Mony
27-07-2008, 10:26 PM
http://up3.m5zn.com/get-3-2008-7rwl9qgrym.gif
.
.
" ياقوم أنا هنا منا أجل الحماية " أستمعت إلى هذا الصوت من جهاز المذياع الذي يمتلكه جدّي , فتذكرّت عمّي الشهيد في حرب السادس من أكتوبر وتذكرّت كيف ان زوجته ظلت إلى الآن حزينة عليه.. أيضاً عمّي كان هناك للحماية ..ليحمي تراب وطنه الغالي ..
أقتربت من جدّي ووسألته :"جدّي ..هل يمكنني أن أسألك سؤال ؟ "
إبتسم لي وأغلق جهازه وقال بعد أن وضعني فوق رجليّه :"إسألي يا حفيدتي الجميلة .. "
قلت : "لماذا سمحت لعمّي أنا يذهب للحرب ولم تسمح لأبي ؟"
نظر جدّي إلى السماء وقال :" آه يا بنيّتي .. سأحكي لكِ ما حدث "
*
أيام ما قبل السادس من أكتوبر.. أخبار تعلن أن هناك تشابكات , وإسرائيل تتغلغل ..قال فتى ذو 25 عاماً :"أبي ، سنحارب ونقهرهم .."قال الأب :"بنيّ ..من قال أن هناك حرب " قال :"الكلّ يقول ذلك ، الكلّ أبي .." قال الأب :"وإن كان بنيّ ،،"قال الابن :"سأسافر أبي سأعود لوطني ، وسأحارب مع إخوتي "
غضب الأب وقال :"إن كنّا هناك كنت أنا أول من يشجّعك ولكن يفصل بيننا ألاف الكيلو مترات ، ونحن لا ندري كيف تصل إلى هناك , الحال لا يسمح بذلك " و سكت الابن ..
في الغرفة قال الإبن الأول لأخيه :"أخي ، سأغادر اليوم " ردّ أخيه عليه :"ماذا ؟ إلى أين " قال الأول :"إلى مصر "ردّ الأخّ :"كيف نحن لا نملك المال ومصر في حال لا تسمح بإستقبالك " قال :"سأفعل المستحيل ." ردّ :"وأبيك وأمّك .." قال :"سيفخروني بكوني شهيداً , سأصطحبهم إلى الجنّة بإذن الله " قال أخيه وقد تجمّعت الدموع في عينيّه :"وكيف سنعرف أخبارك ؟ " قال الأخ وهو يلعب بشعر أخيه ملاطفا له ومغادراً :"دعاءك لي يا أخي , إهتمّ بأمي وأبي "
*
" وهكذا بنيّتي .. غادر عمّك تاركاً أماّ باكية وأباً مشتاقاً له وزوجة محبّة " قالت :"وكيف أخبر زوجته بأن ذاهب لمصر؟" قال :"كانت تشجّعه دوماً .. ولكنّها كانت حزينة لأنها سيتركها , لم تستطيع أن توازن بين حزنها وتشجيعها له " قالت :" وتخلّت عنه !! "قال :"نعم حبيبتي ، لأن هناك من أشدّ حاجة إليه " قالت :"من يا جدّي ؟ "
قال :"وطنــه"’ وتنشقا الهواء سوية .. هواءالوطن ..
بقلم :Mony
.
.
" ياقوم أنا هنا منا أجل الحماية " أستمعت إلى هذا الصوت من جهاز المذياع الذي يمتلكه جدّي , فتذكرّت عمّي الشهيد في حرب السادس من أكتوبر وتذكرّت كيف ان زوجته ظلت إلى الآن حزينة عليه.. أيضاً عمّي كان هناك للحماية ..ليحمي تراب وطنه الغالي ..
أقتربت من جدّي ووسألته :"جدّي ..هل يمكنني أن أسألك سؤال ؟ "
إبتسم لي وأغلق جهازه وقال بعد أن وضعني فوق رجليّه :"إسألي يا حفيدتي الجميلة .. "
قلت : "لماذا سمحت لعمّي أنا يذهب للحرب ولم تسمح لأبي ؟"
نظر جدّي إلى السماء وقال :" آه يا بنيّتي .. سأحكي لكِ ما حدث "
*
أيام ما قبل السادس من أكتوبر.. أخبار تعلن أن هناك تشابكات , وإسرائيل تتغلغل ..قال فتى ذو 25 عاماً :"أبي ، سنحارب ونقهرهم .."قال الأب :"بنيّ ..من قال أن هناك حرب " قال :"الكلّ يقول ذلك ، الكلّ أبي .." قال الأب :"وإن كان بنيّ ،،"قال الابن :"سأسافر أبي سأعود لوطني ، وسأحارب مع إخوتي "
غضب الأب وقال :"إن كنّا هناك كنت أنا أول من يشجّعك ولكن يفصل بيننا ألاف الكيلو مترات ، ونحن لا ندري كيف تصل إلى هناك , الحال لا يسمح بذلك " و سكت الابن ..
في الغرفة قال الإبن الأول لأخيه :"أخي ، سأغادر اليوم " ردّ أخيه عليه :"ماذا ؟ إلى أين " قال الأول :"إلى مصر "ردّ الأخّ :"كيف نحن لا نملك المال ومصر في حال لا تسمح بإستقبالك " قال :"سأفعل المستحيل ." ردّ :"وأبيك وأمّك .." قال :"سيفخروني بكوني شهيداً , سأصطحبهم إلى الجنّة بإذن الله " قال أخيه وقد تجمّعت الدموع في عينيّه :"وكيف سنعرف أخبارك ؟ " قال الأخ وهو يلعب بشعر أخيه ملاطفا له ومغادراً :"دعاءك لي يا أخي , إهتمّ بأمي وأبي "
*
" وهكذا بنيّتي .. غادر عمّك تاركاً أماّ باكية وأباً مشتاقاً له وزوجة محبّة " قالت :"وكيف أخبر زوجته بأن ذاهب لمصر؟" قال :"كانت تشجّعه دوماً .. ولكنّها كانت حزينة لأنها سيتركها , لم تستطيع أن توازن بين حزنها وتشجيعها له " قالت :" وتخلّت عنه !! "قال :"نعم حبيبتي ، لأن هناك من أشدّ حاجة إليه " قالت :"من يا جدّي ؟ "
قال :"وطنــه"’ وتنشقا الهواء سوية .. هواءالوطن ..
بقلم :Mony