مشاهدة النسخة كاملة : ×××الأنبياء عباد الله&÷÷÷
أموووونة
25-04-2009, 11:09 PM
http://dc06.arabsh.com/i/01646/xp2g7k6pfq4y.gif (http://arabsh.com/xp2g7k6pfq4y.html)
http://dc06.arabsh.com/i/01653/6odpa23zgtwr.gif (http://arabsh.com/6odpa23zgtwr.html)
[/URL]
(http://www.upislam.com/)
الأنبياء عباد الله خصّهم ربّهم بمكانة عظيمة ومنزلة رفيعة فزيّن لهم فعل الخيرات لأنهم كانوا منعباده المخلصين وجعل الله لكل نبي معجزة أو معجزات لا تكون لبشرغيرهم
وقد كثرت الأحاديث والأقاويل عن قصص الأنبياء فالبعض قد ذكر بالتفصيل بالقرآن والبعض لم يذكر منه إلا القليل وقد سمعنا عن قصص الأنبياء الكثير وقد راح كل كاتب يكتب نقلا عن الآخر وللأسف نقلت بهذه الطريقة اسرائيليات كثيرة ولا تليق بالأنبياء
لذلك فقد عمدت إلى كتابة قصص الأنبياء بعد أن بذلت مجهودا كبيرا بين التفاسير المختلفة للقرآن مثل ابن كثير والقرطبي والبغوي وأستندت إلى أحاديث كثيرة ذكرت في كتاب قصص الأنبياء لابن كثير بجانب أحاديث لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
ولنبدأ معا بعرض أكبر عدد ممكن من أنبياء الله للعظة والعبرة والتذكرة
أسأل الله أن يكتب لنا الأجر جميعا إن شاءالله
[URL=http://www.tobikat.com]http://up4.m5zn.com/9bjndthcm6y53q1w0kvpz47xgs82rf/2009/10/14/01/s0odrjadt.gif (http://www.upislam.com/)
أموووونة
27-04-2009, 12:23 AM
[/URL]
http://www.upislam.com/images/v4iuyv38q9on0xi6jrg5.gif (http://v7v.org/)
جزاكم الله خيرا أخواتي muslimaaaa و «…MéèŞśŴ…»
شكرا لكم على المرور
أتمنى الاستفادة لكم إن شاء الله
بارك الله فيكم
[URL=http://www.upislam.com/]http://www.upislam.com/images/o24gppye2j18yw7vk7i3.gif (http://www.0zz0.com)
أموووونة
27-04-2009, 12:26 AM
[/URL]
http://www.upislam.com/images/4hdlece85unryirhepb.gif (http://www.0zz0.com)
لم ينزل الأنبياء دفعة واحدة
لم ينزل الأنبياء دفعة واحدة .. وإنما على فترات مختلفة.. في هذه الصفحة رتبت أسماءالأنبياء عليهم السلام وفقا للتسلسل الزمني في إرسالهم لأقوامهم والله أعلم
1- آدم عليه السلام (http://www.0zz0.com)أبو البشرية
2 - شيث عليه السلام (http://www.alnoor.info/Prophets/sheath.asp)
3- إدريس عليه السلام (http://www.alnoor.info/Prophets/edrees.asp) (أخنوج)
4 - نوح عليه السلام (http://www.alnoor.info/Prophets/noo7.asp) (أبو البشر الثاني- شيخ المرسلين)
5 - هود عليه السلام (http://www.alnoor.info/Prophets/hood.asp)
6 - صالح عليه السلام (http://www.alnoor.info/Prophets/saleh.asp)
7- أصحاب الرس
8 - إبراهيم عليه السلام (http://www.alnoor.info/Prophets/ibrahim1.asp) أبو الانبياء
9 - لوط عليه السلام (http://www.alnoor.info/Prophets/loo6.asp)
10 - إسماعيل عليه السلام (http://www.alnoor.info/Prophets/ismaiel.asp) (الذبيح)
11 - إسحاق عليه السلام (http://www.alnoor.info/Prophets/is7aq.asp)
12
- يعقوب عليه السلام (http://www.alnoor.info/Prophets/yaqoob.asp) (إسرائيل)
13- يوسف عليه السلام (http://www.alnoor.info/Prophets/yousuf1.asp) (الصديق)
14- أيوب عليه السلام (http://www.alnoor.info/Prophets/ayob.asp) أيوب (الصابر)
15- ذو الكفل عليه السلام (http://www.alnoor.info/Prophets/thoelkefel.asp)
16- يونس عليه السلام (http://www.alnoor.info/Prophets/younus.asp)
17- شعيب عليه السلام (http://www.alnoor.info/Prophets/sho3eb.asp)
18- أنبياء أهل القرية (http://www.alnoor.info/Prophets/yaseen.asp)
19- موسى (http://www.alnoor.info/Prophets/moosa.asp) عليه السلام (http://www.alnoor.info/Prophets/moosa.asp) (كليم الله)
20- هارون عليه السلام (http://www.alnoor.info/Prophets/haroon.asp)
21- يوشع بن نون عليه السلام (http://www.alnoor.info/Prophets/yousha3.asp)
22 – حزقيل
23- شمويل
24- داود عليه السلام (http://www.alnoor.info/Prophets/dawod.asp)
25- سليمان عليه السلام (http://www.alnoor.info/Prophets/soliman.asp)
26- إلياس عليه السلام (http://www.alnoor.info/Prophets/elias.asp)
27- اليسع عليه السلام (http://www.alnoor.info/Prophets/aleasa.asp) (إليشع)
28- عزير عليه السلام (http://www.alnoor.info/Prophets/3ozer.asp)
29- زكريا عليه السلام (http://www.alnoor.info/Prophets/zakria.asp)
30- يحيى عليه السلام (http://www.alnoor.info/Prophets/ya7ya.asp)
31- عيسى عليه السلام (http://www.alnoor.info/Prophets/3esa.asp)
32- محمد عليه الصلاة والسلام (http://www.alnoor.info/Prophets/mohamed.asp)
[U]ولنبدأ بقصة سيدنا آدم عليه السلام (http://www.alnoor.info/Prophets/adam.asp)أبو البشرية
1 - خلق آدم
قال الله تعالى:{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً } [البقرة: 30]
أخبر الله -عز وجل- ملائكته بخلق آدم -عليه السلام-
قال القرطبي وكذا رده جميع المفسرين إني جاعل في الأرض خليفة أي قوماً يخلف بعضهم بعضاً قرناً بعد قرن وجيلاً بعد جيل
فسألت الملائكة الله -عز وجل- واستفسرت عن حكمة خلق بني الإنسان
وقول الملائكة هذا ليس على وجه الاعتراض على الله ولا على وجه الحسد لبني آدم كما قد يتوهمه بعض المفسرين، وقد وصفهم الله تعالى بأنهم لا يسبقونه بالقول أي لا يسألونه شيئاً لم يأذن لهم فيه، وهنا لما أعلمهم بأنه سيخلق في الأرض خلقاً، قال قتادة: وقد تقدم إليهم أنهم يفسدون فيها، فقالوا:
{قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ } [البقرة: 30]
وهذا سؤال استعلام واستكشاف عن الحكمة في ذلك يقولون:
يا ربنا ما الحكمة في خلق هؤلاء مع أن منهم من يفسد في الأرض ويسفك الدماء، فإن كان المراد عبادتك فنحن نسبح بحمدك ونقدس لك ولا يصدر منا شيء من ذلك
قال الله تعالى مجيباً لهم عن هذا السؤال:
{قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ } [البقرة: 30]
فهو يعلم الحكمة التي تخفى عليهم، فإنه -سبحانه- سيخلق بني البشر "إني جاعل في الأرض خليفة"
قال ابن جريرأي ساكناً وعامراً يعمر الأرض ويسكنها خلقاً ليس منكم ويجعل فيهم الرسل والأنبياء والصديقين والصالحين والشهداء، والعلماء والعاملين لدين الله والعباد والزهاد والأولياء والأبرار والمقربون والخاشعون والمحبون له تبارك وتعالى المتبعون رسله صلوات الله وسلامه عليهم وأما الإفساد وسفك الدماء بغير حقها فمن غير خلفائه
وقيل معنى قوله سبحانه وتعالى في خلق هؤلاء فقال: "إني أعلم ما لا تعلمون" أي من وجود إبليس بينكم وليس هو كما وصفتم أنفسكم به " ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك" والله أعلم.
وحدثنا أبو كريب حدثنا عثمان بن سعيد حدثنا بشر بن عمارة عن أبي روق عن الضحاك عن ابن عباس قال: إن أول من سكن الأرض الجن قبل أن يخلق آدم بألفي سنة ، فأفسدوا فيها وسفكوا فيها الدماء وقتل بعضهم بعضاً وكان الفساد في الأرض ومن ثم قالت الملائكة أتجعل فيها من يفسد فيها كما أفسدت الجن قال فبعث الله إليهم إبليس فقتلهم إبليس ومن معه حتى ألحقهم بجزائر البحور وأطراف الجبال فلما فعل إبليس ذلك اغتر في نفسه، فقال: قد صنعت شيئاً لم يصنعه أحد، قال: فاطلع الله على ذلك من قلبه ولم تطلع عليه الملائكة ( تفسير ابن كثير)
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ) الحجر 26
(وَالْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ) الحجر 27
وقال أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية قال خلق الله الملائكة يوم الأربعاء وخلق الجن يوم الخميس وخلق آدم يوم الجمعة
وخلق الله سبحانه و تعالى آدم من تراب الأرض ومائها ثم صوَّره في أحسن صورة ثم نفخ فيه الروح، فإذا هو إنسان حي من لحم ودم وعظم
قال ابن عباس ومجاهد وقتادة: المراد بالصلصال ههنا التراب اليابس ومن حمإ مسنون هو الطين الأملس وهو التراب الرطب وقيل: المراد بالمسنون هنا المصبوب وعن ابن عباس ومجاهد أيضاً والضحاك: أن الحمأ المسنون هو الطين المنتن
وخلق الجان من قبل الإنسان من مارج من ناروهي "من نار السموم" قال ابن عباس: هي السموم التي تقتل وعن ابن عباس: أن الجان خلق من لهب النار, وفي رواية: من أحسن النار. وعن عمرو بن دينار: من نار الشمس. وقد ورد في الصحيح "خلقت الملائكة من نور, وخلقت الجان من مارج من نار
قال النبي صلى الله عليه وسلم : (خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة، فيه خُلق آدم، وفيه أُدخل الجنة، وفيه أُخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة)_[متفق عليه]
وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، فجاء منهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك، والسهل والحَزْن (الصعب)، والخبيث والطيب) [الترمذي]
فخلق الله تعالى آدم من أديم الأرض أي وجهها بأن قبض منها قبضة من جميع ألوانها وعجنت بالمياه المختلفة وسواه (تفسير الجلالين)
وخلق الله آدم -عليه السلام- طوله ستون ذراعًا قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "خلق الله آدم -عليه السلام- طوله ستون ذراعًا (متفق عليه)
فمكث أربعين ليلة جسداً ملقى، وكان إبليس يأتيه فيضربه برجله فيصلصل فيصوت، فهو قول الله تعالى "من صلصال كالفخار" ثم يدخل في فيه ويخرج من دبره، ويخرج من فيه، ثم يقول لست شيئاً للصلصلة ولشيء ما خلقت، ولئن سلطت عليك لأهلكنك، ولئن سلطت علي لأعصينك
فلما نفخ الله فيه روحه أتت النفخة من قبل رأسه فجعل لا يجري شيء منها في جسده إلا صار لحماً ودماً، فلما انتهت النفخة إلى سرته نظر إلى جسده فأعجبه ما رأى من جسده فذهب لينهض فلم يقدر، فهو قول الله تعالى " وكان الإنسان عجولا " قال ضجراً لا صبر له على سراء ولا ضراء قال: فلما تمت النفخة في جسده عطس فقال "الحمد لله رب العالمين" بإلهام الله، فقال الله له يرحمك الله يا آدم (تفسير ابن كثير)
و شرف الله آدم بخلقه له بيده ونفخه فيه من روحه
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
muslimaaaa
27-04-2009, 11:53 PM
جزاكى الله كل الخير و السعاده الدائمه يا أمووونتنا ...بارك الله فيكى حبيبتى ....موضوع و الله رائع جدا" .......انتظر باقى القصص ان شاء الله sm.16.
أميرة الاكوان2009
28-04-2009, 11:00 AM
http://www7.0zz0.com/2009/01/17/20/335372694.gif (http://www.0zz0.com/)
جزاك الله خير
وجعله في ميزان حسنتك
أموووونة
01-05-2009, 12:19 AM
http://v7v.org/upfiles/f5d48234.gif (http://v7v.org/)
جزاكم الله خيرا أخواتي muslimaaaa وأميرة الاكوان2009
شكرا لكم على المرور الكريم
بارك الله فيكم
http://v7v.org/upfiles/vtv48192.gif (http://v7v.org/)
أموووونة
01-05-2009, 12:32 AM
http://v7v.org/upfiles/YqL11252.gif (http://v7v.org/)
آدم عليه السلام أبو البشرية
2 - حوار بين آدم عليه السلام والملائكة
ولما صار آدم حيًّا، ودبَّت فيه الحركة علمه الله سبحانه وتعالى أسماء كل شيء وهي هذه الأسماء التي يتعارف بها الناس: إنسان ودابة وأرض وسهل وبحر وجبل وحيوانات وطيور وأشبه ذلك من الأمم وغيرها ومسمياته وطرائق استعماله والتعامل معهم
قال تعالى:
{وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا } [البقرة:31]
وأراد الله عز وجل أن يبين للملائكة الكرام فضل آدم ومكانته عنده فعرض جميع الأشياء التي علمها لآدم على الملائكة الذين كانوا مع إبليس خاصة الذين خلقوا من نار السموم دون الملائكة الذين في السموات وقال لهم أخبروني بأسماء هؤلاء إن كنتم تعلمون
قال الله تعالى : {ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } [البقرة:31]
قالت الملائكة سبحانك تنزيهاً لله من أن يكون أحد يعلم الغيب غيره لا علم لنا إلا ما علمتنا تبرياً منهم من علم الغيب
فأمر الله آدم أن يخبرهم بأسماء هذه الأشياء التي عجزوا عن إدراكها، فأخذ آدم يذكر اسم كل شيء يعرض عليه
فلما أنبأهم بأسمائهم قال: ألم أقل لكم أيها الملائكة خاصة إني أعلم غيب السموات والأرض ولا يعلم غيري وأعلم ما تظهرون وما كنتم تكتمون يعني ما كتم إبليس في نفسه من الكبر والاغترار
قال الله تعالى
{ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ } [البقرة: 33].
وأمر الله الملائكة أن يسجدوا لآدم
والسجدة لادم تشريفاً وإكراماً وإعظاماً واحتراماً وسلاماً، وهي طاعة لله عز وجل لأنها امتثال لأمره تعالى
فكانت الطاعة لله والسجدة لآدم، فأكرم الله آدم أن أسجد له ملائكته
ولكن إبليس رفض أن يسجد وتكبر على أمر ربه فأبى واستكبر لما كان حدث نفسه من الكبر والاغترار قال الله تعالى
{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} [البقرة: 34]
وهذه كرامة عظيمة من الله تعالى لآدم امتن بها على ذريته حيث أخبر أنه تعالى أمر الملائكة بالسجود لآدم
واختلف الناس في كيفية سجود الملائكة لآدم بعد اتفاقهم على أنه لم يكن سجود عبادة ، فقال الجمهور : كان هذا امراً للملائكة بوضع الجباه على الأرض ، كالسجود المعتاد في الصلاة ، لأنه الظاهر من السجود في العرف والشرع وعلى هذا قيل : كان ذلك السجود تكريماً لآدم وإظهاراً لفضله وطاعة لله تعالى وكان آدم كالقبلة لنا . ومعنى لآدم : إلى آدم ، كما يقال صلى للقبلة ، أي إلى القبلة . وقال قوم : لم يكن هذا السجود المعتاد اليوم الذي هو وضع الجبهة على الأرض ولكنه مبقىً على أصل اللغة ، فهو من التذلل والانقياد ، أي اخضعوا لآدم وأقروا له بالفضل . "فسجدوا"
وترك السجود لآدم تسفيهاً لأمرالله وحكمته وعن هذا الكبرعبر سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بقوله
"لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل كبر" . في رواية " فقال رجل : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسنة . قال :إن الله جميل يحب الجمال . الكبر بطر الحق وغمط الناس" . أخرجه مسلم . ومعنى بطر الحق : تسفيهه وإبطاله . وغمط الناس : الاحتقار لهم والازدراء بهم
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
08-05-2009, 12:11 AM
http://v7v.org/upfiles/f5d48234.gif (http://v7v.org/)
آدم عليه السلام أبو البشرية
3 - إبليس
سأله الله عز وجل ابليس وهو أعلم فقد خلقه الله بيده لئلا يتكبر إبليس عنه ليقول له تتكبر عما عملت بيدي ولم أتكبر أنا عنه بخلقه بشرا
: {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ} [ص:75]
فقال ابليس: لم أكن لأسجد لبشر خلقته من طين وأنا خير منه وأكبر سناً وأقوى خلقاً، خلقتني من نار وخلقته من طين و النار أقوى من الطين "أأسجد لمن خلقت طينا لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمإ مسنون فكره السجود في حقه واستعظمه في حق آدم
فقال الله تعالى استكبرت ولا كبر لك ، ولم أتكبر أنا حين خلقته بيدي والكبر لي
فَرَدَّ إبليس في غرور: {قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ } [ص: 76]
وشرح في الاعتذار بما لا يجدي عنه شيئا، وكان اعتذاره أشد من ذنبه
فلما أبى إبليس أن يسجد أبلسه الله، أي آيسه من الخير كله وجعله شيطاناً رجيماً عقوبة لمعصيته وقال له ما ينبغي لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين والصغار هو الذل
وروى ابن القاسم عن مالك أنه قال : بلغني أن أول معصية كانت الحسد والكبر فحسد إبليس آدم على ما أعطاه الله من الكرامة فقال أنا ناري وهذا طيني وكان بدء الذنوب الكبر الذي أصاب قلب ابليس
وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا سعيد بن سليمان حدثنا ابن العوام عن سفيان بن حسين عن يعلى بن مسلم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ، قال : كان إبليس اسمه بالسريانية عزازيل ، وبالعربية الحارث ، وما كان من الملائكة طرفة عين قط ، وإنه لأصل الجن كما أن آدم أصل الإنس وهذا الإسناد صحيح فكان من قبيلة يقال لهم الجن
والجن سبط من الملائكة خلقوا من نار السموم وإبليس منهم وخلق سائر الملائكة من نور وقال ابن زيد و الحسن و قتادة أيضاً : إبليس ابو الجن كما أن آدم أبو البشر ولم يكن ملكاً
وكان من خزان الجنة وكان رئيس ملائكة السماء الدنيا وكان له سلطانها وسلطان الأرض ولما كان من خزان الجنة نسب إليها فاشتق اسمه من اسمها ، والله أعلم
وكان من أشد الملائكة اجتهاداً وأكثرهم علماً ، وكان يسوس ما بين السماء والأرض فرأى لنفسه بذلك شرفاً وعظمة ، فذلك الذي دعاه إلى الكفر فعصى الله فأبلس ومسخه الله شيطاناً رجيماً
وإبليس مشتق من الإبلاس وهو اليأس من رحمة الله تعالى
} وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمإ مسنون* فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين* فسجد الملائكة كلهم أجمعون* إلا إبليس أبى أن يكون من الساجدين* قال يا إبليس ما لك ألا تكون مع الساجدين* قال لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمإ مسنون* قال فاخرج منه فإنك رجيم* وإن عليك اللعنة إلي يوم الدين{ سورةالحجر:28ـ35
فطرده الله -عز وجل- من رحمته وجعله طريدًا ملعونًا، قال تعالى: {قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ } [ص: 77-78].
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحيح بخاري :
"وإنما الأعمال بالخواتيم" . وقيل : إن إبليس عبد الله تعالى ثمانين ألف سنة ، وأعطي الرياسة والخزانة في الجنة على الاستدراج كما أعطى المنافقون شهادة أن لا إله إلا الله على أطراف ألسنتهم فكان في رياسته والكبر في نفسه متمكن .
وذهب الطبري إلى ان الله تعالى أراد بقصة إبليس تقريع أشباهه من بني آدم ، وهم اليهود الذي كفروا بمحمد عليه السلام مع علمهم بنبوته ومع قدم نعم الله عليهم وعلى اسلافهم
واختلف العلماء هل كان قبل إبليس كافر أو لا ؟
فقيل : لا لكنه أول من كفر
وقيل : كان قبله قوم كفار وهم الجن وهم الذي كانوا في الأرض . واختلف أيضاً هل كفر إبليس جهلاً أو عناداً؟
على قولين بين أهل السنة ولا خلاف أنه كان عالماً بالله تعالى قبل كفره
فمن قال إنه كفر جهلاً قال : إنه سلب العلم عند كفره
ومن قال كفر عنادا قال : كفر ومعه علمه
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
البراءة
08-05-2009, 11:26 AM
جزاكى الله خيرا على هذا الموضوع القيم
وجعله الله فى ميزان حسناتك
أموووونة
08-05-2009, 11:19 PM
http://www4.0zz0.com/2009/05/07/10/334853477.gif (http://www.0zz0.com)
http://www4.0zz0.com/2009/05/07/10/400991530.gif (http://www.0zz0.com)
جزاكِ الله خيرا غاليتي البراءة
شكرا لك على مرورك الكريم
بارك الله فيكِ
http://www11.0zz0.com/2009/02/01/21/491269338.gif (http://www.0zz0.com)
أموووونة
08-05-2009, 11:21 PM
http://v7v.org/upfiles/qLJ28121.gif (http://v7v.org/)
آدم عليه السلام أبو البشرية
4 – خلق حواء
قال الله تعالى:
}هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا{
سورة الأعراف:189
وقال تعالى
}يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء{سورة النساء(1)
قال جمهور المفسرين: المراد بالنفس الواحدة آدم وخلق منه زوجته حواء ليأنس بها ويطمئن وكان هذا كله في الجنة
ثم فرق ونشر من آدم وحواء رجالاً كثيراً ونساء على الأرض
وقد صرح محمد بن إسحاق قال: لما فرغ الله من معاتبة إبليس ألقى النوم على آدم فيما بلغنا عن أهل الكتاب من أهل التوراة وغيرهم من أهل العلم عن ابن عباس وغيره، ثم أخذ الله ضلعاً من أضلاعه من شقه الأيسر ولأم مكانه لحماً، وآدم نائم لم يهب من نومه حتى خلق الله من ضلعه تلك الزوجة فسواها امرأة ليسكن إليها، فلما استيقظ وجد امرأة تجلس إلى جانبه فسألها: من أنتِ؟ قالت: امرأة، قال: ولِمَ خُلِقْتِ؟ قالت: لتسكن إليَّ، ففرح بها آدم فقالت له الملائكة ينظرون ما بلغ من علمه: ما اسمها يا آدم؟ قال: حواء، قالوا. ولم كانت حواء؟ قال: لأنها خلقت من شيء حي أي ضلع آدم والله أعلم (تفسير بن كثير)
وفي الصحيحين من حديث زائدة، عن ميسرة الأشجعي، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "استوصوا بالنساء خيراً، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيراً"
ولكن لم يذكر لفظ حواء بالقرآن الكريم
قال الله تعالى:
{وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ} البقرة:35
فلما زوجه الله وجعل له سكناً من نفسه
أمر الله سبحانه آدم وزوجته حواء أن يسكنا الجنة، ويأكلا من ثمارها ويبتعدا عن شجرة معينة، فلا يأكلان منها؛ امتحانًا واختبارًا لهما
وقد اختلف في هذه الشجرة ما هي، فقال السدي عمن حدثه عن ابن عباس: الشجرة التي نهي عنها آدم عليه السلام هي الكرم، وتزعم اليهود أنها الحنطة وقيل كانت شجرة العنب وقيل كانت شجرة التين وقيل هي السنبلة
وقال محمد بن إسحاق عن بعض أهل اليمن عن وهب بن منبه أنه كان يقول هي البر ولكن الحبة منها في الجنة ككلى البقر وألين من الزبد وأحلى من العسل
وقال سفيان الثوري عن حصين عن أبي مالك قال النخلة
وقال عبد الرزاق: حدثنا عمر بن عبد الرحمن بن مهران قال: سمعت وهب بن منبه يقول: لما أسكن الله آدم وزوجته الجنة ونهاه عن أكل الشجرة، وكانت شجرة غصونها متشعب بعضها من بعض، وكان لها ثمر تأكله الملائكة لخلدهم وهي الشجرة التي نهى الله عنها آدم وزوجته
والصواب في ذلك أن يقال إن الله عز وجل ثناؤه: نهى آدم وزوجته عن أكل شجرة بعينها من أشجار الجنة دون سائر أشجارها فأكلا منها ولا علم عندنا بأي شجرة كانت على التعيين، لأن الله لم يضع لعباده دليلاً على ذلك في القرآن ولا من السنة الصحيحة
وحذَّر الله سبحانه آدم وزوجه تحذيرًا شديدًا من إبليس وعداوته لهما، فقال تعالى:
{فَقُلْنَا يَا آَدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى * إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى * وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى } طه: 117-119
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
08-06-2009, 12:28 AM
http://www11.0zz0.com/2009/05/22/11/110382306.gif (http://www.0zz0.com)
http://www11.0zz0.com/2009/05/22/11/302537323.gif (http://www.0zz0.com)
آدم عليه السلام أبو البشرية
5 – عداوة ابليس لآدم
وحكى السدي عن أبي صالح وأبي مالك عن ابن عباس، وعن مرة، وعن ابن مسعود، وعن ناس من الصحابة أنهم قالوا: اخرج الله إبليس من الجنة واسكن آدم فيها
فازداد إبليس كراهية لآدم وذريته، وحلف بالله أن يزين لهم الشر، فقال إبليس:
{قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ } [ص: 82-83]
قال الله تعالى يا آدم اسكن أنت وزوجتك الجنة وكلا من جميع ثمارها إلا شجرة واحدة
فعند ذلك حسدهما الشيطان وسعى في المكر والوسوسة والخديعة, ليسلبهما ما هما فيه من النعمة واللباس الحسن وقال كذباً وافتراء على الله تعالى
ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو خالدين ها هنا فقال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى و حلف لهما بالله "إني لكما لمن الناصحين" فقد خلقت قبلكما وأنا أعلم منكم فاتبعاني أرشدكما حتى خدعهما وقال بعض أهل العلم من خدعنا بالله انخدعنا له (تفسير الجلالين)
فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ الأعراف 20 وقد ذكر المفسرون من السلف كالسدي بأسانيده وأبي العالية ووهب بن منبه وغيرهم ههنا أخباراً إسرائيلية عن قصة الحية وإبليس، وكيف جرى من دخول إبليس إلى الجنة ووسوسته
وقال بعضهم: كما جاء في التوراة أنه دخل في فم الحية إلى الجنة. وقد قال بعضهم: يحتمل أنه وسوس لهما وهو خارج باب الجنة. وقال بعضهم: يحتمل أنه وسوس لهما وهو في الأرض، وهما في السماء، ذكرها الزمخشري وغيره
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله خلق آدم رجلاً طوالاً كثير شعر الرأس كأنه نخلة سحوق فلما ذاق الشجرة ووقع فيما وقع به من الخطيئة سقط عنه لباسه، فأول ما بدا منه عورته وكان لا يراها فلما نظر إلى عورته جعل يشتد في الجنة فأخذت شعره شجرة فنازعها فناداه الرحمن: يا آدم مني تفر فلما سمع كلام الرحمن قال: يا رب لا، ولكن استحياء ".
وعن جبير عن ابن عباس, قال: لما أكل آدم من الشجرة, قيل له: لم أكلت من الشجرة التي نهيتك عنها؟ قال: حواء أمرتني, قال: فإني قد أعقبتها أن لا تحمل إلا كرهاً ولا تضع إلا كرهاً, قال: فرنت عند ذلك حواء, فقيل لها الرنة عليك وعلى ولدك,
قال: يا آدم اخرج من جواري فبعزتي لا يساكنني فيها من عصاني، ولو خلقت مثلك ملء الأرض خلقاً ثم عصوني لأسكنتهم دار العاصين"
فأخرجهما الشيطان مما كانا فيه أي من اللباس والمنزل الرحب والرزق الهنيء والراحة وقال الله تعالى اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين أي قرار وأرزاق وآجال إلى وقت ومقدار معين ثم تقوم القيامة (تفسير ابن كثير)
فقال الله تعالى له:
{لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ } [ص:85]
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
15-06-2009, 09:32 PM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/11/116794247.gif (http://www.0zz0.com)
آدم عليه السلام أبو البشرية
6 – خروج آدم من الجنة
عن ابن عباس، قال: ما أسكن آدم الجنة إلا ما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس، ثم قال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
وقال عبد بن حميد في تفسيره حدثنا روح عن هشام عن الحسن، قال: لبث آدم في الجنة ساعة من نهار تلك الساعة ثلاثون ومائة سنة من أيام الدنيا.
وقال أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، قال: خرج آدم من الجنة للساعة التاسعة أو العاشرة فأخرج آدم معه غصناً من شجر الجنة على رأسه تاج من شجر الجنة وهو الإكليل من ورق الجنة. وقال السدي: نزل آدم بالهند ونزل معه الحجر الأسود وقبضة من ورق الجنة، فبثه بالهند فنبتت شجرة الطيب فإنما أصل ما يجاء به من الطيب من الهند من قبضة الورق التي هبط بها آدم، وإنما قبضها آدم أسفاً على الجنة حين أخرج منها
وقال ابن عباس: أهبط آدم من الجنة بدحنا أرض الهند.
وقال ابن أبي حاتم: أهبط آدم عليه السلام إلى أرض يقال لها دحنا بين مكة والطائف.
وعن الحسن البصري قال: أهبط آدم بالهند ، وحواء بجدة، وإبليس بدستميسان من البصرة على أميال، وأهبطت الحية بأصبهان، رواه ابن أبي حاتم.
وقال محمد بن أبي حاتم: عن ابن عمر قال: أهبط آدم بالصفا وحواء بالمروة.
وقال رجاء بن سلمة أهبط آدم عليه السلام يداه على ركبتيه مطأطئاً رأسه، وأهبط إبليس مشبكاً بين أصابعه رافعاً رأسه إلى السماء
وقال عبد الرزاق عن أبي موسى: إن الله حين أهبط آدم من الجنة إلى الأرض علمه صنعة كل شيء وزوده من ثمار الجنة، فثماركم هذه من ثمار الجنة غير أن هذه تتغير وتلك لا تتغير
وقال الزهري عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها" رواه مسلم والنسائي.
لما أصاب آدم الخطيئة قال: ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين
(قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) الأعراف 23
وعن الشجرة التي تاب عندها آدم فيقال هي الزيتونة
فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه" قال: كلمات: اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك، رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنك خير الغافرين، اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك، رب إني ظلمت نفسي فارحمني إنك خير الراحمين، اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك، رب إني ظلمت نفسي فتب علي إنك أنت التواب الرحيم
وعن مجاهد عن عبيد بن عميرأنه قال:
قال آدم: يا رب خطيئتي التي أخطأت شيء كتبته علي قبل أن تخلقني أو شيء ابتدعته من قبل نفسي ؟
قال بل شيء كتبته عليك قبل أن أخلقك قال: فكما كتبته علي فاغفر لي
قال: (فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) البقرة 37 وقال السدي عمن حدثه عن ابن عباس فتلقى آدم من ربه كلمات، قال: قال آدم عليه السلام: يا رب ألم تخلقني بيدك ؟ قيل له: بلى، ونفخت في من روحك ؟ قيل له بلى، وعطست فقلت يرحمك الله، وسبقت رحمتك غضبك ؟ قيل له: بلى، وكتبت علي أن أعمل هذا ؟ قيل له: بلى، قال: أرأيت إن تبت هل أنت راجعي إلى الجنة ؟ قال: نعم.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دُنْيا
21-06-2009, 10:20 PM
http://www.viafy.com/uploads/6c4faabeff.gif (http://www.viafy.com)
blue ice
22-06-2009, 03:34 PM
الله يديكي الصحة و العافية
و الله يجعلك ذخر للإسلام و المسلمين
أموووونة
28-06-2009, 11:45 PM
http://www11.0zz0.com/2009/06/18/20/855086794.gif (http://www.0zz0.com)
آدم عليه السلام أبو البشرية
7 – هبوط آدم على الأرض
وعاش آدم وحواء على الأرض وبدءا مسيرة الحياة عليها..
(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ) الأعراف 189
ثم ابتدأ بحالة أخرى في الدنيا بعد هبوطهما فلما تغشى آدم حواء (كناية عن الجماع) فحملت حملا خفيفا وذلك أول الحمل لا تجد المرأة له ألماً, إنما هي النطفة ثم العلقة ثم المضغة فمرت به فشكت أحملت أم لا أو هو مرض واستمرت بذلك الحمل الخفيف أي تقوم وتقعد وتقلب، ولا تكترث بحمله إلى أن ثقل أي صارت ذات ثقل بحملها وكبر الولد في بطنها
فأتاهما الشيطان, فقال: هل تدريان ما يولد لكم ؟ أم هل تدريان ما يكون أبهيمة أم لا ؟ وزين لهما الباطل, إنه غوي مبين
هنا دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحا خوفا أن لا يكون إنساناً فقالا لئن آتيتنا غلاماً لنكونن من الشاكرين
ففيه أنزل الله الآية هو الذي خلقكم من نفس واحدة إلى آخر الآية
عن عكرمة عن ابن عباس قال: كانت حواء تلد لآدم عليه السلام أولاداً فيعبدهم لله ويسميهم عبد الله وعبيد الله ونحو ذلك, فيصيبهم الموت, فأتاهما إبليس فقال: إنكما لو سميتماه بغير الذي تسميانه به لعاش, قال: فولدت له ولدا فسماه عبد الحارث فعاش, وكان ذلك من وحي الشيطان وأمره والله أعلم
وقيل أتاهما إبليس لعنه الله فقال: إني صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة لتطيعاني أو لأجعلن له قرني إبل فيخرج من بطنك فيشقه, ولأفعلن ولأفعلن يخوفهما, فسمياه عبد الحارث فأبيا أن يطيعاه, فخرج ميتاً, ثم حملت الثانية فأتاهما أيضاً فقال: أنا صاحبكما الذي فعلت ما فعلت لتفعلن أو لأفعلن ـ يخوفهما ـ فأبيا أن يطيعاه فخرج ميتاً, ثم حملت الثالثة فأتاهما أيضاً فذكر لهما فأدركهما حب الولد فسمياه عبد الحارث, فذلك قوله تعالى:
" فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء " سورة الأعراف 190 إلى آخر الآية رواه ابن أبي حاتم
قال الله تعالى:
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ " الحجرات 13
وقال تعالى: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ " النساء 1
" وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً " الروم 21
فلا ألفة بين روحين أعظم مما بين الزوجين
ووُلد لآدم وهو على الأرض أولاد كثيرون، فكان يؤدبهم ويربيهم، ويرشدهم إلى أن الحياة على الأرض امتحان للإنسان وابتلاء له، وأن عليهم أن يتمسكوا بهدى الله، وأن يحذروا من الشيطان ومن وساوسه الضَّارة فهو يسعى دائما بكيده إلى التفرقة بين المرء وزوجه
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ملامح خجوله
29-06-2009, 12:15 AM
جززااك الله خييراا
أموووونة
03-07-2009, 04:38 PM
http://www11.0zz0.com/2009/05/22/12/111122340.gif (http://www.0zz0.com)
http://www11.0zz0.com/2009/05/22/11/302537323.gif (http://www.0zz0.com)
شكرا لك غاليتي ملامح خجوله
على مرورك على الموضوع
بارك الله فيكِ
http://up3.m5zn.com/photo/2009/5/18/01/3152ifhtr.gif/gif (http://up3.m5zn.com)
к α ω т н є я
03-07-2009, 04:49 PM
يزـآج الله ألف ألف خير خيتوو
موضوعج جدـآ مُفييد..والقِصص بعَد
لـآتِحرمينـآ يديدج ق1ق1
أموووونة
07-07-2009, 01:33 AM
http://www6.0zz0.com/2009/06/30/11/887668606.gif (http://www.0zz0.com)
جزاك الله خيرا أختي نسمة شتاء
شكرا لك على مرورك على الموضوع
بارك الله فيكِ
http://www11.0zz0.com/2009/05/22/12/322035438.gif (http://www.0zz0.com)
أموووونة
07-07-2009, 01:37 AM
http://www2.0zz0.com/2009/07/05/17/745361498.gif (http://www.0zz0.com)
آدم عليه السلام أبو البشرية
8 - قصة ابني آدم:
، قال تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آَدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآَخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (29) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ }
المائدة: 27-30
شرع الله تعالى لآدم عليه السلام, أن يزوج بناته من بنيه لضرورة الحال ونهي أن تنكح المرأة أخاها توأمها وأمر أن ينكحها غيره من إخوتها
فكان يولد لآدم في كل بطن ذكر وأنثى, فكان يزوج أنثى هذا البطن لذكر البطن الآخر حتى ولد له ابنان يقال لهما: هابيل وقابيل
وكان قابيل صاحب زرع
وهابيل صاحب ضرع (صاحب غنم)
وكان قابيل أكبرهما
وكان له أخت أحسن من أخت هابيل فكانت أخت هابيل دميمة قبيحة وأخت قابيل وضيئة
ولما طلب هابيل أن ينكح أخت قابيل, فأبى عليه, وقال هي أختي ولدت معي, وهي أحسن من أختك وأنا أحق أن أتزوج بها
وكان قابيل يفخر على أخيه ويقول: أنا أحق بها منك هي أختي وأنا أكبر منك
فأمره أبوه آدم عيه السلام أن يزوجها هابيل فأبى
فأراد أن يستأثر بها على أخيه, فأبى آدم ذلك, إلا أن يقربا قرباناً, فمن تقبل منه فهي له
قال آدم عليه السلام لهابيل وقابيل: إن ربي عهد إلي أنه كائن من ذريتي من يقرب القربان, فقربا قرباناً حتى تقر عيني, إذا تقبل قربانكما
فلما قربا قرب هابيل كبش أعين أقرن أبيض سمين فقرب أكرم غنمه وأسمنها وأحسنها طيبة بها نفسه وقرب قابيل أشر حرثه قرب حزمة سنبل فوجد فيها سنبلة عظيمة, ففركها وأكلها
وكان الرجل إذا قرب قرباناً فرضيه الله أرسل إليه ناراً فتأكله, وإن لم يكن رضيه الله خبت النار
فانطلق آدم معهما, ومعهما قربانهما, فصعدا الجبل, فوضعا قربانهما ثم جلسوا ثلاثتهم آدم وهما ينظران إلى القربان فأرسل الله ناراً بيضاء حتى إذا كانت فوقهما دنا منها عنق, فاحتمل قربان هابيل, وترك قربان قابيل
ويقال أن هابيل كان أنتج له حمل في غنمه, فأحبه حتى كان يؤثره بالليل, وكان يحمله على ظهره من حبه, حتى لم يكن له مال أحب إليه منه, فلما أمر بالقربان قربه لله عز وجل فقبله الله منه
فتقبل من هابيل الكبش فخزنه في الجنة وهو الكبش الذي ذبحه إبراهيم عليه السلام وفدي به ابنه إسماعيل
ولم يتقبل من قابيل
وعلم آدم أن قابيل مسخوط عليه, فقال: ويلك يا قابيل رد الله عليك قربانك
فقال قابيل لآدم عليه السلام أحببت هابيل فصليت على قربانه ودعوت له فتقبل قربانه ورد علي قرباني
فقال قابيل لهابيل لأقتلنك وأستريح منك ولا تنكح أختي فقد دعا لك أبوك فصلى على قربانك فتقبل منك
وكان يتوعده بالقتل إلى أن احتبس هابيل ذات عشية في غنمه, فقال آدم: يا قابيل, أين أخوك ؟
قال: وبعثتني له راعيا لا أدري, فقال آدم: ويلك يا قابيل,
انطلق فاطلب أخاك, فقال قابيل في نفسه: الليلة سأقتله
فقال: يا هابيل تقبل قربانك ورد علي قرباني لأقتلنك أتمشي في الناس وقد علموا أنك قربت قرباناً فتقبل منك ورد علي, فلا والله لا ينظر الناس إلي وأنت خير مني
فقال هابيل: ما ذنبي ؟ قربت أطيب مالي, وقربت أنت أخبث مالك وإن الله لا يقبل إلا الطيب إنما يتقبل الله من المتقين
فلما قالها غضب قابيل وقال لأقتلنك
قال هابيل لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك ولا أقابلك على صنيعك الفاسد بمثله فأكون أنا وأنت سواء في الخطيئة إني أخاف الله رب العالمين بل سأصبر وأحتسب
فسولت له نفسه وشجعته على قتل أخيه
فأخذ برأسه ليقتله فاضطجع له وجعل يغمز رأسه وعظامه ولا يدري كيف يقتله, فجاءه إبليس فقال: أتريد أن تقتله ؟ قال: نعم. قال: فخذ هذه الصخرة فاطرحها على رأسه فرفع قابيل الصخرة فشدخ بها رأسه
فقال هابيل: ويلك يا قابيل, أين أنت من الله كيف يجزيك بعملك ؟
فمات فتركه بالعراء
ثم جاء إبليس إلى حواء مسرعاً فقال: يا حواء إن قابيل قتل هابيل, فقالت له: ويحك وأي شيء يكون القتل ؟ قال: لا يأكل ولا يشرب ولا يتحرك, قالت: ذلك الموت. قال: فهو الموت, فجعلت تصيح حتى دخل عليها آدم وهي تصيح
عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تقتل نفس ظلماً إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها, لأنه كان أول من سن القتل"
ترك قابيل أخاه بالعراء, ولا يعلم كيف يدفن ولم يدر كيف يواريه, وذلك أنه كان أول قتيل في بني آدم, وأول ميت
فبعث الله غرابين أخوين فاقتتلا, فقتل أحدهما صاحبه, فحفر له ثم حثى عليه بالتراب
فلما رآه قال يا ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوآة أخي فأصبح من النادمين فعرف قابيل كيف يدفن أخاه، فدفنه وهو حزين أشد الحزن لأنه لم يعرف كيف يدفن جثة أخيه
هذا ما حدث لقابيل وهابيل بسبب الحسد والتكبر وحب الذات حتى قتل قابيل أخاه ظلمًا وعدوانًا
ففاز المقتول بوضع الآثام والدخول إلى الجنة
والظاهر أن قابيل عوجل بالعقوبة, كما ذكره مجاهد وابن جبير أنه علقت ساقه بفخذه إلى يوم القيامة, وجعل الله وجهه إلى الشمس حيث دارت عقوبة له وتنكيلاً به, وقد ورد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "ما من ذنب أجدر أن يعجل الله عقوبته في الدنيا مع ما يدخر لصاحبه في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم" وقد اجتمع في فعل قابيل هذا وهذا, فإنا لله وإنا إليه راجعون) تفسير ابن كثير)
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نـآنأإ..~
07-07-2009, 02:13 AM
مشكووره حبيبتي .. ع .. الموضووع آلخنفشأإري ..{ sm.9. }
وتقبلي مروري ..{ :sm.36: }
أموووونة
08-07-2009, 09:28 PM
http://www12.0zz0.com/2009/07/07/19/626627702.jpg (http://www.0zz0.com)
آدم عليه السلام أبو البشرية
9 - وفاة آدم عليه السلام
وظل آدم يعيش وسط أبنائه يدعوهم إلى الله، ويعرِّفهم طريق الحق والإيمان
ويحذِّرهم من الشرك والطغيان وطاعة الشيطان
إلى أن لقى ربه وتوفي بعد أن أتم رسالته
وترك ذريته يعمرون الأرض ويخلفونه فيها.
ويقال أنه عاش 1000 سنة ودفن في الهند وقيل في مكة وقيل في البيت المقدس
والمشهور أنه دفن عند الجبل الذي هبط فيه بالهند
وقيل بجبل أبى قبيس في مكة المكرمة بعدما نقله نوح عليه الصلاة والسلام عند حدوث الطوفان هو وزوجه حواء في تابوت ثم بعد ذلك دفنهما في بيت المقدس وقيل أن حواء دفنت في جدة
هذا ما حكاه جرير
وعندما صعد النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء في رحلة المعراج مَرَّ بآدم عليه السلام في السماء الأولى
وقيل له: هذا أبوك آدم فسلِّمْ عليه، فسلم عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وردَّ آدم عليه السلام وقال: (مرحبًا بالابن الصالح والنبي الصالح) [متفق عليه].
ويخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن الناس يوم القيامة يذهبون إلى آدم عليه السلام فيقولون:
يا آدم أنت أبو البشر، خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، وأسكنك الجنة، ألا تشفع لنا إلى ربك؟ ألا ترى ما نحن فيه وما بلغنا؟
ولكن آدم عليه السلام يتذكر أكله من الشجرة فيستحي من الله ويطلب من الناس أن يذهبوا إلى غيره من الأنبياء. [البخاري].
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وإلى اللقاء من نبي آخر إن شاء الله
T I K A R A
08-07-2009, 10:26 PM
وعليكم السلام
يسلموووو على المعلومات
أموووونة
11-07-2009, 09:32 PM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/879930778.gif (http://www.0zz0.com)
http://www11.0zz0.com/2009/06/22/18/991533457.gif (http://www.0zz0.com)
شكرا لك أختي T I K A R A
على المرور
بارك الله فيكِ
http://www4.0zz0.com/2009/06/24/09/219194398.gif (http://www.0zz0.com)
أموووونة
12-07-2009, 12:26 AM
http://www11.0zz0.com/2009/05/22/11/461227706.gif (http://www.0zz0.com)
شيث عليه السلام
شيث ابن آدم عليه السلام
ومعنى شيث: هبة الله، وسمياه بذلك لأنهما رزقاه بعد أن قُتِلَ هابيل.
قال أبو ذر في حديثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((إن الله أنزل مائة صحيفة وأربع صحف)).
على شيث خمسين صحيفة.
قال محمد بن إسحاق: ولما حضرت آدم الوفاة، عهد إلى ابنه شيث وعلمه ساعات الليل والنهار، وعلمه عبادات تلك الساعات، وأعلمه بوقوع الطوفان بعد ذلك.
قال: ويقال إن انتساب بني آدم اليوم كلها تنتهي إلى شيث. وسائر أولاد آدم غيره انقرضوا وبادوا والله أعلم. (ج/ص: 1/ 110)
وفاة آدم ووصيته إلى ابنه شيث
لما مات آدم عليه السلام قام بأعباء الأمر بعده ولده شيث عليه السلام وكان نبياً بنص الحديث، الذي رواه ابن حبان في (صحيحه)، عن أبي ذرمرفوعاً، أنه أنزل عليه خمسون صحيفة،
سيرته:
فلما حانت وفاته أوصى إلى ابنه أنوش فقام بالأمر بعده،
ثم بعده ولده قينن
ثم من بعده ابنه مهلاييل - وهو الذي يزعم الأعاجم من الفرس أنه ملك الأقاليم السبعة،
وأنه أول من قطع الأشجار،
وبنى المدائن
والحصون الكبار،
وأنه هو الذي بنى مدينة بابل ومدينة السوس الأقصى
وأنه قهر إبليس وجنوده وشردهم عن الأرض إلى أطرافها وشعاب جبالها
وأنه قتل خلقاً من مردة الجن والغيلان،
وكان له تاج عظيم، وكان يخطب الناس
ودامت دولته أربعين سنة.
فلما مات قام بالأمر بعده ولده يرد
فلما حضرته الوفاة أوصى إلى ولده خنوخ،
فلما مات، قام بالأمر بعده ولده يرد،
فلما حضرته الوفاة، أوصى إلى ولده خنوخ وهو إدريس عليه السلام المشهور
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وإلى اللقاء مع نبي آخر إن شاء الله
أموووونة
13-07-2009, 12:01 AM
http://www10.0zz0.com/2009/06/27/16/699003864.jpeg (http://www.0zz0.com)
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/825941212.gif (http://www.0zz0.com)
إِدْرِيس عليه السلام
عاش على الأرض 865 سنة ثم رفعه الله إليه _ أدرك من عمر آدم 208 سنه.
سيرته
نبي كريم من أنبياء الله -عز وجل- ذكره الله في القرآن الكريم مرتين دون أن يحكي لنا قصته أو قصة القوم الذين أُرسل إليهم،
فإدريس عليه السلام قد أثنى الله عليه ووصفه بالنبوة والصديقية
وهو "خنوع". وهو في عمود نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما ذكره واحد من علماء النسب
وقد زعم بعضهم أن إدريس لم يكن قبل نوح بل في زمانه بني إسرائيل
قال البخاري ويذكر عن ابن مسعود وابن عباس أن إلياس هو إدريس
واستأنسوا في ذلك بما جاء في حديث الزهري عن أنس في الإسراء
أنه مر به عليه السلام قال له مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح
ولم يقل كما قال آدم وإبراهيم مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح
قالوا: فلو كان في عمود نسبه لقال كما قالا له
وهذا لا يدل ولابد لأنه قال لا يكون الراوي حفظه جيداً
أو لعله قال على سبيل التواضع
ولم ينتصب له في مقام الأبوة كما انتصب لآدم أبو البشر وإبراهيم الذي هو خليل الرحمن وأكبر أولى العزم بعد محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين
وكان أول بني آدم أعطى النبوة بعد "آدم" و" شيث" عليهما السلام
قال تعالى: {وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنْ الصَّابِرِينَ} الأنبياء: 85
وقال تعالى: { وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَبِيّاً (56) وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّا} [مريم: 56-57].
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
14-07-2009, 12:33 AM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/11/116794247.gif (http://www.0zz0.com)
إِدْرِيس عليه السلام
2- حياته
وقد أدرك من حياة آدم ثلاثمائة سنة وثماني سنين
وذكر ابن إسحاق أنه أول من خط بالقلم
ويروى أن نبي الله إدريس -عليه السلام- كان خياطًا، فكان لا يغرز إبرة إلا قال: سبحان الله! فكان يمسي حين يمسي وليس في الأرض أحد أفضل منه عملاً،
وقد قال طائفة من الناس: إنه المشار إليه في حديث معاوية بن الحكم لما سأل رسول الله صلى الله عليه عن الخط بالرمل
فقال:إنه كان نبي يخط به، فمن وافق خطه فذاك
ويزعم كثير من علماء التفسير والأحكام أنه أول من تكلم في ذلك، ويسمونه هرمس الهرامسة، ويكذبون عليه أشياء كثيرة كما كذبوا على غيره من الأنبياء والعلماء والحكماء والأولياء
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ღ بنـت الرفاعــي ღ
14-07-2009, 12:37 AM
ماشاءالله
موضوعكِ مميز بجميع حروفه
سلمت اناملك ع الطرح الجميل
м є є s s ш
14-07-2009, 04:05 PM
جُزيتي خيراً غآليتي . .
موضوع‘ متـ ع‘ـٍوب ع‘ـٍليه . . ~
جـ ع‘ـٍله آلمولى في موآزين حسنآتك . . ^^
أموووونة
17-07-2009, 09:05 PM
http://www11.0zz0.com/2009/05/22/12/111122340.gif (http://www.0zz0.com)
http://www11.0zz0.com/2009/05/22/11/302537323.gif (http://www.0zz0.com)
جزاكم الله خيرا أخواتي
شكرا لكم على المرور الكريم
بارك الله فيكم
http://www12.0zz0.com/2009/04/05/09/931673979.gif (http://www.0zz0.com)
أموووونة
17-07-2009, 09:13 PM
http://www12.0zz0.com/2009/06/30/21/125600648.jpg (http://www.0zz0.com)
إِدْرِيس عليه السلام
3 - وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّا
وقوله تعالى: (ورفعناه مكاناً عليا) وهو كما ثبت في الصحيحين في حديث الإسراء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به وهو في السماء الرابعة.
وقد روى ابن جرير عن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب ، عن جرير بن حازم عن الأعمش عن شمر بن عطية عن هلال بن يساف، قال: سأل ابن عباس كعباً ـ وأنا حاضرـ
فقال له: ما قول الله تعالى لإدريس: (ورفعناه مكاناً عليا )
فقال كعب: أما إدريس فإن الله أوحى إليه إني أرفع لك كل يوم مثل جميع عمل بني آدم لعله من أهل زمانه
ـ فأحب أن يزداد عملا ً فأتاه خليل له من الملائكة فقال إن الله أوحى إلي كذا وكذا
حتى أزداد عملاً فحمله بين جناحيه ثم صعد به إلي السماء
فلما كان في السماء الرابعة تلقاه ملك الموت منحدراً فكلم ملك الموت في الذي كلمه فيه إدريس
فقال: وأين إدريس؟
قال هو ذا على ظهري
فقال ملك الموت: يا للعجب!
بعثت وقيل لي أقبض روح إدريس في السماء الرابعة
فجعلت أقول: كيف أقبض روحه في السماء الرابعة وهو في الأرض؟!
فقبض روحه هناك
أبي حاتم عند تفسيرها ورواه ابن
فقال لذلك الملك سل ملك الموت كم بقى من عمري؟
فسأله وهو معه: كم بقى من عمره؟ فقال لا أدري حتى أنظر
فنظر فقال: إنك لتسألني عن رجل ما بقى من عمره إلا طرفة عين
فنظر الملك إلي تحت جناحه إلي إدريس فإذا هو قد قبض وهو لا يشعر
وهذا من الإسرائيليات
وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله (ورفعناه مكاناً عليا)
قال: إدريس رفع ولم يمت كما رفع عيسى
إن أراد أنه لم يمت إلي الآن ففي هذا نظر
وإن أراد أنه رفع حياً إلي السماء ثم قبض هناك فلا ينافي ما تقدم عن كعب الأحبار. والله أعلم
وقال العوفي عن ابن عباس في قوله: (ورفعناه مكاناً عليا)
رفع إلي : السماء السادس فمات بها وهكذا قال الضحاك
والحديث المتفق عليه من أنه في السماء الرابعة أصح
وقال الحسن البصري (ورفعناه مكاناً عليا) وقال: إلي الجنة
وقال قائلون: رفع في حياة أبيه "يرد بن مهلاييل" والله أعلم
وإلى اللقاء مع نبي آخر إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
18-07-2009, 11:32 PM
http://www11.0zz0.com/2009/05/22/11/461227706.gif (http://www.0zz0.com)
نوح عليه السلام
لبث في قومه 950 سنة ثم بعد الطوفان لبث ما قدر له قيل أنه دفن بمسجد الكوفة وقيل بالجبل الأحمر والأصح أن قبره الشريف بالمسجد الحرام .
قال تعالى:
{ فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا فإذا جاء أمرنا وفار التنّور فاسلك فيها من كلّ زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول منهم, ولا تخاطبني في الذين ظلموا, أنهم مغرقون}. المؤمنون 27.
1- إلى من أرسل نوح
أرسل إلى أولاد قابيل بن آدم ومن تابعهم من ولد شيث بن آدم (العرائس للثعلبي)
وقد تحدث المفسرون عن ذلك فقالوا:
كان لآدم نسلان من أولاده أو قبيلتان إحداهما تسكن السهل والوادي الأخضر والأخرى تسكن الجبل.
وكان للرجال في القبيلة التي تسكن الجبل جمال وروعة أما نساؤهم فكنّ ذوات دمامة وقبح. فالرجال أجمل من النساء كثيرا, أما القبيلة التي تسكن السهل والوادي فكانت نساؤها رائعة الجمال لا يستطيع الرجل أن يمعن النظر فيهن لشدة جمالهن, أما الرجال فكانوا على عكس ذلك فقد كانوا من القبح والدمامة بمكان فلا تطيق أن تعيش معهم من الدمامة والقبح.
واستغل إبليس هذه المفارقة العجيبة وأراد أن يخلطهما ببعض حتى تشيع الفاحشة بينهم, فنزل على رجل من أهل السهل, وجاءه على هيئة غلام ليعمل في بستانه وزرعه, فاستأجره وجعله خادما له, فجاء إبليس بمزمار يحدث صوتا مثل مزامير الرعاة للغنم, وبدأ يحدث به صوتا عاليا ليسمع قبيلة الجبل صوتا غريبا فجاءوا على هذا الصوت, وأقاموا حفلا جعلوه عيدا كل عام يأتون إليه وبدأت نساء السهل تخرجن متبرّجات وهن على قدر من الجمال_ فرآهن الرجال,
وهرع رجل من الجبل إلى أصحابه يحكي لهم عن الخبر فتحولوا إليهم ونزلوا معهم
وظهرت الفاحشة الكبرى وحقق إبليس ما كان يريده,
فلقد أقسم في السماء ليغوينهم أجمعين إلا الصالحين منهم والمؤمنين بالله عز وجل.
وكثر بنو قابيل وظهرت المعصية, وأكثروا الفساد وأصبح إبليس وأبنائه بينهم يفعلون بهم ما يريدون ويدعوهم إلى المعصية فيستجيبون.
وقد كانت الفترة ما بين وفاة آدم ونوح عليهما السلام حافلة بالإيمان والفساد وممن آمنوا وكانوا صالحين: ودّا ويغوث, ويعوق, وسواع, ونسر كانوا قوما صالحين وكان لهم أتباع يقتدون بهم.( تفسير ابن كثير سورة نوح).
وتذكر أن آدم عليه السلام له أربعون ولدا عشرون غلاما وعشرون جارية فكان ممن عاش منهم هابيل وقابيل, وود, كان ود يقال له: شيث ويقال له هبة الله, وقد جعله إخوته رئيسا وسيدا عليهم, وولد له سواع ويغوث ويعوق ونسر.
كان "ود" رجلا صالحا كما ذكرنا, وكان محببا في قومه, فلما مات عكفوا على الجلوس حول قبره في أرض بابل وحزنوا عليه حزنا شديدا وأصبحوا يزورون قبره بصفة دائمة, ورأى ابليس حالهم هذا وجزعهم عليه فأراد أن يستثمر هذا الضعف فيهم فتشبّه بصورة انسان ثم قال لهم: اني أرى جزعكم على هذا الرجل, فهل لكم أن أصوّر لكم مثله فيكون في ناديكم فتذكرونه به؟.
فقالوا: نعم.
فصنع ابليس صنما مثل "ود" فوضعوه في ناديهم فجعلوا يقدّسون الصنم ويذكرونه صباح مساء.
فلما رأى إبليس ذلك منهم واطمأن إلى غيّهم قال لهم في خطوة جعلته يتمكن من عقيدتهم ويفسدهم_
قال: هل أجعل لكم في منزل كل منكم تمثالا مثله ليكون له في بيته فتذكرونه, وتعبدونه؟
قالوا: نعم.
فصنع لكل أهل بيت تمثالا مثله,
فأقبلوا على هذه التماثيل الأصنام التي حملت اسم الرجل "ود" ولما جاء أبناؤهم أدركوا ما يفعله الآباء, جعلوا يقلّدونهم فيما يصنعون بهذه التماثيل من عبادة وتأليه,
وتوالت بعد ذلك أجيالهم وأحفادهم في عبادة الأصنام, ونسوا "ود" الرجل الصالح وجعلوه صنما يعبد من دون الله
وبذلك استطاع إبليس أن يحول اسم الرجل الصالح إلى رمز للوثنيّة والكفر, فكان "ود" أول ما عبد غير الله, وكان أول صنم يعبد من غير الله اسمه "ود". (قصص الأنبياء لابن كثير).
وقد أضل بهذه الأصنام كثيرا من الأمم فقد استمرّت في عبادتها هذه الأمم قرونا عديدة حتى إلى زمان جاهلية العرب قبل الإسلام وقد قال المفسرون (ابن عباس في تفسير ابن كثير):
صارت الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعد ذلك. فمثلا "ود" كان صنما لبني كلاب بن الجندل, وأما سواع فكانت لهزيل, وأما يغوث فكانت لمراد ثم لبني غطيف بالجرف _عند سبأ_ وأما "يعوق" فكانت لهمدان وأما نسر فكانت لحمير لآل ذي كلاع وكلها قبائل عربية قديمة _ وهي أسماء قديمة لرجال صالحين عاشوا في زمن قبل نوح عليه السلام ما بين آدم ونوح.
وقد كان بين نوح وآدم عليهم السلام عشرة قرون, كلهم على شريعة من الحق, فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين, وقد جاء القرآن، بقوله تعالى:{ وما كان الناس إلا أمّة واحدة فاختلفوا} البقرة 213,
كانوا على الهدى جميعا فاختلفوا, وزيّن لهم الشيطان عبادة الأصنام, فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين, فكان أول نبي بعث نوح عليه السلام. تاريخ الطبري.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
20-07-2009, 12:58 AM
http://v7v.org/upfiles/MSc38957.gif (http://v7v.org/)
http://v7v.org/upfiles/2tX39595.gif (http://v7v.org/)
نوح عليه السلام
2. مئات السنين:
إن الله تبارك وتعالى لما أجمع القوم على العمل بما يعصيه سبحانه عز وجل ويكرهه من خلقه من ركوب الفواحش وشرب الخمور والاشتغال بالملاهي عن طاعته عز وجل.
لما رأى منهم كل ذلك أرسل نوحا إليهم وهو ابن خمسين وثلاثمائة سنة, وقيل أربعمائة وثمانين سنة, ثم عاش بعد ذلك ثلاثمائة وخمسين, وقيل انه دعاهم في نبوته مائة وعشرين سنة. وركب السفينة وهو ابن ستمائة سنة, ثم مكث بعد ذلك ثلاثمائة وخمسين سنة. تاريخ الطبري.
لبث نوح عليه السلام في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما كما قال الله عز وجل يدعوهم إلى الله سرا وجهرا, فيمضي قرن (مئة سنة) بعد قرن, فلا يستجيبون له حتى مضى على ذلك ثلاثة قرون وهو يدعوهم جهارا نهارا _ وهم من دعوته على حالهم, لا يسمعون له ولا يستجيبون.
كان كلما دعاهم هجموا عليه وخنقوه حتى يغشى عليه, ويسقط على الأرض مغشيا عليه, فإذا أفاق قال: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون, وكان هذا العمل يتكرر دوما سنوات وسنوات وقيل أن نوحا كان يضرب من قومه حتى الوهن والضعف والمرض ويلف في ثياب كأنه مات, ويظن أنه قد مات, ثم يخرج فيدعوهم مرّة أخرى. (العرائس للثعلبي ص 47).
كان يخرج مرّة أخرى ومرات يدعوهم, حتى كان الآباء يقولون للأبناء: قد كان نوح مع آبائنا وأجدادنا, وأجداد أجدادنا _ انه رجل مجنون لم يقبلوا منه دعوة دعاها ونحن لن نقبل دعوة يدعوها.
وذات يوم جاء رجل ومعه ابنا يتوكأ على عصا مما أصابه من الشيخوخة, فقال العجوز لابنه وهو يشير إلى نوح:
أنظر يا بني إلى هذا الشيخ إياك أن يغرّك.
فقال الابن لأبيه: يا أبت أعطني العصا التي تتوكأ عليها. فأعطاه أبوه الشيخ العجوز العصا التي كان يتوكأ عليها وجلس على الأرض, فمشى الابن إلى نوح عليه السلام, فضربه عدّة ضربات ولكن نوح عليه السلام لم ييأس وظلّ يدعو قومه عشرات ومئات السنين ولكن دون جدوى.( قصص الأنبياء لابن كثير ص 65).
دعا نوح قومه إلى إفراد العبادة لله وحده لا شريك له, وألا يعبدوا معه صنما ولا تمثالا ولا طاغوتا وأن يعترفوا بوحدانيّته, وأنه لا اله غيره ولا رب سواه. وقال لهم نوح:
{اعبدوا الله ما لكم من إله غيره, إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم}.
وقال:{ أن لا تعبدوا إلا الله, إني أخاف عليكم عذاب يوم أليم}.
وقال لهم نوح:{ يا قوم إني لكم نذير مبين أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون}.
ترى بماذا أجابوا نوح بعد أن دعاهم إلى الله عز وجل بكل أنواع الدعوة في الليل والنهار, والسر والعلانية, بالترغيب تارة وبالترهيب تارة أخرى, فلم ينجح كل هذا, واستمر أكثرهم على الضلالة والطغيان وعبادة الأصنام, ونصبوا لنوح العداوة في كل وقت وأوان, وتنقصوه وسخروا منه.
وقالوا له:{ إنا لنراك في ضلال مبين}.
وقال لهم نوح:{ يا قوم ليس بي ضلالة ولكنّي رسول من ربّ العالمين} أي إنني لست كما تزعمون من أني ضال, بل على الهدى المستقيم رسول من رب العالمين, أي الذي يقول للشيء كن فيكون.
ثم قال نوح:{ أبلّغكم رسالات ربي وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون}.
هكذا أجابهم نوح في بلاغ وذكاء وكلام مقنع لا جدال فيه.
فقالوا له:{ ما نراك إلا بشرا مثلنا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنّكم كاذبين}.
تعجب القوم أن يكون نوح بشرا رسولا, وتنقصوا ممن اتبعه وقالوا: أنهم أراذلنا أي: الضعفاء منا, والأقل مكانة ومستوى منا, فنحن أفضل منهم مالا وحسبا ونسبا ولأنهم كذلك يا نوح: ضعفاء فقراء أراذل فقد استجابوا بمجرد ما دعوتهم إليه من غير نظر ولا رويّة ولا تمحيص.
ونسي هؤلاء الكفار أن الحق ظاهر لا يحتاج إلى رويّة ولا فكر ولا نظر.
وظلوا يعترضون ويجادلون نوحا ومن آمن معه, فقالوا:
{ وما نرى لكم علينا من فضل} أي: لم يظهر لكم أمر بعد اتصافكم بالإيمان ولا ميّزة علينا.
واتهموه وقومه بالكذب وقالوا:{ بل نظنّكم كاذبين}.
عند هذا الحد تحدث نوح عليه السلام بأنه صادق ولن يلزمهم أو يكرههم على شيء وأنه لا يريد منهم أجرا على دعوته إياهم, وإن طلبت أجرا فاني سأطلبه من الله الذي ثوابه وأجره أفضل مما عندكم وخير مما تعطونني, ولن أطرد هؤلاء ولن أبعدهم عني فقد آمنوا بربهم مهما عرضتم من إغراءات.
قال لهم نوح:{ أرأيتم إن كنت على بيّنة من ربي وءاتاني رحمة من عنده فعمّيت عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون} هود 29.
وقال نوح:{ وما أنا بطارد الذين ءامنوا, إنهم ملاقوا ربهم ولكني أراكم قوما تجهلون}. هود 29.
وقد تطاول الجدال والزمان بينهم وبين نوح عليه السلام, وكان كلما انقرض جيل منهم وصّ من بعده بعدم الإيمان بدعوة نوح ومحاربته ومخالفته, وكان الوالد إذا بلغ ولده وعقل جلس إليه ووصاه فيما بينه وبينه, ألا يؤمن بنوح أبدا ما عاش وما بقي.
وقالوا:{ يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا}. هود 32.
ثم طلبوا معجزات ظنوا أن نوح لن يقدر عليها بأمر الله فقالوا:{ فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين{ هود 32.
وجاء ردّه الأخير:{ ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم, هو ربّكم واليه ترجعون} هود 34.
وجاء التأكيد من الله عز وجل أنه لا فائدة من هؤلاء فلن يؤمن منهم أحد إلا من آمن. وقال الله عز وجلّ لنوح:
{ وأوحى إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد ءامن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون} هود36.
وبدأ نوح عليه السلام ينتظر أوامر أخرى من ربّه.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
20-07-2009, 11:57 PM
http://www2.0zz0.com/2009/07/17/22/762654328.gif (http://www.0zz0.com)
نوح عليه السلام
3. بدء المعجزة الكبرى:
بدأت المعجزة الكبرى لنوح عليه السلام بحوار جميل بينه وبين ربّه وكان بمثابة تقرير كامل عما كلفه الله به من عمل جاء في هذا الحوار الكريم:
{ قال رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا* فلم يزدهم دعائي إلا فرارا * واني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في ءاذانهم واستغشوا ثيابهم وأصرّوا واستكبروا استكبارا * ثمّ اني دعوتهم جهارا * ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا * فقلت استغفروا ربّكم انه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا} نوح 5-11.
وظلّ نوح عليه السلام يذكر لقومه ما دعاهم إليه, ويصوّر لهم عظمة الله في خلقه, ويبيّن لهم نعم الله عليهم _ ولم يكن لهذا إجابة أو سبيل_ فقد ضلوا ضلالا شديدا, وزاد فسادهم وخبثهم مع كثرة جدالهم وإحساسهم بأنهم الأكثر فهما وعلما من نوح وهنا قدّم نوح عليه السلام نتائج عمله طوال مئات السنين وصبره على أجيال وأجيال منهم, فدعا ربه أن يهلكهم حتى لا يفسدوا في الأرض ويضلوا غيرهم ضلالا بعيدا وقال:
{ وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديّارا * انك ان تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا} نوح 26-27.
وجاء الأمر الكريم الذي حمل في طيّاته معجزات عظيمة.
قال الله تعالى لنوح عليه السلام:
{ واصنع الفلك بأعيننا ووحينا} هود 37.
ولربما قال نوح: يا رب وما الفلك؟
فقال له: بيت من خشب يجري على وجه الماء حتى أغرق أهل المعصية وأريح أرضي منهم.
ربما سأل نوح عن الماء, وهو يعلم أن الله على كل شيء قدير.
وقيل إن نوحا سأل عن الخشب, فأمره ربّه بغرس شجر الساج كثير الخشب عظيم الأصول والفروع, فأمره الله تعالى بذلك وظلّ يغرس ويغرس وانتظر أربعين عاما حتى أصبح الشجر غابات هائلة. وفي هذه السنوات توقف نوح عن دعوة قومه إلى عبادة الله فلم يدعهم فأعقم الله تعالى أرحام نسائهم فلم يولد لهم ولد, فلما كبر الشجر أمره ربه أن يقطع الشجر فقطعه وجففه ثم قال: يا رب كيف أتخذ هذا البيت أي كيف أصنع هذه السفينة؟ فقال له: اجعله مائلا على ثلاث صور رأسه كرأس الديك وجوفه كجوف الطير وذنبه كذنب الديك مائلا واجعلها متطابقة واجعل أبوابها في جنبيها واجعلها ثلاث طبقات واجعل طولها ثمانين ذراعا وارتفاعها في السماء ثلاثين ذراعا. أورد هذا الثعلبي في العرائس وقال أن هذا قول أهل الكتاب .ص 47-48.
هذا المجنون يتخذ بيتا يسير به على الماء_ يقصدون السفينة_ ثم يضحكون.
وقد جاءت صورة هذا المشهد في القرآن الكريم في قوله تعالى: { ويصنع الفلك وكلما مرّ عليه ملأ من قومه سخروا منه} هود 39. أي يستهزئون به وقد استبعدوا أن يحدث ما توعّدهم به.
فيجيب عليهم نوح قائلا: { قال إن تسخروا منّا فانّا نسخر منكم كما تسخرون}. هود 39.
ثم أضاف موضحا ما توعّدهم بأنه وقومه سوف يسخر منهم ويتعجب منهم من استمرارهم على كفرهم وعنادهم الذي سوف يقتضي وقوع العذاب بهم وحلوله عليهم لاحقا (قصص الأنبياء لابن كثير ص 180), مؤكدا وقوع ذلك بقوله:{ فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحلّ عليه عذاب مقيم} هود 39.
وأوحى الله إلى نوح عليه السلام أن عجّل صنعة الفلك, وانته من صناعة السفينة, فقد اشتد غضبا على من عصاه _ عند ذلك استأجر نوح أجراء وعمّال يعملون معه في صنع السفينة وأولاده سام وحام ويافث ينحتون معه السفينة فجعلها ستمائة وستين ذراعا للطول وعرضها ثلاثمائة وثلاثين ذراعا وطولها في السماء ثلاثة وثلاثين ذراعا وطلاها بالقار داخلها وخارجها بعد أن فجر الله له عين القار بجوار السفينة تغلي غليانا وشدّها بالمسامير الحديد وطلاها كلها بالقار, وجاء في قوله عن المسامير الحديد:{ وحملناه على ذات ألواح ودسر}.
وقد كان عيسى بن مريم يحيي الموتى بأمر الله, فقال له الحواريون: لو بعثت لنا رجلا من قبره يكون قد رأى سفينة نوح فيحدثنا عنها! فانطلق عيسى عليه السلام والحواريون خلفه حتى وصل إلى كثيب من تراب, فأخذ حفنة من التراب وقال: أتدرون ما هذا التراب؟
قالوا: الله ورسوله أعلم!!
قال عليه السلام: هذا قبر حام بن نوح, فضرب التراب بعصاه وقال: قم بإذن الله, فإذا هو قائم ينفض التراب عن رأسه, وقد شاب شعره وأصبح شيخا عجوزا, فقال له عيسى عليه السلام: أهكذا مت وهلكت؟
فقال حام بن نوح: لا, ولكني مت وأنا شاب؛ ولكني ظننت أنه الساعة (يوم القيامة) فشبت من الخوف.
فقال عيسى عليه السلام: حدّثنا عن سفينة نوح.
قال: كان طولها ألف ذراع ومائتي ذراع وعرضها ستمائة ذراع وكانت ثلاث طبقات: فطبقة فيها الدواب والوحوش, وطبقة فيها الإنس, وطبقة فيها الطير.
فلما كثر ارواث الدواب أوحى الله إلى نوح أن اغمز ذنب الفيل, فغمزه فوقع منه خنزير وخنزيرة, فأقبلا على روث الحيوانات. رواية الطبري في تاريخه عن ابن عباس ج 1 ص 181 طبعة إحياء التراث.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
21-07-2009, 09:54 PM
http://www10.0zz0.com/2009/06/27/16/623152125.jpg (http://www.0zz0.com)
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/912616063.gif (http://www.0zz0.com)
نوح عليه السلام
4. فار التنور:
نعود إلى نوح عليه السلام.
انتهى نوح من السفينة فبناها, وأعدها كما يجب, وما بقي الا إيجاد البحر الذي ستبحر عليه وتتطهر الأرض بمائه من دنس الكفار.
