وردهـ {ح} ـمرآ
17-02-2010, 05:20 PM
{ السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ••
[ ذات يوم بعد انتهاء مجلس عزاء كنت قد حضرته مع أمي . . خرجنا قاصدين المنزل سيراً على أقدامنا حيث أن مجلس العزاء كان قريباً جداً من المنزل . . صادفنا عند باب القاعة عجوزاً طاعنةً في السن . . محدودبة الظهر تكاد تبصر بعينيها الضعيفتين . . و قد أوقفت سيدة طالبةً منها أن توصلها إلى منزلها في طريقها . . و لكن السيدة أجابت بسرعة: لا يوجد لدينا مكان . . !
ثم سارت إلى حيث تريد . . !
استوقفت العجوز سيدة أخرى و طلبت منها الطلب ذاته . . فأجابت تلك السيدة: نحن سنذهب للصلاة في المسجد . . تعالي معنا صلّي ثم سنوصلكِ إلى المنزل . . !
فأجابت العجوز: كلا؛ إني أرغب في الصلاة في منزلي . . هلّا أوصلتني جزاكِ الله خيراً . . !
أجابت بالنفي و سارت إلى حيث تريد هي الأخرى . . !
و ظلت العجوز على هذا الحال إلى أن سخّر الله لها ابنة حلال أوصلتها لمنزلها ]
هذا الموقف استوقفني كثيراً . . ؛
فلقد شاهدت مقعداً خالياً في سيارة السيدة الأولى . . و لكنها قالت للعجوز: لا يوجد لدينا مكان . . !
و كان لدى السيدة الأخرى متسعاً من الوقت لتوصل العجوز لمنزلها حيث أنه لم يدخل وقت الصلاة بعد . . !
و كلتا السيدتين كانتا على علم بأن منزل هذه العجوز في نفس المنطقة التي كنـّا فيها . . حيث كان جميع من في العزاء من نفس هذه المنطقة !
لم يكن ليستغرق هذا العمل منهما وقتاً طويلاً . . و لم يكن ليصيبهما أي مشقة أو عناء لو قامتا به !
قالت أمي: ليت في المنزل أحد ليوصل هذه العجوز . . !
و قلت في نفسي: ليتني أمتلك رخصة قيادة . . لكنت أوصلت العجوز بسيارتي و كلّي سرور.
/
لربما . . أطلت في سرد الموقف . . !
و لكنه أثّر فيّ لدرجة كبيرة . . !
لمّ أصبح الناس هكذا . . !
ما هذا المجتمع الذي تسوده الأنانية و حب الذات . . أين ذهبت [الشيمة و الحميـّة] . . ؟ !
أين حب المساعدة الذي كان متأصلاً في كل إنسان منذ سنين خلت !
ألم يكن كل واحد منا يعين الآخر دون أن يطلب منه الآخر مساعدة . . ألم يكن الواحد منا يساعد غيره و الإبتسامة تعلو شفتيه . . ألم يكن يهبّ لنجدة المحتاج دون أن يفكر كم من الوقت سيستغرق و كم من الجهد سيبذل و كم من الفوائد سيجني . . ؟ !
للأسف . . لقد قلّ [أصحاب الفزعة] و [الشقردية] في هذا الزمن الغدّار !
أصبحت الناس تنهش لحوم بعضها البعض . . و لم تعد تفكر إلا في مصالحها و أشغالها . . !
أما مصالح الآخرين و أشغالهم فلنضرب بها عرض الحائط . . !
أعلم أن [الدنيا لا زالت بخير] . . ؛
و أن هناك الكثيرون ما زالوا يتحلّون بالخلق الحسن . . ؛
و لكن كم يحزنني أن أرى أناساً هكذا . . !
يؤسفني عندما يطلب المرء المساعدة من الغريب ، فيهبّ لنجدته . . ؛
بينما أخيه أو قريبه واقفٌ [يتفرّج] و هو قادرٌ على المساعدة . . !
لربما تمنع الظروف في بعض الأحيان الشخص من مساعدة غيره . . ؛
و لكن في كثيرٍ منها . . يتهاون الشخص في مساعدة غيره . . ؛
لمجرد أنه [مالي خلق] ؛ [مو فاضي] ؛ [مشغول ويا الربع] ؛ [وشلي أبلش روحي بهالشخص . . خله يدبر أموره بنفسه] . . !
حسناً . . كما شئت . . ؛
و لكن تذكر أنه في اليوم الذي ستحتاج فيه إلى المساعدة . . ؛
لن تجد من يعينك و يساندك لأن الآخرين كذلك [ما ليهم خلق] ؛ [مو فاضين] ؛ [مشغولين ويا الربع] ؛ [وشلهم يبلشون روحهم بك . . دبّر أمورك بنفسك] . . !
