المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (ويحك أيها الإنسان؟!!)


أموووونة
22-07-2009, 11:18 PM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/937141869.gif (http://www.0zz0.com)
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/270812377.gif (http://www.0zz0.com)

ويحك أيها الإنسان
تأملت مخلوقات الله فما وجدت أعجب أمراً من الإنسان
فالإنسان أمره كله عجب
انظر إليه فأجد فريقاً منه ينازع الملائكة الطهر والسمو الروحي والجمال المعنوي النفسي
وفريقاً آخر منه ينازع الشياطين الخبث والانحطاط الروحي والقبح المعنوي النفسي
أرى فريقاً منه يسمو ويمعن في سموه حتى يتصل بالملأ الأعلى و فريقاً آخر يهوى ثم يغلو في هوية في دركات الصغار والضعة والهوان المزري
ضل الإنسان وغوى فعبد الشمس والقمر والأجرام العلوية فقيل أغراه بهذه الضلالة وبهذا النـزول الفكري الاعتقادي ما رآه في هذه الأفلاك العلوية النيرة من الجلال والجمال والإشراق الباهر والعظم المشهود الفتان
ثم ضل وغوى فعبد الملائكة فقيل أغراه بعبادتهم ما أكرمهم الله به من طهارة وعلو ومن اتصال به تعالى ومن خصائص خلقية عجيبة
ثم ضل وغوى فعبد هذه الأنهار المتدفقة عن اليمين وعن الشمال فقيل أغراه بعبادتها ما أودعها الله من المنافع للإنسان وللحيوان
ثم ضل وغوى وانحط غيه وضلاله فعبد الأحجار والأخشاب والستائر المنصوبة على هيكل مخلوق ضعيف عاجز عن نفع نفسه وعن ضرها فقيل أغراه وضله هذا الضلال المبين نقص الإنسان وإفلاس الإنسانية وانحدار مداركها
أيها الإنسان اذهب إلى قبر من تلك القبور
ثم استمع إلى حشرجة تلك الصدور بهتافات الرغبة وعويل الرهبة وتسمع تساقط الرغبات الملحة من تلك الشفاه الذابلة بحرارة الذعر وتوهج الرجاء
وانظر إلى تلك الوجوه الذاهلة الساهمة بنشوة الخضوع وجلال الخشوع وإلى تلك الدموع المنحدرة في الحس ماء من العين وفي العقل عبادة واستسلاماً لغير الله من القلب والعقل وإهانة كبرى للإنسانية أينما كانت
وانظر إلى تلك الأيدي المبسوطة ظاهراً بالأمل المبسوط على تلك الستائر والأبواب والأخشاب والعمد المبسوطة معنى إلى كرامة الإنسان ومجد العبودية الإلهية لتمزيقها شر ممزق وإلى الشرف الإنساني الرفيع لتهبط به تحت أقدام الموتى وأشلاء الفناء
وانظر إلى تلك الوفود المختلفة المزدحمة ذات الحاجات المختلفة والجموع المتدافعة على تلك القباب والأبواب ذات الأنواط والحبال وعلى تلك الأضرحة رجاء البعيد القصي وقرة عين القريب النجي .
انظر إلى ذلك كله وتسمع ما هنالك كله ثم صب الدمع سخيناً غزيراً على كرامة الإنسان ومجده وعلى عزة العبودية الماجدة الواحدة الموحدة المراقة بلا ثمن سوى الخزي والعار في الدنيا ثم الويل والنار في الأخرى ثم قل :
ويحك أيها المسلم ماذا دهاك ؟ !!
إن أسلافك الأمجاد لم يقنعوا بهذا العالم كله مطلباً وغاية حتى عقدوا من أسيافهم وصالح أعمالهم درجات يشقون بها حواجز المادة والطبيعة ليتصلوا بغاية الغايات ونهاية كل موجود
فما أنت والرضا بالتراب ؟
ولقد كان المسلم يتلو قول الله تعالى : (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ) الزمر 36
فيحمل سيفه ورمحه المحطم من مسايفة الأبطال ومقارعة الصناديد المغاوير فيقذف نفسه في غمرات الموت يطعن ويضرب فلا يفكر في أن ينهزم وصدره يعي هذه الآية ومعناها العلوي السماوي
حتى لو وقف العالم كله ليصده عما أراد وليحول بينه وبين الانتصار للحقيقة الواحدة الخالدة
فما أنت وخشية التراب ؟
يذكر قول الله : (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) القصص 88
فتتضاءل المخلوقات وتتلاشى في عينه ومن نفسه حتى يدركها الفناء فيروح يضرب الباطل وفلق هامات الضلال غير حاسب لغير الله حساباً وغير قابل إلا لخالقه حكماً وغير محس لغير الحق وحده وجوداً ، فيكبر هو في عين الوجود وفي نفسه حتى يتصدع له بناء الطبيعة ويخشع له إجلالاً قانون المادة ، ويحل في حساب الباطل والضلال حتى يبصرا في كل شعرة منه ألف رجل يقاتل في سبيل الله
فما أنت والرغبة في التراب؟
وكان المشرك الدنس يتلقى لا إله إلا الله فتعقم جسمه ونفسه وتطهرهما من الشرك والشهوة والفسوق والحيوانية النهمة ، فيسمو على الشهوات وحاجات النفوس وعلى مآرب الطبيعة وحاجات المادة فيروح ويغدو ملكاً في أثواب إنسان ومعنى طاهراً مقدساً في صورة مادة
فما أنت ومساءلة الأطلال الفانية ؟؟!

وكان المسلم الأول يمر على قول الله :
(وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا) الجن 18
فتحول بينه وبين الخلق جميعاً وتسد عليه طريق الرغبة في العباد كافة فتمر به مصائب الناس جميعاً ويلقى في حياته معنى صفة الله "الجبار" الممحص في معناها الجلي الظاهر الكامل فلا يدل مخلوقاً على مكان ألمه ولا يكشف لغير الله عن موضع علته ولا تسمع منه أذن مخلوقة قوله آه ولا يسأل مخلوقاً عوناً حتى لقد كان يسقط منه عصاه فلا يقول لأحد ناولنيه فما أنت ودعوة الأموات والشكوى إلى الرمم والعظام النخرة
ويلك أيها المسلم
ماذا غرك بهذه النصاب والأجداث ؟؟
أرأيت منها خلق شيئاً منك فاستحق خضوعه وعبادته ورغبته ورهبته
أم علمت أن شيئاً منها خلق شيئاً من هذا العالم فملكه حتى طمعت فيما خلق وملك فرحت تسأله وتستوهبه إياه برغب ورهب
أم وجدت أن شيئاً منها امتنع على الله حتى رحت ترجو منعته أو أعانه وشاركه حتى رغبت في معونته ومشاركته
أم وجدت هذه الأخشاب والأبواب والأموات أقرب إليك من الله وأرحم بك وأعلم بحاجتك منه أم أسرع إجابة وأوسع سلطاناً وأعظم فضلاً من رب العالمين فطفقت تسألها حاجاتك يوم يسأل المؤمنون ربهم
أم علمت أن الله لا يسمع دعاءك ولا يتقبل عبادتك حتى تذل لعبيده وحتى تسألهم أن يعطوك ما لا يملكه وما لا يقدر على ملكه وإعطائه سوى رب العالمين ..؟؟
ويحك أيها المسلم
رغبت عن الله فرغب الله عنك ، وتخلى الله عز وجل عنك بنصره وعونه إذ تخفيت أنت عن استنصاره واستعانته ، فخسرت خسرانا مبينا
وتخلى عنك الخيار من عباده إذ تخليت عن إرشادهم وسننهم فخلا بك الأشرار من خلقه فافترسوك فهلكت بين نسيان الله والخيار من عباده وبين ثورة الأشرار من خلقه بك ، فأصبحت في الهالكين الغابرين
ويحك أيها المسلم
شرب المؤمنون صفواً وشربت أنت كدراً
ودعوا هم رباً واحداً ودعوت أنت ألف رب
(أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) يوسف 39
ورغبوا هم في السماء ورغبت أنت في الأرض
ونادوا هم خالق الأحياء وناديت أنت أشلاء الأموات
ورفعوا أبصارهم إلى السماء ونكست طرفك وخفقت برأسك أنت إلى الثرى
وأين الثرى من السماء وأين عابد الأموات من عابد المحيي المميت الذي لا يموت ؟
(هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) الزمر 29
أولم يبلغك أيها المسلم مصارع المشركين الأولين وكيف فعل الله بمن عدلوا به غيره من الأوثان والصالحين والأنبياء ؟
ألم يأخذ الله أولئك المشركين كلهم إلى الهلاك ثم إلى النار سوقاً ، لأنهم لم يؤمنوا بلا إله إلا الله ، إذ تواصوا هم وآبائهم قائلين (أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ) سورة ص 5
أما وجدت في كتاب الله مثل الأولين والآخرين
وأمثال الهدى والضلال المبين ؟
ويلك لقد انقطعت الرسالات فلا رسالة بعد رسالة محمد عليه السلام
ولا كتاب بعد كتاب الله القرآن الكريم فإن لم تجد فيهما الهدى فلن تجده ولن تكون من المهتدين

أسأل الله الهداية لأمة المسلمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

دانة السعودية
24-07-2009, 04:45 AM
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك

موضوع رائــــــــع لك كل شكر غاليتي

(كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ)
سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزينة عرشه ومداد كلماتـــــــــــه

دُنْيا
27-07-2009, 12:29 AM
سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر

الله يجزاك الف خير ويجعله في ميزان حسنااتكـ..~

احساس هادئ
27-07-2009, 01:39 AM
سبحآآآآآآآآآآآآآآن الله
جزاكـ الله خير الجزاء

أموووونة
25-08-2009, 02:42 AM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/11/116794247.gif (http://www.0zz0.com)

جزاكم الله خيرا أخواتي

شكرا لكم على المرور الكريم

وبارك الله فيكم


http://www12.0zz0.com/2009/04/05/09/931673979.gif (http://www.0zz0.com)