حدّد الله مكان وزمان البداية بأمر عظيم وكريم, فجعل خروج الماء من التنور وفورانه هو بداية المعجزة الكبرى التي هزت الدنيا بأسرها, وقد كانت كلمة السر أو علامة السر هي فوران التنور, وقد قالوا عن فوران التنور عدة أقوال أولها: أنه طلوع الفجر ووزع الصباح.
وأشهر ما قيل في التنور أنه مكان صناعة الخ, وكان فرنا أو تنورا من حجارة, وكان لآدم ثم انتقل إلى نوح فقيل له: إذا رأيت الماء يفور من التنور فاركب أنت وأصحابك.
فنبع الماء من التنور فعلمت به امرأته فأخبرته وقالت له: لقد فار الماء من التنور.
وقيل إن التنور فار في الكوفة, وقيل بالشام في موضع اسمه عين الورق, وقيل انه بالهند. تاريخ الطبري ج1 ص 182 والعرائس للثعلبي ص 48.
فلما رأى نوح فوران التنور علم أنها البداية, بداية هلاك قومه.
كان فوران الماء علما وإخبارا لنوح عليه السلام ببداية معجزته كنبي ودليلا على هلاك قومه_ كان الأمر الرباني من جزأين:
الجزء الأول: إشارة البدء المتفق عليها والموصى بها لنوح عليه السلام وهي فوران التنور.
أما الجزء الثاني فكان كما ذكرت الآية الكريمة:{ قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن ءامن, وما ءامن معه إلا قليل} هود 40.
وقد قال المفسرون: إن الله أرسل المطر أربعين يوما وليلة فأقبلت الوحوش والطير والدواب إلى نوح حين أصابها المطر, وسخرت له, فحمل كل منها كما أمره الله عز وجل:{ من كل زوجين اثنين} وبدأ في إدخال الحيوانات والطيور وكان آخر ما حمل الحمار فلما دخل الحمار بصدره تعلق إبليس بذنبه أو ذيله فلم تستقل رجلاه فجعل نوح يقول ادخل فينهض فلا يستطيع _ حتى قيل إن نوح قال: ويحك ادخل وان كان الشيطان معك _ كلمة زلّ بها لسان نوح فلما قالها نوح خلى الشيطان سبيله فدخل ودخل الشيطان معه. فقال له نوح: ما أدخلك يا عدو الله _ فقال الشيطان: ألم تقل أدخل ولو كان الشيطان معك؟ّ!
قال نوح: أخرج يا عدو الله..
فقال: ما أخرج _ وزعم المؤرخون أنه أي الشيطان كان في الفلك. عرائس المجالس ص 49.
وقيل إن الحيّة والعقرب أتيا نوح فقالا: احملنا فقال: إنكما سبب الضرر والبلايا فلا أحملكما.
قالا: احملنا ونحن نضمن لك أن لا نضر أحدا ذكرك, فمن قرأ حين يخاف مضرتهما ( الحية والعقرب) من قرأ:{ سلام على نوح من العالمين * إنا كذلك نجزي المحسنين * انه من عبادنا المؤمنين} لم يضراه أو يصيبه أذى أبدا.
وقيل إن نوح عليه السلام قال: يا رب كيف أصنع بالأسد والبقر, وكيف أصنع بالعناق والذئاب, وكيف أصنع بالحمام والقط؟
قال الله تعالى لنوح: من ألقى بينهم العداوة يا نوح؟
قال نوح عليه السلام: أنت يا رب العالمين.
فقال عز وجلّ لنوح: فأنا الذي أؤلف بينهم حتى لا يتضاروا ولا يضرّ بعضهم بعضا.
فحمل نوح عليه السلام السباع والدواب في الطبقة الأولى.
فألقى الله على الأسد الحمى وشغله بنفسه عن الدواب والبقر.
وجعل الوحوش في الطابق الثاني من السفينة, وركب هو ومن معه من أولاد آدم في الطبقة العليا.
وهبط جبريل عليه السلام إلى الأرض.. وحمل إلى نوح عليه السلام في السفينة من كل حيوان وطير ووحش زوجين اثنين, بقرة وثورا, فيلا وفيلة, عصفورا وعصفورة, نمرا ونمرة, قطا وقطة.. إلى آخر المخلوقات.
كان نوح عليه السلام قد صنع أقفاصا للوحوش وهو يصنع السفينة.. وساق جبريل عليه السلام أمامه من كل زوجين اثنين, لضمان بقاء نوع الحيوان والطير على الأرض.
وهذا دليل على أن الطوفان أغرق الأرض كلها, فلولا ذلك ما كان معنى لحمل كل هذه الأنواع من المخلوقات حيوان وطير_ أليف وغير أليف صعدت كل هذه الحيوانات والوحوش والطيور كما ذكرنا, وصعد الذين آمنوا مع نوح, قيل إنهم كانوا ثمانين إنسانا. ابن عباس , العرائس ص49.
كان عدد المؤمنين قليلا.
فقد جاء تأكيد ذلك في الآية الكريمة: { وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن ءامن, وما ءامن معه إلا قليل}. هود40.
انتهى كل هذا وأصبحت السفينة جاهزة على الأرض. وانتظر نوح ومن معه أمر الله سبحانه عز وجلّ, وقد جعل الله فوران التنّور آية بينه وبين نوح وعهد الله إليه فقال: إذا رأيت التنور قد فار فاركب أنت ومن معك على الفلك واحمل فيها من كل زوجين اثنين كما قال الله تعالى:{ حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور}.
جاء أمر الله هنا أي: جاء عذابه وهو الطوفان الهادر.
لم تكن زوجة نوح مؤمنة به فلم تصعد إلى السفينة وهي أم أولاده كلهم وهم: حام وسام ويافث ويام, ويسميه أهل الكتاب كنعان, وهو الذي قد غرق في الطوفان, فقد ماتت قبل الطوفان وقيل إنها غرقت مع من غرق, وكانت ممن سبق عليها القول لكفرها. وقد نزلت فيها الآية الكريمة في سورة التحريم في قوله تعالى: { ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأت نوح وامرأة لوط, كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين}.
وبدأ الطوفان الهادر.. وما أدراك ما الطوفان الهادر..
جاء وصف الطوفان في القرآن _ حينما جاء أمر الله_ وفار التنور في الفرن الكائن في بيت نوح عليه السلام.
قال القرآن الكريم عن الطوفان الذي سبقه دعاء نوح, قال نوح: { فدعا ربه أني مغلوب فانتصر}.
ماذا حدث بعد هذا الدعاء؟ بدأ الطوفان الهادر بأمر من الله, إذ يقول الله عز وجل: { ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر}, { وفجرنا الأرض عيونا}.
أرسل الله من السماء مطرا لم تعهده الأرض قبله ولا تمطره بعده, وكان كأفواه القرب, وأمر الله الأرض فنبعت من جميع أرجائها.. آبارا وعيونا تضخ بالماء.
ارتفع الماء إلى أعلى جبل في الأرض خمسة عشر ذراعا وهو الذي قاله أهل الكتاب وقيل ثمانين ذراعا. وعمّ جميع الأرض طولها والعرض سهلها وحزنها, وجبالها وقفارها ورمالها, ولم يبق على وجه الأرض ممن كان بها من الأحياء عين تطرف ولا صغير ولا كبير, وكان أهل ذلك الزمان قد ملئوا السهل والجبل, فلم تكن بقعة على الأرض الا ولها ملك وصاحب وحائز. قصص الأنبياء لابن كثير ص 73.
ارتفعت المياه من فتحات الأرض, لم تبق هناك فتحة في الأرض الا وخرج منها الماء انهمرت من السماء أمطارا غزيرة بكميّات لم تر مثلها الأرض, ومضت ساعات وساعات وانفجرت حركة غير عادية, ارتفعت قيعان المحيطات ارتفاعات مفاجئة, واندفع موج البحار يكتسح الجزء اليابس من الأرض.
وغرقت الكرة الأرضية للمرة الأولى في المياه.
لم تعد كرة أرضية, بل أصبحت كرة مائية, لأن الطوفان أغرقها جميعا بالماء ولم يبق فيها أرض يابسة أبدا.
وقد ذكر أن الطوفان حدث في شهر أغسطس, في الثالث عشر منه. تاريخ الطبري ج 1 ص 189 ط المعارف.
وقد طغى الماء وارتفع الموج ارتفاعا هائلا, وقال عز وجلّ:{ إنا لمّا طغا الماء حملناكم في الجارية* لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية} الحاقة 11-12.
كان كنعان بن نوح عليه السلام كافرا, ولم يكن نوح يعرف هذا عنه حتى جاءت لحظة الطوفان, وكان يتصوّر أنه مؤمن عنيد, اختار النجاة باللجوء إلى الجبل, وكان ارتفاع الموج قد أنهى حوارهما قبل أن يعرف نوح أنه مؤمن وقد جاء هذا الحوار في القرآن الكريم:
{ وهي تجري بهم في موج كالجبال ونادى نوح ابنه وكان في معزل يا بنيّ اركب معنا ولا تكن مع الكافرين * قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء, قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم, وحال بينهما الموج فكان من المغرقين}.
وعندما حال الموج بين نوح عليه السلام وبين ابنه, ولم يكن نوح قد تأكد من إيمان ابنه, ولم يعلم أنه من الكافرين. لجأ نوح عليه السلام إلى ربه ترى ماذا قال نوح عليه السلام لربه
في شأن ابنه. ذلك ما ترويه الآية المباركة فتقول:
ونادى نوح ربه فقال: { ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي وانّ وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين} هود45.
أراد نوح أن يقول لربه, أن ابنه من أهله, وقد وعده الله بنجاة كل أهله المؤمنين. فجاء الرد من الله عز وجلّ لنوح عليه السلام, ليكشف حقيقة هذا الابن الغريق.
قال تعالى:{ قال يا نوح انه ليس من أهلك, انه عمل غير صالح, فلا تسئلن ما ليس لك به علم, إني أعظك أن تكون من الجاهلين} هود 46.
غرق الابن, وغرق أهل الكفر والطغيان, وبدأت رحلة العودة, العودة للأرض الطاهرة التي خلت تماما من الكفر والكفار.
جاء الأمر من الله:{ وقيل يا أرض ابلعي ماءك} فتوقف الماء الذي كان يتدفق من العيون.
{ ويا سماء أقلعي} فتوقف الماء المنهمر من السماء.
{ وغيض الماء} بمعنى أنه نقص, وانصرف عائدا إلى باطن الأرض.
ورست سفينة نوح عليه السلام على الأرض, وهلك الظالمون, وقال رب العزة لنوح:{ اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك, وأمم سنمتعهم ثم يمسّهم منا عذاب أليم}.
ورست السفينة, وهبط نوح عليه السلام, وأطلق سراح الطيور والوحوش فتفرّقت في الأرض جميعا, وعلم نوح عليه السلام أن الأرض قد جفت ويبست من الماء عندما بعث غرابا يأتيه بالخبر, فوجد "جيفة" فظلّ يأكل منها واشتغل عنه بالأكل ولم يرجع إليه فدعا عليه بالخوف ولذلك الغراب لا يألف البيوت. العرائس ص 51.
ثم بعث الحمامة فطارت وجاءت عائدة بغصن زيتون بمنقارها وطين برجليها فعلم أن البلاد قد جفت وطوقها بالخضرة التي نجدها في عنق الحمام أحيانا
ودعا لها أن تكون في أنس وأمان ثم تألف البيوت, ويربيها الناس فلا تخاف وتطير مسافات وتعود إلى أصحابها.
هذه هي معجزة نوح , لم تكن معجزة التنور الذي فار منه الماء وحده وإنما حياة نوح ألف سنة إلا خمسين معجزة.
وبناء السفينة وما احتاجه من زراعة الشجر وانتظار خشبه عشرات السنين معجزة.
وركوب السفينة مع الحيوانات على اختلاف أنواعها معجزة.
والطوفان الهادر معجزة, والهبوط معجزة.
إنها معجزات النبي نوح عليه السلام وليست قصة حياته.
وإلى اللقاء مع نبي آخر إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
22-07-2009, 11:19 PM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/937141869.gif (http://www.0zz0.com)
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/270812377.gif (http://www.0zz0.com)
هود عليه السلام
عاش 464 سنة.. دفن شرقي حضرموت (اليمن(علي بعد مرحلتين من تريم في كثيب احمر عند رأسه سمرة
1- نسبه
وهو بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح عليه السلام.
ويقال: إن هود هو عامر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح، ويقال: هود بن عبد الله بن رباح الجارود بن عاد بن عوص بن إرم بن نوح عليه السلام. ذكره ابن جرير.
والله أعلم
وكان من قبيلة يقال لهم: عاد بن عوص بن سام بن نوح، وكانوا عرباً يسكنون الأحقاف ـ وهي جبال الرمل ـ وكانت باليمن بين عمان وحضر موت، بأرض مطلة على البحر، يقال لها: "الشحر"، واسم واديهم: "مغيث".
ويقال: إن هوداً عليه السلام أول من تكلم بالعربية،
وزعم وهب بن منبه أن أباه أول من تكلم بها،
وقال غيره: أول من تكلم بها نوح،
وقيل: آدم الأشبه، وقيل غير ذلك. والله أعلم.
ويقال للعرب الذين كانوا قبل إسماعيل عليه السلام: العرب العاربة، وهم قبائل كثيرة منهم عاد، وثمود، وجرهم، وطسم، وأميم، ومدين، وعملاق، وعبيل، وجاسم، وقحطان، وبنو يقطن، وغيرهم.
وأما العرب المستعربة: فهم ولد إسماعيل بن إبراهيم الخليل، وكان إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام أول من تكلم بالعربية الفصيحة البليغة، وكان قد أخذ كلام العرب من جرهم الذين نزلوا عند أمه هاجر بالحرم
ولكن أنطقه الله بها في غاية الفصاحة والبيان، وكذلك كان يتلفظ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
Ṡ ĥ ź ѕ н ż ≈
23-07-2009, 11:13 AM
مشكوره اختي
والله استمتعت وانا اقرآ~
أموووونة
23-07-2009, 09:32 PM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/11/116794247.gif (http://www.0zz0.com)
هود عليه السلام
2- قوم عاد
كان قوم عاد يقيم في أرض اليمن في مكان يسمَى (الأحقاف) يرجع نسبهم إلى نوح،
قال تعالى: {إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ } [الفجر:7-8]
عاد إرم وهم عاد الأولى، الذين كانوا يصنعون الأعمدة التي تحمل الخيام التي يسكنونها
وأما عاد الثانية فمتأخرة كما سيأتي بيان ذلك في موضعه. وأما عاد الأولى فهم عاد
ومن زعم أن "إرم" مدينة من ذهب وفضة تدور في الأرض، فتارة في الشام، وتارة في اليمن، وتارة في الحجاز، وتارة في غيرها، فقد أبعد النجعة، وقال ما لا دليل عليه، ولا برهان يعول عليه، ولا مستند يركن إليه.
وفي صحيح ابن حبان عن أبي ذر في حديثه الطويل في ذكر الأنبياء والمرسلين قال فيه: "منهم أربعة من العرب: هود، وصالح، وشعيب، ونبيك يا أبا ذر".
وكانوا يسكنون البيوت ذوات الأعمدة الضخمة،
ويبنون القصور العالية والحصون المرتفعة،
ويتفاخرون ببنائها، قال تعالى: {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آَيَةً تَعْبَثُونَ (128) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ } الشعراء: [128-129]
وقوله: (وتتخذون مصانع) قيل: هي القصور، وقيل: بروج الحمام، وقيل مآخذ الماء، (لعلكم تخلدون) أي: رجاء منكم أن تعمروا في هذه الدار أعماراً طويلة.
ويملكون حضارة عظيمة،
وقد برعوا في الزراعة بسبب توفر الماء العذب الغزير وكثر لديهم الخير الوفير، وكثرت الأموال والأنعام، وأصبحت منطقتهم حقولا خصبة خضراء، وحدائق زاهرة وبساتين وعيونًا كثيرة.
وأعطى الله أهل هذه القبيلة بنية جسدية تختلف عن سائر البشر، فكانوا طوال الأجسام أقوياء.. إذا حاربوا قومًا أو قاتلوهم هزموهم، وبطشوا بهم بطشًا شديدًا،
قال تعالى: {وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (131) وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ (132) أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (133) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ )[الشعراء: 130-134
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
25-07-2009, 10:16 PM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/11/789508363.gif (http://www.0zz0.com)
هود عليه السلام
3- إلى من أرسل هود
وبرغم هذه النعم الكبيرة والخيرات الكثيرة التي أعطاهم الله إياها، لم يشكروا الله -تعالى- عليها،
بل أشركوا معه غيره؛ فعبدوا الأصنام،
وكانوا أول من عبد الأصنام بعد الطوفان، وكانت أصنامهمثلاثة: صمدا، وصمود، بعد وهرا
وارتكبوا المعاصي والآثام،
وأفسدوا في الأرض،
فأرسل الله لهم هودًا -عليه السلام- ليهديهم إلى الطريق المستقيم وينهاهم عن ضلالهم ويأمرهم بعبادة الله وحده لا شريك له، ويخبرهم بأن الله -سبحانه- هو المستحق للشكر على ما وهبهم من قوة وغنى ونعم،
فقال لهم: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ } [الأعراف:65]
فتساءلوا: ومن أنت حتى تقول لنا مثل هذا الكلام؟!
فقال هود -عليه السلام-
{إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (125) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ } [الشعراء: 125-126]
فرد عليه قومه بغلظة واستكبار: { قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ } [الأعراف: 66
أي: هذا الأمر الذي تدعونا إليه سفه بالنسبة إلي ما نحن عليه من عبادة هذهالأصنام التي يرتجي منها النصر والرزق، ومع هذا نظن أنك تكذب في دعواك أن اللهأرسلك.
فقال لهم هود:
{قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (67) أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ }الأعراف:67-68
فاستكبر قومه، وأنكروا عبادة الله،
وقالوا له: {قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آَلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ } [هود:53]
وقالوا له: وما الحالة التي أنت فيها، إلا أن آلهتنا قد غضبت عليك، فأصابك جنون في عقلك، فذلك الذي أنت فيه،
فلم ييأس هود -عليه السلام- وواصل دعوة قومه إلى طريق الحق، فأخذ يذكرهم بنعم الله -تعالى- عليهم؛ لعلهم يتوبون إلى الله ويستغفرونه، فقال: {وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ (132) أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (133) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (134) إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} [الشعراء: 132-134
ثم قال: { وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ } [هود: 52
ولم يجد هود -عليه السلام- فيهم إلا قلوبًا ميتة متحجرة متمسكة بغيها وضلالها، وإصرارها على عبادة الأصنام، إذ قابلوا نصحه وإرشاده لهم بالتطاول عليه والسخرية منه،
فقال لهم: {إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آَلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (54) مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ (55)
وهذا تحد منه لهم، وتبرؤ منآلهتهم، وتنقص منه لها، وبيان أنها لا تنفع شيئاً ولا تضر، وأنها جماد حكمها حكمهوفعلها فعله، فإن كانت كما تزعمون من أنها تنصر، وتنفع، وتضر، فها أنا إذاً برئمنها لاعن لها، فكيدوني أنتم وهي جميعاً بجميع ما يمكنكم أن تصلوا إليه وتقدرواعليه، ولا تؤخروني ساعة واحدة ولا طرفة عين؛ فإني لا أبالي بكم، ولا أفكر فيكم، ولاانظر إليكم.
إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (56) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ } [هود:54-57
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احساس هادئ
25-07-2009, 11:26 PM
جزاكـ الله خير
ورفــع قــدركـ
أموووونة
27-07-2009, 11:08 PM
http://www6.0zz0.com/2009/06/30/11/106130109.jpg (http://www.0zz0.com)
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/370578981.jpg (http://www.0zz0.com)
هود عليه السلام
4- نهاية قوم عاد
فاستكبروا وتفاخروا بقوتهم وقالوا لهود: { فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ } [فصلت: 15]
وأخذوا يسخرون منه ويستعجلون العذاب والعقوبة في سخرية واستهزاء فقالوا: { قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ } [الأعراف: 70
فقال هود -عليه السلام-: {قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ} [الأعراف:71]
أي: قد استحققتم بهذه المقالة الرجس والغضب من الله، أتعارضون عبادة الله وحده لا شريك له بعبادة أصنام نحتموها وسميتموها آلهة من تلقاء أنفسكم؟ اصطلحتم عليها أنتم وآباؤكم، ما نزل الله بها من سلطان، أي: لم ينزل على ما ذهبتم إليه دليلاً ولا برهاناً، وإذ أبيتم قبول الحق وتماديتم في الباطل، سواء عليكم أنهيتكم عما أنتم فيه أم لا، فانتظروا الآن عذاب الله الواقع بكم، وبأسه الذي لا يرد، ونكاله الذي لا يصد.
وبدأ عذاب الله لقوم عاد بأن أرسل عليهم حرًّا شديدًا، جفَّت معه الآبار والأنهار، وماتت معه الزروع والثمار، وانقطع المطر عنهم مدة طويلة، ثم جاء سحاب عظيم، فلما رأوه استبشروا به، وفرحوا، وظنوا أنه سيمطر ماءً، وقالوا: ( هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا ) [الأحقاف: 24
لقد ظنوا أن السحب ستأتي لهم بالخير، لتروي عطشهم وتسقي إبلهم وخيولهم، وزرعهم وبساتينهم، ولكنها كانت تحمل لهم العذاب والفناء،
فجاءتهم ريح شديدة استمرت سبع ليالٍ وثمانية أيام دائمة دون انقطاع، تدمر كل شيء أمامها حتى أهلكتهم،
قال تعالى: { فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (24) تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ } [الأحقاف: 24-25
وقد ذكر المفسرون وغيرهم هاهنا الخبر الذي ذكره الإمام محمد بن إسحاق بن يسار قال: فلما أبوا إلا الكفر بالله عز وجل، أمسك عنهم القطر ثلاث سنين، حتى جهدهم ذلك، قال وكان الناس إذا جهدهم أمر في ذلك الزمان فطلبوا من الله الفرج منه إنما يطلبونه بحرمة ومكان بيته، وكان معروفاً عند أهل ذلك الزمان، وبه العماليق مقيمون، وهم من سلالة عمليق بن لاوذ بن سام بن نوح، وكان سيدهم إذ ذاك رجلاً يقال له معاوية بن بكر، وكانت أمة من قوم عاد واسمها جلهذه ابنة الخيبري.
قال: فبعث عاد وفداً قريباً من سبعين رجلاً ليستسقوا لهم عند الحرم، فمروا بمعاوية ابن بكر بظاهر مكة، فنزلوا عليه فأقاموا عنده شهراً، يشربون الخمر، وتغنيهم الجرادتان، قينتان لمعاوية، وكانوا قد وصلوا إليه في شهر.
فلما طال مقامهم عنده، وأخذته شفقة على قومه واستحيا منهم أن يأمرهم بالانصراف، عمل شعراً يعرض لهم فيه بالانصراف، وأمر القينتين أن تغنيهم به فقال:
ألا يا قيل ويحك وقم فهبنم فيسقي أرض عاد إن عادا من العطش الشديد فليس نرجو وقد كانت نساؤهم بخير وإن الوحش يأتيهم جهاراً وأنتم هاهنا فيما اشتهيتم فقبح وفدكم من وفد قوم لعل الله يصحبنا غماما قد أمسوا لا يبينون الكلاما به الشيخ الكبير ولا الغلاما فقد أمست نساؤهم أيامي ولا يخشى لعاد سهاماً نهاركم وليلكم تماما ولا لقوا التحية والسلاما
قال فعند ذلك تنبه القوم لما جاءوا له، فنهضوا إلي الحرم ودعوا لقومهم، فدعا داعيهم،
وهو قيل بن عتر، فأنشأ الله سحابات ثلاث: بيضاء، وحمراء، وسوداء، ثم ناداه مناد من السماء اختر لنفسك أو لقومك من هذا السحاب، فقال: اخترت السحابة السوداء فإنها أكثر السحاب ماء، فناداه مناد: اخترت رماد رمدداً لا تبقى من عاد أحداً، لا والداً تترك ولا ولداً، إلا جعلته همداً؛ إلا بني اللوذية الهمدا قال: وهم بطن من عاد كانوا مقيمين بمكة، فلم يصبهم ما أصاب قومهم. قال: ومن بقى من أنسابهم وأعقابهم هم عاد الآخرة.
قال: وساق الله السحابة السوداء التي اختارها قيل بن عتر بما فيها من النقمة إلي عاد حتى تخرج عليهم من واد يقال له المغيث، فلما رأوها استبشروا، وقالوا: هذا عارض ممطرنا فيقول تعالى:
هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم * تدمر كل شيء بأمر ربها فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم، كذلك نجزي القوم المجرمين
فكان أول من أبصر ما فيها وعرف أنها ريح فيما يذكرون امرأة من عاد يقال لها: "مهد" فلما تبينت ما فيها صاحت ثم صعقت،
فلما أفاقت قالوا: ما رأيت يا مهد؟ قالت: ريحاً فيها كشهب النار أمامها رجال يقودونها. فسخرها الله عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوماً، والحسوم: الدائمة، فلم تدع من عاد أحداً إلا هلك.
قال: واعتزل هود عليه السلام ـ فيما ذكر لي ـ في حظيرة هو ومن معه من المؤمنين ما يصيبهم إلا ما تلين عليهم الجلود، وتلذ الأنفس، وإنها لتمر على عاد بالظعن فيما بين السماء والأرض، وتدمغهم بالحجارة، وذكر تمام القصة.
وقد روي الإمام احمد حديثاً في مسنده يشبه هذه القصة فقال: حدثنا زيد بن الحباب حدثني أبو المنذر سلام بن سليمان النحوي، حدثنا عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل، عن الحارث ـ وهو ابن حسان ـ ويقال ابن يزيد البكري، قال: خرجت أشكو العلاء بن الحضرمي إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فمررت بالربذة، فإذا عجوز من بني تميم منقطع بها، فقال لي: يا عبد الله إن لي إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجة، فهل أنت مبلغي إليه؟
قال: فحملتها، فأتيت المدينة، فإذا المسجد غاص بأهله، وإذا راية سوداء تخفق وإذا بلال متقلد السيف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: ما شأن الناس؟ قالوا: يريد أن يبعث عمرو بن العاص وجهاً.
قال: فجلست، قال: فدخل منزله ـ أو قال رحله ـ فاستأذنت عليه فأذن لي، فدخلت فسلمت، فقال: "هل كان بينكم وبين بني تميم شيء؟" فقلت: نعم، وكانت لنا الدائرة عليهم، ومررت بعجوز من بني تميم منقطع بها، فسألتني أن أحملها إليك وهاهي بالباب، فأذن لها فدخلت، فقلت: يا رسول الله، إن رأيت أن تجعل بيننا وبين بني تميم حاجزاً، فاجعل الدهناء،
فحميت العجوز واستوفزت، وقالت: يا رسول الله فإلي أين تضطر مضطرك؟ قال فقلت: إن مثلي ما قال الأول: معزى حملت حتفها، حملت هذه الأمة ولا أشعر أنها كانت لي خصماً، أعوذ بالله ورسوله أن أكون كوافد عاد، قال: هيه وما وافد عاد؟ وهو أعلم بالحديث مني ولكن يستطعمه.
قلت: إن عاداً قحطوا فبعثوا وافداً لهم يقال له: قيل، فمر بمعاوية بن بكر فأقام عنده شهراً يسقيه الخمر وتغنيه جاريتان يقال لهما: الجرادتان، فلما مضى الشهر خرج إلي جبل تهامة، قال: اللهم إنك تعلم أني لم أجئ إلي مريض فأداويه، ولا إلي أسير فأفاديه، اللهم أسق عاداً ما كنت تسقيه.
فمرت به سحابات سود فنودي منها: اختر، فأومأ إلي سحابة منها سوداء فنودي: خدها رماداً رمدداً، لا تبقى من عاد أحداً، قال: فما بلغني أنه بعث عليهم من الريح إلا كقدر ما تجري في خاتمي هذا من الريح حتى هلكوا.
قال ابن وائل: وصدق، فكانت المرأة والرجل إذا بعثوا وافداً لهم قالوا: لا تكن كوافد عاد. وهكذا رواه الترميذي عن عبد بن حميد، عن زيد بن الحباب به. ورواه النسائي من حيث سلام أبي المنذر، عن عاصم بن بهدلة، ومن طريقة رواه ابن ماجه. وهكذا أورد هذا الحديث وهذه القصة عند تفسير هذه القصة غير واحد من المفسرين كابن جرير وغيره.
وقد يكون هذا السياق لإهلاك عاد الآخرة، فإن فيما ذكره ابن إسحاق وغيره ذكر لمكة ولم تبن إلا بعد إبراهيم الخليل، حين أسكن فيها هاجر وابنه إسماعيل، ونزلت جرهم عندهم كما سيأتي، وعاد الأولى قبل الخليل، وفيه ذكر معاوية بن بكر وشعره. وهو من الشعر المتأخر عن زمان عاد الأولى، ولا يشبه كلام المتقدمين. وفيه أن في تلك السحابة شرر النار، وعاد الأولى إنما هلكوا بريح صرصر. وقد قال ابن مسعود وابن عباس وغير واحد من أئمة التابعين هي: الباردة، والعاتية: الشديدة الهبوب.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
28-07-2009, 01:39 PM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/316090780.gif (http://www.0zz0.com)
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/535931281.gif (http://www.0zz0.com)
هود عليه السلام
5- نجاة هود
ونجَّى الله هودًا ومن آمنوا معه، قال تعالى: { فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ } [الأعراف: 72]
قال الإمام أحمد: حدثنا هارون بن معروف، أنبأنا عبد الله بن وهب، أنبأنا عمرو وهو أن الحارث، أن أبا النضر حدثه عن سليمان بن يسار، عن عائشة أنها قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مستجمعاً ضاحكاً قط، حتى أرى منه لهواته، إنما كان يبتسم، وقالت: كان إذا رأى غيماً أو ريحاً عرف ذلك في وجهه، قالت: يا رسول الله: إن الناس إذا رأو الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيها المطر، وأراك إذا رأيته عرف في وجهك الكراهية فقال: "يا عائشة ما يؤمنني أن يكون فيه عذاب! قد عذب قوم عاد بالريح، وقد رأى قوم العذاب فقالوا: هذا عارض ممطرنا"
فهذا الحديث كالصريح في تغاير القصتين كما أشرنا إليه أولاً. وعلى هذا تكون القصة المذكورة في سورة الأحقاف خبراً عن قوم عاد الثانية، ويكون بقية السياقات في القرآن خبراً عن عاد الأولى، والله أعلم بالصواب. وهكذا رواه مسلم عن هارون بن معروف، وأخرجه البخاري، وأبو داود من حديث ابن وهب.
وروي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أنه ذكر صفة قبر هود عليه السلام في بلاد اليمن. وذكر آخرون أنه بدمشق، وبجامعها مكان في حائطه القبلي يزعم بعض الناس أنه قبر هود عليه السلام والله أعلم
وإلى اللقاء مع نبي آخر إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
30-07-2009, 10:27 PM
http://www6.0zz0.com/2009/06/30/11/106130109.jpg (http://www.0zz0.com)
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/370578981.jpg (http://www.0zz0.com)
صالح عليه السلام
لم تذكر كتب القصص الفترة التي عاشها إنما ذكر أنه بعد هلاك قومه توجه مع من أمن بالله إلي إلى مكة
وقيل أنهم أقاموا في ديارهم وماتوا وقبورهم غربي الكعبة , وقيل أنهم توجهوا إلى الرملة بفلسطين وهو الأرجح
وقيل أنهم توجهوا إلى حضرموت ويزعمون أن قبر النبي صالح عليه السلام هناك والله اعلم.
1- قوم ثمود
في منطقة الحِجْر التي تقع بين الحجاز وتبوك، والتي تسمى الآن ( بمدائن صالح ) كانت تعيش قبيلة مشهورة تسمى ثمود وسميت القبيلة باسم جدهم ثمود أخي جديس، وهما أبنا عاثر بن إرم بن سام بن نوح. وكانوا عرباً من العاربة وكانوا بعد قوم عاد، وكانوا يعبدون الأصنام
وكانت لهم حضارة عمرانية واضحة المعالم،
فقد نحتوا الجبال واتخذوها بيوتًا، يسكنون فيها في الشتاء؛ لتحميهم من الأمطار والعواصف التي تأتي إليهم من حين لآخر واتخذوا من السهول قصورًا يقيمون فيها في الصيف.
وَاذْكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ (سورة الأعراف: 74)
وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ (سورة الشعراء:149)
وأنعم الله -عز وجل- عليهم بنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى، فأعطاهم الأرض الخصبة، والماء العذب الغزير، والحدائق والنخيل، والزروع والثمار،
ولكنهم قابلوا النعمة بالجحود والنكران، فكفروا بالله -سبحانه- ولم يشكروه على نعمه
وعبدوا الأصنام، وجعلوها شريكة لله، وقدَّموا إليها القرابين، وذبحوا لها الذبائح وتضرعوا لها، وأخذوا يدعونها من دون الله
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
01-08-2009, 09:22 PM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/654291800.gif (http://www.0zz0.com)
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/242734910.gif (http://www.0zz0.com/)
صالح عليه السلام
2- الدعوة إلى عبادة الله
فأراد الله هدايتهم، فأرسل إليهم نبيًّا منهم، هو صالح -عليه السلام- صالح بن عبيد بن ماشخ بن عبيد بن حاجر بنثمود بن عاثر بن إرم بن سام بن نوح
وكان رجلاً كريمًا تقيًّا محبوبًا لديهم.
وبدأ صالح يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له،
وترك ما هم فيه من عبادة الأصنام،
وكانت دعوة صالح لهم واضحة وضوح الشمس, فهي دعوة التوحيد في صميمها, وهي اعلان مباشر بحرية العقل وحرية التفكير وحرية الاختيار فهذه الحجج بين أيديهم الله واحد, خالق كل شيء, لا شريك له وهو النافع وهو الرازق وهو الرحيم_ أمام حجر لا ينفع ولا يضر من صنع من يعبدونه, وهو من خلق الله سبحانه عز وجلّ.
فرفض قومه ذلك، وقالوا له: يا صالح قد كنت بيننا رجلا فاضلاً كريمًا محبوبًا نستشيرك في جميع أمورنا لعلمك وعقلك وصدقك، فماذا حدث لك؟!
وقال رجل من القوم: يا صالح ما الذي دعاك لأن تأمرنا أن نترك ديننا الذي وجدنا عليه آباءنا وأجدادنا، ونتبع دينًا جديدًا ؟!
وقال آخر: يا صالح قد خاب رجاؤنا فيك، وصِرْتَ في رأينا رجلا مختلَّ التفكير.
كل هذه الاتهامات وجهت لنبي الله صالح -عليه السلام-
فلم يقابل إساءتهم له بإساءة مثلها،
ولم ييأس من استهزائهم به وعدم استجابتهم له،
بل ظل يتمسك بدين الله رغم كلامهم، ويدعوهم إلى عبادة الله الواحد الأحد،
ويذكِّرهم بما حدث للأمم التي قبلهم، وما حلَّ بهم من العذاب بسبب كفرهم وعنادهم،
ثم أخذ صالح يذكِّرهم بنعم الله عليهم، فقال لهم:
{أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آَمِنِينَ (146) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (147) وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ} [الشعراء:146-148].
ثم أراد أن يبين لهم الطريق الصحيح لعبادة الله،
وأنهم لو استغفروا الله وتابوا إليه فإن الله سيقبل توبتهم،
فقال : {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ } [هود: 61]
فآمنت به طائفة من الفقراء والمساكين، وكفرت طائفة الأغنياء، واستكبروا وكذبوه،
وقالوا: {أفَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (24) أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ } [القمر: 24-25].
وحاولت الفئة الكافرة ذات يوم أن تصرف الذين آمنوا بصالح عن دينهم وتجعلهم يشكون في رسالته،
فقالوا لهم: {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ } _[الأعراف:75] أي: هل تأكدتم أنه رسول من عند الله؟
فأعلنت الفئة المؤمنة تمسكها بما أُنْزِلَ على صالح وبما جاء به من ربه، وقالوا:
{قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ} [الأعراف: 75]
فأصرَّت الفئة الكافرة على ضلالها وقالوا معلنين كفرهم وضلالهم: {قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آَمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ } [الأعراف: 76] ولما رأى
صالح -عليه السلام- إصرارهم على الضلال والكفر قال لهم: {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآَتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ} [هود: 63].
وكان صالح -عليه السلام- يخاطب قومه بأخلاق الداعي الكريمة، وآدابه الرفيعة ويدعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة تارة، ويجادلهم تارة أخرى في موضع الجدال،
مؤكدًا على أن عبادة الله هي الحق، والطريق المستقيم.
ولكن قومه تمادوا في كفرهم، وأخذوا يدبرون له المكائد والحيل حتى لا يؤمن به أكثر الناس،
وذات يوم كان صالح -عليه السلام- يدعوهم إلى عبادة الله، ويبين لهم نعم الله الكثيرة، وأنه يجب شكره وحمده عليها، فقالوا له: يا صالح ما أنت إلا بشر مثلنا، وإذا كنت تدعي أنك رسول الله، فلابد أن تأتينا بمعجزة وآية.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
02-08-2009, 11:28 PM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/879930778.gif (http://www.0zz0.com)
http://www11.0zz0.com/2009/06/22/18/991533457.gif (http://www.0zz0.com)
صالح عليه السلام
3- صالح والمعجزة
قال الله تعالى
{وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [الأعراف:73]
إن الله سبحانه وتعالى عندما يؤيد رسله وأنبياءه بالمعجزات فإنه لا يتحدى بها فردا واحدا, ولكنه يتحدى أمة بأكملها, إنه يطلب منهم أن يستعين بعضهم ببعض إن استطاعوا, ولن يستطيعوا.
وحتى لا يقول الكفار: لقد جاء نبي يدعو الرسالة بشيء لم نتقنه ونبغ فيه, ولو تعلمناه لجئنا بمثل هذه المعجزة, جاءهم بشيء تعلموه بل ونبغوا فيه واشتهروا بفعله, ثم بعد ذلك تحداهم به, لكنهم يعجزون!!
ومعنى التحدي هو إثارة حماس القوى المعارضة لتفعل والقوى المعارضة هي الكفار, أو غير المؤمنين.
لقد تحدّاهم علنا, لتهيج نفوسهم أمام الناس, ويحاولوا قدر طاقاتهم أن يأتوا بمثل المعجزة ويحشدوا لها طاقاتهم, بل ويجنّدوا لها للرد عليها, ولكنهم مع كل ذلك, ورغم كل ذلك يعجزون.
واذا كان صالح عليه السلام قد احتاج من الله عز وجلّ معجزة, كي يعزز دعوته ورسالته بالحجة التي لا ترد فإننا يجب أن نعرف معنى المعجزة وما هي المعجزة؟
ومعنى المعجزة أن يأتي الله سبحانه وتعالى على يد رسول من البشر بأمر خارق ليثبت بها صدق بلاغ هذا الرسول عن الله عز وجل,
فكان الرسول يقول: أنا لم أعرف بينكم بما نبغتم فيه, ولكني أتيت بشيء لا تقدرون عليه.
وأنا أتحداكم أن تجتمعوا جميعا وتستعينوا بعضكم ببعض.. ولن تقدروا على الإتيان بهذ المعجزة.
وهذا دليل صدقي في التبليغ عن الله.. أن أعوزكم الدليل, وكنتم في شك مما أقول).
معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم للشيخ محمد متولي الشعراوي.
وقد ذكر المفسرون أن ثمود اجتمعوا يوما في ناديهم, فجاءهم رسول الله صالح فدعاهم الى الله, وذكّرهم وحذرهم ووعظهم وأمرهم, ولكنهم قالوا
) مَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ( سورة الشعراء154
سألوا منه أن يأتيهم بخارق يدل على صدق ما جاءهم به.
فقالوا له: إن أنت أخرجت لنا من هذه الصخرة, وأشاروا إلى صخرة هناك_
إن أنت أخرجت لنا منها ناقة_ من صفاتها كذا وكذا وذكروا أوصافا فأسموها ونعتوها وتفننوا فيها, وأن تكون عشراء طويلة.( قصص الأنبياء لابن كثير).
فقال لهم صالح عليه السلام وهو يعرفهم ويعرف طباعهم: أرايتم ان أجبتكم الى ما سألتم على الوجه الذي طلبتم, أتؤمنون بما جئتكم به وتصدقون ما أرسلت به؟
فأخذ عهودهم ومواثيقهم على ذلك.
كان شرط صالح عليه السلام واضحا لاجدال فيه, فهم يطلبون ناقة تخرج من صخرة أمامهم, عشراء طويلة, بكل الأوصاف التي طلبوها, وهذ الأمر في حدود تفكير البشر مستحيل, وقد طلبوه خصيصا لأنه مستحيل وظنوا أنهم بطلبهم المستحيل هذا يعجزون صالح.
هكذا وصلت حدود البشر ولا حدود لهم تتجاوز هذا الأمر.
أمّا صالح عليه السلام فقد استوثق منهم العهد ووضع الشرط وهو على يقين دائم بأن الله سبحانه عز وجل لن يخذله أبدا, ولم يتطرّق الى تفكيره أن ما يطلبونه مستحيل بل هو يسير على الله عز وجل فليطلب من ربه المعجزة اليسيرة على الله سبحانه, المستحيلة في ظنهم.
قام صالح إلي مصلاه فصلى لله عز وجل ما قدّر له أن يصلي
واتجه في خشوع وايمان الى ربه بالدعاء, فطلب من ربه أن يجيبهم الى ما طلبوا, فكان منه الدعاء ومن الله الاستجابة
فأمر الله عز وجل تلك الصخرة أن تنفطر عن ناقة عظيمة كوماء عشراء، على الوجه الذي طلبوا، وعلى الصفة التي نعتوا.
وانتظر القوم, وجهزوا سخريتهم عندما يعجز صالح عن الإتيان بناقة تخرج من هذه الصخرة التي أشاروا اليها وهذا مستحيل في ظنّهم وعرفهم ويقينهم.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عابرتـ سبيلـ ,
04-08-2009, 10:21 AM
قصص رائعه من اشخاص لهم مكانه وقدر كبير في قلوبنا عليهم السلام ...
جزاكِ الله خيرا اختي الفاضله ..
أموووونة
04-08-2009, 11:55 PM
http://www11.0zz0.com/2009/05/22/11/110382306.gif (http://www.0zz0.com)
http://www11.0zz0.com/2009/05/22/11/302537323.gif (http://www.0zz0.com)
صالح عليه السلام
4. الناقة المعجزة
استجاب الله عز وجل فأمر سبحانه جلّ شأنه تلك الصخرة التي أشاروا اليها أن تنفطر عن ناقة عظيمة عشراء على الوجه والشروط التي وضعوها, أو على الصفة التي نعتوا.
كانت الناقة آية ومعجزة من معجزات الله,
لأن الآية هي المعجزة,
ويقال أن الناقة كانت معجزة لأن صخرة في الجبل انشقت يوما وخرجت منها الناقة وخرج وراءها وليدها الصغير, وولدت من غير الطريق المعروف للولادة,
كانت هذه الناقة معجزة, ووصفها الله سبحانه وتعالى بقوله:
{ وَيَا قَوْمِ هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً }. هود 64.
لقد أضافها الله لنفسه سبحانه عز وجل بمعنى أنها ليست ناقة عادية وانما هي معجزة من الله.
انفطرت الصخرة عن الناقة, وظهرت لهم مع وليدها.
فلما عاينوها رأوا أمرا عظيما, ومنظرا هائلا, وقدرة باهرة,
وقد أدهشت الناقة قوم ثمود في البداية,
فقد كانت ناقة مباركة..
كان لبنها يكفي آلاف الرجال والنساء والأطفال,
وكانت اذا نامت في موضع هجرته كل الحيوانات الأخرى,
كان واضحا أنها ليست مجرّد ناقة عاديّة, وانما هي آية من آيات الله.
ودليلا قاطعا, وبرهانا ساطعا فآمن كثير منهم, واستمرّ أكثرهم على كفرهم وضلالهم وعنادهم.
وقال تعالى:
(وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا( سورة الإسراء:59
(وآتينا ثمود الناقة) آية (مبصرة) بينة واضحة
(فظلموا) كفروا بها (وما نرسل بالآيات) المعجزات (إلا تخويفا) للعباد فيؤمنوا
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
05-08-2009, 08:01 PM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/11/332602968.gif (http://www.0zz0.com)
صالح عليه السلام
5 -مخالفة صالح عليه السلام
قال تعالى: سورة القمر
إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ 27
وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاء قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ28
فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ 29
فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ 30
إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ31
وأصدر الله أمره الى صالح أن يأمر قومه بعدم المساس بالناقة أو ايذائها أو قتلها, أمرهم أن يتركوها تأكل من أرض الله, وألا يمسوها بسوء, وحذرهم أنهم اذا مدّوا أيديهم بالأذى للناقة فسوف يأخذهم عذاب قريب.
} فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ{ سورة هود:64
وعاشت الناقة بينهم, فآمن منهم من آمن وبقي أغلبهم على الكفر والعناد.
وكان رئيس الذين آمنوا رجل يقال له: جندع بن عمرو بن محلاة وكان من رؤسائهم وأشرافهم. قصص الأنبياء لابن كثير.
وهمّ بقيّة الأشراف بالدخول في دين صالح إلا أن رجلا يقال له ذؤاب بن عمر ورجل آخر اسمه الحباب كان صاحب أصنامهم نهياهم عن ذلك.
ولما حذرهم صالح عليه السلام من أن هذه ناقة الله فلا يمسوها بسوء أبدا, تحسّروا على أن تبقى بين أظهرهم, ترعى حيث شاءت من أرضهم وترد الماء يوما بعد يوم, وكانت اذا وردت الماء تشرب ماء البئر يومها ذلك, فكانوا يرفعون حاجتهم من الماء في يومهم المخصص لهم ليشربوها في اليوم التالي يوم الناقة, ويقال أنهم كانوا يشربون من لبنها كفايتهم,
وكانت الناقة فتنة لهم واختبارا عظيما لإيمانهم ليرى أيؤمنون بها أم يكفرون؟ والله أعلم بما يفعلون.
وقد قال الله عز وجل لصالح:{ فَارْتَقِبْهُمْ } أي انتظر ما يكون من أمرهم { وَاصْطَبِرْ } على أذاهم فسيأتيك الخبر على جليّة. وقال له عز وجل:
{ وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاء قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ }.
}قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ {سورة الشعراء:155
ورغم أنه كان واضحا أنها ليست مجرد ناقة عادية,
وإنما هي آية ومعجزة من معجزات الله,
رغم ذلك تحوّلت الكراهية عن سيدنا صالح الى الناقة المباركة!! تركزت عليها الكراهية, وبدأت المؤامرة تنسج خيوطها ضد الناقة..
كره الكافرون هذه الناقة العظيمة, وهذه الآية المعجزة, كرهوا ناقة الله وآية الله العظيمة, ودبّروا في أنفسهم أمرا.
وقد كان طبيعيّا أن يجيء التدبير السيء من رؤساء القوم.
} وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ{ سورة الشعراء: 156
وقد ذكر المؤرخون وعلماء التفسير(الطبري في تاريخه):
أن امرأتين من ثمود اسم احداها "صدوقة" ابنة المحيا بن زهير المختار, وكانت ذات حسب ومال, وكانت تحت رجل مسلم آمن بصالح ففارقته وتركته,
فدعت ابن عم لها يقال له "مصرع" بن مهرج بن المحيا, وعرضت عليه نفسها إن هو عقر الناقة,
واسم الأخرى "عنيزة" بنت غنيم بن مجلز, وتكنّى أم غنمة أو أم عثمان وكانت عجوزا كافرة لها بنات من زوجها ذؤاب بن عمرو أحد الرؤساء
فعرضت بناتها الأربع على قدار بن سالف, إن هو عقر الناقة فله أي بناتها شاء, أي واحدة منهن يرغبها.
فابتدر وانتدب هذان الشابان لعقرها وسعيا في قومهم بذلك, فاستجاب لهما سبعة آخرون فصاروا تسعة.
وهم المذكورون في قوله تعالى:
{وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ} [النمل: 48]
وسعوا في بقيّة القبيلة قبيلة ثمود وحسّنوا لهم قتل الناقة وكان لهم مجلس كبير.
فلما سقط الليل على مدينة ثمود.
وانتصبت الجبال شامخة تحتضن البيوت المنحوتة فيها,
وبدا واضحا للكافرين أن أحدا لا يمكن أن ينالهم بسوء.
وفي داخل أحد القصور أضيئت المشاعل,
وجلس الكفار وقد دارت عليهم كؤوس الشراب وهم شبه دائرة. كل رؤساء القوم حضروا هذه الجلسة الخطيرة.
انعقدت الجلسة ودار بينهم حوار طويل.
قال أحد الكافرين:{ فَقَالُوا أَبَشَرًا مِّنَّا وَاحِدًا نَّتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ} القمر 24.
(لفي ضلال) ذهاب عن الصواب (وسعر) جنون
وقال آخر:{ . أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ
}. القمر 25
(أشر) أي متكبر بطر
وعادت الكؤوس تدور وانتقل الحوار من صالح الى ناقة الله.
قال أحد الكافرين: اذا جاء الصيف جاءت الناقة الى ظل الوادي البارد فتهرب منه المواشي الى الحر.
وقال كافر آخر: واذا جاء الشتاء بحثت الناقة عن أدفأ مكان واستراحت فيه فتهرب مواشينا الى البرد وتتعرض للمرض.
وأصبح الجميع في سكر كامل وكؤوس الشراب تدور وهي تهتز في أيدي الشاربين, وأمر أحد الجالسين أن تكف المغنية عن الغناء حتى يستطيع أن يفكّر.. وصمت الجميع.
ثم قطع هذا الرجل السكّير صمت الحاضرين بقوله: ليس هناك غير حل واحد.
قالوا وما هو؟
قال: نقتل الناقة, ثم بعدها نقتل صالحا.
وبدأ الحاضرون في الحديث عن صالح بقول السوء
فقال أحدهم:
كم نتشاءم منه ونتطيّر,
ومن ناقته ومن كل الذين أمنوا معه.
إنه حل واحد نقتل الناقة, ثم نثني عليه, طرح اسم القاتل, انه رجل جبار من جبابرة المدينة, رجل يعبث في الأرض فسادا ولا يكف عن شرب الخمر والويل لمن يعترضه وهو مخمور, وله أعوان يساعدونه على القتل. ويستطيعون أن يكونوا أداة للجريمة ويختاروا مكان التنفيذ بأنفسهم.
}فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ{ القمر:29
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
07-08-2009, 01:25 AM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/803672142.gif (http://www.0zz0.com)
صالح عليه السلام
6- ليلة المأساة
}إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا {سورة الشمس 12
}فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا{ الشمس 13
}فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا{ الشمس 14
}وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا{ الشمس 15
وجاءت ليلة الغدر, كانت الناقة المباركة تنام وهي تضم لصدرها طفلها الصغير الذي استدفأ بها, واستعدّ المجرمون التسعة لجريمتهم
وعلى رأسهم قدار بن سالف. لعنه الله,
وخرجوا من جوف الظلام وفي نفوسهم الخيانة, وكان زعيمهم قدار بن سالف قد شرب كثيرا من الخمر, حتى لم يعد يرى ما أمامه وهجم الرجال التسعة على الناقة فنهضت واقفة ونهض طفلها فزعا,
وامتدت الأيدي القاتلة إليها للقضاء عليها,
وكان أوّل من سطا على الناقة هو قدار بن سالف,
فعرقبها أي ضربها في عرقوبها فسقطت على الأرض,
ثم ابتدروها بأسيافهم يقطعونها
{فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ} [هود:65]
فلما رأى ذلك طفلها, شرد عنهم فعلا الى الجبل هناك ورغا ثلاث مرات
ولذلك أوحى الله لصالح أن المدة ثلاث أيام لوقوع العذاب كما رغا ابن الناقة ثلاث مرات
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
07-08-2009, 08:10 PM
http://www10.0zz0.com/2009/06/27/16/866548780.jpg (http://www.0zz0.com)
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/242734910.gif (http://www.0zz0.com)
صالح عليه السلام
7 - نهاية قوم ثمود
ولما علم صالح عليه السلام بما حدث خرج غاضبا على قومه, وقال لهم: ألم أحذركم أن تمسوا الناقة.
{ فَعَقَرُواْ النَّاقَةَ وَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُواْ يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ
} سورة الأعراف:77
قالوا: قتلناها فائتنا بالعذاب واستعجله لنا ألم تقل لنا أنك من المرسلين؟
فجمعوا في كلامهم هذا بين كفر بليغ من وجوه:
منها: أنهم خالفوا الله ورسوله في ارتكابهم النهي الأكيد في عقر الناقة؛ التي جعلها الله لهم آية. ومنها: أنهم استعجلوا وقوع العذاب بهم، فاستحقوه من وجهيه: أحدهما: الشرط عليهم في قوله:
فلهذا قال لهم صالح: (تمتعوا في داركم ثلاثة أيام) أي: غير يومهم ذلك،
فقال لهم صالح عليه السلام:
{ فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ
} هود 65, أي غير يومهم ذلك.
فلم يصدقوه أيضاً في هذا الوعد الأكيد، بل لما أمسوا هموا بقتله وأرادوا ـ فيما يزعمون ـ أن يلحقوه بالناقة. (قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله) أي: لنكبسنه في داره مع أهله فلنقتلنه، ثم لنجحدن قتله، ولننكرن ذلك، إن طالبنا أولياؤه بدمه،
وقال الله عز وجل:
{ قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ}. النمل 49.
وأصبحت ثمود يوم الخميس ـ وهو اليوم الأول من أيام النظرة ـ ووجوههم مصفرة؛ كما أنذرهم صالح عليه السلام، فلما أمسوا نادوا بأجمعهم ألا قد مضى يوم من الأجل،
ثم أصبحوا في اليوم الثاني من أيام التأجيل وهو يوم الجمعة ـ ووجوههم محمرة، فلما أمسوا نادوا: ألا قد مضى يومان من الأجل،
ثم أصبحوا في اليوم الثالث من أيام المتاع وهو يوم السبت ـ ووجوههم مسودة، فلما أمسوا نادوا: ألا قد مضى الأجل وليس هناك شيء من العذاب
فلما كان صبيحة يوم الأحد تحنطوا وتأهبوا وقعدوا ينتظرون ماذا يحل بهم من العذاب والنكال والنقمة
لا يدرون كيف يفعل بهم ولا من أي جهة تأتيهم العذاب.
قال الله تعالى:
وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ
النمل: 50
فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ
النمل: 51 –
{فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ
النمل: (52)
فلما أشرقت الشمس جاءتهم صيحة من السماء من فوقهم، ورجفة شديدة من أسفل منهم، ففاضت الأرواح، وزهقت النفوس، وسكنت الحركات، وخشعت الأصوات، وحقت الحقائق، فأصبحوا في دارهم جائمين، جثثاً لا أرواح فيها ولا حراك بها،
وانقضّت الصيحة على الجبال فهلك فيها كل شيء حي, وارتجفت الأرض رجفة جبّارة فهلك فوقها كل شيءو هلكوا جميعا في صرخة واحدة
فأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر.
قالوا: ولم يبق منهم أحد إلا جارية كانت مقعدة واسمها "كلبة" ابنة السلق ـ ويقال لها الذريعة ـ وكانت شديدة الكفر والعداوة لصالح عليه السلام، فلما رأت العذاب أطلقت رجلاها، فقامت تسعى كأسرع شيء، فأتت حيا من العرب فأخبرتهم بما رأت وما حل بقومها واستسقتهم ماء، فلما شربت ماتت.
قال الله تعالى:
كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ كَفرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْدًا لِّثَمُودَ
سورة هود:68
(كأن لم يغنوا فيها) أي: لم يقيموا فيها من سعة ورزق وغناء
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
08-08-2009, 11:05 PM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/803672142.gif (http://www.0zz0.com)
صالح عليه السلام
8 -نجاة سيدنا صالح
وهكذا أهلك الله -عز وجل- قوم صالح بسبب كفرهم وعنادهم وقتلهم لناقة الله، والاستهزاء بنبيهم صالح -عليه السلام- وعدم إيمانهم به، وبعد أن أهلك الله الكافرين من ثمود، وقف صالح -عليه السلام- ومن معه من المؤمنين ينظرون إليهم،
فقال صالح -عليه السلام- : {فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ } [الأعراف: 79].
وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ سورة النمل 53
(وأنجينا الذين آمنوا) بصالح وهم أربعة آلاف (وكانوا يتقون) الشرك تفسير الجلالين
أما الذين آمنوا بسيّدنا صالح فكانوا قد غادروا المكان مع النبي صالح عليه السلام ونجّاهم الله.
ويقال: إن صالحاً ـ عليه السلام ـ انتقل إلي حرم الله، فأقام به حتى مات.
ولقد مرَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- على ديار ثمود
(المعروفة الآن بمدائن صالح)
وهو ذاهب إلى تبوك سنة تسع من الهجرة، فأمر أصحابه أن يمروا عليها خاشعين خائفين، كراهة أن يصيبهم ما أصاب أهلها، وأمرهم بعدم دخول القرية الظالمة وعدم الشرب من مائها. [متفق عليه].
وقال محمد بن إسحاق: حدثني يزيد بن محمد بن خثيم، عن محمد بن كعب، عن محمد بن خثيم بن يزيد، عن عمار بن ياسر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: "ألا أحدثك بأشقى الناس"؟ قال: بلى، قال: "رجلان: أحدهما أحيمر ثمود الذي عقر الناقة، والذي يضربك يا علي على هذا ـ يعني قرنه ـ حتى تبتل منه هذه ـ يعني لحيته ـ". رواه ابن أبي حاتم
قال الإمام احمد: حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن أبي الزبير، عن جابر قال: لما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحجر قال: "لا تسألوا الآيات وقد سألها قوم صالح، فكانت ـ يعني الناقة ـ ترد من هذا الفج تصدر من هذا الفج، فعتوا على أمر ربهم فعقروها، فكانت تشرب ماءهم يوماً ويشربون لبنها يوماً، فعرقوها فأخذتهم صيحة أهمد الله عز وجل بها من تحت أديم السماء منهم إلا رجلاً واحداً كان في حرم الله عز وجل" فقالوا: من هو يا رسول الله؟ قال: "هو أبو رغال، فلما خرج من الحرم أصابه ما أصاب قومه". وهذا الحديث على شرط مسلم، وليس هو في شيء من الكتب الستة، والله أعلم.
وقال جاء من وجه آخر متصلاً كما ذكره محمد بن إسحاق في السيرة عن إسماعيل ابن أمية عن بجير بن أبي بجير، قال: سمعت عبد الله بن عمر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرجنا معه إلي الطائف، فمررنا بقبر؛ فقال: "إن هذا قبر أبي زغال وهو أبو ثقيف؛ وكان من ثمود؛ وكان بهذا الحرم يدفع عنه؛ فلما خرج منه أصابته النقمة التي أصابت قومه بهذا المكان فدفن فيه، وآية ذلك أنه دفن معه غصن من ذهب، إن أنتم نبشتم عنه أصبتموه معه" فابتدره الناس فاستخرجوا من الغصن. وهكذا رواه أبو داود من طريق محمد بن إسحاق به.
قال الإمام احمد: حدثنا وكيع، وحدثنا زمعة بن صالح، عن سلمة بن وهرام، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما مر النبي صلى الله عليه وسلم بوادي عسفان حين حج قال: "يا أبا بكر أي واد هذا؟" قال: وادي عسفان، قال: "لقد مر به هود وصالح عليهما السلام على بكرات خطمها الليف، أزرهم العباء، وأرديتهم النمار يلبون يحجون البيت العتيق". إسناد حسن
وإلى اللقاء مع نبي آخر إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
11-08-2009, 11:54 PM
http://www11.0zz0.com/2009/06/18/20/855086794.gif (http://www.0zz0.com)
إبراهيم عليه السلام
إبراهيم الخليل عليه السلام نبي الله, وهو خليل الرحمن, وأبو الأنبياء الأكبر من بعد نوح عليهما السلام ولد بعد الطوفان بـ 1263 سنة
ولد إبراهيم عليه السلام في أور الكلدانيين في العراق, أما أبوه فهو "آزر" كما ورد في القرآن الكريم, وكان قوم إبراهيم عليه السلام الذين ولد فيهم يعبدون الكواكب السيّارة والأصنام, وقد دلت الآثار التي اكتشفت في العراق على صحة ما عرف في التاريخ من عبادتهم للأصنام الكثيرة, كما ورد في القرآن الكريم حتى كاد أن يكون لكل منهم صنم خاص به سواء الأغنياء أو الفقراء منهم في ذلك.
النار لا تحرق النبي
قال تعالى:{ قالوا حرّقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين* قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم* وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين} الأنبياء 68-70.
وقد عاب إبراهيم عليه السلام على قومه في العراق شركهم بالله وعبادتهم الأصنام, وجادل أباه وقومه في ذلك, ثم أراد أن يلفت أنظارهم إلى باطل ما هم عليه من عبادة غير الله بما جاء به من حجج مقنعة وقوية وقيامه بتكسيره أصنامهم إلا كبيرهم, ولكن لم يرجعوا عن كفرهم وضلالهم, وإنما قرروا قتله بإلقائه في النار.
هذه السطور هي ملخص سريع لقصة سيدنا إبراهيم إلى أن جاءت معجزة خروجه من النار ونجاته منها. ولنر هذا الصراع من البدء إلى أن وصل إلى نقطة القرار الشرير وهو السعي إلى حرق إبراهيم عليه السلام بالنار والتخلص منه.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
12-08-2009, 12:45 PM
http://www11.0zz0.com/2009/05/22/19/859774390.gif (http://www.0zz0.com)
إبراهيم عليه السلام
1. حوار مع الأب
بدأ إبراهيم عليه السلام حوارا مع أبيه بالدعوة إلى الله فنهاه عن عبادة الأصنام وقد ذكر ذلك في القرآن الكريم.
قال عز وجل:{وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة إني أراك وقومك في ضلال مبين}. الأنعام 74.
ولقد أنكر إبراهيم عليه السلام على أبيه عبادة الأصنام, وقال له: إني أراك وقومك تسلكون مسلك الضلال, فأنتم لا تهتدون إلى الطريق الصحيح, إنكم تائهون لا تهتدون إلى أين تذهبون, إن ضلالكم هذا واضح لا شبهة فيه لأن الأصنام والأوثان التي تعبدونها, والتي اتخذتموها آلهة لكم, لا تصلح أن تكون آلهة في أنفسها.
قد آمن إبراهيم عليه السلام وأيقن أن الله واحد لا شريك له صاحب معجزات تفوق كل هذا الكون آمن بذلك وبدأ يضرب الأمثال لقد أراه ربه الدلالة على وحدانيّته, فلما رأى كوكبا قال لقومه هذا ربي على زعمكم, لأنهم كانوا يعبدون الكواكب والشمس والنجوم والقمر, وكذلك قال إبراهيم لقومه عن القمر فقال: انه ربي على زعم أنكم تقولون أنه اله ورب وكذلك عن الشمس, فلما غابت وأفلت, وقد رأى أفول الشمس قال للناس مبرّئا نفسه من الكفر والشرك: إني بريء من شرككم بالله تعالى. واني بريء أيضا من هذه الأصنام والكواكب والمعبودات التي جعلتموها آلهة مع الله, وقال إبراهيم عليه السلام:{ قال يا قوم إني بريء مما تشركون}. الأنعام 78.
ثم أضاف إبراهيم عليه السلام مبلّغا قومه رسالته ودينه وربّه الذي آمن به, فقال:
{ إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا, وما أنا من المشركين} الأنعام 79.
وهنا يقصد إبراهيم عليه السلام أنه قصد بعبادته وتوحيده لله عز وجلّ, وبذلك يكون إبراهيم عليه السلام حنيفا,أي مائلا للحق ومنحازا له, وقال إبراهيم عليه السلام نافيا عن نفسه الشرك:{ وما أنا من المشركين} ولن أشرك بعبادة ربي أبدا فهو الذي خلقني ورزقني ومنّ عليّ بكل هذه النعم التي لا تحصى ولا تعد.
ولكن القوم لم يقتنعوا بكل هذه الحجج القويّة والدعوة الواضحة.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
15-08-2009, 10:56 PM
http://www12.0zz0.com/2009/06/30/21/577979180.jpg (http://www.0zz0.com)
إبراهيم عليه السلام
2. حوار مع قومه
جادل القوم الكفار إبراهيم عليه السلام فيما يقوله وفيما توصّل إليه من الحق بشأن معبوداتهم الباطلة,
لم يقنعهم قول الحق الذي قاله إبراهيم عليه السلام
فقال لهم: أتجادلونني في أمر الله الذي لا اله إلا هو, وقد بصّرني وهداني إلى الحق, فكيف ألتفت إلى أقوالكم الفاسدة,
وإنني لا أخاف من آلهتكم ولا أبالي بها ولا أقيم لها وزنا أبدا فان كانت حقا آلهة وكان لها ضرر أو كيد فكيدوني بها ولا تمهلوني, فالذي ينفع ويضر هو الله وحده أفلا تعتبرون وتعقلون وتتذكرون ما بيّنته لكم لتعلموا أن هذه الأصنام باطلة فتبتعدوا عن عبادتها, كيف أخاف من هذه الأصنام التي تعبدونها من دون الله ولا تخافون أنتم من الله الذي أشركتم به.
فأي الطائفتين يا قوم أحق بالأمن والطمأنينة والنجاة من عذاب الله يوم القيامة.
هل هو الفريق الذي يعبد أصناما خرساء صمّاء لا تنفع ولا تضرّ, ولا تنطق ولا تعقل, أو من يعبد الله الذي بيده الضرر والنفع, وخالق كل هذه النعم, وكل هذا الكون بما فيه الكواكب والشمس والقمر والأحجار التي تعبدونها فهل تعقلون كل هذا؟
إن كنتم تعقلوه فاعبدوا الله وحده لا شريك له واتركوا عبادة الأصنام.
أما الآمنون المطمئنون فهم الذين أخلصوا العبادة لله وحده لا شريك له, سبحانه عز وجلّ, إن هؤلاء المؤمنين هم الآمنون المهتدون في الدنيا.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
16-08-2009, 11:14 PM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/647720101.gif (http://www.0zz0.com)
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/718035054.gif (http://www.0zz0.com)
إبراهيم عليه السلام
3. حوار مع الأب ثانية
حرص إبراهيم كل الحرص على هداية أبيه وضمّه إلى دعوة التوحيد وترك الشرك بالله عز وجل, فكان عليه السلام صريحا معه, يصارحه فيما هو عليه من الكفر, ويقول له إن هذا الكفر إن لم تقلع عنه وتتركه ستذهب إلى النار, وستعذب عذابا شديدا.
لذلك فقد كان إبراهيم عليه السلام لطيفا ليّنا مع أبيه فهو يكرر دعوته له بغاية التلطف واللين معه,
مستعملا في حديثه كلمة {يا أبت} يشعره بأنه ابنه البار الحريص على ما ينفع أباه. وقد جاء حديثه في القرآن الكريم مع أبيه لطيفا ليّنا فقال له:
{واذكر في الكتاب إبراهيم, انه كان صدّيقا نبيّا* إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد مالا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا} مريم 41-42.
لقد سلك إبراهيم عليه السلام في دعوته لأبيه مسلكا عظيما, ومنهجا حسنا, واحتج عليه أبدع احتجاج كل ذلك بحسن أدب وخلق جميل, حتى لا تأخذه عزة نفسه فيرتكب ذنبا ويستمر في شركه وكفره.
لقد طلب إبراهيم من أبيه معرفة السبب في عبادته لما لا ينفع ولا يضر ولا يستحق العبادة أصلا, كيف يترك عبادة الله الخالق الرازق النافع الضار الذي يحيي ويميت؟! وهل يستسيغ ذلك عاقل؟!
وابتعد إبراهيم عليه السلام عن وصف أبيه بالجهل فقال:{ يا أبت أني قد جاءني من العلم ما لم يأتك}. مريم 43.
كان إبراهيم عليه السلام في حديثه وسطا, فلم يصف أباه بالجهل المطلق, ولم يصف نفسه بالعلم الفائق, ولكنه قال عليه السلام لأبيه: إن معي طائفة من العلم وشيئا منه ليس معك, وذلك علم الدلالة على الحق والطريق الصحيح, وهي دلالات وحجج واضحة قوية حاسمة لا لبس ولا شكّ فيها
فلا تستكثر يا أبت عليّ النصح وأقبل قولي.
فلك أن تتصوّر أنني أسير معك في طريق وعندي معرفة بالطريق ومسالكه, فمن مصلحتك أن تتبعني حتى تنجو من الضلال والتيه.
وحذر إبراهيم عليه السلام أباه من عبادة الشيطان, فقال له:
{ يا أبت لا تعبد الشيطان, إن الشيطان كان للرحمن عصيّا} مريم 44.
أي أن عبادتك لغير الله من أصنام وأوثان هي عبادة للشيطان, لأن الشيطان هو الذي يأمر بذلك وهو المؤول عنها, ولا ينبغي لك أن تطيع من يعصي الله الذي خلقك وأنعم عليك.
ثم قال إبراهيم لأبيه في تلطف: يا أبت إني أخاف إن عصيت الله وواليت عدوّه أن يقطع رحمته عنك كما قطعها عن الشيطان, فتكون كالشيطان يصيبك عذاب شديد.
وقد كان كل هذا التحذير والتخويف واضحا, ولكنه حمل أدبا وحسن خلق من إبراهيم حين قال:{ أخاف أن يمسّك عذاب} مريم 45.
فذكر إبراهيم عليه السلام خوفه عليه حتى من مس العذاب.
هكذا كان إبراهيم عليه السلام لطيفا مع أبيه, حسن الخلق ينصحه ويدعوه لطاعة الله, فيبدأ كل نصيحة من نصائحه الأربع
بقوله { يا أبت} على سبيل التوسل إليه والاستعطاف, ونيل رضاه, بذلك ضرب إبراهيم عليه السلام مثلا عظيما في حسن الخلق والتأدب مع أقرب الناس إليه وهو أبوه آزر, ولكن هل كان رد الأب ايجابيا؟
للأسف, لم يكن كذلك, فقد أصرّ على عناده وكفره
وقال لإبراهيم: أمعرض أنت يا إبراهيم ومنصرف عن آلهتي؟
لئن لم تمتنع عن الطعن والإساءة لآلهتي وان لم تبتعد عن نصحك لي بترك عبادتها لأرجمنّك بالحجارة, هيا اهجرني وابعد عني ولا تعد تأتيني أبدا.
سمع إبراهيم عليه السلام ردّ أبيه, ولم يعارضه بسوء الرد ولم يستمر معه في الجدال, وإنما قال له:
{ سلام عليك سأستغفر لك ربي انه كان بي حفيّا}. مريم 47.
لن أصيبك بمكروه يا أبي, ولكن سأدعو ربي أن يغفر لك انه كان بي حفيا أي مبالغا في اللطف بي. القرطبي ج1 ص111-113.
وقال إبراهيم عليه السلام:
سأجتنبكم وأتبرأ منكم ومن آلهتكم التي تعبدونها من دون الله, وأعبد ربي وحده لا شريك له عسى أن لا أكون بدعائه خائبا ضائع الجهد والسعي. ومضى إبراهيم عليه السلام لشأنه.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
17-08-2009, 11:22 PM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/879930778.gif (http://www.0zz0.com)
http://www11.0zz0.com/2009/06/22/18/991533457.gif (http://www.0zz0.com)
إبراهيم عليه السلام
4. حوار قبل تحطيم الأصنام
عاد إبراهيم عليه السلام ليحاور قومه, عسى أن يعودوا عن عنادهم وكفرهم, وسألهم قائلا: {ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون} الأنبياء 52.
فأجابوا على الفور:{ قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين} الأنبياء 53.
أي أنهم يعبدونها تقليدا لأسلافهم وأجدادهم, وحجتهم أمام إبراهيم هي تقليد آبائهم الذين ضلوا الطريق.
فقال لهم إبراهيم عليه السلام وعلى الفور وفي جرأة شديدة:
{ لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين} الأنبياء 54.
عند ذلك اتهموا إبراهيم عليه السلام باللعب بالألفاظ وقالوا له:
{ قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين}. الأنبياء 55.
أي: أجئتنا بالجد في دعوتك ورسالتك ونسبتنا إلى الكفر والضلال, أم أنت من اللاعبين المازحين في كلامهم, إننا لم نسمع من قبل كلاما كالذي تقوله يا إبراهيم.
فقال إبراهيم عليه السلام: لست بلاعب, بل أدعوكم إلى الله ربكم خالق السموات والأرض الذي خلقهن وأبدعهن انه هو الذي يجب أن يعبد وليس هذه الأصنام التي لا تضر ولا تنفع وأنا على ذلكم من الشاهدين, قوي الحجة, فهذه حجتي التي لا ينكرها أحد, وأنتم تحتجون بحجة باطلة وهي أنكم وجدتم آباءكم يعبدونها.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
18-08-2009, 11:55 PM
http://www11.0zz0.com/2009/05/22/11/110382306.gif (http://www.0zz0.com)
http://www11.0zz0.com/2009/05/22/11/302537323.gif (http://www.0zz0.com)
إبراهيم عليه السلام
5. إبراهيم يحطم الأصنام
بعد انتهاء هذا الجدال بين إبراهيم عليه السلام وقومه أراد إبراهيم عليه السلام أن يلفت أنظارهم, فعزم على تكسير أصنامهم وتحطيمها, لقد أقسم إبراهيم قائلا:{ وتالله لأكيدنّ أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين} الأنبياء 57.
