عذبة بإحساسي
13-02-2010, 08:20 PM
http://up.roud-algalb.com/upfiles/ugE81147.gif (http://up.roud-algalb.com/)
عندما لاتجد نفسڪَ فيمن حولڪ , وترى انك بعيد عن من يحبڪ ويفهمڪ ,
وتشعر بالوحدة وأنت تجلس وسط جمـآعة مـآ !!, عندما تمشى على أرض ليست
أرضك ,وتحلق في سمآء ليست سمآئڪ , ولا تشعر بإنتمـآء لذلك المڪـآن الذي تعيشُ فيه ..
فاعلم حينهـا أنڪ غريب تقـآسي آلآم الغـربة !
ڪـنت أنهي ترتيب أورآقي عندمـآ دقت السـآعة مشيرة إلى السآبعة صبآحـاً , لم يبقى سوى ساعة على بدء محاضرتي ,
نهضتُ ڪـي أستعد للذهـآب إلى الجامعة , نظرتُ في التقويم أمامي ..
" يـاإلهي مضى على مڪـوثي في بريطانيا سبع سنوات واليوم هو تمـآم السنة السابعة "
مازلتُ أتذڪـر أحداث سفري جيداً , حينما ظهرت نتآئجي وڪـنتُ من أوائــل الثآنوية
العامة , ڪـانت فرحتي لاتوصف , أجل فـأخيراً تحقق الحلم وسأتمڪن من دخول
الجامعة التى طالما حلمتُ بهـآ .
بدأ وآلدي بتجهيز أوراقي وإنهاء الترتيبات لسفري إلى الجامعة التي يتخرج منها أفضل الڪــوادر بأعلى الشهادات .
ڪـنتُ سعيدة جداً بسفري , سأعيش تجربة جديدة معتمدة على نفسي – هڪذا ڪان اعتقادي – وبالفعل سـافرت ..
وعندما وطأت قدماي أرض الغربة شعرتُ ببرودة تسري في جسدي , لم أڪـن أعلم حينها أمن برودة هذا البلد أم من خوف تسلل إلى الجسد !
مضيتُ أشق طريقي الذي اخترته بنفسي ورسمته امام عيني , ڪـنتُ واثقةً أن هناڪ ثمناً سأدفعه ولكن لم أقدر حجمه جيداً .
لم يمضى سوى أسبوعين أحسستُ بعدها اني لم أعد اطيق تلڪ البلاد , أريدُ أن أرجع إلى موطني وأهلي , أريدُ أن اجلس مع أصدقائي ..
أدرڪتُ حينها معنى الحنين والشوق , وذقتُ مرارة طعم الغربة وعلمت أن رحلتي صعبة شاقة .
ڪانت تعبر بي أيام أشعر فيها أني أڪــاد أختنق ,
وأيام يجافي النوم عيني وتمتنع عن دخول الطعام إلى جوفي شفتي ,
شعرتُ أني جسد بلا روح , نعم فلقد ترڪـتُ روحي هناڪ وجئتُ إلى هنا بجسدي فقط !
آه يـاغربة سلبتِ الفرحة والبسمة , وڪان لسان حالي يقول ڪما يقول الشاعر:
جربتُ من غربتي مالستُ أحمله ... فما أڪلف غيري غربة الــدار
تموت للغربة الأزهـارُ إن قطفت ... فڪيف يحيـــا غريـــبُ رهـن أسفار
افتقدتُ أشياء ڪـثيرة لم أشعر بقيمتها في حياتي قبل ذلڪ ..
افتقدتُ حنان امي ووصاياها , حزم أبي وإرشاداته , مرح أختي ومضايقاتها ,
نعم أتذكر عندما كنا نتضارب ونشڪـو بعضنا لوالدينا , وإزعاج أخي وضحـڪـاته , حتى
بيتنا الجميل افتقدته ڪم ڪنتُ أشعر بالدفء والامان فيه ولا أنسى رآئحـة البخور
العبقة التى تعطره وكذلك طعامُ أمي الذي كان له مذاق خاص .
افقتدتُ صوت الآذآن , وسلام المسلمين , افتقدتُ حياء الفتيات ومروءة الفتيان ..
بإختصار افتقدتُ قيم ومبادئ المجتمع الإسلامي التى درجتُ ونشأتُ عليها ,
نعم افتقدتُ أموراً عديدة وذقت مرارة الفقدان وألم الحرمـآن .
لكن مايحثني على الصبر شئ واحد وهو إدراڪي ان لـڪـل هدف ثمن وڪـلما ڪـبر الهدف ڪـبرت التضحية ولابد من دفع الثمن . فلا شي يأتي هڪذا .
نعم هدفي ڪـبير ويجبُ تحقيقه لا من أجلي فقط ولا من أجل أهلي بــل من اجل أمتي .
فأنا لاأحلم بالطب لڪي أصبح طبيبة مشهورة أو من اجل أن تفتخر العائلة بأن لديها
ابنة طبيبة فقط ! لا بل هدفي أسمى من ذلك , فأنا أحلم بالطب ڪي أثبت للعالم أن
ابناء امة اقرأ قادرون على نيل أعلى الشهادات بتمـــيز , إلى جانب التزامهم بدينهم
وتمسكهم بهويتهم فنحن لانقل عن أبناء العالم شيئاً .. بل نحن فضلنا الله عليهم
بنعمة الإسلام والحمدلله .. أفلا تستحقُ أمتي التضحية ؟! , بلى تستحق وكل شئ
في سبيل أمتي يهون .. وقد مضى الڪثير ولم يبقى إلى القليل فعلي بالصبر.
قطع شرودي صوت هاتفي , ابتسمتُ فهذه زميلتي تنبهني لقرب موعد محاضرتي ,
حملتُ حقيبتي وتوجهتُ إلى الجامعة وأنا ڪـلي عزم وإصرار على نيل الشهـآدة ,
لأعود إلى وطني وأهلي وأسترجع مافقدته من الإستقرار والسعآدة .
http://up.roud-algalb.com/upfiles/tEe81147.gif (http://up.roud-algalb.com/)
جميــع الحقوق محفوظة
لـ عذبة بإحساسي @ بنات . كوم
لاأحلل النقل ~
عندما لاتجد نفسڪَ فيمن حولڪ , وترى انك بعيد عن من يحبڪ ويفهمڪ ,
وتشعر بالوحدة وأنت تجلس وسط جمـآعة مـآ !!, عندما تمشى على أرض ليست
أرضك ,وتحلق في سمآء ليست سمآئڪ , ولا تشعر بإنتمـآء لذلك المڪـآن الذي تعيشُ فيه ..
فاعلم حينهـا أنڪ غريب تقـآسي آلآم الغـربة !
ڪـنت أنهي ترتيب أورآقي عندمـآ دقت السـآعة مشيرة إلى السآبعة صبآحـاً , لم يبقى سوى ساعة على بدء محاضرتي ,
نهضتُ ڪـي أستعد للذهـآب إلى الجامعة , نظرتُ في التقويم أمامي ..
" يـاإلهي مضى على مڪـوثي في بريطانيا سبع سنوات واليوم هو تمـآم السنة السابعة "
مازلتُ أتذڪـر أحداث سفري جيداً , حينما ظهرت نتآئجي وڪـنتُ من أوائــل الثآنوية
العامة , ڪـانت فرحتي لاتوصف , أجل فـأخيراً تحقق الحلم وسأتمڪن من دخول
الجامعة التى طالما حلمتُ بهـآ .
بدأ وآلدي بتجهيز أوراقي وإنهاء الترتيبات لسفري إلى الجامعة التي يتخرج منها أفضل الڪــوادر بأعلى الشهادات .
ڪـنتُ سعيدة جداً بسفري , سأعيش تجربة جديدة معتمدة على نفسي – هڪذا ڪان اعتقادي – وبالفعل سـافرت ..
وعندما وطأت قدماي أرض الغربة شعرتُ ببرودة تسري في جسدي , لم أڪـن أعلم حينها أمن برودة هذا البلد أم من خوف تسلل إلى الجسد !
مضيتُ أشق طريقي الذي اخترته بنفسي ورسمته امام عيني , ڪـنتُ واثقةً أن هناڪ ثمناً سأدفعه ولكن لم أقدر حجمه جيداً .
لم يمضى سوى أسبوعين أحسستُ بعدها اني لم أعد اطيق تلڪ البلاد , أريدُ أن أرجع إلى موطني وأهلي , أريدُ أن اجلس مع أصدقائي ..
أدرڪتُ حينها معنى الحنين والشوق , وذقتُ مرارة طعم الغربة وعلمت أن رحلتي صعبة شاقة .
ڪانت تعبر بي أيام أشعر فيها أني أڪــاد أختنق ,
وأيام يجافي النوم عيني وتمتنع عن دخول الطعام إلى جوفي شفتي ,
شعرتُ أني جسد بلا روح , نعم فلقد ترڪـتُ روحي هناڪ وجئتُ إلى هنا بجسدي فقط !
آه يـاغربة سلبتِ الفرحة والبسمة , وڪان لسان حالي يقول ڪما يقول الشاعر:
جربتُ من غربتي مالستُ أحمله ... فما أڪلف غيري غربة الــدار
تموت للغربة الأزهـارُ إن قطفت ... فڪيف يحيـــا غريـــبُ رهـن أسفار
افتقدتُ أشياء ڪـثيرة لم أشعر بقيمتها في حياتي قبل ذلڪ ..
افتقدتُ حنان امي ووصاياها , حزم أبي وإرشاداته , مرح أختي ومضايقاتها ,
نعم أتذكر عندما كنا نتضارب ونشڪـو بعضنا لوالدينا , وإزعاج أخي وضحـڪـاته , حتى
بيتنا الجميل افتقدته ڪم ڪنتُ أشعر بالدفء والامان فيه ولا أنسى رآئحـة البخور
العبقة التى تعطره وكذلك طعامُ أمي الذي كان له مذاق خاص .
افقتدتُ صوت الآذآن , وسلام المسلمين , افتقدتُ حياء الفتيات ومروءة الفتيان ..
بإختصار افتقدتُ قيم ومبادئ المجتمع الإسلامي التى درجتُ ونشأتُ عليها ,
نعم افتقدتُ أموراً عديدة وذقت مرارة الفقدان وألم الحرمـآن .
لكن مايحثني على الصبر شئ واحد وهو إدراڪي ان لـڪـل هدف ثمن وڪـلما ڪـبر الهدف ڪـبرت التضحية ولابد من دفع الثمن . فلا شي يأتي هڪذا .
نعم هدفي ڪـبير ويجبُ تحقيقه لا من أجلي فقط ولا من أجل أهلي بــل من اجل أمتي .
فأنا لاأحلم بالطب لڪي أصبح طبيبة مشهورة أو من اجل أن تفتخر العائلة بأن لديها
ابنة طبيبة فقط ! لا بل هدفي أسمى من ذلك , فأنا أحلم بالطب ڪي أثبت للعالم أن
ابناء امة اقرأ قادرون على نيل أعلى الشهادات بتمـــيز , إلى جانب التزامهم بدينهم
وتمسكهم بهويتهم فنحن لانقل عن أبناء العالم شيئاً .. بل نحن فضلنا الله عليهم
بنعمة الإسلام والحمدلله .. أفلا تستحقُ أمتي التضحية ؟! , بلى تستحق وكل شئ
في سبيل أمتي يهون .. وقد مضى الڪثير ولم يبقى إلى القليل فعلي بالصبر.
قطع شرودي صوت هاتفي , ابتسمتُ فهذه زميلتي تنبهني لقرب موعد محاضرتي ,
حملتُ حقيبتي وتوجهتُ إلى الجامعة وأنا ڪـلي عزم وإصرار على نيل الشهـآدة ,
لأعود إلى وطني وأهلي وأسترجع مافقدته من الإستقرار والسعآدة .
http://up.roud-algalb.com/upfiles/tEe81147.gif (http://up.roud-algalb.com/)
جميــع الحقوق محفوظة
لـ عذبة بإحساسي @ بنات . كوم
لاأحلل النقل ~