المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة التزام .......


muslimaaaa
01-08-2008, 08:44 AM
http://img149.imageshack.us/img149/6691/lojein881gif11tl7.gif

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
http://sl.glitter-graphics.net/pub/591/591066mxcu8uetj6.gif

اهلا" بكم جميعا"

عندى فكره و هى بعنوان

قصة التزام

الفكره ان تكتب كل واحده قصة التزمها
أو بمعنى أخر قصة عودتها الى الله

الهدف من هذا الموضوع هو
ان نجعل غير الملتزمين يعلموا ان حياة الالتزام هى الحياه التى يوجد بها الراحه و السعاده
و ان المعاصى ما تأتى الا بالمصائب و الاكتئاب و الحزن

اجعلوا قصة التزامكم دعوه لغير الملتزمين
للرجوع الى الله
http://sl.glitter-graphics.net/pub/591/591066mxcu8uetj6.gif


إن كنت تغدوا في الذنوب جليـداً وتخاف في يـوم المعـاد وعيـداً فلقد اتاك مـن المهيمـن عفـوه وأفاض من نعـمٍ عليـك مزيـداً لا تيأسن من لطف ربك في الحشا في بطن أمـك مضغـه ووليـداً لو شاء أن تصلى جهنـم خالـداً ما كـان الهـم قلبـك التوحيـدا

سهام
01-08-2008, 09:14 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أختي مسلمه من جد لفت إنتباهي موضوعك الرائع

وكانت فكره من زمان تراودني في إنزال موضوع شبيهاً بموضوعك الرائع

وفي سرد هذه القصص الشيء الطيب والإتعظ بأحوال التائيبات

وكيف رجوعهم إلى الله فتلك ساعات لاتنسى كيف تنسى وهي يوم بداية حياتي

الجميله التي بالقرب من الله تصفوا

بارك الله فيك أختي مسلمه ونفع بك الإسلام والمسلمين

سهام

هدوء العاصفه
01-08-2008, 10:04 AM
جزاكـ الله خيرا وأثابك وجعل الجنة مثواكـ

حروف
01-08-2008, 10:26 AM
فكرة رائِعة و مميزة
بوركتِ يا غالية
في ميزان حسناتكِ يارب

حروف ~

muslimaaaa
01-08-2008, 03:30 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أختي مسلمه من جد لفت إنتباهي موضوعك الرائع

وكانت فكره من زمان تراودني في إنزال موضوع شبيهاً بموضوعك الرائع

وفي سرد هذه القصص الشيء الطيب والإتعظ بأحوال التائيبات

وكيف رجوعهم إلى الله فتلك ساعات لاتنسى كيف تنسى وهي يوم بداية حياتي

الجميله التي بالقرب من الله تصفوا

بارك الله فيك أختي مسلمه ونفع بك الإسلام والمسلمين

سهام

شكرا" ليكى يا سهام ....و الله اسعدنى ردك جدا":31: ...الموضوع ده كنت نويه وضعه من فتره بس كنت عيزه الاول اظبطه .....


هدوء العاصفهجزاكـ الله خيرا وأثابك وجعل الجنة مثواكـ

جزانا و اياكم و المسلمين يا هدوء العاصفه:31: ....و جعلك الله من اهل الفردوس انتى و جميع بنات المنتدى

حروف
فكرة رائِعة و مميزة
بوركتِ يا غالية
في ميزان حسناتكِ يارب

حروف ~


انتى الرائعه يا دموعه ...الله يكرمكم و يسعدكم يا رب :31:

bdoor
01-08-2008, 05:53 PM
الســــــــــــــــلام علــــــــــــــــــــيكم
أنا عضوة جديدة وعندي قصة حب أو بمعنى أخر معاااااااااااااااااناه أتمنى إني أشوف ردودكــــــــــــــــــــم عشـــــان أكتب القصة

وبالنسبه لمــــــــوضوع الإلتزام

انا كنت فتاة عاديه أصلي أصوم عادي كأنه شئ روتيني لكن الحمد بعد مادخلت الكلية أحضر الندوات الي تقام في الكليه من قبل بنات المصلى وكـــــــــــــانوا يجوا داعيات من الجاليات والان

الحمد الله على حاااااااااااال

اتجنب سماع الأغاني

أحااااااول أكوووون في ذكر مستمر لله والحمد لله



وأتمنى كـــــــــــــــــل البنات يعودوا إلى الله

لأنك إذا ابتعتي عن الله راح تخسري كل شئ وإذا تقربتي إلى الله راح تحصلي على كل شئ



وأخيرا

أتمنى أتمنى انكم تتركوا العبايه على الكتف أروووووووجوكم


وتذكروا أنه من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه

muslimaaaa
01-08-2008, 06:18 PM
أولا" اهلا" و سهلا" بيكى فى المنتدى ....نورتى المنتدى :31:....شكرا" ليكى يا bdoor ان شاركتينا بقصة التزامك .....الله يثبتك على الحق و يجعلك دائما" من الصالحين و يثبتنا جميعا" و يخرنا من الدنيا غير مفتونين ....اتمنى باقى الاخوات يشاركوا بقصة التزامهم لعلكى تكونى سببا" فى التزام اخت من الاخوات و يكون لكى الاجر ان شاء الله

عضوة ،
01-08-2008, 10:47 PM
مشكوووووووووورة انا روتيني اليومي عادي صلاة صيام
لكن انا ما اسمع اغاني<<تعودت من الاهل من انا صغيرة
بس bdoor انتي كاتبة ان نترك عباية الجتف بس عباية الجتف عادي مب حراام

muslimaaaa
01-08-2008, 10:52 PM
شكرا" ليكى 5anfo0osa ....الله يثبتك و يزيدك بالخير حبيبتى :31:

bdoor
02-08-2008, 03:50 AM
انتي كاتبة ان نترك عباية الجتف بس عباية الجتف عادي مب حراام



ياليت تقرين زين شكلك معاكي ضعف نظر من وانتي صغيرة

muslimaaaa
04-02-2009, 11:56 PM
ضعوا هنا قصص التزامكم أو قصص التزام احد تعرفيه ......أو قصة قرأتيها عن عودت شخص لله
الموضوع للعظه و العبره .....اتمنى تشاركونى

muslimaaaa
05-02-2009, 12:09 AM
قساوسة ومنصرون أسلموا


1-رئيس لجان التنصير بأفريقيا القس المصري السابق اسحق هلال مسيحه

الاسم: القس إسحق هلال مسيحه

المهنة: راعي كنيسة المثال المسيحي ورئيس فخري لجمعيات خلاص النفوس المصرية بإفريقيا وغرب آسيا. مواليد: 3/5/1953-المنيا-جمهورية مصر العربية. ولدت في قرية البياضية مركز ملوي محافظة المنيا من والدين نصرانيين أرثوذكس زرعا في نفوسنا - ونحن صغار - الحقد ضد الإسلام والمسلمين.

حين بدأت أدرس حياة الأنبياء بدأ الصراع الفكري في داخلي وكانت أسئلتي تثير المشاكل في أوساط الطلبة مما جعل البابا (شنودة) الذي تولّى بعد وفاة البابا (كيربس) يصدر قراراً بتعييني قسيساً قبل موعد التنصيب بعامين كاملين- لإغرائي وإسكاتي فقد كانوا يشعرون بمناصرتي للإسلام - مع أنه كان مقرراً ألا يتم التنصيب إلا بعد مرور 9 سنوات من بداية الدراسة اللاهوتية. ثم عيّنت رئيساً لكنيسة المثال المسيحي بسوهاج ورئيساً فخرياً لجمعيّات خلاق النفوس المصريّة (وهي جمعيّة تنصيريّة قويّة جدّاً ولها جذور في كثير من البلدان العربية وبالأخص دول الخليج) وكان البابا يغدق عليّ الأموال حتّى لا أعود لمناقشة مثل تلك الأفكار لكنّي مع هذا كنت حريصاً على معرفة حقيقة الإسلام ولم يخبو النور الإسلامي الذي أنار قلبي فرحاً بمنصبي الجديد بل زاد، وبدأت علاقتي مع بعض المسلمين سراً وبدأت أدرس وأقرأ عن الإسلام. وطُلب منّي إعداد رسالة الماجستير حول مقارنة الأديان وأشرف على الرسالة أسقف البحث العلمي في مصر سنة 1975، واستغرقت في إعدادها أربع سنوات وكان المشرف يعترض على ما جاء في الرسالة حول صدق نبوة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأميته وتبشير المسيح بمجيئه. وأخيراً تمّت مناقشة الرّسالة في الكنيسة الإنكليكيّة بالقاهرة واستغرقت المناقشة تسع ساعات وتركزت حول قضيّة النّبوّة والنّبي صلى الله عليه وسلم علماً بأن الآيات صريحة في الإشارة إلى نبوّته وختم النّبوّة به. وفي النهاية صدر قرار البابا بسحب الرسالة منّي وعدم الاعتراف بها. أخذت أفكر في أمر الإسلام تفكيراً عميقاً حتّى تكون هدايتي عن يقين تام ولكن لم أكن أستطيع الحصول على الكتب الإسلامية فقد شدّد البابا الحراسة عليّ وعلى مكتبتي الخاصّة.

ولهدايتي قصة
في اليوم السادس من الشهر الثامن من عام 1978م كنت ذاهباً لإحياء مولد العذراء بالإسكندريّة أخذت قطار الساعة الثالثة وعشر دقائق الذي يتحرك من محطة أسيوط متجهاً إلى القاهرة وبعد وصول القطار في حوالي الساعة التاسعة والنصف تقريباً ركبت الحافلة من محطة العتبة رقم 64 المتجهة إلى العباسيّة وأثناء ركوبي في الحافلة بملابسي الكهنوتية وصليب يزن ربع كيلو من الذهب الخالص وعصاي الكرير صعد صبيّ في الحادية عشر من عمره يبيع كتيبات صغيرة فوزعها على كلّ الركّاب ماعدا أنا، وهنا صار في نفسي هاجس لم كل الركاب إلا أنا، فانتظرته حتّى انتهى من التوزيع والجمع فباع ما باع وجمع الباقي قلت له: "يا بنيّ لماذا أعطيت الجميع بالحافلة إلا أنا". فقال: "لا يا أبونا أنت قسيس". وهنا شعرت وكأنّني لست أهلاً لحمل هذه الكتيّبات مع صغر حجمها (لا يمسّه إلاّ المطهرون). ألححت عليه ليبيعني منهم فقال: "لا دي كتب إسلاميّة" ونزل، وبنزول هذا الصّبي من الحافلة شعرت وكأنّني جوعان وفي هذه الكتب شبعي وكأنّني عطشان وفيها شربي. نزلت خلفه فجرى خائفاً منّي فنسيت من أنا وجريت وراءه حتّى حصلت على كتابين. عندما وصلت إلى الكنيسة الكبرى بالعبّاسيّة (الكاتدرائيّة
المرقسيّة) ودخلت إلى غرفة النّوم المخصّصة بالمدعوّين رسميّاً كنت مرهقاً من السفر، ولكن عندما أخرجت أحد الكتابين وهو (جزء عم) وفتحته وقع بصري على سورة الإخلاص فأيقظت عقلي وهزت كياني. بدأت أرددها حتى حفظتها وكنت أجد في قراءتها راحة نفسية واطمئناناً قلبياً وسعادة روحية، وبينا أنا كذلك إذ دخل عليّ أحد القساوسة وناداني: "أبونا إسحاق" ،فخرجت وأنا أصيح في وجهه: (قل هو الله أحد) دون شعور منّي.

على كرسي الاعتراف:

بعد ذلك ذهبت إلى الإسكندريّة لإحياء أسبوع مولد العذراء يوم الأحد أثناء صلاة القداس المعتاد وفي فترة الراحة ذهبت إلى كرسي الاعتراف لكي أسمع اعترافات الشعب الجاهل الذي يؤمن بأن القسيس بيده غفران الخطايا.

جاءتني امرأة تعض أصابع الندم. قالت: "أني انحرفت ثلاث مرات وأنا أمام قداستك الآن أعترف لك رجاء أن تغفر لي وأعاهدك ألا أعود لذلك أبداً ". ومن العادة المتبعة أن يقوم الكاهن برفع الصليب في وجه المعترف ويغفر له خطاياه. وما كدت أرفع الصليب لأغفر لها حتى وقع ذهني على العبارة القرآنية الجميلة (قل هو الله أحد) فعجز لساني عن النطق وبكيت بكاءً حارّاً وقلت: "هذه جاءت لتنال غفران خطاياها منّي فمن يغفر لي خطاياي يوم الحساب والعقاب". هنا أدركت أن هناك كبير أكبر من كل كبير، إله واحدٌ لا معبود سواه. ذهبت على الفور للقاء الأسقف وقلت له: "أنا أغفر الخطايا لعامة الناس فمن يغفر لي خطاياي" . فأجاب دون اكتراث: "البابا". فسألته: "ومن يغفر للبابا"، فانتفض جسمه ووقف صارخاً وقال: "أنت قسيس مجنون واللي أمر بتنصيبك مجنون حتّى وإن كان البابا لأنّنا قلنا له لا تنصّبه لئلاّ يفسد الشعب بإسلاميّاته وفكره المنحل". بعد ذلك صدر قرار البابا بحبسي في دير (ماري مينا) بوادي النطرون.

كبير الرهبان يصلّي:

أخذوني معصوب العينين وهناك استقبلني الرهبان استقبالاً عجيباً كادوا لي فيه صنوف العذاب علماً بأنّني حتّى تلك اللحظة لم أسلم، كل منهم يحمل عصا يضربني بها وهو يقول: "هذا ما يصنع ببائع دينه وكنيسته". استعملوا معي كل أساليب التعذيب الذي لا تزال آثاره موجودةً على جسدي وهي خير شاهدٍ على صحّة كلامي حتّى أنّه وصلت بهم أخلاقهم اللاإنسانيّة أنهم كانوا يدخلون عصا المقشّة في دبري يوميّاً سبع مرّات في مواقيت صلاة الرهبان لمدّة سبعة وتسعين يوماً، وأمروني بأن أرعى الخنازير. وبعد ثلاثة أشهر أخذوني إلى كبير الرهبان لتأديبي دينياً وتقديم النصيحة لي فقال: "يا بنيّ . . إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، اصبر واحتسب. ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب".قلت في نفسي ليس هذا الكلام من الكتاب المقدس ولا من أقوال القديسين. وما زلت في ذهولي بسبب هذا الكلام حتى رأيته يزيدني ذهولاً على ذهول بقوله: "يا بنيّ نصيحتي لك السر والكتمان إلى أن يعلن الحق مهما طال الزمان" تُرى ماذا يعني بهذا الكلام وهو كبير الرهبان. ولم يطل بي الوقت حتى فهمت تفسير هذا الكلام المحيّر. فقد دخلت عليه ذات صباح لأوقظه فتأخر في فتح الباب، فدفعته ودخلت وكانت المفاجأة الكبرى التي كانت نوراً لهدايتي لهذا الدين الحق دين الوحدانيّة عندما شاهدت رجلاً كبيراً في السنّ ذا لحية بيضاء وكان في عامة الخامس والستّين وإذا به قائماً يصلي صلاة المسلمين (صلاة الفجر). تسمرتُ في مكاني أمام هذا المشهد الذي أراه ولكنّي انتبهت بسرعة عندما خشيت أن يراه أحد من الرهبان فأغلقت الباب. جاءني بعد ذلك وهو يقول: "يا بنيّ استر عليّ ربّنا يستر عليك". أنا منذ 23 سنة على هذا الحال-غذائي القرآن وأنيس وحدتي توحيد الرحمن ومؤنس وحشتي عبادة الواحد القهّار الحقّ أحقّ أن يتّبع يا بنيّ".

بعد أيّام صدر أمر البابا برجوعي لكنيستي بعد نقلي من سوهاج إلى أسيوط لكن الأشياء التي حدثت مع سورة الإخلاص وكرسي الاعتراف والراهب المتمسّك بإسلامه جعلت في نفسي أثراً كبيراً لكن ماذا أفعل وأنا محاصر من الأهل والأقارب وممنوع من الخروج من الكنيسة بأمر شنودة.


رحلة تنصيريّة:

بعد مرور عام جاءني خطاب والمودع بالملف الخاص بإشهار إسلامي بمديرية أمن الشرقيّة-ج.م.ع يأمرني فيه بالذهاب كرئيس للّجنة المغادرة إلى السودان في رحلة تنصيريّة فذهبنا إلى السودان في الأوّل من سبتمبر 1979م وجلسنا به ثلاثة شهور وحسب التعليمات البابويّة بأن كلّ من تقوم اللجنة بتنصيره يسلّم مبلغ 35 ألف جنيه مصريّ بخلاف المساعدات العينيّة فكانت حصيلة الذين غرّرت بهم اللجنة تحت ضغط الحاجة والحرمان خمسة وثلاثين سودانيّاً من منطقة واو في جنوب السودان. وبعد أن سلّمتُهم أموال المنحة البابويّة اتّصلت بالبابا من مطرانيّة أم درمان فقال: "خذوهم ليروا المقدسات المسيحيّة بمصر (الأديرة)" وتم خروجهم من السودان على أساس عمّال بعقود للعمل بالأديرة لرعي الإبل والغنم والخنازير وتم عمل عقود صوريّة حتّى تتمكّن لجنة التنصير من إخراجهم إلى مصر.

بعد نهاية الرحلة وأثناء رجوعنا بالباخرة (مارينا) في النّيل قمت أتفقّد المتنصرين الجدد وعندما فتحت باب الكابينة 14 بالمفتاح الخاص بالطاقم العامل على الباخرة فوجئت بأن المتنصر الجديد عبد المسيح (وكان اسمه محمّد آدم) يصلّي صلاة المسلمين. تحدّثت إليه فوجدته متمسّكاً بعقيدته الإسلاميّة فلم يغريه المال ولم يؤثّر فيه بريق الدنيا الزائل . خرجت منه وبعد حوالي الساعة أرسلت له أحد المنصّرين فحضر لي بالجناح رقم 3 وبعد أن خرج المنصّر قلت له: "يا عبد المسيح لماذا تصلّي صلاة المسلمين بعد تنصّرك"، فقال: "بعت لكم جسدي بأموالكم، أمّا قلبي وروحي وعقلي فملك الله الواحد القهّار لا أبيعهم بكنوز الدنيا وأنا أشهد أمامك بأن لا إله إلا الله وأنّ محمّد رسول الله".