وانتظر إبراهيم انصرافهم وخروجهم من عيدهم وتجمعهم, وحمل فأسا ومضى إلى حيث توجد الأصنام وجعل يحطم ويكسر الأصنام, حتى جعلها جميعا قطعا متناثرة هنا وهناك وأبقى على صنمهم الأكبر, أكبر صنم فيهم وعلّق في عنقه الفأس التي كسر بها بقيّة الأصنام, لعلهم يرجعون إلى إبراهيم عليه السلام ودينه ويتعظون بهذه الموعظة.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
&>مصقوعة بطاسة<&
19-08-2009, 12:09 AM
ماشاء الله
جزااااااك الله الف الف الف الف الف الف الف الف الف الف خيييييييييير
والله ماشاء الله احسه تعب بس والله ياحضك ماشاء الله
على الحسنات الي اخذتيها
يالله الله يهنيك فيها والى الامام
مشكوره والله
مصقوعه
أموووونة
20-08-2009, 12:40 AM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/800962946.gif (http://www.0zz0.com)
جزاكِ الله خيرا أختي &>مصقوعة بطاسة<&
شكرا لكِ على المرور الكريم
بارك الله فيكِ
http://www11.0zz0.com/2009/06/12/21/779740406.gif (http://www.0zz0.com)
أموووونة
20-08-2009, 12:42 AM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/11/332602968.gif (http://www.0zz0.com)
إبراهيم عليه السلام
6. بدء المعجزة
عاد الكفار إلى الأصنام وهالهم وروّعهم ما شاهدوه.. لقد كسرت أصنامهم جميعها وعلّق الفأس في عنق الصنم الأكبر فقالوا: من الظالم الذي فعل هذا بآلهتنا؟ انه جريء في ظلمه هذا.
كان بعض الناس من الكفار قد سمعوا إبراهيم عليه السلام ويقول:{ لأكيدنّ أصنامكم} فقالوا: سمعنا فتى يذكر أصناما بمكروه منه اسمه إبراهيم.
فقرروا أن يشكّلوا له محكمة يحاكمونه فيها أمام حشد كبير من الناس وهذا ما يريده إبراهيم عليه السلام, حتى يبيّن لأكبر عدد من الناس وأمام أكبر عدد منهم أنهم جاهلون, وأغبياء عندما عبدوا هذه الأصنام التي لا تدفع عنهم الضرر ولا تدفع حتى عن نفسها الضرر, ولا تملك لنفسها ضرّا نصرا عندما تتعرّض لسوء وهذا أمر ماثل وواضح أمامكم.
واحتشد الناس وجيء بإبراهيم أمام حشد هائل من الناس وطرح عليه السؤال:{ أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم} الأنبياء 62.
أجابهم بما يريد من إثبات بطلان حجتهم, وغباء تفكيرهم قال:{ بل فعله كبيرهم هذا فسألوهم إن كانوا ينطقون}!! حتى يتبيّن لهم أن هذه الأصنام لا تنطق ولا تعقل فهي جماد, وبهذا قصد إبراهيم تقريعهم وتوبيخهم على عبادة هذه الأصنام, فراجعوا عقولهم, ورجع بعضهم إلى بعض لضعف حجتهم وعجزهم عن الرد, وقال بعضهم لبعض: أنتم الظالمون بعبادة من لا ينطق بلفظة ولا يملك لنفسه شيئا, فكيف بنفع من يعبده ويدفع عنه الضرر وقد فشلوا في منع الفأس من تكسيرهم وتحطيمهم.
ولكن الكفار عادوا إلى جهلهم وعنادهم وقالوا لإبراهيم: لقد علمت أنهم لا ينطقون يا إبراهيم فكيف تقول لنا اسألوهم إن كانوا ينطقون, وأنت تعلم أنها لا تنطق؟
عند ذلك بدأ إبراهيم عليه السلام في استثمار هذا الموقف بعد أن وضعهم في أوّل طريق الحجة السليمة الصحيحة فقال لهم:
إذا كانت لا تنطق ولا تنفع ولا تضر فلم تعبدونها من دون الله؟, ثم تضجّر إبراهيم وتأفف منهم وقال لهم:{ أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون} الأنبياء 67.
ورغم كل ذلك فقد صدر الأمر, أمر العاجز عن الإقناع بالحجة صدر الأمر بقتل إبراهيم عليه السلام, وأن يكون هذا القتل بطريقة بشعة, انه الحرق بالنار حتى الموت.
قالوا: { حرّقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين} الأنبياء 68.
وجاء قولهم أو حكمهم في موضع آخر من الآيات الكريمة:{ قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم* فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين*} الصافات 97-98.
لقد عدلوا عن الجدال والمناظرة لما انقطعت حجتهم وغلبهم إبراهيم عليه السلام بالحق, ولم تبق لهم حجة ولا شبهة إلا استعمال قوتهم وسلطانهم, لينصروا ما هم عليه من سفههم وطغيانهم, فكادهم الله جل جلاله, وأملى كلمته ودينه وبرهانه.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
24-08-2009, 03:12 PM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/11/932056242.jpg (http://www.0zz0.com)
إبراهيم عليه السلام
7. المعجزة
ذهب الكفار إلى رجل من الأكراد يقال له "هيزن" وطلبوا منه أن يصنع منجنيقا ليضعوا فيه إبراهيم عليه السلام ويلقوه في النار.
وشرعوا على الفور في جمع الحطب من جميع الأماكن والشعاب هنا وهناك, فمكثوا مدة طويلة حتى أن المرأة منهم كانت إذا مرضت تنذر لئن عوفيت لتحملن حطبا لحرق إبراهيم عليه السلام, وحفروا حفرة ضخمة فوضعوا فيها كل الحطب الذي جمعوه, وأشعلوا النار, فاضطرمت وتأججت والتهبت علاها شرر لم ير مثله قط.
ثم أخذوا يقيّدون إبراهيم ويكتنفونه ويربطونه بالحبال وهو يقول:" لا اله إلا أنت سبحانك رب العالمين لك الحمد ولك الملك, لا شريك لك" رواه ابن عسكر في تاريخه 2\147.
فلما حملوه ووضعوه في كفة المنجنيق مقيّدا مكشوفا وأطلقوه إلى النار بالمنجنيق, لقيه جبريل في الهواء فقال له: يا إبراهيم ألك حاجة؟
فقال: أما إليك فلا! قصص الأنبياء لابن كثير ص 121.
وجاء أمر الله فوريّا وسريعا للنار فقال عز وجل:{ يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم}
حتى قيل أنه لولا أن الله قال:{ وسلاما على إبراهيم} لآذى بردها إبراهيم عليه السلام.
وقيل انه لم يصب إبراهيم عليه السلام منها إلا العرق على وجهه كان يمسحه جبريل عليه السلام.
ولما ألقي إبراهيم عليه السلام في النار كان يقول:
اللهم انك في السماء واحد, وأنا في الأرض واحد أعبدك.
وكان معه في النار ملك الظل, وصار إبراهيم عليه السلام من ميل الحفرة حوله نار وهو في روضة خضراء, والناس ينظرون إليه لا يقدرون على الوصول, ولا هو يخرج إليهم.
ومكث إبراهيم في النار أربعين يوما أو خمسين يوما كانت أطيب عيشا وأكثر بردا وسعادة.
ولم تحرق النار منه سوى وثاقه وحبله الذي ربطوه به فقط وكانت النار بردا وسلاما على إبراهيم, خرج منها بمعجزة عظيمة منّ الله بها عليه, وأبت النار أن تحرق إلا الكفار, فإنها لا تحرق الأنبياء بأمر الله, وهذه معجزة من معجزات إبراهيم عليه السلام التي منّ الله بها عليه.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
26-08-2009, 12:39 AM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/882350973.gif (http://www.0zz0.com)
إبراهيم عليه السلام
8 -معجزة الكبش العظيم
قال تعالى: { فلما أسلما وتلّه للجبين* وناديناه أن يا إبراهيم* قد صدّقت الرؤيا, إنا كذلك نجزي المحسنين* إن هذا لهو البلاء المبين* وفديناه بذبح عظيم} الصافات 103-107.
كان إبراهيم عليه السلام قد كبر ونالت منه الشيخوخة منالها ولم ينجب أبناء, وكان يدعو ربه دائما أن يرزقه الولد فأحست سارة برغبته هذه فقالت له: يا إبراهيم, إني عاقر, وأحب أن يرزقك الله بولد ولذلك فإنني سأهب لك جاريتي هاجر لكي تتزوّجها, فقد يرزقك الله بل ويرزقنا جميعا منها ولدا تقرّ به أعيننا!! صمت إبراهيم قليلا وحذر سارة من الغيرة إذا أتمّ هذا الأمر,فقالت سارة في ثقة واطمئنان تعودان إلى عاطفة وحنان متدفقين منها وهي أنثى شأنها شأن حواء على وجه الأرض, تحكم الأمور وتغلبها على الأرجح بعاطفتها, قالت: لا تخف يا إبراهيم, لا تخف.
تزوّج إبراهيم عليه السلام من هاجر التي وهبتها له سارة ومرّت أيام جميلة سعيدة فحملت هاجر وولدت لإبراهيم عليه السلام ولدا جميلا وضيئا أسمّاه إسماعيل.
وجاء إسماعيل بفرحة كبيرة دخلت على نفس إبراهيم عليه السلام فأحب إبراهيم عليه السلام إسماعيل حبا كثيرا, فكم من مرّة حمله وداعبه, وأحبه حبا كثيرا.
واستمرّت الأحوال في البيت النبوي الكبير هانئة سعيدة بوليدهم الصغير, فأبو الأنبياء سعيد غاية السعادة يشكر ربه ليل نهار ويسبّح بحمده على ما أفاء عليه من نعمة الولد وهو في هذا السن المتقدم.
وفجأة دوت في البيت النبوي الكبير مفاجأة كان مصدرها السيّدة سارة, فقد خرجت الأنوثة لطبيعتها تعبّر عما يجيش في صدرها دون تكلف, دبّت الغيرة في نفس الأنثى سارة وهي شأنه شأن بنات جنسها لا تستطيع أن تكتم ما في نفسها ولا أن تغيّر فطرة النساء وبنات حوّاء, جاهدت نفسها وكظمت غيظها, وحاولت أن تفعل شيئا, كانت تعلم أن هذا الأمر سيزعج إبراهيم عليه السلام ولكن نفسها لم تقاوم جبروت الغيرة, اقتربت من إبراهيم قليلا وتهاوت الدموع من عينيها قطرات وقالت في صوت متهدج: يا إبراهيم؛ إني لا أستطيع أن أساكن هاجر وابنها بعد اليوم, فانظر لنفسك ولها أمرا.
صمتت سارة وقد انتابها حزن شديد من أجل خليل الله الذي شاركها الصمت أيضا, نعم لا تستطيع سارة أن تكبح جماح الغيرة, وهذا ما كان يخشاه إبراهيم.
ظنّ إبراهيم عليه السلام في البداية أن الأمر بضع خطوات وينتهي الأمر بمسكن جديد قريب لهاجر وابنها, ولكن سارة ذهبت مذهبا بعيدا, قالت: إنني لا أريد أن تسكن هاجر بلدا أسكنه..
هكذا لم تستطع الصبر على مجرد وجودهما بالقرب من إبراهيم فيراهما بين الحين والآخر عن قرب.
انصرفت مشيئة الله أن يكون هذا قول سارة, وحاول إبراهيم أن يترضى سارة على هاجر وولدها إسماعيل, ولكنها أبت وأصرّت, فوجد أن لا مناص من أن يباعد بينهما.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
30-08-2009, 09:49 PM
http://www5.0zz0.com/2009/06/10/11/393349713.gif (http://www.0zz0.com)
إبراهيم عليه السلام
9 - ذهاب هاجر و إسماعيل
اصطحب إبراهيم هاجر وولده إسماعيل, وخرج بهما قاصدا مكانا يؤويهما فيه, وسار ما شاء الله له أن يسير, فترك فلسطين, وقصد جهة الجنوب, ضاربا في صحراء الحجاز, كان ذلك على ما يبدو بوحي خفي, فكان يمشي طوال النهار ولا يستقر في مكان إلا إذا أحس بتعب واحتاج للراحة أو أحس بجوع أو عطش, ثم يستأنف المسير بهاجر وولده الطفل الصغير, وظلّ على هذه الحال إلى أن استقرّ به المقام بوادي مكة, ومكان ملتقى الطرق للقادم والذاهب من الشام إلى اليمن وبالعكس, وفي هذا الوادي أقام إبراهيم لأسرته الصغيرة الأم ووليدها خيمة, يأويان إليها إذا جنّ عليهما الليل ويضعان فيها ما معهما من زاد ومتاع.
التفتت هاجر يمينا ونظرت يسارا, وكان ما تراه لا يوحي بشيء مريح, فهو مكان مجدب مقفر, فلم تقع عيناها على زرع ولا ضرع, ولا ماء, ولا حتى بشر يؤنسون وحدتها.
ساد الصمت برهة من الزمن هاجر تنظر هنا وهناك, وقد أصابتها حيرة ودهشة, فكيف اختار إبراهيم هذا المكان المقفر الموحش مستقرّا لأسرته, لا بد وأنه موحى إليه أو مأمور بذلك, وخطر ببالها أن تسأله حتى تجد تأكيد لخواطره وشكوكها, فرفعت رأسها وقالت في شغف: أأمرك ربك أن تتركنا هنا يا إبراهيم؟!.
قال إبراهيم: نعم.
قالت هاجر المؤمنة بربها على الفور: إذن توكل على الله, فقد وكلتنا إلى من لا يضيع عنده الرجاء.
وفي وداع يحمل هيبة الإيمان وجبروت المشاعر, ترك إبراهيم عليه السلام هاجر ووليدها الطفل الصغير إسماعيل ومضى وأحسب أن الدموع قد احتبست في حدقات هؤلاء البشر منها دموع طفل أنهكه السفر, وأقلقه أم ّ تضطرب أمام تجربة لم تعهدها من قبل.
ومضى إبراهيم منصرفا عن زوجته وابنه, فلما صار على مرمى النظر منهما, رفع رأسه وابتهل في دعاء خاشع فقال:
{ ربنا إني أسكنت من ذريّتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرّم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة تهوي أليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون} إبراهيم 37.
وكانت نظرة الوداع من إبراهيم بعد هذا الدعاء المبارك, الذي يعد دعاء لمان, ومضى إبراهيم عليه السلام عائدا إلى بلاد الشام.
مرّت الأيام وعطش إسماعيل وبكى وهرولت هاجر من وادي المروة إلى جبل الصفا وكررت, وتفجّر بئر زمزم, وشرب إسماعيل من عين عذبة خصصت لضيوف الرحمن, ولم تخف هاجر الضيعة فهنا سيبني خليل الله بيت الله.
وكانت عين زمزم التي تفجر ماؤها خير شيء في هذا المكان رغبة المارّة, فنزلوا بها, وأقاموا أوقاتا إلى جوارها للاستراحة والاستسقاء.
وراق لإحدى قبائل العرب أن تنزل بجوار وادي مكة, وهي قبيلة جرهم, فاستأذنوا هاجر, فأذنت لهم, فوجدت إلى جوارها من تستأنس به, وتطمئن إلى جواره. وعمرت مكة بهذه القبيلة وأصبح الوادي عامرا بالناس والإبل والماشية والطيور, وتحققت دعوة إبراهيم عليه السلام عندما دعا لها وهو مغادر هذا الوادي قاصدا بلاد الشام وفلسطين التي تسكنها سارة حين دعا ربه قائلا: { فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات}.
وفي بلاد الشام شعر إبراهيم عليه السلام بحنين لرؤية ابنه إسماعيل وزوجته هاجر, وجاء خليل الله إبراهيم ليرى ما فعل الله بوديعته, فوجد عمرانا وناسا وخياما, وحياة تدب في كل مكان, حتى ظن أنه قد ضلّ عن وادي مكة الذي ترك فيه إسماعيل وهاجر بأمر ربه, فقد كان واديا غير ذي زرع, حتى أنه سأل:
أهذا وادي مكة, أهنا تسكن هاجر وإسماعيل؟
عرف إبراهيم عليه السلام أنه وادي مكة.
ومضى خليل الرحمن يبحث عن خيمة هاجر وابنه إسماعيل بلهفة ما بعدها لهفة, وشوق ما بعده شوق, لقد كثرت الخيام وتعددت, ولكن خيمة هاجر شهيرة, معروفة لدى العامة في مكة. فأرشده الناس إليها.
نظر إبراهيم الخليل عليه السلام في وجه طفله المشرق, فسرّه سرورا كثيرا, وفرح به فرحا وفرحت هاجر بلقاء زوجها وشكرا الله على ما أولاهما من نعم, وعلى ما حباهما من عطف.
وظلّ هذا حال إبراهيم عليه السلام يأتي إلى أسرته الصغيرة الجميلة بين الحين والحين لرؤية إسماعيل وأمه.
وفي كل مرّة كان إبراهيم يصلي ويسجد شكرا لله عز وجل الذي أقر عينه بجمال طفله وهو في هذه السن البعيدة والعمر المتأخر, ولم تكن هذه نعمة الله الوحيدة على إبراهيم الخليل عليه السلام, ولكن الله أفاء عليه بالكثير الكثير من النعم والعطايا. وأكبرها نعمة الإيمان.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
01-09-2009, 01:40 AM
http://www11.0zz0.com/2009/05/22/19/859774390.gif (http://www.0zz0.com)
إبراهيم عليه السلام
10 - الكبش العظيم
كانت هذه المعجزة اختبارا عظيما, بكل المقاييس, ولكنه اختبار من الله لرجل هو خليله وهو عبده وهو نبي من الصالحين, أي نوع من أنواع الاختبار يا ترى سيجري على إبراهيم الخليل عليه السلام.
نحن أمام نبي يعدّ أبا الأنبياء, وخليل الرحمن, وصفه ربه بالحلم, ونحن أيضا أمام نبي قلبه أرحم قلب على وجه الأرض, فاتسع هذا القلب الكبير لحب الله عز وجل, وحب مخلوقاته, وهذا القلب الرحيم, يمتحن في دقاته دقة دقة ونبضاته نبضة نبضة, لقد كان إسماعيل دقات قلبه, وحبه الكبير, جاءه على كبر من السن, جاءه وهو طاعن في السن ولا أمل هناك في أن ينجب ثم يأتيه الاختبار الصعب في هذا الابن والذي هو قرّة عينه ونبضة قلبه.
ويجيء الأمر والاختبار أثناء النوم, لم يكن وحيا مباشرا فما إن استسلم إبراهيم عليه السلام للنوم حتى رأى في المنام أنه يذبح ابنه وبكره و وحيده الذي لم ينجب غيره.
ترى ماذا حدث في هذه الرؤيا؟ لقد رأى إبراهيم عليه السلام في نومه هاتفا يهتف قائلا:
يا إبراهيم؛ اذبح ابنك في سبيل الله.
ترى ماذا فعل إبراهيم عليه السلام بعدما سمع هذا الهاتف؟ لقد هبّ عليه السلام من نومه مذعورا, واستعاذ بالله من مكر الشيطان, ثم عاود نومه مرة أخرى, فعاوده الهاتف أيضا يهتف قائلا:
يا إبراهيم اذبح ابنك في سبيل الله.
فهبّ إبراهيم عليه السلام قائما, وقد صحّ عنده أن الهاتف من عند الله عز وجل, وتحقق أن الله يأمره بذبح ابنه الحبيب إسماعيل.
من الخطأ أن يظن الإنسان أن صراعا من نفس إبراهيم لم ينشأ بعد هذه الرؤيا, فهذا بلاء مبين, لا بدّ أن ينشأ في النفس من أجله صراع طويل, نشب هذا الصراع في نفس إبراهيم عليه السلام, صراع الأبوّة الحانية والقلب الذي حمل أكبر قدر من الرحمة والحلم, فكّر إبراهيم في الأمر وتدبّر, وتراجع كل شيء إلا شيء واحد وهو الإيمان بالله, فهكذا أراه الله في المنام, وبهذه الرؤيا يكون الأمر بالتنفيذ من الله, ورؤيا الأنبياء حق, فلينفذ إبراهيم عليه السلام أمر ربه, فكله خير, فإذا كان التفكير يقتصر على إسماعيل الابن ومخاطبة قلب إبراهيم لنفسه, فان هذا الأمر لا بد وأن يتراجع إلى الخلف.
أزاح إبراهيم كل هذا من تفكيره, وصوّب فكره لاتجاه واحد يقول: نفذ أمر حبيبك يا إبراهيم..
كل ما فكر فيه إبراهيم عليه السلام, كيف يفاتح ابنه في الأمر وماذا يقول عنه إذا أرقده الأرض ليذبحه.
من الأفضل أن يقول لولده ليكون ذلك أطيب لقلبه وأهون عليه من أن يأخذه قهرا ويذبحه قهرا.
وصل إبراهيم إلى هذه القناعة, لا بد أن يكون صريحا وواضحا مع ابنه.
جاء إبراهيم إلى ابنه, فقال له: يا بنيّ خذ الحبل والسكين وانطلق بنا إلى هذه الهضبة لنجمع الحطب.
أطاع إبراهيم عليه السلام, وفعل ما أمره به أبوه, وتبعه إلى الهضبة التي أشار إليها والده, كان إسماعيل غلاما مطيعا لا يعصي أباه أبدا, مضى إلى هناك حيث أمره ووقف إبراهيم أمام ابنه إسماعيل عليهما السلام وقد أصبح الاثنان في خلوة لا يراهما أحد إلا الله سبحانه عز وجل, عندئذ قال إبراهيم لابنه إسماعيل:
{ يا بنيّ إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى, قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين}. الصافات 102.
انظر إلى تلطف إبراهيم في إبلاغ ولده هذا الأمر, وتركه للأمر لينظر فيه الابن بالطاعة, إن الأمر مقضي في نظر إبراهيم لأنه وحي من ربه.. فماذا يرى الابن الكريم في ذلك؟ وجاءت إجابة إسماعيل بنفس جواب إبراهيم عليه السلام هذا أمر يا أبي, انه أمر الله, فبادر بتنفيذه, وجاء الرد في القرآن على لسان إسماعيل يقول:
{ يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين}.
انظر إلى هذا الشق من المعجزة, انه ردّ الابن, إنسان يعرف أنه سيذبح فيمتثل للأمر الإلهي ويقدم المشيئة ويطمئن والده أنه سيجده.. إن شاء الله.. من الصابرين.
فلما تناول إبراهيم عليه السلام من إسماعيل الحبل ليوثقه والسكين في يده ليذبحه, قال إسماعيل له:
يا أبتاه, إذا أردت ذبحي فاشدد وثاقي لئلا يصيبك شيء من دمي فينقص أجري, إن الموت لشديد, ولا آمن أن أضطرب عند الذبح إذا أحسست مس السكين, واشحذ شفرتك حتى تجهز عليّ سريعا, فإذا أنت أضجعتني لتذبحني, فاكببني على وجهي, ولا تضجعني لجنبي, فاني أخشى أن أنت نظرت إلى وجهي أن تدركك رقة, فتحول بينك وبين تنفيذ أمر ربّك فيّ, وان أردت أن تردّ قميصي على أمي فافعل, فعسى أن يكون هذا أسلى لها.
فقال إبراهيم: نعم العون أنت يا بني على أمر الله.
ثم شحذ إبراهيم شفرته, وأحكم وثاق ابنه, وكبّه على وجهه أعلا جبينه إلى الأرض متحاشيا النظر إلى وجهه, وبسمل واستشهد ثم همّ بذبحه, ولم يكد يسحب السكين على قفا ابنه ليذبحه, حتى سمع مناديا ينادي, ماذا يقول المنادي إذن؟ انه يبشر بالمعجزة الكبرى.
قال المنادي يا إبراهيم؛ قد صدقت الرؤيا, فافتد ابنك بذبح عظيم..!!
نظر إبراهيم عليه السلام إلى حيث سمع المنادي, فوجد بجانبه كبشا أبيض أعين أقرن, فعرف أن الله سبحانه عز وجل قد أرسل هذا الكبش فداء لابنه إسماعيل, وقيل إن هذا الكبش رعى في الجنة أربعين خريفا الطبري في الريخه 1\277, وكان يرتفع في الجنة حتى تشقق, وكان له ثغاء, وقيل انه الكبش الذي قرّبه هابيل ابن آدم فتقبّل منه, تاريخ الطبري.
أخلى إبراهيم ابنه من وثاقه, وهو يقبّله باكيا من شدة الفرح ويقول: يا بنيّ؛ لقد وهبت لي اليوم من جديد.
ثم أوشق الكبش جيدا, وذبحه شاكرا ربه, وكان هذا البلاء العظيم الذي ابتلى الله به إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام هو اختبار عظيم, ومعجزة بكل المقاييس من المعجزات التي ساقتها إرادة الله عز وجلّ لهما, وقد ضرب إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام المثل العظيم في الرضا والتسليم بقضاء الله وقدره, والطاعة الخاشعة المؤمنة لأمر الله, فوهبهما الله هذه المعجزة الكريمة, والأضحية المباركة. وقد تحدّث القرآن الكريم عن هذه المعجزة في لحظتها الحاسمة فقال عز وجل:
{ فلما أسلما وتلّه للجبين} الصافات 103.
قيل: أسلما:أي استسلما لأمر الله وعزم على ذلك فما إن ألقاه إلى وجهه:
{ وناديناه أن يا إبراهيم* قد صدّقت الرؤيا, إنا كذلك نجزي المحسنين* إن هذا لهو البلاء المبين* وفديناه بذبح عظيم}. الصافات 104-108.
هذا هو الإسلام الحقيقي, الذي ضرب فيه إبراهيم وإسماعيل ابنه المثل العظيم, فكان جزاء الله لهما عظيما, لأنهم أحسنوا عبادة الله, وأحسنوا طاعة الله, ونجحوا في اختبار صعب شمل المصاعب التي تهزم قوى الإنسان وتجعله يخرّ صريعا أمامها, ولكن بقدر ما كان للأب من إيمان مدهش وصبر عظيم وتسليك قانع راض بهذا القدر كان للابن الغلام الصغير.
إن إبراهيم عليه السلام كان معجزة إيمانية سلوكيّة, وإسماعيل ضرب مثلا في الطاعة فكان مدهشا في رباطة جأشه ووصوله إلى مدى بعيد الطاعة.
إن الموقف كله معجزة, ولم يكن الكبش وحده هو المعجزة, الأب, الابن, الكبش, مشيئة الله, كل هذه الأطراف صنعت معجزة هائلة لن تنساها البشريّة.
وإلى اللقاء مع نبي آخر إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
04-09-2009, 12:17 AM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/11/932056242.jpg (http://www.0zz0.com)
لوط عليه السلام
لم تذكر الكتب المدة التي عاشها لم تذكر كتب القصص الفترة التي عاشها كما أنهيذكر أن له قبرا في قرية ( صوعر) التي لجأ إليها بعد هلاك قومه والله تعالى أعلم.
1- نسبه
لوط عليه السلام
هو لوط بن هاران بن تارخ ـ وهو آزر ـ ولوط ابن أخي إبراهيم الخليل،
فإبراهيم وهاران وناحور إخوة
ويقال: إن هاران هذا هو الذي بنى حران، وهذا ضعيف لمخالفته ما بأيدي أهل الكتاب،والله أعلم.
وقصة سيدنا لوط عليه السلام وقعت في حياة إبراهيم الخليل عليه السلام وهي من الأمور العظيمة وما حل بهم من النقمة العميمة.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
06-09-2009, 09:08 PM
http://www5.0zz0.com/2009/06/10/11/393349713.gif (http://www.0zz0.com)
لوط عليه السلام
2- إلى من أرسل لوط
هاجر لوط مع عمه إبراهيم -عليه السلام- إلى مصر، ومكثا فيها مدة من الزمن ثم عادا إلى فلسطين، وفي الطريق، استأذن لوط عمه إبراهيم، ليذهب إلى أرض سدوم (بجوار البحر الميت في بلاد الأردن الآن) حيث اختار الله لوطًا ليكون نبيًّا إلى أهل هذه الأرض، فأذن له إبراهيم وذهب لوط إلى سدوم وتزوج هناك.
وكان لوط قد نزح عن محلة عمه الخليل عليهما السلام بأمره له وإذنه، فنزل بمدينة سدوم من أرض غور زغر، وكان أم تلك المحلة، ولها أرض ومعتملات وقرى مضافة إليها، ولها أهل من أفجر الناس، وأكفرهم وأسوئهم طوية، وأردئهم سريرة وسيرة، يقطعون السبيل، ويأتون في ناديهم المنكر،
فكانوا لا يتعففون عن فعل المعصية، ولا يستحيون من المنكر، ويخونون الرفيق، ويقطعون الطريق، وفوق هذا كانوا يفعلون فاحشة لم يسبقهم إليها أحد من العالمين؛ فكانوا يأتون الرجال شهوة من دون النساء، إتيان الذكران من العالمين، وترك ما خلق الله من النسوان لعباده الصالحين.
ولا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون.
فدعاهم لوط إلي عبادة الله تعالى وحدة لا شريك له، ونهاهم عن تعاطي هذه المحرمات، والفواحش والمنكرات، والأفاعيل المستقبحات
وأخذ لوط -عليه السلام- يدعو أهل سدوم إلى الإيمان وترك الفاحشة، فقال لهم:
{إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ (161) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (162) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (163) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (164) أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ (165) وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ} [الشعراء: 161-166].
لكن قوم لوط لم يستجيبوا له، وتكبروا عليه، وسخروا منه،
، فتمادوا على ضلالهم وطغيانهم، واستمروا على فجورهم وكفرانهم،
فلم ييأس لوط وظل صابرًا على قومه يدعوهم في حكمة وأدب إلى عبادة الله وحده، وينهاهم ويحذرهم أشد التحذير من إتيان المحرمات وفعل الفواحش والمنكرات، ومع هذا لم يؤمن به أحد واستمر الناس في ضلالهم وطغيانهم وفجورهم،
وهددوه بطرده من القرية لأنه كان غريبًا في قومه
{اأَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} [العنكبوت:29]
فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ سورة النمل:56
وطلبوا منه وقوع ما حذرهم عنه من العذاب الأليم، وحلول البأس العظيم، فعند ذلك دعا عليهم نبيهم الكريم، فسأل من رب العالمين وإله المرسلين أن ينصره على القوم المفسدين فغار الله لغيرته، وغضب لغضبته، واستجاب لدعوته، وأجابه إلي طلبته، وبعث رسله الكرام، وملائكته العظام،
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
08-09-2009, 12:58 AM
http://www11.0zz0.com/2009/05/22/12/204193900.gif (http://www.0zz0.com)
لوط عليه السلام
3 - ترك لوط عليه السلام قومه
فغضب لوط من قومه وابتعد عنهم هو ومن آمن به من أهل بيته إلا زوجته، فقد كفرت وانحازت إلى قومها وشاركتهم في مضايقته والاستهزاء به، وضرب الله بها مثلاً في الكفر، فقال تعالى:
{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ } [التحريم:10]
وخيانة امرأة لوط هي كفرها وعدم إيمانها بالله.
وأرسل الله ثلاثة من الملائكة على صورة ثلاثة رجال هيئتهم حسنة، فمروا على إبراهيم ، فظن إبراهيم أنهم بشر فقام على الفور وذبح لهم عجلاً سمينًا لكنهم لم يأكلوا منه، وبشرت الملائكة إبراهيم بأن الله -سبحانه- سوف يرزقه بولد من زوجته سارة هو إسحاق،
ثم أخبرته الملائكة أنهم ذاهبون إلى قرية سدوم لتعذيب أهلها وعقابهم على كفرهم ومعاصيهم، فأخبرهم إبراهيم بوجود لوط في هذه القرية، فطمأنته الملائكة بأن الله سينجيه وأهله إلا زوجته لأنها كفرت بالله.
وخرجت الملائكة من عند إبراهيم وتوجهوا إلى قرية سدوم، فوصلوا إلى بيت لوط وكانوا في صورة شبان حسان، فلما رآهم لوط خاف عليهم، ولم يعلم أحد بقدومهم إلا آل لوط، فخرجت امرأته وأخبرت قومها وقالت: إن في بيت لوط رجالا ما رأيت مثل وجوههم قط،
فجاء القوم يسرعون إلى بيت لوط يبغون الفاحشة مع هؤلاء الضيوف، واجتمع قوم لوط وازدحموا عند باب بيته وهم ينادون بصوت عالٍ يطلبوا من لوط أن يخرج لهم هؤلاء الضيوف، وكل منهم يمني نفسه بالمتعة والشهوة الحرام مع هؤلاء الرجال، فمنعهم لوط من دخول البيت ومن الهجوم والاعتداء على ضيوفه، وقال لهم:
{قَالَ إِنَّ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ (68) وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ} [الحجر:68-69]
وأخذ يذكرهم بأن الله خلق النساء لقضاء شهوة الرجال فهن أزكى لهم وأطيب، ولكن قوم لوط أصروا على الدخول، ولم يجد لوط من بينهم رجلاً عاقلاً يبين لهم ما هم فيه من الخطأ
وأحس لوط بضعفه أمام هؤلاء القوم، فقال:
{قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آَوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ } [هود:80].
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
09-09-2009, 01:51 AM
http://www11.0zz0.com/2009/05/22/19/859774390.gif (http://www.0zz0.com)
لوط عليه السلام
4- نهاية قوم لوط
وعندئذ كشف الضيوف عن حقيقتهم، وأخبروا لوطًا بأنهم ليسوا بشرًا وإنما هم ملائكة من السماء جاءوا لتعذيب هؤلاء القوم الفاسقين،
وما هي إلا لحظات حتى اقتحم قوم لوط البيت على الملائكة فأشار أحد الملائكة، بيده ناحيتهم ففقد القوم أبصارهم وراحوا يتخبطون بين الجدران،
ثم طلبت الملائكة من لوط أن يرحل مع أهله عندما يقبل الليل لأن العذاب سينزل على قومه في الصباح، ونصحوه ألا يلتفت هو ولا أحد من أهله خلفهم عندما ينزل العذاب حتى لا يصيبهم.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
10-09-2009, 12:37 AM
http://www12.0zz0.com/2009/06/30/21/263030880.jpg (http://www.0zz0.com)
لوط عليه السلام
5 - عقابهم على كفرهم
وفي الليل خرج لوط وابنتاه وتركوا القرية، وما إن غادروها حتى انشق الصباح فأرسل الله العذاب الشديد على قرية سدوم، فاهتزت القرية هزة عنيفة وتزلزلت الأرض، واقتلع مَلَكٌ بطرف جناحه القرية بما فيها وارتفع بها حتى سمع أهل السماء نباح كلابها ثم انقلبت القرية رأسًا على عقب، وجعل الله عاليها سافلها وأمطر عليهم من السماء حجارة ملتهبة تحرقهم، وأحاط بهم دخان خانق يشوي وجوههم وأجسامهم.
قال تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ (82) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ} [هود:82-83]
ونجَّى الله لوطاً وابنتيه برحمة منه سبحانه، لأنهم حفظوا العهد، وشكروا النعمة وعبدوا الله الواحد الأحد وكانوا خير مثال للعفة والطهارة، وأصبحت قرية سدوم عبرة وعظة لكل الأجيال القادمة، قال تعالى: { وَتَرَكْنَا فِيهَا آَيَةً لِلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ } [الذاريات:37
وإلى اللقاء مع قصة نبي آخر إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ملامح خجوله
10-09-2009, 07:04 AM
جزآآك الله خيراا
أموووونة
11-09-2009, 12:19 AM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/883745531.gif (http://www.0zz0.com)
إسماعيل عليه السلام
عاش 137 سنةدفن بجوار والدته بين الميزاب والحجر بالمسجد الحرام مكة المكرمة.
1 – مولد إسماعيل عليه السلام
هو أول ولد من أبناء سيدنا إبراهيم عليه السلام بن آزر
كان إبراهيم -عليه السلام- يحب أن تكون له ذرية صالحة تعبد الله -عز وجل- وتساعده في السعي على مصالحه
فعلمت السيدة سارة ما يريده زوجها، وكانت عاقرًا لا تلد فوهبت له خادمتها هاجر القبطية المصرية ليتزوجها لعلها تنجب له الولد فلما تزوجها إبراهيم -عليه السلام- حملت منه، وأنجبت له إسماعيل عليه السلام
وإسماعيل -عليه السلام- هو جد النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبو العرب، قال صلى الله عليه وسلم:
(إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشًا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم) [مسلم].
وعرب الحجاز كلهم ينتسبون إلى ولديه نابتوقيذار
وبعد مرور فترة من ولادة إسماعيل أمر الله -عز وجل- إبراهيم أن يذهب بزوجته هاجر وولده إلى مكة، فاستجاب إبراهيم لأمر ربه
وقد روي أن سارة لما غارت من هاجر بعد أن ولدت إسماعيل خرج بها إبراهيم عليه السلام إلى مكة، فروي أنه ركب البراق هو وهاجر والطفل فجاء في يوم واحد من الشام إلى بطن مكة، وترك ابنه وأمته هنالك وركب منصرفاً من يومه، فكان ذلك كله بوحي من الله تعالى(تفسير ابن كثير )
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
11-09-2009, 12:24 AM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/879930778.gif (http://www.0zz0.com)
http://www11.0zz0.com/2009/06/22/18/991533457.gif (http://www.0zz0.com)
شكرا لك أختي ملامح خجوله
على المرور
بارك الله فيكِ
http://up3.m5zn.com/photo/2009/5/18/01/3152ifhtr.gif/gif (http://up3.m5zn.com)
أموووونة
11-09-2009, 11:40 PM
http://www11.0zz0.com/2009/05/22/19/859774390.gif (http://www.0zz0.com)
إسماعيل عليه السلام
2 – وصول إسماعيل عليه السلام وأمه إلى مكة
وسار إبراهيم عليه السلام بإسماعيل الرضيع وأمه حتى وصلوا إلى جبال مكة عند موضع بناء الكعبة
ثم تركهما في هذا المكان وأراد العودة إلى الشام، فلما رأته زوجته هاجر عائدًا أسرعت خلفه وقالت له:
يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا في هذا الوادي الذي ليس فيه أنيس ولا شيء؟!
فلم يرد عليها إبراهيم عليه السلام وظل صامتًا فألحت عليه وأخذت تكرر السؤال نفسه لكن دون فائدة
فقالت له: آلله أمرك بهذا؟
فقال إبراهيم: نعم، فقالت هاجر: إذن لن يضيعنا ثم رجعت
فانطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه
استقبل بوجهه البيت ثم دعا بهذه الدعوات، ورفع يديه فقال
{رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ } [إبراهيم:37]
ثم واصل السير إلى الشام، وظلت هاجر وحدها، ترضع ابنها إسماعيل، وتشرب من الماء الذي تركه لها إبراهيم
روى البخاري عن ابن عباس: أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم إسماعيل اتخذت منطقاً لتعفي أثرها على سارة
مسألة: لا يجوز لأحد أن يتعلق بهذا في طرح ولده وعياله بأرض مضيعة أتكالاً على العزيز الرحيم، واقتداءً بفعل إبراهيم الخليل، كما تقول غلاة الصوفية في حقيقة التوكل، فإن إبراهيم فعل ذلك بأمر الله فلما ولى دعا بضمن هذه الآية المذكورة
وتضمنت هذه الآية أن الصلاة بمكة أفضل من الصلاة بغيرها، لأن معنى ( ربنا ليقيموا الصلاة) أي أسكنتهم عند بيتك المحرم ليقيموا الصلاة فيه.
وقد اختلف العلماء هل الصلاة بمكة أفضل أو في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم؟ فذهب عامة أهل الأثر إلى أن الصلاة في المسجد الحرام أفضل من الصلاة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بمائة صلاة، واحتجوا بحديث عبد الله بن الزبير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام وصلاة في المسجد الحرام أفضل من صلاة في مسجدي هذا بمائة صلاة
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
12-09-2009, 11:23 PM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/789444159.gif (http://www.0zz0.com) http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/842408790.gif (http://www.0zz0.com)
إسماعيل عليه السلام
3 – بئر زمزم
وسار إبراهيم عليه السلام وترك زوجته وولده، وليس معهما من الطعام والماء إلا القليل وجعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل وتشرب من ذلك الماء، حتى إذا نفذ ما في السقاء عطشت وعطش ابنها
بكى الطفل بشدة، وأخذ يتلوى، ويتمرغ أمامها من شدة العطش.
فتركته وانطلقت كراهية أن تنظر إليه
انطلقت تبحث عن الماء وأخذت هاجر تمشي حتى وصلت إلى جبل الصفا فقد كان أقرب جبل في الأرض يليها فصعدت إليه ثم نظرت إلى الوادي يمينًا ويسارًا؛ لعلها ترى بئرًا أو قافلة مارة من الطريق فتسألهم الطعام أو الماء، فلم تجد شيئًا، فهبطت من الصفا، وسارت في اتجاه جبل المروة فصعدته وأخذت تنظر بعيدًا لترى مُنقِذًا ينقذها هي وابنها مما هما فيه، إلا أنها لم تجد شيئًا كذلك، فنزلت من جبل المروة صاعدة جبل الصفا مرة أخرى لعلها تجد النجاة وظلت هكذا تنتقل من الصفا إلى المروة، ومن المروة إلى الصفا سبع مرات.
وقد أصبح هذا السعي شعيرة من شعائر الحج، وذلك تخليدًا لهذه الذكرى،
قال تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ } [البقرة:158]
وبعد أن تعبت هاجر، وأحست بالإجهاد والمشقة، عادت إلى ابنها دون أن يكون معها قطرة واحدة من الماء
فلما أراد الله تأسيس الحال، وتمهيد المقام، وخط الموضع للبيت المكرم، والبلد المحرم
فهنا أدركتها رحمة الله سبحانه فنزل الملك جبريل عليه السلام وضرب الأرض فبحث بعقبه - أو قال بجناحه - حتى ظهر الماء فتفجرت وتدفقت منها بئر زمزم وتفجر منها ماء عذب غزير وأصبح الماء مقام الغذاء
عن ابن عباس قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ماء زمزم لما شرب له، إن شربته تشتفي به شفاك الله، وإن شربته لشبعك أشبعك الله به، وإن شربته لقطع ظمئك قطعه
فراحت هاجر تغرف بيدها وتشرب وتسقى ابنها، وتملأ سقاءها، وشكرت الله -عز وجل- على نعمته، وعلى بئر زمزم التي فجرها لها.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
13-09-2009, 09:45 PM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/907880926.gif (http://www.0zz0.com)
إسماعيل عليه السلام
4 – استجابة الله لدعاء ابراهيم عليه السلام
{وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ } [إبراهيم:37]
احاط الله تعالى هاجر وابنها بعنايته وكفايته، فنعم الحسيب والكافي والوكيل والكفيل
ومرت أيام قليلة، وجاءت قافلة من قبيلة جرهم -وهي قبيلة عربية يمنية
فرأت طيرًا يحوم فوق مكان هاجر وابنها، فعلموا أن في ذلك المكان ماء، فأقبلوا نحو المكان الذي يطير فوقه الطير، فوجدوا بئر زمزم فتعجبوا من وجودها في هذه المكان
وكان البيت مرتفعاً من الأرض كالرابية تأتيه السيول فتأخذ عن يمينه وعن شماله
ووجدوا أم إسماعيل تجلس بجواره، فذهبوا إليها، وعرفوا قصتها فاستأذنوها في الإقامة بجوار هذه البئر
فأذنت لهم، وعاشت معهم هي وابنها
وذكر علماء النسب أن إسماعيل عليه السلام أول من ركب الخيل، وكانت قبل ذلك وحوشاً فأنسها وركبها.
وقد قال سعيد بن يحيى الأموي في مغازيه: حدثنا شيخ من قريش، حدثنا عبد الملك بن عبد العزيز، عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((اتخذوا الخيل واعتبقوها فإنها مراث أبيكم إسماعيل)).
وإنه أول من تكلم بالعربية الفصيحة البليغة، وكان قد تعلمها من العرب العاربة الذين نزلوا عندهم بمكة، من جرهم والعماليق وأهل اليمن من الأمم المتقدمين من العرب قبل الخليل.
قال الأموي: حدثني علي بن المغيرة، حدثنا أبو عبيدة، حدثنا مسمع بن مالك، عن محمد بن علي بن الحسين، عن آبائه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
((أول من فتق لسانه بالعربية البينة إسماعيل، وهو ابن أربع عشرة سنة)).
فقال له يونس: صدقت يا أبا سيار هكذا أبو جرى حدثني
وأخذت هاجر تربي ابنها إسماعيل تربية حسنة وتغرس فيه الخصال الطيبة والفضائل الحميدة، حتى كبر قليلاً، وصار يسعى في مصالحه لمساعدة أمه
فاستجاب الله لدعاء ابراهيم عليه السلام وأنبت لهم بالطائف سائر الأشجار، وبما يجلب إليهم من الأمصار
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
15-09-2009, 12:03 AM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/11/332602968.gif (http://www.0zz0.com)
إسماعيل عليه السلام
5 – تفقد إبراهيم عليه السلام زوجته وإبنه
كان إبراهيم -عليه السلام- يزور هاجر وولده إسماعيل من حين لآخر لكي يطمئن عليهما
شب الغلام، وماتت أم إسماعيل، فجاء إبراهيم بعد ما تزوج إسماعيل ويقال أنه تزوج لما شب من العماليق امرأة قال الأموي: هي عمارة بنت سعد بن أسامة بن أكيل العماليقي
وذات يوم زار إبراهيم -عليه السلام- ابنه إسماعيل ليطالع تركته فلم يجد إسماعيل في بيته، ووجد زوجته وكانت لا تعرفه، فسألها إبراهيم عن زوجها إسماعيل، فقالت: خرج يبتغي لنا رزقًا، فسألها عن عيشهم، فقالت: إننا نعيش في ضيق وشدة، فقال إبراهيم : إذا جاء زوجك : فاقرئي عليه السلام وقولي له يغير عتبة بابه
فلما عاد إسماعيل كأنه آنس شيئاً فسأل زوجته: هل زارنا أحد اليوم؟
قالت له: نعم، زارنا شيخ صفته كذا وكذا، فقال إسماعيل: هل قال لك شيئًا؟قالت: سألني عنك وعن حالتنا وعيشتنا، فقال لها: وماذا قلت له؟ قالت: قلت له: إننا نعيش في ضيق وشدة، فقال إسماعيل: وهل أوصاك بشيء؟ قالت: قال لي: قولي لزوجك عندما يعود أن يغير عتبة بابه، فقال إسماعيل: ذاك أبي وقد أمرني أن أفارقك، فألحقي بأهلك فطلقها إسماعيل
وتزوج منهم أخرى وهي السيدة بنت مضاض بن عمرو الجرهمي
ومرت فترة من الزمن، ثم عاد إبراهيم لزيارة ابنه إسماعيل، ولم يجده أيضًا، ووجد زوجته، وكانت هي أيضا لا تعرفه، فسألها أين زوجك إسماعيل؟ قالت له: خرج يبتغي لنا رزقًا، فقال إبراهيم: وكيف أنتم؟ قالت: نحن بخير وسعة وأثنت على الله
ففرح إبراهيم بهذه الزوجة، واطمأن لحالها، فقال لها: إذا جاء زوجك فاقرئي له مني السلام ومريه أن يثبت عتبة بابه، فلما جاء إسماعيل أخبرته زوجته بما حدث، وأثنت على إبراهيم، فقال إسماعيل: ذاك أبي وأمرني أن أمسكك [البخاري]
ويقال أن إبراهيم سألها عن عيشهم وهيئتهم فقال: ما طعامكم؟ قالت: اللحم. قال فما شرابكم؟ قالت: الماء
قال: اللهم بارك لهم في اللحم والماء
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ولم يكن لهم يومئذ حب ولو كان لهم دعا لهم فيه " وذكر الحديث وقال ابن عباس: قول إبراهيم " فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم " سأل أن يجعل الله الناس يهوون السكنى بمكة، فيصير بيتاً محرماً، وكل ذلك كان والحمد لله
وللحديث بقية إن شاء الله
ووالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
16-09-2009, 12:27 AM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/882350973.gif (http://www.0zz0.com)
إسماعيل عليه السلام
6 – البلاء المبين
وذات يوم رأى إبراهيم في منامه أنه يذبح ابنه إسماعيل الذي جاء بعد شوق طويل فقد ولد إسماعيل ولد ولإبراهيم من العمر ست وثمانون سنة، وولد إسحاق بعد مضي مائة سنة من عمر الخليل
فلما قام من نومه، علم أن ما رآه ما هو إلا أمر من الله؛ لأن رؤيا الأنبياء حق، فذهب إبراهيم إلى ابنه، وقال له:
{فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى} [الصافات:102]
فقال إسماعيل: { قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ } [الصافات:102]..
فطاوع أباه على ما إليه دعاه، ووعده بأن سيصبر، فوفى بذلك بأن سيصبر وصبر على ذلك
وأخذ إبراهيم ابنه إسماعيل وذهب به إلى مِنَى ثم ألقاه على وجهه كي لا يرى وجهه عند الذبح، فيتأثر بعاطفة الأبوة، واستسلم إسماعيل لأمر الله ووضع إبراهيم السكين على رقبة ابنه إسماعيل ليذبحه
وقبل أن يمر السكين سمع إبراهيم نداء الله تعالى يقول له: {وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ } [الصافات:104-106] وبعد لحظات من النداء الإلهي رأى إبراهيم الملك جبريل -عليه السلام- ومعه كبش عظيم، فأخذه إبراهيم وذبحه بدلاً من ابنه إسماعيل.
لقد أراد الله -عز وجل- أن يختبر إبراهيم في التضحية بابنه إسماعيل، فلما وجده قد امتثل لأمره دون كسل واعتراض كشف الله هذا البلاء، وفدى إسماعيل بكبش عظيم
وقد أصبح يوم فداء إسماعيل وإنقاذه من الذبح عيدًا للمسلمين يسمي بعيد الأضحى
يذبح فيه المسلمون الذبائح تقربًا إلى الله وتخليدًا لهذه الذكري الطيبة
عاد إبراهيم بولده إلى البيت، ففرحت الأم بنجاة ولدها فرحًا شديدًا
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
l l شجون l l
16-09-2009, 08:03 PM
جزاااك الله كل خييير
والله يجعله في مواازيين حسناااتك
أموووونة
18-09-2009, 12:27 AM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/11/442637393.gif (http://www.0zz0.com)
إسماعيل عليه السلام
7 – بناء بيت الله
عاد إبراهيم إلى فلسطين، وظل بها مدة طويلة يعبد الله -عز وجل- ثم ذهب لزيارة إسماعيل
فوجده يبري نبلاً له قرب بئر زمزم فلما رآه إسماعيل قام إليه واحتضنه واستقبله أحسن استقبال
ثم قال إبراهيم لابنه: يا إسماعيل إن الله أمرني بأمرٍ.
فقال إسماعيل: اصنع ما أمرك به ربك
فقال إبراهيم: وتعينني عليه؟
قال إسماعيل: وأعينك عليه
فقال إبراهيم: إن الله أمرني أن أبني هنا بيتًا، كي يعبده الناس فيه، فوافق إسماعيل أباه
وبدأ ينقل معه الحجارة اللازمة لبناء هذا البيت، وكان إبراهيم يبني، وإسماعيل يعينه، حتى إذا ما ارتفع البناء واكتمل جاء جبريل بحجر من الجنة، وأعطاه لإبراهيم، ليضعه في الكعبة، وهو ما يسمى بالحجر الأسود.
وبعد أن انتهى إبراهيم وإسماعيل -عليهما السلام- من بناء الكعبة وقفا يدعوان ربهما:
{وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } [البقرة:127-128]
وللحديث بقية إن شاء الله
ووالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
21-09-2009, 07:05 PM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/800962946.gif (http://www.0zz0.com)
إسماعيل عليه السلام
8 – ثناء الله على نبيه إسماعيل
كان إسماعيل رسولاً إلى القبائل التي سكنت واستقرت حول بئر زمزم من قبائل جرهم، والعماليق، وأهل اليمن
وأوحى الله إليه قال تعالى:
{قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ } [البقرة:136]
وقال تعالى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا } [النساء:163]
وكان إسماعيل -عليه السلام- أول من رمى بسهم، فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يشجع الشباب على الرمي بقوله:
(ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميًا) [البخاري]
وقد أثنى الله على نبيه إسماعيل -عليه السلام
ووصفه بالحلم والصبر وصدق الوعد والمحافظة على الصلاة، وأنه كان يأمر أهله بأدائها، قال تعالى:
{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا * وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا } [مريم:54-55].
وقال تعالى:{ وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ * إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ * وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ * وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيَارِ } [ص: 45-48].
وقال تعالى:{ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ * وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ } [الأنبياء: 85-86].
فذكر الله عنه كل صفة جميلة، وجعله نبيه ورسوله، وبرأه من كل ما نسب إليه الجاهلون، وأمر بأن يؤمن بما أنزل عليه عباده المؤمنون.
ولما حضرته الوفاة أوصى إلى أخيه إسحاق، وزوج ابنته نسمة من ابن أخيه العيص بن إسحاق فولدت له الروم، ويقال لهم: بنو الأصفر لصفرة كانت في العيص. وولدت له اليونان في أحد الأقوال، ومن ولد العيص الأشبان، قيل منهما أيضاً، وتوقف ابن جرير رحمه الله.
ودفن إسماعيل نبي الله بالحجر مع أمه هاجر، وكان عمره يوم مات مائة وسبعاً وثلاثين سنة
وروي عن عمر بن عبد العزيز أنه قال: شكى إسماعيل عليه السلام إلى ربه عز وجل حرَّ مكة، فأوحى الله إليه أني سأفتح لك باباً إلى الجنة إلى الموضع الذي تدفن فيه، تجري عليك روحها إلى يوم القيامة
وإلى اللقاء مع نبي آخر إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
l[بنوتـة..@
22-09-2009, 01:04 AM
الف الف الف الف شكر لج ع الموضوع الي وااااايد وااااااايد حلو
وننتظر الثاني ^^ :)
أموووونة
22-09-2009, 09:44 PM
http://www12.0zz0.com/2009/06/30/21/483068203.jpg (http://www.0zz0.com)
إسحاق عليه السلام
عاش 180سنه ودفن مع أبيه إبراهيم في الخليل في مزرعة حبرون بفلسطين
بعد أن رزق الله إبراهيم -عليه السلام- بإسماعيل من زوجته هاجر،
كان إبراهيم يدعو الله أن يرزقه بولد من زوجته سارة التي تحملت معه كل ألوان العذاب في سبيل الله، فاستجاب الله له،
وأرسل إليه بعض الملائكة على هيئة رجال، ليبشروه بولد له من زوجته سارة، وأخبروه بذهابهم إلى مدائن قوم لوط ليدمروها عليهم لكفرهم وفجورهم
(وَنَبِّئْهُمْ عَن ضَيْفِ إِ بْراَهِيمَ الحجر) 51
ولما جاءت الملائكة إلى إبراهيم استقبلهم أحسن استقبال، وأجلسهم في المكان المخصص للضيافة، ثم أسرع لإعداد الطعام لهم،
فقد كان إبراهيم رجلاً كريمًا جوادًا، وفي لحظات جاء بعجل سمين، وقربه إليهم،
فلم يأكلوا أو يشربوا أي شيء، فخاف إبراهيم -عليه السلام- منهم، وظهر الخوف على وجهه،
(إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ فَقَالُواْ سَلامًا قَالَ إِنَّا مِنكُمْ وَجِلُونَ) الحجر 52
فطمأنته الملائكة، وأخبروه أنهم ملائكة، وبشروه بغلام عليم..
(قَالُواْ لاَ تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ) الحجر 53
كل هذا، وسارة زوجة إبراهيم تتابع الموقف، وتسمع كلامهم، وذلك من خلف الجدار، فأقبلت إليهم، وهي في ذهول مما تسمعه، وتعجبت من بشارتهم، فلما سمعت البشرى قالت: "يا ويلتا أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخاً إن هذا لشيء عجيب؟!".
(قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَن مَّسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ) الحجر 53
( قَالُواْ بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُن مِّنَ الْقَانِطِينَ) الحجر 54
فكيف تلد وهي امرأة عجوز عقيم، وزوجها رجل كبير، فأخبرتها الملائكة بأن هذا أمر الله القادر على كل شيء، فاطمأن إبراهيم، وذهب عنه الخوف، وسكنت في قلبه البشرى التي حملتها الملائكة له؛ فخر ساجدًا لله شاكر له.
وبعد فترة، ظهر الحدث المنتظر والمعجزة الإلهية أمام عين إبراهيم وزوجته؛
حيث ولدت سارة غلامًا جميلاً، فسماه إبراهيم إسحاق،
والقرآن الكريم لم يقص علينا من قصة إسحاق -عليه السلام- إلا بشارته،
وكذلك لم يذكر لنا القوم الذي أرسل إليهم وماذا كانت إجابتهم له، وقد أثنى الله -عز وجل- عليه في كتابه الكريم في أكثر من موضع، قال تعالى:
{وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ (45) إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ (46) وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ } [ص:45-47].
وذكره الله في القرآن بأنه (غلام عليم الحجر) 53
جعله الله نبيا يهدي الناس إلى فعل الخيرات، جاء من نسله سيدنا يعقوب.
كما أثنى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على إسحاق، فقال: (الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام) [البخاري]
ورزق الله إسحاق ولدًا اسمه يعقوب، ومرض إسحاق ثم مات بعد أن أدَّى الأمانة التي تحملها
أموووونة
24-09-2009, 11:31 PM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/942814554.gif (http://www.0zz0.com)
يعقوب عليه السلام
147سنه توفي بأرض مصر وتنفيذا لوصيته نقله ابنه يوسف إلى الخليل في مزرعة حبرونب فلسطين.
نبي من أنبياء الله-عز وجل-، اصطفاه الله، فهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم -عليهم السلام-، يقال له "إسرائيل" وتعني عبد الله بشرت الملائكة به إبراهيم -عليه السلام- زوجته سارة،
قال تعالى: ( وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ ) [هود: 71].
ولد يعقوب -عليه السلام- محاطًا بعناية الله ورحمته، سائرًا على منهج آبائه، دعا نبي الله يعقوب عليه السلام إلى دين الإسلام وإلى عبادة الله وحده وترك عبادة غير الله
وكان ليعقوب اثنا عشر ولدًا سمَّاهم القرآن الكريم بالأسباط، وكان أجلهم قدرًا، وأنقاهم قلبًا، وأسلمهم صدرًا، وأزكاهم نفسًا، وأصغرهم سنًا، يوسف -عليه السلام-،
لذا كان يعقوب -عليه السلام- يحوطه بمزيد من العناية والحنان وهذا شيء طبيعي، فالأب يحنو على الصغير حتى يكبر، وعلى المريض حتى يبرأ.
وقد ابتلى الله نبيه يعقوب بالبلايا الكثيرة فصبر ونال الدرجات العالية، ومن جملة البلاء الذي ابتلى به عليه السلام أنه فقد بصره حُزنًا على ولده يوسف الذي مكر به أخوته العشرة وهم من سوى بنيامين،
وكان يعقوب -عليه السلام- مثالاً يحتذى للأب الذي يقوم بتربية أولاده على الفضيلة، فيقوم بأمرهم، ويسدي لهم النصح، ويحل مشاكلهم،
إلا أن الشيطان زين للأبناء قتل أخيهم يوسف لما رأوا من حب أبيهم له، لكنهم بعد ذلك رجعوا عن رأيهم من القتل إلى الإلقاء في بئر بعيدة، لتأخذه إحدى القوافل المارة،
وحزن يعقوب على فراق يوسف حزنًا شديدًا، وأصابه العمى من شدة الحزن
ثم رد الله تعالى له بصره بعد أن جاء البشير بقميص يوسف ووضعه على وجهه فعاد بصيرًا بعد طول غياب وشدة حزن وألم على فقد ابنه وحبيبه يوسف عليه الصلاة والسلام
قال الله
((فَلَمَّا أَن جَاء الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُوشنَ 96
قَالُواْ يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ 97
قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيَ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم 98 ))
سورة يوسف
وقد اجتمع يعقوب بابنه يوسف عليهما السلام في مصر بعد طول غياب حيث مكث يوسف بعيدًا عن أبيه يعقوب ما يقارب الأربعين سنة.
كما يتبين مقدار تقواه من هذه الإشارة السريعة إلى وفاته.. نعلم أن الموت كارثة تدهم الإنسان فتنسيه اسمه، ولا يذكر غير همه ومصيبته.. غير أن يعقوب لا ينسى وهو يموت أن يدعو إلى ربه.. قال تعالى في سورة البقرة:
} أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133) {البقرة
إن هذا المشهد بين يعقوب وبنيه في ساعة الموت ولحظات الاحتضار، مشهد عظيم الدلالة..
نحن أمام ميت يحتضر.. ما القضية التي تشغل باله في ساعة الاحتضار..؟
ما الأفكار التي تعبر ذهنه الذي يتهيأ للانزلاق مع سكرات الموت..؟
ما الأمر الخطير الذي يريد أن يطمئن عليه قبل موته..؟
ما التركة التي يريد أن يخلفها لأبنائه وأحفاده..؟
ما الشيء الذي يريد أن يطمئن -قبل موته- على سلامة وصوله للناس.. كل الناس..؟
ستجد الجواب عن هذه الأسئلة كلها في سؤاله } مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي {
هذا ما يشغله ويؤرقه ويحرص عليه في سكرات الموت.. قضية الإيمان بالله.
هي القضية الأولى والوحيدة، وهي الميراث الحقيقي الذي لا ينخره السوس ولا يفسده.. وهي الذخر والملاذ.
قال أبناء إسرائيل: نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا، ونحن له مسلمون.. والنص قاطع في أنهم بعثوا على الإسلام.. إن خرجوا عنه، خرجوا من رحمة الله.. وإن ظلوا فيه، أدركتهم الرحمة.
توفي يعقوب عليه السلام وله من العمر ما يزيد على المائة، وكان ذلك بعد سبعة عشر سنة من اجتماعه بيوسف،
وقد أوصى نبي الله يعقوب ابنه يوسف عليه السلام أن يدفنه مع أبيه إسحاق وجده إبراهيم عليهم الصلاة والسلام ففعل ذلك، وسار به إلى فلسطين ودفنه في المغارة بحبرون وهي مدينة الخليل في فلسطين.
لحن المطر
28-09-2009, 12:25 AM
http://islamroses.com/zeenah_images/w6w_20051018011313a8332c3c.gif
http://islamroses.com/zeenah_images/jazak.gif
* لــآتنسَ ذكر اللهْ}~
لحن المطر
28-09-2009, 12:52 AM
http://islamroses.com/zeenah_images/w6w_20051018011313a8332c3c.gif
http://islamroses.com/zeenah_images/jazak.gif
* لــآتنسَ ذكر اللهْ}~
أموووونة
28-09-2009, 09:25 PM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/342271869.gif (http://www.0zz0.com)
جزاك الله خيرا أختي كن في الدنيا غريب
شكرا لك على المرور الكريم
بارك الله فيكِ
http://www11.0zz0.com/2009/05/22/12/963336440.jpg (http://www.0zz0.com)
أموووونة
28-09-2009, 09:29 PM
http://www10.0zz0.com/2009/06/24/18/872437751.jpg (http://www.0zz0.com)
يوسف عليه السلام
عاش 110 سنوات. مات في مصر ونقله إخوته تنفيذاً لوصيته ودفن بنابلس (فلسطين) وذلك في زمن كليم الله موسى عليه الصلاة والسلام الذي أمر بنقله
قبل أن نبدأ بقصة يوسف عليه السلام، نود الإشارة لعدة أمور.
تختلف طريقة رواية قصة يوسف عليه السلام في القرآن الكريم عن بقية قصص الأنبياء، فجاءت قصص الأنبياء في عدة سور، بينما جاءت قصة يوسف كاملة في سورة واحدة.
قال تعالى في سورة يوسف
(نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَهَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ)
واختلف العلماء لم سميت هذه القصة أحسن القصص؟
قيل إنها تنفرد من بين قصص القرآن باحتوائهاعلى عالم كامل من العبر والحكم..
وقيل لأن يوسف تجاوز عن إخوته وصبر عليهم وعفاعنهم.. وقيل لأن فيها ذكر الأنبياء والصالحين، والعفة والغواية، وسير الملوك والممالك، والرجال والنساء، وحيل النساء ومكرهن،
وفيها ذكر التوحيد والفقه، وتعبيرالرؤيا وتفسيرها، فهي سورة غنية بالمشاهد والانفعالات..
وقيل: إنها سميت أحسن القصص لأن مصير من كانوا فيها جميعا كان إلى السعادة.
ومع تقديرنا لهذه الأسباب كلها..
نعتقد أن ثمة سببا مهما يميز هذه القصة..
إنها تمضي في خط واحد منذ البدايةإلى النهاية.. يلتحم مضمونها وشكلها، ويفضي بك لإحساس عميق بقهر الله وغلبته ونفاذ أحكامه رغم وقوف البشر ضدها.
وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ
هذاما تثبته قصة يوسف بشكل حاسم، لا ينفي حسمه أنه تم بنعومة وإعجاز.
لنمضي الآن بقصة يوسف -عليه السلام- ولنقسمها لعدد من الفصول والمشاهد ليسهل علينا تتبع الأحداث.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
29-09-2009, 10:00 PM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/789444159.gif (http://www.0zz0.com) http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/842408790.gif (http://www.0zz0.com)
يوسف عليه السلام
2- رؤية الصبي الصغير
يقول المولى عز وجل في كتابه الكريم:
إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ
يحكي الصبي الصغير لأبيه رؤياه. أدرك يعقوب -عليه السلام- بحدسه وبصيرته أن وراء هذه الرؤية شأننا عظيما لهذا الغلام. فغاية ما يحلم به الصغير أن تكون الكواكب بين يديه يلعب بها كيفما شاء، أما أن يرها متمثلة في صورة (العقلاء) وتسجد له تعظيما. لذلك نصحه بأن لا يقص رؤياه على إخوته خشية أن يستشعورا ما وراءها لأخيهم الصغير -غير الشقيق، حيث تزوج يعقوب من امرأة ثانية أنجبت له يوسف وشقيقه- فيجد الشيطان من هذا ثغرة في نفوسهم، فتمتلئ نفوسهم بالحقد، فيدبروا له أمرا يسوؤه:
قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ
لقد أحس يعقوب -عليه السلام- وهو ابن إسحاق بن إبراهيم، أن هذا الشأن متعلق بالدين والصلاح، فتوقع أن يكون يوسف هو الذي ستحل عليه البركة وتتمثل فيه السلسلة المباركة من بيت إبراهيم.
وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ
كذلك يختارك ربك.. كذلك يصطفيك. ومعنى التأويل هو معرفة المآل، وكشف النتيجة.. وإدراك أسرار لم تقع بعد.. فما الأحاديث؟
قالوا إنها الرؤى والأحلام.. سيستطيع يوسف فيما بعد أن يفسر الأحلام والرؤى فيرى من رموزها الغامضة ما يقع من أحداث.. وقالوا إن الأحاديث هي الأحداث.. سيعرف مآل الأحداث التي تنتهي إليه من بداياتها وأوائلها.. سيلهمه الله إلهاما أن يعرف.
إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
رد النبي العلم والحكمة إلى الله في ختام حديثه.. فجاء ذلك مناسبا للبدء.
وفي العلماء من يقول أن الآية السابقة ليست جزءا من حوار يعقوب مع ابنه يوسف.. وإنما هي ثناء من الله تعالى على يوسف.. أدخلت في نسيج القصة منذ بدايتها.. وهي ليست منها.. فالمفروض ألا يعرف يوسف ويعقوب تأويل الحلم وتفسيره منذ البداية.. ونحن نختار هذا الرأي ذهب إليه القرطبي في تفسيره الجامع لأحكام القرآن
وإذن نفهم الحوار فهما آخر.. إن الله يتحدث هنا عن اختياره ليوسف.. وهذا يعني نبوة يوسف.. وليس تعليمه تأويل الأحاديث، وإطلاعه على حقائق الرموز التي تقع في الحياة أو الحلم، غير معجزات له كنبي.. والله أعلم حيث يجعل رسالته.. تجد حكمته أسبابها، وعلمه محيط.
استمع الأب إلى رؤيا ابنه وحذره أن يحكيها لأخوته. استجاب يوسف لتحذير أبيه.. لم يحدث أخوته بما رأى، وأغلب الظن أنهم كانوا يكرهونه إلى الحد الذي يصعب فيه أن يطمئن إليهم ويحكي لهم دخائله الخاصة وأحلامه
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طبعي وفي
30-09-2009, 11:32 PM
جعله الله في موازين حسنااتكـ
ق1ق1ق1ق1ق1ق1ق1ق1ق1ق1ق1ق1ق1ق1
أموووونة
01-10-2009, 12:09 AM
http://www11.0zz0.com/2009/05/22/19/113557178.gif (http://www.0zz0.com)
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/912616063.gif (http://www.0zz0.com)
يوسف عليه السلام
3- اجتماع أخوة يوسف ليتحدثون في أمره.
لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ (7) إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ (8) اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ (9) قَالَ قَآئِلٌ مَّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ
تقول أوراق العهد القديم إن يوسف حدثهم عن رؤياه.. ولا يفيد السياق القرآني أن ذلك وقع.. ولو وقع لجاء ذكره على ألسنتهم.. ولكان أدعى أن يهيج حقدهم عليه فيقتلوه.. لذلك لنبقى مع السياق القرآني. (إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ) أي نحن مجموعة قوية تدفع وتنفع، فأبونا مخطئ في تفضيل هذين الصبيين على مجموعة من الرجال النافعين الدافعين!
اقترح أحدهم حلا للموضوع.. اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا
إن الحقد وتدخل الشيطان ضخم حب أبيهم ليوسف وإيثاره عليهم حتى جعلها توازي القتل. أكبر جرائم الأرض قاطبة بعد الشرك بالله. وطرحه في أرض بعيدة نائية مرادف للقتل، لأنه سيموت هناك لا محالة.
ولماذا هذا كله؟! حتى لا يراه أبوه فينساه فيوجه حبه كله لهم. ومن ثم يتوبون عن جريمتهم.
وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ
قال قائل منهم -حرك الله أعماقه بشفقة خفية، أو أثار الله في أعماقه رعبا مهولا من القتل، قال هذا القائل: ما الداعي لقتله؟ أنتم تريدون الخلاص منه.. تعالوا نلقه في بئر تمر عليها القوافل.. ستلتقطه قافلة وترحل به بعيدا.. سيختفي عن وجه أبيه.. ويتحقق غرضنا من إبعاده.
انهزمت فكرة القتل، واختيرت فكرة النفي والإبعاد. نفهم من هذا أن الأخوة، رغم شرهم وحسدهم، كان في قلوبهم، أو في قلوب بعضهم، بعض خير لم يمت بعد.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
03-10-2009, 11:58 PM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/803672142.gif (http://www.0zz0.com)
يوسف عليه السلام
4 - توجه الأبناء لأبيهم يطلبون منه السماح ليوسف بمرافقتهم.
قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ (11) أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (12) قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ (13) قَالُواْ لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَّخَاسِرُونَ
دار الحوار بينهم وبين أبيهم بنعومة وعتاب خفي، وإثارة للمشاعر.. مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ ..؟
أيمكن أن يكون يوسف أخانا، وأنت تخاف عليه من بيننا ولا تستأمننا عليه، ونحن نحبه وننصح له ونرعاه؟ لماذا لا ترسله معنا يرتع ويلعب؟ أفضل لصحته الخروج واللعب والانطلاق.. انظر إلى وجهه الأصفر من فرط البقاء في البيت.. إن لون الطفل يشحب لأنه لا يمارس في طفولته اللعب.
وردا على العتاب الاستنكاري الأول جعل يعقوب عليه السلام ينفي -بطريقة غير مباشرة- أنه لا يأمنهم عليه، ويعلل احتجازه معه بقلة صبره على فراقه وخوفه عليه من الذئاب:
قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ
ففندوا فكرة الذئب الذي يخاف أبوه أن يأكله.. نحن عشرة من الرجال.. فهل نغفل عنه ونحن كثرة؟ نكون خاسرين غير أهل للرجولة لو وقع ذلك.. لن يأكله الذئب ولا داعي للخوف عليه.
وافق الأب تحت ضغط أبنائه.. ليتحقق قدر الله وتتم القصة كما تقتضي مشيئته
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
05-10-2009, 01:03 AM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/647720101.gif (http://www.0zz0.com)
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/718035054.gif (http://www.0zz0.com)
يوسف عليه السلام
5 - تنفيذ الخطة
وفي الصباح، خرج الأبناء جميعًا ومعهم يوسف -عليه السلام- إلى الصحراء، ليرعوا أغنامهم، وما إن ابتعدوا به عن أبيهم حتى تهيأت لهم الفرصة لتنفيذ اتفاقهم، فساروا حتى وصلوا إلى البئر
فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَـتُـنَـبِّـأَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ
فاختاروا بئرا لا ينقطع عنها مرور القوافل وحملوه
وخلعوا ملابسه ثم ألقوه فيها، وشعر يوسف بالخوف، والفزع،
وأوحى الله إلى يوسف أنه ناج مما دبروا له فلا يخاف.. وأنه سيلقاهم بعد يومهم هذا وينبئهم بما فعلوه.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
06-10-2009, 12:06 AM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/391684320.gif (http://www.0zz0.com)
يوسف عليه السلام
6 – عودة الأبناء
وبعد أن نفذ إخوة يوسف مؤامرتهم، جلسوا يفكرون فيما سيقولون لأبيهم عندما يسألهم، فاتفقوا على أن يقولوا لأبيهم إن الذئب قد أكله، واخلعوا يوسف قميصه، وذبحوا شاة، ولطخوا بدمها قميص يوسف
وَجَاؤُواْ أَبَاهُمْ عِشَاء يَبْكُونَ (16) قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ (17) وَجَآؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ.
عند العشاء جاء الأبناء باكين ليحكوا لأبيهم قصة الذئب المزعومة.
لقد ألهاهم الحقد الفائر عن سبك الكذبة، فلو كانوا أهدأ أعصابا ما فعلوها من المرة الأولى التي يأذن لهم فيها يعقوب باصطحاب يوسف معهم! ولكنهم كانوا معجلين لا يصبرون، يخشون ألا تواتيهم الفرصة مرة أخرى. كذلك كان التقاطهم لحكاية الذئب المكشوفة دليلا على التسرع، وقد اكن أبوهم يحذرهم منها أمس، وهم ينفونها، ويكادون يتهكمون بها. فلم يكن من المستساغ أن يذهبوا في الصباح ليتركوا يوسف للذئب الذي حذرهم أبوهم منه امس! وبمثل هذا التسرع جاءوا على قميصه بدم كذب لطخوه به في غير إتقان ونسوا في انفعالهم أن يمزقوا قميص يوسف.. جاءوا بالقميص كما هو سليما، ولكن ملطخا بالدم.. وانتهى كلامهم بدليل قوي على كذبهم حين قالوا: (وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ) أي وما أنت بمطمئن لما نقوله، ولو كان هو الصدق، لأنك تشك فينا ولا تطمئن لما نقوله.
أدرك يعقوب من دلائل الحال ومن نداء قلبه ومن الأكذوبة الواضحة، أن يوسف لم يأكله الذئب، وأنهم دبروا له مكيدة ما، وأنهم يلفقون له قصة لم تقع، فواجههم بأن نفوسهم قد حسنت لهم أمرا منكرا وذللته ويسرت لهم ارتكابه؛ وأنه سيصبر متحملا متجملا لا يجزع ولا يفزع ولا يشكو، مستعينا بالله على ما يلفقونه من حيل وأكاذيب:
قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ
Meṧђ
06-10-2009, 03:48 AM
يعطيك ربي آلعآفيه ..} وجعله فيـ موآزين حسنآتك ..
....
أموووونة
07-10-2009, 09:23 PM
http://www2.0zz0.com/2009/07/05/17/286079139.gif (http://www.0zz0.com)
يوسف عليه السلام
7 - محنة يوسف بالبئر
وَجَاءتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُواْ وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَـذَا غُلاَمٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (19) وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ
أثناء وجود يوسف بالبئر، مرت عليه قافلة.. قافلة في طريقها إلى مصر.. قافلة كبيرة.. سارت طويلا حتى سميت سيارة.. كلها تتجه إلى البئر.. توقفوا للتزود بالماء.. أدلى الدلو في البئر.. تعلق يوسف به.. ظن من دلاه أنه امتلأ بالماء فسحبه.. يا للبشرى! هذا غلام.. حكمه حكم الأشياء المفقودة التي يلتقطها أحد.. يصير عبدا لمن التقطه.. هكذا كان قانون ذلك الزمان البعيد.
فرح به من وجده في البداية، ثم زهد فيه حين فكر في همه ومسئوليته، وزهد فيه لأنه وجده صبيا صغيرا.. وعول على التخلص منه لدى وصوله إلى مصر.. ولم يكد يصل إلى مصر حتى باعه في سوق الرقيق بثمن بخس دراهم معدودة. ومن هناك اشتراه رجل تبدو عليه الأهمية.
انتهت المحنة الأولى في حياة هذا النبي الكريم، لبتدأ المحنة الثانية، والفصل الثاني من حياته.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
09-10-2009, 12:33 AM
http://www5.0zz0.com/2009/06/10/11/393349713.gif (http://www.0zz0.com)
يوسف عليه السلام
8 -عيشة كريمة
وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ
انظر كيف يكشف الله تعالى مضمون القصة البعيد في بدايتها (وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ). لقد انطبقت جدران العبودية على يوسف. ألقي في البئر، أهين، حرم من أبيه، التقط من البئر، صار عبدا يباع في الأسواق، اشتراه رجل من مصر، صار مملوكا لهذا الرجل.. انطبقت المأساة، وصار يوسف بلا حول ولا قوة.. هكذا يظن أي إنسان.. غير أن الحقيقة شيء يختلف عن الظن تماما.
ما نتصور نحن أنه مأساة ومحنة وفتنة.. كان هو أول سلم يصعده يوسف في طريقه إلى مجده.. (وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ) .. ينفذ تدبيره رغم تدبير الآخرين. ينفذ من خلاله تدبير الآخرين فيفسده ويتحقق وعد الله، وقد وعد الله يوسف بالنبوة.
وها هو ذا يلقي محبته على صاحبه الذي اشتراه.. وها هو ذا السيد يقول لزوجته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا. وليس هذا السيد رجلا هين الشأن.. إنما هو رجل مهم.. رجل من الطبقة الحاكمة في مصر..
وزير من وزراء مصر اسمه العزيز وهكذا مكن الله ليوسف في الأرض فأصبح محاطًا بعطف العزيز ورعايته.
ومنذ هذا اليوم ويوسف يعيش عيشة هانئة راضية يحبه أهل هذا البيت, فهو في دار العزيز أحد وجهاء مصر وامرأته "زليخة" بنت أخت الملك الريان بن الوليد ملك مصر.
نشأ يوسف نشأة عظيمة وأصبح شابا جميلا, بديع الجمال والبهاء مما جعل النساء ينظرن إلى جماله وبهائه, وكان ممن نظر إليه زليخة امرأة العزيز
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
10-10-2009, 08:45 PM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/11/332602968.gif (http://www.0zz0.com)
يوسف عليه السلام
9 - يوسف نبي من سلالة الأنبياء
وكانت امرأة العزيز تراقب يوسف يومًا بعد يوم، وازداد إعجابها به لحظة بعد أخرى، فبدأت تظهر له هذا الحب بطريق الإشارة والتعريض، لكن يوسف -عليه السلام- كان يعرض عنها، ويتغافل عن أفعالها، فأخذت المرأة تفكر كيف تغري يوسف بها.
وذات يوم، انتهزت فرصة غياب زوجها عن القصر، فتعطرت وتزينت، ولبست أحسن الثياب، وغلقت الأبواب ودعت يوسف حتى أدخلته حجرتها، وطلبت منه أن يفعل معها الفاحشة.
لكن يسوف بعفته وطهارته امتنع عما أرادت، ورد عليها ردًّا بليغًا حيث قال: ( قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ) [يوسف: 23].
ثم أسرع يوسف -عليه السلام- ناحية الباب يريد الخروج من المكان، لكن امرأة العزيز لم تدع الفرصة تفوتها، فجرت خلفه، لتمنعه من الخروج، وأمسكت بقميصه فتمزق.
وفجأة، حضر زوجها العزيز، وتأزم الموقف، وزاد الحرج، لكن امرأة العزيز تخلصت من حرج موقفها أمام زوجها، فاتهمت يوسف بالخيانة ومحاولة الاعتداء عليها، وقالت لزوجها: (وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)[يوسف: 25].
وأمام هذا الاتهام، كان على يوسف أن يدافع عن نفسه، فقال: (قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي)[يوسف: 26].
فاحتكم الزوج إلى رجل من أهل المرأة، فقال الرجل من غير تردد انظروا: (وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ )[يوسف: 26-27].
فالتفت الزوج إلى امرأته، وقال لها: (فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ )[يوسف: 28]، ثم طلب العزيز من يوسف أن يهمل هذا الموضوع، ولا يتحدث به أمام أحد، ثم طلب من زوجته أن تستغفر من ذنبها وخطيئتها.
وحاولت أن تجعله خائنا لسيّده العزيز ولكن يوسف نبي من سلالة الأنبياء, عصمه ربه وحماه من الفاحشة, ومن مكر النساء, فهو سيّد النجباء, والسبعة الأتقياء الذين قال عنهم الرسول محمد خاتم الأنبياء:
"سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله:
إمام عادل
ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عينينه
ورجل قلبه معلق بالمساجد إذا خرج منه حتى يعود إليه
ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرّقا عليه
ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقته يمينه
وشاب نشأ في عبادة الله
ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله.
رواه البخاري في صحيحه10\36\660, ومسلم والترمذي والنسائي ومالك وأحمد.
لما كان يوسف أحد هؤلاء السبعة الذين تحدث عنهم رسول الله فقد رفض خيانة سيده العزيز, وعصى أمر زوجته "زليخة" وقال لها منكرا ما تريد:{ معاذ الله انه ربي} يقصد زوجها صاحب المنزل, ثم استكمل يوسف حديثه فقال: انه أحسن الي وأكرم مقامي عنده وفي فعلي هذا الذي تدعينني له ظلم,{ انه ربي أحسن مثواي لكنه لا يفلح الظالمون}.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
11-10-2009, 09:34 PM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/316090780.gif (http://www.0zz0.com)
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/535931281.gif (http://www.0zz0.com)
10 – كيد النساء
واتفق الجميع على أن يظل هذا الفعل سرًّا لا يعرفه أحد، ومع ذلك فقد شاع خبر مراودة امرأة العزيز ليوسف، وطلبها للفاحشة، وانتشر في القصر وتحدث نساء المدينة بما فعلته امرأة العزيز مع فتاها،( وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ) يوسف 30
وعلمت امرأة العزيز بما قالته النسوة عنها، وخاصة أنهن نساء الأمراء والكبراء, فقد طعنوا فيها وعابوا عليها, وشنعوا بها. فغضبت غضبًا شديدًا، وأرادت أن تظهر لهن عذرها، وأن جمال يوسف وحسن صورته هما اللذان جعلاها تفعل ذلك وأنهن لو شاهدن يوسف وما عليه من جمال لفعلوا مثل ما فعلت,
ففكرت في حيلة تثبت من خلالها صدق ما فعلت, كي يعذرها النسوة, لأنها متأكدة من أن ما عليه هذا النبي الكريم يجعل الفتنة في قلوب النساء,( فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا)يوسف 31
فأرسلت لهن دعوة للغداء جامعة في منزلها, وأعدّت لهن مجلسا مريحا جميلا, وضيافة رائعة, وأحضرت من جملة ما أحضرت من الطعام وأدواته سكاكين يقطعن بها فاكهة وطعاما, وآتت كل واحدة منهم سكينا, وهيأت يوسف عليه السلام وألبسته أحسن الثياب, وكان في ريعان شبابه مليئا بكل تقاسيم الجمال, وأمرته أن يخرج عليهن وهو بكامل زينته وجماله فخرج عليهن وهو بدر في جماله, وروعة في ثيابه وشبابه.
فلما رأته النساء وهن في مجلس زليخا أعظمنه وأجللنه, وأخذتهن الهيبة والدهشة من فرط جماله وحسنه, وجعلت النسوة يقطعن أيديهن بالسكاكين ولا يشعرن بالجراح اللاتي أصابتهن من يوسف وقد وصف القرآن الكريم هذا المشهد فجاءت الآيات تقول:
(وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَـذَا بَشَرًا إِنْ هَـذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ)يوسف 31
وقالت زليخا للنساء:{ فذلكن الذي لمتنني فيه} فعذرت النساء زليخا التي مدحت يوسف ووصفته بالطهارة والعفة, ولكن يوسف لم يستمع إلى حديثهن ودعوتهن له إلى طاعة سيدته, وقد هددته زليخا بإدخاله السجن إن لم يكن لها من الطائعين, { (قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آَمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَنْ مِنَ الصَّاغِرِينَ )[يوسف: 32].
وكادت تحدث فتنة في المدينة بسبب عشق النساء ليوسف، فرأى القائمون على الأمر في مصر أن يسجن يوسف إلى حين
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
12-10-2009, 09:30 PM
http://www6.0zz0.com/2009/06/30/11/106130109.jpg (http://www.0zz0.com)
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/370578981.jpg (http://www.0zz0.com)
يوسف عليه السلام
11 – دخول يوسف السجن
استجار يوسف بربه ودعاه دعاء خالصا, بأن يخلصه من بين أيدي النساء, وقال في هذا الدعاء:{ (رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ }. يوسف 33.
قال مناجيا ربه: يا رب إن تركتني لنفسي, فليس لي من نفسي إلا العجز والضعف, ولا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا إلا ما شاء الله, فأنا ضعيف إلا ما قويتني وعصمتني وحفظتني بحولك وقوتك.
عند ذلك استجاب الله عز وجل لدعاء نبيه يوسف عليه السلام فقد فضل السجن على المعصية, معصية الله عز وجل, ولقد اعتبر يوسف عليه السلام أن السجن رحمة من الله عز وجل, وطريق يسلكه إلى الطاعة ويعصم نفسه بدخول السجن من المعصية.
ودخل يوسف السجن رغم ثبوت براءته عند العزيز, إلا أن العزيز وامرأته بدا لهم من الرأي أن دخول يوسف السجن ولو لوقت قصير يقلل من كلام الناس حولهم, وحكي أن يوسف عليه السلام لما دعا ربه قائلا:{ السجن أحب إلي} أوحى الله إليه:" يا يوسف! أنت حبست نفسك حيث قلت السجن أحب إلي, ولو قلت العافية أحب إلي لعوفيت. القرطبي ج9 الآيتان 33-34 ص 121 .
اقتاد الناس يوسف إلى السجن مظلوما, فحمل مقيدا على ظهر حمار, وطيف به وقد قال بعضهم: "هذا جزاء من يعصي سيدته" أما يوسف فكان يقول: هذا السجن أيسر وأهون من مقطعات النيران, وسرابيل القطران, وشراب الحميم في جهنم, والأكل من شجرة الزقوم في جهنم والعياذ بالله,
فلما وصل يوسف السجن وجد قوما قد انقطع رجاؤهم, واشتد بلاؤهم, فيومهم عمل شاق, ومذلة وتعذيب فقدوا من خلاله كرامتهم وعزتهم, واكتوت ظهورهم بسياط السجانين وظلمهم, واختلط فيهم المظلوم بالظالم والجاني بالبريء.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
13-10-2009, 11:52 PM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/11/789508363.gif (http://www.0zz0.com)
يوسف عليه السلام
12 – يوسف بالسجن
رأى يوسف حالتهم هذه, فتقدم اليهم وقال لهم: اصبروا وأبشروا تؤجروا, فقالوا له: يا فتى! ما أحسن حديثك! لقد بورك لنا في جوارك, من أنت يا فتى؟ قال: أنا يوسف ابن صفي الله وحبيبه يعقوب, ابن نبي الله اسحاق, ابن خليل الله ابراهيم عليه السلام.
أصبح يوسف في السجن وقد رأى الناس على حال يرثى لها فمنهم الحزين ومنهم المريض والجريح, فكان يعزي فيه الحزين, فلا يتركه حتى يذهب عنه الحزن والبأس, وكان يعود المريض, فيخفف عنه آلامه, ويداوي الجريح حتى يشفى من جراحه, وكان يوسف عليه السلام يصلي الليل كله قائما خاشعا لله عز وجل الذي أنعم عليه ونجاه من فتنة النساء.
وكان يقف بين يدي ربه باكيا حتى تبكي معه جدر البيوت وسقفها والأبواب من شدة خشوعه وخوفه من الله عز وجل, حتى طهر به السجن, واستأنس به أهل السجن, فكان اذا خرج الرجل من السجن رجع حتى يجلس في السجن مع يوسف!
وقد نشأت علاقة ود شديدة وحب صادق بين يوسف وقائد السجن وصاحبه فوسّع عليه فيه, وأكمل له سبل الراحة, وقال له ذات يوم:
يا يوسف! لقد أحببتك حبا لم أحب شيئا مثل حبك!!
قال يوسف: أعوذ بالله من حبك.
قال قائد السجن: ولم تقول ذلك يا يوسف؟ وظن الرجل أن يوسف يرفض منه هذا الشعور الطيّب والود الخالص ولكن يوسف استدرك قائلا:" أحبني أبي ففعل بي اخوتي ما فعلوه".
يقصد أن اخوته ثارت غيرتهم عليه لما أحبه أبوه واستدرجوه الى البئر وألقوه فيه, وقالوا لأبيهم ان يوسف أكله الذئب وتبع ذلك بيعه للعزيز بعد اخراجه من البئر.
ثم قال يوسف: وأحبتني سيدتي فنزل بي ما ترى.
تبسّم صاحب السجن ولكن حديث يوسف عليه السلام لم ينقص الود بينهما فكانا يلتقيان دوما ويسمران, وأصبحت شخصية يوسف دواء يشفي جراح المساجين, ويهون كروبهم وهمومهم, فاذا أصبح أهل السجن بحثوا عن يوسف ليستبشروا به, وشاوروه في آمالهم وأحلامهم, وحكّموه في خصامهم, وقبلوا حكمه بروح طيبة ونفس عالية, وأصبح السجن ليوسف ومن معه روضة جميلة, واسعة اتساع الحرية, هنيئة هناء الطاعة والعبادة, وانصرفت مشيئة الله الا يكون سجن يوسف سجنا بل رحمة وحرية الى الطاعة, وذلك أرحم من سجن المعصية, فالذنب الذي يرتكبه الانسان يسجنه طوال عمره فيه أما الحرية فهي في عفة النفس اللسان واحترامها, فليست الجدران وحدها هي السجن, وانما السجن هو سجن النفس المذنبة الذليلة.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
14-10-2009, 11:32 PM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/209148130.gif (http://www.0zz0.com)
يوسف عليه السلام
13. صاحبي السجن
(وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآَخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ )[يوسف: 36]
ظل يوسف في حبسه وسجنه راضي النفس قانعا بقضاء الله والذي هو خير له, ولما طالت أيام السجن أصبح ليوسف صحبة أصحاب, ومن أصحابه الذين كانوا يلازمونه فتيان أحدهما اسمه "مجلب" والآخر " نبوا" كان يوسف يودهما كما يود أصحابه في السجن ويحبهما كما يحب أهل السجن جميعا مما زاد في التصاقهما به, ودوام مجالسته والتحدث إليه في كل أمر يخطر ببالهما. لم يكن يعلم يوسف سبب سجنهما, ومع دورة الأيام والزمن علم السبب فقد كان الملك الوليد بن الريان ملك مصر طويل العمر والملك, وأمضى زمنا طويلا في ملكه ما جعل الناس يملون ملكه فكادوا له, وبدأ الكيد من جماعة من مصر فأرادوا المكر بالملك واغتياله فدسوا إلى هذين الغلامين وأرسلوا لهما من يفاوضهما في الأمر, فقد كان "مجلب" صاحب الطعام وخباز الملك وطباخه الذي يقدم له الطعام كل يوم ويطعمه, أما "نبوا" فقد كان ساقيه يقدم له الشراب بأنواعه, ولا يأمن الوليد لغيرهما في تقديم الطعام والشراب له سواء أكان وحيدا أو مع حاشيته وضيوفه. جاءهما جماعة من مصر وعرضوا عليهما مالا كثيرا وبساتين ومزارع جميلة إذا هما دسا السم في طعام الوليد, وضمنا لهما السلامة من أي خطر قد يتعرضان له, طالت المفاوضات, وبعدها وافق "مجلب" سريعا وتردد "نبوا" كثيرا, وفي النهاية وافقا على طلب هؤلاء الناس وحصلا على بعض المال منهم.
جاء موعد غداء الملك في اليوم التالي, فدس مجلب السم في الطعام وعمل بما اتفق عليه مع المصريين المعارضين للملك الوليد بن الريان والراغبين في اغتياله ليخلو لهم حكم مصر, أما نبوا فقد حفظ عشرة سيده ورغب ألا يخون الأمانة, فلم يضع سما في شراب الملك.
حمل كل منهما ما يخصه من الطعام والشراب فتقدم مجلب بمائدة طعام الملك وحمل نبوا أواني الشرب ودخل على مليكه, وامتدت يد الوليد بن الريان للطعام فصرخ نبوا قائلا:" لا تأكل يا مولاي ففي الطعام سم وضعه مجلب"!! تراجع الملك ورفع يده فورا عن الطعام بعد أن امسك به, ونظر الى مجلب في دهشة, وتنقل بصره بين مجلب ونبوا, وقال موجها حديثه لنبوا وقد وقف مجلب يرتعد من شدة الخوف, قال: ما تقول يا نبوا؟!
قال نبوا: أقول يا مولاي إن الطعام الذي أمامك مسموم فقد دس مجلب السم فيه.
فقال الملك: وأنت ماذا فعلت يا نبوا؟ أوضعت السم في الشراب؟
فقال نبوا: حاشا لله يا مولاي, فأنت ولي نعمتي, ومليكي الذي أرتع في قصوره, وأسعد بجواره, وأكرّم نفسي من أمواله, هل يعقل أن أخون كل هذا يا مولاي؟
فقال الملك وهو ينظر الى مجلب نظرة قاسية:
إذن.. تناول الشراب واشربه يا نبوا!!
شرب نبوا كأس الملك وأتبعه بكأس آخر, ووقف هادئا سليما لم يصبه شيء من الأذى لأن الشراب كان خاليا من السم وطازجا.
اعتدل الملك في جلسته, ونادى مجلب كي يقترب منه قليلا, وقال له: كل من هذا الطعام يا مجلب.
قال مجلب وهو يرتعش وقد تصبب عرقا: لا أستطيع أيها الملك لا أستطيع, اعفني من هذه المهمة.
صرخ الملك في مجلب قائلا:
أيها الخائن, أنت تعرف أن الطعام مسموم, أتخاف من الموت الآن, وقد أردت أن تقتلني, قل لي من وضع السم في هذا الطعام؟
تأتأ مجلب وارتبك وقال في تردد وخوف: لا..لا أدري.
نادى الملك جميع حراسه, وقال: اقبضوا على هؤلاء وأحضروا لي حيوانا أو دابة تأكل من هذا الطعام.
أحضر الحراس حصانا كبير السن وجعلوه يأكل من الطعام المسموم ولما أكل صهل بصوت عال صهلة وسقط على الأرض ميتا, عندئذ تأكد الملك من صدق نبوا وقبض على مجلب ومعه نبوا وأجريت معهما التحقيقات التي أدانتهما إدانة شديدة, مجلب وضع الطعام مسموما أمام الملك ولم يحفظ الأمانة التي ائتمنه عليها الملك وهي حياته, فمن يأمن لإنسان أن يقدم له طعامه, فإنه يأمنه على حياته وعمره, ونبوا اتهم أيضا بأنه كان على علم بالمؤامرة وتأخر في الإبلاغ عنها حتى اللحظات الأخيرة.
وسيق الاثنان إلى السجن ليقضيا عقوبة رادعة, بعد أن نجيا من حكم الإعدام, وهناك في السجن أصبحا مع يوسف عليه السلام في كل مكان يجلس فيه صباحا ومساءا.
وذات يوم جلس الفتيان إلى جوار يوسف وقد أهمهما أمر وشغلهما, وساد فيهم صمت لوقت قصير قطعه نبوا بقوله:
ما علمك الذي تعلمه يا يوسف؟
فقال يوسف: أني أعبّر الرؤيا وأفسرها تفسيرا كاملا بأمر الله.
عاد الجميع إلى صمتهم الأول ونظر يوسف في وجه نبوا ومجلب فوجدهما مكروبين مهمومين, كأن بهما كربا أو أصابتهما صائبة أو مصيبة, عندئذ بادرهما يوسف عليه السلام بقوله: ما لي أراكما مكروبين؟ القرطبي ج 9 ص 36-38.
قالا: إنا رأينا في المنام ما كرهنا أن نراه.
قال يوسف: وما هو؟ قصا عليّ ما رأيتما.
تردد الفتيان لحظة في الحديث ثم استهل مجلب الخباز حديثه قائلا:
أتنبئنا يا يوسف بتأويل وتفسير ما رأينا؟
قال يوسف: نعم لقد قلت لكما أنني أستطيع أن أنبئكما به إن شاء الله تعالى..
قال مجلب على الفور:
رأيت كأنني اخترت وصنعت خبزا في ثلاثة أفران لصناعة الخبز وجعلت الخبز في ثلاث سلال, فوضعته على رأسي فجاء الطير تأكل منه.
وقال نبوا ليوسف:
رأيت كأني أخذت ثلاثة عناقيد من عنب أبيض, فعصرتهن في ثلاث أوان, ثم صفيته فسقيت الملك كعادتي فيما مضى, صمت يوسف قليلا وقد رأى صاحبيه ينتظران على شوق تفسير حلميهما العجيبين,و تغيّر لونه لما سمع الرؤيا, عندئذ أعاد نبوا رؤياه بصيغة أخرى فقال ليوسف: أيها العالم رأيت كأني في بستان فإذا أنا أقف تحت كرمة عنب عليه ثلاث عناقيد فجنيتها, وكان كأس الملك بيدي فعصرتها وسقيت الملك شربة. عرائس المجالس للثعلبي ص 108.
نظر إليه يوسف عليه السلام, عرف أنه يستعجل التفسير, ونظر بإشفاق إلى مجلب الذي لم يشأ أن يكرر سرد رؤياه عليه مثل ما فعل نبوا.
كره يوسف عليه السلام أن يعبر ويفسر لهما ما سألاه عن الرؤيا لما علم في ذلك من المكروه الذي سيقع على أحدهما وهو مجلب, فقد كان تفسير رؤياه مشقة عليه لا يبشر بخير, لهذا السبب أعرض يوسف عليه السلام وامتنع عن تفسير الرؤيا وبدأ يتحدث في أمر آخر فيه إعراض عن الخوض في تفسير الرؤيا, وفيه دعوة لإسلام أهل السجن وهو كفار.
رتب يوسف عليه السلام أفكاره, وجعل همه الأول هو الدعوة لله عز وجل لأن ما عنده من علم هو من الله عز وجل لا يستطيع أن يدعي أو أن يقول أن ما عندي من تفسير للرؤيا هو من علمي الذي جاء من أفكاري, وليجعل في قلوب هؤلاء الأصحاب الذين يعيشون معه في السجن شيئا من الإيمان والتقوى, تستقيم معه شروط صدق الرؤيا, فإيمان الإنسان وصدقه يجعل رؤياه صادقة, فلن تجد رؤيا صادقة لإنسان كاذب أو عاص لله عز وجل, الرؤيا الصادقة نعمة من الله, والمعصية تحرم الإنسان من هذه النعمة, فالمعاصي تزيل النعم وتقضي عليها, والطاعات تجلب الخير والسعادة للناس جميعا, لهذا اتجه يوسف اتجاها مغايرا في حديثه قبل أن يفسر الرؤيا.
بيّن يوسف لصاحبي السجن أن الله خصه بعلم عظيم, ومن هذا العلم قال يوسف:{ لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما}.
فقالا له: هذا من فعل العرّافين والكهنة.
فقال يوسف: ما أنا بكاهن, وإنما ذلك مما علمنيه ربي, إني لا أخبركما به تكهنا وتنجيما, بل هو بوحي من الله عز وجل. تفسير القرطبي ج9 ص 127.
وبيّن لهم يوسف عليه السلام دينه ومذهبه, وقال لهما: إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون واتبعت دين وملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب وكلهم أنبياء مؤمنون موحدون لله عز وجل وما ينبغي لي ولا لآبائي أن نشرك بالله من شيء, وهذا الإيمان فضل من الله علينا أن عصمنا من الشرّ كله, وزيّن لنا فعل الخيرات للناس, ومن فضل الله علينا أن جعلنا أنبياء صالحين, وفضله سبحانه عز وجل على الناس وهم عباده الصالحين, ولكن أكثر الناس لا يشكرون الله على ما أتاهم من نعمة وفضل تحيط بهم ولا يشعرون بها.
استمع الفتيان لحديث يوسف عليه السلام وقد تشوّقا لتأويل الرؤيا, ولكن يوسف لم ينه دعوته ورسالته لهما بعد بل مضى يقول:
{ يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار} بأي صفة تحبون أن يكون لكم رب تعبدونه؟ أتحبون أن تعبدوا آلهة متفرقة في العدد والسن؟ إنها أصنام تلك التي تعبدونها لا تضر ولا تنفع, أهذه الأصنام خير لكم أم الله الواحد القهار الذي قهر كل شيء, إن الآلهة المتفرقة تتفرّق في الإرادة, ولو كانوا كذلك لعلا اله على اله, ولتصارعت كل واحدة مع الأخرى.
إن ما تعبدونه من أصنام يا صاحبي السجن من دون الله عز وجل ليست من الإلوهية في شيء, وما هي إلا أسماء سميتموها أنتم, لأنها جماد لا يتكلم ولا يعقل.
تحدث يوسف عن الإيمان والعقيدة والربوبية والطاعة فهذه رسالته في الدنيا شأنه شأن أي نبي, يدعو الناس لعبادة الله الواحد القهار, ويدعوهم للتوحيد والطاعة, والإيمان بأن الربوبية لله, ولا يعبد الناس إلا الله من خلال هذا الدين القيّم.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
16-10-2009, 01:17 AM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/246280592.gif (http://www.0zz0.com)
يوسف عليه السلام
14 - تفسير الرؤيا
قال تعالى على لسان يوسف عليه السلام:{ يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ }. يوسف 41.
بعد أن دعاهما دعوة الإيمان, وبيّن لهما فطنته ودرايته, وميز لهما بين تلك الأصنام التي لا تنفع ولا تضر, وبين الله الواحد القهار الذي لا إله سواه ولا شريك له في الملك, وهو على كل شيء قدير. بعد كل هذا بدأ يوسف عليه السلام في تفسير الرؤيا فقال موجها حديثه للساقي: إنك ترد إلى عملك الذي كنت فيه وهو سقاية الملك بعد ثلاثة أيام.
وقال للآخر: أما أنت فتدعى بعد ثلاثة أيام فتصلب فتأكل الطير من رأسك.
نظر مجلب ونبوا في يوسف وتفحصا بعضهما بعضا من المفاجأة.
وارتعد نبوا خوفا وقال: والله ما رأيت شيئا وإن هذه الرؤيا كذبنا بها عليك لنعرف مدى فراستك في تفسير الأحلام.
وقال الثاني: ما رأينا شيئا إنما كنا نلعب ونجرّب عملك هذا.
فقال يوسف عليه السلام في حزم شديد.
{ قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ } يوسف 41.
أي انتهى الأمر ولا جدال مرّة أخرى.
وقال يوسف في سلام لنبوا وهو الساقي الذي ظن أنه سينجو من الموت ويعود إلى حالته الأولى مع الملك الوليد بن الريان, فيدخل قصره ويكون ساقيه مرة أخرى, قال له يوسف:
{ وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ } يوسف 42
أي تحدث عني عند سيدك, واذكر له ما رأيته من حالي, وما أنا عليه من تفسير الرؤيا, وأخبره أني محبوس بلا ذنب, وقد كان لهذا الطلب من يوسف عتاب شديد إذ استعان وهو في محنته ببشر ولم يستعن بالله عز وجل. وقد ذكر العلماء أن يوسف ظل في السجن بضع سنين وجاء ذلك في الآية الكريمة:
{فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ} يوسف 42
وذكر المفسرون أن جبريل عليه السلام, دخل على يوسف عليه السلام في السجن, فعرفه يوسف, فقال جبريل: يا أخا المنذرين! ما لي أراك من الخاطئين؟! وقال جبريل أيضا: يا طاهر ابن الطاهرين! يقرئك السلام رب العالمين ويقول: أما استحييت إذ استغثت بالآدميين؟! وعزتي وجلالي! لتلبث في السجن بضع سنين.
فقال يوسف: يا جبريل أهو عني راض؟
قال جبريل: نعم!
فقال يوسف: لا أبالي الساعة. تفسير القرطبي الجزء التاسع ص 128.
وروي أن جبريل عليه السلام جاءه فعاتبه عن الله تعالى في ذلك, وطوّل سجنه, وقال له: يا يوسف من خلصك من القتل من أيدي إخوتك؟!
قال يوسف الله تعالى
فقال له: من أخرجك من البئر؟
قال يوسف: الله تعالى.
قال جبريل: فمن عصمك من الفاحشة؟
قال يوسف: الله تعالى.
قال جبريل: يا يوسف فمن صرف عنك كيد النساء؟
قال يوسف: الله تعالى.
فقال جبريل: فكيف وثقت بمخلوق وتركت ربك فلم تسأله؟!. تفسير القرطبي ج9 ص 129.
قال يوسف: " يا رب كلمة زلت مني".
وجعل يوسف عليه السلام يتوسل إلى ربه ويدعوه ويقول: أسألك يا اله إبراهيم واسحق والشيخ يعقوب عليهم السلام أن ترحمني.
فقال له جبريل: فان عقوبتك يا يوسف أن تظل في السجن بضع سنين.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه الصلاة والسلام:" رحم الله يوسف لولا الكلمة التي قال:{ واذكرني عند ربك} ما لبث في السجن بضع سنين".
لهذا ظل يوسف في السجن سبع سنين, وكان يمكن أن يخرج قبل هذا لولا كلمته للساقي بأن يذكره عند الملك, ليعلم ما وقع عليه من ظلم, وما أوتي من علم في تفسير الرؤيا وتعبيرها تعبيرا صحيحا بفضل الله وإرادته عز وجل.
ظل يوسف ينتظر الفرج, فرج الله عز وجل كي يخرج من السجن بعد هذه التجربة الكبيرة, وقد كان السجن له في البداية رحمة وتفضيلا فضله يوسف على كيد النساء عندما اختار قائلا:
{ رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه}.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
16-10-2009, 09:58 PM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/11/442637393.gif (http://www.0zz0.com)
يوسف عليه السلام
15 - رؤيا الملك وخروج يوسف من السجن
انصرفت مشيئة الله أن يخرج يوسف من السجن, ودنى فرج الله على يوسف, فقد رأى الملك الوليد بن الريان رؤياه التي تسببت في خروج يوسف من السجن, فنزل جبريل فسلم على يوسف وبشره بالفرج, وأن إرادة الله قد انصرفت كي يخرج من السجن.
وقال جبريل: إن الله مخرجك من سجنك, وممكن لك في الأرض, يذل لك ملوكها, ويطيعك جبابرتها, ومعطيك الكلمة العليا على إخوتك وذلك بسبب رؤيا رآها الملك.
والرؤيا تقول أن الملك الأكبر الريان بن الوليد رأى في نومه كأنه خرج من نهر يابس سبع بقرات سمان, كبيرات الحجم, يكاد اللحم يسقط من جوانب كل واحدة من كثرة السمنة, وهذه البقرات السبع تطاردهن سبع عجاف هزيلات ضعيفات لا يظهر منهن سوى الهيكل العظمي, وظلت تطاردهن حتى أمسكت كل بقرة من البقرات الضعاف الهزيلات ببقرة من السمان في آذانها وأكلتها فلم تبق منها إلا القرنين, ورأى الملك سبع سنبلات قمح خضراء قد أقبل عليهن سبع سنبلات يابسات فأكلتهن حتى أتين عليهن فلم يبق منهن شيء وهن يابسات, وكذلك البقرات السبع كن عجافا ضعافا هزيلات حتى بعد أن أكلن البقرات السمان.
استيقظ الملك الريان من نومه فزعا خائفا فقد هالته الرؤيا وأخافته, فكيف يرى الإنسان بقرة ضعيفة هزيلة تأكل بقرة سمينة ضخمة مكتنزة باللحم,
ترك الملك فراشه على الفور وارتدى ملابسه مسرعا وغادر غرفة نومه إلى ديوانه ومجلسه, حتى رآه وزراؤه على هذه الحالة وحاشيته, ولما أخذ مجلسه نظر إلى الحضور في قلق وبدأ يقصّ رؤياه على الحاضرين فقال:
{وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ }. يوسف 43.
كان مجلسه جامعا, فقد أرسل إلى الناس وأهل العلم منهم والعرّافة والكهانة والنجامة والسحرة, وأشراف قومه. فلما توجه إليهم بالأمر وطلب أن يفسروا رؤياه وقال:
{ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ }. يوسف 43.
أجابوا جميعا إجابة واحدة قالوا فيها إنها مجرد أحلام خاطئة وهي أشياء مختلطة عليك أيها الملك وأنت نائم, وما نحن بتفسير الأحلام بعالمين, أي لا نعرف تفسير الأحلام لأنها مجرّد أشياء وأحداث مختلطة يتخيلها النائم في نومه.
(قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ) يوسف 44.
قطع كل هذه الأصوات صوت نبوا ساقي الملك الذي خرج من السجن منذ فترة وجيزة وقال في صوت واثق حازم بعد أن تذكر حاجة يوسف التي نسيها سنوات عديدة عندما قال له يوسف:
{ اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ } يوسف 42 أي عند ملكك.
قال: أنا أنبئكم بتأويل هذه الرؤيا وتفسيرها, وأعرف من يفسرها لك أيها الملك بدقة. فوافق الملك على طلب الساقي.
فقال الساقي: أرسلني إلى السجن بعيدا عن المدينة, فبعثوه فأتى بيوسف فقال له: أيها الصديق الصادق في تفسير وتأويل الرؤيا أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف, وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون.
{يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ }يوسف 46.
فقال يوسف عليه السلام: تزرعون سبع سنين, فالسبع بقرات سبع سنين تزرعون فيهن فيأتي المحصول عاليا, وتكون هذه السنوات السبع الأولى سنوات خير, وعليكم بترك ما يزيد عن حاجتكم في سنبله حتى لا يفسد عند تخزينه فترة زمنية طويلة, لأن السبع سنوات التالية لها ستكون شديدة لا زرع ولا محصول فيها. فتأكلون ما تم تخزينه من السبع الأولى, فإذا حبستم بذور القمح في سنابلها ستجدونه سليما, تصنعون منه طعامكم ولا تحدث بينكم مجاعة أو هلاك.
{قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ - ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ} يوسف 47 - 48
وأضاف يوسف لرؤيا الملك شيئا من عنده يدل على ما أتاه الله من علم للغيب يتجاوز حتى رؤيا الملك التي فسرها تفسيرا صادقا تؤكده الأيام والسنون.
أضاف يوسف قائلا:{ ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ }. يوسف 49
يغاث فيه الناس بالمطر والخير الكثير الوافر حتى أنهم في هذا العام يعصرون العنب خمرا والسمسم دهنا, والزيتون زيتا, وتحلب الألبان لكثرتها في ضروع الماشية, ويدل ذلك على كثرة النبات وعلى كثرة ووفرة الغيث, ونجاة الناس مما كانوا فيه من حاجة.
وبهذا العام الذي أضافه يوسف عليه السلام لرؤيا الملك الذي تحدث فيه عن سبع وسبع أي أربعة عشر عاما أضاف يوسف عليه السلام عامه إظهارا لفضله, وإعلاما لمكانته العلمية وبمعرفته لعلم الغيب الذي خصه به ربه كما خص عيسى بن مريم أيضا.
عاد الساقي إلى الملك الريان, وقص عليه تأويل يوسف لرؤياه والسنة التي أضافها لرؤياه مما يدل على صدق ما فسر يوسف وأنه واقع بأمر الله لا محالة من ذلك. مما جعل الملك يشعر بمكانة هذا الرجل الصالح والنبي الطاهر يوسف الصديق عليه السلام.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
17-10-2009, 11:39 PM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/907880926.gif (http://www.0zz0.com)
يوسف عليه السلام
16 - خروج من السجن وبراءة عظيمة
عرف الملك أن الذي قاله يوسف لا بد وأنه واقع لا محالة, فقال لساقيه نبوا وحرسه وأصحاب السجن القائمين عليه:
{ وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ } يوسف 50
اذهبوا وأحضروه فورا.
خرج نبوا مسرعا من المدينة قاصدا السجن وقد عرف أنه تأخر على يوسف ولم يذكره إلا بعد بضع سنين.
ولما وصل السجن دخل إلى يوسف مهللا فرحا سعيدا بخروجه من السجن ولكن يوسف رفض أن يذهب إلى الملك قبل أن تظهر براءته، ويعرف الملك ما حدث له من نساء المدينة وتصح براءته عند الملك مما قذف به واتهم به
(فَلَمَّا جَاءهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ )يوسف 50.
رفض يوسف عليه السلام الخروج حتى, ودخل من أجله السجن وهو بريء منه.
رفض يوسف عليه السلام أن يخرج من السجن بعطف الملك, ويرميه الناس بعدها ويقولون: هذا الذي راود امرأة مولاه.
فأراد يوسف أن يبين براءته, ويحقق منزلته ومكانته من العفة والطهارة والخير.
فرجع رسول الملك نبوا من عند يوسف حاملا رسالته هذه, فلما سمع الملك كلام يوسف, دعا النسوة اللاتي قطعن أيديهن ومعهن امرأة العزيز, وقال ما شأنكن إذ راودتن يوسف عن نفسه ، فقلن معترفات بذنوبهن مقرَّات بخطئهن، ومعلنات عن توبتهن إلى الله: ما رأينا منه سوءًا، فهو شاب طاهر عفيف النفس حسن الخلق.
ونهضت امرأة العزيز من وسط النسوة وقالت:{ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ } يوسف 51
و يوسف صادق ولم يكذب, فلما سمع يوسف هذا الكلام وهذه البراءة من إمرأة العزيز قال:ليعلم سيدي العزيز أني لم أخنه بالغيب كما قيل عني واتهمني الناس.
عندئذ أصدر الملك قراره بتبرئة يوسف مما أٌتهم به، وأمر بإخراجه من السجن وتكريمه وتقريبه إليه.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
19-10-2009, 09:46 PM
http://www.upislam.com/images/obrlg0kjyqpn0l4szcv4.gif (http://www.upislam.com/)
يوسف عليه السلام
17 – وهكذا مكن الله ليوسف في الأرض
لما تبين للملك براءة يوسف عليه السلام عرف أمانته وكفايته وديانته وعلمه وعقله,
(وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي) يوسف 54
ذهب نبوا الساقي ورسول الملك إلى يوسف قال له: أجب الملك الآن.
خرج يوسف من السجن ودعا لأهل السجن بدعاء مشهور قال فيه:
"اللهم عطف قلوب الأخيار, ولا تعم عنهم الأخبار"
وكتب على السجن:
"هذا قبر الأحياء, وبيت الأحزان, وتجربة الأصدقاء, وشماتة الأعداء" العرائس للثعلبي ص 111.
ثم اغتسل يوسف وتنظف, ولبس ثيابا جديدة رائعة, وقصد الى قصر الملك الريان,
وعندما وقف بباب الملك قال:
حسبي ربي من دنياي وحسبي ربي من خلقه عز جاهه وجل ثناؤه ولا إله غيره.
فلما دخل على الملك قال: اللهم اني أسألك بخيرك من خيره وأعوذ بك من شره وشر غيره.
فنظر إليه الملك وسلم عليه يوسف بالعربية,
فقال له الملك: ما هذه اللغة؟
قال يوسف: هي لغة عمي اسماعيل, ثم دعا له بالعبرانية.
فقال له الملك: ما هذا اللسان؟
قال يوسف: هذا لسان أبي يعقوب.
أعجب الملك بفصاحة يوسف ولغاته كما أعجب بأخلاقه وعفته وكان يوسف قد بلغ الثلاثين عاما,
فأجلسه إلى جواره وقال: إني أحب أن أسمع رؤياي منك بلسانك.
فقال يوسف: نعم أيها الملك,
" لقد رأيت سبع بقرات سمان شهب حسان غير عجاف كشف لك عنهن نهر النيل, فطلعن عليك من شاطئه, ينزل اللبن من ضروعهن, فبينما أنت كذلك تنظر إليهن وقد أعجبك حسنهن اذ نضب النيل, وغار ماؤه, وأصبح قليلا, وظهر قاعه, فخرج من طينه ووحله, سبع بقرات عجاف بطونهن لا تظهر, ليس لهن ضروع من شدة الضعف, ولهن أنياب وأسنان مخيفة, وأضراس وأكف كأكف الكلاب, وخراطيم كخراطيم السباع, فاختلطن بالبقرات السمان وهجمن عليهن وافترسهن افتراس السباع, وأكلن لحمهن, ومزقن جلودهن وحطمن عظامهن,
فبينما أنت تنظر وتتعجب كيف غلبنهن وهن مهازيل ضعاف ثم لم يظهر فيهن سمنة مما أكلن اذا بسبع سنبلات خضر وسبع أخر سود يابسات في منبت واحد جذورهن في التراب والماء,
وبينما تقول في نفسك ما هذا؟ هؤلاء خضر مثمرات وهؤلاء سود يابسات في المنبت واحد
وأصولهن في الماء اذ هبت فردت أوراق السنبلات السود اليابسات على الخضر المثمرات فأشعلت فيهن النار فأحرقتهن وصرن سوادا متغيرات فهذا آخر ما رأيت من الرؤيا, ثم انتبهت مذعورا" العرائس للثعلبي 111-112 .
فقال له الملك: فما ترى في رؤياي أيها الصديق؟
فقال يوسف: أرى أيها الملك أن تجمع الطعام وتزرع زرعا كثيرا في هذه السنين الخصبة وتبني مخازن وتجعل القمح فيها بسنبله وقصبه ليكون أبقى ولا يفسد وقصبة القمح تصبح علفا للدواب. وتأمر الناس فيرفعون من طعامهم الخمر فيكفيك ما جمعته من طعام لأهل مصر ومن حولها.
ثم يأتيك الناس من كل مكان ليأخذوا مما كنزت لهم من هذا الطعام, فيجتمع عندك من الكنوز ما لا يجتمع لأحد من قبلك.
تبسّم الريّان ونظر ليوسف نظرة اكبار واجلال وقال له: ومن لي بهذا ومن يجمعه ويبيعه لي ويكفيني الشغل فيه؟
فقال يوسف: (قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ)[يوسف: 55].
فوافق الملك على أن يتقلد يوسف هذا المنصب لأمانته وعلمه.
وقال الملك ومن أحق منك؟ و ولاه خزائن الأرض
وقال له:{ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ}. يوسف: 54
وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاء نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ يوسف: 56
وفي القصة أن الملك توَّجه وختَّمه وولاه مكان العزيز وعزله ومات بعد ، فزوجه امرأته فوجدها عذراء وولدت له ولدين ، وأقام العدل بمصر ودانت له الرقاب (تفسير الجلالين)
وهكذا هلك العزيز الذي كان على هذه الخزائن قبل يوسف, وزوّج الملك يوسف بامرأة العزيز, وأنجب منها رجلين هما أفراييم بن يوسف, ومنشه بن يوسف, القرطبي ج 9 ص 140,
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
20-10-2009, 10:17 PM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/11/332602968.gif (http://www.0zz0.com)
يوسف عليه السلام
18 - لقاء يوسف بإخوته
وتحققت رؤيا الملك، وانتهت سنوات الرخاء، وبدأت سنوات المجاعة، وجاء الناس من كل مكان في مصر والبلاد المجاورة ليأخذوا حاجتهم من خزائن الملك.
وفي يوم من الأيام، وأثناء توزيع الحبوب على الناس إذا بيوسف أمام رجال يعرفهم بلغتهم وأشكالهم وأسمائهم، وكانت المفاجأة إنهم إخوته إلا بنيامين
جاؤا ليمتاروا لما بلغهم أن عزيز مصر يعطي الطعام بثمنه
وَجَاء إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ
يوسف: 58
ووقفوا أمامه دون أن يعرفونه لبعد عهدهم به وظنهم هلاكه فكلموه بالعبرانية
فقال كالمنكر عليهم : ما أقدمكم بلادي ؟
فقالوا : للميرة ،
فقال : لعلكم عيون ،
قالوا : معاذ الله ،
قال : فمن أين أنتم ،
قالوا : من بلاد كنعان وأبونا يعقوب نبي الله ،
قال : وله أولاد غيركم ،
قالوا : نعم ، كنا اثني عشر فذهب أصغرنا هلك في البرية وكان أحبنا إليه وبقي شقيقه فاحتبسه ليتسلى به عنه ،
فأمر بإنزالهم وإكرامهم
وأحسن يوسف إليهم، وأنسوا هم به
ولما جهز يوسف بحاجات الرحلة، ليقضى حاجتهم، ويعطيهم ما يريدون من الطعام،
قال لهم: (وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَاْ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ - فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلاَ تَقْرَبُونِ).[يوسف: 59-60].
قال ائتوني بأخ لكم من أبيكم أي بنيامين لأعلم صدقكم فيما قلتم فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي أي ميرة فيضطروا إلى العودة إليه بأخيهم
فأظهروا أن الأمر ليس ميسورا وسوف يمانع
(وَلَمَّا فَتَحُواْ مَتَاعَهُمْ وَجَدُواْ بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ) يوسف: 65
وذهب الإخوة إلى بضاعتهم ليخرجوها ففوجئوا ببضاعتهم الأولى ولم يجدوا قمحا وأن بضاعتهم قد ردت إليهم
فعادوا إلى أبيهم وقالوا: (فَلَمَّا رَجِعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُواْ يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ يوسف: 63
فرفض يعقوب وقال (قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِن قَبْلُ) يوسف: 64
ما آمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه يوسف من قبل وقد فعلتم به ما فعلتم
(قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَـذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ) يوسف: 65
ثم أخذوا يحرجون أباهم بالتلويح له بمصلحة أهلهم في الحصول على الطعام
ويؤكدون له عزمهم على حفظ أخيهم
ويرغبونه بزيادة الكيل لأخيهم
فقد كان يوسف يعطي لكل فرد حمل بعير
فقال لهم أبوهم:
(قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِّنَ اللّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلاَّ أَن يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ) يوسف: 65
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
22-10-2009, 12:01 AM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/803672142.gif (http://www.0zz0.com)
يوسف عليه السلام
19 - وصية يعقوب لأولاده
أرسل يعقوب بنيامين مع أخوته ولم ينس أن يوصيهم في هذا الموقف وينصحهم، فقال لهم:
(وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ )[يوسف: 67].
وسافر الإخوة إلى مصر، ودخلوها من حيث أمرهم أبوهم، ولما وقفوا أمام يوسف، دعا أخاه الصغير، وقربه إليه، واختلى به، وأخبره أنه يوسف أخوه.
ثم وزن البضاعة لإخوته، فلما استعدوا للرحيل والعودة إلى بلادهم، إذا بيوسف يريد أن يستبقي أخاه بجانبه، فأمر فتيانه بوضع السقاية (إناء كان يكيل به) في رحل أخيه الصغير، وعندما بدأت القافلة في الرحيل إذا بمناد ينادي ويشير إليهم: (إنكم لسارقون)
فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ[يوسف: 70].
فأقبل الإخوة يتساءلون عن الذي فقد، فأخبره المنادي أنه فقد مكيال الملك، وقد جعل لمن يأتي به مكافأة قدرها حمل بعير.
وهنا لم يتحمل إخوة يوسف ذلك الاتهام، فدخلوا في حوار ساخن مع يوسف ومن معه، فهم ليسوا سارقين وأقسموا على ذلك.
قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ عَلِمْتُم مَّا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ
يوسف 73
فقال الحراس: (قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ كَاذِبِينَ )[يوسف: 74].
هنا ينكشف التدبير الذي ألهمه الله يوسف، فقد كان الحكم السائد في شريعة بني إسرائيل أن السارق يكون عبدًا للمسروق منه، ولما كان يوسف -عليه السلام- يعلم أن هذا هو جزاء السارق في شريعة بني إسرائيل، فقد قبل أن يحتكم إلى شريعتهم دون شريعة المصريين، ووافق إخوته على ذلك لثقتهم في أنفسهم.
فأصدر يوسف الأوامر لعماله بتفتيش أوعية إخوته. فلم يجدوا شيئا، ثم فتشوا وعاء أخيه، فوجدوا فيه إناء الكيل.
قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل أي يوسف فقد سرق لأبي أمِّه صنماً من ذهب فكسره لئلا يعبده
فأسرَّها يوسف في نفسه ولم يظهرها
وقال في نفسه أنتم شرٌّ مكاناً من يوسف وأخيه لسرقتكم أخاكم من أبيكم وظلمكم له والله عالم بما تذكرون من أمره
(قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَانًا وَاللّهُ أَعْلَمْ بِمَا تَصِفُونَ)
يوسف: 77
وتذكر إخوة يوسف ما وعدوا به أباهم من عودة أخيهم الصغير إليه، فقالوا: (قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ )[يوسف: 78].
فقال يوسف: (قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ ) [يوسف:79].
وهكذا مكن الله ليوسف أن يحتفظ بأخيه
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
23-10-2009, 09:18 PM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/586181214.gif (http://www.0zz0.com)
يوسف عليه السلام
20 - عودتهم إلى أبيهم
أما الإخوة فقد احتاروا وجلسوا يفكرون فيما سيقولونه لأبيهم عندما يعودون
فقال كبيرهم سِنّاً : روبيل أو رأياً : يهوذا لم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم عهداً من الله في أخيكم
فقرر ألا يبرح أرض مصر حتى يأذن له أبوه بالعودة إليه أو يحكم الله لي بخلاص أخي وهو أعدل الحاكمين
(فَلَمَّا اسْتَيْأَسُواْ مِنْهُ خَلَصُواْ نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُواْ أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُم مَّوْثِقًا مِّنَ اللّهِ وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّىَ يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ) [يوسف:80]
وطلب منهم أن يرجعوا إلى أبيهم، ويخبروه صراحة بأن ابنه سرق، فأخذ بما سرق وما شهدنا عليه إلا بما تيقَّنا من مشاهدة الصاع في رحله وما كنا للغيب عالمين حين إعطاء الموثق ولو علمنا أنه يسرق لم نأخذه
(ارْجِعُواْ إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُواْ يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ)[يوسف:81]
وإن شك في ذلك؛ فليسأل القافلة التي أقبلنا فيها وهم قوم كنعان التي كانوا معها أو أهل المدينة التي كانوا فيها و هي مصر
فعادوا إلى أبيهم وحكوا له ما حدث، إلا أن أباهم لم يصدقهم، وقال:
زينت لكم أنفسكم أمراً ففعلتموه واتهمهم لما سبق منهم من أمر يوسف
(قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ )[يوسف: 83]
ثم تركهم وتولى عنهم تاركاً خطابهم وأخذ يبكي على يوسف وأخيه، حتى فقد بصره فانمحق سوادهما وبدل بياضاً من بكائه وهو مغموم مكروب
(وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ)[يوسف: 84]
فاغتاظ أبناءه وقالوا: ما زلت تذكر يوسف حتى تشرف على الهلاك لطول مرضك
(قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ )[يوسف: 85].
فرد يعقوب -عليه السلام- عليهم أنه يشكو أمره لله، وليس لأحد من خلقه، فهو الذي تنفع الشكوى إليه وأعلم من الله ما لا تعلمون من أن رؤيا يوسف صدق
(قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) [يوسف: 86]
وطلب منهم أن يذهبوا ليبحثوا عن يوسف وأخيه، فهو يشعر بقلب المؤمن أن يوسف مازال حيًّا، والمؤمن لا ييأس من رحمة الله أبدًا.
يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ[يوسف: 87]
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
25-10-2009, 10:02 PM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/11/116794247.gif (http://www.0zz0.com)
يوسف عليه السلام
21 – تحقق رؤيا يوسف
وتوجه الأبناء إلى مصر للمرة الثالثة يبحثون عن أخيهم، ويلتمسون بعض الطعام، وليس معهم إلا بضاعة رديئة.
ولما وصلوا مصر دخلوا على يوسف، فقالوا له:
(فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ )[يوسف: 88].
ففاجأهم يوسف بهذا السؤال: (قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ ) [يوسف:89]،
قال لهم توبيخاً هل علمتم ما فعلتم بيوسف من الضرب والبيع وغير ذلك وأخيه بنيامين من هضمكم له بعد فراق أخيه إذ أنتم جاهلون ما يؤول إليه أمر يوسف
فتنبهوا إلى رنين هذا الصوت، وإلا هذه الملامح التي ربما يعرفونها، فقالوا: (قَالُوا أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ )[يوسف: 90].
فأخبرهم يوسف بحقيقته وقال أنا يوسف وهذا أخي قد أنعم الله علينا بالاجتماع إنه من يتق الله ويصبر على ما يناله فإن الله لا يضيع أجر المحسنين
فاعتذر له إخوته، و قالوا لقد آثرك وفضلك الله علينا بالملك وأقروا بخطئهم، فعفا يوسف عنهم، وسأل الله لهم المغفرة.
(قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ) [يوسف: 91]
ثم سألهم يوسف عن أبيه، فعلم منهم أنه قد فقد بصره بسبب حزنه عليه، فقال لهم:
(اذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَـذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ )[يوسف: 93].
اذهبوا بقميصي هذا (وهو قميص إبراهيم الذي لبسه حين ألقي في النار كان في عنقه في الجب وهو من الجنة أمره جبريل بإرساله وقال إن فيه ريحها ولا يُلقى على مبتلىً إلا عوفي) تفسير الجلالين
فألقوه على وجه أبي يأت بصيراً وأتوني بأهلكم أجمعين
فأخذوا القميص وخرجوا من مصر متوجهين إلى فلسطين وقبل أن تصل العير
قال يعقوب لمن حوله: (وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ )[يوسف: 94]
ولما خرجت العير من عريش مصر (قال أبوهم) لمن حضر من بنيه وأولادهم (إني لأجد ريح يوسف) أوصلته إليه الصبا بإذنه تعالى من مسيرة ثلاثة أيام أو ثمانية أو أكثر لولا تسفهون لصدقتموني
فقالوا له: تالله إنك لفي خطئك القديم من إفراطك في محبته ورجاء لقائه على بعد العهد
( قَالُواْ تَاللّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ الْقَدِيمِ)[يوسف: 95]
وبعد أيام عاد إخوة يوسف إلى أبيهم وجاء البشير يهوذا بالقميص وكان قد حمل قميص الدم فأحب أن يفرحه كما أحزنه فألقاه على وجهه فارتد إليه بصره وبشروه بحياة يوسف وسلامة أخيه
قال ألم أقل لكم إني أعلم من الله ما لا تعلمون
(فَلَمَّا أَن جَاء الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) [يوسف: 96]
وطلب إخوة يوسف من أبيهم أن يستغفر لهم، قال سوف أستغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم وأخر ذلك إلى السحر ليكون أقرب إلى الإجابة أو إلى ليلة الجمعة لأن هذا أدعى إليه استجابة الدعاء
(قَالُواْ يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ) [يوسف: 97]
وغادر بنو إسرائيل أرضهم متوجهين إلى مصر، فلما دخلوها، استقبلهم يوسف بترحاب كبير، وضم إليه أبويه وقال لهم ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين وأكرم أبويه، فأجلسهما على كرسيه
فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ[يوسف: 99]
وهنا لم يتمالك يعقوب وامرأته وبنوه الأحد عشر أنفسهم حتى سجدوا تحية ليوسف وإكبار لوفائه والسجود هنا انحناء لا وضع جبهة ، وكان تحيتهم في ذلك الزمان
وتقديرا لعفوه وفضله،
وتذكر يوسف رؤياه القديمة التي رآها وهو صغير،
فالأحد عشر كوكبًا بعدد إخوته،
والشمس والقمر هنا أبواه،
وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقاً وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن و لم يقل من الجب تكرماً لئلا يخجل إخوته وجاء بكم من البادية (يروى أن مسكن يعقوب كان بأرض كنعان، وكانوا أهل مواش وبرية) من بعد أفسد الشيطان بيني وبين إخوتي إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم بخلقه الحكيم في صنعه
فقال: (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَـذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاء إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)[يوسف: 100].
ثم توجه يوسف -عليه السلام- إلى الله -عز وجل- يشكره على نعمه، فقال: (رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ[يوسف: 101].
وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أكرم الناس. فقال: "أتقاهم". فقالوا: ليس عن هذا نسألك. فقال: "فيوسف نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله" [متفق عليه].
وأقام عنده أبواه أربعا وعشرين سنة أو سبع عشرة سنة وكانت مدة فراقه أربعين أو ثمانين سنة
وكان له من الولد إفراثيم، ومنشا، ورحمة زوجة أيوب
في قول أبي لهيعة.
قال الزهري : ولد لإفراثيم - بن يوسف - نون بن إفراثيم، وولد لنون يوشع، فهو يوشع بن نون، وهو فتى موسى الذي كان معه صاحب أمره، ونبأه الله في زمن موسى عليه السلام، فكان بعده نبياً، ثم كان بين يوسف وموسى أمم وقرون، وكان فيما بينهما شعيب، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
وحضر يعقوب عليه السلام الموت فوصى يوسف أن يحمله ويدفنه عند إبراهيم وإسحق ويعقوب
فمضى بنفسه ودفنه ببلاد الشام ثم عاد إلى مصر ثم نقل يعقوب صلى الله عليه وسلم في تابوت من ساج إلى بيت المقدس
وأقام بعده ثلاثا وعشرين سنة ولما تم أمره وعلم أنه لا يدوم تاقت نفسه إلى الملك الدائم وقال رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث أي تعبير الرؤيا
ربي خالق السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلماً وألحقني بالصالحين من آبائي
وقيل : إنه لم يتمن أحد من الأنبياء الموت قبل يوسف .
فعاش بعد ذلك أسبوعا أو أكثر ومات وله مائة وعشرون سنة
وتوفاه الله - طاهراً طيباً صلى الله عليه وسلم - بمصر، ودفن في النيل في صندوق من رخام، وذلك أنه لما مات تشاحَّ الناس عليه، كل يحب أن يدفن في محلتهم، لما يرجون من بركته، واجتمعوا على ذلك حتى هموا بالقتال، فرأوا أن يدفنوه في النيل من حيث مفرق الماء بمصر، فيمر عليه الماء، ثم يتفرق في جميع مصر، فيكونوا فيه شرعاً ففعلوا،
فلما خرج موسى ببني إسرائيل أخرجه من النيل، ونقل تابوته بعد أربعمائة سنة إلى بيت المقدس، فدفنوه مع آبائه لدعوته: ( وألحقني بالصالحين)
وكان عمره مائة عام وسبعة أعوام.
فسبحان من لا انقضاء لملكه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
●| هَوًىُ ُروٍحٍ’ــَيً|●
26-10-2009, 04:26 PM
جزاك الله الف خير
اللهم اجعله في ميزان حسناتك
وانا قرات لقصص كلها وكلها رائعه
واخذت منها العظه والعبره
أموووونة
26-10-2009, 09:56 PM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/11/116794247.gif (http://www.0zz0.com)
جزاكِ الله خيرا أختي &ملكة الليل&
شكرا لكِ على المرور الطيب
بارك الله فيكِ
http://up4.m5zn.com/9bjndthcm6y53q1w0kvpz47xgs82rf/2009/10/13/11/mc3a23h3s.gif (http://www.tobikat.com)
أموووونة
26-10-2009, 10:00 PM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/342271869.gif (http://www.0zz0.com)
أيوب عليه السلام
عاش 93 سنة وذكر أنه دفن بجوار زوجته بقرية الشيخ سعد بأرض الشام القريبة من دمشق والله أعلم.
1 - نسبه
كان أيوب -عليه السلام- نبيا كريمًا يرجع نسبه إلى إبراهيم الخليل -عليه السلام-،قال تعالى: (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ )(الأنعام: 84)
ومن أن الصحيح أن الضمير عائد على إبراهيم دون نوح عليهما السلام. وهو من الأنبياء المنصوص على الإيحاء إليهم في سورة النساء في قوله تعالى:
إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ سورة النساء:163
قال ابن إسحاق: هو أيوب بن موصى بن رازخ بن العيص ابن إسحاق بن إبراهيم الخليل.
وقال غيره: هو أيوب بن موصى بن رعويل بن العيص بن إسحاق بن يعقوب، وقيل غير ذلك في نسبه.
وحكى ابن عساكر أن أمه بنت لوط عليه السلام، وقيل: كان أبوه ممن آمن بإبراهيم عليه السلام يوم ألقى في النار لحرقه.
فالصحيح أنه من سلالة العيص بن إسحاق، وامرأته قيل اسمها: "ليا" بنت يعقوب، وقيل: رحمة بنت أفراثيم، وقيل: ليا بنت منسا بن يعقوب. وهذا أشهر وكانت مثله صلاحا وتقوى, جازت زوجها في عبادته لله عز وجل, وفي حمده وشكره له , وفي تقربه إليه وهي الوحيدة التي ظلت بجواره في محنته لشدة اخلاصها له ولله رب العالمين
وروي ابن عساكر من طريق الكلبي أنه قال: أول نبي بعث إدريس، ثم نوح، ثم إبراهيم، ثم إسماعيل، ثم إسحاق، ثم يعقوب، ثم يوسف، ثم لوط، ثم هود، ثم صالح، ثم شعيب، ثم موسى وهارون، ثم إلياس، ثم اليسع، ثم عرفي بن سويلخ بن أفراثيم بن يوسف بن يعقوب، ثم يونس بن متى من بني يعقوب، ثم أيوب بن رازخ بن آموص بن ليفرز بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم.
وفي بعض هذا الترتيب نظر فإن هوداً وصالحاً: المشهور أنهما بعد نوح وقبل إبراهيم. والله أعلم.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
27-10-2009, 09:14 PM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/11/473107234.gif (http://www.0zz0.com)
أيوب عليه السلام
2 - أيوب الغني
كان أيوب -عليه السلام- رجلا غنيا, ذا مال كثير, بسط الله له الرزق, وأفسح له طريق الثراء, حتى كان يملك قرية كاملة في دمشق تسمى بأرض الثنية من أرض حوران ويملك ما فيها من مزارع خضراء منبسطة فسيحة, وله فيها بساتين مزهرة, وله بها منشآت وديار.
قال علماء التفسير والتاريخ وغيرهم: كان أيوب رجلاً كثير المال من سائر صنوفه وأنوعه؛ من الأنعام والعبيد والمواشي؛ والأراضي المتسعة
كانت الأبقار والشاه الحلوب, ترتع في مزارعه, وتنيخ في مرابضه الإبل الخفاف, والنياق الولود, وتسرح بأرضه الخيل والبغال والحمير.
ولقد أفاض الله برزقه على عبده الصالح أيوب
ففوق ما رزقه من نعمة المال رزقه نعمة أخرى جزيلة محبوبة, تلك نعمة الأولاد كمُ من البنات والبنين.
فقد كمل له بذلك ما يتمنّاه كل امرئ لنفسه من متع الدنيا ورفاهية الحياة, ولذاذة العيش, ونضرة النعيم.
لم يبخل أيوب -عليه السلام على نفسه وعياله, وكان لا يحب كنز المال.
كانت أمواله لمن حوله قبل أن تكون لنفسه
وكان منها زكاة وهبات وعطايا
كان برا بكل من حوله يرعى غلمانه وخدمه قبل أن يرعى أهله فلكل رجل من أتباعه زوجة ودار ومتاع, ولكل غلام مدّخر من المال.
وكان لا يطعم طعاما وهو يعلم بمكان جائع يشتهي الطعام
وكان لسانه لا يكف عن ذكر الله والحمد والتسبيح لربه ولا يفتر جنانه عن التفكير في الله عز وجل
وتحدث الناس عن أيوب, ولهجت ألسنتهم بالدعاء له والثناء عليه, وعمرت قلوبهم بحبه والإخلاص له
وكذلك أهل السماء من الملائكة ذكروا أيوب ذكرا حسنا.
و تحدّث ملائكة الأرض فيما بينهم عن الخلق وعبادتهم فقال قائل منهم:
ما على الأرض اليوم خير من أيوب, هو أعظم المؤمنين إيمانا, وأكثرهم عبادة لله, وشكرا لنعمته ودعوة له.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ديانا كرزون
28-10-2009, 04:49 AM
جزاكِ الله خيرا
أموووونة
28-10-2009, 10:15 PM
http://www6.0zz0.com/2009/06/30/11/887668606.gif (http://www.0zz0.com)
http://www6.0zz0.com/2009/06/30/11/786580216.gif (http://www.0zz0.com)
أيوب عليه السلام
3 – محاولة إبليس
وسمع الشيطان ما يقال... فساءه ذلك, وطار إلى أيوب محاولا إغواءه, ولكن أيوب بقي, قلبه هو الصفاء لله والحب لله.
كثرة ذكر أيوب والثناء عليه أغاظ إبليس
وإبليس أقسم أن يغوي البشر أجمعين وقال كلمته المعروفة:
رب, بما أغويتني وطردتني بسبب آدم لأزينن لذريته في الأرض, ولأغوينهم أجمعين.
واستطرد إبليس قائلا: إلا عبادك المخلصين.
وكان أيوب عليه السلام من عباده المخلصين.
وقد كان أيوب عليه السلام محصنا بإيمانه ضد وسوسة الشيطان, فما استطاع إبليس أن يغريه بشيء مما يغري به الأغنياء!
وما قدر على أن يدفع به إلى ما كان يدفع إليه أمثاله من الأثرياء!!
حاول إبليس عن طريق شياطين البشر أن يحرّض أيوب على ارتكاب المعاصي, فأتاه بشرذمة من الناس يزيّنون له اللهو والمجون والمتعة المحرّمة, ويدعونه إلى ترك التقشف, والى التهاون في العبادة لينعم نفسه بمباهج الدنيا, ويمتعها بما أوتي من نعم وجاه ومال.
ولكن قلب أيوب كان تقيّا نقيّا, فلم يستجيب لما زيّن له؛ وكانت نفسه مؤمنة ورعة, فلم تسمع ما دعيت إليه.
كانت متعة أيوب عليه السلام تكمن في أشياء كثيرة,
كانت متعته في أن يكفل أيتاما مات عنهم عائلهم,
وكانت بهجته في أن يساعد بماله أرملة ذهب عنها رجلها,
أو فقير أضرّ به فقره, أو عاجزا أقعده عجزه
فيشعر بالسعادة لسعادتهم ويهنأ لهنائهم
ويشكر الله على أن هيأ له كل هذه السعادة وكل هذا الهناء.
وطال الأمد بإبليس دون أن يستطيع الوصول إلى غايته
وعاود نشاطه من جديد
وكما ورد في أنبياء الله لأحمد بهجت
حين يئس الشيطان من إغواء أيوب, قال لله تعالى:
يا رب إن عبدك أيوب الذي يعبدك ويقدسك لا يعبدك حبا, وإنما يعبدك لأسباب أخرى
يعبدك ثمنا لما منحته من مال و ثروة كبيرة
وما أعطيته من أولاد كثيرة
وهو يطمع أن تحفظ عليه ماله وثراءه وأولاده
وكأن النعم العديدة التي منحتها له هي السر في عبادته فهو يخاف أن يمسها الفناء أو تزول..
وعلى ذلك فعبادته مشوبة بالرغبة والرهبة يشيع فيها الخوف والطمع.. وليست عبادة خالصة ولا حبا خالصا.
وقد ذكرت الرواية أن الله تعالى قال لإبليس:
إن أيوب عبد مؤمن خالص الإيمان..
وليكون أيوب قبسا من الإيمان ومثالا عاليا في الصبر..
قد أبحتك ماله وعقاره.. افعل ما تريد, ثم انظر إلى ما تنتهي.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
31-10-2009, 09:40 PM
http://www11.0zz0.com/2009/05/22/19/179326484.jpg (http://www.0zz0.com)
أيوب عليه السلام
4 – محنة أيوب
وهكذا انطلقت الشياطين فأتت على أرض أيوب وأملاكه وزرعه ونعمه ودمّرتها جميعا.. وانحدر أيوب من قمة الثراء إلى حضيض الفقر فجأة.. وانتظر الشيطان أيوب.. وقال أيوب عليه السلام عن المال:
عارية لله استردها.. ووديعة كانت عندنا فأخذها, نعمنا بها دهرا, فالحمد لله على ما أنعم, وسلبنا إياها اليوم, فله الحمد معطيا وسالبا, راضيا وساخطا, نافعا وضارا, وهو الملك يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء, ويضر من يشاء, ويذل من يشاء, ثم خرّ أيوب عليه السلام ساجدا وترك إبليس وسط دهشته المخزية.
وعاد الشيطان يقول لله تعالى:
يا رب.. إذا كان أيوب لم يقابل النعمة إلا بالحمد, والمصيبة إلا بالصبر, فليس ذلك إلا اعتدادا بما لديه من أولاد.. إنه يطمع أن يشتدّ بهم ظهره ويسترد بهم ثروته.
وتستطرد الرواية فتقول: إن الله أباح للشيطان أولاد أيوب.. فزلزل عليهم البيت الذي يسكنون فيه فقتلهم جميعا. (أنبياء الله لأحمد بهجت) ص 171.
وهنا قال أيوب داعيا ربه:
الله أعطى.. والله أخذ.. فله الحمد معطيا وسالبا, ساخطا وراضيا, نافعا وضارا.
ثم خرّ أيوب عليه السلام ساجدا وترك إبليس وسط دهشته المخزية.
وعاد إبليس يدعو الله, أن أيوب لم يزل صابرا لأنه معافى في بدنه, ولو أنك سلطتني يا رب على بدنه.. فسوف يكف عن صبره.
وتقول الرواية أن الله أباح جسد أيوب للشيطان يتصرف فيه كيف يشاء.. فضرب الشيطان جسد أيوب من رأسه حتى قدميه, فمرض أيوب مرضا جلديا راح لحمه يتساقط ويتقيّح.. حتى هجره الأهل والأصحاب.. ولم يعد معه إلا زوجته..
ومرت الأيام, وتتابعت الشهور, وأيوب تزداد حالته سوءا,حتى لم يعد يستطيع أحد أن يقترب منه لعفن قروحه, ونتن رائحتها, فبرم الناس به, ونفروا منه, وانقطعوا عن زيارته, وتذمّر أهله من جيرته
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
01-11-2009, 11:11 PM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/171949209.gif (http://www.0zz0.com)
أيوب عليه السلام
5 – مرض أيوب
وظلت زوجته هي الوحيدة التي تخدمه, وتقضي له حاجاته.
ومرت السنون وأهل أيوب لا يستطيعون على جيرته صبرا, ولا يحتملون له قربا, وجهروا باستيائهم, وأظهروا تذمّرهم بالأقوال والأفعال, فلم تجد رحمة بدا من أن تعرش لزوجها عريشا في ظاهر المدينة وتنقله إليه.
وانتقل أيوب عليه السلام الذي كان يملك الضياع, ويسكن القصور إلى عريش من القش على قارعة الطريق, ورغم ذلك لم يتركه الناس لحاله, بل كانوا إذا مرّوا عليه أظهروا تذمرهم, وأبدوا تأففهم. وقالوا: لو كان رب هذا له حاجة فيه لما فعل به ذلك.
وهكذا ظل أيوب تمر عليه السنة تلو السنة وهو جسد ملقى في عريشه لا يصدر عنه حركة إلا حركة لسانه في فمه بذكر الله, ولا يسمع منه إلا صوت يردد اسم الله.
وقال السدي : تساقط لحم أيوب حتى لم يبق إلا العصب والعظام, فكانت امرأته تقوم عليه وتأتيه بالرماد يكون فيه
وظل أيوب في مرضه مدة طويلة لا يشتكي، ولا يعترض على أمر الله، وظل صابرًا محتسبًا يحمد الله ويشكره، فأصبح نموذجا فريدًا في الصبر والتحمل.
وانطلق إبليس إلى رجلين من أهل فلسطين, كانا صديقين له وأخوين, فأتاهما فقال: أخوكما أيوب أصابه من البلاء كذا وكذا, فأتياه وزوراه, واحملا معكما من خمر أرضكما, فإنه إن شرب منه برىء, فأتياه فلما نظرا إليه بكيا, فقال: من أنتما ؟ فقالا: نحن فلان وفلان, فرحب بهما وقال: مرحباً بمن لا يجفوني عند البلاء, فقالا: يا أيوب لعلك كنت تسر شيئاً وتظهر غيره, فلذلك ابتلاك الله ؟ فرفع رأسه إلى السماء فقال: هو يعلم, ما أسررت شيئاً أظهرت غيره, ولكن ربي ابتلاني لينظر أصبر أم أجزع. فقالا له: يا أيوب اشرب من خمرنا, فإنك إن شربت منه برأت. قال: فغضب, وقال: جاءكما الخبيث فأمركما بهذا ؟ كلامكما وطعامكما وشرابكما علي حرام, فقاما من عنده (تفسير ابن كثير )
كانت (رحمة) زوجة أيوب تقوم بخدمة الناس لتكسب لها ولأيوب من طعامهما, وما يقوم بأودهما. ثم تعود إليه في نهاية اليوم بما تيسر لها الحصول عليه من طعام تطعمه وتسقيه, وتقضي الليل بجانبه؛ فإذا أصبح الصباح عاودت ما فعلته بالأمس.
ولكن هذه الحالة لم تدم لاشمئزاز الناس الذين كانت تقوم بخدمتهم, لعلمهم أنها تقوم على خدمة أيوب المبتلى, وعلى غسل جروحه وتضميد قروحه, فأظهروا لها الامتعاض من خدمتها لهم, ثم طردوها من خدمتهم.
فأصبحت "رحمة" بلا عمل وسدّت منافذ الكسب في وجه رحمة!
وخافت على أيوب الجوع
وفكرت رحمة وهداها تفكيرها إلى أن تذهب مع الصباح إلى سوق في ظاهر المدينة, ويدها قابضة على حزمة ملفوف بها شيء يبدو أنها تحرص عليه, وتعول من ورائه على خير كثير.
وبلغت رحمة السوق, واتجهت إلى الجانب الذي تعرض فيه حاجات النساء من زينة وعطر وملبس, وفتحت لفافتها بيد مرتعشة, وجلست مع البائعات, وكانت بضاعتها ضفيرة من الخيوط الذهبية الطويلة الناعمة, فباعتها إلى أحد النساء وأخذت ثمنها كانت نصف شعرها
وابتاعت رحمة بثمن نصف شعرها طعاما وشرابا, وعادت إلى زوجها تطعمه وتسقيه, فقد كانت برّة وفية لزوجها.
لكن عندما أتت به أيوب، فقال: من أين لك هذا؟ وأنكره فقالت: عملت لأناس فأطعموني, فأكل منه
ثم نفد ثمن شعرها
وعادت للسوق مع نصف شعرها الآخر الضفيرة الثانية وكذلك ابتاعت طعاما وشرابا فأتته به، فأنكره أيضاً، وحلف لا يأكله حتى تخبره من أين هذا الطعام؟ فكشفت عن رأسها خمارها، فلما رأى رأسها محلوقا وبعد طول صبر، توجه أيوب إلى ربه؛ ليكشف عنه ما به من الضر والسقم:
(وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ )[الأنبياء: 83]
وبعد أن نفد ثمن شعرها ما بقي لها شيء تبيعه.
ولكن أيوب كان على صلابته وقوته,
ويئس الشيطان وفكر في رحمة فذهب إليها وملأ قلبها باليأس وأتاها في صورة طبيب, فقال لها: إن زوجك قد طال سقمه, فإن أراد أن يبرأ فليأخذ ذبابا فليذبحه باسم صنم بني فلان, فإنه يبرأ ويتوب بعد ذلك, فقالت ذلك لأيوب, فقال: قد أتاك الخبيث,
فقالت له
إلى متى يعذبك الله, أين المال والعيال والصديق والرفيق, أين شبابك الذاهب وعزك القديم؟
وأجاب أيوب امرأته: لقد سوّل لك الشيطان أمرا..
قالت: لماذا لا تدعو الله أن يزيح بلواك ويشفيك ويكشف حزنك؟
قال أيوب: كم مكثنا في الرخاء؟!!
قال رحمة: ثمانين سنة.
قال أيوب: كم لبثنا في البلاء والمرض؟
قالت ثماني عشرة سنة.
قال: أستحي أن أطلب من الله رفع بلائي, وما قضيت فيه مدّة رخائي.
ثم قال لها لقد بدأ إيمانك يضعف يا رحمة, وضاق بقضاء الله قلبك.. لئن برئت وعادت إلي القوة لأضربنّك مائة عصا..
وقد اختلفوا في مدة بلواه على أقوال:
فقال الحسن وقتادة : ابتلي أيوب عليه السلام سبع سنين وأشهراً, ملقى على كناسة بني إسرائيل, تختلف الدواب في جسده
وقال وهب بن منبه : مكث في البلاء ثلاث سنين, لا يزيد ولا ينقص
وقال ابن أبي حاتم وابن جرير جميعاً: حدثنا يونس، عن عبد الأعلى، أنبأنا ابن وهب، أخبرني نافع بن يزيد، عن عقيل، عن الزهري، عن أنس بن مالك، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن نبي الله أيوب لبث به بلاؤه ثماني عشرة سنة.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
02-11-2009, 09:04 PM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/11/278589826.gif (http://www.0zz0.com)
أيوب عليه السلام
6 – المغتسل ابارد
وكان يخرج في حاجته فإذا قضاها أمسكت امرأته بيده حتى يبلغ محله فلما كان ذات يوم أبطأت عليه, فأوحى الله إلى أيوب في مكانه أن " اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب "
قال تعالى: { وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ - ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ }ص 41 – 42
فأوحى الله إلى أيوب أن يضرب الأرض بقدمه، فامتثل أيوب لأمر ربه، فانفجرت عين ماء باردة فاغتسل منها؛ فشفي بإذن الله، فلم يبق فيه جرح إلا وقد برئ منه، ثم شرب شربة من ماء عين أخرى فلم يبق في جوفه داء إلا خرج، وعاد سليمًا، معافى, قد سرت في جسمه القوّة, ودبّ النشاط..!!
ورجع كما كان شابًا جميلاً، قال تعالى: (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ)[الأنبياء: 84].
وكانت إحدى معجزات الله القادر على كل شيء الذي يقول للشيء كن فيكون. فشكر الله على ما ابتلاه, وعلى ما أنعم به عليه
وألبسه الله حلة من الجنة, فتنحى أيوب فجلس في ناحية, وجاءت امرأته فلم تعرفه
فقالت: يا عبد الله أين ذهب هذا المبتلى الذي كان ههنا لعل الكلاب ذهبت به أو الذئاب, فجعلت تكلمه ساعة.
فقال: ويحك أنا أيوب.
قالت: أتسخر مني يا عبد الله ؟
فقال: ويحك أنا أيوب قد رد الله علي جسدي,
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لما عافى الله أيوب أمطر عليه جراداً من ذهب, فجعل يأخذ منه بيده ويجعله في ثوبه, قال: فقيل له: يا أيوب أما تشبع ؟ قال: يا رب ومن يشبع من رحمتك" أصله في الصحيحين
(وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ)ص 44
وكان قد أقسم أن يضرب امرأته مائة ضربة بالعصا عندما يشفى, وها هو قد شفي, وكان الله سبحانه وتعالى يعرف أنه لا يقصد ضرب امرأته, ولكي لا يرجع عن يمينه أو يكذب فيها أمره الله أن يجمع حزمة من أعواد الريحان عددها مائة, ويضرب بها امرأته ضربة واحدة, وبذلك يكون برّ في قسمه ولم يكذب.
وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ الأنبياء 84
قيل له: يا أيوب إن أهلك لك في الجنة, فإن شئت أتيناك بهم, وإن شئت تركناهم لك في الجنة وعوضناك مثلهم ؟
قال: لا بل اتركهم لي في الجنة, فتركوا له في الجنة وعوض مثلهم في الدنيا.
وقال حماد بن زيد عن أبي عمران الجوني عن نوف البكالي قال: أوتى أجرهم في الآخرة وأعطي مثلهم في الدنيا والله أعلم.
وقد جعل الله -عز وجل- أيوب -عليه السلام- أسوة وقدوة لكل مؤمن ابتلي في جسده أو ماله أو ولده، حيث ابتلاه الله بما هو أعظم من ذلك فصبر واحتسب حتى فرج الله عنه
فجعلناه في ذلك قدوة لئلا يظن أهل البلاء أنما فعلنا بهم ذلك لهوانهم علينا, وليتأسوا به في الصبر على مقدورات الله وابتلائه لعباده بما يشاء, وله الحكمة البالغة في ذلك
رحم الله أيوب العبد الصابر.
أموووونة
03-11-2009, 10:14 PM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/882350973.gif (http://www.0zz0.com)
ذو الكفل عليه السلام
لم تذكر الكتب المدة التي عاشها. ولد في مصر. توفي في سيناء أيام التيه. قيل دفن بجوار والده في أرض الشام
أحد أنبياء الله، ورد ذكره في القرآن الكريم مرتين، فقد مدحه الله -عز وجل- وأثنى عليه لصبره وصلاحه، وصدقه، وأمانته وتحمله لكثير من المصاعب والآلام في سبيل تبليغ دعوته إلى قومه، ولم يقصَّ الله -عز وجل- لنا قصته، ولم يحدد زمن دعوته، أو القوم الذين أرسل إليهم.
قال تعالى: (وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ (85) وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ)[الأنبياء: 85-86].
وقال تعالى: (وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيَارِ )[ص: 48].
فالظاهر من ذكره في القرآن العظيم بالثناء عليه، مقروناً مع هؤلاء السادة الأنبياء أنه نبي عليه من ربه الصلاة والسلام، وهذا هو المشهور. وقد زعم آخرون أنه لم يكن نبياً وإنما كان رجلاً صالحاً، وحكماً مقسطاً عادلاً ، والله أعلم.
عن كنانة بن الأخنس قال: سمعت الأشعري - يعني أبا موسى رضي الله عنه - وهو على هذا المنبر يقول: ما كان ذو الكفل نبياً ولكن كان رجل صالح، يصلي كل يوم مائة صلاة، فتكفل له ذو الكفل من بعده يصلي كل يوم مائة صلاة فسمى ذا الكفل
والله تعالى أعلم
عن مجاهد: أنه لم يكن نبياً وإنما كان رجلاً صالحاً، وكان قد تكفل لبني قومه أن يكفيه أمرهم، ويقضي بينهم بالعدل، فسمى ذا الكفل.
عن مجاهد أنه قال: لما كبر اليسع قال: لو أني استخلفت رجلاً على الناس يعمل عليهم في حياتي، حتى أنظر كيف يعمل.
فجمع الناس فقال: من يتقبل لي بثلاث استخلفه: يصوم النهار، ويقوم الليل، ولا يغضب.
فقام رجل تزدريه العين، فقال: أنا.
فقال: أنت تصوم النهار، وتقوم الليل، ولا تغضب؟
قال: نعم.
قال: فردهم ذلك اليوم، وقال مثلها اليوم الآخر.
فسكت الناس وقام ذلك الرجل فقال: أنا. فاستخلفه.
فجعل إبليس يقول للشياطين: عليكم بفلان فأعياهم ذلك،
فقال: دعوني وإياه، فأتاه في صورة شيخ كبير فقير، وأتاه حين أخذ مضجعه للقائلة، وكان لا ينام الليل والنهار، إلا تلك النومة فدق الباب،
فقال: من هذا؟
قال: شيخ كبير مظلوم.
قال: فقام ففتح الباب،
فجعل يقص عليه فقال: إن بيني وبين قومي خصومة، وإنهم ظلموني وفعلوا بي وفعلوا، حتى حضر الرواح وذهبت القائلة،
وقال: إذا رحت فأتني آخذ لك بحقك.
فانطلق وراح.
فكان في مجلسه فجعل ينظر هل يرى الشيخ فلم يره، فقام يتبعه، فلما كان الغد جعل يقضي بين الناس وينتظره فلا يراه، فلما رجع إلى القائلة فأخذ مضجعه، أتاه فدق الباب فقال من هذا؟
فقال: الشيخ الكبير المظلوم،
ففتح له فقال: ألم أقل لك إذا قعدت فأتني؟
فقال: إنهم أخبث قوم، إذا عرفوا أنك قاعد قالوا نحن نعطيك حقك، وإذا قمت جحدوني.
قال: فانطلق فإذا رحت فأتني، قال ففاتته القائلة فراح فجعل ينتظر فلا يراه، وشق عليه النعاس فقال لبعض أهله: لا تدعن أحداً يقرب هذا الباب حتى أنام، فإني قد شق علي النوم، فلما كان تلك الساعة جاء فقال له الرجل: وراءك وراءك،
فقال: إني قد أتيته أمس، فذكرت له أمري.
فقال: لا والله لقد أمرنا أن لا ندع أحداً يقربه، فلما أعياه نظر فرأى كوة في البيت فتسور منها، فإذا هو في البيت، وإذا هو يدق الباب من داخل،
قال: فاستيقظ الرجل فقال: يا فلان ألم آمرك
قال: أما من قبلي والله فلم تؤت فانظر من أين أتيت؟
فقام إلى الباب فإذا هو مغلق كما أغلقه، وإذا الرجل معه في البيت فعرفه،
فقال: أعدو الله؟
قال: نعم أعييتني في كل شيء ففعلت ما ترى لأغضبنك، فعصمك الله مني، فسماه الله ذا الكفل لأنه تكفل بأمر فوفى به.
[ابن جرير وابن المنذر وأبي تمام]
Ms.MrMr
05-11-2009, 10:36 AM
يسلمووو
الموضوع قيم حقا
جوزيتي كل الخير
أموووونة
08-11-2009, 12:27 AM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/937141869.gif (http://www.0zz0.com)
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/270812377.gif (http://www.0zz0.com)
مشكورة أختي ڪٍليے لڪً..»
على المرور الكريم
بارك الله فيكِ
http://up4.m5zn.com/9bjndthcm6y53q1w0kvpz47xgs82rf/2009/10/13/11/mc3a23h3s.gif (http://www.tobikat.com)
أموووونة
08-11-2009, 11:48 PM
http://www10.0zz0.com/2009/06/24/18/872437751.jpg (http://www.0zz0.com)
يونس عليه السلام
1 -إلى من بعث يونس عليه السلام
بعث الله يونس عليه السلام وهو يونس بن متى إلي أهل "نينوي في أرض الموصل بالعراق
انحرف أهلها عن منهج الله، وعن طريقه المستقيم، وصاروا يعبدون الأصنام، ويجعلونها ندًّا لله وشريكًا له،
فأراد الله أن يهديهم إلى عبادته، والى طريقه الحق،
فأرسل إليهم يونس عليه السلام ليدعوهم إلى الإيمان وترك عبادة الأصنام التي لا تضر ولا تنفع، لكنهم رفضوا الإيمان بالله وتمسكوا بعبادة الأصنام، واستعمروا على كفرهم وضلالهم دون أن يؤمن منهم أحد، بل إنهم كذَّبوا يونس وتمردوا عليه، واستهزءوا به وسخروا منه.
}وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ {سورة الصافات:147
فغضب يونس من قومه، ويئس من استجابتهم له، فأوحى الله إليه أن يخبر قومه بأن الله سوف يعذبهم بسبب كفرهم ووعدهم حلول العذاب بهم بعد ثلاث
}وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ {سورة سبأ:34
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
09-11-2009, 10:54 PM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/171949209.gif (http://www.0zz0.com)
يونس عليه السلام
2 - يونس في بطن الحوت
وبعد خروج يونس من قريته، ذهب إلى شاطئ البحر، وركب سفينة، وفي وسط البحر هاجت الأمواج واشتدت الرياح، فمالت السفينة وكادت تغرق.
وكانت السفينة محملة بالبضائع الثقيلة، فألقى الناس بعضًا منها في البحر، لتخفيف الحمولة، ورغم ذلك لم تهدأ السفينة، بل ظلت مضطربة تتمايل بهم يمينًا ويسارًا فتشاوروا فيما بينهم على تخفيف الحمولة البشرية، فاتفقوا على عمل قرعة والذي تقع عليه؛ يرمي نفسه في البحر.
فوقعت القرعة على نبي الله يونس، لكن القوم رفضوا أن يرمي يونس نفسه في البحر، وأعيدت القرعة مرة أخرى، فوقعت على يونس، فأعادوا مرة ثالثة فوقعت القرعة عليه أيضًا فقام يونس-عليه السلام-وألقى بنفسه في البحر لما يريده الله به من الأمر العظيم.
وأمر الله تعالى حوتاً من البحر الأخضر أن يشق البحار وأن يلتقم يونس عليه السلام فلا يهشم له لحماً ولا يكسر له عظماً فجاء ذلك الحوت فالتقمه وذهب به فطاف به البحار كلها.
والمقصود أنه لما جعل الحوت يطوف به قرار البحار اللجية، ويقتحم به لجج الموج الأجاجي، فسمع تسبيح الحيتان للرحمن، وحتى سمع تسبيح الحصى لفالق الحب والنوى ورب السماوات السبع والأرضين السبع وما بينهما وما تحت الثرى
(وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ - إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ - فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ - فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ ) [الصافات: 139-142].
ولما استقر يونس في بطن الحوت حسب أنه قد مات ثم حرك رأسه ورجليه وأطرافه فإذا هو حي فقام فصلى في بطن الحوت, وكان من جملة دعائه يا رب اتخذت لك مسجداً في موضع لم يبلغه أحد من الناس و في موضع لم يعبدك أحد في مثله
واختلفوا في مقدار ما لبث في بطن الحوت فقيل ثلاثة أيام قاله قتادة. وقيل سبعة قاله جعفر الصادق رضي الله عنه, وقيل أربعين يوماً قاله أبو مالك. وقال مجاهد عن الشعبي: التقمه ضحى ولفظه عشية, والله تعالى أعلم بمقدار ذلك
} فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ - لَوْلَا أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاء وَهُوَ مَذْمُومٌ - فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ{ سورة القلم:48ـ50
فلما انتهى به إلي أسفل البحر سمع يونس حساً، فقال في نفسه: ما هذا؟
فأوحى الله إليه وهو في بطن الحوت: إن هذا تسبيح دواب البحر، فسبح وهو في بطن الحوت فسمعت الملائكة تسبيحه
فقالوا: يا ربنا إنا نسمع صوتاً ضعيفا بأرض غريبة!
قال: ذلك عبدي يونس عصاني فحبسته في بطن الحوت في البحر، قالوا: العبد الصالح؛ الذي كان يصعد إليك منه في كل يوم وليلة عمل صالح؟
قال: نعم،
قالوا: يا ربنا أو لا ترحم ما كان يصنعه في الرخاء فتنجيه من البلاء؟
قال: بلى: فأمر الحوت فطرحه في العراء"فشفعوا له عند ذلك، فأمر الحوت فقذفه في الساحل
} فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاء وَهُوَ سَقِيمٌ{ سورة الصفات:145
} وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ{ سورة الأنبياء:87
المعنى (فنادى في الظلمات) ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة بطن الحوت (أن) أي بأن (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) في ذهابي من بين قومي بلا إذن (تفسير الجلالين)
وقوله تعالى:
}فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ{ سورة الصافات:143ـ144
فلولا أنه سبح الله هنالك، وقال ما قال من التهليل والتسبيح، والاعتراف لله بالخضوع، والتوبة إليه والرجوع؛ وقال بعض العلماء أنه كان من المسبحين يعني المصلين, وصرح بعضهم بأنه كان من المصلين قبل ذلك, وقال بعضهم كان من المسبحين في جوف أبويه, فلولا أنه كان من المسبحين للبث هنالك إلي يوم القيامة ولصار بطن الحوت قبرا له إلى يوم القيامة ولبعث من جوف ذلك الحوت
}فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ{ سورة الأنبياء:88
فاستجبنا له ونجيناه من الغم بتلك الكلمات كما ننجي المؤمنين من كربهم إذا استغاثوا بنا داعين
فطرح بالعراء وهو المكان القفر الذي ليس فيه شيء من الأشجار ولا بناء قيل على جانب دجلة وقيل بأرض اليمن والله أعلم
وهو سقيم أي ضعيف البدن كهيئة الصبي حين يولد ، قال ابن مسعود: كهيئة الفرخ ليس عليه ريش
وأنبت الله عليه شجرة من يقطين برحمةٍ من الله وهي شجرة الدباء، قال ابن مسعود وابن عباس وعكرمة ومجاهد وسعيد بن جبير وغيرهم :أنها القرع وكل شجرة لا ساق لها فهي من اليقطين وفي رواية عنه كل شجرة تهلك من عامها فهي من اليقطين
قال أبو هريرة: وهيأ الله أروية وحشية تأكل من خشاش الأرض، أو قال: هشاش الأرض، قال: فتفسخ عليه فترويه من لبنها كل عشية وبكرة حتى نبت.
وقال بعض العلماء: في إنبات القرع عليه حكم جمة، منها أن سرعة نباته وتظليل ورقه لكبره ونعومته وكثير ولا يقربه ذباب، ويؤكل ثمره من أول طلوعه إلي آخره، نياً ومطبوخاً، وبقشره وببذره أيضاً، وفيه نفع كثير وتقوية للدماغ وغيره وقد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحب الدباء
وتقدم كلام أبي هريرة في تسخير الله تعالى له تلك الأروية التي كانت ترضعه لبنها وترعى في البرية، وتأتيه بكرة وعشية، وهذا من رحمة الله به ونعمته عليه وإحسانه إليه، ولهذا قال تعالى: فاستجبنا له ونجيناه من الغم أي: الكرب والضيق الذي كان فيه
وقد أثنى الله -عز وجل- على يونس في القرآن الكريم، قال تعالى: (وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ )[الأنعام: 86
كما أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على يونس-عليه السلام-فقال: "لا ينبغي لعبد أن يقول أنا خير من يونس بن متى"[متفق عليه].
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الذي تصيبه مصيبة أو شر ثم يدعو بدعاء يونس-عليه السلام-، يفرِّج الله عنه، فقال صلى الله عليه وسلم : " دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له " (الترمذي)
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
12-11-2009, 08:27 PM
http://www11.0zz0.com/2009/05/22/19/859774390.gif (http://www.0zz0.com)
يونس عليه السلام
3 – توبة قوم يونس
بلغ يونس قومه ووعدهم بنزول العذاب والعقاب من الله تعالى، ثم خرج من بينهم،
وعلم القوم أن يونس قد ترك القرية، فتحققوا حينئذ من أن العذاب سيأتيهم لا محالة، وأن يونس نبي لا يكذب، فسارعوا، وتابوا إلى الله سبحانه، ورجعوا إليه وندموا على ما فعلوه مع نبيهم، وبكى الرجال والنساء والبنون والبنات خوفًا من العذاب الذي سيقع عليهم،
قال ابن مسعود ومجاهد وسعيد بن جبير وقتادة، وغيرهم من السلف والخلف: لما تحققوا من نزول العذاب بهم قذف الله في قلوبهم التوبة والإنابة، وندموا على ما كان منهم إلي نبيهم، فلبسوا المسوح وفرقوا بين كل بهيمة وولدها، ثم عجوا إلي الله عز وجل، وصرخوا، وتضرعوا إليه، وتمسكنوا لديه، وبكى الرجال والنساء والبنون والبنات والأمهات، وجأرت الأنعام والدواب والمواشي: فرغت الإبل وفصلانها، وخارت البقر وأولادها، وثغب الغنم وحملانها، وكانت ساعة عظيمة هائلة.
فلما رأى الله -سبحانه- صدق توبتهم ورجوعهم إليه فكشف الله العظيم بحوله وقوته ورأفته ورحمته عنهم العذاب وأبعد عنهم العقاب بحوله وقوته
}فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ { سورة يونس:98
وقد اختلف المفسرون: هل ينفعهم هذا الإيمان في الدار الآخرة، فينقذهم من العذاب الأخروي كما أنقذهم من العذاب الدنيوي؟
والأظهر من السياق: نعم
لأن هذا المتاع إلي حين لا ينفي أن يكون معه غيره من رفع العذاب الأخروي، والله أعلم.
وأمر الله يونس أن يذهب إلى قومه؛ ليخبرهم بأن الله تاب عليهم، ورضى عنهم، فامتثل يونس لأمر ربه، وذهب إلى قومه، وأخبرهم بما أوحى إليه، فآمنوا به بكاملهم فبارك الله لهم في أموالهم وأولادهم.
قال تعالى: ( }وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ - فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ {سورة الصافات:147- 148
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: إنما كانت رسالة يونس عليه الصلاة والسلام بعد ما نبذه الحوت, رواه ابن جرير
وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد أرسل يونس عليه الصلاة والسلام إليهم قبل أن يلتقمه الحوت وأمر بالعود إليهم بعد خروجه من الحوت فصدقوه كلهم وآمنوا به
وحكى البغوي أنه أرسل إلى أمة أخرى بعد خروجه من الحوت كانوا مائة ألف أو يزيدون فآمن هؤلاء القوم الذين أرسل إليهم يونس عليه السلام جميعهم "فمتعناهم إلى حين" أي إلى وقت آجالهم
قال علماء التفسير: لم يوجد فيما سلف من القرون قرية آمنت بكمالها إلا قوم يونس
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حلاي غير
13-11-2009, 04:09 PM
***
جزاك الله خير
ولاحرمك الله الاجر
***
أموووونة
15-11-2009, 09:46 PM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/316090780.gif (http://www.0zz0.com)
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/535931281.gif (http://www.0zz0.com)
جزاكِ الله خيرا أختي يالبى قلبك
شكرا لكِ على المرور الكريم
بارك الله فيكِ
http://up4.m5zn.com/9bjndthcm6y53q1w0kvpz47xgs82rf/2009/10/13/11/mc3a23h3s.gif (http://www.tobikat.com)
أموووونة
15-11-2009, 10:11 PM
http://www6.0zz0.com/2009/06/30/11/106130109.jpg (http://www.0zz0.com)
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/370578981.jpg (http://www.0zz0.com)
شعيب عليه السلام
لم تذكر الكتب المدة التي عاشها. ضريحه في حطين القريبة من طبرية (فلسطين)
1 – نسبه
قال محمد بن إسحاق: هم من سلالة مدين بن إبراهيم وشعيب هو ابن ميكيل بن يشجر بن مدين بن إبراهيم عليه السلام قال واسمه بالسريانية يثرون وفي هذا نظر
وشعيب تصغير شعب أو شعب
ويروى أنه كان ابن بنت لوط وأمه ميكائيل بنت لوط وقال مكي: كان زوج بنت لوط. واختلف في نسبه
وزعم الشرقي بن القطامي أن شعيباً بن عيفاء بن يوبب بن مدين بن إبراهيم.
وزعم ابن سمعان أن شعيباً بن جزي بن يشجر بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم.
قال عطاء هو شعيب بن توبة بن مدين بن إبراهيم
وقال قتادة: هو شعيب بن يوبب.
وقيل: شعيب بن صفوان بن عيفاء بن ثابت بن مدين بن إبراهيم. والله أعلم (تفسير القرطبي)
وكان ممن آمن بإبراهيم، وهاجر معه، ودخل معه دمشق.
وعن وهب بنمنبه أنه قال: شعيب وملغم ممن آمن بإبراهيم يوم أحرق بالنار، وهاجر معه إلي الشام، فزوجهما بنتي لوط عليه السلام. ذكره ابن قتيبة وفي هذا كله نظر أيضاً والله أعلم.
وذكر عمر بن عبد البر في "الاستيعاب" في ترجمة سلمة بن سعدي العنتري: أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم وانتسب إلي عنزة، فقال: "نعم الحي عنزة مبغي عليهم، منصورون، رهط شعيب وأختان موسى"
فلو صح هذا لدل على أن شعيباً صهر موسى وأنه من قبيلة من العرب العاربة يقال لهم عنزة
ليس من عنزة بن أسدبن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، فإن هؤلاء بعده بدهر طويل، والله أعلم.
وفي حديث أبي ذر الذي في صحيح ابن حبان في ذكر الأنبياء والرسل قال: "أربعة من العرب: هود،وصالح، وشعيب، ونبيك يا أبا ذر".
وللحديث بقية إن شاءالله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رحـ القمر ـيل
16-11-2009, 01:26 PM
مشكوره جزااك ربي كل الخييرر
يااخيتووو روووووووووووووووووووووووووعه بورك فييك
أموووونة
16-11-2009, 08:39 PM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/391684320.gif (http://www.0zz0.com)
جزاكِ الله خيرا أختيرحـ القمر ـيل
شكرا لك على المرور الكريم
بارك الله فيكِ
http://www.upislam.com/images/4gyu5di3cwlnnebuhir5.gif (http://www.upislam.com/)
أموووونة
16-11-2009, 08:46 PM
http://www11.0zz0.com/2009/05/22/11/110382306.gif (http://www.0zz0.com)
http://www11.0zz0.com/2009/05/22/11/302537323.gif (http://www.0zz0.com)
شعيب عليه السلام
2 – أهل مدين
كان أهل مدين قوماً عرباً يسكنون مدينتهم "مدين" التي هي قريبة من أرض معان من أطراف الشام، مما يلي ناحية الحجاز قريباً من بحيرة قوم لوط، وكانوا بعدهم بمدة قريبة.
ومدين قبيلة عرفت بهم المدينة، وهم من بني مدين بن مديان بن إبراهيم الخليل..
قيل في مدين: اسم بلد وقطر.
وقيل: اسم قبيلة كما يقال: بكر وتميم.
وقيل: هم من ولد مدين بن إبراهيم الخليل عليه السلام فمن رأى أن مدين اسم رجل لم يصرفه لأنه معرفة أعجمي ومن رآه اسماً للقبيلة أو الأرض فهو أحرى بألا يصرفه
على أرض مدين، وهي منطقة بالأردن الآن، كان يعيش قوم كفار يقطعون الطريق، ويسلبون أموال الناس الذين يمرون عليهم، ويعبدون شجرة كثيفة تسمى الأيكة وهي شجرة من الأيك حولها غيضة ملتفة بها
وكانوا يسيئون معاملة الناس، ويغشُّون في البيع والشراء والمكيال والميزان، ويأخذون ما يزيد عن حقهم .
وقال إسحاق بن بشر بن الضحاك، عن ابن عباس قال: كانوا طغاة بغاة يجلسون على الطريق، يبخسون الناس؛ يعني يعشرونهم، وكانوا أول من سن ذلك.
فأرسل الله إليهم رجلاً منهم هو رسول الله شعيب-عليه السلام-، فدعاهم إلى عبادة الله وعدم الشرك به
ونهاهم عن إتيان الأفعال الخبيثة من نقص الناس أشياءهم وسلب أموال القوافل التي تمر بديارهم.
فقال لهم: (وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)[الأعراف: 85].
أخاهم شعيباً في النسب لا في الدين
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
17-11-2009, 08:25 PM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/11/116794247.gif (http://www.0zz0.com)
شعيب عليه السلام
3 – تهديد قومه له
وظل شعيب يدعو قومه ويبين لهم الحق فآمن به عدد قليل من قومه وكفر أكثرهم،
لكن شعيبا لم ييأس من عدم استجابتهم، بل أخذ يدعوهم، ويذكر لهم نعم الله التي لا تحصى، وينهاهم عن الغش في البيع والشراء.
لكن قومه لم يتقبلوا كلامه، ولم يؤمنوا به، بل قالوا له على سبيل الاستهزاء والتهكم: (قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ)[هود: 87].
فرد عليهم شعيب بعبارة لطيفة، يدعوهم فيها إلى الحق (قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ )[هود: 88].
وكان نبي الله شعيب قوي الحجة في دعوته إلى قومه، وقد سماه المفسرون خطيب الأنبياء لبراعته وبلاغته في دعاية قومه إلي الإيمان برسالته
وقد روى ابن إسحاق بن بشر عن جويبر ومقاتل، عن الضحاك، عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر شعبياً قال: "ذاك خطيب الأنبياء"
ثم قال لهم ليخوفهم من عذاب الله:
وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ )[هود: 89].
فأخذوا يهددونه ويتوعدونه بالقتل لولا أهله وعشيرته، وقالوا له: (قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ )[هود: 91].
وكان أعمى
فقال لهم: (قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ )[هود: 92].
ثم أخذ يهددهم ويخوفهم من عذاب الله إن استمروا على طريق الضلال والعصيان، وعند ذلك خيره قومه بين أمرين: إما العودة إلى دين الآباء والأجداد، أو الخروج من البلاد مع الذي آمنوا معه، ولكن شعيبًا والذين آمنوا معه يثبتون على إيمانهم، ويفوضون أمرهم لله.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
22-11-2009, 09:45 PM
http://www5.0zz0.com/2009/06/10/11/393349713.gif (http://www.0zz0.com)
شعيب عليه السلام
4 – نهاية قوم شعيب
فما كان من قومه ألا أن اتهموه بالسحر والكذب قائلين وهذا على سبيل الاستهزاء والتنقص والتهكم: أصلاتك هذه التي تصليها؛ هي الآمرة لك بأن تحجر علينا فلا نعبد إلا إلهك؟ ونترك ما يعبد آباؤنا الأقدمون وأسلافا الأولون؟ أو أنا لا نتعامل إلا على الوجه الذي ترتضيه أنت، ونترك المعاملات التي تأباها إن كنا نحن نرضاها؟
فقال لهم لست آمركم بالأمر إلا وأنا أول فاعل له، وإذا نهيتكم عن الشيء فأنا أول من يتركه. وهذه هي الصفة المحمودة العظيمة، وضدها هي المردودة الذميمة، كما تلبس بها علماء بني إسرائيل في آخر زمنهم، وخطباؤهم الجاهلون. قال الله تعالى:
} أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ{سورة البقرة:44
وذكر في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يؤتي بالرجل فيلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه ـ أي: تخرج أمعاؤه من بطنه ـ فيدور بها كما يدور الحمار برحاه، فيجتمع أهل النار فيقولون: يا فلان ما لك؟ ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فيقول: بلى: كنت آمر بالمعروف ولا آتيه، وأنهى عن المنكر وآتيه"
وهذه صفة مخالفي الأنبياء من الفجار والأشقياء، فأما السادة من النجباء، والألباء من العلماء، الذين يخشون ربهم بالغيب، فحالهم كما قال نبي الله شعيب: (وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ) أي: ما أريد في جميع أمري إلا الإصلاح في الفعال والمقال بجهدي وطاقتي.
ثم انتقل إلي نوع من الترهيب فقال:
لا تحملنكم مخالفتي ما جئتكم به على الاستمرار على ضلالكم وجهلكم ومخالفتكم، فيحل الله بكم من العذاب والنكال، نظير ما أحله بنظرائكم وأشباهكم؛ من قوم نوح وقوم هود وقوم صالح من المكذبين المخالفين وما قوم لوط منكم ببعيد فإنهم لم يكونوا بعيدين لا زماناً ولا مكاناً ولا صفاتا
ثم مزج الترهيب بالترغيب فقال:
} وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ{[هود: 90]
أي: أقلعوا عما أنتم فيه، وتوبوا إلي ربكم الرحيم الودود، فإنه من تاب إليه تاب عليه، فإنه (رحيم) بعباده، أرحم بهم من الوالدة بولدها، (ودود) وهو المجيب ولو بعد التوبة على عبده، ولو من الموبقات العظام.
لكهم قالوا لانفهم ولا نعقل ما تقول لأنا لا نحبه ولا نريده، وليس لنا همة إليه
فهددهم قائلا إذا استمروا على طريقتهم ومنهجهم وشاكلتهم، فسوف يعلمون من تكون له عاقبة الدار ومن يحل عليه الهلاك والبوار ومن يأتيه عذاب يخزيه في هذه الحياة الدنيا ويحل عليه عذاب مقيم أي في الآخرة وارتقبوا إني معكم رقيب وهذا أمر تهديد شديد ووعيد أكيد
وسخروا من توعده إياهم العذاب وهذا من كفرهم البليغ وعنادهم الشنيع ويستعجلون هذا العذاب إن كان حقًّا.
فدعا شعيب ربه قائلاً:
(رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ[الأعراف: 89]
أي احكم بيننا وبين قومنا بالعدل وأنت خير الحاكمين
ثم استفتح على قومه، واستنصر ربه عليهم في تعجيل ما يستحقونه
فطلب الله سبحانه من شعيب أن يخرج هو ومن آمن معه؛ لأن العذاب سينزل بهؤلاء المكذبين
ثم سلط الله على الكفار حرًّا شديدًا جفت منه الزروع والضروع والآبار، فخرج الناس يلتمسون النجاة وذكروا أنهم أصابهم حر شديد، وأسكن الله هبوب الهواء عنهم سبعة أيام، فكان لا ينفعهم مع ذلك ماء ولا ظل، ولا دخولهم في الأسراب، فهربوا من محلتهم إلي البرية، فأظلتهم سحابة سوداء، فظنوا أن فيها المطر والرحمة فاجتمعوا تحتها ليستظلوا بظلها، فلما تكاملوا فيه أرسلها الله ترميهم بشرر وشهب فأنزلت عليهم حممًا حارقة، ونيرانا ملتهبة ورجفت بهم الأرض، وجاءتهم صيحة من السماء، فأزهقت الأرواح وخرجت الأشباح واهتزت الأرض وحولتهم إلى جثث هامدة لا حراك فيها ولا حياة.
فذكر في سورة الأعراف أنهم أخذتهم رجفة، أي: رجفت بهم أرضهم، وزلزلت زلزالاً شديداً أزهقت أرواحهم من أجسادهم، وصيرت حيوانات أرضهم كجمادها، وأصبحت جثثهم جاثية؛ لا أرواح فيها، ولا حركات بها، ولا حواس لها.
وقد جمع الله عليهم أنواعاً من العقوبات، وصنوفاً من المثلات، وأشكالاً من البليات، وذلك لما اتصفوا به من قبيح الصفات، وسلط الله عليهم رجفة شديدة أسكنت الحركات، وصيحة عظيمة أخمدت الأصوات، وظلة أرسل عليهم منها شرر النار من سائر أرجائها والجهات.
ولكن تعالى أخبر عنهم في كل سورة بما يناسب سياقها ويوافق طباقها؛ ففي سياق قصة الأعراف أرجفوا بنبي الله وأصحابه، وتوعدوهم بالإخراج من قريتهم
فقابل الإرجاف بالرجفة، والإخافة بالخيفة، وهذا مناسب لهذا السياق ومتعلق بما تقدمه من السياق.
وأما في سورة هود؛ فذكر أنهم أخذتهم الصيحة في ديارهم جاثمين، وذلك لأنهم قالوا لنبي الله على سبيل التهكم والاستهزاء والتنقص:
} أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ) { [هود: 87]
فناسب أن يذكر الصيحة التي هي كالزجر عن تعاطي هذا الكلام القبيح الذي واجهوا به هذا الرسول الكريم الأمين الفصيح، فجاءتهم صيحة أسكتتهم مع رجفة أسكتنهم.
وأما في سورة الشعراء فذكر أنه أخذهم عذاب يوم الظلة، وكان ذلك إجابة لما طلبوا وتقريباً إلي ما إليه رغبوا، فإنهم قالوا:
}قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ * وَمَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ * فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِّنَ السَّمَاء إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ * فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ { سورة الشعراء:185ـ 189
ومن زعم من المفسرين كقتادة وغيره: أن أصحاب الأيكة أمة أخرى غير أهل مدين فقوله ضعيف. وإنما عمدتهم شيئان:
أحدهما: أنه قال:
} كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ { سورة الشعراء:176ـ177
ولم يقول أخوهم، كما قال:
} وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ً {سورة الأعراف:85
والثاني: أنه ذكر عذابهم بيوم الظلة، وذكر في أولئك الرجفة أو الصيحة.
والجواب عن الأول: أنه لم يذكر الأخوة بعد قوله: (كذب أصحاب الأيكة المرسلين) لأنه وصفهم بعبادة الأيكة، فلا يناسب ذكر الأخوة هاهنا، ولما نسبهم إلي القبيلة ساغ ذكر شعيب بأنه أخوهم. وهذا الفرق من النفائس العزيزة الشريفة.
وأما احتجاجهم بيوم الظلة؛ فإن كان دليلاً بمجرده على أن هؤلاء أمة أخرى، فليكن تعداد الانتقام بالرجفة والصيحة دليلاً على أنهما أمتان أخريان.
فأما الحديث الذي أورده الحافظ ابن عساكر في ترجمة النبي شعيب عليه السلام؛ من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة، عن أبيه، عن معاوية بن هشام، عن هشام ابن سعد، عن شقيق بن أبي هلال، عن ربيعة بن سيف، عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً: "إن قوم مدين وأصحاب الأيكة أمتان بعث الله إليهما شعيباً النبي عليه السلام".
فإنه حديث غريب، وفي رجاله من تكلم فيه، والأشبه أنه من كلام عبد الله بن عمرو؛ مما أصابه يوم اليرموك من تلك الزاملتين من أخبار بني إسرائيل، والله أعلم.
ثم قد ذكر الله عن أهل الأيكة من المذمة ما ذكره عن أهل مدين من التطفيف في المكيال والميزان؛ فدل على أنهم أمة واحدة، أهلكوا بأنواع من العذاب، وذكر في كل موضع ما يناسب من الخطاب.
ونجي الله شعيبًا والذين آمنوا معه من العذاب الأليم، قال تعالى: }وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (94) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا بُعْدًا لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ { [هود: 94-95].
وهذا في مقابلة قولهم: }لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْباً إِنَّكُمْ إِذاً لَّخَاسِرُونَ {
سورة الأعراف:90
ثم ذكر تعالى عن نبيهم: أنه نعاهم إلي أنفسهم موبخاً ومؤنباً ومقرعاً، فقال تعالى:
وَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ
} فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ {سورة الأعراف:93
أي: أعرض عنهم موليا عن محلتهم بعد هلاكهم قائلا: يا قوم لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم وقد أديت ما كان واجباً على من البلاغ التام والنصح الكامل، وحرصت على هدايتكم بكل ما أقدر عليه وأتوصل إليه، فلم ينفعكم ذلك؛ لأن الله لا يهدي من يضل، وما لهم من ناصرين، فلست أتأسف بعد هذا عليكم، لأنكم لم تكونوا تقبلون النصيحة، ولا تخافون يوم الفضيحة.
فكيف أحزن على قوم كافرين لا يقبلون الحق ولا يرجعون إليه ولا يلتفتون عليه
وقد ذكر الحافظ ابن عساكر في تاريخه عن ابن عباس: أن شعيباً عليه السلام كان بعد يوسف عليه السلام. وعن وهب بن منبه: أن شعيباً مات بمكة ومن معه من المؤمنين، وقبورهم غربي الكعبة بين دار الندوة ودار بني
وإلى اللقاء مع قصة نبي آخر إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
24-11-2009, 07:38 PM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/789444159.gif (http://www.0zz0.com)
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/842408790.gif (http://www.0zz0.com)
قصة قوم يس
قال الله تعالى سورة يس :13ـ29
وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءهَا الْمُرْسَلُونَ * إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ* قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمن مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ * قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ * وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ * قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ* قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ * وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ * اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ * وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلاَ يُنقِذُونِ * إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ * إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ* قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ* بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ * وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِّنَ السَّمَاء وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ * إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ
1 – أهل القرية
كما جاء في تفسير ابن كثير
يقول تعالى: واضرب يا محمد لقومك الذين كذبوك "مثلاً أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون" قال ابن إسحاق فيما بلغه عن ابن عباس رضي الله عنهما وكعب الأحبار ووهب بن منبه : إنها مدينة أنطاكية وكان بها ملك يقال له
أنطيخس بن أنطيخس وكان يعبد الأصنام, فبعث الله إليه ثلاثة من الرسل,
وهم صادق وصدوق وشلوم, فكذبهم,
وهكذا روي عن بريدة بن الحصيب وعكرمة وقتادة والزهري أنها أنطاكية, وقد استشكل بعض الأئمة كونها أنطاكية بما سنذكره بعد تمام القصة إن شاء الله تعالى.
وقوله تعالى: " إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما " أي بادروهما بالتكذيب "فعززنا بثالث" أي قويناهما وشددنا إزرهما برسول ثالث.
قال ابن جريج عن وهب بن سليمان عن شعيب الجبائي قال: كان اسم الرسولين الأولين شمعون ويوحنا, واسم الثالث بوليس, والقرية أنطاكية
فقالوا أي لأهل تلك القرية "إنا إليكم مرسلون" أي من ربكم الذي خلقكم يأمركم بعبادته وحده لا شريك له, قاله أبو العالية ,
وزعم قتادة بن دعامة أنهم كانوا رسل المسيح عليه السلام إلى أهل أنطاكية فقال أهل القرية ما أنتم إلا بشر مثلنا فكيف أوحي إليكم وأنتم بشر ونحن بشر, فلم لا أوحي إلينا مثلكم
ولو كنتم رسلاً لكنتم ملائكة
ودائما الأمم الكافرة يستبعدون أن يبعث الله نبياً بشرياً
وهذه شبهة كثير من الأمم المكذبة
كما أخبر الله تعالى عنهم في قوله عز وجل: " ذلك بأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فقالوا أبشر يهدوننا " أي استعجبوا من ذلك وأنكروه.
قال رسلهم الثلاثة ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون ولوكنا كذبة عليه
لعاقبنا وانتقم منا أشد الانتقام
ولكنه سيعزنا وينصرنا عليكم وستعلمون لمن تكون عاقبة الدار, وما علينا إلا أن نبلغكم ما أرسلنا به إليكم, فإذا أطعتم كانت لكم السعادة في الدنيا والاخرة, وإن لم تجيبوا فستعلمون غب ذلك,
وكذا قال ابن جريج، عن وهب، عن سليمان، عن شعيب الجبائي: كان اسم المرسلين الأولين: شمعون، ويوحنا، واسم الثالث بولس، والقرية أنطاكية.
وهذا القول ضعيف جداً؛ لأن أهل أنطاكية لما بعث إليهم المسيح ثلاثة من الحواريين كانوا أول مدينة آمنت بالمسيح في ذلك الوقت. ولهذا كانت إحدى المدن الأربع التي تكون فيها بطاركة النصارى، وهن: أنطاكية، والقدس، وإسكندرية، ورومية ثم بعدها إلي القسطنطينية ولم يهلكوا.
وأهل هذه القرية المذكورة في القرآن أهلكوا، كما قال في آخر قصتها بعد قتلهم صديق المرسلين: إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون) ولكن إن كانت الرسل الثلاثة المذكورون في القرآن، بعثوا إلي أهل أنطاكية قديماً فكذبوهم وأهلكهم الله، ثم عمرت بعد ذلك، فلما كان في زمن المسيح آمنوا برسله إليهم، فلا يمنع هذا، والله أعلم.
فأما القول بأن هذه القصة المذكورة في القرآن هي قصة أصحاب المسيح، فضعيف لما تقدم، ولأن ظاهر سياق القرآن يقتضي أن هؤلاء الرسل من عند الله.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ملامح خجوله
25-11-2009, 01:28 PM
جـزآك الله خيرااااا
أموووونة
30-11-2009, 09:05 PM
http://www.upislam.com/images/lohoghteynzu36eyorpj.gif (http://www.upislam.com/)
قصة قوم يس
2 – رد أهل القرية على المرسلين
فعند ذلك قال لهم أهل القرية"إنا تطيرنا بكم
(قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ)يس 18
لم نر على وجوهكم خيراً في عيشنا. وقال قتادة : يقولون إن أصابنا شر فإنما هو من أجلكم.
وقال مجاهد : يقولون لم يدخل مثلكم إلى قرية إلا عذب أهلها
لذلك لئن لم تنتهوا لنرجمنكم بالحجارة وقال مجاهد : بالشتم وليمسنكم منا عقوبة شديدة وتوعدوهم بالقتل والإهانة
فقالت لهم رسلهم "طائركم معكم" أي مردود عليكم,
كقوله تعالى في قوم فرعون "فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه ألا إنما طائرهم عند الله"
وقال قوم صالح "اطيرنا بك وبمن معك قال طائركم عند الله"
وقال قتادة ووهب بن منبه : أي أعمالكم معكم.
وقال عز وجل: " وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا
فقال لهم الرسل أمن أجل أنا ذكرناكم بالهدى ودعوناكم إليه وأمرناكم بتوحيد الله وإخلاص العبادة له, قابلتمونا بهذا الكلام وتوعدتمونا وتهددتونا, بل أنتم قوم مسرفون لا تقبلون الحق ولا تريدونه
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
01-12-2009, 09:31 PM
http://www11.0zz0.com/2009/05/22/12/111122340.gif (http://www.0zz0.com)
http://www11.0zz0.com/2009/05/22/11/302537323.gif (http://www.0zz0.com)
قصة قوم يس
3 - وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى
عندما هم أهل القرية بقتل رسلهم فجاءهم رجل من أقصى المدينة يسعى لينصرهم من قومه
قال ابن إسحاق فيما بلغه عن ابن عباس رضي الله عنهما وكعب الأحبار ووهب بن منبه : هو حبيب النجار وكان يعمل الجرير وهو الحبال
وكان رجلاً سقيماً قد أسرع فيه الجذام وكان كثير الصدقة يتصدق بنصف كسبه مستقيم الفطرة.
وقال ابن إسحاق عن رجل سماه عن الحكم عن مقسم أو عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما, قال: اسم صاحب يس حبيب , وكان الجذام قد أسرع فيه. وقال الثوري عن عاصم الأحول عن أبي مجلز : كان اسمه حبيب بن سري .
وقال شبيب بن بشر عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: اسم صاحب يس حبيب النجار وكان إسكافاً
وقال عمر بن الحكم وقال قتادة كان اسم هذا الرجل "حبيب ابن مري"، ثم قيل: كان نجاراً، وقيل: حياكاً، وقيل: إسكافاً، وقيل قصاراً، وقيل: كان يتعبد في غار هناك، فالله أعلم
قال يا قوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجرا على إبلاغ الرسالة وهم مهتدون فيما يدعونكم إليه من عبادة الله وحده لا شريك له وما يمنعني من إخلاص العبادة للذي خلقني وحده لاشريك له وإليه ترجعون يوم المعاد فيجازيكم على أعمالكم إن خيراً فخير وإن شراً فشر
إن هذه الآلهة التي تعبدونها من دونه لايملكون من الأمر شيئاً, فإن الله تعالى لو أرادني بسوء "فلا كاشف له إلا هو" وهذه الأصنام لا تملك دفع ذلك ولا منعه ولا ينقذونني مما أنا فيه إن اتخذتها آلهة من دون الله.
فاسمعوا قولي يا قومي إيماني برسل الله جهرة مخاطب بذلك الرسل بقوله: "إني آمنت بربكم" أي الذي أرسلكم فاشهدوا لي بما أقول لكم عند ربي
فلما قال ذلك, وثبوا عليه وثبة رجل واحد فقتلوه, ولم يكن له أحد يمنع عنه وقيل عضاً وحكى ابن إسحاق عن بعض أصحابه عن ابن مسعود قال: وطئوه بأرجلهم، حتى أخرجوا قصبته
وقال قتادة : جعلوا يرجمونه بالحجارة وهو يقول: اللهم اهد قومي فإنهم لايعلمون, فلم يزالوا به حتى أقعصوه, وهو يقول كذلك, فقتلوه رحمه الله
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
03-12-2009, 10:00 PM
http://www11.0zz0.com/2009/05/22/19/859774390.gif (http://www.0zz0.com)
قصة قوم يس
4 – نهاية قوم يس
قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ
قال محمد بن إسحاق عن بعض أصحابه عن ابن مسعود رضي الله عنه, أنهم وطئوه بأرجلهم حتى خرج قصبه من دبره, وقال الله له: "ادخل الجنة" فدخلها فهو يرزق فيها قد أذهب الله عنه سقم الدنيا وحزنها ونصبها.
وقال مجاهد : قيل لحبيب النجار : ادخل الجنة, وذلك أنه قتل فوجبت له
فلما رأى الثواب "قال يا ليت قومي يعلمون"
قال قتادة : لا تلقى المؤمن إلا ناصحاً لا تلقاه غاشاً.
لما عاين ما عاين من كرامة الله تعالى: قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين فتمنى أن يعلم قومه بما عاين من كرامة الله فقال لو اطلعوا على ما حصل لي من هذا الثواب والجزاء والنعيم المقيم, لقادهم ذلك إلى اتباع الرسل
وقال ابن عباس : نصح قومه في حياته بقوله "يا قوم اتبعوا المرسلين" وبعد مماته في قوله " يا ليت قومي يعلمون * بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين " رواه ابن أبي حاتم .
فرحمه الله ورضي عنه فلقد كان حريصاً على هداية قومه.
وقوله تبارك وتعالى: " وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِّنَ السَّمَاء وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ "
يخبر تعالى أنه انتقم من قومه بعد قتلهم إياه غضباً منه تبارك وتعالى عليهم, لأنهم كذبوا رسله وقتلوا وليه, ويذكر عز وجل أنه ما أنزل عليهم وما احتاج في إهلاكه إياهم إلى إنزال جند من الملائكة عليهم وما كاثرناهم بالجموع بل الأمر كان أيسر من ذلك.
وما كنا ننزل الملائكة على الأمم إذا أهلكناهم بل نبعث عليهم عذاباً يدمرهم
قال: فأهلك الله تعالى ذلك الملك الجبار, وأهلك أهل أنطاكية
قال المفسرون بعث الله تعالى إليهم جبريل عليه الصلاة والسلام, فأخذ بعضادتي باب بلدهم, ثم صاح بهم صيحة واحدة, فإذا هم خامدون عن آخرهم لم تبق بهم روح تتردد في جسد فبادوا عن وجه الأرض فلم يبق منهم باقية
وقد تقدم عن كثير من السلف أن هذه القرية هي أنطاكية, وأن هؤلاء الثلاثة كانوا رسلاً من عند المسيح عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام, كما نص عليه قتادة وغيره وفي ذلك نظر من وجوه:
1 - أن ظاهر القصة يدل على أن هؤلاء كانوا رسل الله عز وجل, لا من جهة المسيح عليه السلام كما قال تعالى:
" إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ* قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمن مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ * قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ * وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ "
ولو كان هؤلاء من الحواريين لقالوا عبارة تناسب أنهم من عند المسيح عليه السلام. والله تعالى أعلم
2 - أن أهل أنطاكية آمنوا برسل المسيح إليهم, وكانوا أول مدينة آمنت بالمسيح, ولهذا كانت عند النصارى إحدى المدائن الأربعة اللاتي فيهن بتاركة, وهن:
القدس لأنها بلد المسيح,
وأنطاكية لأنها أول بلدة آمنت بالمسيح عن آخر أهلها, والإسكندرية لأن فيها اصطلحوا على اتخاذ البتاركة والمطارنة والأساقفة والقساوسة والشمامسة والرهابين,
ثم رومية لأنها مدنية الملك قسطنطين الذي نصر دينهم وأوطده, ولما ابتنى القسطنطينية نقلوا البترك من رومية إليها, كما ذكره سعيد بن بطريق وغيره من أهل الكتاب والمسلمين,
فإذا تقرر أن أنطاكية أول مدينة آمنت, فأهل هذه القرية ذكر الله تعالى أنهم كذبوا رسله وأنه أهلكهم بصيحة واحدة أخمدتهم, والله أعلم.
3 - أن قصة أنطاكية بعد نزول التوراة وقد ذكر أبو سعيد الخدري رضي الله عنه وغيره من السلف أن الله تبارك وتعالى بعد إنزاله التوراة لم يهلك أمة من الأمم عن آخرهم بعذاب يبعثه عليهم
بل أمر المؤمنين بعد ذلك بقتال المشركين عند قوله تبارك وتعالى: " وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِن بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى " القصص (43)
فعلى هذا يتعين أن هذه القرية المذكورة في القرآن قرية أخرى غير أنطاكية
أو تكون أنطاكية إن كان لفظها محفوظاً في هذه القصة مدينة أخرى غير هذه المشهورة المعروفة, فإن هذه لم يعرف أنها أهلكت لا في الملة النصرانية ولا قبل ذلك, والله سبحانه وتعالى أعلم.
فأما الحديث الذي رواه الحافظ أبو القاسم الطبراني : حدثنا الحسين بن إسحاق التستري , حدثنا الحسين بن أبي السري العسقلاني , حدثنا حسين الأشقر , حدثنا ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما, عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "السبق ثلاثة: فالسابق إلى موسى عليه الصلاة والسلام يوشع بن نون , والسابق إلى عيسى عليه الصلاة والسلام صاحب يس , والسابق إلى محمد صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه" فإنه حديث منكر, لا يعرف إلا من طريق حسين الأشقر , وهو شيعي متروك من الغلاة، وتفرده بهذا مما يدل على ضعفه بالكلية والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب.
وإلى اللقاء مع قصة أخرى من قصص الأنبياء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
05-12-2009, 10:53 PM
http://www2.0zz0.com/2009/07/05/17/745361498.gif (http://www.0zz0.com)
موسى عليه السلام
1 – نسبه ونشأته
موسى (كليم الله) عليه الصلاة والسلام
كان بنو إسرائيل الذين يرجع نسبهم إلى نبي الله يعقوب-عليه السلام قد دخلوا مصر عندما كان سيدنا يوسف عليه السلام وزيراً عليها
وبمرور الزمن أصبح فرعون ملك مصر وكان جبار طاغية استعبد قومه وهم بنو إسرائيل وطغى عليهم، وقسم رعيته إلى عدة أقسام، استضعف طائفة منهم، وأخذ في ظلمهم واستخدامهم في أخس الأعمال شرفًا ومكانة
نسبهما:
هما ابنا عمران (عمرام بالعبري) بن قاهت "قاهات" بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن.
وأمهما يوكابد بنت لاوي عمة عمران، ولم يكن الزواج بالعمة حينئذ محرماً، ثم نزل تحريم ذلك على موسى.
وهارون أسبق ميلاداً من موسى بثلاث سنين، ولهما شقيقة اسمها مريم كانت فوق سن الإِدراك حينما ولد موسى.
ولد موسى بعد (64) سنة من وفاة يوسف، أي: بعد (425) سنة من ميلاد إبراهيم وبعد (250) سنة من وفاته
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
Meṧђ
08-12-2009, 10:31 PM
جز‘آك آلله آلف خير ...}
وج‘عله في موآزين حسنآتك ..~ق1~
أموووونة
09-12-2009, 08:40 PM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/942814554.gif (http://www.0zz0.com)
شكرا لك أختي { آلحيآه كلمة}
على مرورك على الموضوع
بارك الله فيكِ
http://www4.0zz0.com/2009/06/15/15/694878932.gif (http://www.0zz0.com)
أموووونة
09-12-2009, 08:44 PM
http://www6.0zz0.com/2009/06/30/11/887668606.gif (http://www.0zz0.com)
http://www6.0zz0.com/2009/06/30/11/786580216.gif (http://www.0zz0.com)
موسى عليه السلام
2 - ولادة موسى وهارون
علا فرعون في الأرض وهو ملك القبط بالديار المصرية وتجبر وعتا وطغى وبغى، وآثر الحياة الدنيا، وأعرض عن طاعة الرب الأعلى وكان معه "هامان" وهو وزيره في مملكته "وقارون" وكان أكثر الناس في زمانه مالاً وتجارة " وقسم رعيته إلي أقسام، وفرق وأنواع
يستضعف طائفة منهم، وهم شعب بني إسرائيل وكانوا إذ ذاك خيار أهل الأرض، وقد سلط عليهم هذا الملك الظالم الغاشم الكافر الفاجر، ويستعبدهم ويستخدمهم في أخس الصنائع والحرف وأردئها وأدناها
وكان الحامل له على هذا الصنيع القبيح أن بني إسرائيل كانوا يتدارسون فيما بينهم ما يأثرونه عن إبراهيم عليه السلام، من أنه سيخرج من ذريته غلام يكون هلاك ملك مصر على يديه وكانت هذه البشارة مشهورة في بني إسرائيل، فتحدث بها القبط فيما بينهم، ووصلت إلي فرعون فذكرها له بعض أمرائه وهم يسمرون عنده
وذكر السدي عن أبي صالح وأبي مالك، عن ابن عباس، وعن مرة عن ابن مسعود، وعن أناس من الصحابة: أن فرعون رأى في منامه كأن ناراً قد أقبلت من نحو بيت القدس، فأحرقت دور مصر وجميع القبط، ولم تضر بني إسرائيل، فلما استيقظ هاله ذلك، فجمع الكهنة والحذقة والسحرة، وسألهم عن ذلك، فقالوا: سيولد في بني إسرائيل غلام سيكون سببا لهلاك أهل مصر، ففزع فرعون من هذه الرؤيا العجيبة، وأمر بقتل كل مولود ذكر يولد في بني إسرائيل، خوفا من أن يولد هذا الغلام
ولكن لن يغني حذر من قدر
والمقصود أن فرعون احترز كل الاحتراز ألا يوجد موسى، حتى جعل رجالاً وقوابل يدورون على الحبالى، ويعلمون مقيمات وضعهن، فلا تلد امرأة ذكراً إلا ذبحه أولئك الذابحون من ساعته. وعند أهل الكتاب: أنه إنما كان يأمر بقتل الغلمان، لتضعف شوكة بني إسرائيل، فلا يقاومونهم إذا غالبوهم أو قاتلوهم وهذا فيه نظر وإنما هذا الأمر بقتل الولدان بعد بعثة موسى، كما قال تعالى:
}فَلَمَّا جَاءهُم بِالْحَقِّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاء الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَال{ سورة غافر:25
فالصحيح أن فرعون إنما أمر بقتل الغلمان أولاً، حذراً من وجود موسى أو لإذلال هذا الشعب وتقليل عددهم أو لمجموع الأمرين
ومرت السنوات، ورأى أهل مصر أن بني إسرائيل قل عددهم بسبب قتل الذكور الصغار، فخافوا أن يموت الكبار مع قتل الصغار، فلا يجدون من يعمل في أراضيهم، فذهبوا إلى فرعون وأخبروه بذلك، ففكر فرعون، ثم أمر بقتل الذكور عامًا، وتركهم عامًا آخر.
فولد هارون في العام الذي لا يُقتل فيه الأطفال. أما موسى فقد ولد في عام القتل
و بدأت المعجزات في قصة موسى عليه السلام مع بدء حياته وفي طفولته, فها هو فرعون قد اتخذ قرارا بقتل كل طفل ينجب من بني إسرائيل, ولكن إرادة الله انصرفت لنجاة موسى بل وأن ينمو ويترعرع في قصر فرعون ذاته.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
10-12-2009, 09:47 PM
http://www11.0zz0.com/2009/05/22/11/461227706.gif (http://www.0zz0.com)
موسى عليه السلام
3 – خوف أم موسى على موسى من القتل
لم يظهر على أم موسى مخايل الحمل كغيرها, فلم تفطن لها الدايات ولكن لما وضعته ذكراً ضاقت به ذرعاً فقد ولد موسى في عام القتل ولم يشعر بولادته غير أخته فخافت أمه عليه خوفاً شديداً, وأحبته حباً زائداً, وكان موسى عليه السلام لا يراه أحد إلا أحبه
قال الله تعالى: وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ)[القصص: 7].
واحتار تفكيرها في المكان الذي تضعه فيه بعيدًا عن أعين جنود فرعون الذين يتربصون بكل مولود من بني إسرائيل لقتله وكانت دارها على حافة النيل فأوحى الله إليها وحي إلهام أو منام أن ترضعه وتضعه في صندوق مطلي بالقار من الداخل ممهد له فيه ثم تلقي هذا الصندوق في النيل وألقى في خلدها وروعها ألا تخافي ولا تحزني فإنه إن ذهب فإن الله سيرده إليك وإن الله سيجعله نبياً مرسلا
فأرضعته ثلاثة أشهر لا يبكي (تفسير الجلالين )
فإذا دخل عليها أحد ممن تخافه ذهبت ووضعته في ذلك الصندوق, وسيرته في البحر وربطته بحبل عندها حتى إذا ذهبوا استرجعته إليها به, فلما كانت ذات يوم دخل عليها من تخافه, فذهبت فوضعته في ذلك الصندوق وأرسلته في البحر, وذهلت عن أن تربطه, فذهب مع الماء (تفسير ابن كثير)
وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ[القصص: 10]
يقول الله تعالى مخبراً عن فؤاد أم موسى حين ذهب ولدها في البحر أنه أصبح فارغاً, أي من كل شيء من أمور الدنيا إلا من موسى كادت من شدة وجدها وحزنها وأسفها لتظهر أنه ذهب لها ولد, وتخبر بحالها لولا أن الله ثبتها وصبرها لتكون من المؤمنين
(وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) [القصص: 11]
فأمرت أخته بمتابعته والسير بجواره على البر لتراقبه، وتتعرف على المكان الذي استقر فيه الصندوق وكانت كبيرة تعي ما يقال لها
وظل الصندوق طافيًا على وجه النهر وهو يتمايل يمينًا ويساراً، تتناقله الأمواج من جهة إلى أخرى، ثم استقرت به تلك الأمواج ناحية قصر فرعون الموجود على النيل، ولما رأت أخته ذلك أسرعت إلى أمها لتخبرها بما حدث
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
11-12-2009, 08:56 PM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/391684320.gif (http://www.0zz0.com)
موسى عليه السلام
4 - استقرار موسى عليه السلام بدار فرعون
كانت السيدة آسية بنت مزاحم بن عبيد بن الريان ابن الوليد الذي كان فرعون مصر في زمن يوسف زوجة فرعون تمشي في حديقة القصر كعادتها، ويسير من خلفها جواريها، فرأت الصندوق على شاطئ النهر من ناحية القصر، فأمرت جواريها أن يأتين به، ثم فتحنه أمامها، ونظرت آسية في الصندوق، فوقع نظرها على طفل صغير فأوقع الله محبته في قلبها حين نظرت إليه, وذلك لسعادتها وما أراد الله من كرامتها وشقاوة بعلها, ولهذا قال الله تعالى
( فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا)[القصص: 8]
وكانت آسية عقيمًا لا تلد، فأخذته وضمته إلى صدرها ثم قبلته وعزمت على حمايته من القتل والذبح وأرادت أن تتخذه ولداً وتتبناه
فلما رآه فرعون هم بقتله خوفاً من أن يكون من بني إسرائيل, فشرعت امرأته آسية تخاصم عنه وتذب دونه وتحببه إلى فرعون, فقالت:
(وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ)[القصص: 9] أي لا يدرون ما أراد الله منه بالتقاطهم إياه من الحكمة العظيمة البالغة والحجة القاطعة
فلما رأى فرعون تمسك زوجته بهذا الطفل فقال فرعون: أما لك فنعم, وأما لي فلا, فكان كذلك, وهداها الله بسببه وأسكنها الجنة وأهلكه الله على يديه
ومرت ساعات قليلة وزوجة فرعون تحمل الطفل فرحة مسرورة به، تضمه إلى صدرها وتقبله، وفجأة بكى موسى بشدة، فأدركت السيدة آسية أنه قد حان وقت رضاعته فأمرت بإحضار مرضعة لترضعه، وتهتم بأمره
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
13-12-2009, 10:43 PM
http://www2.0zz0.com/2009/08/20/19/838663881.gif (http://www.0zz0.com)
http://www2.0zz0.com/2009/08/20/19/946142631.gif (http://www.0zz0.com)
موسى عليه السلام
5 – رد موسى إلى أمه
لما استقر موسى عليه السلام بدار فرعون وأمرت زوجة فرعون بإحضار مرضعة
فجاء إلى القصر عدد كثير من المرضعات، لكن الطفل امتنع عن أن يرضع منهن، مما جعل أهل القصر ينشغلون بهذا الأمر
قال الله تعالى:
(وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ ) القصص 12
فأرسلوه مع القوابل والنساء إلي السوق لعلهم يجدون من يوافق رضاعته، فبينما هم وقوف به والناس عكوف عليه إذ بصرت به أخته، فلم تظهر أنها تعرفه بل قالت:
(هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون) قالوا لها: ما يدريك بنصحهم وشفقتهم عليه؟
فقالت: رغبة في سرور الملك ورجاء منفعته
فأطلقوها وذهبوا معها إلي منزلهم، فأخذته أمه، فلما أرضعته التقم ثديها وأخذ يمتصه ويرتضعه، ففرحوا بذلك فرحاً شديداً وذهب البشير إلي "آسية" يعلمها بذلك وفسروا قبول ثديها بأنها طيبة الريح طبية اللبن
فاستدعتها إلي منزلها وهي لا تعرف أنها أمه في الحقيقة وعرضت عليها أن تكون عندها، وأن تحسن إليها، فأبت عليها، وقالت: إن لي بعلاً وأولاداً، ولست أقدر على هذا إلا أن ترسليه معي، فأرسلته معها، ورتبت لها رواتب، وأجرت عليها النفقات والكساوي والهبات، فرجعت به تحوزه إلي رحلها، وقد جمع الله شمله بشملها.
(فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) القصص 13
ولم يكن بين الشدة والفرج إلا القليل يوم وليلة أو نحوه والله أعلم فحينئذ تحققت برده إليها أنه كائن منه رسول من المرسلين
فعاش موسى فترة رضاعته مع أبيه وأمه وإخوته، ولما عاد إلى قصر فرعون اهتموا بتربيته تربية حسنة، فنشأ وتربى كأبناء الملوك والأمراء قويًّا جريئًا متعلماً.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بيسوو الهلاليه*
17-12-2009, 01:23 AM
جزااك الرحمن الفردوس الاعلى
يعطيك العافيه
تستاهلي التقييم يالغلا
أموووونة
17-12-2009, 09:38 PM
http://www5.0zz0.com/2009/06/10/11/393349713.gif (http://www.0zz0.com)
بارك الله فيكِ أختي الغالية بيسوو الهلاليه*
شكرا لكِ على المرور العطر
بارك الله فيكِ
http://up4.m5zn.com/9bjndthcm6y53q1w0kvpz47xgs82rf/2009/10/13/11/klf4x591i.gif (http://www.tobikat.com)
أموووونة
20-12-2009, 09:17 PM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/11/278589826.gif (http://www.0zz0.com)
موسى عليه السلام
6 – خروج موسى من مصر
كبر موسى وترعرع وأصبح فتيا شابا وتعلم علوما كثيرة وصار رجلاً قويًّا شجاعًا وعلم أنه ليس ابنا لفرعون من أمه ولكنه لم يخبر زوجة فرعون ولعله رحمة بها
كان موسى عليه السلام موضع حب الجميع, فكان لا يراه أحد الا أحبّه وهذا من الله عز وجل اذ قال جلّ شأنه:
{ لَّهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي }. طه 39.
وكان يرى اضطهاد فرعون ورجاله وأتباعه لبني اسرائيل
(وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ) القصص 15
ودخل المدينة على حين غفلة ذات يوم, فوجد رجلا من أتباع فرعون مصري من أهل مصر يقتتل مع رجل من بني اسرائيل, واستغاث به الرجل الضعيف الإسرائيلي بموسى فتدخل فدفع الرجل الظالم ووكز بيده فسقط على الأرض قتيلا
فوجد موسى نفسه في موقف عصيب، لأنه لم يقصد قتل هذا الرجل، بل كان يريد الدفاع عن مظلوم فقط،
وحزن موسى، وتاب إلى الله ورجع إليه وقال
{ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ} القصص 15
وأخذ يدعوه سبحانه أن يغفر له هذا الذنب فقال:
{قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} القصص 16
فغفر الله تعالى له إنه هو الغفور الرحيم.
ولكن سرعان ما انتشر الأمر في المدينة، وأخذ الناس يبحثون عن القاتل، ليعاقبوه، فلم يعثروا عليه
ومرت الأيام، وبينما موسى كعادته يسير في المدينة فوجد الرجل الإسرائيلي نفسه يتشاجر مع مصري آخر، واستغاث مرة ثانية بموسى فغضب موسى من هذا الأمر
فأدرك موسى أنه من هواة المشاجرات والمعارك فصرخ به موسى قائلا:{ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ } القصص: 18
ثم تقدم ليفض هذا النزاع، فظن الإسرائيلي أن موسى سيقبل عليه ليضربه لأنه غضبان منه، فقال له: (فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ) القصص: 19
بهذه الكلمات كشف الرجل المصري سرا كان يبحث عنه جنود فرعون, فلم يكن قد عرف بعد قاتل الرجل
فأخذوا يفكرون في الانتقام منه
وأصبح موسى خائفا يترقب خطرا قد يلحق به وهو في المدينة, وأرسل الله عز وجل لموسى رجلا مصريا عاقلا ينصحه ويحذره بأن يبتعد عن المدينة
فخرج موسى من المدينة وهو خائف، يتلفت يمينًا ويساراً يترقب أهلها، ويدعو الله أن ينجيه من القوم الظالمين
ودعا ربّه:{ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } القصص: 21
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
22-12-2009, 10:10 PM
http://www2.0zz0.com/2009/08/20/19/838663881.gif (http://www.0zz0.com)
http://www2.0zz0.com/2009/08/20/19/946142631.gif (http://www.0zz0.com)
موسى عليه السلام
7 – توجه موسى من المدينة إلى مدين
خرج موسى وليس في ذهنه مكان معين يتوجه إليه وهو لا يدري أين يتوجه، ولا إلي أين يذهب، وذلك لأنه لم يخرج من مصر قبلها
(وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاء مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَاء السَّبِيلِ)
القصص22
ثم هداه تفكيره إلى أن يذهب إلى أرض مدين وهي قرية شعيب وهي المدينة التي أهلك الله فيها أصحاب الأيكة، وهم قوم شعيب عليه السلام، وقد كان هلاكهم قبل زمن موسى عليه السلام
ومدين تبعد مسيرة ثمانية أيام من مصر ولم يكن يعرف طريقها فقال عسى ربي أن يهديني الطريق الأقوم ففعل الله به ذلك وهداه إلى الصراط المستقيم في الدنيا والاخرة, فجعله هادياً مهدياً
وذكروا أن الله سبحانه وتعالى بعث إليه ملكاً على فرس أو بيده عنزة فأرشده إلى الطريق فتوكل على الله وواصل السير إليها والله أعلم
(وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ) القصص 23
ولما وصل إلى مدين توجه ناحية شجرة من السمر بجوار بئر وجلس تحتها فقد سار موسى من مصر إلى مدين ليس له طعام إلا البقل وورق الشجر, وكان حافياً, فما وصل إلى مدين حتى سقطت نعل قدميه, فجلس في الظل وهو صفوة الله من خلقه, وإن بطنه للاصق بظهره من الجوع, وإن خضرة البقل لترى من داخل جوفه, وإنه لمحتاج إلى شق تمرة
وكان البئر يرده رعاء الشاء فوجد عليه جماعة يسقون مواشيهم ووجد من دونهم امرأتين تمنعان أغنامهما عن الماء حتى لا تختلط مع غنم أولئك الرعاء فيؤذيا
فلما رآهما موسى عليه السلام رق لهما ورحمهما وقال لهما ما شأنكما لا تسقيان قالتا لا نسقي حتى يرجع الرعاء من سقيهم ويصرفون مواشيهم من الماء خوف الزحام فنسقي وأبونا شيخ كبير لا يستطيع أن يتحمل مشقة هذا العمل
وكان الرعاء إذا فرغوا من وردهم، وضعوا على فم البئر صخرة عظيمة فتجئ هاتان المرأتان فيشرعان غنمهما في فضل أغنام الناس
فلما كان ذلك اليوم جاء موسى فرفع تلك الصخرة وحده، ثم استقى لهما وسقى غنمهما، ثم رد الحجر كما كان، قال أمير المؤمنين عمر: وكان لا يرفعه إلا عشرة، وإنما استقى ذنوباً واحداً فكفاهما.
