Foshia ♥
13-07-2009, 05:36 PM
{ صُمُوْدُ حُلْمٍ ~
...
أستنشقت تلك الرائحة المنعشة , لتلك الامواج المتلاطة , سمعت صوت ذلك الطائر الصغير الذي يبدو انه تاه عن امه فلم يجد وسيلة الا البكاء بلغته .. احست برمال ناعمة تلقى عليها وسمعت صوت اطفال صغار يلهون حولها ويضحكون ، فإبتسمت بعد ان تصور لها ذلك المشهد الجميل في قلبها الذي ينبض بأمل وبحب للحياه ، لآ حدود له ..!
...
ماهي الا ساعات حتى عادت للمنزل مع تلك الاسرة الصغيرة لتسمع جرس الهاتف قد كل ومل من كثرة الرنين لكن دون مجيب .
اسرعت اختها الصغيرة " لجين " لترفع تلك السماعة فتجيب في براءة .. وماهي الا هنيه حتى نادتها اختها : امل , صديقتك على الهاتف
توجهت لها ببطء . ومدة يدها لتعطيها السماعة . وما إن وضعتها على اذنها حتى سمعت صراخاً من الجهة الاخرى : امل .. امل اأنت هنا
اجابت بخوف : نعم .. ماذا هنالك ؟
فأجابتها : لآ تقلقي .. لكن أسمعت بأخر الاخبار ..!؟
فردت بفضول: لآ وماهي ؟
فانطلقت صديقتها بسيل من الكلمات لم تفهم منه شيء , فقاطعتها : على رسلك .. تمهلي في الحديث
فتنهد صديقتها وقالت بفرح : اليوم .. سمعت الخبر .. ستقام المسابقة الكبرى للرسم في مدرستك الا تعلمين ؟
فأجابت : مدرستي ؟
فقالت صديقتها : آآه منكِ .. مدرستك ولا تعلمين .. حسناً سآتي لبيتك اليوم لآخبرك بالتفاصيل . .. فالمسابقة الكبرى التي طالما حلمت بالاشتراك بها قد ابتدأت .. ففكري بموضوع لوحتك الان
اجابت بفرح : اصحيح مااسمع .. شكراً لك يا فاطمة .. اني بإنتظارك
فأجابت : حسناً اتركك الان . الى اللقاء
ردت : مع السلآمهـ
...
عادت لغرفتها بمساعدة والدتها : شكراً لك يا آمآه
الام : لآداعي
خرجت لتقفل الباب خلفها بطلب من ابنتها
تنهدت امل بفرح سرعان ما تبخر : ولم الفرحهـ .. اني حتى لآعرف مدى جودة رسمي
استلقت على فراشها لتعود لها الذكرى المؤلمة
" طفلة صغيرة تلهو في فناء المنزل الصغير. القابع بشموخ في قرية عند الجبال .. يتحدى تلك الغارات الجوية المحيطة بالمكان . كانت تلك الطفلة تلعب ببراءة مع تحذيرات والديها المستمرة لها , لكنها وببراءة عقلها الصغير لم تكن تتصور انه هناك اناساً ليس في قلوبهم ذرة من رحمة .. كانت تلك القرية بعيدة عن الخطر , لذا لم يقلق الوالدان عليها كثيراً ولكن بمجرد سماع بعض الصراخ , علموا بأن القصف قد تعدى تلك المدن الكبيرة ليصل اليهم .. رأت توهجاً في السماء ودخان حوله بشكل مرعب .. فخافت واحتضنت دميتها المحشوة بخوف علها تجد بعض الامان .. خرجت الام مسرعه لطفلتها .. لكنها تأخرت .. سقطت تلك القنبلة المحتوية على غاز سام قريباً من منزلهم المتواضع .. واستلقت الطفلة بهدوء بين لعبها و بين تلك النباتات ..وقد خنقتا ذلك الغاز ، كان ذلك المشهد هو الاخير .. مما رأته امل .. فبسبب قلوب قاسية .. حرمت طفلة من ابصار النور .. وعاشت حياتها بظلآم اسود .. بعد ان فقدت قوة الابصار في عينيها "
منذ ذلك الحين وهي تعيش حياتها بهدوء .. بلآ الوان .. لكنها كانت تحمل في قلبها قوة عظمى ... تحمد الله عليها .. فهي بحمد لله متفوقة في مدرسة خاصة بمثيلاتها في نفس القرية التي تطورت فأصبحت تحت مسمى مدينة .. علآوة على موهبتها في الرسم رغم عدم ابصارها .. وذلك بشهادة المختصين , والديها. وصديقتها فاطمة التي لم تتخلى عنها رغم افراقتهما في المدرسة ...
تنهدت مجدداً: اصحيح أنني بارعة في الرسم , اني لآ ارى شيئاً الا بقلبي .. ولوحاتي .. اني ارسمها في قلبي قبل وضعها على المرسم امامي .. ولكن اهي نفس الصورة التي ارسمها في مخيلتي ..
اغمضت عينيها بهدوء .. تعود لها تلك الصور منذ الطفولة .. اشجار خضراء , شمس ساطعه , وبحر متلآطم الامواج .. واستمرت بمحاولة تذكر الوان الاشياء وأشكالها ..!
توجهت بعدها الى مكتبتها الضخمة .. والتي كانت جميعاً بلغة " بريل " مدت يدها الى درج خاص والى كتاب تأنس له القلوب " كتاب الله عز وجل " القرآن الكريم
فتحته على ما اخر ماوصلت اليه .. حمدت الله على حفظها له .. تحسست رقم الصفحهـ .. واغلقته وبدأت بقراءة الايات التي في تلك الصفحه
استمر ذلك المشهد ساعة كاملة قبل ان تقبله و تعيده الى مكانه , وهي تشعر بطاقة روحية ايمانيه تدفعها نحو المضي .. توجهت الى مرسمها امسكت الفرشاة وعلبة الالوان التي تحمل اسماءً ايضاً بلغة بريل .. خطت اناملها لوحة تحمل عنواناً للصمود والاباء .. تحمل اسماً للسلآم والطفولة .. تحمل معنىً لتقول لتلك القلوب القاسية : كفى قتلاً لأحلامنا .. واجسادنا .. كفى قتلاً لأطفالنا و عائلاتنا ..!
...
انهت تلك اللوحة التى تجسدت فيها روحها .. روح " امل " الصامدة المليئة بالإباء ..
رسمت ابتسامةً على شفتيها .. وقامت لتعرض لوحتها المشاركة في المسابقة على صديقتها القادمة وكلها امل بالفوز .. من اجل أن تحكي للعالم كله طفولتها الضائعة بين قسآة مجرمين .. و لتصرخ بصمود ضد المحتلين ..!
...
بإنتظار اراءكم وانتقاداتكم
...
بوآسطة القلم المتواضع ..
لصاحبته :Foshia
...
أستنشقت تلك الرائحة المنعشة , لتلك الامواج المتلاطة , سمعت صوت ذلك الطائر الصغير الذي يبدو انه تاه عن امه فلم يجد وسيلة الا البكاء بلغته .. احست برمال ناعمة تلقى عليها وسمعت صوت اطفال صغار يلهون حولها ويضحكون ، فإبتسمت بعد ان تصور لها ذلك المشهد الجميل في قلبها الذي ينبض بأمل وبحب للحياه ، لآ حدود له ..!
...
ماهي الا ساعات حتى عادت للمنزل مع تلك الاسرة الصغيرة لتسمع جرس الهاتف قد كل ومل من كثرة الرنين لكن دون مجيب .
اسرعت اختها الصغيرة " لجين " لترفع تلك السماعة فتجيب في براءة .. وماهي الا هنيه حتى نادتها اختها : امل , صديقتك على الهاتف
توجهت لها ببطء . ومدة يدها لتعطيها السماعة . وما إن وضعتها على اذنها حتى سمعت صراخاً من الجهة الاخرى : امل .. امل اأنت هنا
اجابت بخوف : نعم .. ماذا هنالك ؟
فأجابتها : لآ تقلقي .. لكن أسمعت بأخر الاخبار ..!؟
فردت بفضول: لآ وماهي ؟
فانطلقت صديقتها بسيل من الكلمات لم تفهم منه شيء , فقاطعتها : على رسلك .. تمهلي في الحديث
فتنهد صديقتها وقالت بفرح : اليوم .. سمعت الخبر .. ستقام المسابقة الكبرى للرسم في مدرستك الا تعلمين ؟
فأجابت : مدرستي ؟
فقالت صديقتها : آآه منكِ .. مدرستك ولا تعلمين .. حسناً سآتي لبيتك اليوم لآخبرك بالتفاصيل . .. فالمسابقة الكبرى التي طالما حلمت بالاشتراك بها قد ابتدأت .. ففكري بموضوع لوحتك الان
اجابت بفرح : اصحيح مااسمع .. شكراً لك يا فاطمة .. اني بإنتظارك
فأجابت : حسناً اتركك الان . الى اللقاء
ردت : مع السلآمهـ
...
عادت لغرفتها بمساعدة والدتها : شكراً لك يا آمآه
الام : لآداعي
خرجت لتقفل الباب خلفها بطلب من ابنتها
تنهدت امل بفرح سرعان ما تبخر : ولم الفرحهـ .. اني حتى لآعرف مدى جودة رسمي
استلقت على فراشها لتعود لها الذكرى المؤلمة
" طفلة صغيرة تلهو في فناء المنزل الصغير. القابع بشموخ في قرية عند الجبال .. يتحدى تلك الغارات الجوية المحيطة بالمكان . كانت تلك الطفلة تلعب ببراءة مع تحذيرات والديها المستمرة لها , لكنها وببراءة عقلها الصغير لم تكن تتصور انه هناك اناساً ليس في قلوبهم ذرة من رحمة .. كانت تلك القرية بعيدة عن الخطر , لذا لم يقلق الوالدان عليها كثيراً ولكن بمجرد سماع بعض الصراخ , علموا بأن القصف قد تعدى تلك المدن الكبيرة ليصل اليهم .. رأت توهجاً في السماء ودخان حوله بشكل مرعب .. فخافت واحتضنت دميتها المحشوة بخوف علها تجد بعض الامان .. خرجت الام مسرعه لطفلتها .. لكنها تأخرت .. سقطت تلك القنبلة المحتوية على غاز سام قريباً من منزلهم المتواضع .. واستلقت الطفلة بهدوء بين لعبها و بين تلك النباتات ..وقد خنقتا ذلك الغاز ، كان ذلك المشهد هو الاخير .. مما رأته امل .. فبسبب قلوب قاسية .. حرمت طفلة من ابصار النور .. وعاشت حياتها بظلآم اسود .. بعد ان فقدت قوة الابصار في عينيها "
منذ ذلك الحين وهي تعيش حياتها بهدوء .. بلآ الوان .. لكنها كانت تحمل في قلبها قوة عظمى ... تحمد الله عليها .. فهي بحمد لله متفوقة في مدرسة خاصة بمثيلاتها في نفس القرية التي تطورت فأصبحت تحت مسمى مدينة .. علآوة على موهبتها في الرسم رغم عدم ابصارها .. وذلك بشهادة المختصين , والديها. وصديقتها فاطمة التي لم تتخلى عنها رغم افراقتهما في المدرسة ...
تنهدت مجدداً: اصحيح أنني بارعة في الرسم , اني لآ ارى شيئاً الا بقلبي .. ولوحاتي .. اني ارسمها في قلبي قبل وضعها على المرسم امامي .. ولكن اهي نفس الصورة التي ارسمها في مخيلتي ..
اغمضت عينيها بهدوء .. تعود لها تلك الصور منذ الطفولة .. اشجار خضراء , شمس ساطعه , وبحر متلآطم الامواج .. واستمرت بمحاولة تذكر الوان الاشياء وأشكالها ..!
توجهت بعدها الى مكتبتها الضخمة .. والتي كانت جميعاً بلغة " بريل " مدت يدها الى درج خاص والى كتاب تأنس له القلوب " كتاب الله عز وجل " القرآن الكريم
فتحته على ما اخر ماوصلت اليه .. حمدت الله على حفظها له .. تحسست رقم الصفحهـ .. واغلقته وبدأت بقراءة الايات التي في تلك الصفحه
استمر ذلك المشهد ساعة كاملة قبل ان تقبله و تعيده الى مكانه , وهي تشعر بطاقة روحية ايمانيه تدفعها نحو المضي .. توجهت الى مرسمها امسكت الفرشاة وعلبة الالوان التي تحمل اسماءً ايضاً بلغة بريل .. خطت اناملها لوحة تحمل عنواناً للصمود والاباء .. تحمل اسماً للسلآم والطفولة .. تحمل معنىً لتقول لتلك القلوب القاسية : كفى قتلاً لأحلامنا .. واجسادنا .. كفى قتلاً لأطفالنا و عائلاتنا ..!
...
انهت تلك اللوحة التى تجسدت فيها روحها .. روح " امل " الصامدة المليئة بالإباء ..
رسمت ابتسامةً على شفتيها .. وقامت لتعرض لوحتها المشاركة في المسابقة على صديقتها القادمة وكلها امل بالفوز .. من اجل أن تحكي للعالم كله طفولتها الضائعة بين قسآة مجرمين .. و لتصرخ بصمود ضد المحتلين ..!
...
بإنتظار اراءكم وانتقاداتكم
...
بوآسطة القلم المتواضع ..
لصاحبته :Foshia