بعد هذه الأحداث التي أنارت لي طريق الإيمان وهدتني لأعتنق الدين الإسلامي وجدت صعوبات كثيرة في إشهار إسلامي نظراً لأنّني قس كبير ورئيس لجنة التنصير في أفريقيا وقد حاولوا منع ذلك بكل الطرق لأنه فضيحة كبيرة لهم. ذهبت لأكثر من مديريّة أمن لأشهر إسلامي وخوفاً على الوحدة الوطنيّة أحضرتْ لي مديريّة الشرقيّة فريقاً من القساوسة والمطارنة للجلوس معي وهو المتّبع بمصر لكل من يريد اعتناق الإسلام. هدّدتني اللجنة المكلّفة من 4 قساوسة و 3 مطارنة بأنها ستأخذ كلّ أموالي وممتلكاتي المنقولة والمحمولة والموجودة في البنك الأهلي المصري-فرع سوهاج وأسيوط والتي كانت تقدّر بحوالي 4 مليون جنيه مصريّ وثلاثة محلات ذهب وورشة لتصنيع الذهب بحارة اليهود وعمارة مكوّنة من أحد عشر طابق رقم 499 شارع بور سعيد بالقاهرة فتنازلت لهم عنها كلّها فلا شئ يعدل لحظة الندم التي شعرت بها وأنا على كرسي الاعتراف. بعدها كادت لي الكنيسة العداء وأهدرت دمي فتعرضت لثلاث محاولات اغتيال من أخي وأولاد عمّي، فقاما بإطلاق النّار عليّ في القاهرة وأصابوني في كليتي اليسرى والّتي تم استئصالها في 7/1/1987م في مستشفى القصر العيني والحادث قيّد بالمحضر رقم 1762/1986 بقسم قصر النّيل مديريّة أمن القاهرة بتاريخ 11/11/1986م.
أصبحت بكلية واحدة وهي اليمنى ويوجد بها ضيق الحالب بعد التضخم الذي حصل لها بقدرة الخالق الذي جعلها عوضاً عن كليتين. ولكن للظروف الصعبة الّتي أمر بها بعد أن جرّدتني الكنيسة من كل شئ والتقارير الطبّيّة التي تفيد احتياجي لعملية تجميل لحوض الكلية وتوسيع للحالب. ولأني لا أملك تكاليفها الكبيرة، أجريت لي أكثر من خمس عشرة عملية جراحيّة من بينها البروستات ولم تنجح واحدة منها لأنها ليست العملية المطلوب إجراؤها حسب التقارير التي أحملها، ولما علم أبواي بإسلامي أقدما على الانتحار فأحرقا نفسيهما والله المستعان.

القصه بصوت القس المصري السابق اسحق هلال مسيحه.....استمع من هنا (http://media.islamway.com/lessons/several//ALsalibiya.rm)

muslimaaaa
05-02-2009, 07:04 PM
مالك بن دينار--من اروع قصص العودة الى الله



بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

يقول الله سبحانه وتعالى : ( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ) وهذه القصة من أروع قصص العودة لله .
مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم وقد امتلأ بطلبة العلم حتى لم يبق فيه مكان , ولكنهم ينتظرون شيخهم ومعلمهم وقد تأخر على غير عادته ..
وبينما هم في الانتظار إذا هو قادم عليهم , عليه وقار الصالحين , رؤيته تذكرك بذكر الله رب العالمين , فجلس بينهم في المكان الذي اعتاد الجلوس فيه , ثم أطرق إلى الأرض مفكرا ثم رفع رأسه وقال : يا أبنائي الأعزاء ، ظللت طول عمري أعلمكم وأفقهكم أمور دينكم , أما اليوم فسأحدثكم عن شيخكم الماثل أمامكم :
لقد كنت في العراق وأنا في ريعان شبابي رئيس حرس الأسواق , وكنت أُراقب حركة الأسعار والتجار , وكنت فظا غليظ القلب لا يحبني أحد ولا أحترم أحدا ..
وبينما أنا أجول في السوق رأيت رجلا من التجار طويل القامة , كبير الهامة عريض المنكبين , قد لبس الحرير وأسبل عمامته تفوح منه رائحة الطيب وحلى أصبعه بخاتم ضخم , البطر والطرف باد على محياه , وبين يديه رجل فقير قد جثا على ركبتيه يتوسل ويتضرع ويبكي , ثيابه ممزقة لا تكاد تستر جسمه , نحيل ،غائر العين , أصفر الوجه , مشقق اليد من التعب والكدح , وهو يقول :
يا مولاي لماذا أخذت مني سبعة دراهم وهي محصلة يومي وتعبي , ردها علي إنني أحتاج إليها هذه الليلة , ففيها عشاء بنياتي , فإن أخذتها مني سيبات بنياتي طاويات من الجوع في هذا البرد الذي لا يرحم , رُد علي دراهمي يرحمك الله يُخلفك الله خير منها ... أمهلني ..
وكلما تذلل المسكين بين يديه شمخ الغني بأنفه ورفع رأسه إلى السماء وكأنه يكلم جدارا أو حجرا لا إنسانا فيه قلب وروح ..
ويقول : تأثرت بهذا المنظر فجئت إلى الغني وقلت : ما شأنك وهذا ؟
فقال : وماذا يحشرك أنت فيما بيننا ؟ انصرف إنك لا تعرف هذا , إنه مكار خبيث أقرضته منذ سنة سبعة دراهم وهو يفر مني كلما رآني حتى قابلته اليوم بالسوق فأخذتها منه .. ..
يقول : فقلت له : سبعة دراهم وأنت قد أغناك الله , ردها عليه فلما قلت له ذلك أبى وتكبر وطغى , يقول : فصفعته صفعة طنت لها أذناه وانقدحت لها عيناه ثم أدخلت يدي في جيبه وأخرجت الدراهم ووضعتها في يد الفقير , فقلت له : انطلق .. فانطلق فرحا يلتفت يجري , قلت له :

يا هذا إذا تعشت بنياتك هذه الليلة فقل لهن يدعون لمالك بن دينار , يقول فلما أصبح الصباح وبينما أنا في السوق أحسست في قلبي أن الله قد قذف فيه حب الزواج , فأخذت أعرض نفسي على الناس ولكن من يزوجني ؟ فأنا الفظ الغليظ مدمن الخمر لا يرغب بي أحد , فيقول فلما طردني الناس ذهبت إلى سوق الجواري فاشتريت جاريةً مسلمةً مؤمنة ثم أعتقتها وجعلت عتقها مهرها , ثم تزوجتها , فكانت نعم المرأة عارفة لربها مطيعة لزوجها , كنت أرى فيها الخير والبركة من يوم أن حلت بداري , فقد تركت الخمر , وأقبلت على الصلاة والذكر والطاعة وأخذت أستغفر الله ورق قلبي ولان , وأصبحت أحب الخير والدعوة للخير , ورزقني الله منها بنية صغيرة كنت أرى فيها سعادة الدنيا أراها تلعب أمامي في الدار وتتلقاني إذا جئت وتنام بجواري في الليل وتلاعبني وألاعبها , فأقضي أوقاتي معها في الدار ...
وبينما أنا كذلك ذات يوم , وهي تلعب بين يدي إذ خرت في حجري ميتة لا أدري ماذا حدث ؟ فاضت روحها وأنا أنظر إليها فكاد قلبي أن ينخلع من مكانه فقلتُ : ويحي بنيتي قرة عيني ماذا أصابك ؟
فحملتها وقد تدلت رقبتها على يدي , وأخذت أذهب في البيت فاستقبلتني أمها ، ما الذي حدث للبنية ؟ فقلت :
لا أدري تلعب بين يدي فخرت ميتة , فجلست أنا وأمها نبكي ..
وكلما التفت في الدار بعد أن دفنتها وصليت عليها وجدت ذكراها , هذه ألعابها وتلك ملابسها ، إذا جاء الطعام تذكرتها , وإذا جاء المنام تذكرتها حتى أخذ مني الحزن كل مأخذ فأصبحت لا أشتهي الطعام والشراب ..
وإذا جاء الليل وما أدراك ما الليل أظل أراقب نجومه حتى أنام من الإعياء والتعب ..
وذات ليلة ، ولما بلغ مني الحزن كل مبلغ , ودب بي اليأس يرافقه الحزن قلت : لأشربن هذه الليلة حتى أموت , فأحضرت الشراب وجلست أشرب حتى خررت على الأرض صريعا لا أدري كيف ولا أدري متى ..
وبينما أنا في ذنبي ومعصيتي لم أرض بقضاء الله ـ ولكن الله أرحم الراحمين ـ
رأيت في المنام كأن القيامة قد قامت , وكأن الأرض قد تشققت عن العباد كالجراد المنتشر , يشارك في هول يوم القيامة كل شيء ، السماء تنفطر الجبال تدمر كل شيء .. الخلائق تجري , وأنا أجري أحس بلهيب خلف ظهري
فلما التفت رأيت ثعبانا ينفث نارا , يجري خلفي , إلى أين المهرب ؟
إلى من أفر ؟ يقول : وأنا أجري في عرصات يوم القيامة , والثعبان خلفي وألهث من التعب , وجدت جبلا وحيدا يعترض طريقي , وفي الجبل شرفات وفتحات تطل منهن بنيات , فلما رأينني صرخن : يا فاطمة أدركي أباك
يا فاطمة أدركي أباك , يقول : فإذا بنيتي الصغيرة تطل من شرفة في الجبل فتراني فتقول : أبي ثم أشارت إلى الثعبان فوقف , فمدت يدها إلي وأصعدتني عندها , ثم جلست بين يدي وهو تقول :
يا أبتاه ( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ) يقول : وتكررها واستيقظت من نومي وكأني أسمع صوتها يتردد , فسمعت آذان الفجر "حي على الصلاة ـ حي على الفلاح" يقول : فأفقت واستغفرت وتبت إلى الله , وحمدت الله أن أحياني إلى الدنيا من جديد ثم ذهبت واغتسلت وتوضأت ثم ذهبت إلى المسجد الجامع , أُصلي خلف الإمام الشافعي وإذا به في الصلاة يقرأ قول الله تعالى :
( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ) يقول :
فانتفض قلبي وفاضت عيناي , وكأنني أنا الوحيد المعني بها وأنا المخاطب بها وذلك من رحمة الله , فاستحييت من الله حق الحياء ..
فلما انتهت الصلاة واستدار الإمام الشافعي أخذ يفسر لنا قوله تعالى :
( ألم يأن للذين آمنوا ) ويقول : عباد الله إنا الله يستحثنا إلى التوبة ...
فهو يقول : ( ألم يأن ) وهي مشتقة من الآن فكأنه يقول : الآن , الآن توبوا قبل أن تفوت هذه اللحظة فيندم الإنسان , الآن الآن إلى التوبة , إلى ذكر الله إلى الخشوع ، يقول : فتبت إلى الله , واستغفرت لذنبي وتجلت عندي رحمة الله الذي لم يأخذني بمعصيتي فأمهلني حتى تبت وأنبت وذهبت إلى زوجتي وقلت لها : هيا بنا نشد الرحال لمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم أطلب فيها العلم , فوفقني الله إلى كثير منه وعوضني الله خيرا من بنيتي
عوضني أبناء المسلمين يشدون إلي الرحال من مشارق الأرض ومغاربها يجلسون بين يدي طول النهار وزلفا من الليل يطلبون العلم , فحمدت الله تبارك وتعالى على نعمته
وآخر دعوانا أن الحمد لله والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين

منقول

muslimaaaa
06-02-2009, 04:41 PM
قصة التزام شاب‏


انا شاب,,,,,,
لقد نشأت في عائلة متوسطة الحالة الاجتماعية كانت عائلتي محافظة جدا و خاصة في الدين الإسلامي فقد كان أبي لا يتهاون ابد في مسالة الدين و الويل كل الويل لمن يخالف تعاليم الدين ...

كانت أفراد عائلتي متدينيين جدا.... إلا أنا فأنا لم اكن اعرف من الإسلام غير الاسم فقط مكتوب في الهوية الشخصية مسلم
المهم لقد تمردت على هذه الأسرة الطيبة ..كنت كل يوم اعمل مشاكل لأجد اي وسيلة تمكني من الخروج للبيت...حيث كنت اذهب الى رفاق السوء..حيث كنا نقضي و قتنا في كل شيء حرمه الله تعالى .... حتى أني تعلمت من هؤلاء الاصدقاء عادات كنت ابعد ما اكون عنها .... كنت اصاحب بنات بالحرام و نشرب الكحول و احيانا الحشيش .... كانت حياتي بعيدة عن الله سبحانه و تعالى ... ليس هذا فقط كان اصدقائي يسموني بالشيطان الاكبر لكثرة الحيل و الاساليب التي كنت ابتكرها في معصية الله

و في يوم من الايام كنت جالس انا و احد اصدقاء السوء نتبادل اطراف الحديث

فقال لي انا عندي طريقة لنكسب منها اموال كثيرة و بسهولة و بدون اي تعب

فقلت له كيف.فقال لي ...اسمع.. انا املك جهاز تلفون كاميرا و هذا الجهاز يستطيع ان يصور اي شخص

و بعد ان نقوم بتصويره سنطلب منه المال ..و اذا رفض سوف ننشر صوره في الانترنت مع القيام بتعديل هذه الصور ..... و بما اني كنت بعيدا عن الله وافقت على هذه الخطة الشيطانية لان فيها المال الكثير .... و بحكم خبرتي في الكمبيوتر ايضا...بدانا انا و هذا الشاب نقوم بتصوير الفتيات دون ان يعرفن و نقوم بعد ذلك بتهديد هذه الفتاة بانها اذا لم تدفع المال المطلوب سوف نقوم بتوزيع صورها على الشباب و بدانا في التنفيذ...

كنا نقوم بانتهاز الفرصة لاي بنت تقوم باي حركة غير طبيعية كان تضحك بصوت عالي في الشارع او ان تقوم باي حركة تناسب و ضع الصورة...حتى نتمكن من ابتزازها ... و كنا نفضل الفتبات الغير محتشمات لانهم فريسة سهلة و بدأنا في كسب المال ... و بعد مرور فترة اسبوع من هذه الخطة الشيطانية

و عندما كنا نصور احدى البنات الغير محتشمات..و عندما انتهينا من التصوير...سمعت صوتا خلفي يقول ....يا هذا اتق الله
نظرت خلفي فاذا فتاة تلبس الزي الاسلامي الكامل...فقلت لها انت من تقول اتق الله

انا اعرف ربنا اكثر منك لكنها لم تتكلم و ذهبت .... فقلت لها الا تخافين ان اقوم بتصويرك و توزيع صورك

فقالت لي لن تستطيع..فقلت لها و من سيمنعني..فقالت الله

صدقوني يا اخوان عندما سمعت هذه الكلمة شعرت بقشعريرة تسري في جسدي

الله..الله...الله.......لم استطع الرد..لان الفتاة كانت قد ذهبت

بقيت في مكاني لم استطع التحرك...و لكن صديقي شعر بالغضب و لحقت بالفتاة و بدون ان تشعر اخذ لها صورة

و جاء الي سعيد جدا و قال لي عندي لك مفاجاة ..فقلت له ما هذه المفاجاة..قال لي لقد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

اخذت صورة لهذه البنت

لم يكمل جملته.. و اذا بجهازه يسقط من يده و يتحول الى قطع صغيرة جدا

مع ان السقطة كانت خفيفة بعد ذلك ذهبت الى البيت و تركت صديقي يبكي على جهازه

وعندما دخلت الى البيت... ذهبت الى غرفتي و جلست على السرير نظرت فوق الطاولة فاذا القران الكريم فوقها..كان الغبار فوقه .... سالت نفسي منذ كم لم تفتح القران الكريم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

كان هناك صراع في داخلي و كلمات الفتاة لم استطع نسيانها..مع ان محاولات كثيرة جرت لاصلاحي و لكنها دون فائدة

هل تعرفون ما الذي جعلني افكر في هذه الفتاة و بكلامها لي...انها الثقة التي كانت تتحلىبها

يا هذا اتق الله...جملة لن انساها طوال حياتي فتحت القران بالصدفة فاذا هي سور ة النور

وعندما و صلت لقوله تعالى

{إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (19) سورة النــور

صرت ابكي و ابكي

و اقسمت من يومها على الرجوع لله تعالى

و كان الله اراد مني ان اقرا هذه السورة

(ما احلى الرجوع الى الله)

,,,,,,,,,,,,,,,,,,

خلاصة قولي
رسالة صغيرة اوجهها الى البنات

الى كل فتاة لا تلتزم الزي الشرعي في لباسها اقول لها اتق الله

و الى كل فتاة تحافظ على لباسها الاسلامي اقول لها حافظي على هذا اللباس

صدقوني عندما كنا نصور البنات لم نكن نصور الفتيات المحجبات ... كان هناك شيء غريب يمنعنا من ذل .... ما هو لا اعرف

يقول الله تعالى

{إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ} (38) سورة الحـج

و الحمد لله رب العالمين

تركت اصدقاء السوء..و اصبح لي اصدقاء جدد ملتزمون

والله وليى ووليكم

muslimaaaa
08-02-2009, 12:44 AM
قصة سالم الأعمى..والشيخ محمد العريفي!!!!

( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم )
لم أكن تجاوزت الثلاثين حين أنجبت زوجتي أول أبنائي ، ما زلت أذكر تلك الليلة ، كنت سهرانا مع شلة في أحد الشاليهات ، كانت سهرة حمراء بمعنى الكلمة ، أذكر ليلتها أني أضحكتهم كثيرا .. كنت أمتلك موهبة عجيبة في التقليد ، كانت بإمكاني تغيير نبرة صوتي حتى تصبح قريبة من الشخص الذي أسخر منه ، أجل كنت أسخر من هذا وذاك ، لم يسلم أحد مني حتى شلتي . صار بعض الرجال يتجنبني كي يسلم من لساني وتعليقاتي اللاذعة..

تلك الليلة سخرت من أعمى رأيته يتسول في السوق ، والأدهى أني وضعت قدمي أمامه ليتعثر , تعثر وانطلقت ضحكتي التي دوت في السوق .. عدت إلى بيتي متأخرا ،وجدت زوجتي في انتظاري .. كانت في حالة يرثى لها !!
أين كنت يا راشد ؟!
في المريخ ( أجبتها ساخرا) عند أصحابي بالطبع .. كانت في حالة يرثى لها ، قالت والعبرة تخنقها :
راشد .. أنا متعبة جدا .. الظاهر أن موعد ولادتي صار وشيكا..
سقطت دمعة صامته على جبينها ، أحسست أني أهملت زوجتي، كان من المفروض أن أهتم بها وأقلل من سهراتي خاصة أنها في شهرها التاسع .. قاست زوجتي الآلام يوم وليلة في المستشفى ، حتى رأى طفلي النور..
لم أكن في المستشفى ساعتها ، تركت رقم هاتف المنزل وخرجت ، اتصلوا بي ليزفوا لي نبأ قدوم ابني سالم ..