ثم عاد مرة أخرى إلى ظل الشجرة ليأخذ المزيد من الراحة بعد عناء السفر. وأخذ يدعو ربه قائلاً:
(فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ)[القصص: 24]
سمعته المرأتان فيما قيل، فذهبتا إلي أبيهما، فيقال إنه استنكر سرعة رجوعهما
فأخبرتاه بما كان من أمر موسى عليه السلام، فأعجب الأب بهذا الرجل الغريب وشهامته ومروءته، وأمر إحدى ابنتيه أن تخرج إليه، وتدعوه للحضور حتى يكافئه
فجاءته إحداهما تمشي على استحياء وقالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا فصرحت له بهذا لئلا يوهم كلامها ريبة، وهذا من تمام حيائها وصيانتها
فلبى موسى الدعوة، وذهب إلى هذا الرجل الصالح، فسأله الرجل عن اسمه وقصته، فقص عليه موسى سبب خروجه من بلاد مصر فراراً من فرعون فطمأنه الشيخ وقال له أنك خرجت من سلطانهم فلست في دولتهم
وطلبت إحدى الفتاتين من أبيها أن يستأجر موسى ليعينهما لرعي الغنم فهو رجل قوي أمين
قال لها أبوها: وما علمك بهذا؟ فقالت: إنه رفع صخرة لا يطيق رفعها إلا عشرة. وإنه لما جئت معه تقدمت أمامه، فقال: كوني من ورائي، فإذا اختلف الطريق فاحذفي لي بحصاه أعلم بها كيف الطريق
فعرض الشيخ على موسى عليه السلام أن يزوجه إحدى ابنتيه
وقال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثماني حجج، فإذا أتممت عشراً فمن عندك وما أريد أن أشق عليك فأيهما قضيت فلا عدوان على والله على مقالتنا سامع وشاهد ووكيل علي وعليك
فوافق موسى على هذا الأمر وقال له ستجدني إن شاء الله من الصالحين وتزوج إحدى البنتين، واستمر يرعى الغنم عند ذلك الشيخ ولم يقض إلا أكمل الأجلين وأتمهما وهو العشر سنين كوامل تامة
ثم أراد موسى الرحيل والعودة بأهله إلى مصر، فوافق الشيخ الصالح على ذلك، وأكرمه وزوده بما يعينه في طريق عودته إلى مصر
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
24-12-2009, 09:32 PM
http://www11.0zz0.com/2009/05/22/19/859774390.gif (http://www.0zz0.com)
موسى عليه السلام
8 - يا موسى إنه أنا الله العزيز الحكيم
سار موسى من مدين إلى مصر ، حتى حل عليهم الظلام، فجلسوا يستريحون من أثر هذا السفر، حتى يكملوا المسير بعد ذلك في الصباح، وكان الجو شديد البرودة وربما تاهوا في طريقهم فلم يهتدوا إلي السلوك في الدرب المألوف فأخذ موسى يبحث عن شيء يستدفئون عليه فرأى ناراً من بعيد تأجج في جانب الطور وهو الجبل الغربي منه عن يمينه فقال لأهله امكثوا إني آنست ناراً وكأنه والله أعلم رآها دونهم لأن هذه النار هي نور الحقيقة ولا يصلح رؤيتها لكل أحد فطلب من أهله الانتظار؛ حتى يذهب إلى مكان النار، ويأتي منها بشيء يستدفئون به
(إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُم بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ) النمل 7
}وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى * إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى{سورة طه:9ـ10
فقال سآتيكم منها بخبر عن الطريق أو آتيكم بشعلة نار لعلكم تستدفئون به وكان كما قال فإنه رجع منها بخبر عظيم, واقتبس منها نوراً عظيماً
(فَلَمَّا جَاءهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) النمل 8
توجه موسى وفي يده عصاه ناحية النار التي شاهدها فلما أتاها ورأى منظراً هائلاً عظيماً حيث انتهى إليها والنار تضطرم في شجرة خضراء لا تزداد النار إلا توقداً, ولا تزداد الشجرة إلا خضرة ونضرة, ثم رفع رأسه, فإذا نورها متصل بعنان السماء فوقف موسى متعجباً مما رأى
(يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) النمل 9
( فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى(11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (12) وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (13) إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) إِنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (15) فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى )[طه: 11-16]
ثم نودي يا موسى أن بورك من في النار ومن حولها أي من الملائكة
وأعلمه الله أن الذي يخاطبه ويناجيه هو ربه الله العزيز الذي لا إله إلا هو، الذي لا تصلح العبادة وإقامة الصلاة إلا له. ثم أخبره أن هذه الدنيا ليست بدار قرار، وإنما الدار الباقية يوم القيامة، التي لابد من كونها ووجودها وحثه على العمل لها ومجانبة من لا يؤمن بها ممن عصى مولاه واتبع هواه، ثم قال مخاطباً ومؤانساً ومبيناً له أنه القادر على كل شيء، الذي يقول للشيء كن فيكون
(وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى) طه 17
ثم سأله الله عز وجل عما يحمله في يمينه
فقال موسى:
(قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى )[طه: 18]
فأمره الله عز وجل أن يلقي هذه العصا
(وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ)النمل 10
} قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى * فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى {سورة طه:19ـ20
فألقاها فانقلبت العصا في الحال وتحولت إلى حية عظيمة هائلة في غاية الكبر وسرعة الحركة كسرعة الثعبان المسمى بالجان فولى موسى من الخوف هاربًا
(قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى)طه 21
فأمره الله عز وجل أن يعود ولا يخاف مما يرى, فإن الله لا يخاف عنده المرسلون فقد أصطفاه رسولاً وجعله نبياً وجيهاً
وسوف تعود عصا كما كانت أول مرة، فمد موسى يده إلى تلك الحية ليأخذها فأدخل يده في فمها فإذا بها عصا كما كانت فتبين أن موضع الإدخال موضع مسكها بين شعبتيها فلما استمكن منها إذا هي قد عادت كما كانت عصاً ذات شعبتين، فسبحان القدير العظيم
وأري الله ذلك لموسى لئلا يجزع إذا انقلبت حية لدى فرعون
(وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى)
طه 22
( اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ) القصص32
وكان موسى أسمر اللون، فأمره الله-عز وجل أن يدخل يده في ثيابه ثم يخرجها فخرجت بيضاء ناصعة البياض لها لمعان تتلألأ كالبرق الخاطف أو تتلألأ كالقمر من غير مرض أي لا برص ولا بهق
فكانت هاتان معجزتين من الله لنبيه موسى من تسع آيات يؤيده بهن ويجعلهن برهاناً له إلى فرعون وقومه لتثبيته في رسالته المقبلة إليهم
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قلبي كن لله
30-12-2009, 09:08 AM
ربي يسعدك .. كفيتي و وفيتي
أموووونة
30-12-2009, 09:40 PM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/345004248.gif (http://www.0zz0.com)
موسى عليه السلام
9 – أمر الله موسى بالذهاب لفرعون
(اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى) طه 24
أمر الله عز وجل نبيه موسى بالذهاب إلى فرعون ليدعوه إلى عبادة الله وحده لا شريك له, ويأمره أن يحسن إلى بني إسرائيل ولا يعذبهم, فإنه قد طغى وبغى وآثر الحياة الدنيا ونسي الرب الأعلى وجاوز الحد في كفره إلى إدعاء الإلوهية
فاستجاب موسى لأمر ربه
ولكنه قبل أن يذهب أخذ يدعو ربه بأن يوفقه لما هو ذاهب إليه، ويسأله العون والمدد، فقال:
(قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي )[طه: 25-35].
فطلب موسى عليه السلام من ربه عز وجل أن يشرح له صدره فيما بعثه به, فإنه قد أمره بأمر عظيم وخطب جسيم, بعثه إلى أعظم ملك على وجه الأرض إذ ذاك وأجبرهم وأشدهم كفراً, وأكثرهم جنوداً, وأعمرهم ملكاً, وأطغاهم وأبلغهم تمرداً
قال ابن عباس: كانت في لسانه رتة. وذلك أنه كان في حجر فرعون ذات يوم وهو طفل فلطمه لطمة، وأخذ بلحيته فنتفها فقال فرعون لآسية: هذا عدوي فهات الذباحين. فقالت آسية: على رسلك فإنه صبي لا يفرق بين الأشياء. ثم أتت بطستين فجعلت في أحدهما جمراً وفي الآخر الياقوت وقيل التمرة (تفسير ابن كثير) فأخذ جبريل بيد موسى فوضعها على النار حتى رفع جمرة ووضعها في فيه على لسانه، فكانت تلك الرتة (تفسير ابن كثير) - و(تفسير القرطبي) – و (تفسير البيضاوي)
وروي أن يده احترقت وأن فرعون اجتهد في علاجها فلم تبرأ ولعل تبييض يده كان لذلك ولما دعاه قال: إلى أي رب تدعوني؟ قال: إلى الذي أبرأ يدي وقد عجزت عنها. وعن بعضهم: إنما لم تبرأ يده لئلا يدخلها مع فرعون في قصعة واحدة فتنعقد بينهما حرمة المؤاكلة
واختلف في زوال العقدة بكمالها فمن قال به تمسك بقوله " قد أوتيت سؤلك يا موسى " ومن لم يقل احتج بقوله " هو أفصح مني لساناً " وقوله " ولا يكاد يبين " وأجاب عن الأول بأنه لم يسأل حل عقدة لسانه مطلقاً بل عقدة تمنع الإفهام ولذلك نكرها وجعل يفقهوا جواب الأمر ، ومن لساني يحتمل أن يكون صفة عقدة و أن يكون صلة احلل (تفسير البيضاوي وابن كثير)
وقيل: لم تزل كلها، بدليل قوله حكاية عن فرعون: " ولا يكاد يبين " [الزخرف: 52] أي يفصح بالكلام لأنه عرف منه تلك العقدة في التربية، وما ثبت عنده أن الآفة زالت بعد سؤال موسى ربه(تفسير ابن كثير و القرطبي )
} قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ * وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ * قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ {سورة القصص:33ـ35
وقال ابن عباس : شكا موسى إلى ربه ما يتخوف من آل فرعون في القتيل وعقدة لسانه, فإنه كان في لسانه عقدة تمنعه من كثير من الكلام, وسأل ربه أن يعينه بأخيه هارون يكون له ردءاً ويتكلم عنه بكثير مما لا يفصح به لسانه, فآتاه سؤاله (تفسير ابن كثير)
طمأن الله نبيّه موسى عليه السلام وقال انه سيكون معهما يسمع ويرى, وأن فرعون رغم جبروته وسطوته لن يمسّهما بسوء, وعرّف موسى أنه هو الغالب
وعاد موسى إلى مصر، وأخبر أخاه هارون بما حدث بينه وبين الله-عز وجل ليشاركه في توصيل الرسالة إلى فرعون وقومه، ويساعده في إخراج بني إسرائيل من مصر، ففرح هارون بذلك، وأخذ يدعو مع موسى ويشاركه في نشر الدعوة
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
03-01-2010, 09:11 PM
http://www.upislam.com/images/zzg2ucin207mybrfq4y.gif (http://www.upislam.com/)
http://www.upislam.com/images/rsom0t9dtntiuhvhuok.gif (http://www.upislam.com/)
موسى عليه السلام
10 – الذهاب لقصر فرعون
مضى موسى عليه السلام الى مصر فتوجه مع أخيه هارون إلى الطاغية فرعون
وكان فرعون شديد البطش والظلم ببني إسرائيل
فدعوا ربهما أن ينقذهما من طغيان فرعون
فقال لهما الله تعالى مطمئنًا ومثبتًا:
(قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى * فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى * إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ) [طه: 46-48]
فلما ذهب موسى مع أخيه هارون قاما بدعوة الطاغية فرعون إلى الله، وإخراج بني إسرائيل معهم وأن يفك أسارى بني إسرائيل من قبضته وقهره وسطوته، ويتركهم يعبدون ربهم حيث شاءوا ويتفرغون لتوحيده ودعائه والتضرع لديه
فحدّثه موسى عليه السلام عن الله عز وجل وعن فضله ورحمته ورزقه, وحدّثه عن وجوب توحيده وعبادته, حاول أن يدعوه بطريق ليّنة, خاطب فيها وجدانه
ولكن فرعون تكبّر وتجبّر وراح يستهزئ بهما، ويسخر منهما، ومما جاءا به ونظر إلي موسى بعين الازدراء والتنقص
وذكر موسى بأنه هو الذي انتشله من النيل طفلا ورباه في قصره وظل يرعاه حتى قتل المصري القبطي وفرَّ هاربًا
فأخبره موسى عليه السلام أن الله قد هداه وجعله نبيًّا، لكي يدعوه إلى عبادة الله وطاعته
فسأله فرعون عن رب العالمين فقال موسى عليه السلام:
إنه ربي وربك, وجادل فرعون جدالا كثيرا ولم يستجب له
عندئذ أدرك موسى أن الحجج لن تفلح والأمور العقلية لن تحرّك في هذا الفرعون المغرور المتكبّر ساكنا, فتحسس موسى عليه السلام العصا التي في يده, وأدرك أن وقت اظهار المعجزة قد جاء وآن أوانه
فعرض عليه موسى أن يأتي له بدليل يبين له صدق رسالته وكان في نبرة موسى عليه السلام تحدّ لفرعون
{ قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ } الشعراء 30.
فقبل فرعون التحدي على الفور وطلب منه الدليل إن كان صادقًا
{ قَالَ فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} الشعراء 31
فألقى موسى عصاه في صالة القصر وسط ذهول فرعون والوزراء الجالسين حوله, الذين ظنوا أن العصا سقطت منه بسبب ارتباكه من طلب فرعون الدليل على صدقه
وفجأة تحوّلت العصا الى ثعبان مبين, ثعبان هائل يتحرّك بسرعة عظيمة, اتجه الثعبان على الفور إلى فرعون, شحب وجه فرعون من الخوف وثبت مكانه في البداية, وخرج الناس مذعورين منفضين عن مجلسه, وذعر فرعون ثم وثب عن مكانه
وقف الجميع على جوانب بوابات القصر ينظرون بذعر ويشهدون ما يفعله موسى, فمد موسى يده إلى الثعبان فعاد في يده عصا كما كان.
ثم عاد موسى يكشف أمام الواقفين معجزته الثانية, أدخل يده في جيبه وأخرجها فاذا هي بيضاء كالقمر, فذهل الواقفون فرعون ووزراؤه.
وبعد أن أنهى موسى كلامه والرد على فرعون, نظر اليه فرعون وقال في تهديد وعيد:
{ قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ } الشعراء 29.
ظن فرعون بعد كل ما حدث معه وشهده بنفسه أن أمر موسى وهارون عليهما السلام ضرب من ضروب السحر
وقال لحاشيته: إن موسى ساحر يعرف علم السحر والسحرة, يريد أن يخرجكم به من أرضكم وأرى أننا لن نغلب موسى وننتصر عليه الا بمن هو مثله
وقال له: أنت ساحر يا موسى.. ولقد قررت أن أكشف أمرك أمام الناس جميعا, وبعد أيام قليلة سأحضر السحرة من كل مكان لمواجهتك
فقال موسى عليه السلام: ومتى ألتقي بالسحرة؟
قال فرعون: موعدكم يوم الزينة, إنه يوم من أيام الربيع يحتفل به الناس جميعا في مكان فسيح أمام قصر فرعون
وسوف يأتي الناس في ضحى هذا اليوم هذا هو موعدك يا موسى
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
06-01-2010, 10:06 PM
http://www6.0zz0.com/2009/06/30/11/887668606.gif (http://www.0zz0.com)
http://www6.0zz0.com/2009/06/30/11/786580216.gif (http://www.0zz0.com)
موسى عليه السلام
11 – يوم الزينة
(قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى) طه 59
بعد لقاء موسى مع فرعون خرج موسى عليه السلام من قصر فرعون, وركب عدد من الرجال مركباتهم وأسرعوا يتفرقون في مصر كلها: أن على جميع السحرة الماهرين التوجه إلى قصر فرعون لأمر هام.
وسارع فرعون في إعلان الموعد لجميع الناس، ليشهدوا هذا اليوم
وجاء اليوم المنتظر يوم الزينة, واجتمع السحرة الى فرعون فوعدهم بأجر كبير لو غلبوا موسى عليه السلام وأخذ يرغبهم ويعدهم ويمنيهم بآمال عظيمة إذ ما انتصروا على موسى وأخيه وتفوقوا عليهما، وكان السحرة يطمعون فيما عند فرعون من أجر ومكانة
وتسابق الناس إلى ساحة المناظرة، ليروا من المنتصر؛ موسى أم السحرة؟
وخرج الناس جماعات جماعات, أطفالا ونسلاء, شبابا وشيوخا, جاؤوا ليشهدوا مباراة هي الأولى من نوعها: مباراة بين سحرة فكلهم يظنون أن موسى عليه السلام ساحرا!!
بدأ الناس بأخذ أماكنهم في الاحتفال منذ الصباح الباكر, ولم يكن أحد في مصر لم يعرف قصة التحدي واللقاء بين هؤلاء السحرة, ولم يكن أحد يعرف بمعجزة موسى التي ستخرس كل الألسنة, وستجعل من فرعون وسحرته مثالا للكذب والتجني.
جلس فرعون تحت مظلة واقية من الشمس, ومن حوله جنوده وحاشيته وقادته وهو يرتدي أفخم الثياب المرصّعة بالجواهر, أما موسى عليه السلام فوقف صامتا يذكر الله في نفسه ولا ينظر لشيء حوله
(فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى) طه 64
كانت العصا في يد موسى عليه السلام واصطف السحرة ووقف موسى وهارون عليهما السلام تجاههم في ساحة المباراة أو قل ساحة الحرب والصراع بين الحق والباطل, بين الصدق والكذب, بين التواضع وبين الكبر والافتراء, انها معركة بين الكفر والايمان كفر فرعون وسحرته وايمان موسى عليه السلام ومعجزته.
(قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى)طه 65
بعد ذلك رفع فرعون يده إيذانا ببدء المناظرة وعرض السحرة على موسى أحد أمرين؛ إما أن يلقي عصاه أولاً أو يلقوا عصيهم أولاً فترك لهم موسى البداية
وكانوا قد عمدوا إلي حبال وعصى فأودعوها الزئبق وغيره من الآلات التي تضطرب بسببها تلك الحبال والعصي اضطراباً يخيل للرائي أنها تسعى باختيارها وإنما تتحرك بسبب ذلك، فعند ذلك سحروا أعين الناس واسترهبوهم، وألقوا حبالهم وعصيهم، وهم يقولون:
}فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُون{الشعراء:44
فقال لهم موسى عليه السلام:
{ قَالَ لَهُم مُّوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى} طه 61
فتناجى السحرة فيما بينهم, فقال بعضهم لبعض: ما هذا بقول ساحر
فذلك قول الله تعالى:{ فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى}
طه 62
فالتفت موسى فاذا جبريل على يمينه يقول له: يا موسى ترفق بأولياء الله, قال موسى لنفسه: هؤلاء سحرة جاؤوا ينصرون دين فرعون, عاد جبريل يقول: ترفّق بأولياء الله, هم من الساعة الى صلاة العصر عندك وبعد صلاة العصر في الجنة
(قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى) طه 66
رمى السحرة بعصيّهم وحبالهم, فاذا المكان يمتلىء بالثعابين والحيّات التي تجري هنا وهناك فجأة لقد سحروا أعين الناس, واسترهبوهم وأخافوهم وجاؤوا بسحر عظيم, وهلّل المصريون مكان الاحتفال, وابتسم فرعون ابتسامة عريضة وظنّ أنه قضى على موسى عليه السلام
(فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى* قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى) طه: 67- 68
فخاف الناس من هول ما يرونه أمامهم، حتى موسى وهارون-عليهما السلام-أصابهما الخوف ولكن سرعان ما سمع موسى عليه السلام صوتا يقول له
(وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى) طه 69
اطمأن نبي الله موسى حين سمع رب العالمين يطمئنه, ولم يعد يرتكب أو ترتعش يداه, ثم رفع عصاه وألقاها فجأة
ولم تكد عصا موسى عليه السلام تلامس الأرض حتى وقعت المعجزة, فقد تحوّلت الى ثعبان جبار سريع الحركة, وتقدّم هذا الثعبان فجأة نحو حبال السحرة وعصيّهم التي كانت تتحرّك وبدأ بأكلها واحدا بعد آخر في أسرع ما يكون من الحركة
وفي دقائق معدودات خلت ساحة المباراة تماما من كل حبال السحرة وعصيّهم, لقد اختفت في بطن عصا موسى, ومشى الثعبان الضخم في أدب نحو موسى, ومدّ موسى يده فتحوّل الثعبان الى عصا
انها المعجزة التي تولّد معها الايمان بالله عز وجل.. ولكن لم ينتهي دور العصا بعد.
فلما رأى السحرة ذلك علموا أنها معجزة من معجزات الله وليست سحرًا لعلمهم بالسحر وعلومه ، فشرح الله صدورهم للإيمان بالله وتصديق ما جاء به موسى وكانت المفاجأة الكبرى فسجدوا لله الواحد الأحد، معلنين إيمانهم برب موسى وهارون.
وقالوا:{ آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى } طه 70
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
07-01-2010, 10:21 PM
http://www11.0zz0.com/2009/05/22/11/461227706.gif (http://www.0zz0.com)
موسى عليه السلام
12 – تعذيب السحرة
اشتد غيظ فرعون عندما سجد السحرة لله الواحد الأحد معلنين إيمانهم برب موسى وهارون
و لما رأى فرعون هؤلاء السحرة قد أسلموا وأشهروا ذكر موسى وهارون في الناس على هذه الصفة الجميلة، أفزعه ذلك، ورأى أمراً بهره، وأعمى بصيرته وبصره، وكان فيه كيد ومكر وخداع، وصنعة بليغة في الصد عن سبيل الله
فقال مخاطباً للسحرة بحضرة الناس: آمنتم له قبل أن آذن لكم ولم تشاوروني فيما صنعتم من الأمر الفظيع بحضرة رعيتي؟! ثم تهدد وتوعد وأبرق وأرعد وكذب وافترى وكفر غاية الكفر في قوله: (إنه لكبيركم الذي علمكم السحر) وأتى ببهتان يعلمه العالمون
قائلا لهم:
(قَالَ آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى )[طه: 71].
قال سعيد بن جبير وعكرمة والقاسم بن أبي بردة والأوزاعي وغيرهم: لما سجد السحرة رأوا منازلهم وقصورهم في الجنة تهيأ لهم، وتزخرف لقدومهم، ولهذا لم يلتفتوا إلي تهويل فرعون وتهديده ووعيده ولم يخافوا ولم يفزعوا من كلامه وتهديداته، بعد أن أدخل الله في قلوبهم نور الحق والإيمان، فقالوا:
(قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72) إِنَّا آَمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (73) إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا (74) وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَا (75) جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى)[طه: 72-76].
فغضب فرعون غضبا شديدا وقال لهم لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف يعني يقطع اليد اليمنى والرجل اليسرى وعكسه على جذوع النخل لأنها أعلى وأشهر مكان ليجعلهم مثلة ونكالاً لئلا يقتدي بهم أحد من رعيته وأهل ملته
فقالوا لفرعون فافعل ما قدرت عليه إنما حكمك علينا في هذه الحياة الدنيا فإذا انتقلنا منها إلي الدار الآخرة صرنا إلي حكم الذي أسلمنا له واتبعنا رسله وثوابه خير مما وعدتنا به من التقريب والترغيب وأدوم من هذه الدار الفانية
ونطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا وما اجترمناه من المآثم والمحارم فنحن أول المؤمنين من القبط، بموسى وهارون عليهما السلام.
والظاهر من هذه السياقات أن فرعون ـ لعنه الله ـ صلبهم وعذبهم قال عبد الله بن عباس وعبيد بن عمير: كانوا من أول النهار سحرة، فصاروا من آخره شهداء بررة ويؤيد هذا قولهم ربنا أفرغ علينا صبراً وتوفنا مسلمين
وأخذ المضللون من قوم فرعون يحرضونه على موسى وبني إسرائيل، فأصدر فرعون أوامره لجنوده أن يقتلوا أبناء الذين آمنوا من بني إسرائيل، ويتركوا النساء، واستطاع فرعون بهذه التهديدات أن يرهب الضعاف والذين في قلوبهم مرض من قوم موسى، فلم يؤمنوا به خوفًا من فرعون وبطشه، وحتى أولئك الذين آمنوا لم يسلموا تمامًا من الخوف والرهبة من فرعون.
فلما رأى موسى ما أصاب قومه من خوف وهلع، توجه إلى الله بدعاء أن ينجيه والمؤمنين من كيد فرعون.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
10-01-2010, 11:16 PM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/345004248.gif (http://www.0zz0.com)
موسى عليه السلام
13 - ابتلاء قوم فرعون
أخذ فرعون يفكر في حيلة للخلاص من موسى وذات يوم جمع أعوانه وعشيرته وأعلن لهم ما توصل إليه، وهو أن يقتل موسى.
وبعد أن انتهى من كلامه إذا برجل من قومه وعشيرته قد آمن بموسى سرًّا يقول له:
(وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ )[غافر: 28]
ثم أخذ يدعو المصريين للإيمان بالله ويحذرهم من العذاب فأعرض فرعون عنه ولم يستمع إلى نصيحته.
ومرت الأيام، وأخذ فرعون وأعوانه في تعذيب بني إسرائيل وتسخيرهم في العمل، ولم يسمع لما طلبه منه موسى في أن يتركه وقومه يخرجون من مصر إلى الشام فسلط الله عليهم أعوام جدب وفقر حيث قل ماء النيل، ونقصت الثمار، وجاع الناس، وعجزوا أمام بلاء الله-عز وجل
فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ الأعراف 133
وأنزل الله بهم أنواعًا أخرى من العذاب إضافة إلى ما هم فيه كالطوفان الذي أغرق زروعهم وديارهم ووصل إلى حلوق الجالسين سبعة أيام والجراد الذي أكل ما بقي من زروعهم وأشجارهم وسلط عليهم السوس، فأكل ما اختزنوه في صوامعهم من الحبوب والدقيق، وأرسل إليهم الضفادع، فأقلقت راحتهم، وحوَّل مياههم التي تأتي من النيل والآبار والعيون دمًا.
كل هذه البلايا أصابت فرعون وقومه فقط
أما موسى ومن آمن معه فلم يحدث لهم أي شيء، فكان هذا دليلاً وبرهانًا على صدق ما جاء به موسى وأخيه هارون.
واستمرت تلك البلايا، بل إنها كانت تزداد يومًا بعد يوم، فذهب المصريون إلى فرعون يشيرون عليه أن يطلق سراح بني إسرائيل مقابل أن يدعو موسى ربه أن يكشف ذلك الضر عنهم، ويشفع لهم عند ربه هذا العذاب والضيق.
(وَقَالُوا يَا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ)
غافر49
فدعا موسى ربه، حتى استجاب له، وكشف ما أصاب فرعون وقومه من عذاب وبلاء.
(فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُم بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ)
الأعراف 135
فلما كشف الله عنهم الرجز بدعاء موسى إذا هم ينقضون عهدهم ويصرون على كفرهم
وزاد فرعون في عناده وكفره بالله و تكذيب موسى ومعه قومة الفاسقين
(فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ) غافر54
ولما رأى موسى إصرار فرعون على كفره وجحوده، وتماديه في غيِّه وتكذيبه بكل الآيات التي جاء بها
رفع يديه إلى السماء متوجهًا إلى الله متضرعًا ومتوسلاً إليه سبحانه أن يخلص بني إسرائيل من يدي فرعون وجنوده، وأن يعذب الكفرة بالعذاب المهين.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
14-01-2010, 10:12 PM
http://www5.0zz0.com/2009/06/10/11/393349713.gif (http://www.0zz0.com)
موسى عليه السلام
14 - غرق فرعون
استجاب الله سبحانه وتعالى لدعاء نبيه ورسوله موسى وجاء الأمر الإلهي إلى موسى أن يخرج مع بني إسرائيل من مصر ليلاً
(وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ) الشعراء 52
ولا يخاف من العاقبة، وأخبره أن فرعون سيتبعه، ولكن الله منجيه هو ومن آمن معه وسيغرق فرعون وجنوده.
فأخبر موسى بني إسرائيل بالخبر، وطلب منهم أن يتجهزوا للخروج معه إذا جنَّ الليل، فأسرع قوم موسى يتجهزون للرحيل من مصر، فهي الساعة التي طال انتظارهم بها.
(فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ )الدخان 23
قال المفسرون وغيرهم من أهل الكتاب: استأذن بنو إسرائيل فرعون في الخروج إلي عيد لهم، فأذن لهم وهو كاره، ولكنهم تجهزوا للخروج وتأهبوا له، وإنما كان في نفس الأمر مكيدة بفرعون وجنوده، ليتخلصوا منهم ويخرجوا عنهم. وأمرهم الله تعالى ـ فيما ذكره أهل الكتاب ـ أن يستعيروا حلياً منهم، فأعاروهم شيئاً كثيراً، فخرجوا بليل فساروا مستمرين ذاهبين من فورهم، طالبين بلاد الشام
وسار موسى وقومه في اتجاه البحر، وبعد ساعات طويلة كان موسى ومن معه قد قطعوا شوطًا طويلاً على أقدامهم، ووصل خبر خروج بني إسرائيل من مصر إلى فرعون فهاج هياجًا شديدًا وحنق عليهم كل الحنق، واشتد غضبه عليهم، وشرع في استحثاث جيشه وأصدر أوامره أن يجتمع إليه في الحال جميع جنوده ليلحقهم ويمحقهم
(إِنَّ هَؤُلَاء لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ* وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ * وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ) الشعراء 54 - 56
وفي لحظات اجتمع إلى فرعون عدد كبير من الجنود والفرسان قيل كانوا ستمائة ألف وسبعين ألفا ومقدمة جيشه سبعمائة ألف فقللهم بالنظر إلى كثرة جيشه والله أعلم
فأخذهم وخرج بهم يترقب أثر موسى وقومه حتى أدركهم عند شروق الشمس وتراءى الجمعان ولم يبق ثم ريب ولا لبس، وعاين كل من الفريقين صاحبه وتحققه ورآه ولم يبق إلا المقاتلة والمجادلة والمحاماة
وهنا تملك بني إسرائيل الرعب والفزع عندها قال أصحاب موسى وهم خائفون إنا لمدركون وذلك لأنهم اضطروا في طريقهم إلي البحر فليس لهم طريق ولا محيد إلا سلوكه وخوضه، وهذا ما لا يستطيعه أحد ولا يقدر عليه، والجبال عن يسرتهم وعن أيمانهم وهي شاهقة منيفة، وفرعون قد غالقهم وواجههم وعاينوا فرعون وجنوده وديوشه وعدده وعدته، وهم منه في غاية الخوف والذعر، لما قاسوا في سلطانه من الإهانة والمكر.
فراحوا يتخيلون ما سيوقعه فرعون بهم من ألوان العذاب والنكال، وظنوا أن فرعون سيدركهم لا محالة فأخذ موسى يطمئنهم ويذكرهم بأن الله سينصرهم وينجيهم
(فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ* قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ* فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ)الشعراء61 – 63
فأمر الله موسى أن يضرب بعصاه البحر، ففعل، فانشقَّ اثني عشر فرقا فكان كل فرق كالطود العظيم الجبل الضخم بينها مسالك سلكوها لم يبتل منها سرج الراكب ولا لبده طريق يابس فاندفع بنو إسرائيل فيه قبل أن يصل فرعون وجنوده إليهم
ولما وصل فرعون ومن معه إلى الشاطئ كان بنو إسرائيل قد خرجوا إلى الشاطئ الآخر
(وَاتْرُكْ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ) الدخان 24
أراد موسى عليه السلام أن يضرب البحر بعصاه ليرجع كما كان عليه، لئلا يكون لفرعون وجنوده وصول إليه
لكن أمر الله سبحانه وتعالى سيدنا موسى عليه السلام أن يترك البحر ساكناً على هيئته
فلما تركه على هيئته وحالته وصل فرعون ورأى أن الطريق الذي سلكه بنو إسرائيل مازال موجودًا فرأى ما رأى وعاين ما عاين فهاله هذا المنظر العظيم وتحقق من أن هذا من فعل رب العرش الكريم فأحجم ولم يتقدم
لكنه أظهر لجنوده تجلداً وعاملهم معاملة العداء، وحملته النفس الكافرة والسجية الفاجرة، على أن قال لمن استخفهم فأطاعوه، وعلى باطله تابعوه: انظروا كيف انحسر البحر لأدرك عبيدي الآبقين من يدي، الخارجين عن طاعتي وبلدي
وجعل يوري في نفسه أن يذهب خلفهم ويقدم تارة ولكنه يحجم تارات!.
فذكروا أن جبريل عليه السلام تبدى في صورة فارس راكب على رمكة حائل واستبق الجواد وقد أجاد فبادر مسرعاً باقتحام البحر
فلما رأته الجنود قد سلك البحر اقتحموا وراءه مسرعين، فحصلوا البحر أجمعين أكتعين أبصعين. حتى هم أولهم بالخروج منه، فعند ذلك أمر الله تعالى كليمه فيما أوحاه إليه أن يضرب بعصاه البحر، فضربه فارتطم عليهم البحر كما كان، فلم ينج منهم إنسان (تفسير ابن كثير)
ولما أدرك فرعون أنه سيغرق أراد أن ينجو بحيلة فقال:
(وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ )[يونس: 90].
لكن هيهات لقد نفذ أمر الله، وغرق فرعون وعاين الموت، وأيقن أنه لا نجاة له منه، وفي هذا الوقت لا تنفع التوبة، ولا ينفع الندم، لقد بلغت الروح الحلقوم، وجاء إيمان فرعون متأخراً فقد حضر الموت، وفات أوان التوبة.
(فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ) يونس 92
وبعد أن لفظ فرعون أنفاسه الأخيرة، حملت الأمواج جثته، وألقتها على شاطئ البحر ليراها المصريون، ويدركوا جميعًا أن الرجل الذي عبدوه وأطاعوه من دون الله، لم يستطع دفع الموت عن نفسه، وأصبح عبرة لكل متكبر جبار عبرة لهم حتى لا يُقدِموا على مثل فعله وعن ابن عباس أن بعض بني إسرائيل شكُّوا في موته فأُخرج لهم ليروه
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
мïšş●мεмε
15-01-2010, 04:10 PM
شكرا
وفقك الله
أموووونة
16-01-2010, 11:36 PM
http://www2.0zz0.com/2009/07/05/17/286079139.gif (http://www.0zz0.com)
موسى عليه السلام
15 – التوجه إلى الأرض المقدسة
وبعد أن عبر بنو إسرائيل البحر ونجاهم الله من فرعون وملئه ساروا متوجهين إلى الأرض المقدسة
وفي الطريق رأوا قومًا يعبدون أصنامًا، فطلبوا من موسى أن يجعل لهم إلهًا مثل هؤلاء الكفار
فصبر موسى عليهم وبين لهم جهلهم، وبين لهم نعم الله عليهم التي لا تحصى، وأن الله فضلهم على خلقه، وأنه نجاهم من فرعون وجنوده، وهو وحده المستحق للعبادة والطاعة.
وواصل موسى ومن معه المسير، وحرارة الشمس تلفح وجوههم، فذهب بنو إسرائيل إلى موسى يشكون له ذلك، فسخر الله لهم الغمام يقف معهم إذا وقفوا، ويسير معهم إذا ساروا، ليظلهم ويقيهم ليهيب الشمس الحارقة
ولما عطشوا أوحى الله إلى موسى أن يضرب بعصاه التي يحملها معه الحجر، فرفع موسى عصاه وهوى بها على حجر في الجبل وإذا بمعجزة جديدة من معجزات موسى تحدث أمام عيون بني إسرائيل، حيث تتفجر بمجرد وقوع العصا على الحجر اثنتا عشرة عينًا، بعدد قبائل بني إسرائيل الذين كانوا معه، مما جعل موسى يخصص لكل قبيلة عينًا تشرب منها.
ولما جاعوا أدركتهم نعمة الله، حيث ساق لهم المن، وهو نوع من الحلوى، والسلوى وهو نوع من الطير يشبه السمان، فأخذوا يأكلون منه، ولكنهم سرعان ما سئموا هذا الطعام وملُّوا منه، فذهبوا إلى موسى يشكون له ذلك
(وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ )[البقرة: 61]
فقالوا يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها و فومها (الحنطة) وعدسها وبصلها
فتعجب موسى وقال لهم أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير وهذا فيه تقريع لهم وتوبيخ على ما سألوا من هذه الأطعمة الدنيئة مع ما هم فيه من العيش الرغيد والطعام الهنيء الطيب النافع فهذا الذي سألتم ليس بأمر عزيز بل هو كثير في أي بلد دخلتموها وجدتموه، فليس يساوي مع دناءته وكثرته في الأمصار أن أسأل الله فيه
وعاش بنو إسرائيل في انتظار الوصول إلى الأرض المقدسة وأصبحوا في حاجة إلى قانون يحتكمون إليه، وشريعة تنظم حياتهم، فأوحى الله إلى موسى أن يخرج بمفرده إلى مكان معين، ليعطيه الشريعة التي يتحاكم إليها بنو إسرائيل وتنظم حياتهم، فاستخلف موسى أخاه هارون على قومه، ووعظه وذكره بالله، وحذره من المضلين الذين يحاولون أن يفسدوا غيرهم.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
18-01-2010, 11:20 PM
http://www10.0zz0.com/2009/06/27/16/623152125.jpg (http://www.0zz0.com)
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/10/912616063.gif (http://www.0zz0.com)
موسى عليه السلام
16 – ذهاب موسى لأخذ الألواح التي فيها التوراة
وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ)[الأعراف: 143]
ذهب موسى إلى الجبل الذي نجاه فيه ربه عندما كان عائدًا من مدين إلى مصر
وعنده أنزلت عليه التوراة، ولما رأى موسى إكرام ربه له، وتفضله الزائد عليه، طلب من الله أن يمكنه من رؤيته سبحانه، ظنًا منه أن رؤية الله ممكنة في الدنيا، فرد الله على موسى مبينًا أن الإنسان بتكوينه هذا لا يقدر على رؤية الله عز وجل وقال له
يا موسى إنه لا يراني حي إلا مات ولا يابس إلا تدهده - تفسير ابن كثير
وحتى يطمئن قلب موسى، فقد أخبره الله أنه سيتجلى للجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فإنه أكبر منك وأشد خلقاً وما على موسى إلا أن ينظر إلى الجبل ويلاحظ ما سيحدث ونظر موسى إلى الجبل فرآه قد اندك وتهدم أي انقعر فدخل تحت الأرض فلا يظهر إلى يوم القيامة وخر موسى صعقاً أي مغشياً عليه رواه ابن جرير
فلما أفاق "قال سبحانك" تنزيهاً وتعظيماً وإجلالاً أن يراه أحد في الدنيا إلا مات"تبت إليك" و أنا أول من آمن بك أنه لا يراك أحد من خلقك إلى يوم القيامة
فأخذ موسى الألواح التي فيها التوراة، وكانت تتضمن المواعظ والأحكام التي بها تنتظم حياة بني إسرائيل وتستقيم وعاد إلى قومه
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
Gesso-_-
20-01-2010, 06:47 PM
شكرآآ ع المعلومه المفيدهـ
جعله الله في ميزآآن حسنآآتك
يسلموو ايديك
أموووونة
24-01-2010, 12:25 AM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/11/116794247.gif (http://www.0zz0.com)
موسى عليه السلام
17 – عبادة قوم موسى العجل
بعد أن ترك موسى قومه لمناجاة ربه وتلقى من ربه الألواح وفيها الوصايا الإِلهية وواعده ربه ثلاثين ليلة, ثم أتبعها عشراً, فتمت أربعين ليلة
قال الله تعالى لموسى (وَمَا أَعْجَلَكَ عَن قَوْمِكَ يَا مُوسَى) طه 83 لمجيء ميعاد أخذ التوراة قال موسى هم قادمون ينزلون قريباً من الطور وعجلت إليك ربي لتزداد عنى رضا
(قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ) طه 85
أخبر الله تعالى نبيه موسى بما كان بعده من الحدث في بني إسرائيل وعبادتهم العجل الذي عمله لهم ذلك السامري
وقد تقدم في حديث الفتون عن الحسن البصري أن هذا العجل اسمه بهموت, وحاصل ما اعتذر به هؤلاء الجهلة أنهم تورعوا عن زينة القبط
وهارون عليه السلام هو الذي كان أمرهم بإلقاء الحلي في حفرة فيها نار, وهي في رواية السدي عن أبي مالك عن ابن عباس , إنما أراد هارون أن يجتمع الحلي كله في تلك الحفيرة, ويجعل حجراً واحداً, حتى إذا رجع موسى عليه السلام, رأى فيه ما يشاء
ثم جاء ذلك السامري فألقى عليها تلك القبضة التي أخذها من أثر الرسول, وسأل من هارون أن يدعو الله أن يستجيب له في دعوته, فدعا له هارون وهو لا يعلم ما يريد فأجيب له, فقال السامري عند ذلك: أسأل الله أن يكون عجلاً, فكان عجلاً له خوار أي صوت ولهذا قال: فكذلك ألقى السامري فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار( تفسير ابن كثير )
(فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ) طه 88
ويقال أن السامري جمع ما مع بني إسرائيل من الحلي والذهب، وصنع لهم صنما مجوفًا على هيئة عجل إذا دخل فيه الهواء من جانب خرج من الجانب الآخر محدثا صوتًا يشبه صوت العجل
قال ابن عباس رضي الله عنه: لا والله ما كان خواره إلا أن يدخل الريح في دبره فيخرج من فمه فيسمع له صوت
وأخبرهم أن هذا هو إلهكم وإله موسى، فصدقوه وعبدوا العجل وتركوا عبادة الله الواحد الأحد وعكفوا عليه وأحبوه حباً لم يحبوا شيئاً قط يعني مثله
فألقى بني إسرائيل عنهم الحلي وعبدوا العجل, فتورعوا عن الحقير وفعلوا الأمر الكبير
فتوجه إليهم نبي الله هارون ينصحهم ويعظهم، وأنهم قد فتنوا بهذا الأمر، لكنهم استمروا في جهلهم، ولم ينتفعوا بنصح هارون، بل اعترضوا عليه وكادوا أن يقتلوه، وأعلنوا له أنهم لن يتركوا عبادة هذا العجل، حتى يرجع إليهم موسى
ولما عاد موسى غضبان أسفاً بعد أن أخبره الله بأمر قومه فكان في غاية الغضب والحنق عليهم
هو فيما هو فيه من الاعتناء بأمرهم, وتسلم التوراة التي فيها شريعتهم, وفيها شرف لهم, وهم قوم قد عبدوا غير الله, ما يعلم كل عاقل له لب وحزم بطلان ما هم فيه وسخافة عقولهم وأذهانهم
ولما وجد قومه على تلك الحالة غضب منهم غضبًا شديدًا، ومن شدة حزنه وغضبه مما فعله قومه ألقى الألواح التي فيها التوراة من يديه، وتوجه إلى أخيه هارون وأمسك برأسه وجذبه إليه بشدة، وقال له بصوت ظهر فيه الغضب
(قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا * أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي)[طه: 92-93].
فقال هارون: (قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي )[طه: 94]، وأخبره أن القوم كادوا أن يقتلوه
فتركه موسى وتوجه إلى السامري
(قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ) طه 95
يقول موسى عليه السلام للسامري: ما حملك على ما صنعت ؟ وما الذي عرض لك حتى فعلت ما فعلت ؟
(قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي) طه 96
قال علمت بما لم يعلموه القوم فقبضت قبضة من تراب أثرحافر فرس جبريل حين جاء لهلاك فرعون وألقيتها في صورة العجل المصاغ وكذلك زينت لي نفسي أن آخذ قبضة من تراب ما ذكر وألقيها على ما لا روح له يصير له روح ورأيت قومك طلبوا منك أن تجعل لهم إلها فحدثتني نفسي أن يكون ذلك العجل إلاههم
قال محمد بن إسحاق عن حكيم بن جبير , عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان السامري رجلاً من أهل باجرما أو كرمان أو سامرا وكان من قوم يعبدون البقر وكان حب عبادة البقر في نفسه وكان قد أظهر الإسلام مع بني إسرائيل, وكان اسمه موسى بن ظفروهذا هو المشهور عند كثير من المفسرين أو أكثرهم والله أعلم
فقال له موسى عليه السلام اذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس فكما أخذت ومسست ما لم يكن لك أخذه ومسه من أثر الرسول فعقوبتك في الدنيا أن لا تماس الناس ولا يمسونك وإن لك موعداً يوم القيامة لا محيد لك عنه.
وانظر إلى إلهك أو معبودك العجل الذي ظلت عليه عاكفاً وأقمت على عبادته لنحرقنه وسحله بالمبارد وألقاه على النار
وقال قتادة : استحال العجل من الذهب لحماً ودماً, فحرقه بالنار, ثم القى رماده في البحر
ثم قال لقومه ليس هذا إلهكم, إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو, ولا تنبغي العبادة إلا له أفلا ترون أنه لا يرجع لكم قولا ولا يملك لكم ضرا ولا نفعا في دنياكم ولا في أخراكم ولا يجيبكم إذا سألتوه ولا إذا خاطبتوه
ألم يعدكم ربكم وعداً حسناً ووعدكم على لساني كل خير في الدنيا والاخرة وحسن العاقبة, كما شاهدتم من نصرته إياكم على عدوكم وإظهاركم عليه وغير ذلك من أيادي الله أفطال عليكم العهد في انتظار ما وعدكم الله ونسيان ما سلف من نعمه وما بالعهد من قدم أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم بصنيعكم هذا فأخلفتم موعدي
فقالوا لموسى: ما أخلفنا موعدك عن قدرتنا واختيارنا, ثم شرعوا يعتذرون بالعذر البارد ويخبرونه عن تورعهم عما كان بأيديهم من حلي القبط الذي كانوا قد استعاروه منهم حين خرجوا من مصر, فألقيناها عنا
ثم أحس بنو إسرائيل بسوء صنيعهم فندموا عليه، وأعلنوا توبتهم إلى الله، وسألوه الرحمة والمغفرة فأوحى الله-عز وجل-إلى موسى أن هارون برئ منهم وأنه حاول معهم كثيرًا ليبتعدوا عن عبادة العجل، فاطمأن قلب موسى إلى أن أخاه لم يشارك في ذلك الإثم، فتوجه إلى الله تعالى مستغفرًا لنفسه ولأخيه، قائلاً:
(قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ )[الأعراف: 151].
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
25-01-2010, 10:45 PM
http://www.upislam.com/images/obrlg0kjyqpn0l4szcv4.gif (http://www.upislam.com/)
موسى عليه السلام
18 – حكم الله على بني إسرائيل بالتيه أربعين سنة
(وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّن الْعَالَمِينَ) المائدة 20
يقول المفسرين اختار موسى سبعين رجلاً من خيرة قومه، وذهب بهم إلى مكان حدده الله-عز وجل-، فلما وصلوا إلى ذلك المكان، فإذا بهم يطلبون أن يروا الله جهرة، فغضب موسى منهم غضبًا شديداً، وأنزل الله عليهم صاعقة دمرتهم، وأخذت أرواحهم. فأخذ موسى يدعو الله ويتضرع إليه أن يرحمهم.
وشاء الله-عز وجل-ألا يخزي نبيه موسى، فاستجاب له وأحيا أولئك الذين قتلتهم الصاعقة لعلهم يشكرون الله على نعمة إحيائهم من بعد موتهم
قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أي منكم أنبياء وجعلكم ملوكا تملكون أمركم لا يغلبكم عليه غالب بعد أن كنتم مملوكين لفرعون مقهورين فأنقذكم منه بالغرق فهم ملوك بهذا الوجه وقيل: جعلكم ذوي منازل لا يدخل عليكم إلا بإذن روي معناه عن جماعة من أهل العلم قال ابن عباس: إن الرجل إذا لم يدخل أحد بيته إلا بإذنه فهو ملك واختلفت الأمم في معنى التمليك
وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين من المن والسلوى بالإيتاء المن والسلوى والحجر والغمام وقيل: كثرة الأنبياء فيهم والآيات التي جاءتهم وقيل: قلوبا سلمة من الغل والغش وقيل: إحلال الغنائم والانتفاع بها وفلق البحر وغير ذلك والله أعلم
ورجع موسى بهم إلى قومه فأخذ التوراة وراح يقرؤها على بني إسرائيل ويشرح لهم ما فيها من مواعظ وأحكام، وأخذ عليهم المواثيق والعهود ليعلموا بما فيها من غير مخالفة، فلما وعدوه أن يلتزموا بما فيها أخذهم وسار في اتجاه الأرض المباركة وهي فلسطين، لكنهم راحوا يتنكرون للتوراة وما جاء فيها من أوامر وأحكام، فأراد الله أن ينتقم منهم، فرفع من الجبل صخرة كبيرة وحركها حتى صارت كأنها سحابة تظلهم، ففزعوا منها، وحسبوا أن الله سيلقيها عليهم، فتوجهوا إلى الله بالاستغاثة والدعاء، وتابوا إلى الله لينقذهم من الهلاك، فصرف الله عنهم تلك الصخرة رحمة منه وفضلاً.
ثم أوحى الله إلى موسى بأنه قد حان الوقت لاستقرار بني إسرائيل، ودخولهم الأرض المقدسة (فلسطين) ففرح موسى بذلك فرحًا شديدًا
ولكن بني إسرائيل جبناء خائفون، حيث إنهم أعلنوا ذلك لموسى فقالوا: (قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ ) [المائدة: 22].
قالوا يا موسى إن فيها قوما عظام الأجسام طوال وقيل: كان هؤلاء من بقايا عاد وقيل: هم من ولد عيصو بن إسحاق وكانوا من الروم وكان معهم عوج الأعنق، وكان طوله ثلاثة آلاف ذراع وثلاثمائة وثلاثة ذراعاً وقاله ابن عمر وكان يحتجن السحاب أي يجذبه بمحجنه ويشرب منه ، ويتناول الحوت من قاع البحر فيشويه بعين الشمس برفعه إليها ثم يأكله وأنه قلع صخرة على قدر عسكر موسى ليرضخهم بها فبعث الله طائراً فنقرها ووقعت في عنقه فصرعته، وأقبل موسى عليه السلام وطوله عشرة أذرع وعصاه عشرة أذرع وترقى في السماء عشرة أذرع فما أصاب إلا كعبة وهو مصروع فقتله وقيل: بل ضربه في العرق الذي تحت كعبه فصرعه فمات ووقع على نيل مصر فجسرهم سنة ذكر هذا المعنى باختلاف ألفاظ محمد بن إسحاق والطبري ومكي وغيرهم . وقال الكلبي:عوج من ولد هاروت وماروت والله أعلم (تفسير القرطبي)
فقالوا: لا علم لنا بتلك الديار، فبعث بأمر الله اثني عشر نقيبا من كل سبط رجل يتجسسون الأخبار على ما تقدم فرأوا سكانها الجبارين من العمالقة وهم ذووا أجسام هائلة حتى قيل: إن بعضهم رأى هؤلاء النقباء فأخذهم في كمه مع فاكهة قد حملها من بستانه وجاء بهم إلى الملك فنثرهم بين يده وقال : إن هؤلاء يريدون قتالنا، فقال لهم الملك : ارجعوا إلى صاحبكم فأخبروه خبرنا
ويقال : إنهم لما وصلوا إلى الجبارين وجدوهم يدخل في كم أحدهم رجلان منهم ولا يحمل عنقوداً أحدهم إلى خمسة منهم في خشبة ويدخل في شطر الرمانة إذا نزل حبة خمسة أنفس أو أربعة .
فلما أذاعوا الخبر ما عدا يوشع وكالب بن يوقنا
فقالوا لموسى إنا لن ندخلها يعني البلدة إيلياء ويقال: أريحاء حتى يخرجوا منها و يسلموها لنا من غير قتال وقيل: قالوا ذلك خوفاً من الجبارين ولم يقصدوا العصيان فإنهم قالوا" فإن يخرجوا منها فإنا داخلون " .
وهنا قام رجلان مؤمنان منهم، فقالا لهم: (اقَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)[المائدة: 23]
قال ابن عباس وغيره : هما يوشع وكالب بن يوقنا ويقال ابن قانيا وكانا من الاثني عشر نقيبا وقال الضحاك: هما رجلان كانا في مدينة الجبارين على دين موسى فمعنى " يخافون " على هذا أي من العمالقة من حيث الطبع لئلا يطلعوا على أيمانهم فيفتنوهم ولكن وثقا بالله وقيل: يخافون ضعف بني إسرائيل وجبنهم وهذا يقوي أنهما من غير قوم موسى أنعم الله عليهما بالإسلام أو باليقين والصلاح
قالا لبني إسرائيل لا يهولنكم عظم أجسامهم فقلوبهم ملئت رعباً منكم فأجسامهم عظيمة وقلوبهم ضعيفة فادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم ثقة بوعد الله إن كنتم مؤمنين به فإنه ينصركم
فما كان رد بني إسرائيل إلا أن قالوا: (قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ)[المائدة: 24].
فاشتد غضب موسى على هؤلاء القوم الذين ينسون نعمة الله عليهم، فأخذ يدعو ربه أن يباعد بينه وبين هؤلاء الفاسقين.
فجاءه الجواب من الله عز وجل، قال تعالى: (قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ).[المائدة: 26]
وهكذا حكم الله على بني إسرائيل أن يتيهوا في الأرض مدة أربعين سنة؛ نتيجة اعتراضهم على أوامر الله، وعدم امتثالهم لما أمرهم به موسى، وراح بنو إسرائيل يسيرون في الصحراء بلا هدى واستمروا في التيه إلى أن مات أولئك العصاة ونشأ أولادهم فقاتلوا الجبارين وغلبوهم ودخلوا الأرض المقدسة بعد ذلك على يد يوشع بن نون بعد أن جمع شملهم.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
27-01-2010, 11:14 PM
http://www.upislam.com/images/lohoghteynzu36eyorpj.gif (http://www.upislam.com/)
موسى عليه السلام
19 - موسى والخضر:
سورة الكهف من الآية 60 – 82
(وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا) إلى (ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا) 82
قال ابن عباس : في يوم من الأيام خطب موسى-عليه السلام-في بني إسرائيل، ووعظهم موعظة بليغة، فاضت منها العيون، ورقت لها القلوب.. ثم انصرف عائدًا من حيث جاء، فتبعه رجل وسار خلفه حتى إذا اقترب منه، سأله قائلاً: يا رسول الله، هل في الأرض أعلم منك؟ قال: لا.
فعتب الله عليه إذ لم يردَّ العلم لله-سبحانه-وأوحى إليه أن في مجمع البحرين عبدًا هو أعلم منك، فنهض موسى، وسأل ربه عن علامة يعرفه بها.
ومجمع البحرين قال قتادة هما بحر فارس مما يلي المشرق, وبحر الروم مما يلي المغرب, وقال محمد بن كعب القرظي : مجمع البحرين عند طنجة, يعني في أقصى بلاد المغرب والله أعلم
وقال ابن جرير : حدثنا حميد بن جبير , حدثنا يعقوب عن هارون بن عنترة عن أبيه , عن ابن عباس قال: سأل موسى عليه السلام ربه عز وجل فقال: أي رب أي عبادك أحب إليك ؟ قال: الذي يذكرني ولا ينساني. قال: فأي عبادك أقضى ؟ قال: الذي يقضي بالحق ولا يتبع الهوى. قال: أي رب أي عبادك أعلم ؟ قال: الذي يبتغي علم الناس إلى علمه عسى أن يصيب كلمة تهديه إلى هدى أو ترده عن ردى, قال: أي رب هل في أرضك أحد أعلم مني ؟ قال: نعم قال: فمن هو ؟ قال: الخضر. قال: وأين أطلبه ؟ قال: على الساحل عند الصخرة التي ينفلت عندها الحوت
فأوحى الله إليه أن يأخذ معه في سفره حوتًا ميتًا (حوت مملوح) وفي المكان الذي ستعود الحياة فيه إلى الحوت فسيجد العبد الصالح، فأخذ موسى حوتًا ميتًا في وعاء، ثم انطلق لمقابلة العبد الصالح، واصطحب معه في هذه الرحلة يوشع بن نون، وكان غلامًا صغيرًا.
وقال لفتاه لا أزال سائراً حتى أبلغ مجمع البحرين ولو أني أسير حقباً من الزمان
فسارا حتى بلغا مجمع البحرين, وهناك عين يقال لها عين الحياة, حتى إذا أتيا الصخرة وضعا رأسيهما فناما هنالك, وأصاب الحوت من رشاش ذلك الماء, فاضطرب وكان في مكتل مع يوشع عليه السلام, وطفر من المكتل إلى البحر وسقط الحوت في البحر فجعل يسير في الماء والماء له مثل الطاق لا يلتئم بعده, ولهذا قال تعالى: " فاتخذ سبيله في البحر سربا " أي مثل السرب في الأرض
فانطلقا بقية يومهما وليلتهما حتى إذا كان من الغد قال موسى لفتاه: آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا تعباً ولم يجد موسى النصب حتى جاوز المكان الذي أمره الله به
قال يوشع بن نون أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره وقد أحياه الله ثم قفز وأخذ طريقه في البحر واتخذ الحوت سبيله في البحر عجبا فأمسك الله عنه جرية الماء حتى كأن أثره في حجر
قال موسى عليه السلام ذلك ما كنا نبغ فرجعا على طريقهما يقصان آثار مشيهما حتى انتهيا إلى الصخرة
قال سعيد بن جبير: فإذا رجل مسجى بثوب قد جعل طرفه تحت رجليه وطرفه عند رأسه, فسلم عليه موسى فكشف عن وجهه, وقال: هل بأرضي من سلام ؟ من أنت ؟
قال: أنا موسى
قال: موسى بني إسرائيل ؟
قال: نعم
قال: فما شأنك ؟
قال لقد جئتك لتعلمني مما علمت رشداً وكان رجلاً يعلم علم الغيب
فقال له أما يكفيك أن التوراة بيديك وأن الوحي يأتيك يا موسى, إن لي علماً لا ينبغي لك أن تعلمه, وإن لك علماً لا ينبغي لي أن أعلمه
وفجأة جاء طائر صغير وشرب من البحر بمنقاره فقال الخضر لموسى: والله ما علمي وما علمك في جنب علم الله إلا كما أخذ هذا الطائر بمنقاره من البحر.[البخاري].
قال له موسى هل أتبعك وهو سؤال تلطف لا على وجه الإلزام والإجباروهكذا ينبغي أن يكون سؤال المتعلم من العالم على أن تعلمن مما علمك الله شيئاً أسترشد به في أمري من علم نافع وعمل صالح
فعندها قال الخضر لموسى إنك لن تستطيع معي صبرا ولا تقدر على مصاحبتي لما ترى مني من الأفعال التي تخالف شريعتك, لأني على علم من علم الله وكيف تصبر على ما لم تحط به خبراً ولم تحط من علم الغيب بما أعلم فأنا أعرف أنك ستنكر علي ما أنت معذور فيه, ولكن ما اطلعت على حكمته ومصلحته الباطنة التي اطلعت أنا عليها دونك
فقال موسى: قال ستجدني إن شاء الله صابراً ولا أعصي لك أمراً ولا أخالفك في شيء
فعند ذلك شارطه الخضر عليه السلام قال: "فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء" وإن أنكرته "حتى أحدث لك منه ذكرا"
فوافق موسى على ذلك
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
03-02-2010, 10:28 PM
http://www.upislam.com/images/6gmgwomxnwl8ddy634b5.gif (http://www.upislam.com/)
http://www.upislam.com/images/wekw9xv9ebk4ozdywf80.gif (http://www.upislam.com/)
موسى عليه السلام
20 – رحلة موسى مع الخضر
(فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا) الكهف 71
انطلق موسى مع الخضر يسيران على شاطئ البحر، فمرت من أمامهما سفينة عظيمة، فكلم الخضر أصحابها، أن يركب هو وموسى معهم، فحملوهما، ولم يأخذا منهما أجراً، لأنهم كانوا يعرفون الخضر جيدًا.
ولما سارت السفينة فوجئ موسى بالخضر أخرج منقاراً له ومطرقة, ثم عمد إلى ناحية فضرب فيها بالمنقار حتى خرقها, ثم أخذ لوحاً فطبقه عليها, ثم جلس عليها يرقعها, فاقترب موسى من الخضر، وقال له: قوم حملونا بغير نول (أجر) عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئاً إمراً
بأن الخضر قد خلع لوحًا من السفينة،. فقال الخضر: ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبراً. فتذكر موسى ما اشترطه عليه الخضر، فاعتذر إليه بأنه قد نسى وقال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا
فقبل الخضر عذر موسى، ولم يؤاخذه هذه المرة على نسيانه
(فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا الكهف) 74
ثم خرجا من السفينة, فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية, فإذا غلمان يلعبون خلفها, فيهم غلام ليس في الغلمان أظرف منه, ولا أثرى ولا أوضأ منه فأخذه بيده وأخذ حجراً فضرب به رأسه حتى دمغه فقتله
فلما رأى موسى ذلك أنكر عليه ما فعل، لأنه قتل نفسًا بغير وجه حق
فقال له موسى " أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا * قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا "
قال: وهذه أشد من الأولى فأحس موسى أنه قد تسرع في الاستفسار عن سبب مقتل هذا الغلام، فاعتذر للخضر " قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا ووعده أنه إن سأله عن شيء بعد ذلك فليفارقه فقبل الخضر عذر موسى في هذه المرة أيضًا
(فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا) الكهف 77
وسارا في طريقهما حتى بلغ قرية ما، فطلبا من أهلها طعامًا فرفضوا، وبينما هما يسيران، وجدا فيها جدارًا ضعيفًا مائلاً معرضًا للسقوط، فاقترب الخضر منه، وقام بإصلاحه وتقويته، فتحير موسى في أمر هذا العبد الصالح، وتعجب من سلوكه مع أولئك الذين رفضوا أن يطعموهما
وذكر للخضر أنه يستحق أن يأخذ أجرًا على ما فعل.
قال الخضر هذا فراق بيني وبينك
وسأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا
وأخذ يفسر له ما حدث فبين له أن السفينة كانت لمساكين يعملون عليها في نقل الركاب من ساحل إلى ساحل مقابل أجر زهيد، وكان هناك ملك جبار يأخذ كل سفينة صالحة من أهلها ظلمًا وعدوانًا، وأنه أراد أن يعيبها حتى لا يأخذها ذلك الطاغية، لأنه لا يأخذ السفن التالفة.
وأن الغلام الذي قتله كان أبواه مؤمنين، وكان هذا الغلام كافرًا، فرأى أن قتله فيه رحمة بأبويه وحفاظًا على إيمانهما حتى لا يتابعانه على دينه، وعسى الله أن يرزقهما غلامًا غيره خيرًا منه دينًا وخلقًا وأكثر منه برًا.
وأن الجدار كان مملوكًا لغلامين يتيمين وكان أبوهما صالحا، وكان تحت الجدار كنز من الذهب، ولو تركه حتى يسقط لظهر هذا الكنز، ولم يستطع الغلامان لضعفهما أن يحافظا عليه، لذلك أصلح الجدار لهما حتى يكبرا ويأخذا كنزهما بسبب صلاح أبيهما فإن صلاح الآباء تصل بركته إلى الأبناء.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خجل..~
03-02-2010, 11:24 PM
http://www.alshmokh.com/vb/uploaded/4/1241015385.gif
ربي يجزآآآكـ الخير ..
..
..
ويجعل هذا العمل في موازيين حسناتكـ..
..
..
دمتــ لبنات . كوم ــــــي..}~
http://www.alshmokh.com/vb/uploaded/4/1241015385.gif
حنـون
06-02-2010, 12:56 PM
يـــزاج الله خير
جعله في موازين حسنااتج
أموووونة
08-02-2010, 12:25 AM
http://www.upislam.com/images/xsc28ienjzssasoklg1.jpg (http://www.upislam.com/)
http://www.upislam.com/images/fbo91guesk8nbbd0vgz.gif (http://www.upislam.com/)
جزاكم الله خيرا أخواتي
شكرا لكم على المرور الطيب
http://www.upislam.com/images/zzltocwwb7jvp80rqqf9.gif (http://www.upislam.com/)
أموووونة
08-02-2010, 12:26 AM
http://www.upislam.com/images/b77chodzywvnhy10zqeq.gif (http://www.upislam.com/)
http://www.upislam.com/images/lmmrqzuxc7pw12lon8.gif (http://www.upislam.com/)
موسى عليه السلام
21 - قصة بقرة بني إسرائيل:
حدث في حياة نبي الله موسى أمور عجيبة وغريبة، منها هذه القصة التي تدور أحداثها حول مقتل رجل من بني إسرائيل، لا يعلمون قاتله، وقد بحثوا كثيرًا فلم يعرفوه، فلما ملوا من البحث تذكروا أن بينهم نبي الله موسى، فذهب بعض الناس إليه وطلبوا منه أن يدعوا ربه لمعرفة ذلك القاتل، فدعا موسى ربه أن يكشف هذا السر، فأوحى الله إليه أن يأمر القوم بذبح بقرة، ويأخذوا جزءًا منها يضربون به القتيل فيحييه الله بإذنه ويخبرهم بمن قتله
(وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ) البقرة 67
ولما جاء القوم أخبرهم موسى بأن الله يأمرهم أن يذبحوا بقرة، فتعجب القوم من قوله، وظنوا أنه يسخر منهم ويستهزأ بهم، ولم يسارع بنو إسرائيل بتنفيذ أمر الله، وإنما أخذوا يسألون موسى عن أوصاف البقرة ويجادلونه، وطلبوا منه أن يبين لهم بعض أوصافهم.
(قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ) البقرة 68
فأمرهم الله أن يذبحوا بقرة ليست بكراً، وليست كبيرة قد ولدت كثيرًا، إنما بقرة قوية قد ولدت مرة أو مرتين، وهي أقوى ما تكون من البقر وأحسنه، ولكنهم لم يفعلوا، وطلبوا من موسى أن يبين لهم ما لونها.
(قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاء فَاقِـعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ البقرة) 69
فأخبرهم موسى أن الله يأمرهم بذبح بقرة صفراء فاقع لونها، ولكنهم لم يفعلوا، وطلبوا من موسى أن يزيدهم من أوصاف البقرة، فقد تشابه عليهم البقر.
(قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاء اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ) 70
فشددوا بذلك على أنفسهم فشدد الله عليهم، وأمرهم بذبح بقرة وحشية لم تحرث أرضًا، ولم تسق زرعًا، خالية من العيوب.
(قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ) البقرة 71
فخرجوا يبحثون عن البقرة المطلوبة حتى وجدوها عند الفتى البار بأمه فاشتروها بملء مَسكها ذهباً فذبحوها وما كادوا يفعلون لغلاء ثمنها وفي الحديث : "لو ذبحوا أي بقرة كانت لأجزأتهم ولكن شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم"
وأتوا بها إلى موسى وانتظروا حتى يروا ما سيقوله لهم، وما سيفعله أمامهم
(فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) البقرة 73
فتقدم موسى من البقرة، وأخذ جزءًا منها فضرب بلسانها أو عجب ذنبها المقتول، وفجأة تحرك القتيل حيث رد الله إليه روحه، وأعاد إليه الحياة كما كان وقال : قتلني فلان وفلان لابني عمه ثم مات مرة أخرى فحُرما الميراث وقُتلا
فكانت هذه معجزة عظيمة من الله ليؤكد بها صدق نبيه موسى عليه السلام
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
10-02-2010, 11:01 PM
http://www.upislam.com/images/cn9b7988rrdl1zk9us3c.gif (http://www.upislam.com/)
22 - قصة قارون مع موسى:
(إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ)القصص 76
عن ابن عباس قال إن قارون: كان ابن عم موسى عليه السلام. قال ابن جريج : هو قارون بن يصهر بن قاهث وموسى بن عمران بن قاهث
قال ابن جريج : وأكثر أهل العلم على أنه كان ابن عمه والله أعلم
كان قارون غنيًّا، ملأت أمواله وكنوزه خزائن كثيرة، فكان لا يستطيع حمل مفاتيح تلك الخزائن إلا جماعة من الرجال الأقوياء لكثرتها.
وخرج قارون إلى المدينة وهو في زينة عظيمة وموكب كبير، لابسًا أحلى ما عنده من الثياب الزينة وهو راكب على البغال الشهب, وعليه وعلى خدمه ثياب الأرجوان المصبغة ولما مرَّ على الناس اقترب منه بعضهم وأرادوا نصحه وموعظته، فقالوا له:
(وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ) القصص: 76
فرد عليهم قارون بتكبر، وذكر لهم أنه جمع هذا المال بذكائه ومقدرته.
وعصى قارون موسى وهارون ولم يقبل حكمها ونصيحتهما، وظن أن النعم التي أنعمها الله عليه ما جاءت إليه إلا لأنه أحق بها وأنه قد اكتسبها بعلمه. فتقديره إنما أعطيته لعلم الله في أني أهل له
وقيل : أوتيته على علم من عندي بوجوه التجارة والمكاسب ، قاله علي بن عيسى . ولم يعلم أن الله لو لم يسهل له اكتسابها لما اجتمعت عنده
(قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ) القصص 78
وقال ابن عباس : أنه كان على علم بصنعة الذهب وأشار إلى علم الكيمياء وحكى النقاش : أن موسى عليه السلام علمه الثلث من صنعة الكيمياء ، ويوشع الثلث ، وهارون الثلث ، فخذعهما قارون وكان على إيمانه حتى علم ما عندهما وعمل الكيمياء ، فكثرت أمواله والله أعلم .
وأنكر قول من قال إنه يعمل الكيمياء لأن الكيمياء باطل لا حقيقة له
وافتتن بعض الناس الذين يريدون الحياة الدنيا بملابس قارون وزينته حين خرج إليهم، فتمنوا أن يكون لهم مثل ما أوتي قارون، فذكرهم الصالحون بثواب الله وقالوا لهم:
(وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ* فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ)[القصص: 80-81]
وقد ذكر أن هلاك قارون كان من دعوة موسى نبي الله عليه السلام, واختلف في سببه فعن ابن عباس والسدي أن قارون أعطى امرأة بغياً مالاً على أن تبهت موسى بحضرة الملأ من بني إسرائيل وهو قائم فيهم يتلو عليهم كتاب الله تعالى, فتقول يا موسى إنك فعلت بي كذا وكذا, فلما قالت ذلك في الملأ لموسى عليه السلام أرعد من الفرق, وأقبل عليها بعد ما صلى ركعتين ثم قال: أنشدك بالله الذي فرق البحر وأنجاكم من فرعون, وفعل كذا وكذا لما أخبرتني بالذي حملك على ما قلت ؟ فقالت: أما إذ نشدتني فإن قارون أعطاني كذا وكذا على أن أقول ذلك لك, وأنا أستغفر الله وأتوب إليه, فعند ذلك خر موسى لله عز وجل ساجداً, وسأل الله في قارون, فأوحى الله إليه أن قد أمرت الأرض أن تطيعك فيه, فأمر موسى الأرض أن تبتلعه وداره (تفسير ابن كثير )
وخسف به وبداره وبكنوزه الأرض، وأهلك أهله، ولم يجد أحدًا ينصره أو يدافع عنه، فندم الذين تمنوا أن يكونوا مثله وقالوا: (وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ )[القصص: 82].
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
міиаό
11-02-2010, 12:36 AM
جزاكي الله الف خير
ويعطيكي العافيه ع هيك طرح
أموووونة
15-02-2010, 01:03 AM
http://www.upislam.com/images/xsc28ienjzssasoklg1.jpg (http://www.upislam.com/)
http://www.upislam.com/images/fbo91guesk8nbbd0vgz.gif (http://www.upislam.com/)
موسى عليه السلام
23 - وفاة هارون و موسى
أوحى الله إلى موسى أني متوفٍ هارون، فأتِ به إلى جبل كذا وكذا فانطلقا نحوه، فإذا هما بسرير فناما عليه، وأخذ هارونَ الموتُ ورُفع إلى السماء.
ورجع موسى إلى بني إسرائيل، فقالوا له: أنت قتلت هارون لحبِّنا إياه، قال موسى: ويحكم أفترونني أقتل أخي؟!
فلما أكثروا عليه سأل الله، فأنزل السرير وعليه هارون، وقال لهم: إني مت ولم يقتلني موسى، وكان ذلك في التيه، وكان عمر هارون حين توفي (122) سنة
لما حان وقت وفاة نبي الله موسى أرسل الله إليه ملك الموت-عليه السلام-، فقال له: أجب ربك. فضربه موسى على عينه ففقأها، فرجع ملك الموت إلى الله، وقال له: أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "جاء ملك الموت إلى موسى عليه السلام فقال له: أجب ربك، قال: فلطم موسى عين ملك الموت ففقأها، قال: فرجع الملك إلى الله فقال: إنك أرسلتني إلى عبدٍ لك لا يريد الموت وقد فقأ عيني، قال: فردّ إليه عينه، وقال: ارجع إلى عبد فقل: الحياة تريد؟ فإن كنت تريد الحياة فضع يدك على متنِ ثورٍ (ظهر ثور) فما وارت يدُك من شعرة فإنك تعيش بها سنة، قال: ثم مَهْ؟ قال: ثم تموت، قال: فالآن من قريب، ربِّ أدنني من الأرض المقدسة رمية بحجر. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "والله لو أني عنده لأريتكم قبره إلى جانب الطريق عند الكثيب الأحمر". رواه البخاري ومسلم.
طلب موسى من الله-عز وجل-أن يقربه من الأرض المقدسة، فتوفى موسى قريبًا من بيت المقدس في الأرض المباركة في فلسطين.[متفق عليه]
وروي أن الملائكة هي التي تولت دفنه والصلاة عليه وقد عاش مائة وعشرين سنة.