/
- قال رسول الله [ص]:{ من نفّس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة و من يسّر على معسر يسّر الله عليه في الدنيا و الآخرة و من ستر على مسلم في الدنيا ستر الله عليه في الدنيا و الآخرة و الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه }
- و قال [ص]:{ من مشى في حاجة أخيه حتى يثبتها له أظله الله عز و جل بخمسة و سبعين ألف ملك يصلون عليه و يدعون له إن كان صباحاً حتى يمسي و إن كان مساءً حتى يصبح و لا يرفع قدماً إلا حط الله عنه بها خطيئة و رفع الله بها درجة }
- و قال [ص]:{من مشى في حاجة أخيه كان خيراً له من اعتكاف عشر سنين و من اعتكف يوماً ابتغاء وجه الله جعل الله بينه و بين النار ثلاثة خنادق كل خندق أبعد مما بين الخافقين }
- و قال [ص]:{ من أعان عبداً في حاجته ثبّت الله له مقامه يوم تزول الأقدام }
- و قال [ص]:{ من مشى في حاجة أخيه المسلم كتب الله له بكل خطوة سبعين حسنة و محا عنه سبعين سيئة إلى أن يرجع من حيث فارقه فإن قضيت حاجته على يديه خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه و إن هلك فيما بين ذلك دخل الجنة بغير حساب }
و بعد كل هذا الفضل و الأجر و الثواب العظيم الذي أخبرنا به نبينا الكريم [ص] لمن يقضى لأخيه حاجة من حوائج الدنيا . . ؛
هل سنتقاعس عن قضاء حاجة محتاج لفى إلينا . . و طلب العون و المدد ؟!
/
بصراحة
- هل طلب منكِ أحد ذات مرة مساعدة . . و اعتذرتِ عن تلبيتها ؟ و لماذا ؟ ما السبب الذي جعلكِ تعتذرين ؟!
- هل صادف أن طلبتِ أنتِ المساعدة من شخص ما . . فاعتذر ؟ إن كان نعم . . برأيكِ هل كان يملك سبباً وجيهاً . . أم اعتذر بلا سبب . . ؟ !
- هل رأيتِ موقفاً مشابهاً للموقف الذي ذكرته ؟ اذكريه لنا .
/
هنا أتوقف . . ؛
و أترك [المايك] لكم . . ؛
و دمتنّ بكل حب و إخاء http://www.banaat.com/vb/images/icons/flow.gif
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته }
[ ذات يوم بعد انتهاء مجلس عزاء كنت قد حضرته مع أمي . . خرجنا قاصدين المنزل سيراً على أقدامنا حيث أن مجلس العزاء كان قريباً جداً من المنزل . . صادفنا عند باب القاعة عجوزاً طاعنةً في السن . . محدودبة الظهر تكاد تبصر بعينيها الضعيفتين . . و قد أوقفت سيدة طالبةً منها أن توصلها إلى منزلها في طريقها . . و لكن السيدة أجابت بسرعة: لا يوجد لدينا مكان . . !
ثم سارت إلى حيث تريد . . !
استوقفت العجوز سيدة أخرى و طلبت منها الطلب ذاته . . فأجابت تلك السيدة: نحن سنذهب للصلاة في المسجد . . تعالي معنا صلّي ثم سنوصلكِ إلى المنزل . . !
فأجابت العجوز: كلا؛ إني أرغب في الصلاة في منزلي . . هلّا أوصلتني جزاكِ الله خيراً . . !
أجابت بالنفي و سارت إلى حيث تريد هي الأخرى . . !
و ظلت العجوز على هذا الحال إلى أن سخّر الله لها ابنة حلال أوصلتها لمنزلها ]
هذا الموقف استوقفني كثيراً . . ؛
فلقد شاهدت مقعداً خالياً في سيارة السيدة الأولى . . و لكنها قالت للعجوز: لا يوجد لدينا مكان . . !
و كان لدى السيدة الأخرى متسعاً من الوقت لتوصل العجوز لمنزلها حيث أنه لم يدخل وقت الصلاة بعد . . !
و كلتا السيدتين كانتا على علم بأن منزل هذه العجوز في نفس المنطقة التي كنـّا فيها . . حيث كان جميع من في العزاء من نفس هذه المنطقة !
لم يكن ليستغرق هذا العمل منهما وقتاً طويلاً . . و لم يكن ليصيبهما أي مشقة أو عناء لو قامتا به !
قالت أمي: ليت في المنزل أحد ليوصل هذه العجوز . . !
و قلت في نفسي: ليتني أمتلك رخصة قيادة . . لكنت أوصلت العجوز بسيارتي و كلّي سرور.
/
لربما . . أطلت في سرد الموقف . . !
و لكنه أثّر فيّ لدرجة كبيرة . . !
