منارة الإسلام
28-06-2008, 02:27 AM
كلام غير التأريخ
خطب صلى الله عليه وسلم خطبة ضافية في بدر قربت الجنة لعشاق السعادة،وبغضت البقاء عند محبي الدنيا،وسهلت الموت على طالبيه،والقتل على راغبيه،فتسابق المؤمنون على وقع كلامه صلى الله عليه وسلم وكأنهم في صراع الأعداء يلجون أبوب الجنة الثمانية،وفي نزال الكفار يطوفون بالكوثر،وفي حزهمات الوثنين
الوثنين يتحمسون الكأس الدهاق في جنات عدن.
وخطب قبل أحد بيوم فأبى الأبطال البقاء في المدينة،وحثو السير إلى أحد ورنين الخطبة في الآذان كأنها طلائع الجيوش،ورايات الكتائب،وأعلام الجنود.
ولما مات صلى الله عليه وسلم وقع الخطب الجلل والحدث المدلهم ،فقام أبو بكر الصديق _رضي الله عنه _فعزى في المصائب،وسلى في الخطب،ودمل الجراح،ومسح الدمع،واعاد للهمم توقدها،وللنفوس إشراقها،وللضمائر حياتها.فكأن الكلام الذي إرتجله كلام جديد،هبط من الغيب على أجنحة القبول،وهبط من الفلك على أوسمة المحبة.
عبر طارق بن زياد البحر،ولقى العالم الكافر،وإحتدم الهول،وقامت قيامة الأبطال،فهتف بخطبة طنة لها آذان الشجعان،ورنت لها رماح الأقران،وتقدم على صليلها الجبان فهو يزبد ويرعد،والصفوف تتقدم،والمناية تقع على الرؤوس،والموت يداعب النفوس،فإذا جيش المسلمين على هدير خطبة طارق يطرق باب الفتح،ويدق جرس الانتصار،ويعفوا أنوف الطغام برغام المعركة.
كان علي بن أبي طالب_رضي الله عنه_إذا خطب فجر ينابيع البيان،يأخذ الأرواح طواغية،ويأسر النفوس أسراً،
ويكسر جماجم الفصاحة على رؤوس الأشهاد كسراً.
يرتجل الخطبة فكأن كل جملة لوحة هائمة في الجمال،روعة في الحسن،غاية في النفاسة،فعلي
أبو الحسن هو الفصاحة وهي هو.
وكان أبو الجوزي يعظ الناس فتقع في مجلس وعظه صورة غير عادية في حياة الناس انخلاع في النفوس
تدفق في الدموع، ذهول في الجمهور،وجل في قلوب الحضور،فذاك يصرخ تائباً،وهذا ينتحب نادماً،وهذا يغمى عليه،وذلك ينسحق تحت سياط الوعظ.
بعض الخطباء يخطب في الجلوس،فيجثون على الركب،ويزحفون إليه،وتنقطع أبصارهم فيه.
بعض الخطباء يخطب في الجموع فلا تنبس شفة،ولا تتحرك أنملة ولا يرمش طرف.
وبعض الخطباء إذا خطب قعقع منبره بهدير صوته،وصار جمهوره في قبضته،وأصبح مستمعوه طوع يمينه وآخرون،إذا خطبوا انسابوا كالماء هدوءاً وسكينة،وهبوا كالنسيم لطافة ورقة،يصاحبون الرواح قبل الأجسام،والأنفاس دون الأبدان.
من كتاب هكذا حدثنا الزمان د.عائض القرني
خطب صلى الله عليه وسلم خطبة ضافية في بدر قربت الجنة لعشاق السعادة،وبغضت البقاء عند محبي الدنيا،وسهلت الموت على طالبيه،والقتل على راغبيه،فتسابق المؤمنون على وقع كلامه صلى الله عليه وسلم وكأنهم في صراع الأعداء يلجون أبوب الجنة الثمانية،وفي نزال الكفار يطوفون بالكوثر،وفي حزهمات الوثنين
الوثنين يتحمسون الكأس الدهاق في جنات عدن.
وخطب قبل أحد بيوم فأبى الأبطال البقاء في المدينة،وحثو السير إلى أحد ورنين الخطبة في الآذان كأنها طلائع الجيوش،ورايات الكتائب،وأعلام الجنود.
ولما مات صلى الله عليه وسلم وقع الخطب الجلل والحدث المدلهم ،فقام أبو بكر الصديق _رضي الله عنه _فعزى في المصائب،وسلى في الخطب،ودمل الجراح،ومسح الدمع،واعاد للهمم توقدها،وللنفوس إشراقها،وللضمائر حياتها.فكأن الكلام الذي إرتجله كلام جديد،هبط من الغيب على أجنحة القبول،وهبط من الفلك على أوسمة المحبة.
عبر طارق بن زياد البحر،ولقى العالم الكافر،وإحتدم الهول،وقامت قيامة الأبطال،فهتف بخطبة طنة لها آذان الشجعان،ورنت لها رماح الأقران،وتقدم على صليلها الجبان فهو يزبد ويرعد،والصفوف تتقدم،والمناية تقع على الرؤوس،والموت يداعب النفوس،فإذا جيش المسلمين على هدير خطبة طارق يطرق باب الفتح،ويدق جرس الانتصار،ويعفوا أنوف الطغام برغام المعركة.
كان علي بن أبي طالب_رضي الله عنه_إذا خطب فجر ينابيع البيان،يأخذ الأرواح طواغية،ويأسر النفوس أسراً،
ويكسر جماجم الفصاحة على رؤوس الأشهاد كسراً.
يرتجل الخطبة فكأن كل جملة لوحة هائمة في الجمال،روعة في الحسن،غاية في النفاسة،فعلي
أبو الحسن هو الفصاحة وهي هو.
وكان أبو الجوزي يعظ الناس فتقع في مجلس وعظه صورة غير عادية في حياة الناس انخلاع في النفوس
تدفق في الدموع، ذهول في الجمهور،وجل في قلوب الحضور،فذاك يصرخ تائباً،وهذا ينتحب نادماً،وهذا يغمى عليه،وذلك ينسحق تحت سياط الوعظ.
بعض الخطباء يخطب في الجلوس،فيجثون على الركب،ويزحفون إليه،وتنقطع أبصارهم فيه.
بعض الخطباء يخطب في الجموع فلا تنبس شفة،ولا تتحرك أنملة ولا يرمش طرف.
وبعض الخطباء إذا خطب قعقع منبره بهدير صوته،وصار جمهوره في قبضته،وأصبح مستمعوه طوع يمينه وآخرون،إذا خطبوا انسابوا كالماء هدوءاً وسكينة،وهبوا كالنسيم لطافة ورقة،يصاحبون الرواح قبل الأجسام،والأنفاس دون الأبدان.
من كتاب هكذا حدثنا الزمان د.عائض القرني