M A H O O Y
28-08-2009, 01:52 AM
http://www.al-fateh.net/images/i-153/e55.jpg
جحا فيلسوف الضحك ، ورائد هذه الصناعة ، يظهر لنا بين آونة وأخرى في وجوه مختلفة ، وبصور مغايرة ، فنجده في كل عصر وكل بلد ، فهو شخصية عالمية يمتاز دائما بخفة الدم ، والابتسامة الساخرة ، والجواب الحاضر ، وسرعة البديهة ، ومعه أدواته التي لازمته ، فهو صاحب لحية طويلة ، يرتدي جبته وعمامته ، ومعه حماره وحذاؤه وعصاه ، وقد دارت حول جحا أمثال ونوادر وحكايات كثيرة ، حتى صارت شخصية جحا لها في الأدب الشعبي العالمي مكانة كبيرة.
غِنَاءٌ فِي الحَمَّامِ
دخل جحا الحمّام يوماً ، وكان السّكون فيه سائداً ، فغنّى ، فأعجبه صوته ، فحدثته نفسه بأنه لا يجوز أن يبخل بهذا الصوت البديع على إخوانه ، فلما خرج من الحمام صعد مئذنة الجامع ، وبدأ ينشد بعذ التواشيح الدينية في وقت الظهيرة ، فاستغرب المارّة من هذا الأمر ، إذ أنّ صوته كان خشناً مزعجاً جدّا ، فناداه أحدهم قائلاً: ويحك يا جحا ، مالك تزعج الناس بهذا الإنشاد بصوتك المزعج ، وفي مثل هذه الساعة؟ فأجابه جحا من أعلى المئذنة: يا أخي لو أن محسناً يتبرع لي ببناء حمام فوق هذه المئذنة لأسمتعك من حسن صوتي ما ينسيك تغريد البلابل.
جُحَا وَالْحَلَوَانِي
ذهب جحا يوماً إلى قرية قونية ، فشعر بالجوع الشديد ، فراح يبحث عن مكان به طعام ، وكان هناك حلواني يعرض أطباق الحلوى ، فاقترب جحا من أحدها ، وبدأ يلتهم ما في الطبق قطعة قطعة ، ولاحظ الحلواني ذلك ، فاعترضه ، وقال له: بأي حق تأكل مال الناس بهذه الجرأة؟ فلم يلتفت جحا إلى كلامه ، واستمر مواظباً على الأكل ، فلم يكن من بائع الحلوى إلا أن أحضر عصا ، وراح يضرب جحا على ظهره ، ولكن ذلك لم يمنع جحا من متابعة الأكل بسرعة زائدة ، قائلا: بارك الله فيكم يا أهل قونية ، إنكم تطعمون زائركم الحلوى ، وتصرون على أن يأكل ولو أجبرتموه على ذلك بالضرب.
لذَّةُ وجُود المفقُودِ
ضاع الحمار من حجا يوماً ، فراح يبحث عنه هنا وهناك ، وأثناء بحثه كان يغنّي ، فتعجب النّاس من ذلك ، وقالوا له: هل من أضاع حماره يغني أم يحزن؟ فأجابهم: لعلّه وراء هذا الجبل ، فإذا لم أجده فلا بدّ من أن يسمع صوتي ، فيعلم أنّي مهتمّ له فيأتي. واستمر في الغناء ، فلما يأس أخذ ينادي ويقول: من وجد الحمار فإني أعطيه إياه مع بردعته ومقوده (الحبل الذي يقوده به). فتعجّب الناس منه ، وقالوا له: يا جحا ، وما الفائدة من وجوده إذا كنت تريد أن تعطيه لغيرك؟! فأجابهم جحا بقوله: إنكم لا تعرفون لذة وجود المفقود.
...
وأخيراً ، أتمنى أنّكم استمتعتم مع هذه النوادر ، التي نقلتها لكم من كتاب (حكايات جحا والحمار) ، ردودكم تهمّني فلا تبخلوا عليّ بها ، لكم ودّي. sm.16.