لمّ أصبح الناس هكذا . . !
ما هذا المجتمع الذي تسوده الأنانية و حب الذات . . أين ذهبت [الشيمة و الحميـّة] . . ؟ !
أين حب المساعدة الذي كان متأصلاً في كل إنسان منذ سنين خلت !
ألم يكن كل واحد منا يعين الآخر دون أن يطلب منه الآخر مساعدة . . ألم يكن الواحد منا يساعد غيره و الإبتسامة تعلو شفتيه . . ألم يكن يهبّ لنجدة المحتاج دون أن يفكر كم من الوقت سيستغرق و كم من الجهد سيبذل و كم من الفوائد سيجني . . ؟ !
للأسف . . لقد قلّ [أصحاب الفزعة] و [الشقردية] في هذا الزمن الغدّار !
أصبحت الناس تنهش لحوم بعضها البعض . . و لم تعد تفكر إلا في مصالحها و أشغالها . . !
أما مصالح الآخرين و أشغالهم فلنضرب بها عرض الحائط . . !
أعلم أن [الدنيا لا زالت بخير] . . ؛
و أن هناك الكثيرون ما زالوا يتحلّون بالخلق الحسن . . ؛
و لكن كم يحزنني أن أرى أناساً هكذا . . !
يؤسفني عندما يطلب المرء المساعدة من الغريب ، فيهبّ لنجدته . . ؛
بينما أخيه أو قريبه واقفٌ [يتفرّج] و هو قادرٌ على المساعدة . . !
لربما تمنع الظروف في بعض الأحيان الشخص من مساعدة غيره . . ؛
و لكن في كثيرٍ منها . . يتهاون الشخص في مساعدة غيره . . ؛
لمجرد أنه [مالي خلق] ؛ [مو فاضي] ؛ [مشغول ويا الربع] ؛ [وشلي أبلش روحي بهالشخص . . خله يدبر أموره بنفسه] . . !
حسناً . . كما شئت . . ؛
و لكن تذكر أنه في اليوم الذي ستحتاج فيه إلى المساعدة . . ؛
لن تجد من يعينك و يساندك لأن الآخرين كذلك [ما ليهم خلق] ؛ [مو فاضين] ؛ [مشغولين ويا الربع] ؛ [وشلهم يبلشون روحهم بك . . دبّر أمورك بنفسك] . . !
/
- قال رسول الله [ص]:{ من نفّس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة و من يسّر على معسر يسّر الله عليه في الدنيا و الآخرة و من ستر على مسلم في الدنيا ستر الله عليه في الدنيا و الآخرة و الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه }
- و قال [ص]:{ من مشى في حاجة أخيه حتى يثبتها له أظله الله عز و جل بخمسة و سبعين ألف ملك يصلون عليه و يدعون له إن كان صباحاً حتى يمسي و إن كان مساءً حتى يصبح و لا يرفع قدماً إلا حط الله عنه بها خطيئة و رفع الله بها درجة }
- و قال [ص]:{من مشى في حاجة أخيه كان خيراً له من اعتكاف عشر سنين و من اعتكف يوماً ابتغاء وجه الله جعل الله بينه و بين النار ثلاثة خنادق كل خندق أبعد مما بين الخافقين }
- و قال [ص]:{ من أعان عبداً في حاجته ثبّت الله له مقامه يوم تزول الأقدام }
- و قال [ص]:{ من مشى في حاجة أخيه المسلم كتب الله له بكل خطوة سبعين حسنة و محا عنه سبعين سيئة إلى أن يرجع من حيث فارقه فإن قضيت حاجته على يديه خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه و إن هلك فيما بين ذلك دخل الجنة بغير حساب }
و بعد كل هذا الفضل و الأجر و الثواب العظيم الذي أخبرنا به نبينا الكريم [ص] لمن يقضى لأخيه حاجة من حوائج الدنيا . . ؛
هل سنتقاعس عن قضاء حاجة محتاج لفى إلينا . . و طلب العون و المدد ؟!
/
بصراحة
- هل طلب منكِ أحد ذات مرة مساعدة . . و اعتذرتِ عن تلبيتها ؟ و لماذا ؟ ما السبب الذي جعلكِ تعتذرين ؟!
- هل صادف أن طلبتِ أنتِ المساعدة من شخص ما . . فاعتذر ؟ إن كان نعم . . برأيكِ هل كان يملك سبباً وجيهاً . . أم اعتذر بلا سبب . . ؟ !
- هل رأيتِ موقفاً مشابهاً للموقف الذي ذكرته ؟ اذكريه لنا .
/
هنا أتوقف . . ؛
و أترك [المايك] لكم . . ؛
و دمتنّ بكل حب و إخاء http://www.banaat.com/vb/images/icons/flow.gif
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته }