Zainab Al Lawati
14-01-2010, 09:09 PM
http://image-uploader.com/files/4p0sy0tu1jd3lapav37h.png
. . . ذاتَ فجر ، وأنا أسيرُ في الحديقة المجاورة لمنزلي
لمحتُ أرجوحة فجلستُ عليها
لأزداد انتعاشاً بالنسيمٍ الباردْ ق1
وبينما أنا أنظر لجمالِ هذا الكونْ . .
إذا بي ألمح دفتراً صغيراً ملقى على وجهه
وقد تلحفّ بالرملِ وزالتْ بعضُ ملامحه
انتابني شيء من الفضُولْ ، فاتجهت ناحيته . .
حملته ونفضت الرملْ عنه ،
فرأيت كتابة بخط أنيقْ على غلافِ الدفتر . .
بعنوانْ " مذكراتْ والدْ "
قلبتُ صفحاتِ الدفتر وجدتها ممزقة . .
ولا تحتوي إلا على مقتطفاتٍ يسيرة . .
ولم أستطع تمالكُ فضولي فشرعتُ في قراءتها :
(1)
" لقد رُزقت بطفل جميلْ مباركٌ لكْ "
لكمْ أن تتصوروا حجم فرحتي بهذا الخبر ،
وأخيرا بعد انتظار وبعد ما عانتْ زوجتي في حملها . .
هاقد رزقني الله بصبي . . حمداً لكَ ربيْ . .
ذهبتُ إلى زوجتي وعلى وجهي ابتسامة فخر . .
وعلى وجهها ابتسامة رضى وحبْ
حملتُ طفلي . . كم هو صغيرْ . . ما أعظم قدرتك يا ربْ
فسمعتُ نداءً من خلفي " يا أبا محمدْ " التفتُ مسرعاً . .
ما أجمل هذا الاسمْ . . نعمْ لقد أصبحتُ أباً . . أباً لـ محمدْ !
التفتُ واذا به أخي . .
يبشرني بأن ما عانته زوجتي من آلام أثناء حملها وولادتها
ستزولْ في غضُون اسبوعْ
فسقطت من عيني دمعة تحمدُ اللهْ . .
رباه . . اجعل ولدي هذا صالحاً وارضى عنا وعنه .
(2)
هذا اليوم مميز جداً ليْ . .
فقد ناداني محمد بـ " بابا " . .
والأجمل أنه قال تعلم ذلك قبل كلمة " ماما " =)
(3)
من يتصور أن الأيامَ تجري سريعاً . .
هذا محمد عائد من يومه الأول في الروضة . .
يبدو أنيقاً جداً بثيابه ق1
ربّ احفظه واحرسه بعينكَ التي لاتنامْ . .
(4)
ياله منْ يوم متعبْ . .
يبدُو أن الأعمال لا تنتهي مطلقاً . .
يجبُ عليّ أخذ إجازة عاجلة .
ولكنْ مهلاً لقد طلبَ منّي محمد دراجة جديدة
ليلعبَ مع أصدقاءه . .
لن أأخذ اجازة قبل تأمين المبلغ اللازم لدراجته . .
فهو نادراً ما يطلبُ منّي أمراً ما . .
(5)
ما شاءَ الله . .
إن ذكاء أم محمدْ لم يذهب سدى
ها هوذا محمد قد ورث من ذكاءها الكثير . .
كيف لا وهي تسهر دائماً لتعليمه وتربيته خير تربية
لقد جاءني اليوم بشهادته وهو سعيد بتخرجه
من المرحلة الإبتدائية وحصوله على المركز الأولْ
(6)
اشتقتُ إلى ولدي الحقيقي . .
لقد تغيّر محمدٌ كثيراً ، أنا قلقٌ عليهْ . .
فهو إما منعزل في غرفته . .
أو في نزهة مع رفاقه . .
وحقيقة لا أرتاح لرفاقه . .
لقد طلبتُ منه الإبتعاد عنهمْ . .
ولكنه أبى . .
و . . و . .
وسخر مني !
وسخر مني !
وسخر مني !
(7)
فاقَ الأمر صبري . .
أيعقل أن أعود من العملْ فأرى أم محمد حزينة
ودموعها متجمعة في مقلتيها . .
