glitter star
21-08-2008, 07:36 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباح الخير
كيفكم يا صبايا ان شاء الله بخير
انا من المتابعين لمقالات الاستاذ فهد الاحمدي الكاتب في جريدة الرياض :sm120:
وحبيت اليوم انقل لكم احدى مقالاته الرائعه
واتمنى لكم الفائده والمتعه
7
7
7
من أقدامهم.. يعرفهم
فهد عامر الأحمدي
قبل أعوام قضيتُ إجازتي في جزيرة بينانج الماليزية (وأعرف أن هذا لا يهمكم) ولكنني أملك قصة حقيقية تخلط بين الطرافة والغرابة والتشريح..
فأمام شاطئ الفندق الذي نزلت فيه (ويدعى ميوتارا) كان هناك رجل صيني فقير يعمل مع زوجته على تدليك أقدام الناس.. وعبثا حاول الفندق منعهما من التواجد أمامه ولكنهما كانا يعتبران الشاطئ منزلهما الوحيد - حيث كنت أراهما طوال ساعات اليوم يعملان على تدليك أقدام السياح..
وبالنسبة لي لم يكن ما يفعلانه شيئا غريبا كوني أعلم بوجود فلسفة صينية قديمة (تدعى ريفلوكسولوجي) تفترض وجود مسارات للطاقة تنتهي في باطن القدمين.. أما كلمة "الريفلوكسولوجي" فمصطلح حديث مشتق من كلمة "ريفلكس" أو رد الفعل الانعكاسي للاعصاب (وهو شعور لذيذ يمكنك الاحساس به حين تسحب قدميك بقوة على طرف حاد)..
وتعتمد الفكرة على تدليك أو وخز نهايات الاعصاب في باطن القدمين لتسكين الألم أو شفاء العضو المقابل في الجسم.. فألم العين مثلا يمكن علاجه بتدليك باطن الأصبع الثاني، ووجع الأذن بوخز نقطة الالتقاء بين أصغرأصبعين ، وألم الورك بالضغط بقوة على طرف القوس الأيسر ، ومفاصل الركبتين بمسافة أقرب إلى الأصابع... وكنت أتمنى لو أتيح لي تقديم خريطة توضح مواقع هذه "النقاط" ، ولكن في المرة القادمة التي تذهب فيها إلى دكان الخردوات ابحث عن مربع بلاستيكي (يملك رؤوساً مدببة خاصة بتدليك القدمين) وستجد خريطة مرفقة لها!
... على أي حال.. ذات يوم وفقت في العثور على الرجل خاليا من أي زبون (حيث كانت أم حسام ترفض ذهابي لزوجته). وما أن بدأ عمله حتى تملكني شعور قوي "بالدغدغة" والانفجار من الضحك ؛ إلا أنه رفع رأسه وقال: سيختفي هذا الشعور بعد قليل.. وما أثار استغرابي أكثر ادعاؤه أنه بعد ثلاثين عاما من مزاولة هذه المهنة أصبح يعرف أحوال الناس بمجرد النظر لأقدامهم.. ويبدو أنني لم أفهم قصده جيدا فقلت: لا أصدق بإمكانية معرفة الغيب بأي طريقة كانت.. فقال بجدية: لا أدعي معرفة الغيب ولكنني أتحدث عن إمكانية التعرف على صحة الانسان - والأمراض التي يعاني منها - من شكل وتضاريس قدميه... وقبل أن أقول شيئا أكمل حديثه: فكما يستطيع الطبيب تشخيص المرض بفحص العين أو اللسان أو اشعة العظام أستطيع أنا فعل ذلك بمجرد رؤية القدمين وتحسسهما.. وعندها سألته: إذاً ؛ هل يمكنك إخباري عن حالتي الصحية!؟ فقال بهدوء: تعلمت منذ خمس سنوات أن لا أثير رعب الناس بالحديث عن أمراضهم المتوقعة (وهي إجابة أرعبتني أكثر) فحاولت استفزازه بقولي: وكيف أستطيع تصديقك إذاً!؟.. فقال هامساً بدون أن يرفع نظره عن قدَميّ: هل ترى هذا الشاب (وكان سائحا هزيلا يتلقى تدليكا من زوجته) قلت: وماذا به!؟.. قال: سيفرغ ما في بطنه بعد قليل.. وبدافع من الصدمة والقرف بادرته بثلاثة أسئلة متتالية: كيف عرفت ذلك / وهل تعرف زوجتك هذا / وهل يجب أن أبتعد أكثر!؟؟.. فأجابني بدون أن يرفع رأسه: كنت أراقب قدميه منذ حضوره / ولا تملك زوجتي الخبرة لمعرفة ما سيحدث... ولم يكد ينهي كلامه حتى افرغ الشاب ما ببطنه ثم داخ بعدها!! ورغم معرفتي بفكرة الريفلوكسولوجي - ورغم وجود المربع المدبب أسفل طاولتي - إلا أنني مازلت أجهل لليوم كيف عرف ماسيحدث بمجرد النظر لقدميء رجل يبعد عنه بمسافة مترين؟
صباح الخير
كيفكم يا صبايا ان شاء الله بخير
انا من المتابعين لمقالات الاستاذ فهد الاحمدي الكاتب في جريدة الرياض :sm120:
وحبيت اليوم انقل لكم احدى مقالاته الرائعه
واتمنى لكم الفائده والمتعه
7
7
7
من أقدامهم.. يعرفهم
فهد عامر الأحمدي
قبل أعوام قضيتُ إجازتي في جزيرة بينانج الماليزية (وأعرف أن هذا لا يهمكم) ولكنني أملك قصة حقيقية تخلط بين الطرافة والغرابة والتشريح..
فأمام شاطئ الفندق الذي نزلت فيه (ويدعى ميوتارا) كان هناك رجل صيني فقير يعمل مع زوجته على تدليك أقدام الناس.. وعبثا حاول الفندق منعهما من التواجد أمامه ولكنهما كانا يعتبران الشاطئ منزلهما الوحيد - حيث كنت أراهما طوال ساعات اليوم يعملان على تدليك أقدام السياح..
وبالنسبة لي لم يكن ما يفعلانه شيئا غريبا كوني أعلم بوجود فلسفة صينية قديمة (تدعى ريفلوكسولوجي) تفترض وجود مسارات للطاقة تنتهي في باطن القدمين.. أما كلمة "الريفلوكسولوجي" فمصطلح حديث مشتق من كلمة "ريفلكس" أو رد الفعل الانعكاسي للاعصاب (وهو شعور لذيذ يمكنك الاحساس به حين تسحب قدميك بقوة على طرف حاد)..
وتعتمد الفكرة على تدليك أو وخز نهايات الاعصاب في باطن القدمين لتسكين الألم أو شفاء العضو المقابل في الجسم.. فألم العين مثلا يمكن علاجه بتدليك باطن الأصبع الثاني، ووجع الأذن بوخز نقطة الالتقاء بين أصغرأصبعين ، وألم الورك بالضغط بقوة على طرف القوس الأيسر ، ومفاصل الركبتين بمسافة أقرب إلى الأصابع... وكنت أتمنى لو أتيح لي تقديم خريطة توضح مواقع هذه "النقاط" ، ولكن في المرة القادمة التي تذهب فيها إلى دكان الخردوات ابحث عن مربع بلاستيكي (يملك رؤوساً مدببة خاصة بتدليك القدمين) وستجد خريطة مرفقة لها!
... على أي حال.. ذات يوم وفقت في العثور على الرجل خاليا من أي زبون (حيث كانت أم حسام ترفض ذهابي لزوجته). وما أن بدأ عمله حتى تملكني شعور قوي "بالدغدغة" والانفجار من الضحك ؛ إلا أنه رفع رأسه وقال: سيختفي هذا الشعور بعد قليل.. وما أثار استغرابي أكثر ادعاؤه أنه بعد ثلاثين عاما من مزاولة هذه المهنة أصبح يعرف أحوال الناس بمجرد النظر لأقدامهم.. ويبدو أنني لم أفهم قصده جيدا فقلت: لا أصدق بإمكانية معرفة الغيب بأي طريقة كانت.. فقال بجدية: لا أدعي معرفة الغيب ولكنني أتحدث عن إمكانية التعرف على صحة الانسان - والأمراض التي يعاني منها - من شكل وتضاريس قدميه... وقبل أن أقول شيئا أكمل حديثه: فكما يستطيع الطبيب تشخيص المرض بفحص العين أو اللسان أو اشعة العظام أستطيع أنا فعل ذلك بمجرد رؤية القدمين وتحسسهما.. وعندها سألته: إذاً ؛ هل يمكنك إخباري عن حالتي الصحية!؟ فقال بهدوء: تعلمت منذ خمس سنوات أن لا أثير رعب الناس بالحديث عن أمراضهم المتوقعة (وهي إجابة أرعبتني أكثر) فحاولت استفزازه بقولي: وكيف أستطيع تصديقك إذاً!؟.. فقال هامساً بدون أن يرفع نظره عن قدَميّ: هل ترى هذا الشاب (وكان سائحا هزيلا يتلقى تدليكا من زوجته) قلت: وماذا به!؟.. قال: سيفرغ ما في بطنه بعد قليل.. وبدافع من الصدمة والقرف بادرته بثلاثة أسئلة متتالية: كيف عرفت ذلك / وهل تعرف زوجتك هذا / وهل يجب أن أبتعد أكثر!؟؟.. فأجابني بدون أن يرفع رأسه: كنت أراقب قدميه منذ حضوره / ولا تملك زوجتي الخبرة لمعرفة ما سيحدث... ولم يكد ينهي كلامه حتى افرغ الشاب ما ببطنه ثم داخ بعدها!! ورغم معرفتي بفكرة الريفلوكسولوجي - ورغم وجود المربع المدبب أسفل طاولتي - إلا أنني مازلت أجهل لليوم كيف عرف ماسيحدث بمجرد النظر لقدميء رجل يبعد عنه بمسافة مترين؟