حين وصلت المستشفى طلب منى أن أراجع الطبيبة .. أي طبيبة؟! المهم الآن أريد أن أرى ابني سالم .. لابد من مراجعة الطبيبة .. أجابتني موظفة الاستقبال بحزم !!
صدمت حين عرفت أن ابني أعمى !!! .. تذكرت المتسول.. سبحان الله .. كما تدين تدان !!!
لم تحزن زوجتي كانت مؤمنة بقضاء الله راضية .. طالما نصحتني .. طالما طلبت مني أن أكف عن تقليد الآخرين ..
كلا هي لا تسميه تقليدا بل غيبة .. ومعها كل الحق !!
لم أكن أهتم بسالم كثيرا .. اعتبرته غير موجود في المنزل , حين يشتد بكاءه أهرب إلى الصالة لأنام فيها ..
كانت زوجتي تهتم به كثيرا ، وتحبه ,, لحظة ,, لا تظنوا أني أكرهه ، أنا لا أكرهه لكن لم أستطع أن أحبه !!
أقامت زوجتي احتفالا حين خطا خطواته الأولى ، وحين أكمل الثانية اكتشفنا أنه أعرج !!!!!!!!!
كلما زدت ابتعادا عنه زادت زوجتي حبا واهتماما بسالم حتى بعد أم أنجبت عمر وخالد .. مرت السنوات كنت لاهٍ وغافل ، غرتني الدنيا وما فيها .
كنت كاللعبة في يد رفقاء السوء مع أنب كنت أظن أني من يلعب عليهم .. لم تيأس زوجتي من إصلاحي ، كانت تدعو لي دائما بالهداية ، لم تغضب من تصرفاتي الطائشة ، وإهمالي لسالم واهتمامي بباقي إخوته .
كبر سالم ولم أمانع حين طلبت مني زوجتي تسجيله في أحد المدارس الخاصة بالمعاقين .. لم أكن أحس بمرور السنوات ..
أيامي سواء .. عمل نوم وطعام وسهر !! حتى ذلك اليوم .. كان يوم الجمعة ، استيقظت الساعة الحادية عشر ظهرا ، ما يزال الوقت باكر لكن لا يهم ، أخذت دشا سريعا ، لبست وتعطرت وهممت الخروج .. استوقفني منظره .. كان يبكي بحرقة ..! إنها المرة الأولى التي أرى فيها سالم يبكي مذ كان طفلا .. أأخرج ؟!
لا .. كيف أخرج وأتركه وهو في هذه الحال ؟! أهو الفضول أم الشفقة ؟! لا يهم .. سألته .. سالم لماذا تبكي ؟!
حين سمع صوتي توقف ، بدأ يتحسس ما حوله .. ما به يا ترى ؟! واكتشفت أن ابني يهرب مني !!!
الآن أحسست به أين كنت منذ عشر سنوات ؟! تبعته ..كان قد دخل غرفته.. رفض أن يخبرني في البداية سبب بكائه ، وتحت إصراري عرفت السبب تأخر عليه شقيقه عمر الذي اعتاد أن يوصله إلى المسجد ، كان اليوم الجمعة خاف ألا يجد مكانا في الصف الأول ، نادى والدته لكن لا مجيب، حينها .. حينها .. وضعت يدي على فمه كأمي أطلب منه أن يكف عن حديثه، أكملت:
أعلم ما الذي دفعني لأقول له: سالم لا تحزن .. هل تعلم من سيرافقك اليوم إلى المسجد؟!
أجاب: أكيد عمر.. ليتني أعلم إلى أين ذهب ؟! قلت له: لا يا سالم أنا من سيرافقك!!!!!!!
استغرب سالم ، لم يصدق ، ظن أني أسخر منه ، عاد إلى بكائه ، مسحت دموعه بيدي ، وأمسكت بيده , أردت أن أوصله بالسيارة ..رفض قائلا: أبي المسجد قريب ، أريد أن أخطو إلى المسجد..

لا أذكر متى آخر مرة دخلت فيها المسجد ولا أذكر آخر سجدة سجدتها .. هي المرة الأولى التي أشعر فيها بالخوف والندم على ما فرطته طوال السنوات الماضية..
مع أن المسجد كان مليئا بالمصلين إلا أني وجدت لسالم مكانا في الصف الأول .. استمعنا لخطبة الجمعة معا .. وصليت بجانبه .. بعد انتهاء الصلاة .. طلب مني سالم مصحفا .. استغربت كيف سيقرأ وهو أعمى ؟!!! هذا ما تردد في نفسي ، لم أصرح به خوفا من جرح مشاعره .. طلب مني أن أفتح له المصحف على سورة الكهف ، نفذت ما طلب ، وضع المصحف أمامه وبدأ في قراءة السورة ، يالله !!! إنه يحفظ سورة الكهف كاملة وعن ظهر غيب !!! خجلت من نفسي ، أمسكت مصحفا ، وأ؛سست برعشة في أوصالي ، قرأت وقرأت ، قرأت ودعوت الله أن يغفر لي ويهديني.. هذه المرة أنا من بكى حزنا وندما على ما فرطت ، ولم أشعر إلا بيد تمسح عني دموعي ، لقد كان سالم !
عدنا إلى المنزل .. كانت زوجتي قلقة كثيرا على سالم ، لكن قلقها تحول إلى دمع حين علمت أني صليت الجمعة مع سالم !! من ذلك اليوم لم تفتني صلاة الجمعة في المسجد ، هجرت رفقاء السوء وأصبحت لي رفقة خيرة عرفتها في المسجد .. ذقت طعم الإيمان معهم ، عرفت منهم أشياء ألهتني عنها الدنيا .. لم أفوّت حلقة ذكر أو قيام .. ختمت القرآن عدة مرات في شهر وأنا نفس الشخص الذي هجرته سنوات !!! رطبت لساني بذكر الله لعل الله يغفر لي غيبتي وسخريتي من الناس,, أحسست أني أكثر قربا من أسرتي ، أختفت نظرات الخوف والشفقة التي كانت تطل من عيون زوجتي ، الإبتسامة ما عادت تفارق وجه ابني سالم ، من ياه يظنه ملك الدنيا وما فيها .. حمدت الله كثيرا وصليت له كثيرا على نعمه..

ذات يوم قرر أصحابي أن يتوجهوا إلى أحد المناطق البعيدة للدعوة ، ترددت في الذهاب في الذهاب، استخرت الله واستشرت زوجتي، توقعت أن ترفض لكن حدث العكس !! فرحت كثيرا بل شجعتني .. حين أخبرت سالم عن عزمي على الذهاب ، أحاط بجسمي بذراعيه الصغيرتين فرحا ووالله لو كان طويل القامة مثلي لما توانى عن تقبيل رأسي .. بعدها توكلت على الله وقدمت طلب إجازة مفتوحة بدون راتب من عملي ، والحمد لله جاءت الموافقة بسرعة ، أسرع مما تصورت .. تغيبت عن البيت ثلاثة أشهر ونصف ، كنت تلك الفترة أتصل كلما سنحت لي الفرصة بزوجتي وأحدث أبنائي .. اشتقت لهم كثيرا .. كم اشتقت لسالم !! تمنيت سماع صوته ، هو الوحيد الذي لم يحدثني منذ سافرت ..

إما أن يكون في المدرسة أو المسجد ساعة اتصالي بهم .. كلما أحدث زوجتي أطلب منها أن تبلغه سلامي وتقبله .. كانت تضحك حين تسمعني أقول هذا لكلام إلا آخر مرة هاتفتها فيها .. لم أسمع ضحكتها المتوقعة ..
تغير صوتها .. قالت لي : إن شاء الله .. أخيرا عدت إلى المنزل، طرقت الباب .. تمنيت أن يفتح لي سالم الباب لكن فوجئت بابني خالد الذي لم يتجاوز الرابعة من عمره .. حملته بين ذراعي وهو يصيح . بابا يا بابا يا ... انقبض صدري حين دخلت البيت .. استعذت بالله من الشيطان الرجيم .. سعدت زوجتي بقدومي لكن هناك شيء تغير فيها ، تأملتها جيدا ، إنها نظرات الحزن التي ما كانت تفارقها سألتها ما بك ؟! لاشيء .. لا شيء.. هكذا أجابت ..
فجأة تذكرت من نسيته للحظات .. قلت لها : أين سالم ؟! خفضت رأسها لم تجب .
لم أسمع حينها سوى صوت ابني خالد يرن الذي ما يزال يرن في أذني حتى هذه اللحظة .. بابا ثالم لاح الجنه عند الله !!! لم تتمالك زوجتي الموقف أجهشت بالبكاء وخرجت من الغرفة ..
عرفت بعدها أن سالم أصابته حمّى حين فارقت روحه جسده .. أحسست أن ما حدث ابتلاء واختبار من الله سبحانه وتعالى.. أجل إنه اختبار وأي اختبار ؟! صبرت على مصابي وحمدت الله الذي لا يحمد على مكروه سواه .. ما زالت أحس بيده تمسح دموعي ، وذراعه تحيطني كم حزنت على سالم الأعمى الأعرج !!! لم يكن أعمى أنا من كنت أعمى حين انسلقت وراء رفقة السوء ، ولم يكن أعرج ، لأنه استطاع أن يسلك طريق الإيمان رغم كل شيء
سالم الذي امتنعت يوما عن حبه !!! اكتشفت أني أحبه أكثر من اخوته!!!
بكيت كثيرا ... كثيرا .. ومازلت حزينا .. كيف لا أحرن وقد كانت هدايتي على يديه؟؟!!!!
متأكد لو أنكم عرفتم سالم ستحبونه أكثر مما نحبه...

muslimaaaa
13-02-2009, 03:34 AM
فتاة في العشرين من عمرها، أراد الله بها خيراً فوفقها للتوبة والهداية،

تروي قصتها فتقول:

كانت حياتي أشبه بحياة الجاهلية، على الرغم من أني ابنة أناس محافظين ومتمسكين بالقيم والمبادئ الإسلامية، كنت لا أحافظ على أوقات الصلاة، حتى أن صلاة الفجر لا أصلّيها إلا بعد الساعة العاشرة.
أرى اخوتي يسهرون في رمضان لقيام الليل وقراءة القرآن، وأنا أحيي الليل بالسهر على أشرطة الفيديو والنظر إلى ما يغضب الله.
وفي ليلة من الليالي وبعد أن آويت إلى فراشي رأيت فيما يرى النائم أني مع مجموعة من الصديقات (قرينات السوء)، وكنا نلعب كعادتنا، فمرتْ من أمامي جنازة فجلست أنظر إليها، وكنَّ يحاولن صدّي عنها، حاولت أن ألحق بها فلم أستطع، فركضت وركضت إلى أن وصلت إليها، وبعد مرورنا بطريق وعر عجزتُ عن مواصلة الطريق، فوجدتُ غرفة صغيرة مظلمة، دخلتها وقلت: ما هذه؟ قالوا لي هذا قبرك، هذا مصيرك، عندها أردتُّ أن أتدارك عمري فصرخت بأعلى صوتي أريد مصحفاً، أريد أن أصلي، أريد أن أخرج دمعة تنجيني من عذاب الله الأليم.
فجاء صوت من خلفي قائلا: هيهات هيهات، انقضى عمرك وأنت منهمكة بالملذات.
وفجأة استيقظت من نومي على صوت الإمام في صلاة الفجر وهو يتلو قوله تعالى: (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله، وما نزل من الحق). سورة الحديد الآية 16.
سبحان الله، شريط حياتي أخذ ينطوي أمامي، وقد تداركتني نعمة ربي بأن جعلني أأوب إليه قبل الوفاة، فلله الحمد والمنّة.


http://www.blogger.com/img/icon18_email.gif (http://www.blogger.com/email-post.g?blogID=8804078652737221987&postID=6761894775343043447)

muslimaaaa
13-02-2009, 09:06 PM
كان يوماً صيفياً حاراً.. وريح السموم على أشدها في الرياض..

فتحت جود نافذة الغرفة..
- أفف " اختنقنا" من المكيف!
قفزت بسرعة لأغلق النافذة..
- هييييييييه! ماذا تريدين أن تفعلي .. هل جننت؟ تفتحين النافذة في هذا الحر؟
سكتت ومطت شفتيها ثم رمت بنفسها على سريري بتثاقل..
- أفففف.. ملل.. ما كنها عطلة.. الناس مسافرة ومستانسة.. وحنا.. هنا.. طفش..
كنت على وشك أن أتكلم.. لكني آثرت الصمت وأنا أقلب الكتاب الشيق الذي بين يدي..
أخذت تتقلب في ملل.. ثم قفزت فجأة..
- فطوم! ما رأيك أن نذهب لبيت عمتي لنملأ المسبح ونسبح مع البنات؟ ما رأيك؟
مددت شفتي للأمام.. فلم تكن الفكرة تعجبني..
- كلا .. لا أحب.. تعرفين.. بيتهم مليان شباب.. ولا أضمن أن لا يتلصصون علينا..
- أفففف.. أنت معقدة ..!
نظرت إليها بهدوء وقلت وأنا أبتسم..
- حبيبتي.. كم مرة قلت " أففف" منذ دخلت الغرفة؟!
- أففففف.. حتى الـ" أفففف" صارت محسوبة علينا!
وخرجت غاضبة من الغرفة..
كانت جود أصغر فرد في عائلتنا.. ورغم أن فارق السنوات بيننا لا يتجاوز الست سنوات.. إلا أن الفارق في الشخصية كبير جداً.. والفجوة بيننا واسعة..
منذ فتحنا أعيننا على الدنيا ونحن نرى أسرتنا مثالا للأسرة الصالحة المحافظة ولله الحمد..
أمي إنسانة تخاف الله وربتنا منذ طفولتنا على الأخلاق الفاضلة.. وكذلك أبي .. فرغم انشغاله إلا أن تربيته الصارمة والمحبة في نفس الوقت كان لها أثر كبير على استقامتنا ولله الحمد..
لكن الحال مع جود كان مختلفاً.. فلكونها آخر العنقود كان والداي يدللانها ويعاملانها معاملة خاصة جداً..
فهي الوحيدة التي كان لها الحق في السهر لساعات متأخرة حتى في أوقات المدارس.. كما أنها استطاعت ببكائها وشكواها المستمرة أن تقنعهما بإدخالها مدرسة خاصة.. وحتى لباسها للأسف.. كانت أمي تنصاع لها وتسمح لها بارتداء ما لم يكن يسمح به لنا..
غضبنا أنا وأخواتي واعترضنا كثيراً، لكن دون جدوى للأسف.. فقد بدا واضحاً حجم الاختلاف الكبير بيننا.. ففي الوقت الذي نستمتع فيه بسماع أشرطة المحاضرات كانت جود لا تستطيع المذاكرة إلا مع سماع الأغاني ..
وما يحرق فؤادي هو رضا أمي عنها وعدم معارضتها لها.. حتى والدي كان دائماً يعتبرها طفلة ومسكينة وبريئة..
والحقيقة هي أن جود كانت بالفعل قادرة على الاستحواذ على قلبيهما.. فهي دائمة الالتصاق بهما.. وتخدمهما بشكل متواصل.. وتدللهما في الكلام.. وتشتري لهما الهدايا.. كانت ماكرة.. أو حنونة.. جداً ..
حاولت كثيراً أن أنصحها.. أن أوجهها.. لكني يأست منها.. فقد كانت دائماً تصد عني .. وتعتبرني " عقدة" .. ولا تريديني أن أنصحها بأي كلمة..
وذات يوم طلبت جود من أمي أن تذهب لمدينة الألعاب بصحبة صديقاتها.. وأخذت تلح عدة أيام حتى وافقت لها أمي .. وحين علمت بذلك عارضت كثيراً..
- أمي كيف تسمحين لها.. ستذهب مع فتيات لا تعرفين أخلاقهن.. أرجوك.. كيف تسمحين لها؟
لكن أمي كانت تهدئني .. وتقول أن الأمر عادي.. والمكان نسائي ..
- لكن يا أمي .. هي لا تزال في المرحلة المتوسطة.. كيف تذهب لوحدها؟
- اذكري الله يا ابنتي .. لا تكوني هكذا.. الأمر بسيط كل البنات يذهبن لوحدهن..
- أمي أنا رأيت صديقاتها حين ذهبت لمدرستها ذات يوم.. والله يا أمي لو رأيتهن لما ارتحت لمنظرهن.. حتى العباءة لا يعترفن بها.. بل يخرجن شبه كاشفات مع سائقيهن.. كيف تتركينها تخرج معهن..
- وما دخلها بهن..؟ فاطمة .. خلاص أنهي الموضوع.. " كلها" ساعتين وسوف ترجع بإذن الله.. لم القلق؟
حاولت وحاولت.. لكن عبثاً..
فاستسلمت.. وسكتُ على مضض وقلبي يشتعل من الألم.. لأني بدأت أشعر أن أختي ستضيع من بين يدي إن استمر هذا التهاون.. إن لم يكن الآن ففي المستقبل القريب..
وذهبت.. وهي تضرب الأرض بكعبها وتحدجني بنظرة كلها تحدي وانتصار.. ذهبت وهي ترتدي تلك التنورة الجنز القصيرة ذات الحزام المعدني المتدلي.. والمكياج يملأ وجهها الطفولي ..
حشرت نفسها في عباءتها الضيقة وخرجت تتمايل..

**

كنا جالسين نتناول عشاءنا الخفيف المفضل الخبز واللبن.. حين نظرت والدتي للساعة..
- غريبة! الساعة تسعة ونصف.. وجود لم ترجع..
التفت والدي نحوها وقال..
- لماذا؟.. متى قالت أنها ستعود؟
- قالت قبل العشاء.. يعني في الثامنة تقريباً..
- اتركيها فربما استمتعت وتريد اللعب أكثر..
كنت أنظر لهم وأنا صامتة تماماً.. فقد قررت أن لا أسأل عنها ولا أتدخل بها أبداً..
صمت والدي قليلاً ثم سأل..
- مع من قالت أنها سترجع..؟
- تقول أنها ستعود مع صديقتها.. لديها سائق..
شعر بأن والدي بدأ يشعر بأن هناك خللاً في الموضوع..
- الله يهديك يا أم عبد الله.. لماذا لم تقولي لي من قبل.. كيف ترضين أن تعود مع سائق لوحدها.. وهي لا تزال فتاة صغيرة..
- لا أدري كيف أقنعتني أصلحها الله..
مضت عقارب الساعة بسرعة مخيفة نحو العاشرة.. ثم الحادية عشرة وجود لم تعد..
بدأ القلق يتسرب لبيتنا بشكل مخيف..
وبدأ أبي يصرخ..
- كيف تتركينها تذهب دون أن تأخذي منها رقم جوال صديقتها.. رقم أهل صديقتها.. أو على الأقل اسم صديقتها..؟؟
وكادت أمي تبكي وهي تقول..
- لماذا لم تسألها أنت..؟ ما دخلي..؟ لا تصرخ علي.. يكفيني ما بي الآن..
أتى أخوتي كلهم.. حتى أخي عبد الله المتزوج تم استدعاؤه من بيته..
ذهبوا لمدينة الألعاب فوجدوها قد أغلقت أبوابها.. جن جنون أبي وارتفع عليه السكر وانهار.. ونقل للمستشفى ..
الكل كان يبحث عنها دون جدوى..
وعند الساعة الواحدة ليلاً.. قام أخي بإبلاغ الشرطة.. لكننا لم نكن نملك خيطاً واحداً يدلنا عليها..
لا اسم صديقتها.. لا جوال.. لا رقم سيارة.. ولا أي شيء.. فكيف نعرف أين تكون؟ وماذا يفعل الشرطة لنا؟
بقينا كلنا في البيت نبكي ونصلي وندعو الله.. ولا نعرف ماذا نفعل.. جود مختفية.. وأبي في المستشفى ..
وعند الساعة الرابعة فجراً.. فوجئنا برقم غريب يتصل على جوال أخي عبد الله..
وحين رد.. كانت الطامة التي لم نتوقعها..
كان أحد الأخوة من الهيئة يتصل بأخي ليبلغه بأن أختي قد وجدت مع شاب في سيارة لوحدهما ليلة أمس.. وأنها قد انهارت وأغمي عليها من شدة الصدمة ولم تفق إلا قبل قليل لتعطيهم الرقم..
حين أغلق أخي الخط.. جلس على الأرض ولف وجهه بشماغه وأخذ يبكي..
صرخت أمي ..
- ماذا؟ .. تكلم؟ وجدوها ميتة في المستشفى؟ حادث.. تكلم .. تكلم!
ومن بين الشهقات أجاب وصوته الرجولي يهتز بقوة مؤلمة.. ولحيته مخضلة بالدموع..
- يا ليت يمه.. يا ليت..
كنت أعرف ماذا قالوا له.. كنت أشعر به.. قبل أن يخبرني .. لكني سكت..
أسرعت أمسك أمي وأذكرها بالله.. وهي تنتفض بقوة بين يدي..
أسرعت أغسل وجهها فيختلط الماء بالدموع..
وبعد قليل.. ذهب عبد الله ليستلمها.. بعد أن أقسمت عليه أمي أغلظ الأيمان أن لا يقتلها..
بعد سويعات..
دخلت.. وجهها شاحب كالموت.. وقد تركت الدموع خيوطها على وجنتيها..
كانت ترتجف.. حين رأتنا أسرعت ترمي نفسها عند قدمي أمي ..
- يمه سامحيني .. والله ما سويت شيء.. والله العظيم.. والله..
رفستها أمي برجلها بقوة.. وصرخت فيها بقوة..
- اذهبي لغرفتك.. اذهبي لا أريد أن أرى وجهك يا " ..." .. أبوك يحتضر في المستشفى بسببك.. ليتك مت ولم نر فيك هذا اليوم يا خائنة الأمانة..
كنا جميعاً نشعر بتقزز غريب منها.. لا نريد أن نكلمها أو حتى نرى وجهها أو نشم رائحتها..
وفي الغد أخذتها أمي كشيء مكروه لتقوم بعمل تحليل حمل لها.. وهي تبكي وتصيح.. وتقسم بأنها لم تفعل شيئاً.. لكن أمي كانت تريد إذلالها فقط وأن تشعرها بدناءة فعلها الشنيع ونظرتنا لها..
بقي أبي في المستشفى أياماً وحالته غير مستقرة.. لذا لم نخبره بأمرها بل قلنا له أن حادثاً قد حصل لها.. لكنه عرف.. عرف ذلك من وجوهنا الملطخة بالعار.. ومن بكائنا الذي يحمل رائحة القلوب المجروحة..
وحين استعاد صحته وخرج.. تأكد تماماً من ذلك حين شاهد كيف أصبحنا نعاملها.. وكيف أصبحت شبه محبوسة في غرفتها.. فلم يعد هو الآخر يحادثها بحرف واحد..
كنت أشاهد أشياء كبيرة في أبي وقد تحطمت.. كبرياؤه.. رجولته.. فخره بأبنائه..
لم يعد يخرج.. ولا يجتمع مع الآخرين.. أصبح يفضل الجلوس مع أمي صامتاً على الخروج لأي مكان..
حزن كبير كان يسود بيتنا.. حتى أخواتي المتزوجات لم يعدن يزرننا كثيراً.. وكأنهن يخشين من مواجهة الحزن والكآبة..

وذات يوم..
أحسست أن علي أن أفعل شيئاً.. أن أرفع هذا الحزن المقيت الذي يجثم فوق قلوبنا.. وأن أصلح شيئاً..
دخلت غرفتها بهدوء.. وجدتها صامتة على سريرها.. جلست قربها.. نظرت إليها..
- لأول مرة.. هل تسمحين لي أن أسألك..
لماذا؟
سكتت طويلاً..
وحين رأت إصراري بالنظر إليها ابتسمت بحزن هازئة..
- كنت أعتقد أنه يحبني ..
- ثم؟
- حين بدأ رجال الهيئة بملاحقة السيارة فوجئت به يقف بسرعة ويصرخ بي كي أنزل بل أخذ يدفعني بقوة.. ولم أشعر بنفسي إلا وأنا أقف في منتصف الشارع لوحدي وقد هرب وتركني.. النذل..
- هل سبق وخرجت معه من قبل؟
- مرة واحدة فقط.. أخذني من المدرسة وتغدينا ثم أعادني ..
نظرت إليها طويلاً ثم قلت..
- .. وما شعورك الآن؟
- شعوري؟ .. أكرهه.. وأكره نفسي..
وفجأة.. أخذت تبكي بحرقة وتشهق.. حتى أثارت حزني.. اقتربت منها.. وضممتها لأول مرة منذ شهرين.. ومسحت على شعرها الخفيف الذي تساقط أكثره منذ فترة..
شعرت بعطف شديد عليها.. ضممتها وأخذت أبكي معها..
- لا تكرهي نفسك يا حبيبتي .. لا تكرهيها.. باب التوبة مفتوح.. والله سبحانه وتعالى ينتظرك.. ينتظر توبتك ويفرح بها..
اهتزت بين يدي كحمامة صغيرة وهي تبكي..
- لكنكم تكرهوني .. خلاص.. لا تريدوني.. لا أحد يريدني حتى لو تبت..
أمسكت رأسها ورفعته فشاهدت في عينيها جود الطفلة الصغيرة..
- كلنا سنحبك.. وسننتظرك.. فقط انسي الماضي.. وابدئي من جديد..
ثم تابعت بهدوء..
- أنا لا أريدك أن تنسي الماضي من أجلنا.. كلا.. أريدك أن تنسيه من أجلك أنت.. أن تفتحي صفحة بيضاء جديدة مع ربك.. مع خالقك.. إنها علاقتك به.. أصلحي ما بينك وبينه.. وسيصلح كل شيء بينك وبين الآخرين..
ارتجف صوتها..
- لكن.. سمعتي .. انتهت..
ابتسمت لها..
- من قال ذلك؟ لا شيء ينتهي طالما باب الكريم الرحمن مفتوح.. فقط ندي يديك إليه.. وسترين كرمه ورحمته..
نظرت إلي لأول مرة في حياتها بتأثر.. ثم ابتسمت وعيناها لا تزالان غارقتان بالدموع..


http://www.blogger.com/img/icon18_email.gif (http://www.blogger.com/email-post.g?blogID=5619914113615407&postID=6413490204209436546)http://www.blogger.com/img/icon18_edit_allbkg.gif (http://www.blogger.com/post-edit.g?blogID=5619914113615407&postID=6413490204209436546)

muslimaaaa
18-02-2009, 02:07 AM
شاب من ضحايا رفقاء السوء، كانت له صولات وجولات في عالم الضياع
والمخدرات، حدثت في حياته حادثة أيقظته من غفلته، وأعادته إلى خالقه، التقيتُ به في أحد مساجد الرياض، فحدثني عن قصته، فقال:
نشأتُ في بيت متدين جدّاً، في حي من أحياء مدينة الرياض، والدي رحمه الله كان شديد التدين، فلم يكن يسمح بدخول شيء من آلات اللهو والفساد إلى البيت.
ومضتِ الأيام، وتجاوزت مرحلة الطفولة البريئة، ولما بلغت الرابعة عشرة من عمري -وكنت في السنة الثانية من المرحلة المتوسطة- حدث في حياتي حادث كان سبباً في تعاستي وشقائي فترة من الزمن، فقد تعرفت على (شلة) من رفقاء السوء، فكانوا ينتظرون الفرصة المناسبة لإيقاعي في شباكهم ( ).
وجاءت الفرصة المناسبة، فترة الامتحانات، فجاءوني بحبوب بيضاء منبهة، فكنت أسهر عدداً من الليالي المتواليات في المذاكرة دون أن يغلبني نعاسٌ، أو أشعر بحاجة إلى نوم، وانتهتِ الامتحانات، ونجحتُ بتفوق!!
وبعد الامتحانات داومت على تعاطي هذه الحبوب البيضاء، فأرهقني السهر، وتعبتُ تعباً شديداً، فجاءني أولئك (الشياطين)، وقدموا لي في هذه المرة حبوباً حمراء (مخدرات)، وقالوا لي: إنها تطرد عني السهر وتجلبُ لي النوم والراحة، ولم أكن -لصغر سني- أدرك حقيقة هذه اللعبة، وهذا التآمر وهذا المكر الخبيث من هؤلاء الشياطين، شياطين الإنس.
أخذت أتعاطى هذه الحبوب الحمراء يومياً وبالعشرات، وبقيتُ على هذه الحال ثلاث سنوات تقريباً أو أكثر، وفشلت في دراستي، ولم أتمكن من إتمام المرحلة المتوسطة من الدراسة والحصول على الشهادة، فصرتُ أنتقل من مدرسة إلى مدرسة عليّ أحصل عليها، ولكن دون جدوى، وبعد هذا الفشل الذريع الذي كان سببه هذه الحبوب المشؤومة، فكرتُ في الانتقال إلى مدينة أخرى، حيث يقيم عمي وأولاده في محاولة أخيرة لإتمام الدراسة.
وفي ليلة من ليالي الشتاء البرادة -وكان والدي قد اشترى سيارة جديدة- أخذت هذه السيارة دون علم والدي، واتجهتُ إلى تلك المدينة، وكنتُ أحمل في جيبي كمية كبيرة من الحبوب الحمراء.
وفي الطريق توقفت عند بعض الأصحاب، وفي تلك الليلة أسرفتُ في تناول هذه الحبوب حتى أصبحتُ في وضع يرثى له.
وقبيل الفجر، ركبتُ السيارة وانطلقت في طريقي، وما هي إلا دقائق حتى غبتُ عن الدنيا ولم أفق إلا وأنا في المستشفى في حالة سيئة، قد كسرت ساقي اليمنى، وأصبحت بجروح كثيرة، بعد أن مكثت في غرفة الإنعاش ثمانٍ وأربعين ساعةً، فقد كان حادثاً شنيعاً حيث دخلتُ بسيارتي تحت سيارة نقل كبيرة، ومن رحمة الله بي أن كتب لي الحياة، ومنحنى فرصة جديدة، لعلي أتوب وأقلع عمّا أنا فيه، ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث.
نقلت من المستشفى إلى بيت والدي بالرياض، وفي البيت كنت أتعاطى هذه الحبوب النكدة.
قد تسألني وتقول: كيف تحصل على هذه الحبوب، وأنت على فراش المرض؟
فأقول: لقد كان أولئك الشياطين يأتون إليّ في البيت فيعرضون علي بضاعتهم، فأشتري منهم، بالرغم من حالتي السيئة.
بقيتُ على هذه الحال أياماً، حتى أحسست بتحسن بسيط، وكانت فكرة السفر تراودني حتى تلك اللحظة أملاً في إكمال دراستي المتوسطة.
وفي عصر أحد الأيام، وبعد أن تناولت كمية كبيرة من هذه الحبوب، خرجت أتوكأ على عكازي وأخذت أبحث عن سيارة تنقلني إلى المدينة، حاولت أن أوقف عدداً من السيارات إلا أن أحداً لم يقف لي، فذهبت إلى موقف سيارات الأجرة واستأجرت سيارة أوصلتني إلى هناك.
وهناك، بادرت بالتسجيل في إحدى المدارس المتوسطة بعد جهود بذلها عمي وغيره في قبولي، وحصلتُ على شهادة الكفاءة، وكنت أثناء الدراسة مستمراً على تعاطي المسكرات، إلا أنني تركتُ المخدرات ووقعتُ في الشراب (الخمر)، وفي الوقت نفسه كنت أقوم بترويج تلك الحبوب الحمراء، وبيعها بسعر مضاعف، ولم أكن أدرك فداحة هذا الأمر وخطورته، فقد كان همي جمع المال -أسأل الله أن يتوب عليّ-.
ثم وقعتُ بعد ذلك في الحشيش وأدمته، وكنت أتعاطاه عن طريق التدخين، فكنت أذهب إلى المدرسة وأنا في حالة هستيرية فأرى الناس من حولي كأنهم ذباب أو حشرات صغيرة، لكني لم أكن أتعرض لأحد، لأن الذي يتعاطى هذا البلاء يكون جباناً يخاف من كل شيء.
بقيت على هذه الحال سنتين تقريباً، وكنت آنذاك أسكن بمفردي في بيت يقع في مكان ناءٍ في طرف البلد.
وفي يوم من الأيام جاءني اثنان من شياطين الإنس الذين أعرفهم -وكان أحدهم متزوجاً- فأوقفت سيارتي وركبت معهم، وكان ذلك بعد صلاة العصر، فأخذنا ندور وندور في شوارع البلد.
وبعد جولة دامت عدة ساعات، أوقفوني عند سيارتي، فركبتها واتجهت إلى البيت فلم أستطع الوصول إليه، فقد كنت في حالة سكر شديد.
ظللت مدة ساعتين أو أكثر أبحث عن البيت فلم أجده!!!
وفي نهاية المطاف وبعد جهد جهيد وجدته... فلما رأيته فرحتُ فرحاً شديداً، فلما هممتُ بالنزول من السيارة أحسستُ بألم شديد جداً في قلبي، وبصعوبة بالغة نزلت ودخلت البيت، وفي اللحظات تذكرت الموت.
نعم، والله أيها الاخوة لقد تذكرتُ الموت كأنه أمامي يريد أن يهجم عليّ، ورأيت أشياء عجيبة أعجز عن وصفها الآن فقمتُ مسرعاً ومن غير شعور، ودخلت دورة المياه وتوضأت، وبعد خروجي من الدورة عدتُّ وتوضأت ثانية.. ثم أسرعت إلى إحدى الغرف وكبرت ودخلت في الصلاة، وأتذكر أني قرأت في الركعة الأولى بالفاتحة، و (قل هو الله أحد) ولا أتذكر ما قرأته في الركعة الثانية.
المهم أنني أديت تلك الصلاة بسرعة شديد قبل أن أموت!!
وألقيت بنفسي على الأرض، على جنبي الأيسر، واستسلمت للموت، فتذكرت تلك اللحظات أنني سمعت أن الميت من الأفضل أن يوضع على جنبه الأيمن فتحولت إلى الجنب الأيمن، وأنا أحس بأن شيئاً ما يهز كياني هزاً عنيفاً.
ومرت في خاطري صور متلاحقة من سجل حياتي الحافل بالضياع والمجون، وأيقنت أن روحي قد أوشكت على الخروج.
ومرّت لحظات كنت أنتظر فيها الموت، وفجأة حرّكتُ قدمي فتحركتْ، ففرحتُ بذلك فرحاً شديداً، ورأيت بصيصاً من الأمل يشعّ من بين تلك الظلمات الحالكة، فقمت مسرعاً وخرجت من البيت وركبت سيارتي، وتوجهت إلى بيت عمي.
دفعت الباب ودخلت، فوجدتهم مجتمعين يتناولون طعام العشاء، فألقيت بنفسي بينهم.
قام عمي فزعاٍ وسألني: ما بك؟!!
فقلت له: إن قلبي يؤلمني.
فقام أحد أبناء عمي، وأخذني إلى المستشفى، وفي الطريق أخبرته بحالي وأنني قد أسرفت في تعاطي ذلك البلاء، وطلبتُ منه أن يذهب بي إلى طبيب يعرفه، فذهب بي إلى مستوصف أهلي، فلما كشف عليّ الطبيب وجد حالتي في غاية السوء حيث بلغت نسبة الكحول في جسمي 94%، فامتنع عن علاجي، وقال لابدّ من حضور رجال الشرطة، وبعد محاولات مستمرة وإلحاح شديد وإغراءات وافق على علاجي، فقاموا بتخطيط للقلب ثم بدءوا بعلاجي.
كان والدي في ذلك الوقت موجوداً في تلك المدينة، فلما علم أني في المستشفى جاء ليزورني، وقد رأيته وقف فوق رأسي فلما شم رائحتي ضاق صدره فخرج ولم يتكلم.
أمضيت ليلة تحت العلاج، وقبل خروجي نصحني الطبيب بالابتعاد عن المخدرات، وأخبرني بأن حالتي سيئة جداً.
وخرجت من المستشفى، وأحسست بأني قد منحت حياة أخرى جديدة، وأراد الله بي خيراً، فكنت فيما بعد كلما شممت رائحة الحشيش أصابني مثل ما أصابني في تلك الليلة وتذكرت الموت، فأطفئ السيجارة، وكنتُ كلما نمت بالليل أشعر بأن أحداً يوقظني ويقول لي: قم، فأستيقظ وأنا أنتفض من الخوف، فأتذكر الموت والجنة والنار والقبر، كما كنت أتذكر صاحبين لي من رفقاء السوء لقيا حتفهما قبل وقت قصير، فأخاف أن يكون مصيري كمصيرهما، فكنت أقوم آخر الليل فأصلي ركعتين -ولم أكن أعرف صلاة الوتر في ذلك الحين- ثم بدأت أحافظ على الصلوات المفروضة، وكنتُ كلما شممت رائحة الحشيش أو الدخان أتذكر الموت فأتركهما.
وبقيت على هذه الحال أربعة أشهر أو أكثر حتى قيض الله لي أجد الشباب الصالحين فالتقطني من بين أولئك الأشرار، وأخذني معه إلى مكة المكرمة لأداء العمرة، وبعدها ولله الحمد تبت إلى الله وعدت إليه.
ونصيحتي للشباب المسلم أن يحذروا كل الحذر من شياطين الإنس، ورفقاء السوء، الذين كانوا سبباً في شقاقي وتعاستي سنوات طويلة، ولولا رأفة الله ورحمته حيث أنقذني من بين أيديهم لكنت من الخاسرين.
وأسال الله أن يتوب عليّ، وعلى جميع المذنبين والعاصيين إنه توّاب رحيم.


http://www.blogger.com/img/icon18_email.gif (http://www.blogger.com/email-post.g?blogID=4079359543862229580&postID=2578764911966951302)http://www.blogger.com/img/icon18_edit_allbkg.gif (http://www.blogger.com/post-edit.g?blogID=4079359543862229580&postID=2578764911966951302)