ولا أعرف السببْ !
هناكَ أمر ما تخفيهْ . .
وحتماً يتعلق بمحمد هذا . .
يجب أن أضع حلا لمحمدْ . .
فما عاد ذاك الطفل اللطيف المحبوبْ
بل أصبح متجبرا وحتى علينا . . !
(8)
ياللهولْ !!!
أدركت سر حزن امرأتي . .
فمحمدٌ ينهرها ويسخر منها باستمرارْ . .
عدتُ اليوم مبكراً وهالني المنظر الذي رأيته . .
سيقف محمد عند هذا الحدْ . .
لن أدعه يتجاوز الحدْ
(9)
ويحي ماذا فعلتْ !
يبدو انني قسوتُ عليه . .
لقد هربَ من المنزلِ وهو غاضبْ !
هل يا ترى أخطأت ؟
كان لا بد من ايقافه . .
والآن أين أبحثُ عنهْ . .
(10)
لا يزالُ البحث عن محمد جارٍ !
وقد مر أسبوع على الحادثة . .
انهارت صحة امرأتي وكذلك صحتي . .
ربّ الطف بنا وأعد فلذة كبدنا . .
صحيح اني حزين لما يفعله بنا . .
ولستُ براضٍ عنهْ
ولكنني أحبّه !
(11)
صُدمتِ حقاً . .
لقدْ كان محمد في منزل رفيق لهْ . .
أو لنقل عدو لهْ . .
فذلك الـ " رفيق " مدمن للمنوعاتْ . .
واليوم عاد محمد إليّ وهو باكٍ . .
يطلبُ السماح مني ومن أمه . .
علمت فيما بعدْ أن رفيقه قد ماتَ أمامه . .
بسبب إدمانه . .
(12)
حمداً لله
عاد محمد لطبيعته وأصبح رجلاً صالحاً . .
نعمْ رجلْ !
ربّ قُر عينه وأحطه برحمتكْ . .
لم أعد بحاجة إلى تدوين ما أمر به من أحداثْ . .
لأنني لا أرغبُ بتذكر ما حدث لمحمدْ . .
يكفي أنني فخور وراضٍ عنه الآنْ ق1 ،
سأطلب منه بأن يلقي هذه المذكراتْ في المكان الذي يريدُه . .
( نهاية بقلم الإبنْ )
طلبَ مني والدي التخلص من مذكراته . .
وأعطاني الإذن بالتصرف به كما أشـاءْ . .
لذا قررت قراءتها . .
أبي سامحني . .
لطالما كنتُ حزيناً لماضيي المؤسفْ . .
ولكنْ لم أشعر يوماً بمثل الحزن الذي أشعر به الآن . .
كم أخطأتُ في حقكَ يا أبي فسامحني . .
أمي لن أنسى فضلك عليّ مطلقاً . .
أمي أبي . . شكرا لكمْ ق1
لن أرمي هذه الصفحاتْ . .
فاليقرأها من يجدها . .
لعلّ شيئا يتغيّر إلى الأفضلْ . .
...
أغلقتُ الدفتر وعبراتي جارية على وجنتايْ . .
كم سنة مرت على هذه الحادثة . .
يالله احفظ تلكَ العائلة وأدمِ السّعادة بينهمْ . .
وأحفظ لي والدايْ (f)
...
خاتمة المُخرجة :
عقوقُ الوالدينْ من احدى الكبائر . .
وقد قرنَ الله طاعتهما بعبادته . .
كوني أهلاً لمحبة والديكِ . .
فمهما حدثْ أنتِ نطفة منهما . .
وعصيانكِ لهما يُؤلمهما ،
ويودي بكِ إلى سخطِ الله . .
جعلكِ الله ممن رضيّ عنه ق1
وحفظكِ ووالديكِ ق1
وآملُ أن يكُونَ المشهدُ قد حركّ شيئاً ما فيكِ . .
في قصّتي عبر آمل أن تكونَ أبلغ من الحديثْ . .
خصوصاً . . إذا لفتنا المشهد إلى أحاسيس الوالدينْ
أو فالنقلْ قطرة من بحر أحاسيسِ الوالدين تجاهنا ^^
وهذا المشهد كمشاركة في مسابقة من هي مبدعة بناتْ دوتْ كومْ =)
. . . ذاتَ فجر ، وأنا أسيرُ في الحديقة المجاورة لمنزلي
لمحتُ أرجوحة فجلستُ عليها
لأزداد انتعاشاً بالنسيمٍ الباردْ ق1
وبينما أنا أنظر لجمالِ هذا الكونْ . .
إذا بي ألمح دفتراً صغيراً ملقى على وجهه
وقد تلحفّ بالرملِ وزالتْ بعضُ ملامحه
انتابني شيء من الفضُولْ ، فاتجهت ناحيته . .
حملته ونفضت الرملْ عنه ،
فرأيت كتابة بخط أنيقْ على غلافِ الدفتر . .
بعنوانْ " مذكراتْ والدْ "
قلبتُ صفحاتِ الدفتر وجدتها ممزقة . .
ولا تحتوي إلا على مقتطفاتٍ يسيرة . .
ولم أستطع تمالكُ فضولي فشرعتُ في قراءتها :
(1)
" لقد رُزقت بطفل جميلْ مباركٌ لكْ "
لكمْ أن تتصوروا حجم فرحتي بهذا الخبر ،
وأخيرا بعد انتظار وبعد ما عانتْ زوجتي في حملها . .
هاقد رزقني الله بصبي . . حمداً لكَ ربيْ . .
ذهبتُ إلى زوجتي وعلى وجهي ابتسامة فخر . .
وعلى وجهها ابتسامة رضى وحبْ
حملتُ طفلي . . كم هو صغيرْ . . ما أعظم قدرتك يا ربْ
فسمعتُ نداءً من خلفي " يا أبا محمدْ " التفتُ مسرعاً . .
ما أجمل هذا الاسمْ . . نعمْ لقد أصبحتُ أباً . . أباً لـ محمدْ !
التفتُ واذا به أخي . .
يبشرني بأن ما عانته زوجتي من آلام أثناء حملها وولادتها
ستزولْ في غضُون اسبوعْ
فسقطت من عيني دمعة تحمدُ اللهْ . .
رباه . . اجعل ولدي هذا صالحاً وارضى عنا وعنه .
(2)
هذا اليوم مميز جداً ليْ . .
فقد ناداني محمد بـ " بابا " . .
والأجمل أنه قال تعلم ذلك قبل كلمة " ماما " =)
(3)
من يتصور أن الأيامَ تجري سريعاً . .
هذا محمد عائد من يومه الأول في الروضة . .
يبدو أنيقاً جداً بثيابه ق1
ربّ احفظه واحرسه بعينكَ التي لاتنامْ . .
(4)
ياله منْ يوم متعبْ . .
يبدُو أن الأعمال لا تنتهي مطلقاً . .
يجبُ عليّ أخذ إجازة عاجلة .
ولكنْ مهلاً لقد طلبَ منّي محمد دراجة جديدة
ليلعبَ مع أصدقاءه . .
لن أأخذ اجازة قبل تأمين المبلغ اللازم لدراجته . .
فهو نادراً ما يطلبُ منّي أمراً ما . .
(5)
ما شاءَ الله . .
إن ذكاء أم محمدْ لم يذهب سدى
ها هوذا محمد قد ورث من ذكاءها الكثير . .
كيف لا وهي تسهر دائماً لتعليمه وتربيته خير تربية
لقد جاءني اليوم بشهادته وهو سعيد بتخرجه
من المرحلة الإبتدائية وحصوله على المركز الأولْ
(6)
اشتقتُ إلى ولدي الحقيقي . .
لقد تغيّر محمدٌ كثيراً ، أنا قلقٌ عليهْ . .
فهو إما منعزل في غرفته . .
أو في نزهة مع رفاقه . .
وحقيقة لا أرتاح لرفاقه . .
لقد طلبتُ منه الإبتعاد عنهمْ . .
ولكنه أبى . .
و . . و . .
وسخر مني !
وسخر مني !
وسخر مني !
(7)
فاقَ الأمر صبري . .
أيعقل أن أعود من العملْ فأرى أم محمد حزينة
ودموعها متجمعة في مقلتيها . .
ولا أعرف السببْ !
هناكَ أمر ما تخفيهْ . .
وحتماً يتعلق بمحمد هذا . .
يجب أن أضع حلا لمحمدْ . .
فما عاد ذاك الطفل اللطيف المحبوبْ
بل أصبح متجبرا وحتى علينا . . !
(8)
ياللهولْ !!!
أدركت سر حزن امرأتي . .
فمحمدٌ ينهرها ويسخر منها باستمرارْ . .
عدتُ اليوم مبكراً وهالني المنظر الذي رأيته . .
سيقف محمد عند هذا الحدْ . .
لن أدعه يتجاوز الحدْ
(9)
ويحي ماذا فعلتْ !
يبدو انني قسوتُ عليه . .
لقد هربَ من المنزلِ وهو غاضبْ !
هل يا ترى أخطأت ؟
كان لا بد من ايقافه . .
والآن أين أبحثُ عنهْ . .
(10)
لا يزالُ البحث عن محمد جارٍ !
وقد مر أسبوع على الحادثة . .
انهارت صحة امرأتي وكذلك صحتي . .
ربّ الطف بنا وأعد فلذة كبدنا . .
صحيح اني حزين لما يفعله بنا . .
ولستُ براضٍ عنهْ
ولكنني أحبّه !
(11)
صُدمتِ حقاً . .
لقدْ كان محمد في منزل رفيق لهْ . .
أو لنقل عدو لهْ . .
فذلك الـ " رفيق " مدمن للمنوعاتْ . .
واليوم عاد محمد إليّ وهو باكٍ . .
يطلبُ السماح مني ومن أمه . .
علمت فيما بعدْ أن رفيقه قد ماتَ أمامه . .
بسبب إدمانه . .
(12)
حمداً لله
عاد محمد لطبيعته وأصبح رجلاً صالحاً . .
نعمْ رجلْ !
ربّ قُر عينه وأحطه برحمتكْ . .
لم أعد بحاجة إلى تدوين ما أمر به من أحداثْ . .
لأنني لا أرغبُ بتذكر ما حدث لمحمدْ . .
يكفي أنني فخور وراضٍ عنه الآنْ ق1 ،
سأطلب منه بأن يلقي هذه المذكراتْ في المكان الذي يريدُه . .
( نهاية بقلم الإبنْ )
طلبَ مني والدي التخلص من مذكراته . .
وأعطاني الإذن بالتصرف به كما أشـاءْ . .
لذا قررت قراءتها . .
أبي سامحني . .
لطالما كنتُ حزيناً لماضيي المؤسفْ . .
ولكنْ لم أشعر يوماً بمثل الحزن الذي أشعر به الآن . .
كم أخطأتُ في حقكَ يا أبي فسامحني . .
أمي لن أنسى فضلك عليّ مطلقاً . .
أمي أبي . . شكرا لكمْ ق1
لن أرمي هذه الصفحاتْ . .
فاليقرأها من يجدها . .
لعلّ شيئا يتغيّر إلى الأفضلْ . .
...
أغلقتُ الدفتر وعبراتي جارية على وجنتايْ . .
كم سنة مرت على هذه الحادثة . .
يالله احفظ تلكَ العائلة وأدمِ السّعادة بينهمْ . .
وأحفظ لي والدايْ (f)
...
خاتمة المُخرجة :
عقوقُ الوالدينْ من احدى الكبائر . .
وقد قرنَ الله طاعتهما بعبادته . .
كوني أهلاً لمحبة والديكِ . .
فمهما حدثْ أنتِ نطفة منهما . .
وعصيانكِ لهما يُؤلمهما ،
ويودي بكِ إلى سخطِ الله . .
جعلكِ الله ممن رضيّ عنه ق1
وحفظكِ ووالديكِ ق1
وآملُ أن يكُونَ المشهدُ قد حركّ شيئاً ما فيكِ . .
في قصّتي عبر آمل أن تكونَ أبلغ من الحديثْ . .
خصوصاً . . إذا لفتنا المشهد إلى أحاسيس الوالدينْ
أو فالنقلْ قطرة من بحر أحاسيسِ الوالدين تجاهنا ^^
وهذا المشهد كمشاركة في مسابقة من هي مبدعة بناتْ دوتْ كومْ =)