وإلى اللقاء مع قصة نبي آخر إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
22-02-2010, 11:52 PM
http://www.upislam.com/images/cdc5zdhsvnprbpaftwkg.gif (http://www.upislam.com/)
http://www.upislam.com/images/l681fpmk34eujkcythk3.gif (http://www.upislam.com/)
يوشع بن نون عليه السلام
1 نسبه
يوشع بن نون هو ابن افرائيم بن يوسف بن يعقوب بن اسحق بن إبراهيم عليهم السلام.
ويقال هو فتى موسى في قصته مع الخضر.
وهو إحدى الرجلان اللذان أشارا على ملأ بني إسرائيل بدخول قرية الجبارين فعندما اختار موسى من قومه اثني عشر نقيباً وبعث هؤلاء النقباء يتجسسون له الأخبار فاطلعوا من الجبارين على قوة عظيمة على ما يأتي وظنوا أنهم لا قبل لهم بها فتعاقدوا بينهم على أن يخفوا ذلك عن بني إسرائيل فلما انصرفوا إلى بني إسرائيل أخبروا موسى وهارون فقط وأخذ بعضهم على بعضهم الميثاق بذلك، ثم نكثوا العهد فخان منهم عشرة وجعل كل واحد منهم ينهي سبطه عن قتالهم ويخبرهم بما رأى من جبروت حتى اعوج أمر بني إسرائيل فقالوا: " قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ "
[ المائدة : 24].
إلا رجلان فلم يخرج أحد من التيه ممن كان مع موسى سوى اثنين ويقول المفسرون: إن أحدهما يوشع بن نون.
وهو النبي الذي أخرج الله على يديه بني إسرائيل من التيه من صحراء سيناء، وحاربوا أهل الشام، وكان يسكنها الكنعانيون الجبارون وانتصروا عليهم
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
23-02-2010, 08:06 PM
http://www.upislam.com/images/6gmgwomxnwl8ddy634b5.gif (http://www.upislam.com/)
http://www.upislam.com/images/wekw9xv9ebk4ozdywf80.gif (http://www.upislam.com/)
يوشع بن نون عليه السلام
2 – بعثنا منهم اثنا عشر نقيباً
وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَآئِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ (المائدة 12)
وذلك أن الله عز وجل وعد موسى عليه السلام أن يورثه وقومه الأرض المقدسة وهي الشام، وكان يسكنها الكنعانيون الجبارون، فلما استقر لبني إسرائيل الدار بمصر أمرهم الله تعالى بالسير إلى أريحا من أرض الشام وهي الأرض المقدسة، وكانت لها ألف قرية في كل قرية ألف بستان
وقال: يا موسى إني كتبتها لكم داراً وقراراً فاخرج إليها وجاهد من فيها من العدو فإني ناصرك عليهم، وخذ من قومك اثني عشر نقيباً من كل سبط نقيباً يكون كفيلاً على قومه بالوفاء منهم على ما أمروا به والنقيب هو كبير القوم القائم بأمورهم الذي ينقب عنها وعن مصالحهم فيها
قال محمد بن إسحاق:
فكان من سبط روبيل شامون بن ركون
ومن سبط شمعون شافاط بن حري
ومن سبط يهوذا كالب بن يوفنا
ومن سبط أتين ميخائيل بن يوسف
ومن سبط يوسف وهو سبط إفرايم يوشع بن نون
ومن سبط بنيامين فلطم بن دفون
ومن سبط زبولون جدي بن شورى
ومن سبط منشأ بن يوسف جدي بن موسى
ومن سبط دان خملائيل بن حمل
ومن سبط أشار ساطور بن ملكيل,
ومن سبط نفثالي بحر بن وقسي,
ومن سبط يساخر لايل بن مكيد .
وقد رأيت في السفر الرابع من التوراة تعداد النقباء على أسباط بني إسرائيل وأسماء مخالفة لما ذكره ابن إسحاق والله أعلم (تفسير ابن كثير) و(القرطبي)
فاختار موسى النقباء وسار موسى ببني إسرائيل حتى قربوا من أريحا فبعث هؤلاء النقباء يتجسسون له الأخبار ويعلمون علمها، فلقيهم رجل من الجبابرة يقال له (عوج بن عنق)
وكان طوله ثلاثة آلاف وثلثمائة وثلاث وثلاثين ذراعاً وثلث ذراع، وكان يحتجز بالسحاب ويشرب منه
ويتناول الحوت من قرار البحر فيشويه بعين الشمس يرفعه إليها ثم يأكله.
ويروى أن الماء طبق ما على الأرض من جبل وما جاوز ركبتي عوج
وعاش ثلاثة آلاف سنة
حتى أهلكه الله على يدي موسى عليه السلام وذلك أنه جاء [وقلع] صخرة من الجبل على قدر عسكر موسى عليه السلام،وكان فرسخاً في فرسخ، وحملها ليطبقها عليه فبعث الله الهدهد فقور الصخرة بمنقاره فوقعت في عنقه فرصعته فأقبل موسى عليه السلام وهو مصروع فقتله
وكانت أمه[عنق] إحدى بنات آدم وكان مجلسها[جريباً] من الأرض، فلما لقي عوج النقباء وعلى رأسه حزمة من حطب أخذ الاثني عشر وجعلهم في حجزته وانطلق بهم إلى امرأته، وقال انظري إلى هؤلاء الذين يزعمون أنهم يريدون قتالنا، وطرحهم بين يديها وقال: ألا أطحنهم برجلي؟ فقالت امرأته: لا بل خل عنهم حتى يخبروا قومهم بما رأوا، ففعل ذلك.
وروي أنه جعلهم في كمه وأتى بهم إلى الملك فطرحهم بين يديه، فقال الملك:ارجعوا فأخبرهم بما رأيتم،
وكان لا يحمل عنقوداً من عنبهم إلا خمسة أنفس منهم في خشبة، ويدخل في شطر الرمانة إذا نزع منها حبها خمسة أنفس،
فرجع النقباء وجعلوا يتعرفون أحوالهم، وقال بعضهم لبعض يا قوم: إنكم إن أخبرتم بني إسرائيل خبر القوم ارتدوا عن نبي الله ولكن اكتموا
وأخبروا موسى وهارون فيريان رأيهما وأخذ بعضهم على بعضهم الميثاق بذلك،
ثم نكثوا العهد وجعل كل واحد منهم ينهي سبطه عن قتالهم ويخبرهم بما رأى: إلا رجلان ويقول المفسرون: إن أحدهما يوشع بن نون
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
24-02-2010, 09:05 PM
http://www.upislam.com/images/sce8ywb9v474uzeu8f8.gif (http://www.upislam.com/)
http://www.upislam.com/images/bp0bzj8i25640812bn7r.gif (http://www.upislam.com/)
يوشع بن نون عليه السلام
3 - أخذ العهود والمواثيق من أهل الكتابين
فلما أمر تعالى عباده المؤمنين بالوفاء بعهده وميثاقه الذي أخذه عليهم على لسان عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم, وأمرهم بالقيام بالحق, والشهادة بالعدل, وذكرهم نعمه عليهم الظاهرة والباطنة فيما هداهم له من الحق والهدى, شرع يبين لهم كيف أخذ العهود والمواثيق على من كان قبلهم من أهل الكتابين: اليهود والنصارى, فلما نقضوا عهوده ومواثيقه أعقبهم ذلك لعناً منه لهم, وطرداً عن بابه وجنابه, وحجاباً لقلوبهم عن الوصول إلى الهدى ودين الحق, وهو العلم النافع, والعمل الصالح,
وهكذا لما بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنصار ليلة العقبة, كان فيهم اثنا عشر نقيباً:
ثلاثة من الأوس: وهم
أسيد بن الحضير,
وسعد بن خيثمة,
ورفاعة بن عبد المنذر, ويقال بدله أبو الهيثم بن التيهان رضي الله عنه,
وتسعة من الخزرج وهم:
أبو أمامة أسعد بن زراة,
وسعد بن الربيع,
وعبد الله بن رواحة,
ورافع بن مالك بن العجلان,
والبراء بن معرور,
وعبادة بن الصامت,
وسعد بن عبادة,
وعبد الله بن عمرو بن حرام,
والمنذر بن عمر بن حنيش رضي الله عنهم
فكان هؤلاء عرفاء على قومهم ليلتئذ عن أمر النبي صلى الله عليه وسلم لهم بذلك, وهم الذين ولوا المعاقدة والمبايعة عن قومهم للنبي صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة .
قال الإمام أحمد: حدثنا حسن بن موسى, حدثنا حماد بن زيد عن مجالد عن الشعبي, عن مسروق قال:
كنا جلوساً عند عبد الله بن مسعود وهو يقرئنا القرآن, فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن, هل سألتم رسول الله صلى الله عليه وسلم كم يملك هذه الأمة من خليفة ؟ فقال عبد الله: ما سألني عنها أحد منذ قدمت العراق قبلك, ثم قال: نعم, ولقد سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "اثنا عشر كعدة نقباء بني إسرائيل" هذا حديث غريب من هذا الوجه
وأصل هذا الحديث ثابت في الصحيحين من حديث جابر بن سمرة, قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول "لا يزال أمر الناس ماضياً ما وليهم اثنا عشر رجلاً" ثم تكلم النبي صلى الله عليه وسلم بكلمة خفيت علي, فسألت أي ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال "كلهم من قريش" وهذا لفظ مسلم.
ومعنى هذا الحديث البشارة بوجود اثني عشر خليفة صالحاً يقيم الحق ويعدل فيهم, ولا يلزم من هذا تواليهم وتتابع أيامهم,
بل وقد وجد منهم أربعة على نسق
وهم الخلفاء الأربعة: أبو بكر, وعمر, وعثمان, وعلي, رضي الله عنهم,
ومنهم عمر بن عبد العزيز بلا شك عند الأئمة وبعض بني العباس, ولا تقوم الساعة حتى تكون ولايتهم لا محالة, والظاهر أن منهم المهدي المبشر به في الأحاديث الواردة بذكره,
فذكر أنه يواطىء اسمه اسم النبي صلى الله عليه وسلم واسم أبيه اسم أبيه, فيملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً,
وليس هذا بالمنتظر الذي تتوهم الرافضة وجوده ثم ظهوره من سرداب سامرا, فإن ذلك ليس له حقيقة ولا وجود بالكلية, بل هو من هوس العقول السخيفة, وتوهم الخيالات الضعيفة, وليس المراد بهؤلاء الخلفاء الاثني عشر الأئمة الاثني عشر الذين يعتقد فيهم الاثنا عشرية من الروافض لجهلهم وقلة عقلهم .
وفي التوراة البشارة بإسماعيل عليه السلام, وإن الله يقيم من صلبه اثني عشر عظيماً, وهم هؤلاء الخلفاء الاثنا عشر المذكورون في حديث ابن مسعود وجابر بن سمرة,
وبعض الجهلة ممن أسلم من اليهود إذا اقترن بهم بعض الشيعة يوهمونهم أنهم الأئمة الاثنا عشر, فيتشيع كثير منهم جهلاً وسفهاً لقلة علمهم وعلم من لقنهم ذلك بالسنن الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم (تفسير ابن كثير)
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
24-02-2010, 09:06 PM
http://www.upislam.com/images/sce8ywb9v474uzeu8f8.gif (http://www.upislam.com/)
http://www.upislam.com/images/bp0bzj8i25640812bn7r.gif (http://www.upislam.com/)
يوشع بن نون عليه السلام
3 - أخذ العهود والمواثيق من أهل الكتابين
فلما أمر تعالى عباده المؤمنين بالوفاء بعهده وميثاقه الذي أخذه عليهم على لسان عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم, وأمرهم بالقيام بالحق, والشهادة بالعدل, وذكرهم نعمه عليهم الظاهرة والباطنة فيما هداهم له من الحق والهدى, شرع يبين لهم كيف أخذ العهود والمواثيق على من كان قبلهم من أهل الكتابين: اليهود والنصارى, فلما نقضوا عهوده ومواثيقه أعقبهم ذلك لعناً منه لهم, وطرداً عن بابه وجنابه, وحجاباً لقلوبهم عن الوصول إلى الهدى ودين الحق, وهو العلم النافع, والعمل الصالح,
وهكذا لما بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنصار ليلة العقبة, كان فيهم اثنا عشر نقيباً:
ثلاثة من الأوس: وهم
أسيد بن الحضير,
وسعد بن خيثمة,
ورفاعة بن عبد المنذر, ويقال بدله أبو الهيثم بن التيهان رضي الله عنه,
وتسعة من الخزرج وهم:
أبو أمامة أسعد بن زراة,
وسعد بن الربيع,
وعبد الله بن رواحة,
ورافع بن مالك بن العجلان,
والبراء بن معرور,
وعبادة بن الصامت,
وسعد بن عبادة,
وعبد الله بن عمرو بن حرام,
والمنذر بن عمر بن حنيش رضي الله عنهم
فكان هؤلاء عرفاء على قومهم ليلتئذ عن أمر النبي صلى الله عليه وسلم لهم بذلك, وهم الذين ولوا المعاقدة والمبايعة عن قومهم للنبي صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة .
قال الإمام أحمد: حدثنا حسن بن موسى, حدثنا حماد بن زيد عن مجالد عن الشعبي, عن مسروق قال:
كنا جلوساً عند عبد الله بن مسعود وهو يقرئنا القرآن, فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن, هل سألتم رسول الله صلى الله عليه وسلم كم يملك هذه الأمة من خليفة ؟ فقال عبد الله: ما سألني عنها أحد منذ قدمت العراق قبلك, ثم قال: نعم, ولقد سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "اثنا عشر كعدة نقباء بني إسرائيل" هذا حديث غريب من هذا الوجه
وأصل هذا الحديث ثابت في الصحيحين من حديث جابر بن سمرة, قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول "لا يزال أمر الناس ماضياً ما وليهم اثنا عشر رجلاً" ثم تكلم النبي صلى الله عليه وسلم بكلمة خفيت علي, فسألت أي ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال "كلهم من قريش" وهذا لفظ مسلم.
ومعنى هذا الحديث البشارة بوجود اثني عشر خليفة صالحاً يقيم الحق ويعدل فيهم, ولا يلزم من هذا تواليهم وتتابع أيامهم,
بل وقد وجد منهم أربعة على نسق
وهم الخلفاء الأربعة: أبو بكر, وعمر, وعثمان, وعلي, رضي الله عنهم,
ومنهم عمر بن عبد العزيز بلا شك عند الأئمة وبعض بني العباس, ولا تقوم الساعة حتى تكون ولايتهم لا محالة, والظاهر أن منهم المهدي المبشر به في الأحاديث الواردة بذكره,
فذكر أنه يواطىء اسمه اسم النبي صلى الله عليه وسلم واسم أبيه اسم أبيه, فيملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً,
وليس هذا بالمنتظر الذي تتوهم الرافضة وجوده ثم ظهوره من سرداب سامرا, فإن ذلك ليس له حقيقة ولا وجود بالكلية, بل هو من هوس العقول السخيفة, وتوهم الخيالات الضعيفة, وليس المراد بهؤلاء الخلفاء الاثني عشر الأئمة الاثني عشر الذين يعتقد فيهم الاثنا عشرية من الروافض لجهلهم وقلة عقلهم .
وفي التوراة البشارة بإسماعيل عليه السلام, وإن الله يقيم من صلبه اثني عشر عظيماً, وهم هؤلاء الخلفاء الاثنا عشر المذكورون في حديث ابن مسعود وجابر بن سمرة,
وبعض الجهلة ممن أسلم من اليهود إذا اقترن بهم بعض الشيعة يوهمونهم أنهم الأئمة الاثنا عشر, فيتشيع كثير منهم جهلاً وسفهاً لقلة علمهم وعلم من لقنهم ذلك بالسنن الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم (تفسير ابن كثير)
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
26-02-2010, 12:08 AM
http://www.upislam.com/images/nqaiwfyu5sr5hc5pji4.gif (http://www.upislam.com/)
http://www.upislam.com/images/73i7onrg9ex9ku0by.gif (http://www.upislam.com/)
يوشع بن نون عليه السلام
4 – قيادة يوشع بن نون للجيش
بعدما جهزموسى الجيش لدخول بيت المقدس لكن الله اختاره إليه قبل تحقيق ذلك
وتم الأمر ليوشع بن نون الذي أتم تجهيز الجيش وتقسيمه حسب الأسباط الاثني عشر.
فقاد يوشع جيشه وقطعبهم نهر الأردن وانتهى إلى أريحا
وكانت من أحصن المدائن سوراً وأعلاها قصوراً وأكثرها أهلاً فحاصرها ستة أشهر
ثم أنهم احاطوا بها يوماً وضربوا بالقرون وكبروا تكبيرة رجلواحد فتفسخ سورها ودخلوها وغنموا منها غنائم كثيرة
ويقال إن يوشع ظهر على أحد وثلاثين ملكاً من ملوك الشام
وتأتي بعض الروايات لتخبرنا بأنه في المعركة الأخيرة التي بدأت في يوم الجمعة، أوشك اليهود على تحقيق الانتصار، لكن الشمس قاربت على المغيب -وكان اليهود لا يعملون ولايحاربون يوم السبت- فخشى يوشع بن نون أن يذهب النصر.
فنظر يوشع إلى الشمس وقال: "إنك مأمورة، وأنا مأمور، اللهم احبسها علي". فتوقفت الشمس مكانها، وظلت واقفة إلىأن فتح بيت المقدس ودخله
يرى البعض أن هذه الرواية لا يمكن تصديقها
فالشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يتوقفان لموت أحد ولا لحياته ورغم عظمة الخوارق والمعجزات التي وقعت لبني إسرائيل فقد كانت كلها معجزات لا تتعارض مع ناموس الكون ونظامه..
لم تكن هناك معجزة تتعلق بالشمس والقمر.. ولم تجاوز المعجزات أديم الأرض أوالبحر أو الجبل.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
27-02-2010, 11:25 PM
http://www.upislam.com/images/5ha91duptzpxyjbd01rp.gif (http://www.upislam.com/)
يوشع بن نون عليه السلام
5 – نقض بني اسرائيل للعهد
من قبل نكثوا العهد الذي كان بينهم بعد أن أخذ بعضهم على بعض الميثاق بألا يخبروا قومهم بخبر الكنعانيون الجبارون حتى لا يرتدوا عن نبي الله موسى
فخان منهم عشرة وجعل كل واحد منهم ينهي سبطه عن قتالهم ويخبرهم بما رأى من جبروت
والآن صدر الأمر الإلهي لبني إسرائيل لما فتح الله عليهم المدينة
(وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ) (البقرة 58)
أمروا أن يدخلوا المدينة سجداً..
أي راكعين مطأطئي رءوسهم متواضعين شاكرين لله عز وجل ما من به عليهم من الفتح.
أمروا أن يقولوا حال دخولهم: (حِطَّةٌ).. بمعنى حط عنا خطايانا التي سلفت، وجنبنا الذي تقدم من آبائنا.
وخالف بنو إسرائيل ما أمروا به قولا وفعلا..
دخلوا الباب متعالين متكبرين واستهزأوا بما أمروا به وبدلوا قولا غير الذي قيل لهم
فدخلوا يزحفون على إستهم وهم يقولون حبة في شعرة أوحنطة في شعرة
وقد عاقبهم الله تعالى على مخالفتهم أمره بأن أرسل عليهم الرجز الذي أنزله عليهم وهو الطاعون وابتلاهم به وأصابهم عذاب من الله بما ظلموا وأخذ منهم الكثيرين
وهكذا نرى العهد مشروطا بميثاق أخذه الله عليهم، أن يقاتلوا ولا يفروا، وأن يقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ويؤمنوا برسله.. ابتداء من موسى الذي أنزل الله عليه التوراة، وانتهاء بمحمد صلى الله عليه وسلم الذي بشر الله به في التوراة.. حين كانت هي توراة الله الحقة التي لم تمتد إليها أيدي التبديل والتحريف.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتمان
28-02-2010, 01:51 PM
موضوع مثــــــــــــري ..سلمت يداكـ
أموووونة
28-02-2010, 10:16 PM
http://www.upislam.com/images/jak2wjz6kcqnjo0hhy0y.gif (http://www.upislam.com/)
http://www.upislam.com/images/c6lcxxf3rpgqq4wjh7in.gif (http://www.upislam.com/)
يوشع بن نون عليه السلام
6 – وفاة يوشع بن نون
لما استقرت يد بني اسرائيل على بيت المقدس استمروا فيه
وبين أظهرهم نبي الله يوشع يحكم بينهم بكتاب الله التوراة
حتى قبضه الله إليه وهو ابن مائة وسبع وعشرين سنة
فكانت مدة حياته بعد موسى سبعا وعشرين سنة.
عاد بنو إسرائيل إلى ظلمهم لأنفسهم.. اعتقدوا أنهم شعب الله المختار، وتصوروا انطلاقا من هذا الاعتقاد أن من حقهم ارتكاب أي شيء وكل شيء
وعظمت فيهم الأخطاء وتكاثرت الخطايا وامتدت الجرائم بعد كتابهم إلى أنبيائهم فقتلوا من قتلوا من الأنبياء
كانت جريمة الآباء هي الذل، وأصبحت جريمة الأبناء الكبرياء والافتراء
(لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتْلَهُمُ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ)
(آل عمران )181
ولم تكن هذه الجريمة هي أول جرائم بني إسرائيل ولا آخر جرائمهم فقد عذبوا رسلهم كثيرا بعد موسى
وتحولت التوراة بين أيديهم إلى قراطيس يبدون بعضها ويخفون كثيرا.. وامتد هذا اللعب إلى العقيدة.. وسجل القرآن عليهم هذا في سورة (الأنعام 91 )
(وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ قُلِ اللّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ)
وإذا كان الخطاب ينطبق على أحفاد بني إسرائيل الذين عاشوا في الجزيرة العربية، فقد كان واضحا من تاريخ بني إسرائيل ذاته، أن التوراة لم تسلم من هذا العبث، بإخفاء بعضها وإظهار البعض، حسبما تقتضي الأحوال وتدفع المصلحة المباشرة وكان هذا الجحود هو المسؤول عما أصاب بني إسرائيل من عقوبات.
وسلط الله عليهم بعد رحمة الأنبياء قسوة الملوك الجبارين، يظلمونهم ويسفكون دمائهم، وسلط الله أعدائهم عليهم ومكن لهم من رقابهم وأموالهم.
وكان معهم تابوت الميثاق.. وهو تابوت يضم بقية مما ترك موسى وهارون ويقال إن هذا التابوت كان يضم ما بقي من ألواح التوراة التي أنزلت على موسى ونجت من يد الزمان..
وكان لهذا التابوت بركة تمتد إلى حياتهم وحروبهم فكان وجود التابوت بينهم في الحرب يمدهم بالسكينة والثبات ويدفعهم إلى النصر
فلما ظلموا أنفسهم ورفعت التوراة من قلوبهم لم يعد هناك معنى لبقاء نسختها معهم، وهكذا ضاع منهم تابوت العهد، وضاع في حرب من حروبهم التي هزموا فيها.
وإلى اللقاء مع قصة نبي آخر إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
02-03-2010, 10:53 PM
http://www.upislam.com/images/9dk0mwbkd2tcq5figuu9.jpg (http://www.upislam.com/)
داود عليه السلام
1 - نسبه
هو داود بن إيشا بن عويد بن عابر بن سلمون بن نحشون بن عوينادب بن إرم بن حصرون بن فارض بن يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عبد الله ونبيه وخليفته في أرض بيت المقدس.
قال محمد بن إسحاق عن بعض أهل العلم، عن وهب بن منبه:
كان داود عليه السلام قصيراً أزرق العينين، قليل الشعر، طاهر القلب، نقي السريرة
وكان جندي عظيم في جيش طالوت فخرج من بين الصفوف ليبارز جالوت الجبار بعد أن امتنع جميع بني إسرائيل عن الخروج إليه، فقتل جالوت وفر جيشه وانتصرت القلة المؤمنة بحول الله وقوته على الكثرة الكافرة المشركة
وجمع الله لداود الملك والنبوة، فكان ملكًا نبيًّا، وأنزل عليه الزبور
{وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا} [النساء:163]
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
04-03-2010, 10:44 PM
http://www.upislam.com/images/5ha91duptzpxyjbd01rp.gif (http://www.upislam.com/)
داود عليه السلام
2 – الملك الجبار جالوت
دخل بنو إسرائيل الأرض المقدسة (فلسطين) واستقروا بها، وكان ذلك على يد يوشع بن نون،
وصاروا يعبدون الله على المنهج الذي جاء به موسى
وبعد مدة عادوا إلى طبائعهم الفاسدة مرة أخرى
فكفروا بأنعم الله وانحرفوا عن الطريق المستقيم
فسلَّط الله عليهم ملكًا جبارًا اسمه جالوت
فقتل رجالهم وسبى نساءهم وأطفالهم وأخرجهم من بيوتهم وأخذ منهم التابوت المقدس وهو صندوق كان فيه صور الأنبياء أنزله الله على آدم واستمر إليهم فغلبهم العمالقة عليه وأخذوه وكانوا يستفتحون به على عدوهم ويقدمونه في القتال ويسكنون إليه كما قال تعالى (فيه سكينة) طمأنينة لقلوبهم وبقية مما ترك آل موسى وهارون وهي نعلا موسى وعصاه وعمامة هارون وقفيز من المن الذي كان ينزل عليهم ورضاض من الألواح
وأراد بنو إسرائيل قتال جالوت وجنوده
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ} [البقرة:246].
ولم يكن لهم في هذه الفترة ملك يوحد صفوفهم لقتال هذا الملك الجبار وكان من بينهم آنذاك نبي من أنبياء الله هو شمويل
فذهبوا إليه وأخبروه أنهم يريدون ملكًا عليهم لمحاربة جالوت فتعجب نبيهم من هذا الطلب وذكرهم من أنه يخشى إن فرض عليهم القتال أن يرفضوا القتال
{قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} [البقرة:246].
ولكنهم أكدوا له عزمهم على القتال، فقد طردوا من بيوتهم وابتعدوا عن أبنائهم
فأوحى الله إلى نبيهم أن يخبرهم أن الله قد بعث لكم طالوت ملكًا
{وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ } [البقرة:247].
فلما أخبرهم بذلك تعجبوا وغضبوا من هذا الاختيار فقالوا كيف يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه لأنه ليس من سبط المملكة ولا النبوة وكان دباغا أو راعيا ولم يؤت سعة من المال يستعين بها على إقامة الملك
وكان الكثير منهم خاصة الأغنياء يطمع أن يكون هو الملك الذي يوحد الصفوف لقتال جالوت وتكون له الهيمنة والسلطان ويحظى بشرف الحكم والقيادة ومن أجل ذلك اعترض الكثير منهم على اختيار طالوت ليتولى الـمُلك من بينهم..
فأخبرهم نبيهم أن هذا اختيار الله
{قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة:247].
وأنه سبحانه وتعالى قد أعطى طالوت قوة في الجسم وسعة في العلم وكان أعلم بني إسرائيل يومئذ وأجملهم وأتمهم خلقا والله يؤتي ملكه من يشاء إيتاءه لا اعتراض عليه
وأن علامة ملك طالوت أن تأتيه الملائكة بالتابوت الذي كان قد أخذه جالوت من قبل
{وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [البقرة:248].
فحملته الملائكة بين السماء والأرض وهم ينظرون إليه حتى وضعته عند طالوت فأقروا بملكه وتسارعوا إلى الجهاد فاختاروا من شبابهم سبعين ألفا
ثم أوحى الله لنبي بني إسرائيل أن يخبرهم بأن الله يأمرهم بالخروج مع طالوت لقتال عدوهم الذي أذلهم وأسر وسبى أبناءهم
ولكنهم امتنعوا عن القتال إلا قليلاً منهم تشجعوا واستعدوا للقتال فساروا مع طالوت للقاء جالوت الجبار وجنوده
{فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة:249].
وبهذه القلة التى آمنت خرج طالوت وسار في طريق صحراوى ليس فيه ماء فاشتكى بنو إسرائيل من الظمأ والعطش فطمأنهم ملكهم طالوت وطلب منهم الصبر ومواصلة السير وبعد لحظات اقترب طالوت وجنوده من نهر من الأنهار فقال لهم طالوت مبينًا أنهم سيمرون على نهر فمن شرب منه بكثرة فقد خرج عن طاعته إلا من اغترف غرفة بيده يروى بها ظمأه ومن خالف هذا الأمر فعليه أن يترك الجيش ويرجع من حيث جاء فلما وصل طالوت وبنو إسرائيل إلى النهر لم يستجب أكثرهم لما أمرهم به الملك طالوت فشربوا من النهر حتى امتلأت بطونهم إلا قليلاً منهم.
فأمر طالوت كل من شرب من النهر حتى شبع أن يترك الجيش ويعتزل الباقين ثم واصل سيره بالبقية الباقية من بني إسرائيل وعبر النهر ليلتقي مع جيش جالوت وحتى هذه القلة التى ثبتت تراجع بعضهم وأصابهم الخوف عندما رأوا كثرة جنود جالوت ولم يصبر معه إلا المؤمنون الصادقون الذين يعلمون أن الله ينصر المؤمنين بقوة إيمانهم لا بكثرة عددهم، ولما ظهر جالوت وجنوده أمامهم، واقترب منهم دعوا الله فقالوا:
{بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } [البقرة:250].
وفي الميدان المخصص للقتال وقف جالوت وجنوده في ناحية وطالوت وبنو إسرائيل في ناحية أخرى
ثم تقدم جالوت على حصانه مسلحًا بكافة الدروع ونادى بأعلى صوته هل من مبارز؟ هل من مقاتل؟
فكان في جيش طالوت جندي عظيم هو نبي الله داود
فخرج من بين الصفوف ليبارز جالوت الجبار بعد أن امتنع جميع بني إسرائيل عن الخروج إليه فضرب داود جالوت بحجارة عن طريق مقلاعه فوقع قتيلاً ففر الجيش هاربًا وانتصرت القلة المؤمنة بحول الله وقوته على الكثرة الكافرة المشركة.
{فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ} [البقرة:251]
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
17-03-2010, 11:05 PM
http://www.upislam.com/images/w8xnuwzsd6lta8ernfy1.gif (http://www.upislam.com/)
داود عليه السلام
3 - الملك والنبوة لنبي الله داود
وانتهت المعركة، وبدأ عهد نبي جديد وملك جديد، قال تعالى: {فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ } [البقرة:251].
وجمع الله لداود الملك والنبوة، فكان ملكًا نبيًّا، وأنزل عليه الزبور، وهو كتاب مقدس فيه كثير من المواعظ والحكم، قال تعالى: {وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا} [النساء:163]
والزبور كتاب مشهور وذكرنا في التفسير الحديث الذي رواه احمد وغيره أنه أنزل في شهر رمضان، وفيه من المواعظ والحكم ما هو معروف لمن نظر فيه
وأعطى الله لداود صوتًا جميلاً لم يعطه لأحد من قبله، فكان إذا قرأ كتابه الزبور، وسبح الله، وقف الطير في الهواء يسبح الله معه، وينصت لما يقرؤه وكذلك الجبال فإنها كانت تسبح معه في الصباح والمساء، قال تعالى:
{إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (18) وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ} [ص:18-19]
قال ابن عباس ومجاهد وغير واحد في تفسير هذه الآية:
(إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشى والإشراق) أي: عند آخر النهار وأوله، وذلك أنه كان الله تعالى قد وهبه من الصوت العظيم ما لم يعطه أحداً، بحيث أنه كان إذا ترنم بقراءة كتابه يقف الطير في الهواء يرجع بترجيعه ويسبح بتسبيحه، وكذلك الجبال تجيبه وتسبح معه كلما سبح بكرة وعشيا، صلوات الله وسلامه عليه.
وقال الأوزاعي: حدثني عبد الله بن عامر قال:
أعطي داود من حسن الصوت ما لم يعط أحد قط، وكان يقرأ الزبور بصوت لم تسمع الآذان بمثله حتى إن كان الطير والوحش ينعكف حوله حتى يموت عطشاً وجوعاً وحتى إن الأنهار لتقف
وقد كان مع هذا الصوت الرخيم سريع القراءة لكتابه الزبور
كما قال الإمام احمد: حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن همام، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خفف على داود القراءة، فكان يأمر بدابته فتسرج، فكان يقرأ القرآن من قبل أن تسرج دابته، وكان لا يأكل إلا من عمل يديه"
والمراد بالقرآن هاهنا الزبور الذي أنزله عليه وأوحاه إليه
وكان داود لا يأكل إلا من عمل يده، لأنه يعلم أن أفضل الكسب هو ما يكسبه الإنسان من صنع يده، قال -صلى الله عليه وسلم-: (ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود -عليه السلام- كان يأكل من عمل يده) [البخارى]
وأيد الله داود بمعجزات كثيرة دالة على نبوته
(وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ) سبأ10
فآلان له الحديد فكان في يده كالعجين حتى يسهل عليه صنع الدروع والمحاريب التى تستخدم في الحروب والقتال.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
29-03-2010, 12:00 AM
http://www.upislam.com/images/4hdlece85unryirhepb.gif (http://www.upislam.com/)
داود عليه السلام
4 – درس في العدل
وأراد الله –سبحانه و تعالى أن يعلم داود درسًا في العدل حين يحكم، فبينما كان يجلس في محرابه يصلى ويتعبد، فوجئ باثنين من الرجال يصعدان على سور محرابه حتى وصلا إليه، فدخلا عليه، فخاف منهما وفزع
فقال الرجلان: يا داود لا تخف، خصمان بغى بعضنا على بعض فجئنا لتحكم بيننا بالحق، فسألهم داود عن قضيتهم، فقال أحد الخصمين: إن هذا أخى له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة، فأراد أن يأخذها مني ليكمل المائة، فتسرع داود في الحكم لهذه القضية قبل أن يسمع كلام الآخر،
فقال: {قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ } _[ص:24]
وما إن أكمل داود حكمه حتى اختفي هذان الرجلان فجأة دون أن يخرجا من الباب أو يعودا كما جاءا، فأدرك داود أن هذين ملكان أرسلهما الله ليعلماه أن يسمع من الخصمين قبل أن يحكم بينهما، فاستغفر داود ربه.
وقد ذكر كثير من المفسرين من السلف والخلف هاهنا قصصاً وأخباراً أكثرها إسرائيليات ومنها ما هو مكذوب لا محالة
ويقال إن هذه كانت خطيئة داود عليه السلام ، لأنه قال : لقد ظلمك من غير تثبت ببينة ، ولا إقرار من الخصم ، هل كان هذا كذا أو لم يكن . فهذا قول .
ومنهم من قال فتن داوود عليه السلام بإمرة و استنزل زوجها و أرسله للحرب ، حتى يتزوجها داوود وكان له 99 زوجه وكان يرسل زوجها للقتال في الحرب حتى يموت ويتزوجها هو – فبعث سبحانه وتعالي الملكين لداوود فأدرك داوود عليه السلام حكمة الله عز وجل في هذه القصة التي تشبه قصته بأن له 99 زوجه وطمع في زوجه الرجل الآخر
قال ابن العربي : وأما قولهم إنها لما أعجبته أمر بتقديم زوجها للقتل في سبيل الله فهذا باطل قطعاً
فإن داود صلى الله عليه وسلم لم يكن ليريق دمه في غرض نفسه ، وإنما كان من الأمر أن داود قال لبعض أصحابه : إنزل لي عن أهلك وعزم عليه في ذلك
وليس في القرآن أن ذلك كان ، ولا أنه تزوجها بعد زوال عصمة الرجل عنها ، ولا ولادتها لسليمان ، فعمن يروى هذا ويسند ؟ ! وعلى من في نقله يعتمد تفسير القرطبي
و قد جاءت أخبار وقصص في أمر داود عليه السلام وأوريا ، وأكثرها لا يصح ولا يتصل إسناده
وأصح ما روي في ذلك مارواه مسروق عن عبد الله بن مسعود قال : ما زاد داود عليه السلام على أن قال : < اكفلنيها > أي تحول لي عنها وضمها إلي .
قال أبو جعفر أن داود عليه السلام سأل أوريا أن يطلق امرأته ، كما يسأل الرجل الرجل أن يبيعه جاريته ، فنبهه الله عز وجل على ذلك ، وعاتبه لما كان نبياً وكان له تسع وتسعون زوجة أنكر عليه أن يتشاغل في الدنيا في التزيد منها وقد روى المفسرون أن داود عليه السلام نكح مائة امرأة تفسير القرطبي
وروي أن داود عليه السلام كان قد أقدم على خطبة امرأة قد خطبها غيره ، يقال : هو أوريا ، فمال القوم إلى تزويجها من داود راغبين فيه ، وزاهدين في الخاطب الأول
ولم يكن بذلك داود عارفاً وقد كان يمكنه أن يعرف ذلك فيعدل عن هذه الرغبة وعن الخطبة بها فلم يفعل ذلك ، من حيث أعجب بها إما وصفاً أو مشاهدة على غير تعمد
وقد كان لداود عليه السلام من النساء العدد الكثير وذلك الخاطب لا إمرأة له ، فنبهه الله تعالى على مافعل بما كان من تسور الملكين ، وما أورداه من التمثيل على وجه التعريض ، لكي يفهم من ذلك موقع العتب فيعدل عن هذه الطريقة فخطيئته أنها كانت التقصير في الحكم ، والمبادرة إلى تظليم من لم يثبت عنده ظلمه
وأستغفر داوود عليه السلام رب وتاب لله .
وخر راكعاً لله تعالى شكراً على أن عصمه بأن اقتصر على تظليم المشكو
قال ابن العربي : لا خلاف بين العلماء أن المراد بالركوع ها هنا السجود ، فإن السجود هو الميل والركوع هو الإنحناء ومعنى السجود أن داود سجد خاضعاً لربه ، معترفاً بذنبه ، تائباً من خطيئته ، فإذا سجد أحد فيها فليسجد بهذه النية فلعل الله أن يغفر له بحرمة داود الذي اتبعه - تفسير القرطبي
واختلف في سجدة داود هل هي من عزائم السجود المأمور به في القرآن أم لا ؟
قال النسائي: أخبرني إبراهيم بن الحسن المقسمي، حدثنا حجاج بن محمد، عن عمرو بن ذر، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في "ص"، وقال: "سجدها داود توبة، ونسجدها شكراً" تفرد به احمد، ورجاله ثقات
وروى أبو سعيد الخدري : أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ على المنبر " ص والقرآن ذي الذكر " فلما بلغ السجدة نزل فسجد وسجد الناس معه ، فلما كان يوم آخر قرأ بها فتشزن الناس للسجود ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنها توبة نبي ولكني رأيتكم تشزنتم للسجود ونزل وسجد . " وهذا لفظ أبي داود
قال ابن العربي : والذي عندي أنها ليست موضع سجود( ليست من عزائم القرآن) ولكن النبي صلى الله عليه وسلم سجد فيها فسجدنا بالاقتداء به " والله أعلم
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
lamoo0oy
02-04-2010, 04:09 PM
جزآآآآآآآآكـ ربي خير الجزآآآآآآء ...
أموووونة
04-04-2010, 12:40 AM
http://www.upislam.com/images/ccxv9f4lg7jey1er91y.gif (http://www.upislam.com/)
داود عليه السلام
5 - عظم أمر داود في بني إسرائيل
قال الله تعالى
}يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ{سورة ص:26
وقال الإمام احمد في مسنده، حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا فضيل، عن عطية عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن احب الناس إلي الله يوم القيامة وأقربهم منه مجلساً إمام عادل، وإن أبغض الناس إلي الله يوم القيامة وأشدهم عذاباً إمام جائر" وهكذا رواه الترمذي
روي عن أبي موسى الأشعري أنه قال: لما كثر الشر والشهادات الزور في بني إسرائيل أعطى داود سلسلة لفصل القضاء، فكانت ممدودة من السماء إلي صخرة بيت المقدس، وكانت من ذهب، فإذا تشاجر الرجلان في حق فأيهما كان محقاً نالها والآخر لا يصل إليها، فلم تزل كذلك حتى أودع رجل رجلاً لؤلؤة، فجحدها منه، وأخذ عكازاً وأودعها فيه، فلما حضرا عند الصخرة تناولها المدعي، فلما قيل للآخر خذها بيدك عمد إلي العكاز فأعطاه المدعي وفيه تلك اللؤلؤة وقال: اللهم إنك تعلم أني دفعتها إليه، ثم تناول السلسلة فنالها، فأشكل أمرها على بني إسرائيل، ثم رفعت سريعاً من بينهم.وروى ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي عباس: أن رجلين تداعيا إلي داود عليه السلام في بقرة، ادعى أحدهما على الآخر أنه اغتصبها منه، فأنكر المدعى عليه فأرجأ أمرهما إلي الليل، فلما كان الليل أوحى الله إليه أن يقتل المدعى
فلما أصبح قال له داود: إن الله أوحى إلي أن أقتلك فأنا قاتلك لا محالة، فما خبرك فيما ادعيته على هذا؟
قال: والله يا نبي الله إني لمحق فيما ادعيت عليه ولكني كنت اغتلت أباه قبل هذا فأمر به داود فقتل.
فعظم أمر داود في بني إسرائيل جداً وخضعوا له خضوعاً عظيماً
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
Μįšş» fabulus
04-04-2010, 02:54 PM
جزآآآآآآآآآآآآآآـ/ك الله خيراا:67:seta.
موضوعك مره حلو استفدت وانا اقراء:blush:
تقبلي مرورس البسيطsm.9.:sg.8:< لكي مني:sg.12::sm141:
ملامح خجوله
04-04-2010, 09:00 PM
جزآآك الله خيراااا
أموووونة
07-04-2010, 09:30 PM
http://up4.m5zn.com/9bjndthcm6y53q1w0kvpz47xgs82rf/2010/1/28/03/ybwh42b0u.bmp (http://www.tobikat.com)
http://www.upislam.com/images/ngg18nm4zk97slgrgmhx.gif (http://www.upislam.com/)
شكرا لكم أخواتي الحبيبات
على مروركم الكريم
بارك الله فيكم
http://www.upislam.com/images/clzkam0e5pb9iqso6shf.jpg (http://www.upislam.com/)
أموووونة
07-04-2010, 09:36 PM
http://www.upislam.com/images/xsc28ienjzssasoklg1.jpg (http://www.upislam.com/)
http://www.upislam.com/images/fbo91guesk8nbbd0vgz.gif (http://www.upislam.com/)
داود عليه السلام
6 – موت داود
كان داود عليه السلام هو المقتدى به في ذلك الزمان في العدل، وكثرة العبادة، وأنواع القربات، حتى إنه كان لا يمضي ساعة من أناء الليل وأطراف النهار إلا وأهل بيته في عبادة ليلاً ونهاراً، كما قال تعالى:
} اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ{
سورة سبأ-13
وقال البيهقي: أنبأنا أبو عبد الله الحافظ، قال: قال داود: الحمد لله كما ينبغي لكرم وجهه وعز جلاله، فأوحى الله إليه: إنك أتعبت الحفظة يا داود!.
وكان يقرأ الزبور بسبعين صوتاً يكون فيها، وكانت له ركعة من الليل يبكي فيها نفسه، ويبكي ببكاء كل شيء، ويصرف بصوته المهموم والمحمول"
فكان داود يتقرب إلى الله بالذكر والدعاء والصلاة، لذلك مدحه الله بقوله تعالى:
{وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ } [ص:17]
وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول عنه:
(كان أعبد البشر) [البخارى]
وقال -صلى الله عليه وسلم-: (أحب الصيام إلى الله صيام داود، كان يصوم يومًا ويفطر يومًا، وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود، كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه) [متفق عليه].
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو زرعة، حدثنا عبد الله بن أبي زياد، حدثنا سيار، حدثنا جعفر بن سليمان، سمعت مالك بن دينار:يقول
) يقوم داود عليه السلام يوم القيامة عند ساق العرش، فيقول الله: يا داود مجدني اليوم بذلك الصوت الحسن الرخيم الذي كنت تمجدني في الدنيا، فيقول: وكيف وقد سلبته؟ فيقول: إني أرده عليك اليوم. قال: فيرفع داود بصوت يستفرغ نعيم أهل الجنان.
وقد مات داود -عليه الصلاة والسلام- وتولى من بعده ابنه سليمان -عليه السلام- الحكم وجعله الله نبيًّا، قال تعالى:
{وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ } النمل:16
} وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ { سورة الأنعام:84
وإلى اللقاء مع قصة نبي آخر إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
30-05-2010, 12:20 AM
http://www.upislam.com/images/v4iuyv38q9on0xi6jrg5.gif (http://www.upislam.com/)
شمويل عليه السلام
1 – نسبه
هو شمويل بن بال بن علقمة ويعرف بابن العجوز ، ويقال فيه : شمعون ، قاله السدي ، وإنما قيل : ابن العجوز لأن أمه كانت عجوزاً فسألت الله الولد وقد كبرت وعقمت فوهبه الله تعالى لها ، ويقال له : سمعون لأنها دعت الله أن يرزقها الولد فسمع دعاءها فولدت غلاماً فسمته (( سمعون )) ، تقول : سمع الله دعائي ، والسين تصير شيئاً بلغة العبرانية ، وهو من ولد يعقوب ، وقال مقاتل : هو من نسل هارون عليه السلام ، وقال قتادة هو يوشع بن نون ، ، قال ابن عطية : وهذا ضعيف لأن مدة داود هي من بعد موسى بقرون من الناس ، ويوشع هو فتى موسى فبين موت يوشع وبعثه شمويل أربعمائة سنة وستين سنة، فالله أعلم
ويقال: له أشمويل بن بالي بن علقمة بن يرخام بن اليهو بن تهو بن صوفبن علقمة بن ماحث بن عموصا بن عزريا. وقال مجاهد: هوأشمويل بن هلفاقا، ولم يرفع في نسبه أكثر من هذا، فالله أعلم
وللحديث بقية إن شاءالله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
05-06-2010, 11:47 PM
http://www.upislam.com/images/tkzsla68olpxdr5zg59a.gif (http://www.upislam.com/)
شمويل عليه السلام
2 – مولده ونشأته
كان بنو إسرائيل بعد موسى عليه السلام على طريق الاستقامة مدة من الزمان, ثم أحدثوا الأحداث, وعبد بعضهم الأصنام, ولم يزل بين أظهرهم من الأنبياء من يأمرهم بالمعروف, وينهاهم عن المنكر, ويقيمهم على منهج التوراة, إلى أن فعلوا ما فعلوا, فسلط الله عليهم أعداءهم, فقتلوا منهم مقتلة عظيمة, وأسروا خلقاً كثيراً, وأخذوا منهم بلاداً كثيرة, ولم يكن أحد يقاتلهم إلا غلبوه, وذلك أنهم كان عندهم التوراة, والتابوت الذي كان في قديم الزمان, وكان ذلك موروثاً لخلفهم عن سلفهم إلى موسى الكليم عليه الصلاة والسلام, فلم يزل بهم تماديهم على الضلال حتى استلبه منهم بعض الملوك في بعض الحروب, وأخذوا التوراة من أيديهم, ولم يبق من يحفظها فيهم إلا القليل, وانقطعت النبوة من أسباطهم, ولم يبق من سبط لاوي الذي يكون فيه الأنبياء إلا امرأة حامل من بعلها وقد قتل, فأخذوها فحبسوها في بيت, واحتفظوا بها لعل الله يرزقها غلاماً يكون نبياً لهم, ولم تزل المرأة تدعو الله عز وجل أن يرزقها غلاماً, فسمع الله لها ووهبها غلاماً, فسمته شمويل, أي سمع الله دعائي, ومنهم من يقول: شمعون, وهو بمعناه,أو أشمويل، ومعناه بالعبرانية إسماعيل فشب ذلك الغلام, ونشأ فيهم, وأنبتها لله نباتاً حسناً, فلما ترعرع بعثته إلي المسجد وأسلمته عند رجل صالح فيه يكون عنده ليتعلم من خيره وعبادته، وكان عنده فلما بلغ سن الأنبياء أوحى الله إليه, وأمره بالدعوة إليه وتوحيده و بينما هو ذات ليلة نائم إذا صوت يأتيه من ناحية المسجد، فانتبه مذعوراً، فظنه الشيخ يدعوه فسأله: أدعوتني؟ فكره أن يفزعه فقال: نعم نم، فنام. ثم ناداه الثانية فكذلك ثم الثالثة فإذا جبريل يدعوه، فجاءه فقال: إن ربك قد بعثك إلي قومك. فكان من أمره معهم ما قص الله في كتابه
فبدأ دعوته لبني إسرائيل
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سام المسلمة
06-06-2010, 04:36 PM
السلام عليكم شكرا أختى على الموضوع الرائع ولكن سيدنا العزير لم يكن نبيا فهذه معلومة خطأ بالمرة
أموووونة
06-06-2010, 08:45 PM
http://www.upislam.com/images/c97ujkgy39s9t625xhil.gif (http://www.upislam.com/)
شكرا لكِ أختي سام المسلمة
على مرورك على الموضوع
ولا تسرعي بالحكم على الأشياء قبل الوصول للدليل
فانظري يا غالية في كتاب قصص الأنبياء لابن كثير
واطلعي جيدا على أسماء الرسل والأنبياء المذكورين في القرآن
وهناك أيضا كم هائل من الأنبياء لم يذكر أسمائهم بالقرآن ومعظمهم أنبياء بني اسرائيل لحكمة لا يعلمها إلا الله وأكتفى الله سبحانه وتعالى بقوله لم تقتلون أنبياء الله بغير حق وكلمة أنبياء هنا توحي بالكثرة فبضهم ذكر وبعضهم لم يذكر
جزاكِ الله خيرا يا غالية وشكرا لكِ على التفكير والتدقيق
وبارك الله فيكِ
http://www.upislam.com/images/clzkam0e5pb9iqso6shf.jpg (http://www.upislam.com/)
أموووونة
06-06-2010, 08:52 PM
http://www.upislam.com/images/s20zv9seery80l9bgq4v.gif (http://www.upislam.com/)
شمويل عليه السلام
3 - دعوته لبني إسرائيل
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ) البقرة 246
هؤلاء القوم بني إسرائيل لماأنهكتهم الحروب، وقهرهم الأعداء، سألوا نبي الله شمويلعليه السلام ، وطلبوا منه أن ينصبلهم ملكاً يكونون تحت طاعته ليقاتلوا من ورائه ومعه ومن بين يديه الأعداء فقال لهم شمويل: فهل عسيتم إن أقام الله لكم ملكاً ألا تقاتلوا وتفوا بما التزمتم من القتال معه, " قالوا وما لنا أن لا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وقد أخذت منا البلاد وسبيت الأولاد
(وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) البقرة 247
فعين لهم طالوت, وكان رجلاً من أجنادهم, ولم يكن من بيت الملك فيهم, ولقد ذكروا أن النبوة كانت في سبط لاوي، وأن الملككان في سبط يهوذا، فلما كان هذا من سبط بنيامين نفروا منه، وطعنوا في إمارته عليهم قال الثعلبي: وهو طالوت بنقيش بن أنيال بن صرار بن لحوب بن أفيح بن أريش ابن بنيامين بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل. قال عكرمة والسدي: كان سقاءً، وقال وهب بن منبه: كان دباغاً، وقيل غير ذلك، فالله أعلم
قالوا: كيف يكون ملكاً علينا "ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال فهو فقير لا مال له يقوم بالملك, وقد ذكر بعضهم أنه كان سقاء, وقيل: دباغاً, وهذا اعتراض منهم على نبيهم وتعنت, وكان الأولى بهم طاعة وقول معروف
فقال لهم شمويل إن الله اختاره لكم من بينكم, والله أعلم به منكم, فلست أنا الذي عينته من تلقاء نفسي, بل الله أمرني به لما طلبتم مني ذلك وهو أعلم منكم, وأنبل, وأشكل منكم, وأشد قوة وصبراً في الحرب ومعرفة بها, والله يؤتي ملكه من يشاء فهو الحاكم الذي ما شاء فعل, ولا يسأل عما يفعل
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
البراءة
07-06-2010, 08:05 PM
جزاك الله خير الجزاء
ونفع بك
وجعله الله في ميزان حسناتك
أموووونة
20-06-2010, 08:14 PM
http://www.upislam.com/images/cdc5zdhsvnprbpaftwkg.gif (http://www.upislam.com/)
http://www.upislam.com/images/g1xofjbrhscdvj1fsb9u.gif (http://www.upislam.com/)
شمويل عليه السلام
4 – آية ملك طالوت
(وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) البقرة 248
قال لهم نبيهم شمويل: إن آية ملك طالوت أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم فيرد الله عليكم التابوت الذي كان سلب منهم وقهرهم الأعداء عليه، وقد كانوا ينصرون على أعدائهم بسببه
أما السكينة فقد أختلف في تفسيرها العلماء فقيل معناه وقار وجلالة وقيل: السكينة طست من ذهب, كانت تغسل فيه قلوب الأنبياء, أعطاها الله موسى عليه السلام, فوضع فيها الألواح, وقال سفيان الثوري السكينة لها وجه كوجه الإنسان, ثم هي روح هفافة. وقال ابن جرير: السكينة ريح خجوج, ولها رأسان. وقال مجاهد: لها جناحان وذنب. وقال محمد بن إسحاق, عن وهب بن منبه: السكينة رأس هرة ميتة إذا صرخت في التابوت بصراخ هر , أيقنوا بالنصر, وجاءهم الفتح. وقال عبد الرزاق: أخبرنا بكار بن عبد الله, أنه سمع وهب بن منبه يقول: السكينة روح من الله تتكلم, إذا اختلفوا في شيء تكلم, فتخبرهم ببيان ما يريدون.
و أيضا من آية ملك طالوت أن يأتيكم بقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة يعني عصا موسى, وعصا هارون, ولوحين من التوراة, وثياب موسى, وثياب هارون, ورضاض الألواح وشيء من المن الذي كان نزل عليهم بالتيه ومنهم من يقول: العصا والنعلان
فجاءت الملائكة تحمل التابوت بين السماء والأرض حتى وضعته بين يدي طالوت والناس ينظرون فآمنوا بنبوة شمعون, وأطاعوا طالوت
وذكر أن التابوت كان بأريحا, وكان المشركون لما أخذوه وضعوه في بيت آلهتهم تحت صنمهم الكبير فأصبح التابوت على رأس الصنم فأنزلوه فوضعوه تحته فأصبح على رأس الصنم, فسمروه تحته, فأصبح الصنم مكسور القوائم, ملقى بعيداً فعلموا أن هذا أمر من الله لا قبل لهم به, فأخرجوا التابوت من بلدهم, فوضعوه في بعض القرى, فأصاب أهلها داء في رقابهم, فأمرتهم جارية من سبي بني إسرائيل أن يردوه إلى بني إسرائيل حتى يخلصوا من هذا الداء فحملوه على بقرتين فسارتا به, لا يقربه أحد إلا مات, فلما طال عليهم هذا جعلوه في عجلة وربطوها في بقرتين وأرسلوهما، فيقال: إن الملائكة ساقتها حتى جاءوا بها ملأ بني إسرائيل وهم ينظرون كما أخبرهم نبيهم بذلك، فالله أعلم على أي صفة جاءت به الملائكة، والظاهر أن الملائكة كانت تحمله بأنفسهم كما هو المفهوم من الآية، والله أعلم. وإن كان الأول قد ذكره كثير من المفسرين أو أكثرهم
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
24-06-2010, 01:11 PM
http://www.upislam.com/images/n2eulb8hr7bjgq3kiw5.gif (http://www.upislam.com/)
شمويل عليه السلام
5 – اختبار بني إسرائيل
(فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) البقرة 249
خرج طالوت ملك بني إسرائيل في جنوده, ومن أطاعه من ملأ بني إسرائيل, وكان جيشه يومئذ فيما ذكره السدي ثمانين ألفاً والله أعلم
فقال لهم إن الله مختبركم بنهر, قال ابن عباس وغيره: وهو نهر الأردن (نهر بين الأردن وفلسطين) يعني نهر الشريعة المشهور فمن شرب منه فليس مني فلا يصحبني في هذه الغزوة، ولا يصحبني إلا من لم يطعمه إلا غرفة في يده
فشربوا منه إلا قليلاً منهم
قال السدي: كان الجيش ثمانين ألفاً, فشرب منه ستة وسبعون ألفاً, وتبقى معه أربعة آلاف
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روزالين
25-06-2010, 12:45 PM
جزاك الله خير ..بصراحه موضوع قيم ..وأنا شخصياً عاشقه لتاريخ خصوصاً المتعلقه بقصص الأنبياء ..
أموووونة
30-06-2010, 07:58 PM
http://dc08.arabsh.com/i/01657/sfp6hd3v0qig.jpg (http://arabsh.com/sfp6hd3v0qig.html)
http://dc06.arabsh.com/i/01653/bevi1vx10uuc.gif (http://arabsh.com/bevi1vx10uuc.html)
شمويل عليه السلام
6 – لقاء جالوت وهزيمتهم
وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ*فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاء وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ )سورة البقرة:246ـ251(
فلما جاوز النهر هو والذين آمنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده واستقلوا أنفسهم عن لقاء عدوهم لكثرتهم, فشجعهم علماؤهم العالمون بأن وعد الله حق وثبتهم الشجعان منهم، و أهل الإيمان والصابرون على الجلاد والجدال والطعان فإن النصر من عند الله ليس عن كثرة عدد ولا عدد فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين
وطلبوا من الله أن يفرغ عليهم الصبر و يغمرهم به من فوقهم فتستقر قلوبهم ولا تقلق، وأن يثبت أقدامهم في مجال الحرب، ومعترك الأبطال، والدعاء إلي النزال، فسألوا التثبيت الظاهر والباطن وأن ينزل عليهم النصر على أعدائهم وأعدائه من الكافرين الجاحدين بآياته وآلائه، فأجابهم العظيم القدير السميع البصير الحكيم الخبير إلي ما سألوا فهزموهم بإذن الله
قال ابن جرير: وزعم أهل التوراة أن مدة ملك طالوت إلي أن قتل مع أولاده أربعون سنة، والله أعلم
وإلى اللقاء مع قصة نبي آخر إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
02-07-2010, 08:53 PM
http://dc02.arabsh.com/i/01654/in4d7356c8pw.gif (http://arabsh.com/in4d7356c8pw.html)
http://dc02.arabsh.com/i/01654/mzlegwdl1af8.gif (http://arabsh.com/mzlegwdl1af8.html)
سليمان عليه السلام
معجزات عن الجن والنملة والعرش
قال تعالى: {ولسليمان الرياح غدوّها شهر ورواحها شهر وأرسلنا له عين القطر, ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه, ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير} سبأ 12.
1. الجن
خرج سليمان عليه السلام كعادته الى بيت المقدس, وكانت العاصفة شديدة, وبقي هناك في محرابه, يعبد الله حتى انتصف الليل, فلما همّ للعودة, تجلى له نور الله عز وجل, وشعر كأن روحه تهيم في تلك الأشعة النورانية, فانطلق لسانه وتحرّكت شفتاه فقال:{ وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي انك أنت الوهاب} ص 35.
شعر سليمان عليه السلام كأنه في حلم لم يستيقظ منه إلا في الصباح فعاد الى قصره وجلس على عرشه يفكر فيما رآه من محرابه, وفيما دعا به ربه.
فسمع هاتفا يهتف به ويقول له: لقد استجاب الله دعاءك, وسخر لك في ملكه ما لم يسخره لغيرك.
سخر الله سبحانه عز وجل الرياح لسليمان تجري بأمره حيث يشاء فتسقط الأمطار, وتسوق السفن.
وسخر له الجن والشياطين, يعملون له ما يريد من بناء المساكن والقصور, وإصلاح الأرض للزراعة, وحفر الآبار لريّها.
وأخضع الله سبحانه وتعالى لسليمان الطير والحيوان, فكان هؤلاء وهؤلاء من رعاياه المخلصين.
وكان سليمان عليه السلام عبدا شكورا, يحمد الله وكان من عباد الله المخلصين. فقال عليه السلام:
رب, بما أنعمت عليّ وعلى والديّ, سأهب نفسي لطاعتك والجهاد في سبيلك, فوفقني إلى طريقك المستقيم.
سأحارب الفقر الذي يذل عبادك المخلصين.
سأعلن الحرب على الظلم الذي فتن عبيدك الأولين.
سأجاهد ما حييت المشركين بك, الخارجين عن طاعتك.
عند ذلك سمع الملائكة تقول آمين. فسجد لله القوي العزيز.
وحرص سليمان عليه السلام أن لا يفتنه الشيطان بالملك الواسع الذي وهبه الله له والقوى الخارقة التي لم يهبها الله لأحد من قبله ولا لأحد من بعده.
سخر سليمان عليه السلام كل هذه النعم التي أنعم الله بها عليه للإصلاح والتعمير,
فخرجت السفن تدفعها ريح سليمان,
وعادت تحمل المتاجر من البلاد النائية والجزية من ملوك الأرض والأقطار الواسعة,
وقامت شياطين الجن بحفر الآبار وبنائها في الصحراء, وإصلاح الأراضي المحيطة بها,
وقطع الأحجار من الجبال,
وبناء المدن والأمصار بشوارعها الممهدة, وميادينها الفسيحة, وجعلت في وسط كل ميدان قدرا كبيرا من الحجر المنحوت, يشبه وعاء الطعام, ولكنه عظيم الاتساع, وتأتي السحب بعد ذلك فتملؤه بمياه الأمطار, فإذا هي كبيرة عظيمة الاتساع, تكسب الميادين بهجة وجمالا فإذا أخذت المدينة زخرفها وازينت أقبل الناس على سكناها وبذر البذور في الوادي المحيط بها, وريّها بمياه الأمطار والآبار فتخضرّ الأرض, ويعم الخير, ويعيش الناس في رخاء يعبدون الله الواهب الرزاق.
وكثرت عمارة المدن, وزراعة الصحارى, وعاش بنو إسرائيل في نعيم ما رأوا مثله في غابر الأيام والأزمان.
وكان قصر سليمان قصرا رائعا, بل يعدّ من أروع ما تمّ تشييده في هذا الوقت, فأحجاره من الرخام المرمر, وجدرانه وسقفه مموّهة بالذهب الخالص, وبالقرب من مساكن الجند وحظائر الخيل, وتحت القصر خزائن الملك في جوف الأرض, يهبطون إليها في سراديب ممتدّة بين قاعاتها, وفي نهايتها أبواب ضخمة, وقف على كل منها ماردان من عفاريت الجان.
ومن المعجزات التي أنعم الله بها على سليمان, أن الشياطين كانت تخرج كل يوم إلى الجبال:
بعضهم ينبشونها ويستخرجون دفائنها من الذهب والماس, وآخرون يغوصون في البحار يصيدون حبّات اللؤلؤ الثمينة,
ويعود هؤلاء وهؤلاء في المساء, فيضعون ما جمعوا في خزائن سليمان, ثم يغلقون أبواب الخزائن كلها, ويخرجون من سراديبها إلى بهو القصر العظيم, فتغلق البوابة الكبرى, ويقف لحراستها ماردان من أشراف الجان, لا تغمض لهما عين.
كانوا يخرجون في كل يوم ويعودون, حتى امتلأت خزائن الأرض بالمعادن النفيسة, والأحجار الكريمة التي لا يجرؤ على الدنو منها والاقتراب منها انس ولا جان.
وكان سليمان عليه السلام يعاقب من يخالفه من الشياطين عقابا صارما, فيحبسه في قارورة من زجاج فلا يستطيع الفرار منها طول حياته, وفي يوم جيء له بأحد الشياطين مقيدا بالأغلال, فلما سأل عن ذنبه قيل له: انه قد أضاع لؤلؤة كبيرة خرج بها من البحر, ولم يودعها خزائن الملك.
قال سليمان: أين خبأتها أيها العفريت؟
قال الشيطان: لقد غصت مع الغائصين, وخرجت بلؤلؤة في حجم رأس الإنسان, ما رأى أحد مثلها في جمالها, وروعة بريقها, وظننت أنني بهذه اللؤلؤة سأحظى برضاك عني طول حياتي, ولكنني عند العودة فوجئت بمارد جبّار قد انقض علي من السماء, وخطفها مني ثم انطلق في الجو نحو الجنوب, واختفى بين طيّات السحاب, فما استطعت اللحاق به.
قال سليمان: إذا كان حقا ما تقول فاني سأعرض الجن عليك لتخرجه من بينهم.
قال الشيطان: لو كان هذا الجني من مملكتك لما استطاع أن يفرّ مني, ولكنه جنيّ من نوع آخر يعيش في مملكة أخرى.
عندئذ أمر سليمان عليه السلام بسجنه حتى يرى مبلغ صدقه, ودعا وزيره "آصف" وكان وزيرا حكيما, وعالما, فرآى الوزير أن الجني صادق فيما يقوله, فقال لسليمان: يا نبي الله؛ إن الشياطين لا تهتم بجمع اللآلىء بنفسها, ولا بد أنها مسخرة لملك من الإنس, ولقد ساق الله إليك هذا الحادث ليذكرك بما أخذته على نفسك وهو الجهاد في سبيل الله بما وهب لك من القرى, فشغلك جمع النفائس عن الوفاء بوعدك, وأرى أن تجدّ في البحث وراء هذا المارد حتى تهتدي إلى الملك الذي أرسله وربما وجدته من المجوس الذين يتخذون لهم أربابا من دون الله عز وجل.
أمر سليمان بإطلاق سراح الجني الذي صاد اللؤلؤة, ومكث بعد ذلك ساعة مطرقا يفكر في كلام وزيره, ثم ذهب إلى محرابه في بيت المقدس حتى منتصف الليل, وفي الصباح أمر أن يتهيأ الجيش للزحف نحو الجنوب.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
03-07-2010, 09:54 PM
http://dc11.arabsh.com/i/01653/myn91oloetgz.gif (http://arabsh.com/myn91oloetgz.html)
http://dc11.arabsh.com/i/01653/vy90rwm49r1j.gif (http://arabsh.com/vy90rwm49r1j.html)
سليمان عليه السلام
. الجن
خرج سليمان عليه السلام كعادته الى بيت المقدس, وكانت العاصفة شديدة, وبقي هناك في محرابه, يعبد الله حتى انتصف الليل, فلما همّ للعودة, تجلى له نور الله عز وجل, وشعر كأن روحه تهيم في تلك الأشعة النورانية, فانطلق لسانه وتحرّكت شفتاه فقال:{ وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي انك أنت الوهاب} ص 35.
شعر سليمان عليه السلام كأنه في حلم لم يستيقظ منه إلا في الصباح فعاد الى قصره وجلس على عرشه يفكر فيما رآه من محرابه, وفيما دعا به ربه.
فسمع هاتفا يهتف به ويقول له: لقد استجاب الله دعاءك, وسخر لك في ملكه ما لم يسخره لغيرك.
سخر الله سبحانه عز وجل الرياح لسليمان تجري بأمره حيث يشاء فتسقط الأمطار, وتسوق السفن.
وسخر له الجن والشياطين, يعملون له ما يريد من بناء المساكن والقصور, وإصلاح الأرض للزراعة, وحفر الآبار لريّها.
وأخضع الله سبحانه وتعالى لسليمان الطير والحيوان, فكان هؤلاء وهؤلاء من رعاياه المخلصين.
وكان سليمان عليه السلام عبدا شكورا, يحمد الله وكان من عباد الله المخلصين. فقال عليه السلام:
رب, بما أنعمت عليّ وعلى والديّ, سأهب نفسي لطاعتك والجهاد في سبيلك, فوفقني إلى طريقك المستقيم.
سأحارب الفقر الذي يذل عبادك المخلصين.
سأعلن الحرب على الظلم الذي فتن عبيدك الأولين.
سأجاهد ما حييت المشركين بك, الخارجين عن طاعتك.
عند ذلك سمع الملائكة تقول آمين. فسجد لله القوي العزيز.
وحرص سليمان عليه السلام أن لا يفتنه الشيطان بالملك الواسع الذي وهبه الله له والقوى الخارقة التي لم يهبها الله لأحد من قبله ولا لأحد من بعده.
سخر سليمان عليه السلام كل هذه النعم التي أنعم الله بها عليه للإصلاح والتعمير,
فخرجت السفن تدفعها ريح سليمان,
وعادت تحمل المتاجر من البلاد النائية والجزية من ملوك الأرض والأقطار الواسعة,
وقامت شياطين الجن بحفر الآبار وبنائها في الصحراء, وإصلاح الأراضي المحيطة بها,
وقطع الأحجار من الجبال,
وبناء المدن والأمصار بشوارعها الممهدة, وميادينها الفسيحة, وجعلت في وسط كل ميدان قدرا كبيرا من الحجر المنحوت, يشبه وعاء الطعام, ولكنه عظيم الاتساع, وتأتي السحب بعد ذلك فتملؤه بمياه الأمطار, فإذا هي كبيرة عظيمة الاتساع, تكسب الميادين بهجة وجمالا فإذا أخذت المدينة زخرفها وازينت أقبل الناس على سكناها وبذر البذور في الوادي المحيط بها, وريّها بمياه الأمطار والآبار فتخضرّ الأرض, ويعم الخير, ويعيش الناس في رخاء يعبدون الله الواهب الرزاق.
وكثرت عمارة المدن, وزراعة الصحارى, وعاش بنو إسرائيل في نعيم ما رأوا مثله في غابر الأيام والأزمان.
وكان قصر سليمان قصرا رائعا, بل يعدّ من أروع ما تمّ تشييده في هذا الوقت, فأحجاره من الرخام المرمر, وجدرانه وسقفه مموّهة بالذهب الخالص, وبالقرب من مساكن الجند وحظائر الخيل, وتحت القصر خزائن الملك في جوف الأرض, يهبطون إليها في سراديب ممتدّة بين قاعاتها, وفي نهايتها أبواب ضخمة, وقف على كل منها ماردان من عفاريت الجان.
ومن المعجزات التي أنعم الله بها على سليمان, أن الشياطين كانت تخرج كل يوم إلى الجبال:
بعضهم ينبشونها ويستخرجون دفائنها من الذهب والماس, وآخرون يغوصون في البحار يصيدون حبّات اللؤلؤ الثمينة,
ويعود هؤلاء وهؤلاء في المساء, فيضعون ما جمعوا في خزائن سليمان, ثم يغلقون أبواب الخزائن كلها, ويخرجون من سراديبها إلى بهو القصر العظيم, فتغلق البوابة الكبرى, ويقف لحراستها ماردان من أشراف الجان, لا تغمض لهما عين.
كانوا يخرجون في كل يوم ويعودون, حتى امتلأت خزائن الأرض بالمعادن النفيسة, والأحجار الكريمة التي لا يجرؤ على الدنو منها والاقتراب منها انس ولا جان.
وكان سليمان عليه السلام يعاقب من يخالفه من الشياطين عقابا صارما, فيحبسه في قارورة من زجاج فلا يستطيع الفرار منها طول حياته, وفي يوم جيء له بأحد الشياطين مقيدا بالأغلال, فلما سأل عن ذنبه قيل له: انه قد أضاع لؤلؤة كبيرة خرج بها من البحر, ولم يودعها خزائن الملك.
قال سليمان: أين خبأتها أيها العفريت؟
قال الشيطان: لقد غصت مع الغائصين, وخرجت بلؤلؤة في حجم رأس الإنسان, ما رأى أحد مثلها في جمالها, وروعة بريقها, وظننت أنني بهذه اللؤلؤة سأحظى برضاك عني طول حياتي, ولكنني عند العودة فوجئت بمارد جبّار قد انقض علي من السماء, وخطفها مني ثم انطلق في الجو نحو الجنوب, واختفى بين طيّات السحاب, فما استطعت اللحاق به.
قال سليمان: إذا كان حقا ما تقول فاني سأعرض الجن عليك لتخرجه من بينهم.
قال الشيطان: لو كان هذا الجني من مملكتك لما استطاع أن يفرّ مني, ولكنه جنيّ من نوع آخر يعيش في مملكة أخرى.
عندئذ أمر سليمان عليه السلام بسجنه حتى يرى مبلغ صدقه, ودعا وزيره "آصف" وكان وزيرا حكيما, وعالما, فرآى الوزير أن الجني صادق فيما يقوله, فقال لسليمان: يا نبي الله؛ إن الشياطين لا تهتم بجمع اللآلىء بنفسها, ولا بد أنها مسخرة لملك من الإنس, ولقد ساق الله إليك هذا الحادث ليذكرك بما أخذته على نفسك وهو الجهاد في سبيل الله بما وهب لك من القرى, فشغلك جمع النفائس عن الوفاء بوعدك, وأرى أن تجدّ في البحث وراء هذا المارد حتى تهتدي إلى الملك الذي أرسله وربما وجدته من المجوس الذين يتخذون لهم أربابا من دون الله عز وجل.
أمر سليمان بإطلاق سراح الجني الذي صاد اللؤلؤة, ومكث بعد ذلك ساعة مطرقا يفكر في كلام وزيره, ثم ذهب إلى محرابه في بيت المقدس حتى منتصف الليل, وفي الصباح أمر أن يتهيأ الجيش للزحف نحو الجنوب.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
07-07-2010, 12:49 AM
http://dc09.arabsh.com/i/01661/1zef8opor23j.gif (http://arabsh.com/1zef8opor23j.html)
سليمان عليه السلام
2. حديث النملة
خرج سليمان يوما على صهوة جواد أشهب وعن يمينه فرسان الإنس على خيول حمر, وعن يساره فرسان الجن على خيول سود, وخلفه المشاة الذين لا يحصى عددهم من الإنس ومردة الجن, وانتشرت الطيور جماعات في السماء, تحجب أشعة الشمس المحرقة عن هذا الجيش العظيم الذي لم ير الناس مثله.
تحرّك الجيش إلى الجنوب وظل أيام يضرب في مجاهل الصحراء حتى أشرف على وادي النمل فقالت نملة:
{ يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون} النمل 18.
سمع سليمان عليه السلام قولها, وفهم حديثها, فتبسّم ضاحكا من قولها وقال:
{ ربّ أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ وعلى والديّ وأن أعمل صالحا ترضاه}. النمل 19.
أحسّ سليمان بالمعجزة التي أنعم الله بها عليه وهي أنه يسمع قول نملة في باطن الأرض لا ترى بالعين المجرّدة ويفهم لغتها, ذلك أمر لا يؤتى لأحد غير سليمان عليه السلام وبمشيئة الله وقدرته عز وجل.
أمر سليمان عليه السلام فضربت الخيام, واستراح الجيش أمام وادي النمل يوما وليلة, ولمّا تهيأ الجيش بعد ذلك للرحيل, جمع فتات الطعام, فاتخذ النمل طريقه إليه ينقله إلى بيوته, وتحوّل جيش سليمان عليه السلام إلى طريق آخر في الصحراء, فظلوا سائرين فيها ليالي وأيّاما, ولم يصادفوا واحة ينزلون بها, أو عينا يشربون منها حتى نفذ ما كان معهم من الماء, وأقبل السقاءون على سليمان يخبرونه حقيقة الأمر.
واستخدم سليمان عليه السلام ما أتاه الله من فضل, بل نقول أنه استخدم المعجزة التي حباه الله إياها وهي تسخير الجن له فأصدر سليمان أمره إلى شياطين الجن بحفر الآبار وإخراج الماء من باطن الأرض, فحفروا ولكنهم لم يجدوا ماء فأعادوا الحفر في أكثر من جهة, فما خرج الماء في واحدة منها, وعادوا إلى سليمان بخيبة الأمل.
قيل لسليمان عليه السلام: إن الهدهد وحده هو الذي يعرف بفطرته أماكن الماء في طبقات الأرض, وهو الذي يستطيع أن يخبرنا عن ماء قريب من السطح.
قال سليمان لحاجبه: عليّ بالهدهد.
خرج الحاجب وعاد ليقول: إن الهدهد ليس موجودا يا مولاي.
غضب سليمان عليه السلام, وخرج يتفقد الطير, فوجد مكان الهدهد خاليا فقال:
{ ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين} النمل 20.
قال الغراب: لقد رأيته ينطلق نحو الجنوب في صحبة هدهد آخر من طيور هذه الأرض.
قال سليمان: لأعذبنه عذابا شديدا, أو لأذبحنّه, أو ليأتيني بدليل قوي يبرر به سبب عصيانه أمري ومخالفته تعليماتي.
فقال "آصف" وزير سليمان عليه السلام: إن هذه أول مخالفة تصدر من طير ضعيف, كان مثالا للطاعة والولاء, ولا بد أن في الأمر سرّا.
قال سليمان: أي سر يختفي وراء غياب الهدهد؟!.
قال آصف: أخشى أن قد اقتربنا من وادي الجان, واستعملت أبالستهم السحر والخداع فأضلتنا عن مكان الماء وأسرت الهدهد حتى لا يكتشف لنا ينابيعه.
وقد أخبرني أحد الشياطين أنه سمع في جوف الجبل عزيف الجن, وحاول أن يتفقد أثرهم فما عرف طريقهم, ولا مكانهم, وأبدى خوفه من أن نكون قد وقعنا في أسر مارد جبار من شياطين الجن.
تبسّم سليمان عليه السلام لهذا الخبر العجيب, وقال: الحمد لله الذي هدانا إليهم, وان النصر لقريب.
كان أمر الماء يشغل سليمان, لأن جنوده يشعرون بالعطش وفي هذا الأمر خطر على حياتهم, فخرج عليه السلام من خيمته وأمر الريح العاصف بحمل السحب الماطرة إليه. فهبت الرياح من الشمال والجنوب, وساقت أمامها السحب ونزل المطر غزيرا من السماء, فملئت القدور والقرب والمواعين وشرب الجيش ماء عذبا, وحمدوا الله جميعا على رحمته, وجليل نعمته, وهذه معجزة من معجزات نبي الله سليمان عليه السلام.
نعود إلى الهدهد الذي ترك مكانه بين الطيور, بدون إذن من سليمان عليه السلام فانه نظر إلى مواعين الماء فوجدها فارغة, فخاف أن يموت جيش سيده من العطش,
فترك مكانه وأسرع إلى الأمام يجدّ في البحث عن الماء, فوجد طبقات الأرض كلها صخور صمّاء, ليس بها عين من عيون الماء, وصادفه في طريقه هدهد آخر مقبل من الجنوب, فتعارفا وتطوّع هدهد الجنوب, وأرشده إلى ينبوع عظيم.
انطلق الهدهدان حتى أتيا واديا خصيبا, ثم وقفا يستريحان على شجرة في بستان كبير مملوء بالأشجار والورود والأزاهير وفي وسطه بحيرة واسعة, يخرج الماء إليها من عيون الأرض. فينساب في الجداول بين نبات الأرض وأشجارها.
فرح هدهد سليمان, واستأذن صديقه هدهد الجنوب أن يعود إلى سيّده ليخبره بما رأى, ولكن هدهد الجنوب استوقفه وقال له: أنت لم تر إلا شيئا صغيرا, فتعال معي لتشاهد عزا وملكا كبيرا خلف هذا الوادي, حتى إذا عدت إلى سيّدك أخبرته بكل ما رأيت, فيكون لخبرك أثر عظيم في نفسه.
قال هدهد سليمان: وماذا تريني بعد؟
قال هدهد الجنوب: انطلق معي لتشاهد بعينيك.
طار الهدهدان وتخطيا جبلا عاليا, ثم هبطا على واد أخضر به زرع نضير, وقصور فخمة, ثم اتجها نحو قصر بديع فوق ربوة عالية, فدهش هدهد الشمال بما رأى من مناظر العز والجاه, ومظاهر الملك والسلطان, فقال لصاحبه: عجبا ما رأيت مثل هذا إلا في ملك سليمان في الشمال.
قال هدهد الجنوب: وما ملك سليمان هذه بجانب ملك "بلقيس" في الجنوب, اهبط معي من هذه الفتحة لتشاهد هذه المملكة الرائعة وقومها وهم يعبدون الشمس.
هبط الهدهدان, ورأى هدهد سليمان القوم يسجدون للشمس من دون الله, فراغه ذلك, ثم ذهب به هدهد الجنوب إلى قصر "بلقيس" وأراه عرشها العظيم, ثم قال له: انظر إلى هذه اللؤلؤة الكبيرة, هل عند سيّدك مثلها؟
قال هدهد سليمان: كيف وصلت إليها هذه اللؤلؤة؟
قال هدهد الجنوب: جاء بها عفريت من الجن منذ شهر.
قال هدهد سليمان: إذن هذه لؤلؤة سليمان التي خطفها عفريتكم من يد الجني الذي صادها والويل لكم من سليمان.
قال هدهد الجنوب: ليس الأمر كما تظن ف "بلقيس" تملك الجن كما تملك الإنس, وأخشى على ملكك أن يغترّ بقوته, ويقدم على محاربتها, فيذوق ذل الأسر والهوان على يد جنودها.
ورغم أن هدهد الجنوب بالغ في القول على علاقة الجن ببلقيس لأن هذا الأمر لم يعطى إلا لسليمان عليه السلام, فقد سمع هدهد سليمان كل هذا, ورأى ما رأى, ثم عاد مسرعا إلى سليمان, فوجد سحبا كثيرة تسقط الأمطار والقوم يشربون.
وصل الهدهد, هدهد سليمان, إلى مقرّه, وتقدّم في ذلة وخضوع إلى الملك سليمان فوجده ساخطا عليه, وخاف على نفسه سوء العاقبة.
قال سليمان: أين كنت أيها الهدهد؟ وما سبب مخالفتك أمري؛ وتركك مكانك بدون إذني؟!
قصّ الهدهد على سليمان قصته كلها.
ابتسم سليمان وقال: { سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين* اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تولّ عنهم فانظر ماذا يرجعون} النمل 27-28.
حمل الهدهد رسالة سليمان إلى بلقيس وطار بها إلى قصرها فوجدها جالسة على عرشها, وأمامها حاشيتها ووزراؤها فأسقط الخطاب في حجرها واختفى وراء ستار النافذة.
كانت بلقيس قد عقدت مجلس الشورى للنظر في الأخبار التي جاء بها الجن عن سليمان وجيوشه, فلما وقعت الرسالة في حجرها عجبت لذلك, ثم قرأتها على الحاضرين, جاء في الرسالة:{ انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم* ألا تعلو عليّ وأتوني مسلمين} النمل 30-31.
فقالت لهم بلقيس:{ أفتوني في أمري}.
قالوا:{ نحن أولو قوة وأولو بأس شديد والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين}.
قالت بلقيس:{ إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة} ولقد سمعت بسليمان من قبل, ولا أرغب في حرب أخشى منها الهوان لقومي.
واني مرسلة إلى سليمان بهدية, فان كان من طلاب الدنيا قنع بها ورجع عنها, وإن رفضها فهو صاحب مبدأ, لا ينثني عنه, وعند ذلك نذهب إليه مسلمين قبل أن يأخذنا أسرى مقيّدين.
ذهب رسول بلقيس إلى سليمان وقدّم بين يديه صندوقا مملوءا بالذهب والأحجار الكريمة.
قال سليمان: من أين هذا؟
قال: هدية من ملكتنا "بلقيس" إلى الملك سليمان.
قال سليمان: { أتمدونن بمال فما آتان الله خير مما آتاكم بل أنتم بهديتكم تفرحون} النمل 36.
{ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجهم منها أذلة وهم صاغرون} النمل 37.
عاد الرسول إلى بلقيس, وأخبرها بما سمع, فأمرت قومها أن يحملوا راية بيضاء, وخرجت بهم إلى سليمان عليه السلام في موكب عظيم, ولكن سليمان سيستبق وصول هذا الموكب بمعجزة تدهش لها بلقيس, ترى ما هذه المعجزة, وماذا ستكون؟
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
09-07-2010, 11:57 PM
http://dc11.arabsh.com/i/01653/hd1p56djr2h9.gif (http://arabsh.com/hd1p56djr2h9.html)
http://dc11.arabsh.com/i/01653/lb8ysxfsi90n.bmp (http://arabsh.com/lb8ysxfsi90n.html)
سليمان عليه السلام
3. بلقيس
تعجب سليمان من كلام الهدهد، فلم يكن شائعا أن تحكم المرأة البلاد، وتعجب من أن قوما لديهم كل شيء ويسجدون للشمس، وتعجب من عرشها العظيم، فلم يصدق الهدهد ولم يكذبه
إنما {قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ} وهذا منتهى العدل والحكمة.
(إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم)
يذكر ما كان عليه ملوك سبأ في بلاد اليمن من المملكة العظيمة والتبابعة المتوجين،
وكان الملك قد آل في ذلك الزمان إلي امرأة منهم ابنة ملكهم لم يخلف غيرها فملكوها عليهم.
وذكر الثعلبي وغيره أن قومها ملكوا عليهم بعد أبيها رجلاً فعم بعد الفساد، فأرسلت إليه تخطبه فتزوجها، فلما دخلت عليه سقته خمراً ثم حزت رأسه ونصبته على بابها، فأقبل الناس عليها وملكوها عليهم
وهي بلقيس بنت السيرح وهو الهدهاد.
وقيل شراحيل بن ذي جدن بن السيرج بن الحارث بن قيس بن سيفي بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان،
وكان أبوها من أكابر الملوك، وكان قد تأبى أن يتزوج من أهل اليمن، فيقال: إنه تزوج بامرأة من الجن اسمها ريحانة بنت السكن،
فولدت له هذه المرأة واسمها تلقمة، ويقال لها: بلقيس.
وقد روى الثعلبي من طريق سعيد بن بشير عن قتادة، عن النضر، عن بشير بن نهيك، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: كان أحد أبوي بلقيس جنيا" وهذا حديث غريب وفي سنده ضعف.
وقد ثبت في صحيح البخاري من حديث عوف، عن الحسن، عن أبي بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بلغه أن أهل فارس ملكوا عليهم ابنة كسرى قال: "لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة"
ثم ذكر كفرهم بالله وعبادتهم الشمس من دون الله وإضلال الشيطان لهم وصده إياهم عن عبادة الله تعالى وحده لا شريك له الذي يخرج الخبء في السماوات والأرض ويعلم ما يخفون وما يعلنون، أي: يعلم السرائر والظواهر من المحسوسات والمعنويات: (الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم) أي: له العرش العظيم الذي لا أعظم منه في المخلوقات.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
12-07-2010, 12:02 AM
http://dc02.arabsh.com/i/01644/sr62rd6hq3in.gif (http://arabsh.com/sr62rd6hq3in.html)
سليمان عليه السلام
4. العرش ومعجزة الإتيان به
علم سليمان بمجيء بلقيس ملكة سبأ وقومها إليه لذا أراد أن يريها آية من آيات الله العليم القدير، لتعرف أنه مرسل من ربه،
( قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين * قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك، وإني عليه لقوي أمين * قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك، فلما رآه مستقراً عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر، ومن شكر فإنما يشكر لنفسه، ومن كفر فإن ربي غني كريم * قال نكروا لها عرشها ننظر أتهتدي أم تكون من الذين لا يهتدون * فلما جاءت قيل أهكذا عرشك، قالت كأنه هو، وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين * وصدها ما كانت تعبد من دون الله، إنها كانت من قوم كافرين * قيل لها ادخلي الصرح، فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها، قال إنه صرح ممرد من قوارير، قالت ربي إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين) سورة النمل:38ـ44
جلس سليمان في مجلس الملك وسط رؤساء قومه ووزرائه وقادة جنده وعلمائه.. كان يفكر في بلقيس.. يعرف أنها في الطريق إليه.. تسوقها الرهبة لا الرغبة.. ويدفعها الخوف لا الاقتناع.. ويقرر سليمان بينه وبين نفسه أن يبهرها بقوته، فيدفعها ذلك للدخول في الإسلام
أمر سليمان ببناء قصر يستقبل فيه بلقيس. واختار مكانا رائعا على البحر وأمر ببناء القصر بحيث يقع معظمه على مياه البحر، وأمر أن تصنع أرضية القصر من زجاج شديد الصلابة، وعظيم الشفافية في نفس الوقت، لكي يسير السائر في أرض القصر ويتأمل تحته الأسماك الملونة وهي تسبح، ويرى أعشاب البحر وهي تتحرك.
تم بناء القصر، ومن فرط نقاء الزجاج الذي صنعت منه أرض حجراته، لم يكن يبدو أن هناك زجاجا. تلاشت أرضية القصر في البحر وصارت ستارا زجاجيا خفيا فوقه.
وجمع سليمان أهل الرأي من الإنس والجان, وقال لهم: { أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين}.
وعرش بلقيس هو سرير مملكتها التي تجلس عليه وقت حكمها، قبل قدومها عليه
و هذا العرش هو أعجب ما في مملكتها.. كان مصنوعا من الذهب والجواهر الكريمة،
وكانت حجرة العرش وكرسي العرش آيتين في الصناعة والسبك.. وكانت الحراسة لا تغفل عن العرش لحظة..
فوقف عفريت من الجن وقال:{ أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك}
يعني: قبل أن ينقضي مجلس حكمك، وكان فيما يقال من أول النهار إلي قريب الزوال يتصدى لمهمات بني إسرائيل وما لهم من الأشغال
(وإني عليه لقوي أمين) أي: وإني لذو قوة على إحضاره وأمانة على ما فيه من الجواهر النفيسة
قال الذي عنده علم الكتاب
) المشهور أنه آصف بن بزخيا وهو ابن خالة سليمان،
وقيل: رجل من مؤمني الجان كان فيما يقال يحفظ الاسم الأعظم، وقيل: رجل من بني إسرائيل من علمائهم،
وقد قيل فيه قول رابع وهو جبريل،
(أنا آتيك بما قبل أن يرتد إليك طرفك)
قيل: معناه قبل أن تبعث رسولاً إلي أقصى ما ينتهي إليه طرفك من الأرض ثم يعود إليك.
وقيل في الوقت الذي تستغرقه العين في الرمشة الواحدة.
لكن السياق القرآني ترك الاسم وحقيقة الكتاب غارقين في غموض كثيف مقصود.. نحن أمام سر معجزة كبرى وقعت من واحد كان يجلس في مجلس سليمان.. والأصل أن الله يظهر معجزاته فحسب، أما سر وقوع هذه المعجزات فلا يديره إلا الله..
وهكذا يورد السياق القرآني القصة لإيضاح قدرة سليمان الخارقة، وهي قدرة يؤكدها وجود هذا العالم في مجلسه.
(فلما رآه مستقر عنده) أي: فلما رأى عرش بلقيس مستقراً عنده في هذه المدة القريبة من بلاد اليمن إلي بيت المقدس في طرفة عين (قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر) أي: هذا من فضل الله علي وفضله على عباده ليختبرهم على الشكر أو خلافه ومن شكر فإنما يشكر لنفسه) أي: إنما يعود نفع ذلك عليه (ومن كفر فإن ربي غني كريم) أي: غني عن شكر الشاكرين، ولا يتضرر بكفر الكافرين.
ثم أمر سليمان عليه السلام أن تغير حلي هذا العرش وتنكر لها ليختبر فهمها وعقلها،
ولهذا قال: (ننظر أتهتدي أم تكون من الذين لا يهتدون)
وعند دخول ملكة سبأ هذا القصر، وقع نظرها على العرش،
قال سليمان وهو يراها تتأمل العرش: {أَهَكَذَا عَرْشُكِ؟}
قالت بلقيس بعد حيرة قصيرة: {كَأَنَّهُ هُوَ!}
وهذا من فطنتها وغزارة فهمها؛ لأنها استبعدت أن يكون عرشها لأنها خلفته وراءها بأرض اليمن ولم تكن تعلم أن أحداً يقدر على هذا الصنع العجيب الغريب،
قال سليمان: {وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ}.
توحي عبارته الأخيرة إلى الملكة بلقيس أن تقارن بين عقيدتها وعلمها، وعقيدة سليمان المسلمة وحكمته. إن عبادتها للشمس، ومبلغ العلم الذي هم عليه، يصابان بالخسوف الكلي أمام علم سليمان وإسلامه.
لقد سبقها سليمان إلى العلم بالإسلام، بعدها سار من السهل عليه أن يسبقها في العلوم الأخرى، هذا ما توحي به كلمة سليمان لبلقيس..
أدركت بلقيس أن هذا هو عرشها، لقد سبقها إلى المجيء، وأنكرت فيه أجزاء وهي لم تزل تقطع الطريق لسليمان.. أي قدرة يملكها هذا النبي الملك سليمان؟!
وأمرت بدخول الصرح وسليمان جالس على سريره فيه:
(فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها قال إنه صرح ممرد من قوارير قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين)
فلما أقبلت بلقيس لدخول القصر، رأت أمامها الماء، ولم تر الزجاج، فكشفت عن ساقيها خوفًا من أن يبتل ثوبها، فأخبرها سليمان أن أرضية القصر مصنوعة من زجاج،
وقد قيل: إن الجن أرادوا أن يبشعوا منظرها عند سليمان وأن تبدي عن ساقيها ليرى ما عليهما من الشعر فينفره ذلك منها وخشوا أن يتزوجها؛ لأن أمها من الجان فتتسلط عليهم معه
وهذا التفسير يقال إنه اسرائيليات
انبهرت بلقيس بما شاهدته من إيمان سليمان وصلاته لله، مثلما انبهرت بما رأته من تقدمه في الصناعات والفنون والعلوم.. وأدهشها أكثر هذا الاتصال العميق بين إسلام سليمان وعلمه وحكمته.
انتهى الأمر واهتزت داخل عقلها آلاف الأشياء.. رأت عقيدة قومها تتهاوى هنا أمام سليمان، وأدركت أن الشمس التي يعبدها قومها ليست غير مخلوق خلقه الله تعالى وسخره لعباده، وانكسفت الشمس للمرة الأولى في قلبها، أضاء القلب نور جديد لا يغرب مثلما تغرب الشمس.
يتجاوز السياق القرآني استقبال سليمان لها إلى موقفين وقعا لها بتدبيره:
الأول موقفها أمام عرشها الذي سبقها بالمجيء، وقد تركته وراءها وعليه الحراس.
والثاني موقفها أمام أرضية القصر البلورية الشفافة التي تسبح تحتها الأسماك.
فلما رأت الملكة هذه الآيات
فخجلت من جهلها, وأقرّت لسليمان بالنبوّة, ولربه بالعظمة والقوّة,وقالت في حماسة ويقين:
ربّ, إني ظلمت نفسي بعبادة الشمس, وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين.
يسكت السياق القرآني عن قصة بلقيس بعد إسلامها.. ويقول المفسرون أنها تزوجت سليمان بعد ذلك..
ويقال أنها تزوجت أحد رجاله.. أحبته وتزوجته،
وثبت أن بعض ملوك الحبشة من نسل هذا الزواج..
ونحن لا ندري حقيقة هذا كله.. لقد سكت القرآن الكريم عن ذكر هذه التفاصيل التي لا تخدم قصه سليمان.. ولا نرى نحن داعيا للخوض فيما لا يعرف أحد..
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
13-07-2010, 08:46 PM
http://dc02.arabsh.com/i/01653/v3xaib60mzoa.gif (http://arabsh.com/v3xaib60mzoa.html)
http://dc02.arabsh.com/i/01653/bs7rhf47h5d7.gif (http://arabsh.com/bs7rhf47h5d7.html)
سليمان عليه السلام
5. سليمان والخيل:
كان سليمان –عليه السلام- يحب الخيل كثيرا، خصوصا ما يسمى (بالصافنات)،
وهي من أجود أنواع الخيول وأسرعها.
وفي يوم من الأيام، بدأ استعراض هذه الخيول أمام سليمان عصرا،
وتذكر بعد الروايات أن عددها كان أكثر من عشرين ألف جواد، فأخذ ينظر إليها ويتأمل فيها، فطال الاستعراض، فشغله عن ورده اليومي في ذكر الله تعالى، حتى غابت الشمس، فانتبه، وأنب نفسه لأن حبه لهذه الخيول شغله عن ذكر ربه حتى غابت الشمس، فأمر بإرجاع الخيول له {فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ}.
وجاءت هنا روايتان كلاهما قوي.
رواية تقول أنه أخذ السيف وبدأ بضربها على رقابها وأرجلها، حتى لا ينشغل بها عن ذكر الله.
ورواية أخرى تقول أنه كان يمسح عليها ويستغفر الله عز وجل، فكان يمسحها ليرى السقيم منها من الصحيح لأنه كان يعدّها للجهاد في سبيل الله.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
17-07-2010, 10:29 PM
http://dc11.arabsh.com/i/01653/vvegxk62v8gg.gif (http://arabsh.com/vvegxk62v8gg.html)
سليمان عليه السلام
6. هيكل سليمان:
من الأعمال التي قام بها سليمان –عليه السلام- إعادة بناء المسجد الأقصى الذي بناه يعقوب من قبل.
وبنى بجانب المسجد الأقصى هيكلا عظيما كان مقدسا عند اليهود –ولا زالوا يبحثون عنه إلى اليوم.
وقد ورد في الهدي النبوي الكريم أن سليمان لما بنى بيت المقدس سأل ربه عز وجل ثلاثا، فأعطاه الله اثنتين ونحن نرجو أن تكون لنا الثالثة:
سأله حكما يصادف حكمه –أي أحكاما عادلة كأحكام الله تعالى- فأعطاه إياه،
وسأله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده فأعطاه إياه،
وسأله أيما رجل خرج من بيته لا يريد إلا الصلاة في هذا المسجد خرج من خطيئته مثل يوم ولدته أمه، وأسأل الله أن تكون لنا.
وقد تفننت التوراة في وصف الهيكل.. وهذا بعض ما ورد في التوراة عنه:
كان هيكل سليمان في أورشليم هو مركز العبادة اليهودية، ورمز تاريخ اليهود، وموضع فخارهم وزهوهم..
وقد شيده الملك سليمان وأنفق ببذخ عظيم على بنائه وزخرفته.. حتى لقد احتاج في ذلك إلى أكثر من 180 ألف عامل (سفر الملوك الأول)..
وقد أتى له سليمان بالذهب من ترشيش، وبالخشب من لبنان، وبالأحجار الكريمة من اليمن، ثم بعد سبع سنوات من العمل المتواصل تكامل بناء الهيكل، فكان آية من آيات الدنيا في ذلك الزمان.
وامتدت يد الخراب إلى الهيكل مرات عديدة، إذ كان هدفا دائما للغزاة والطامعين ينهبون ما به من كنوز، ثم يشيعون فيه الدمار، (سفر الملوك الثاني)..
ثم قام أحد الملوك بتجديد بنائه تحببا في اليهود.. فاستغرق بناء الهيكل هذه المرة 46 سنة، أصبح بعدها صرحا ضخما تحيط به ثلاثة أسوار هائلة..
وكان مكونا من ساحتين كبيرتين: إحداهما خارجية والأخرى داخلية، وكانت تحيط بالساحة الداخلية أروقة شامخة تقوم على أعمدة مزدوجة من الرخام، وتغطيها سقوف من خشب الأرز الثمين.
وكانت الأروقة القائمة في الجهة الجنوبية من الهيكل ترتكز على 162 عمودا، كل منها من الضخامة بحيث لا يمكن لأقل من ثلاثة رجال متشابكي الأذرع أن يحيطوا بدائرته.. وكان للساحة الخارجية من الهيكل تسع بوابات ضخمة مغطاة بالذهب.. وبوابة عاشرة مصبوبة كلها على الرغم من حجمها الهائل من نحاس كونثوس.
وقد تدلت فوق تلك البوابات كلها زخارف على شكل عناقيد العنب الكبيرة المصنوعة من الذهب الخالص، وقد استمرت هدايا الملوك للهيكل حتى آخر زمانه (سفر الملوك الأول)، فكان يزخر بالكنوز التي لا تقدر بثمن..
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
19-07-2010, 07:42 PM
http://dc08.arabsh.com/i/01657/it60w8qzxyvy.gif (http://arabsh.com/it60w8qzxyvy.html)
سليمان عليه السلام
7. ملك سليمان:
) وورث سليمان داود، وقال يا أيها الناس علمناه منطق الطير وأوتينا من كل شيء، إن هذا لهو الفضل المبين (سورة النمل:16
أي: ورثه في النبوة والملك، وليس المراد ورثه في المال؛ لأنه قد كان له بنون غيره، فما كان ليخص بالمال دونهم، ولأنه
قد ثبت في الصحيح من غير وجه عن جماعة من الصحابة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا نورث ما تركنا فهو صدقة"
لقد آتى الله سليمان –عليه السلام- ملكا عظيما، لم يؤته أحدا من قبله، ولن يعطه لأحد من بعده إلى يوم القيامة. فقد استجاب الله تعالى لدعوة سليمان {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي}.
لقد سخر له أمرا لم يسخره لأحد من قبله ولا بعده..
سخر الله له (الجن). فكان لديه –عليه السلام- القدرة على حبس الجن الذين لا يطيعون أمره، وتقييدهم بالسلاسل وتعذيبهم.
ومن يعص سليمان يعذبه الله تعالى.
لذلك كانوا يستجيبون لأوامره، فيبنون له القصور،و المحاريب والتماثيل والأحواض التى ينبع منها الماء.
والأواني والقدور الضخمة جدا، فلا يمكن تحريكها من ضخامتها. وكانت تغوص له في أعماق البحار وتستخرج اللؤلؤ والمرجان والياقوت..
وسخر الله لسليمان –عليه السلام-
الريح فكانت تجري بأمره.
قال تعالى: {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ (12) يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} [سبأ:12-13]
لذلك كان يستخدمها سليمان في الحرب. فكان لديه بساطا خشبيا ضخم جدا، وكان يأمر الجيش بأن يركب على هذا الخشب، ويأمر الريح بأن ترفع البساط وتنقلهم للمكان المطلوب. فكان يصل في سرعة خارقة.
ومن نعم الله عليه، إسالة النحاس له. مثلما أنعم على والده داود بأن ألان له الحديد وعلمه كيف يصهره.. وقد استفاد سليمان من النحاس المذاب فائدة عظيمة في الحرب والسلم.
ونختم هذه النعم بجيش سليمان عليه السلام. كان جيشه مكون من: البشر، والجن، والطيور. فكان يعرف لغتها.
وكذلك ما عداها من الحيوانات وسائر صنوف المخلوقات، والدليل على هذا قوله بعد هذا من الآيات: (وأوتينا من كل شيء) أي: من كل ما يحتاج الملك إليه من العدد والآلات والجنود والجيوش والجماعات من الجن والإنس والطيور والوحوش والشياطين والسارحات والعلوم والفهم والتعبير عن ضمائر المخلوقات من الناطقات والصامتات، ثم قال: (إن هذا لهو الفضل المبين) أي: من بارئ البريات وخالق الأرض والسماوات،
كما قال تعالى:
( وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون * حتى إذا أتوا على وادي النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون * فتبسم ضاحكا من قولها وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين ) (سورة النمل:17ـ19
ويذكر لنا القرآن الكريم قصة عجيبة: {وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) حَـتَّى إِذا أتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19)}.. (النمل).
يقول العلماء (ما أعقلها من نملة وما أفصحها).
(يَا) نادت،
(أَيُّهَا) نبّهت،
(ادْخُلُوا) أمرت،
(لَا يَحْطِمَنَّكُمْ) نهت،
(سُلَيْمَانُ) خصّت،
(وَجُنُودُهُ) عمّت،
(وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) اعتذرت.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
21-07-2010, 12:06 AM
http://dc10.arabsh.com/i/01657/b4zqe3s47cyb.gif (http://arabsh.com/b4zqe3s47cyb.html)
سليمان عليه السلام
8.سليمان الحكيم
كان سليمان دائم الذكر والشكر لله على هذه النعم، كثير الصلوات والتسابيح والاستغفار، وقد منح الله عز وجل سليمان -عليه السلام- الحكمة
ويذكر لنا القرآن الكريم مواقف عدة، تتجلى لنا فيها حكمة سليمان –عليه السلام- ومقدرته الفائقة على استنتاج الحكم الصحيح في القضايا المعروضة عليه.
ومن هذه القصص ما حدث في زمن داود –عليه السلام- قال تعالى: {وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ (78) فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا}.
جلس داود كعادته يوما يحكم بين الناس في مشكلاتهم.. وجاءه رجل صاحب حقل ومعه رجل آخر..
وقال له صاحب الحقل: سيدي النبي.. إن غنم هذا الرجل نزلت حقلي أثناء الليل، وأكلت كل عناقيد العنب التي كانت فيه.. وقد جئت إليك لتحكم لي بالتعويض..
قال داود لصاحب الغنم: هل صحيح أن غنمك أكلت حقل هذا الرجل؟
قال صاحب الغنم: نعم يا سيدي..
قال داود: لقد حكمت بأن تعطيه غنمك بدلا من الحقل الذي أكلته.
قال سليمان.. وكان الله قد علمه حكمة تضاف إلى ما ورث من والده: عندي حكم آخر يا أبي..
قال داود: قله يا سليمان..
قال سليمان: أحكم بأن يأخذ صاحب الغنم حقل هذا الرجل الذي أكلته الغنم.. ويصلحه له ويزرعه حتى تنمو أشجار العنب، وأحكم لصاحب الحقل أن يأخذ الغنم ليستفيد من صوفها ولبنها ويأكل منه، فإذا كبرت عناقيد الغنم وعاد الحقل سليما كما كان أخذ صاحب الحقل حقله وأعطى صاحب الغنم غنمه..
قال داود: هذا حكم عظيم يا سليمان.. الحمد لله الذي وهبك الحكمة.
ومنها ما جاء في الحديث الصحيح:
حَدَّثَنِى زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنِى شَبَابَةُ حَدَّثَنِى وَرْقَاءُ عَنْ أَبِى الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (بَيْنَمَا امْرَأَتَانِ مَعَهُمَا ابْنَاهُمَا جَاءَ الذِّئْبُ فَذَهَبَ بِابْنِ إِحْدَاهُمَا. فَقَالَتْ هَذِهِ لِصَاحِبَتِهَا إِنَّمَا ذَهَبَ بِابْنِكِ أَنْتِ.
وَقَالَتِ الأُخْرَى إِنَّما ذَهَبَ بِابْنِكِ.
فَتَحَاكَمَتَا إِلَى دَاوُدَ فَقَضَى بِهِ لِلْكُبْرَى فَخَرَجَتَا عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ فَأَخْبَرَتَاهُ
فَقَالَ ائْتُونِى بِالسِّكِّينِ أَشُقُّهُ بَيْنَكُمَا. فَقَالَتِ الصُّغْرَى لاَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ هُوَ ابْنُهَا. فَقَضَى بِهِ لِلصُّغْرَى).
قَالَ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَاللَّهِ إِنْ سَمِعْتُ بِالسِّكِّينِ قَطُّ إِلاَّ يَوْمَئِذٍ مَا كُنَّا نَقُولُ إِلاَّ الْمُدْيَةَ.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
27-07-2010, 11:40 PM
http://up4.m5zn.com/9bjndthcm6y53q1w0kvpz47xgs82rf/2010/1/28/12/c5lf0w5x5.bmp (http://www.tobikat.com)
سليمان عليه السلام
9. ابتلاء سليمان:
وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا
ورغم كل هذه النعم العظيمة والمنح الخاصة، فقد فتن الله تعالى سليمان.. اختبره وامتحنه، والفتنة امتحان دائم، وكلما كان العبد عظيما كان امتحانه عظيما.
اختلف المفسرون في فتنة سليمان عليه السلام.
ولعل أشهر رواية عن هذه الفتنة أنه قيل إن سليمان عزم على الطواف على نسائه المائة في ليلة واحدة، حتى تلد كل امرأة منهن ولدا يجاهد في سبيل الله، ولم يقل سليمان إن شاء الله، فطاف على نسائه فلم تلد منهن غير امرأة واحدة.. ولدت طفلا مشوها ألقوه على كرسيه.. ونعتبرالقصة من الإسرائيليات الخرافية.
عدد نساء سليمان
أكبر عدد لنساء سليمان عليه السلام ثبت في الأحاديث الصحيحة أنه كان عنده مائة امرأة كما روى البخاري في صحيحه (5242 ) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ عَلَيْهِمَا السَّلام : لأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ بِمِائَةِ امْرَأَةٍ تَلِدُ كُلُّ امْرَأَةٍ غُلامًا يُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ . فَقَالَ لَهُ الْمَلَكُ : قُلْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ . فَلَمْ يَقُلْ ، وَنَسِيَ فَأَطَافَ بِهِنَّ وَلَمْ تَلِدْ مِنْهُنَّ إِلا امْرَأَةٌ نِصْفَ إِنْسَانٍ
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ قَالَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمْ يَحْنَثْ وَكَانَ أَرْجَى لِحَاجَتِهِ " وأخرجه مسلم ( 1654 ) وفيه أنه قال تسعين امرأة ، وفي رواية أخرى أوردها البخاري معلقة في صحيحه في باب من طلب الولد للجهاد ، أنه قال : تسعا وتسعين امرأة .
فلعل من قال مائة جبر الكسر ، ومن قال تسعين ألغاه كما قال الحافظ ابن حجر عند شرحه لهذا الحديث .
لكن نقل الحافظ ابن كثير في قصة سليمان عليه السلام من ( البداية والنهاية ج 2 ) عن كثير من السلف أن عدد نساء سليمان عليه السلام ألف امرأة . ومثله الحافظ ابن حجر في فتح الباري في أثناء شرحه لحديث رقم ( 3424 )
فهذا العدد منقول عن بني إسرائيل فلا نصدقه ولا نكذبه . وليس في الأحاديث السابقة ما ينفي ذلك أو يؤيده .
أما أسباب ذلك ، فإن الله سبحانه يهب لمن يشاء من عباده ما شاء من ملك الدنيا ومتعها ، وذلك بحكمته البالغة وفضله الواسع ، لا يسأل عما يفعل سبحانه وبحمده ،
وقد وهب لسليمان عليه السلام على وجه الخصوص ملكا عظيما لم يعطه أحدا من بعده ، فلا يبعد أن يخصه الله بهذه القوة العظيمة التي تمكنه من الزواج بهذا العدد من النساء .
ولا يمكن أن يتطرق لذهن أي مسلم أن هذا الأمر فيه منقصة لهذا النبي الكريم بل هو من تمام ملكه وفضله ورجولته فها هو يتمنى أن يرزقه الله في ليلة واحدة مائة ولد كلهم يخرجون فرسانا مجاهدين في سبيل الله ، ونحن قبل ذلك وبعده نؤمن بأن الله سبحانه يخلق ما يشاء ويختار لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه .
والله تعالى أعلم .
وحقيقة هذه الفتنة ما ذكره الفخر الرازي. قال: إن سليمان ابتلي بمرض شديد حار فيه الطب.
مرض سليمان مرضا شديدا حار فيه أطباء الإنس والجن..
بل كان المرض يزداد عليه ويشتد يومًا عن آخر
وأحضرت له الطيور أعشابا طبية من أطراف الأرض فلم يشف، وكل يوم كان المرض يزيد عليه حتى أصبح سليمان إذا جلس على كرسيه كأنه جسد بلا روح.. كأنه ميت من كثرة الإعياء والمرض..
فلم يجزع منه ولم ييأس، بل كلما كان يشتد مرضه، يزداد ذكره لله، داعيًا ومستغفرًا له، طالبًا منه الشفاء، حتى استجاب الله له، وعادت إليه صحته، فأدرك سليمان أن مجده وملكه وعظمته لا تضمن له الشفاء إلا إذا أراد الله.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رونا قشطه
28-07-2010, 06:40 AM
جزاك الله كل خير
أموووونة
28-07-2010, 11:11 PM
http://dc07.arabsh.com/i/01657/hopp9h6qa891.jpg (http://arabsh.com/hopp9h6qa891.html)
http://up4.m5zn.com/9bjndthcm6y53q1w0kvpz47xgs82rf/2010/1/28/12/3y64y20lp.bmp (http://www.tobikat.com)
سليمان عليه السلام
10. معجزة عند الموت
قضى سليمان سنواته الباقية من حياته يقود رعيته بالعدل, ويتقرّب إلى ربه بالعبادة, وقد اختار لعبادته مكانا ببيت المقدس,لا يجرؤ أحد على الدنو منه ما دام هو قائم يصلي في المحراب.
ومثلما كانت حياة سليمان قمة في المجد الذي يمتلئ بالعجائب والخوارق.. كان موته آية من آيات الله تمتلئ بالعجائب والخوارق.. وهكذا جاء موته منسجما مع حياته، متسقا مع مجده، جاء نهاية فريدة لحياة فريدة وحافلة.
لقد قدر الله تعالى أن يكون موت سليمان عليه الصلاة والسلام بشكل ينسف فكرة معرفة الجن للغيب.. تلك الفكرة التي فتن الناس بها فاستقرت في أذهان بعض البشر والجن..
فقد أراد سليمان -عليه السلام- أن يبني بيتًا كبيرًا يُعْبد الله فيه، فكلف الجن بعمل هذا البيت، فاستجابوا له، لأنهم مسخرون له بأمر الله، فكانوا لا يعصون له أمرًا،
وكان من عادة سليمان أن يقف أمام الجن وهم يعملون، حتى لا يتكاسلوا وبينما هو واقف يراقبهم وهو متكئ على عصاه مات دون أن تعلم الجن،
وكانوا ينظرون إليه وهو على هذه الحال، فيظنون أنه يصلي ويذكر الله، فيواصلون البناء دون انقطاع حتى انتهوا من بناء البيت المطلوب، ولم يعرفوا أنه مات إلا بعد أن جاءت الأرضة فأكلت العصا
فلما ازداد ما أكلته منها اختلت العصا وسقطت من يد سليمان.. اختل بعدها توازن الجسد العظيم فهوى إلى الأرض.. ارتطم الجسد العظيم بالأرض
فأسرع الجن والإنس إليه فوجدوه ميتًا، وأدرك الجن أنه مات من فترة طويلة
تبين الجن أنهم لا يعلمون الغيب.. وعرف الناس هذه الحقيقة أيضا.. لو كان الجن يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين، ما لبثوا يعملون وهم يظنون أن سليمان حي، بينما هو ميت منذ فترة..
وشيّعته بنو إسرائيل إلى مثواه, وعادوا من قبره يرددون: سبحانك اللهم! تؤتي الملك من تشاء, وتنزع الملك منمن تشاء.
قال تعالى:
{فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ} [سبأ:14]
وادعى بعض اليهود أن سليمان كان ساحرًا، ويسخر كل الكائنات بسحره، فنفي الله عنه ذلك في قوله تعالى:
{وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ } [البقرة:102]
وقد أثنى الله على سليمان بكثرة العبادة والتضرع لله، فقال تعالى: {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ } [ص:30].
بهذه النهاية العجيبة ختم الله حياة هذا النبي الملك.
عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كان سليمان نبي الله عليه السلام إذا صلى رأى شجرة نابتة بين يديه فيقول لها: ما اسمك؟ فتقول كذا، فيقول: لأي شيء أنت؟ فإن كانت لغرس غرست، وإن كانت لدواء أنبتت فبينما هو يصلي ذات يوم إذا رأى شجرة بين يديه، فقال لها: ما اسمك؟ قالت: الخروب، قال: لأي شيء أنت؟ قالت: لخراب هذا البيت، فقال سليمان: اللهم عليها حولاً والجن تعمل، فأكلتها الأرضة فتبينت الإنس أن الجن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا حولاً في العذاب المهين". قال: وكان ابن عباس يقرؤها كذلك فشكرت الجن للأرضة فكانت تأتيها بالماء
كان سليمان عليه السلام يتجرد في بيت المقدس السنة والسنتين والشهر والشهرين وأقل من ذلك وأكثر، يدخل طعامه وشرابه، فأدخله في المرة التي توفى فيها فكان بدء ذلك أنه لم يكن يوم يصبح فيه إلا نبتت في بيت المقدس شجرة فيأتيها فيسألها، ما اسمك؟ فتقول الشجرة: اسمي كذا وكذا، فإن كانت لغرس غرسها، وإن كانت نبتت دواء لكذا وكذا، فيجعلها كذلك حتى نبتت شجرة يقال لها الخروبة، فسألها: ما اسمك؟ قالت: أنا الخروبة، فقال: ولأي شيء نبت؟ فقالت: نبت لخراب هذا المسجد، فقال سليمان: ما كان الله ليخربه وأنا حي، أنت التي على وجهك هلاكي وخراب بيت المقدس، فنزعها وغرسها في حائط له، ثم دخل المحراب فقام يصلي متكئاً على عصاه فمات، ولم تعلم به الشياطين، وهم في ذلك يعملون له يخافون أن يخرج فيعاقبهم، وكانت الشياطين تجتمع حول المحراب، وكان المحراب له كوى بين يديه وخلفه، فكان الشيطان الذي يريد أن يخلع يقول ألست جليداً إن دخلت فخرجت من ذلك الجانب، فيدخل حتى يخرج من الجانب الآخر، فدخل شيطان من أولئك، فمر، ولم يكن شيطان ينظر إلي سليمان عليه السلام وهو في المحراب إلا احترق، فلم يسمع صوت سليمان، ثم رجع فلم يسمع، ثم رجع فوقع في البيت ولم يحترق ونظر إلي سليمان عليه السلام قد سقط ميتاً، فخرج فأخبر الناس أن سليمان قد مات، ففتحوا عنه فأخرجوه ووجدوا منسأته، وهي العصا بلسان الحبشة، قد أكلتها الأرضة، ولم يعلموا منذ كم مات، فوضعوا الأرضة على العصا فأكلت منها يوماً وليلة، ثم حبسوا ذلك النحو فوجدوه قد مات منذ سنة، وهي قراءة ابن مسعود: فمكثوا يدأبون له من بعد موته حولاً كاملاً، فأيقن الناس عند ذلك أن الجن كانوا يكذبون، ولو أنهم علموا الغيب لعلموا بموت سليمان، ولم يلبثوا في العذاب سنة يعملون له، وذلك قول الله عز وجل: (فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين) يقول: تبين أمرهم الناس أنهم كانوا يكذبونهم، ثم إن الشياطين قالوا للأرضة: لو كنت تأكلين الطعام أتيناك بأطيب الطعام، ولو كنت تشربين الشراب سقيناك أطيب الشراب، ولكنا سننقل إليك الماء والطين، قال: فهم ينقلون إليها ذلك حيث كانت. قال: ألم تر إلي الطين الذي يكون في جوف الخشب فهو ما يأتيها به الشيطان تشكراً لها. وهذا فيه من الإسرائيليات التي لا تصدق ولا تكذب.
عن عثمان بن أبي شيبة أن سليمان بن داود عليهما السلام قال لملك الموت: إذا أردت أن تقبض روحي فأعلمني قال: ما أنا أعلم بذلك منك، إنما هي كتب تلقى إلي فيها تسمية من يموت. قال سليمان لملك الموت: إذا أمرت بي فأعلمني، فأتاه فقال: يا سليمان قد أمرت بك، قد بقيت لك سويعة، فدعا الشيطان فبنوا عليه صرحاً من قوارير ليس له باب، فقام يصلي فاتكأ على عصاه، قال: فدخل عليه ملك الموت فقبض روحه وهو متوكئ على عصاه، ولم يصنع ذلك فراراً من ملك الموت، قال: والجن تعمل بين يديه وينظرون إليه يحسبون أنه حي، قال: فبعث الله دابة الأرض يعني إلي منسأته فأكلتها حتى إذا أكلت جوف العصا ضعفت وثقل عليها فخر، فلما رأت الجن ذلك انفضوا وذهبوا، قال: قوله: (فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين).
عن ابن عباس أن ملكه كان عشرين سنة وكان عمر سليمان بن داود عليهما السلام نيفاً وخمسين سنة وفي سنة أربع من ملكه ابتدأ ببناء بيت المقدس فيما ذكر، ثم ملك بعده ابنه رخعيم مدة سبع عشرة سنة فيما ذكره ابن جرير، وقال: ثم تفرقت بعده مملكة بني إسرائيل.
هكذا كانت معجزات سليمان عليه السلام فهو يكلم النمل والطير والحيوان, ويسخر الرياح والجن بأمر ربه, وعندما يموت يموت هكذا, إنها معجزات عظيمة وملك لم يؤت لأحد من بعد سليمان عليه السلام.
Meṧђ
29-07-2010, 12:14 AM
يعطييك آلعاافيه ..~
أموووونة
12-08-2010, 01:28 AM
http://www.3mints.info/upload/uploads/a68af8258f.gif (http://www.3mints.info/upload)
إلياس عليه السلام
1 - نسبه
اختلف المؤرخون في نسبه وفي القوم الذين أرسل إليهم والآيات القصار المذكورة في سورة الصافات: 123-132هي كل ما يذكره الله تعالى من قصة إلياس
فقال الطبري أنه إلياس بن ياسين بن فنحاص بن العيزار بن هارون أخو موسى
وقيل هو إلياس النشبي بن اليمازر بن العيزار بن هارون
وقال ابن عباس هو عم اليسع أما ابن كثير فيقول أن إلياس والياسين اسمين لرجل واحد فالعرب تلحق النون في أسماء كثيرة وتبدلها من غيرها
ذكر أنه ولد بعد دخول بني إسرائيل فلسطين
وقد سجل القرآن الكريم قصة إلياس -عليه السلام- مع قومه، فقال تعالى:
{وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ (124) أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ (125) اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (126) فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (127) إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (128) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ (129) سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (130) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (131) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ }الصافات: 123-132
وقد مدح الله -سبحانه- إلياس -عليه السلام- وأثنى عليه ثناءً جميلاً، وذلك لأنه أخلص في العبادة، وأحسن في عمله، قال تعالى: {وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ} [الأنعام: 85
لم تذكر الكتب المدة التي عاشها وقيل قبره في بعلبك (لبنان)
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
17-08-2010, 11:18 PM
http://dc02.arabsh.com/i/01654/2tl7ivzgjlxt.gif (http://arabsh.com/2tl7ivzgjlxt.html)
إلياس عليه السلام
2 - الروايات المختلفة حول دعوته
كان إرساله إلى أهالي مدينة بعلبك في لبنان غربي دمشق.
وهم مجموعة من بني إسرائيل، أغواهم الشيطان فانحرفوا عن منهج الله، وساروا يعبدون صنمًا يقال له (بعل) فأرسل الله -عز وجل- إليهم نبيًّا منهم هو إلياس (عليه السلام)
فدعاهم لعبادة الله عز وجل وترك ما كانوا يعبدون
فلم يسمعوا لدعوته واستهزءوا به ثم أرادوا قتله، فهرب منهم واختفى عنهم في غار تحت البلد وقد بقي هناك فترة إلى أن مات ملك القوم الكافر فخرج إلياس ودعا الملك الجديد للإسلام فأسلم وأسلم من قومه العدد الكبير إلا عشرة آلاف شخص فقط فتقاتلوا معهم فقتلوهم عن آخرهم ولم يبقوا منهم أحدا، واستطاع النبي إلياس إقامة دولته في تلك المنطقة فترة جيدة.
جاء في تاريخ الطبري عن ابن اسحق ما ملخصه:
إن إلياس عليه السلام لما دعا بني إسرائيل إلى نبذ عبادة الأصنام، والاستمساك بعبادة الله وحده رفضوه ولم يستجيبوا له، فدعا ربه فقال: اللهم إن بني إسرائيل قد أبو إلا الكفر بك والعبادة لغيرك، فغير ما بهم من نعمتك فأوحي الله إليه إنا جعلنا أمر أرزاقهم بيدك فأنت الذي تأمر في ذلك، فقال إلياس: اللهم فأمسك عليهم المطر فحبس عنهم ثلاث سنين، حتى هلكت الماشية والشجر، وجهد الناس جهداً شديداً، وما دعا عليهم استخفي عن أعينهم وكان يأتيه رزقه حيث كان فكان بنو إسرائيل كلما وجدوا ريح الخبز في دار قالوا هنا إلياس فيطلبونه، وينال أهل المنزل منهم شر وقد أوي ذات مرة إلى بيت امرأة من بني إسرائيل لها ابن يقال له اليسع بن خطوب به ضر فآوته واخفت أمره. فدعا ربه لابنها فعافاه من الضر الذي كان به واتبع إلياس وآمن به وصدقه ولزمه فكان يذهب معه حيثما ذهب وكان إلياس قد أسن وكبر، وكان اليسع غلاماً شاباً ثم إن إلياس قال لبني إسرائيل إذا تركتم عبادة الأصنام دعوت الله أن يفرج عنكم فأخرجوا أصنامهم ومحدثاتهم فدعا الله لهم ففرج عنهم وأغاثهم، فحييت بلادهم ولكنهم لم يرجعوا عما كانوا عليه ولم يستقيموا فلما رأي إلياس منهم دعا ربه أن يقبضه إليه فقبضة ورفعه.
ويذكر بعض المؤرخين أنه عقب انتهاء ملك سليمان (http://www.alnoor.info/Prophets/soliman.asp) بن داود (http://www.alnoor.info/Prophets/dawod.asp) عليه السلام وذلك في سنة 933 قبل الميلاد انقسمت مملكة بن إسرائيل إلى قسمين، الأول ، يخضع لملك سلالة سليمان (http://www.alnoor.info/Prophets/soliman.asp) وأول ملوكهم رحبعام بن سليمان (http://www.alnoor.info/Prophets/soliman.asp) والثاني يخضع لأحد أسباط افرايم بن يوسف (http://www.alnoor.info/Prophets/yousuf1.asp) الصديق واسم ملكهم جر بعام.
وقد تشتت دولة بني إسرائيل بعد سليمان (http://www.alnoor.info/Prophets/soliman.asp) عليه السلام بسبب اختلاف ملوكهم وعظمائهم على السلطة، وبسبب الكفر والضلال الذي انتشر بين صفوفهم وقد سمح أحد ملوكهم وهو أخاب لزوجته بنشر عبادة قومها في بني إسرائيل، وكان قومها عباداً للأوثان فشاعت العبادة الوثنية، وعبدوا الصنم الذي ذكره القرآن الكريم واسمه (بعل) فأرسل إليهم إلياس عليه السلام الذي تحدثنا عن دعوته فما توفي إلياس عليه السلام أوحي الله تعالى إلى أحد الأنبياء واسمه اليسع (http://www.alnoor.info/Prophets/aleasa.asp) عليه السلام ليقوم في نبي إسرائيل، فيدعوهم إلى عبادة الله الواحد القهار.
وأرجح الآراء إن إلياس هو النبي المسمى إيليا في التوراة
وإلى اللقاء مع قصة نبي آخر إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
23-08-2010, 10:54 PM
http://www.3mints.info/upload/uploads/b5d3460bba.gif (http://www.3mints.info/upload)
http://www.3mints.info/upload/uploads/093b9dfada.bmp (http://www.3mints.info/upload)
اليسع عليه السلام
1 – نسبه
هو نبي من أنبياء الله الله
لم تذكر الكتب المدة التي عاشها ولا المكان الذي اتجه إليه بعد عصيان قومه في بانياس (أرض الشام)
قال الحافظ أبو القاسم بن عساكر هو الأسباط اليسع ابن عدي بن شوتلم بن أفرائيم بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل. ويقال: هو ابن عم إلياس النبي عليهما السلام. من
ذكره الله في كتابه العزيز مرتين، وأثنى عليه، ولم يشر القرآن الكريم إلى قصة اليسع ولا إلى قومه
فقال تعالى:
وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلاًّ فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ (86) الأنعام
ولقد أثنى الله على اليسع -عليه السلام- فقال:
{وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنْ الأَخْيَار ( ص : 48 )
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
01-09-2010, 01:02 AM
http://dc02.arabsh.com/i/01654/4bmmjwy0424g.gif (http://arabsh.com/4bmmjwy0424g.html)
اليسع عليه السلام
2 – ما ذكر في التفاسير
قال ابن إسحاق: حدثنا بشر أبو حذيفة: أنبأنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن، قال: كان بعد إلياس اليسع ـ عليها السلام ـ فمكث ما شاء الله أن يمكث يدعوهم إلي الله مستمسكاً بمنهاج إلياس وشريعته حتى قبضه الله عز وجل إليه
ويقال: كان مستخفياً معه بجبل قاسيون من ملك بعلبك، ثم ذهب معه إليها، فلما رفع إلياس خلفه اليسع في قومه، ونبأه الله بعده. ذكر ذلك عبد المنعم بن إدريس، عن أبيه، عن وهب بن منبه
وقال غيره: وكان الأسباط ببانياس والله أعلم
قال ابن جرير وغيره: ثم مرج أمر بني إسرائيل وعظمت منهم الخطوب والخطايا، وقتلوا من قتلوا من الأنبياء، وسلط الله عليهم بدل الأنبياء ملوكاً جبارين يظلمونهم، ويسفكون دماءهم، وسلط الله عليهم الأعداء من غيرهم أيضاً، وكانوا إذا قاتلوا أحداً من الأعداء يكون معهم تابوت الميثاق الذي كان في قبة الزمان، كما تقدم ذكره، فكانوا ينصرون ببركته، وبما جعل الله فيه من السكينة والبقية مما ترك آل موسى وآل هارون.
فلما كان في بعض حروبهم من أهل غزة وعسقلان غلبوهم عليه وقهروهم على أخذه فانتزعوه من أيديهم، فلما علم بذلك ملك بني إسرائيل في ذلك الزمان مالت عنقه فمات كمداً
وبقى بنو إسرائيل كالغنم بلا راع؛ حتى بعث الله فيهم نبياً من الأنبياء يقال له شمويل
وإلى اللقاء مع قصة نبي آخر إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
12-09-2010, 11:41 PM
http://dc05.arabsh.com/i/01660/vmyz699rp6ma.jpg (http://arabsh.com/vmyz699rp6ma.html)
http://dc08.arabsh.com/i/01661/v2x8cfnbgvn9.gif (http://arabsh.com/v2x8cfnbgvn9.html)
عزير عليه السلام
الحياة بعد الموت
قال تعالى:{ أو كالذي مرّ على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنّى يحي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم, قال بل لبثت مائة عام فانظر الى طعامك لم يتسنّه وانظر الى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر الى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما, فلمّا تبيّن له قال أعلم أن الله على كل شيء قدير} البقرة 259.
1. من قبل
فحديثنا عن معجزة عزير عليه السلام, يحتاج الى تعريف مختصر يسير, بمن هو عزير,, حتى نجعل لكل أوّل آخر, ونربط المعجزات بالمصائر.
وعزير عليه السلام صبي من نسل نبي الله هارون عليه السلام, وفي وقت معجزته هذه كان يقيم مع قومه من بني اسرائيل في بابل, الذين كثروا بها وتناسلوا بعد أن أخرجهم بختنصر, وأخذ معظم الأسرى الى بابل وكان بختنصر هو أول من جاس في ديارهم, بعد أن أفسدوا في الأرض, ولذلك فقد حقت عليهم كلمة الله عز وجل:{ وقضينا الى بني اسرائيل في الكتاب لتفسدنّ في الأرض مرّتين ولتعلنّ علوّا كبيرا* فاذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار, وكان وعد الله مفعول}. الاسراء 4-5.
كان عزير عليه السلام صبيا نابها كارها لحياة الذل في أرض بابل, يملأ قلبه الأسى والحزن لما يلقاه بنو قومه من الذل والعبودية والهوان, وكان عزير عابدا صالحا يقرأ التوراة, ولم يكن في بني اسرائيل آنذاك من يحفظ التوراة عن ظهر قلب سوى عزير, وكان أبوه وجدّه يحفظانها من قبل.
وكان عزير عليه السلام يقرأ التوراة ويعمل بها, ويعظ الناس, فأحبّه الاسرائيليون والبابليون على حد سواء, لخلقه, واستقامته, وحسن سيرته وسلوكه بينهم, وصدق نصائحه وتوجيهاته ومواعظه, وكان عزير مستجاب الدعاء, فما يدعو لأحد بخير الا استجاب الله لدعائه المبارك.
وقد تزوّج عزير عليه السلام وأنجب ابنين, ولما بلغ الأربعين من عمره أوحى الله اليه أنه سيخرج من هذه الأرض, أرض بابل, التي أسره فيها بختنصر وأن بني اسرائيل سيخرجون أيضا, ويعيدون عمارة بلادهم.
ولما كان العزير عاقلا هادئا حكيما, فانه لم يبح لأحد بما أوحي اليه لا لبني اسرائيل ولا لغيرهم, وكان كتمانه هذا حرصا وخوفا على بني اسرائيل من أن ينزل بهم شر من أي جانب أو جهة.
ومرّت الأيام وعزير عليه السلام يجد في داخله حافزا الى الخروج من بابل حيث الذل والمهانة الى حيث وعده ربه بعمارة الأرض المقدسة, وتزايدت في داخل عزير تلك الحوافز يوما بعد يوم, ومر شهر وحنين عزير يشتد أكثر وأكثر, وأصبح لا يطيق البقاء في بابل وأقرّ في نفسه أنه لا مفرّ من الخروج.
فكّر عزير عليه السلام قليلا فيما سيواجهه من مشاكل من جراء خروجه من بابل, فماذا ستصنع زوجته وأبنائه, وخادمته التي طالما كانت وفيّة أمينة مطيعة له على مدى سنوات مضت.
وسأل نفسه: كيف يصطحب كل هؤلاء معه؟ وفي ظل حراسة مشددة, وهل يغفل هؤلاء الحراس, الذين وضعهم الملك في كل مكان من بابل؟
كانت هذه المشكلة التي تؤرق عزير عليه السلام وأحس أنها ستعطل خروجه من بابل, ولكنه فكر في الأمر مليّا, وجمع زوجته وبنيه, وخادمته الأمينة في ليلة من الليالي, وفي مكان أمين, وقد سكن الليل, وأوى الناس الى مضاجعهم, وقال لهم:
لقد قررت الرحيل.
فقالت الزوجة: الى أين؟
فقال عزير: الى الأرض المقدسة.
قالت الزوجة: ان هذا الأمر غاية في الصعوبة, ونحن نحاط بهذا الكم من حراس بختنصر.
ولكن عزير الذي أوحي اليه أصرّ أن يخرج مهما كان الثمن, ذلك لأنه رأى في الخروج تنفيذا لأمر الله عز وجل.
عندما أباح عزير بالسر وهو أن خروجه بوحي من الله عز وجل, وأن الوحي بشّر بعمارة بني اسرائيل لأرضهم, وزوال ذل وهوان بختنصر عنهم, فرحت الزوجة والأبناء والخادمة, وعرفوا أن عزيرا أصبح نبيّا من أنبياء بني اسرائيل.
فقال لهم عزير عليه السلام: لقد أوحي إلي منذ ثلاثة أشهر, وها هي التوراة في قلبي أحفظها, فهي كلام الله, تنير لي الطريق ان شاء الله.
طلبت الزوجة عندئذ من زوجها عزير أن يعلم بني اسرائيل بما أوحي اليه من الله عز وجل, حتى يستبشروا وتقوى عزائمهم ويتخلصوا من الذل الذي اعتادوا عليه منذ أن اجتاحهم بختنصر بجيوشه القاسية الفتاكة.
وقالت الزوجة والأبناء: ان خروجك وحيدا لن يعمّر الأرض فإنك لن تجد هناك من يعينك على ذلك, ولن تجد أيضا هناك من تعلمه التوراة, وبقاؤك معنا سيفيدنا لأننا سنتعلمها منك.
قال عزير: هذا أمر الله, وأنا جبلت على طاعته ولن أعصي له أمرا, وقد أوحى الله أمرا واقعا في المستقبل لا نعرف نحن عنه شيئا, ولكن مشيئة الله نافذة, وبعد وقت قليل سيلحق بي بنو إسرائيل وستلحقون بي أنتم جميعا, فاصبروا, ولا تجزعوا فإنه أمر الله, ولا رادّ لأمره, سنلتقي هناك في الأرض المقدسة, وسنجتمع كلنا في الغد القريب.
ثم أكّد عزير على سريّة خروجه, فقال لهم: إذا أصبحتم فاكتموا أمري, فاذا سأل عني سائل فقولوا له: خرج ولا ندري متى يعود..!
فلما تأثرت الزوجة والأبناء أكّد عزير عليه السلام قائلا: تصبّروا, فإننا سنلتقي إن شاء الله, فهكذا أوحى الله إليّ.. كفوا عن البكاء والحزن, وأحبسوا أصواتكم حتى لا يشعر بنا أحد..
والآن أستودعكم الله.
سألت الزوجة: وماذا أعددت لركوبك؟
قال: لقد اشتريت حمارا جلدا قويا منذ أيام لهذا الغرض.
فقالت: وأين هو؟
قال: تركته عند صديقي, وواعدته أن يلقاني به الليلة, خارج أسوار المدينة.
قالت: وهل علم صديقك بنبأ رحيلك؟
فقال عزير: نعم, علم بكل شيء, وكان أول من آمن بنبوّتي, وسيكتم أمري كله إن شاء الله.
كان الفراق صعبا بالنسبة للزوجة والأولاد والخادمة, وكان وداعا هامسا, حارا, هادئا.. وخرج عزير.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
♥ | ωinτєя
13-09-2010, 11:41 AM
http://www.arabseyes.com/vb/uploaded/36207_1178182904.gif
ماشاء الله مجهود رائع
و قصص أروع
جزاك ربي الجنة
بارك الله فيك
تستحقين 5 ستارز
http://www.arabseyes.com/vb/uploaded/36207_1178183918.gif
أموووونة
17-09-2010, 12:50 AM
http://dc10.arabsh.com/i/01925/td24b34tnyx8.gif (http://arabsh.com/td24b34tnyx8.html)
عزير عليه السلام
2. بدء المعجزة
مضى عزير عليه السلام في رحلة طويلة شاقة, بعد لحظات خوف وترقب أثناء خروجه من بابل وقد أحاطها الحراس والجنود في كل مكان.
وبعد طول مسير وكثير عناء, وجد العزير نفسه في الأرض المقدسة التي طالما تاقت نفسه لرؤيتها, فلما دخل وجد شيئا عجيبا, لم يجد آثارا للعمران, بل وجد الخراب جاثما عليها منذ ثلاثين سنة مضت, منذ أن خرّبتها جيوش بختنصر الذي كان قد اقتحم دمشق, وسار منها الى بيت المقدس,
وتذكّر عزير ملك بني إسرائيل الذي خرج اليه, وقدّم له الطاعة وطلب منه الصلح, وأعطاه من الأموال والجواهر والأشياء النفيسة ما أرضاه, ويومها طلب بختنصر بعض أعيان بني اسرائيل ليكونوا رهائن عنده ضمانا لاستمرار الصلح, وعدم التمرّد. تاريخ الطبري.
وتذكّر أن أهله بني اسرائيل لما نزل بختنصر فزعوا, وتفرّقوا, وأغلقوا دورهم عليهم, فلما صالحه الملك وأعطاه الرهائن وجلا عن البلاد بجيشه, خرجوا من جحورهم غاضبين يلومون ملكهم على الصلح, ويعلنون أنهم كانوا قادرين على قتال عدوّهم, وانزال الهزيمة به, وثاروا على ملكهم وقتلوه, ونقضوا الصلح مع بختنصر.
وتذكّر كذلك لما رأى الخراب أن بختنصر لما علم بما حدث منهم عاد الى بيت المقدس, فتحصنوا بداخلها, فحاصروها حصارا شديدا, ثم قام بدك أسوارها بما يقذفه عليها من مدمّرات, حتى تهدّمت, فاندفع جيشه وخرّب المدينة, وقتل النساء والأطفال, وخربوا الدور والزروع والقرى وقتلوا وأسروا كل من وصلت اليه أيديهم.. حتى خرّبت الديار, وكثرت الدماء, وتناثرت الأشياء وهرب من هرب وأسر من أسر, وهرب منهم كم هرب الى مصر,والى مكة والى يثرب وجهات أخرى, وبقي بختنصر ليأتي على البقيّة الباقية من هدم للبيع والمعابد واحراق كل ما وقع له من نسخ التوراة, وقتل الشباب من الأسرى القادرين على حمل السلاح, واستبقى النساء والأطفال عبيدا عنده وخدما, وغادر البلاد بعد تركها خرابا.
كل هذا تذكره عزير عليه السلام لما رأى الخراب والدمار حوله في كل مكان؛ فقد وجد أشجار الفاكهة قائمة بغير عناية, فلم تحصد منذ سنين ولم تقطف ثمارها, فهي محمّلة بالثمار الحديثة والقديمة, والأعشاب وبعض الزروع وقد تفرّقت هنا وهناك بغير انتظام, وقد كست الأرض, فتطول في مكان وتقصر في الآخر.
وسمع عزير عليه السلام عواء الذئاب بعيدا, وأصوات السباع, وبحث عن أي أثر لأي انسان فلم يجد, وظل العزير يمشي ويمشي حتى بلغ مدينة القدس ووجد بها آثارا لمذبحة بختنصر.
فعظام القتلى بقايا بالية مبعثرة, والدماء على الجدران جافة سوداء, وعشرات الألوف من الجماجم الآدميّة تدل على هول ما أنزل بختنصر ببني اسرائيل من هلاك, ورأى عزير البيوت وقد تهدمت وطمرت بالأنقاض, أما المساجد والمعابد فقد أصبحت خاوية على عروشها, مهجورة وقد ملأها التراب...
هال عزيرا عليه السلام ما شهده من مشاهد, وقد جرت أحداث بختنصر هذه وهو صبي لم يتجاوز العاشرة من عمره, ولكنه سمع فيما بعد بهذه المذابح والمعارك من الآباء لكن ما شهده كان أكبر مم تصوّره, لم يكن يعرف أن هذه المعارك كانت عاتية فادحة الخسائر الى هذا الحد, الذي يشهده بعينيه وهو يمر بين الأنقاض والديار المهدّمة.
طاف عزير عليه السلام مدينة الأشباح, وقد شغله هذا الماضي المفجع المحزن والحاضر وما سيكون عليه المستقبل,
سأل نفسه عدة أسئلة:
أتصبح هذه الأرض القفراء عامرة؟
أتصير هذه يوما من الأيام, معمورة الأسواق والندوات والمجالس, آهلة بالسكان والأطفال والنساء والبيوت؟
وقد أوحى الله إليه أنه سبحانه عز وجل سيعيدها سيرتها الأولى فتدب فيها الحياة, وتنشط الحركة وتقوم التجارة, ويزدهر نشاط الناس بالزراعة والصناعة..
صمت عزير عليه السلام قليلا وتساءل في عجب{ أنّى يحي هذه الله بعد موتها} البقرة 259.
أحس عزير عليه السلام بوحدة قاتلة, ووحشيّة مميتة من هذا الصمت الذي يطوف حوله, صمت المدينة, والأشجار, وكل شيء حوله صامت لا يتحرك, وأحزنته مشاهد الدمار التي ما زالت متناثرة في الشوارع والطرقات على شكل عظام ودماء, وبقايا حياة كانت مليئة بالحيوية والبهجة, ولم يسمع عزير حوله سوى صوت الرياح تهمس في أذنيه مرة عاصفة وأخرى عليلة هادئة النسمات.
من كل هذا الجو الموحش آثر عزير أن يتخذ لنفسه مغارة في أحد الجبال المحيطة بالقدس ليقيم فيها, وحث حماره فمشى, وعند أحد البساتين توقف عزير عليه السلام وصنع لنفسه سلة ملأها عنبا وتينا, وعصر بعض العنب, وجعله معه في اناء من الجلد ليشربه.
وفي ضحى هذا اليوم دخل عزير عليه السلام مغارته الواسعة العتيدة فربط بها حماره, ووضع سلته وشرابه الى جانبه واستلقى على ظهره ليريح نفسه من العناء والتعب, وقد شغل فكره بواحدة من الأفكار تقول: كيف تعود الى الحياة ثانية الى هذه القرية؟!
وعزير عليه السلام على علم من وحي الله أن الحياة ستعود مرة ثانية الى هذه القرية ولكنه إنسان, ومازال رغم كل ذلك يقول ويردد:{ أنّى يحي هذه الله بعد موتها}.
من هذا التساؤل العجيب, ومن هذا الاستطلاع وحبه المعروف عند البشر, تكون المعجزة في طريقها الى عزير عليه السلام بأمر الله عز وجل.
وظل عزير عليه السلام يقول: كيف تعود الحياة الى سائر بني اسرائيل وها هي صامتة صمت الزمن أيامي؟!
ظل عزير عليه السلام على هذه الحال, حتى أسلمه التعب والتساؤل والرغبة في المعرفة الى نوم عميق عمق الزمن الذي طال, ثقيل ثقل السنين التي مضت ولم يشعر بها عزير أبدا.
وفي نومه العميق أو في نومته الصغرى, نام نومة كبرى, لقد قبض الله روحه, ولم يعد عزير يشعر بشيء مما حوله فهو في يد العناية الالهية, تنصرف الى ما تشاء ولا رادّ لمشيئة الله لا في الأرض ولا في السماء.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أموووونة
01-10-2010, 09:28 PM
http://dc02.arabsh.com/i/01654/o8ac50rcbesx.gif (http://arabsh.com/o8ac50rcbesx.html)
http://dc02.arabsh.com/i/01654/9rxdgqjpr912.gif (http://arabsh.com/9rxdgqjpr912.html)
عزير عليه السلام
3. العودة
مضت السنون سريعة خاطفة عاما وراء عام, ومضى على عزير عليه السلام من بابل عشرة أعوام, انتظرت فيها زوجته وبنوه مشيئة الله عز وجل التي تتيح لهم الخروج من بابل حتى يلحقوا به في الأرض المقدسة, ولكن طال انتظارهم, ولم يحدث شيء, وتلاحقت الأعوام حتى بلغت أربعين عاما, ولم يخرج بنو اسرائيل ولم تأت أخبار عن عزيرا, ويئسوا من العودة الى الأرض المقدسة.
أربعون عاما كانت كافية لتغيير أشياء كثيرة, فتغيّرت أجيال واندثرت أجيال. وفي خضم هذا الأمن والطمأنينة, نشأت في بني اسرائيل فتاة جميلة بارعة الجمال, تتسم بالذكاء حتى تفوقت على بنات جيلها جمالا وذكاء, فكان أن رآها ملك بابل فطلب الزواج منها, فتزوجها وهام بها حبا, وأصبحت ذات مكانة رفيعة لدى زوجها, ومنزلة عظيمة ومنّ الله عليها بمولود جميل, مما زاد حبها رسوخا في نفس زوجها الملك, ملك بابل, وأصبحت الزوجة ذات مكانة عظيمة في أوساط زوجها والقصر وكل من حولها, وكان لها عظيم الأثر في نفس زوجها الملك مما جعله يحسن معاملة بني اسرائيل, فصار الأحبار يدخلون القصر ويعلمون ابنها التوراة, فأصبح محبا لأهل أمه, مما جعل الأحبار يشعرون ببركة هذا الزواج, فأصبحوا يتمتعون بمعاملة كريمة واحترام كبير واكرام ما بعده اكرام, وأصبح لهم نفوذ كبير في القصر, فهم بمنزلة وزراء الملك وأعلى الناس في حاشيته ومستشاريه.
ومرّت السنون والأحوال تزداد تحسنا بالنسبة لبني اسرائيل, وجاء اليوم الذي مات فيه الملك, فخلفه ابنه الذي رضع حبا لأخواله بني اسرائيل, وحفظ منهم التوراة وعلومها, وأحبهم حبا شديدا, وجاء اليوم أيضا الذي جلست فيه الأم لابنها الملك لتحدثه عن أرض بني اسرائيل التي ما زالت خاوية خربة وتحتاج لأبنائها كي يعمروها, ويزرعوا ارضها.
وفي هذا اليوم المشهود لبني اسرائيل والذي جاء بعد مضي سبعين سنة على خروج عزير عليه السلام من بابل في هذا اليوم خرج المنادي ينادي في شوارع بابل: من أحبّ أن يخرج من بني اسرائيل الى بلاده فليخرج ولا حرج عليه في ذلك.
فخرج بنو اسرائيل مهاجرين الى بلادهم, وهناك هالهم ما رأوه من خراب ودمار, ولكنهم شمّروا عن ساعد الجد, فغرسوا وزرعوا, ودبّت الحركة في المدينة التي أصبحت أكثر نظافة ونظاما عما قبل, وعادت الحياة تدب من جديد في أرجائها, وخرجوا الى القرى المحيطة بها فعمروها, وبدأ التجار عملهم, فاستؤنفت التجارة بين القرى, وبدأ أرباب الصناعة في تشغيل صناعاتهم وظهرت المساكن الجديدة هنا وهناك, وامتدت الأيادي للبناء, وكان الجميع في سعادة وهم يبنون ويعمّرون ويشعرون بالحريّة, ولم يعد الذل يطاردهم كما كان في بابل . ومضت ثلاثون عاما أصبحت فيها البلاد عامرة, وقد أثمرت صناعاتهم وعمّرت قراهم, وانحسرت آثار الكارثة التي مرت بهم تماما ولم يعد لها أثر يذكر.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
vBulletin® v3.8.11, Copyright ©2000-2025,