جحا فيلسوف الضحك ، ورائد هذه الصناعة ، يظهر لنا بين آونة وأخرى في وجوه مختلفة ، وبصور مغايرة ، فنجده في كل عصر وكل بلد ، فهو شخصية عالمية يمتاز دائما بخفة الدم ، والابتسامة الساخرة ، والجواب الحاضر ، وسرعة البديهة ، ومعه أدواته التي لازمته ، فهو صاحب لحية طويلة ، يرتدي جبته وعمامته ، ومعه حماره وحذاؤه وعصاه ، وقد دارت حول جحا أمثال ونوادر وحكايات كثيرة ، حتى صارت شخصية جحا لها في الأدب الشعبي العالمي مكانة كبيرة.
غِنَاءٌ فِي الحَمَّامِ
دخل جحا الحمّام يوماً ، وكان السّكون فيه سائداً ، فغنّى ، فأعجبه صوته ، فحدثته نفسه بأنه لا يجوز أن يبخل بهذا الصوت البديع على إخوانه ، فلما خرج من الحمام صعد مئذنة الجامع ، وبدأ ينشد بعذ التواشيح الدينية في وقت الظهيرة ، فاستغرب المارّة من هذا الأمر ، إذ أنّ صوته كان خشناً مزعجاً جدّا ، فناداه أحدهم قائلاً: ويحك يا جحا ، مالك تزعج الناس بهذا الإنشاد بصوتك المزعج ، وفي مثل هذه الساعة؟ فأجابه جحا من أعلى المئذنة: يا أخي لو أن محسناً يتبرع لي ببناء حمام فوق هذه المئذنة لأسمتعك من حسن صوتي ما ينسيك تغريد البلابل.
جُحَا وَالْحَلَوَانِي
ذهب جحا يوماً إلى قرية قونية ، فشعر بالجوع الشديد ، فراح يبحث عن مكان به طعام ، وكان هناك حلواني يعرض أطباق الحلوى ، فاقترب جحا من أحدها ، وبدأ يلتهم ما في الطبق قطعة قطعة ، ولاحظ الحلواني ذلك ، فاعترضه ، وقال له: بأي حق تأكل مال الناس بهذه الجرأة؟ فلم يلتفت جحا إلى كلامه ، واستمر مواظباً على الأكل ، فلم يكن من بائع الحلوى إلا أن أحضر عصا ، وراح يضرب جحا على ظهره ، ولكن ذلك لم يمنع جحا من متابعة الأكل بسرعة زائدة ، قائلا: بارك الله فيكم يا أهل قونية ، إنكم تطعمون زائركم الحلوى ، وتصرون على أن يأكل ولو أجبرتموه على ذلك بالضرب.
لذَّةُ وجُود المفقُودِ
ضاع الحمار من حجا يوماً ، فراح يبحث عنه هنا وهناك ، وأثناء بحثه كان يغنّي ، فتعجب النّاس من ذلك ، وقالوا له: هل من أضاع حماره يغني أم يحزن؟ فأجابهم: لعلّه وراء هذا الجبل ، فإذا لم أجده فلا بدّ من أن يسمع صوتي ، فيعلم أنّي مهتمّ له فيأتي. واستمر في الغناء ، فلما يأس أخذ ينادي ويقول: من وجد الحمار فإني أعطيه إياه مع بردعته ومقوده (الحبل الذي يقوده به). فتعجّب الناس منه ، وقالوا له: يا جحا ، وما الفائدة من وجوده إذا كنت تريد أن تعطيه لغيرك؟! فأجابهم جحا بقوله: إنكم لا تعرفون لذة وجود المفقود.
...
وأخيراً ، أتمنى أنّكم استمتعتم مع هذه النوادر ، التي نقلتها لكم من كتاب (حكايات جحا والحمار) ، ردودكم تهمّني فلا تبخلوا عليّ بها ، لكم ودّي. sm.16.