضاً إلاّ كحال أبي الحارث وسائر من شربها من النّاس، من الضحك والصّراخ وحتى الإدمان أيضاً.
بكى لوز الرّيف وتوته يوماً حين ذاع أنّ فراق يمان قد اقترب لحاجات تلقّي العلوم في المدينة. وهناك (أي في المدينة) رأى في النّاس حالاً ..هي في ذاتها مدعاةٌ للأسف والحيرة، وكانت أقراص السّعد قد تفشّت هناك بشكل فاحش، وحين شقّ مسيره حيث السّوق لقضاء حاجاته.. رأى أفواجاً من النّاس قد تجمعوا على أحد التّجّار ِ دون سواه،وأمّا من سواه فهم غير ذوي بيعٍ كثيرٍ كما هو ، ولمّا اقترب أدرك أنّـه صاحب الفرح المزعوم، فما كان منه إلاّ أن تلثّم بوشاحه ، ورفع عباءته الرّثّة إلى رأسه ثم دنا من التاجر متلطّفاً :
- اسمع ...أحمل لك ممّا تداوله حاشية الملك خبراً ليس بمسّرة ٍ لك، لقد شاع في بلاط الحاكم أنّك ترمي إلى منازعته في ملكه للبلاد، وقضى الملك بقتلك مساءً على غير علم ٍ بك في الناس، فانطلقْ إلى غير هذه الأرض ، لعلّ الله أن ينجيك من القتل،.. وإنّي لك لمن النّاصحين.
وقتئذ ٍ دبّ الرعب في قلب التاجر وحمل متاعه ثمّ ولّى متسلّلاً مدبراً ولم يعقّب ، وقد خلّف غلامه من بعده بائعاً للنّاس، دون أن يلحظ غيابه أحدٌ منهم، فلمّا جنّ الليل ...فانقضى..فأتى النهار...
ضرب صاحبنا (أي يمان) الأرض إلى السّوق ليعلمَ ما آل إليه حال النّاس، فإذا هم في هياج ٍ لاختفاء التاجر، هنالك وقف فيهم خطيباً..:


يتبع...

سكّر
10-08-2010, 07:39 PM
هنا أنتهي أنا ..

متابعة..


...هنالك وقف فيهم خطيباً..:
- أيّها النّاس... هدّؤوا ممّا في نفوسكم من روع ٍ .. فإنّ صاحبكم قد شرى لكم السّوء والضّرّاء ثمّ م
ضى بما جمع من مال ٍ وقد ضَحِكَ منكم كثيراً.. فهل أنتم لي بمؤمنين؟؟
- قالوا : لا.... وانقضّ عليه رهطٌ منهم ثائرين، وانهالوا عليه ضرباً وكلابهم معهم، فلمّا أن نجا من
بين أيديهم صعد سورا لدار ٍ كانت في السّوق لأحدهم، غير آبهٍ لما بجسده من جروح و رضوض
وكسور، ثمّ نادى فيهم :
- يا معشر القوم ... أما نظرتم إلى ما أنتم عليه الآن؟؟؟؟ كنتم قوماً ذوي اتّجار ٍ له من الازدهار شأن
أرفع الأمم وأعلاها قدراً، حتى جاءكم رجلٌ -لعلّه من بني أعدائكم وحسّادكم – ببضاعة جعلت أعزّكم أذلّكم،
وأشدكم وقاراً أحقركم مقاماً، وغنيّكم فقيركم، وفقيركم دون الدّون من ذلك، وكنتم قوماً أصحاب
ألفةٍ وتراحم ، وتودّد وتحابّ، حتى جاءكم فأفسد ذات بينكم، وجئتكم مصلحاً مرشداً...ومن النّاصحين
فسكت الناس ورجعوا إلى أنفسهم، ثمّ قال من بينهم قائل:
- صدقت القول يا ابن الأرض...وكنّا بقولك عائدين..ولكنّك تأخّرت عنّا حتّى صرنا لا نطيق عنها صبراً.

- يا معشر الناس...قد صبرتم على جوعكم وجوع أبنائكم ونسائكم، ورضيتم أن تستحلوا أموال
إخوانكم بالباطل في سبيل أن تنالوا ما يخدِّركم..ويذهب عقولكم، أفلا تصبرون على تركها وهجرها في سبيل رخاء أنفسكم؟؟.....
ولم يقدر أن يستكمل خطابه حتّى خرّ ميتاً إثر الجروح و الرضوض التي نالها من النّاس إذ كانوا ثائرين،
ووصلت أخباره مجلس الملك، فعرف أنّه تأويل رؤياه من قبل، وعرف الناس بخطئهم فأصبحوا على
فعلتهم نادمين، ذلك أنّ يماناً كان من خير الناس في زمن ٍ...قلّ ما ترى فيه الخيّرين، ولعلّ زمان الناس
أوانها كان شتاءً..إذ كان فيهم حين الليل والظلمة أطول من حين قد مكثت فيه الشمس بين ظهورهم،
أو فلنقل أنهم قد وجدوا الكرز على غير عهد فيهم له، فسرعان ما جعلوه أزرق... وهكذا عرفت الكرز الأزرق.

عذبة بإحساسي
16-08-2010, 12:08 AM
تبدو مشوقة من مقدمتهـآ فقط !
لي عودة بالتعقيب بعد قرآئتهـآ كـآملة ^^