المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة ( قســـوة عمـــي ) .. ثاني قصة سطرها قلمي ... خيال .. رائعة ...!!


قمر جــدة
18-07-2008, 11:09 PM
( قسوة عمي )
أمسكها من شعرها بقوة وصرخ فيها : لماذا لم تعدي القهوة ؟
قالت بخوف ممزوج بألم : آه .. أرجوك أترك شعري .. إنني أتألم !!
قال بغضب وهو يزيد من شد شعرها وكاد أن يتقطع شعرها بين يديه : تألمي كما يحلو لكِ .. أجيبيني أولا على سؤالي أيتها الحمقاء ...؟؟
قالت بألم واضح : فالحقيقة لا أعرف صنع القهوة ...
صرخ فيها : لا تعرفين يا جاهلة .. ثم نظر إلى ساعة معصمه : لقد أضعت وقتي مع تافهة مثلك ... اذهبي من هنا ولا أريد رؤية وجهك مرة أخرى .. لم تصدق .. ركضت مسرعة إلى غرفتها .. أغلقت الباب خلفها .. ثم ألقت بجسدها النحيل على السرير بتعب .. وتركت دموعها تنسدل على خدها بحرية .. ثم قالت وهي تبكي : لماذا أنا محرومة من السعادة .. أعيش تحت ظلم عمي وقسوة زوجته .. لماذا ؟؟.. لماذا لست كبقية الفتيات في عمري .. أعيش في رغد وسعادة .. ثم تنهدت بحرقة : آآآآه .. حسبي الله على عمي وزوجته .. اللذان يتفننان في تعذيبي .. آه لقد تعبت من هذه الحياة .. فكرت بالانتحار .. ثم استغفرت ربها .. ستصبر لأن هذه الدنيا زائلة .. والجنة دائمة .. حضنت وسادتها بقوة وكادت أن تمزقها .. أغمضت عينيها براحة .. متناسية عذاب عمها وزوجته .. ثم ما لبثت أن استغرقت في النوم .. استيقظت مع شروق الشمس وزقزقة العصافير .. فتحت نافذتها .. تطايرت بعض خصلات شعرها الكستنائي مع نسيم الهواء الدافئ .. نظرت إلى العصافير .. تمنت أن تكون مثلهم .. مسرورة وسعيدة .. تعيش بحرية .. لا تحيطها القيود .. صلت الفجر .. ثم ارتدت لباس عملها .. كانت تعمل في المشفى .. تخفف ألم المرضى .. وتداوي جراحهم بصبر وعطف .. كانت تعطف على الصغير والكبير.. تعمل بتفاني واجتهاد .. كان الجميع يحترمها ويقدرها .. وكانت كالمعتاد تتلقى كلمات جارحة من عمها قبل أن تذهب إلى عملها .. ذهبت إلى المشفى .. دخلت وألقت السلام على الجميع .. ثم ذهبت إلى مكتبها .. تنهدت بحزن .. تركت مكتبها وذهبت إلى المرضى لتتفقد حالتهم الصحية .. شد ناظريها .. طفلة جميلة .. بشرتها بيضاء صافية .. وشعرها أسود كسواد الليل .. وعيناها داكنتين .. وقد اكتست ملامحها البريئة بالحزن .. أشفقت عليها .. ذهبت إليها .. وسألتها بحنان واضح : لماذا الحزن يا صغيرتي ؟؟ .. انسدلت دمعات حارة على وجنتيها اللتان كشقائق النعمان .. ضمتها مريم بحب إلى صدرها الدافئ .. وأبعدت خصلات من شعرها التي التصقت على خديها .. قالت الطفلة ببراءة : لا أحد يقدم لي الحلوى والهدايا .. أنا وحيدة هنا .. لا أحد يحبني ..!! أخرجت مريم من جيبها قطعة من الحلوى .. وكان لونها أحمر يجذب الأطفال .. أخذت الطفلة من مريم قطعة الحلوى .. وارتسمت ابتسامة طفولية على محياها .. ثم قالت : شكرا ..
ابتسمت مريم لها ثم ودعتها .. وأصبحت مريم كل يوم تعتني بهذه الطفلة كأختها الصغرى .. كان هناك من يراقبها بإعجاب كبير .. لأنها كانت مثالا للأخلاق والاجتهاد .. ذهبت إلى البيت بتثاقل .. وهي تعلم ما سينتظرها .. دخلت إلى البيت .. وكالمعتاد يضربها عمها وهو مسكور لا يعقل شيئا .. وهي المسكينة تصرخ وتستنجد .. ولكن لا أحد يسمعها .. ركضت إلى غرفتها مسرعة .. ثم مسحت الدماء التي خرجت من شفتيها .. وألقت جسدها المنهك على السرير .. وهي منهارة تماما .. مرت عدة أيام على هذه الحالة .. وذات يوم .. دخلت عليها زوجة عمها وهي تنظر إلى مريم بتكبر واضح وقالت : استعدي يوم السبت القادم زواجك .. وألقت على مريم بعضا من النقود .. وقالت : هذا مهرك أيتها البلهاء .. مريم لم تستوعب ما قالته زوجة عمها لها .. ثم قالت : انتظري .. ومن هو الذي تقدم لي ؟؟ .. نظرت إليها زوجة عمها باحتقار : الذي تقدم لكِ .. طبيب يدعى " أحمد " .. وهو يعمل معكِ في المشفى .. ثم أغلقت الباب خلفها .. وكأنها أغلقت باب الظلم والقسوة .. تذكرت مريم الطبيب أحمد .. إنه شخص تتمناه كل فتاة .. لأنه معروف بشهمه وأخلاقه ووسامته .. ارتسمت ابتسامة على شفتيها الرقيتين .. من مثلها تقدم لها فارس أحلام كل فتاة .. تنهدت بفرحة : آآه .. أخيرا سأتخلص من عذاب عمي وقسوة زوجته الحقيرة .. كم أكرههما من كل قلبي .. تحسست النقود لأول مرة .. كان أجرها الذي تأخذه من عملها في المشفى .. يأخذه عمها وزوجته .. ويحرمانها منه .. استعدت لزواجها الذي لم تحسب له أي حساب .. جاء اليوم الموعود .. جاء المأذون وعقد بينهما .. وبارك لهما .. انزفت مريم إلى زوجها " أحمد " .. ثم ذهب إلى السيارة وانتظرها .. صرخ فيها عمها ليعجلها .. نزلت وأمسكها عمها من شعرها بقسوة .. ورماها على الأرض .. تألمت ولكنها تشجعت .. خرجت ونظرت إلى بيت عمها بنظرة مودع .. ودعت حياة العذاب والقسوة .. وستبدأ حياة جديدة مع زوجها المنتظر .. أكملت سيرها إلى السيارة .. دخلت بهدوء .. وكان الصمت سيد المكان .. تعجب أحمد من صمتها القاتل .. كان يسمع صوتا يصدر منها يشبه النحيب .. اقترب منها .. إذا هي تبكي بصوت منخفض .. تعجب منها .. أمسك بيدها .. إذا هي باردة .. وقطرات من الدموع منسكبة عليها .. رفع رأسها بيديه .. نظر إليها .. ثم قال لها بحنان : لماذا تبكين يا عزيزتي ؟؟ .. لم تستطع الاحتمال أكثر .. تريد منه أن يشاركها في أحزانها .. ألقت بنفسها على صدره الدافئ .. ثم قالت وهي تبكي : آآه يا أحمد .. لا تعرف كم من السنوات التي عانيت فيها في بيت عمي وزوجته ..!!
أمسكها من كتفيها .. ثم رفع رأسها .. ومسح دموعها المنسكبة على وجنتيها الحمراوان .. بيديه الدافئة .. ثم قال بهدوء : أنا أعرف كل شيء .. عيناك تنطقان بذلك العذاب القاسي .. ولكن اصبري يا مريم .. لن يضيع الله حقك منهما .. إن الله يمهل ولا يهمل .. كانت هذه العبارات كدواء على جرحها المندمل .. ارتسمت ابتسامة على شفتيها بخجل .. ثم نظرت إلى أحمد بامتنان وحب .. نظر إليها وابتسم لها .. ثم قال وهو ممسكا بيديها الصغيرتين .. : عزيزتي مريم .. لقد تمنيت اليوم الذي يجمعني الله بك .. والحمد الله ها أنتِ .. بجانبي .. لا تعرفين مقدار سعادتي الآن .. سأبقى معكِ يا مريم .. ولن أترككِ بإذن الله .. وسأدعكِ تعيشين معي حياة حلوة .. يملأها الحب .. وسأسعدكِ قدر استطاعتي .. ولن أدعكِ يوما تندمين على زواجك مني .. لأنني .. أحبـــــــــــــك .. يا مريم من كل قلبي ..
تشبثت مريم بيديه .. ثم انطلقا إلى عالمهما الخاص .. عالم مليء بالسعادة .. لا يعكر صفوه أحد .. عالم خاص بهما .. لا أحد يشاركهما فيه .. هذه نهاية مريم .. لقد صبرت كثيرا .. ثم نالت جزاء صبرها .. وأصبحت تتذوق طعم الحياة من جديد .. وتتجرع كؤوسا مملوءة بالحب والسعادة .....




النهــــــــاية ..

بقلمي ...

عضوة ،
20-07-2008, 11:11 AM
مشكوورة القصة رووعهـ

حروف
20-07-2008, 11:48 AM
سلمت أنامِلُكِ العذبة يا غالية
شكراً على الطرح الموفق
داعبت خيالي
لكِ جزيل الشكر يا غالية


.

حروف

دانة السعودية
23-07-2008, 08:34 AM
قصه روعـــــــــــــــــــــــــــــــه
مشكوره اختي على القصه الرائعه

muslimaaaa
23-07-2008, 10:48 AM
شكرا" ليكى على القصه قمر جــدة :31:... قصه رائعه .. انتى مؤلفه رائعه ..الله لا يحرمن منك

Mony
26-07-2008, 08:15 PM
جميل بالفعل ,

ويالقسوّة هذا العمّ , تعجبّت أنها أعطاها المهر مع كلّ هذه القسوة والوحشانيّة !!
القصّة جميلة ولكن أرادت أحداثاً أُخرى تجمّلها وتكسبها مزيداً من التشويق ..

شكراً حبيبتي ,,
ننتظر جديدك دوماً

:31: