مشاهدة النسخة كاملة : حادى الارواح الى بلاد الافراح
muslimaaaa
24-05-2008, 07:03 PM
http://sl.glitter-graphics.net/pub/585/585706q53cm0zj7x.gif
http://www.adabwafan.com/content/products/1/51912.jpg
عدد ابواب الجنه
فى ذكر عدد أبواب الجنه : قال الله تعالى : "( و سيق الذين اتقوا ربهم الى الجنة زمرا حتى اذا جاءوها و فتحت أبوابها و قال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين) و قال فى صفه النار :
( حتى اذا جاءوها فتحت أبوابها)
بغير واو , فقالت طائفه : هذه واو الثمانية دخلت فى أبواب الجنة لكونها ثمانية , و أبواب النار سبعة فلم تدخلها الواو .
و هذا قول ضعيف لا دليل علية و لا تعرفه العرب و لا أئمة العربية , و انما هو من استنباط بعض المتأخرين.
و قالت طائفة أخرى : الواو زائدة , و الجواب الفعل الذى بعدها كما هو فى الاية الثانية و هذا أيضا" ضعيف , فان زيادة الواو غير معروف فى كلامهم , و لا يليق بأفصح الكلام أن يكون فيه حرف زائد لغير معنى و لا فائدة .
و قالت طائفة ثالثة : الجواب محذوف و قوله : و فتحت أبوابها عطف على قوله : جاءها , و هذا اختيار ابى عبيدة و المبرد و الزجاج و غيرهم .
قال المبرد : و حذف الجواب أبلغ عند أهل العلم .
قال أبو الفتح ابن جنى : و أصحابنا يدفعون زيادة الواو و لا يجيزونه و يرون ان الجواب محذوف للعلم به.
بقى أن يقال : فما السر فى حذف الجواب فى آية أهل الجنة , و ذكره فى أهل النار ؟
**فقال : هذا أبلغ فى الموضعين, فان الملائكه تسوق اهل النار اليها و ابوابها مغلقة , حتى اذا وصلوا اليها فتحت فى وجوههم فيفجئوهم العذاب بغتة, فحين انتهوا اليها فتحت ابوابها بلا مهلة , فان هذا شان الجزاء المرتب على الشرط أن يكون عقيبه , فانها دار الاهانة و الخزى فلم يستأذن لهم فى دخولها و يطلب الى خزنتها ان يمكنوهم من الدخول , و اما الجنة فانها دار الله و دار كرامته و محل خواصه و أوليائه , فاذا انتهوا اليها صادفوا أبوابها مغلقة , فيرغبون الى صاحبها و مالكها ان يفتحها لهم و يستشفعون اليه بأولى العزم من رسله , و كلهم بتأخر عن ذلك حتى تقع الدلالة على خاتمهم و سيدهم و أفضلهم , فيقول ك انا لها فيأتى الى تحت العرش و يخر ساجدا"لربه فيدعه ما شاء أن يدعه , ثم يأذن له فى رفع رأسه و أن يسأل حاجته فيشفع اليه سبحانه فى فتح أبوابها فيشفعه و يفتحها تعظيما" لخطرها , و اظهارا" لمنزله رسوله و كرامته عليه
و ان مثل الدار التى هى دار ملك الملوك رب العلمين , انما يدخل اليها بعد تلك الاهوال العظيمة التى أولها من حين عقل العبد فى هذه الدار الى أن انتهى اليها , و ما ركبه من الاطباق طبقا" بعد طبق , و قاساه من شدائد شدة بعد شدة حتى أذن الله تعالى لخاتم أنبيائه و رسله و أحب خلقه اليه أن يشفع اليه فى فتحها لهم.
و هذا أبلغ و أعظم فى تمام النعمة و حصول الفرح و السرور , مما يقدر بخلاف ذلك لئلا يتوهم الجاهل أنها بمنزلة الخان الذى يدخله من يشاء فجنة الله عالية غالية , بين الناس و بينها من العقبات و المفاوز و الاخطار م لا تنال الا به , فما لمن أتبع نفسه هواها و تمنى على الله الامانى , و لهذه الدار فليعد عنها الى ما هو أولى به , و قد خلق له وهيىء له.
و تأمل ما فى سوق الفريقين الى الدارين زمرا" من فرحه هؤلاء بأخوانهم و سيرهم معهم كل زمرة على حدة , كل مشتركين فى عمل متصاحبين فيه على زمرتهم و جماعتهم , مستبشرين أقوياء القلوب , كما كانوا فى الدنيا وقت اجتماعهم على الخير , كذلك يؤنس بعضهم بعضا" و يفرح بعضهم ببعض.
و كذلك أصحاب الدار الأخرى يساقون اليها زمرا" , يعلن بعضهم بعضا" و يتأذى بعضهم ببعض , و ذلك أبلغ فى الخزى و الفضيحه و الهتيكة , من أن يساقوا واحدا" واحدا" فلا تهمل تدبر قوله (زمرا")
و قال خزنة أهل الجنة لاهلها : (سلام عليكم) فبدءهم بالسلام المتضمن للسلامه من كل مكروه , أى سلمتم فلا ياحقكم بعد اليوم ما تكرهون , ثم قالوا لهم : (طبتم فادخلوها خالدين)
أى سلامتكم و دخولها بطيبكم, فان الله حرمها الا على الطيبين فبشروهم بالسلامة و الطيبب و الدخل و الخلود.
و أما أهل النار فانهم لما انتهو اليها على تلك الحال من الهم و الغم و الحزن و فتحت لهم أبوابها وقعوا عليها و زيدوا على ما هم عليه من توبيخ م تبكيتهم لهم بقولهم(الم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم و ينذرونكم لقاء يومكم هذا)
فاعترفوا و قالوا (بلى) فبشروهم بدخولها و الخلود فيها و أنها بئس المثوى لهم.
و تأمل قول خزنه الجنة لاهلها (فادخلوها) و قول خزنة النار لاهلها : (ادخلوا أبواب جهنم ) تجد تحته سرا لطيفا"
و معنى" بديعا" لا يخفى على المتامل و هو : انها
لما كانت دار العقوبة و أبوابها افظع شىء , و أشده حرا
و أعظمه غما , يستقبل فيها الداخل من العذاب ما هو
أشد منها , و يدنو من الغم و الحزن و الكرب بدخول الابواب , فقيل : ادخلوا أبوابها صغارا" لهم و اذلالا" و خزيا" , ثم قيل لهم : لا يقتصر بكم على مجرد دخول الابواب الفظيعة و و لكن وراءها الخلود فى النار , و أما الجنة ففى الكرامة و المنزل الذى أعده الله لأوليائه, فبشروا من أول وهلة بالدخول الى المقاعد و المنازل و الخلود فيها
و تأمل قوله سبحانه : (جنات عدن مفتحه لهم الابواب (50)
متكئين فيها يدعون فيها بفاكهة كثيرة و شراب)
كيف تجد تحته معنى بديعا" , و أنهم أذا دخلوا الجنة لم تغلق أبوابها عليهم بل تبقى مفتحة كما هى .
و أما النار فاذا دخلوها اهلها أغلقت أبوابها , كم قال تعالى
( انها عليهم مؤصدة ) أى مطبقة مغلقة , و منه سمى الباب
وصيدا" و هى : (مؤصدة (8) فى عمد ممددة)
قد جعلت العمد ممسكة للأبواب من خلفها كالحجر العظيم الذى يجعل خلف الباب
قال مقاتل : يعنى أبوابها عليهم مطبقة , فلا يفتح لها باب
و لا يخرج منها غم , ولا يدخل فيها روح أخر الابد .
و أيضا" فأن فى تفتيح الأباب لهم اشارة الى تصرفهم و ذهابهم و ايابهم و تبوئهم فى الجنة حيث شاءوا , و دخول الملائكة عليهم كل وقت بالتحف و الألطاف من ربهم و دخول ما يسرهم كل وقت
و أيضا" اشار الى أنها دار أمن لا يحتاجون فيها الى غلق الابواب , كما كانوا يحتاجون الى ذلك فى الدنيا
**فى الصحيحين من حديث أبى حازم عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :"فى الجنة ثمانية أبواب , باب منها يسمى الريان , لا يدحله الا الصائمون "(1)
و فى الصحيحين من حديث الزهرى عن حميد بن عبد الرحمن عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من أنفق زوجن فى شىء من الاشياء فى سبيل الله , دعى من أبواب الجنة , يا عبد الله هذا خير , فمن كان من أهل الصلاة دعى من باب الصلاة و من كان من أهل الجهاد دعى من باب الجهاد و و من كان من أهل الصدقة دعى من باب الصدقة و و من كان من أهل الصيام دعى من باب الريان "(2) فقال أبو بكر : بأبى أنت و أمى يا رسول الله , ما على من دعى من تلك الابواب من ضرورة , فهل يدعى احد من تلك الأبواب كلها ؟ فقال : "نعم و أرجو أن تكون منهم" .
و فى صحيح مسلم عن عمر بن الخطاب عن النبى صلى الله عليه و سلم قال " ما منكم من أحد توضأ فيبالغ أو فيسبغ الوضوء ثم يقول : أشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له و و اشهد ان محمدا" عبده و رسوله , الا فتحت له ابواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء " زاد الترمزى بعد التشهد " اللهم اجعلنى من التوابين و اجعلنى من المتطهرين "(3)
زاد أبو داود و الامام احمد : ثم رفع نظره الى السماء فقال : و عند الامام أحمد من رواية انس يرفعه " من توضأ فأحسن الوضوء ثم قال ثلاث مرات : أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له , و أشهد أن محمدا" عبده و رسوله , فتح له أبواب الجنة الثمانية , من أيها شاء دخل "(1)
و عن عتبة بن عبد الله السلمى قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " ما من مسلم يتوفى له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث , الا تلقوه من أبواب الجنة الثمانية , من أيها شاء دخل "(2) رواه ابن ماجه و عبد الله بن احمد عن ابن نمير ثنا أسحاق بن سليمان ثنا جرير بن عثمان عن شرحبيل بن شفعة عن عتبة.
muslimaaaa
24-05-2008, 07:36 PM
http://sl.glitter-graphics.net/pub/27/27141littj3sd9j.gif
http://sl.glitter-graphics.net/pub/448/448933a9u74ebixe.gif
خلق الرب تبارك و تعالى بعض الجنان و غرسها بيده
تفضيلا" لها على سائر الجنان
و قد اتخذ الرب تعالى من الجنان دارا" اصطفاها لنفسه و خصها
بالقرب من عرشه و غرسها بيده , فهى سيدة الجنان
و الله سبحانه و تعالى يختار من كل نوع أعلاه و أفضله
كما اختار من الملائكة جبريل , و من البشر محمدا"
صلى الله علية و سلم ,و من السموات العليا, و من البلاد مكة , و من الأشهر الحرم , و من الليالى ليلة القدر
و من الأيام يوم الجمعة , و من الليل وسطه و و من الأوقات
أوقات الصلاة , الى غير ذلك , فهو سبحانه و تعالى :
(يخلق ما يشاء و يختار )
و قال الطبرانى فى معجمه : حدثنا مطلب بن شعيب الأزدى ,
حدثنا عبد الله بن صالح , حدثنى الليث , قال الطبرانى
فى معجمه , و حدثنا أبو الزنباع روح بن الفرج
حدثنا يحيى بن بكير , حدثنا اليث عن زيادة بن محمد الأنصارى
عن محمد بن كعب القرظى عن فضالة بن عبيد عن أبى الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "ينزل الله تعالى
فى آخر ثلاث ساعات يبقين من الليل , فينظر الله فى الساعة
الأولى منهن فى الكتاب الذى لا ينظر فيه غيره فيمحو ما يشاء
و يثبت , ثم ينظر فى الساعة الثانية الى جنة عدن و هى مسكنه
الذى يسكن فيه و و لا يكون معه فيها أحد الا الأنبياء و الشهداء
و الصديقون , و فيها ما لم تره عين أحد , و لا خطر على قلب
بشر , ثم يهبط آخر ساعة من الليل فيقول : (الا مستغفر يستغفرنى
فأغفر له ؟ ألا سائل يسألنى فأعطيه ؟ ألا داع يدعونى فأستجب
له , حتى يطلع الفجر )
قال تعالى : ( و قرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا"<78
فيشهده الله تعالى و ملائكته.
قال الحسن بن سفيان : حدثنا أبوا الطاهر أحمد بن عمرو بن
السرح , قال : خالى عبد الرحمن بن الحميد بن سالم
حدثنا يحيى بن أيوب عن داود بن أبى هند
عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
" ان الله بنى الفردوس بيده و حظرها على مشرك و كل مدمن
خمر و متكبر"
و قد ذكر الدارمى و النجار و غيرهما من حديث
أبى معشر نجيح بن عبد الرحمن -متكلم فيه - عن عون
بن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن أخيه عبد الله بن عبد الله
عن أبيه عبد الله بن الحارث قال :قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم : " خلق الله ثلاثة أشياء بيده : خلق آدم بيده , و كتب
التوراة بيده , و غرس الفردوس بيده , ثم قال :و عزتى و جلالى
لا يدخلها مدمن خمر و لا الديوث , قالوا : يا رسول الله عرفنا
مدمن الخمر فما الديوث ؟ قال : الذى يقر السوء فى أهله"
قلت : المحفوظ أنه موقوف
قال الدرامى : حدثنا موسى بن أسماعيل , حدثنا عبد الواحد بن
زياد , حدثنا عبيد بن مهران , حدثنا مجاهد , قال : قال عبد الله
بن عمر : " خلق الله أربعة أشياء بيده : العرش و القلم و عدن
و آدم عليه السلام , ثم قال لسائر الخلق كن فكان "
و حدثنا موسى بن اسماعيل , حدثنا ابو عوانة عن عطاء بن
السائب عن ميسرة قال : " ان الله لم يمس شيئا" من خلقه غير
ثلاث : خلق ىدم بيده , و كتب التوراة بيده و و غرس جنة
عدن بيده "
حدثنا محمد بن المنهال , حدثنا يزيد ابن زريع , حدثنا سعيد بن ابى عروبة عن قتادة عن أنس عن كعب قال :" لم يخلق الله بيده
غير ثلاث : خلق آدم بيده , و كتب التوراة بيده و غرس جنة
عدن بيده , ثم قال لها : تكلمى , قالت :" قد أفلح المؤمنون"
و قال أبو الشيخ : حدثنا أبو يعلى , حدثنا أبو الربيع ,حدثنا
يعقوب القمى , حدثنا حفص ابن حميد عن شمر بن عطية قال :
" خلق الله جنة الفردوس بيده فهو يفتحها كل يوم خمس مرات
فيقول : ازدادى طيبا" لاوليائى , ازدادى حسنا" لأوليائى
و ذكر الحاكم عنه عن مجاهد قال : " ان الله تعالى غرس جنات
عدن بيده فلما تكاملت أغلقت فهى تفتح فى كل سحر , فينظر
الله اليها فتقول : قد أفلح المؤمنون "
و ذكر البيهقى من حديث البغوى حدثنا يونس بن عبيد الله
البصرى , حدثنا عدى بن الفضل عن الحريرى عن أبى نضرة
عن ابى سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
" ان الله أحاط حائط الجنة لبنة من ذهب و لبنة من فضة
و غرس عرشها بيده , و قال لها تكلمى فقالت : قد أفلح المؤمنون
فقال : طوبى لك منزل الملوك "
و قال ابن أبى الدنيا : حدثنا محمد بن أبى المثنى البزار , حدثنا
بشير بن حسن عن سعيد ابن أبى عروبة عن قتادة عن أنس قال
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " خلق الله جنة عدن
بيده لبنة من درة بيضاء و لبنة من ياقوتة حمراء ولبنة من زبرجدة
خضراء , بلاطها المسك و حصباؤها اللؤلؤ و حشيشها الزعفران
, ثم قال لها : أنطقى , قالت : قد افلح المؤمنون , فقال الله
عزوجل : و عزتى و جلالى لا يجاورنى فيك بخيل " ثم تلا
رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( و من يوق شح نفسه فاولئك
هم المفلحون <9>
قد روى مسلم فى صحيحه عن المغيرة بن شعبة عن سعيد
عن النبى صلى الله عليه و سلم قال : " سأل موسى عليه السلام ربه ما أدنى أهل الجنة منزله ؟ قال : رجل يجىء بعدما دخل أهل
الجنة فيقال له : ادخل الجنة , فيقول : رب كيف و قد نزل الناس
منازلهم و أخذوا أخذاتهم ؟!! فيقال له : اترضى أن يكون لك
مثل ملك من ملوك الدنيا فيقول : رضيت رب , فيقول له : لك ذلك
و مثله و مثله و مثله , فقال فى الخامسة : رضيت رب , قال رب
: فاعلاهم منزلة ؟ قال : اولئك الذين اردت , غرست كرامتهم بيدى
و ختمت عليها فلم تر عين , و لم تسمع أذن , و لم يخطر على
قلب بشر (4) و مصداقه من كتاب الله : (فلا تعلم نفس ما أخفى
لهم من قرة أعين) (5)
http://groups.msn.com/isapi/fetch.dll?action=MyPhotos_GetPubPhoto&PhotoID=nJAAAAL0KWpKupOErmDRgtV1bKh0CRvG0ljZT9eU9b 7d4TrgDXuskYGJPgo72V9iqJX2sT*2jIp0
muslimaaaa
24-05-2008, 08:22 PM
http://sl.glitter-graphics.net/pub/652/652798cg1wuugdxu.gif
زيارة أهل الجنة ربهم تبارك و تعالى
قال الشافعى رضى الله عنه فى مسنده
حدثنا ابراهيم بن محمد قال حدثنى موسى
بن عبيدة قال حدثنى أبو اسحاق بن طلحة
عن عبد الله بن عبد بن عمير أنه سمع أنس
ابن مالك يقول : أتى جبريل بمرآة بيضاء
فيها و كت الى النبى صلى الله عليه و
سلم , فقال النبى صلى الله عليه و سلم
ما هذا ؟ قال : الجمعة فضلت بها أنت
و أمتك , فالناس لكم فيها تبع
اليهود و النصارى , و لكم فيها خير
الساعة , و فيها ساعة لا يوافقها
مؤمن يدعو الله بخير الا استجيب له
و هو عندنا يوم المزيد , قال النبى
صلى الله عليه و سلم : يا جبريل
و ما يوم المزيد ؟ قال : ان ربك
اتخذ من الفردوس واديا" أفتح فيه
كثيب المسك فأذا كان يوم القيامة
أنزل الله تبارك و تعالى ما شاء من
ملائكته و حوله منابر من نور عليها
مقاعد النبيين , و حف تلك المنابر
بمنابر من ذهب مكللة بالياقوت و
الزبرجد , عليها الشهداء و الصديقون
فجلسوا من ورائهم على تلك الكثيب
فيقول الله تعالى : أنا ربكم قد صدقتم
وعدى فسلونى أعطكم , فيقولون : ربنا
نسألك رضوانك , فيقول : قد رضيت عنكم
و لكم ما تمنيتم , و لدى مزيد , فهم
يحبون يوم الجمعة لما يعطيهم فيه ربهم
من الخير , و هو اليوم الذى استوى فيه
ربكم على العرش و فيه خلق آدم عليه
السلام , و فيه تقوم الساعة"
و روى أبو نعيم من حديث شيبان بن جسر
فرقد عن الحسن عن برزة الأسلمى عن
النبى صلى الله عليه و سلم قال :((ان
أهل الجنة ليغدون فى حلة و يروحون
فى أخرى كغدو أحدكم و رواحه , الى ملك
من ملوك الدنيا كذلك يغدون و يروحون
الى زيارة ربهم عزوجل , و ذلك لهم
بمقادير و معالم يعلمون تلك الساعة
التى يأتون فيها ربهم عزوجل ))
قال وروى جعفر ابن حسن بن فرقد عن
أبيه مثله و ذكر أبو نعيم أيضا"
من حديث أبى اسحاق عن الحارث عن على قال :((اذا سكن أهل الجنة , أتاهم ملك
فيقول لهم : ان الله تبارك و تعالى
يأمركم أن تزوروه , فيجتمعون
فيأمر الله تبارك و تعالى داود عليه
السلام , فيرفع صوته بالتسبيح
و التهليل , ثم يوضع مائدة الخلد قالو:
يا رسول الله و ما مائدة الخلد ؟ قال :
زواياها أوسع مما بين المشرق و المغرب
فيطعمون ثم يسقون ثم يكسون فيقولون:
لم يبق ألا النضر فى وجه ربنا عزوجل
فيتجلى لهم فيخرون سجدا" فيقال لهم :
لستم فى دار عمل , أنما أنتم فى دار جزاء
muslimaaaa
25-05-2008, 06:45 AM
http://sl.glitter-graphics.net/pub/1212/1212347x56yl7avvn.gif
غرفها و قصورها الجنة
السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
قال الله تعالى"(لكن الذين اتقوا ربهم
لهم غرف من فوقها غرف مبنية")الأيه
:20 من سورة الزمر .
فأخبر أنها غرف فوق غرف و أنها
مبنية بناء حقيقة لئلا تتوهم النفوس
أن ذلك تمثيل , و أنة ليس هناك بناء
بل تتصور النفوس غرفا" مبنية كالعلالى بعضها فوق بعض , حتى كأنها
ينظر اليها عيانا", و مبنيه صفه
للغرف الأولى و الثانية , أى لهم منازل مرتفعة و فوقها منازل أرفع
منها
قال الله تعالى "(أولئك يجزون الغرفة بما صبروا") الأيه 75 من سورة الفرقان
و الغرفة جنس كالجنة , و تأمل كيف
جعل جزاءهم على هذه الأقوال المتضمنة
للخضوع و الذل و الأستكانة لله و
الغرفة و التحية و السلام فى مقابلة
صبرهم على سوء خطاب الجاهلين لهم ,
فبدلوا بذلك سلام الله و ملائكته عليهم
و قال تعالى :(و ما أموالكم و لا
أولادكم بالتى تقربكم عندنا زلفى الا
من آمن و عمل صالحا" فأولئك لهم جزاء
الضعف بما عملوا و هم فى الغرفات
آمنون)الآيه : 37 من سورة سبأ
و قال الله تعالى :(يغفر لكم ذنوبكم
و يدخلكم جنات تجرى من تحتها الأنهار و
مساكن طيبة فى جنات عدن )الآية : 12
من سورة الصف .
*و قال عن امرأة فرعون أنها قالت :(رب ابن لى عندك بيتا" فى الجنة). الآية : 11 من سورة التحريم .
و روى الترمزى فى جامعه من حديث عبد
الرحمن بن اسحاق عن النعمان بن سعد
عن على قال :قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم:((ان فى الجنة لغرفا" يرى
ظهورها من بطونها , و بطونها من
ظهورها , فقال أعرابى فقال : يا رسول
الله لمن هى؟؟ قال : لمن طيب الكلام
و أطعم الطعام , و أدام الصيام , و
صلى بالليل و الناس نيام))الترمزى فى
سننه (ج2\2527) و أحمد بنحوه كلاهما
عن طريق النعمان بن سعد عن على
مرفوعا به........قال الترمذى : هذا
حديث غريب , لا نعرفه الا من حديث
عبد الرحمن بن اسحاق.
و قال الطبرانى : حدثنا عبدان بن أحمد
حدثنا هشام بن عمار , حدثنا الوليد
بن مسلم , حدثنا معاوية بن سلام عن
زيد بن سلام , قال : حدثنى أبو معانق
الأشعرى, حدثنى أبو مالك الأشعرى أن
رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:
((ان فى الجنة غرفا يرى ظاهرها من
باطنها و باطنها من ظاهرها, أعدها
الله لمن أطعم الطعام , و أدام الصيام
, و صلى بالليل و الناس نيام)) ذكره
الهيثمى فى مجمع الزوائد (ج2ص254)
(ج3ص192)و قال فى الموضوع الأول : رواه
الطبرانى عن أبى مالك الاشعرى و رجاله
ثقات, و قال فى الموضع الآخر : رواه
أحمد عن أبى مالك الأشعرى و رجاله ثقات
و له طرق
muslimaaaa
25-05-2008, 07:37 AM
http://sl.glitter-graphics.net/pub/551/551148dzawulwfv6.gif
في ذكر تربة الجنة وطينتها وحصبائها و بنائها
في ذكر تربة الجنة وطينتها وحصائها وبنائها
قال الإمام أحمد حدثنا أبو النضر وأبو كامل قالا أنبأنا زهير حدثنا سعيد الطائي حدثنا أبو مدلة مولى أم المؤمنين سمع أبا هريرة يقول: قلنا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم الله إذا رأيناك رقت قلوبنا وكنا من أهل الآخرة وإذا فارقناك أعجبتنا الدنيا وشممنا النساء والأولاد قال:"لو تكونون على كل حال على الحال التي أنتم عليها عندي لصافحتكم الملائكة بأكفهم ولزارتكم في بيوتكم ولو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون كي يغفر الله لهم" قال: قلنا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا عن الجنة ما بناؤها قال: "لبنة ذهب ولبنة فضة وملاطها المسك وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت وترابهما الزعفران من يدخلها ينعم لا يبأس ويخلد لا يموت ولا تبلى ثيابه ولا يفني شبابه ثلاثة لا ترد دعوتهم الإمام العادل والصائم حتى يفطر ودعوة المظلوم تحمل على الغمام وتفتح لها أبواب السماوات ويقول الرب وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين"
وروى أبو بكر بن مردويه من حديث الحسن عن ابن عمر قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجنة فقال :"من يدخل الجنة يحيا ولا يموت وينعم ولا يبأس ولا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه" قيل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف بناؤها قال:"لبنة من ذهب ولبنة من فضة وملاطها مسك أذفر وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت وترابها الزعفران "هكذا جاء في هذه الأحاديث أن ترابها الزعفران
وكذلك روى عن يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن العلاء بن زياد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة وترابها الزعفران وطينها المسك"
muslimaaaa
25-05-2008, 07:45 AM
http://sl.glitter-graphics.net/pub/775/775737fu73hjs6rp.gif
في ذكر نورها وبياضها
قال أحمد بن منصور الرمادي أنبأنا كثير بن هشام حدثنا هشام بن زياد وأبو المقدام عن حبيب بن الشهيد عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "خلق الله الجنة بيضاء وأحب الزي إلى الله البياض فليلبسه أحياؤكم وكفنوا فيه موتاكم" ثم أمر برعاء الشاة فجمعت فقال: "من كان منكم ذا غنم سود فليخلط بها بيضاء" فجاءته امرأة فقالت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إني اتخذت غنما سودا فلا أراها تنمو قال : "عفري" وقوله عفري أي بيضي
وذكر أبو نعيم من حديث عباد بن عباد حدثنا هشام بن زياد عن يحيى بن عبد الرحمن عن عطاء عن ابن عباس يرفعه أن الله خلق الجنة بيضاء وأن أحب اللون إلى الله البياض فليلبسه أحياؤكم وكفنوا به موتاكم
وذكر من طريق عبد الحميد بن صالح حدثنا أبو شهاب عن حمزة عن عمرو بن دينار عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عليكم بالبياض فإن الله خلق الجنة بيضاء فليلبسه أحياؤكم وكفنوا فيه موتاكم"
وروينا من طريق البخاري حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سويد بن سعيد حدثنا عبد ربه الحنفي عن خاله الزميل بن السماك أنه سمع أباه يحدث أنه لقي عبد الله بن عباس بالمدينة بعد ما كف بصره فقال: يا ابن عباس ما أرض الجنة قال: "مر مرة بيضاء من فضة كأنها مرآة" قلت: فما نورها قال: "ما رأيت الساعة التي تكون فيها قبل طلوع الشمس فذلك نورها إلا أنه ليس فيها شمس ولا زمهرير وذكر الحديث وسيأتي إن شاء الله تعالى
وفي حديث لقيط بن عامر الطويل الذي رواه عبد الله بن احمد في مسند أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم وذكر الحديث وقال : "وتحتبس الشمس والقمر
muslimaaaa
25-05-2008, 03:59 PM
http://sl.glitter-graphics.net/pub/6/6133i43ctlcwie.gif
في ذكر معرفتهم لمنازلهم ومساكنهم إذا دخلو الجنة وإن لم يروها قبل ذلك
في ذكر معرفتهم لمنازلهم ومساكنهم إذا دخلوا الجنة وأن لم يروها قبل ذلك
قال تعالى {وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ} قال مجاهد: "يهتدي أهلها إلى بيوتهم ومساكنهم لا يخطئون كأنهم ساكنوها منذ خلقوا لا يستدلوا عليها أحدا"
وقال ابن عباس في رواية أبي صالح: "هم أعرف بمنازلهم من أهل الجنة إذا انصرفوا إلى منازلهم"
وقال محمد بن كعب: "يعرفونها كما تعرفون بيوتكم في الدنيا إذا انصرفتم من يوم الجمعة" هذا قول جمهور المفسرين وتلخيص أقوالهم ما قاله أبو عبيدة عرفها لهم أي بينها لهم حتى عرفوها من غير استدلال
وقال مقاتل ابن حيان: "بلغنا أن الملك الموكل بحفظ بني آدم يمشي في الجنة ويتبعه ابن آدم حتى يأتيه أقصى منزل هو له فيعرفه كل شيء أعطاه الله في الجنة فإذا دخل إلى منزله وأزواجه انصرف الملك عنه"
وقال سلمة بن كهيل: "طرقها لم ومعنى هذا أنه طرقها لهم حتى يهتدوا إليها"
وقال الحسن: "وصف الله الجنة في الدينا لهم فإذا دخلوها عرفوها بصفتها وعلى هذا القول فالتعريف وقع في الدنيا ويكون المعنى يدخلهم الجنة التي عرفها لهم وعلى القول الأول يكون التعريف وأقعا في الآخرة هذا كله إذا قيل أنه من التعريف
وفيها قول آخر أنه من العرف وهو الرائحة الطيبة وهذا اختيار الزجاج أي طلبها ومنه طعام معرف أي مطيب
وقيل: هو من العرف وهو التتابع: أي تابع لهم طيباتها وملاذها والقول
muslimaaaa
25-05-2008, 04:21 PM
http://sl.glitter-graphics.net/pub/726/726966vrvlsemogc.gif
في كيفية دخولهم الجنة وما يستقبلون عند دخولها
قد تقدم قوله تعالى وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا وقال تعالى ويوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا قال ابن أبي الدنيا حدثنا محمد بن عباد بن موسى العكلي حدثنا يحيى بن سليم الطائفي حدثنا إسماعيل بن عبد الله المكي حدثنا أبو عبد الله أنه سمع الضحاك بن مزاحم يحدث عن الحرث عن علي أنه سأل رسول الله عن هذه الآية {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْداً} قال قلت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الوفد إلا ركب قال النبي صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده إنهم خرجوا من قبورهم استقبلوا بنوق بيض لها أجنحة عليها رحال الذهب شرك نعالهم نور يتلألأ كل خطوة منها مثل مد البصر وينتهون إلى باب الجنة فإذا حلقه من ياقوتة حمراء على صفائح الذهب وإذا شجرة على باب الجنة ينبع من أصلها عينان فإذا شربوا من إحداهما جرت في وجوههم نضرة النعيم وإذا توضؤا من الأخرى لم تشعث أشعارهم أبدا فيضربون الحلقة بالصفيحة قالوا سمعت طنين الحلقة فيبلغ كل حوراء أن زوجها قد أقبل فتستخفها العجلة فتبعث قيمتها فيفتح له الباب فلولا أن الله عز وجل عرفه نفسه لخر له ساجدا مما يرى من النور والبهاء فيقول أنا قيمك الذي وكلت بأمرك فيتبعه فيقفو أثره فيأتي زوجته فتستخفها العجلة فتخرج من الخيمة فتعلقه وتقول أنت حبي وأنا حبك وأنا الراضية فلا أسخط أبدا وأنا الناعمة فلا أبأس أبدا والخالدة فلا أظعن أبدا فيدخل بيتا من أساسه إلى سقفه مائة ذراع مبنى على جندل اللؤلؤ والياقوت طرائق حمر
muslimaaaa
25-05-2008, 04:27 PM
http://sl.glitter-graphics.net/pub/691/691477pgafjkhbhf.gif
في ذكر صفة أهل الجنة في خلقهم وطولهم وعرضهم ومقدار أسنانهم
في ذكر صفة أهل الجنة في خلقهم وخلقهم وطولهم وعرضهم ومقدار أسنانهم
قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق قال حدثنا معمر عن همام عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خلق الله عز وجل آدم على صورته طوله ستون ذراعا فلما خلقه قال: له أذهب فسلم على أولئك النفر وهو نفر من الملائكة جلوس فاستمع ما يحبونك فأنها تحيتك وتحية ذريتك قال فذهب فقال السلام عليكم فقالوا السلام عليكم ورحمة الله فزاده ورحمة الله قال فكل من يدخل الجنة على صورة آدم طوله ستون ذراعا فلم يزل ينقص الخلق بعده حتى الآن" متفق على صحته
وقال الإمام أحمد حدثنا يزيد بن هرون وعفان بن مسلم قالا حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن سعد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا بيضا جعادا مكحلين أبناء ثلاث وثلاثين وهم على خلق آدم ستون ذراعا في عرض سبعة أذرع" قيل تفرد به حماد عن علي بن زيد وفي جامع الترمذي من حديث شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا مكحلين أبناء ثلاث وثلاثين " قال هذا حديث حسن غريب
وقال أبو بكر بن أبي داودو حدثنا محمود بن خالد وعباس بن الوليد قال حدثنا عمر عن الأوزاعي عن هرون بن رباب عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يبعث أهل الجنة على صورة آدم في ميلاد ثلاث وثلاثين سنة جردا مردا مكحلين ثم يذهب بهم إلى شجرة في الجنة فيكسون منها لا تبلى ثيابهم ولا يفنى شبابهم"
muslimaaaa
25-05-2008, 04:35 PM
http://sl.glitter-graphics.net/pub/819/819898kbs95vqaqp.gif
في ذكر أعلى أهل الجنة منزلة وأدناهم أعلاهم منزلة سيد ولد آدم صلوات الله وسلامه عليه
قال تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابن مَرْيَمَ الْبَيِّنَات} قال مجاهد وغيره: منهم من كلم الله وموسى ورفع بعضهم درجات هو محمد وفي حديث الإسراء المتفق على صحته أنه لما جاوز موسى قال رب لم أظن أن ترفع على أحد ثم علا فوق ذلك بما لا يعلمه إلا الله حتى جاوز سدرة المنتهى وفي صحيح مسلم من حديث عمرو بن العاص أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا على فإنه من صلى على صلاة واحدة صلى الله عليه عشرا ثم سلوا إلى الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجوا أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة"
وفي صحيح مسلم من حديث المغيرة بن شيبة عن النبي صلى الله عليه وسلم : "أن موسى سأل ربه ما أدنى أهل الجنة منزلة فقال رجل يجئ بعد ما دخل أهل الجنة الجنة فيقال له أدخل الجنة فيقول رب كيف وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم فيقال له أتوصي أن يكون ذلك مثل ملك من ملوك الدنيا فيقول رضيت رب فيقول لك ذلك ومثله ومثله ومثله فقال في الخامسة رضيت رب قال رب فأعلاهم منزلة قال أولئك الذين غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها فلم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر.
الشمائل
25-05-2008, 06:15 PM
بصراحة
لساني عاجز عن قول كلمة وحدة لانها ما تفي حقه حتى لو كتبت ابيات
..
ابن القيم الجوزية - رحمه الله
له مؤلفات كثيرة تستحق اننا نقتنيها
وكتاب حادي الارواح لا يقل مكانة في قلوبنا
..
تسلمين يا مسلمة
دايما خلينا نشوف طلتج في القسم
muslimaaaa
26-05-2008, 04:43 AM
:give_rose: جزاكى الله خيرا" يا شاميل والله اسعدتينى بردك الله يسعدك دائما" يا رب , و الحمد لله انى وجت اخوات فى الله يعينونى و اعنهم على ما يرضى الله , ربنا يجمعنا دائما" على الخير و يجمعنا مع سيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم فى الفردوس الاعلى يارب http://sl.glitter-graphics.net/pub/784/784128up2vpo2zgg.gif
muslimaaaa
26-05-2008, 05:10 AM
http://sl.glitter-graphics.net/pub/703/703039qh1zba16ry.gif
في تحفة أهل الجنة إذا دخلوها
روى مسلم في صحيحه من حديث ثوبان قال كنت قائما عند رسول الله فجاء حبر من أحبار اليهود فقال السلام عليك يا محمد فدفعته دفعة كاد يصرع منها فقال لم تدفعني فقلت: ألا تقول يا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اليهودي: إنما ندعوه باسمه الذي سماه به أهله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن اسمي محمدا الذي سماني به أهلي" فقال اليهودي: جئت أسألك فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أينفعك بشيء أن حدثتك"فقال: أسمع بأذنى فنكث رسول الله بعود معه فقال: "سل" فقال اليهودي: أين تكون الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "في الظلمة دون الجسر" قال: فمن أول الناس إجازة يوم القيامة قال: "فقراء المهاجرين" قال اليهودي: فما تحفتهم حين يدخلون الجنة قال: "زيادة كبد النون" قال: فما غذاؤهم على أثرها قال: "ينحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها" قال: فما شرابهم قال: "من عين فيها تسمى سلسبيلا" قال: صدقت قال: وجئت أسألك عن شيء لا يعلمه أحد من أهل الأرض إلا نبي أو رجل أو رجلان قال: أينفعك إن حدثتك قال: أسمع بأذني قال: جئت أسألك عن الولد قال: "ماء الرجل أبيض وماء المرأة أصفر فإذا اجتمعا فعلا منى الرجل منى المرأة اذكرا بإذن الله تعالى وإن علا مني المرأة مني الرجل آنثا بإذن الله تعالى" قال اليهودي: لقد صدقت وإنك لنبي ثم انصرف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد سألني هذا عن الذي سألني عنه ومالي علم بشيء حتى أتاني الله عز وجل به" وفي صحيح البخاري عن أنس قال سمع عبد الله بن سلام مقدم رسول الله المدينة وهو في أرض يخترف فأتى النبي صلى الله عليه وسلم
muslimaaaa
26-05-2008, 05:49 AM
http://sl.glitter-graphics.net/pub/597/597519ukfvjvuomr.gif
في ذكر ريح الجنة ومن مسيرة كم ينشق
في ذكر ريح الجنة ومن مسيرة كم ينشق
قال الطبراني حدثنا موسى بن حازم الأصبهاني حدثنا محمد بن بكير الحضرمي حدثنا مروان بن معاوية الفزاري عن الحسن بن عمرو عن مجاهد عن جنادة بن أبي أمية عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قتل قتيلا من أهل الذمة لم يرح رائحة الجنة وأن ريحها ليوجد من مسيرة مائة عام" ورواه البخاري في الصحيح عن قيس بن حفص عن عبد الواحد بن زياد عن الحسن ابن عمرو الفقيمي عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو ولم يذكر بينهما جنادة وقال ليوجد من مسيرة أربعين عاما
وقال الترمذي حدثنا محمد بن بشار حدثنا معدي ابن سليمان هو البصري عن ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "ألا من قتل نفسا معاهدا له ذمة الله وذمة رسوله فقد أخفر بذمة الله فلا يراح رائحة الجنة وأن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين خريفا " قال: وفي الباب عن أبي بكرة وحديث أبي هريرة حديث حسن صحيح قال محمد بن عبد الواحد وإسناده عندي على شرط الصحيح قلت وقد رواه الطبراني من حديث عيسى بن يونس عن عوف الأعرابي عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة يرفعه من قتل نفسا معاهدة بغير حقها لم يرح رائحة الجنة وإن ريح الجنة يوجد من مسيرة مائة عام
وقال الطبراني: حدثنا إسحق بن إبراهيم عن عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن الحسن أو غيره عن أبي بكرة قال: سمعت رسول الله يقول: "ريح الجنة يوجد من مسيرة مائة عام" وهذه الألفاظ لا تعارض بينهما بوجه
muslimaaaa
26-05-2008, 06:10 AM
http://sl.glitter-graphics.net/pub/1206/1206688c98c8ducmi.gif
في الأذان الذي يؤذن به مؤذن الجنة فيها
روى مسلم في صحيحه من حديث أبي سعيد الخدري وأبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "ينادي مناد أن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا وأن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا وأن لكم أن تنعموا فلا تبأسوأ أبدا " وذلك قوله عز وجل {وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}
قال عثمان بن أبي شيبة: حدثنا يحي بن آدم حدثنا حمزة الزيات عن أبي إسحق عن الأغر عن أبي هريرة وأبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم {وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} قال : "نودوا أن صحوا فلا تسقموا أبدا واخلدوا فلا تموتوا أبدا وانعموا فلا تبأسوا أبدا"
وفي صحيح مسلم من حديث حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى عن صهيب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار نادى مناد يا أهل الجنة أن لكم عند الله موعدا فيقولون ما هو ألم يثقل موازيننا ويبيض وجوهنا ويدخلنا الجنة وينجنا من النار فيكشف الحجاب فينظرون إلى الله فوالله ما أعطاهم الله شيئا هو أحب اليهم من النظر إليه"
وقال عبد الله بن المبارك أنبأنا أبو بكر الألهاني أخبرني أبو تميم الهجيمي قال: سمعت أبا موسى الأشعري يخطب على منبر البصرة يقول: أن الله عز وجل يبعث يوم القيامة ملكا إلى أهل الجنة فيقول يا أهل الجنة هل أنجزكم الله ما وعدكم؟ فينظرون فيرون الحلي والحلل والأنهار والأزواج المطهرة فيقولون
عم قد أنجزنا ما وعدنا قالوا ذلك ثلاث مرات فينظرون فلا يفتقدون شيئا مما وعدوا فيقولون نعم فيقول قد بقى شيء إن الله يقول: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} قال: ألا إن الحسنى الجنة والزيادة: النظر إلى وجه الله"
وفي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل يقول لأهل الجنة فيقولون لبيك ربنا وسعديك فيقول هل رضيتم فيقولون وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك فيقول أنا أعطيكم أفضل من ذلك قالوا ربنا وأي شيء أفضل من ذلك قال أحل عليكم رضواني فلا اسخط عليكم بعده أبدا ، ومن تراجم بخاري عليه باب كلام الرب مع أهل الجنة وسيأتي في هذا أحاديث ذكرها في باب معقود لذلك أن شاء الله
وفي الصحيحين من حديث نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ثم يقوم مؤذن بينهم فيقول يا أهل الجنة لا موت ويا أهل النار لا موت كل خالد فيما هو فيه"
وهذا الأذان وإن كان بين الجنة والنار فهو يبلغ جميع أهل الجنة والنار ولهم فيها نداء آخر يوم زيارتهم ربهم تبارك وتعالى يرسل إليهم ملكا فيؤذن فيهم بذلك فيتسارعون إلى الزيارة كما يؤذن مؤذن الجمعة إليها وذلك في مقدار يوم الجمعة كما سيأتي مبينا في باب زيارتهم الرب عز وجل والله أعلم
muslimaaaa
26-05-2008, 06:45 AM
http://sl.glitter-graphics.net/pub/893/893646fwelto6cxw.gif
في أشجار الجنة وبساتينها و ظلالها
في أشجار الجنة وبساتينها وظلالها قال تعالى
{وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ وَظِلٍّ مَمْدُودٍ وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ} وقال تعالى: {ذَوَاتَا أَفْنَانٍ} وهو جمع فنن وهو الغصن وقال {فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ}
والمخضود: الذي قد خضد شوكة أي نزع وقطع فلا شوك فيه وهذا قول بن عباس ومجاهد ومقاتل وقتادة وأبي الأحوص وقسامة بن زهير وجماعة واحتج هؤلاء بحجتين:
أحدهما: أن الخضد في اللغة القطع وكل رطب قضيته فقد خضدته وخضدت الشجر إذا قطعت شوكة فهو خضيد ومخضود ومنه الخضد على مثال الثمر وهو كل ما قطع من عود رطب خضد بمعنى مخضود كقبض وسلب والخضاد شجر: رخو لا شوك له
الحجة الثانية: قال ابن أبي داود حدثنا محمد بن مصفى حدثنا محمد بن المبارك حدثنا يحيى بن حمزة حدثنا ثور ابن يزيد حدثني حبيب بن عبيد عن عتبة بن عبد السلمي قال: كنت جالسا مع رسول الله فجاء أعرابي فقال يا رسول الله أسمعك تذكر في الجنة شجرة لا أعلم شجرة أكثر شوكا منها يعني الطلح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله جعل مكان كل شوكة منها ثمرة مثل خصوة التيس الملبود فيها سبعون فيها سبعون لونا من الطعام لا يشبه لون آخر الملبود الذي قد اجتمع شعره بعضه على بعض" وقال عبد الله بن المبارك: أنبأنا صفوان بن عمرو عن سليم بن عامر قال كان أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقولون أن الله لينفعنا بالأعراب ومسائلهم أقبل أعرابي يوما فقال يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الله في الجنة شجرة مؤذية وما كنت أرى في الجنة شجرة تؤذى صاحبها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وما هي قال السدر فإن له شوكا مؤذيا قال أليس الله يقول في سدر مخضود خضد الله شوكة فجعل مكان كل شوكة ثمرة" وقالت طائفة: المخضود هو الموقر حملا وأنكر عليهم هذا القول وقالوا لا يعرف في اللغة الخضد بمعنى الحمل ولم يصب هؤلاء الذين أنكروا هذا القول بل هو قول صحيح وأربابه ذهبوا إلى أن الله سبحانه وتعالى لما خضد شوكة واذهبه وجعل مكان كل شوكة ثمرة أو قرت بالحمل والحديثان المذكوران أن يجمعان القولين
وكذلك قول من قال المخضود الذي لا يعقر اليد ولا يرد اليد عنه شوك ولا أذى فيه فسره بلازم المعنى وهكذا غالب المفسرين يذكرون لازم المعنى المقصود تارة وفردا من أفراده تارة ومثالا من أمثلته فيحكيها الجماعون للغث والسمين أقوالا مختلفة ولا اختلاف بينها
فصل
وأما الطلح فأكثر المفسرين قالوا إنه شجرة الموز قال مجاهد أعجبهم طلح وج وحسنه فقيل لهم {وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ} وهذا قول علي بن أبي طالب وابن عباس وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري وقالت طائفة أخرى بل هو شجر عظام طوال وهو شجر البوادي الكثير الشوك عند العرب قال حاديهم:
بشرها دليلها وقالا ... غدا ترين الطلح والجبالا
ولهذا الشجر نور ورائحة وظل ظليل وقد نضد بالحمل والثمر مكان الشوك وقال ابن قتيبة هو الذي نضدا بالحمل أو بالورق والحمل من أوله إلى آخره فليس له ساق بارز وقال مسروق ورق الجنة نضيد من أسفلها إلى أعلاها وأنهارها تجري من غير أخدود
وقال الليث الطلح شجر أم غيلان ليس له شوك أحجن من أعظم العضاة شوكا وأصله عودا وأجوده صمغا قال أبو إسحاق يجوز أن يعني به شجر أم غيلان لأن له نورا طيب الرائحة حدا فوعدوا بما يحبون مثله إلا أن فضله على ما في الدنيا كفضل سائر ما في الجنة على سائر ما في الدنيا فإنه ليس في الجنة إلا الأسامي والظاهر أن من فسر الطلح المنضود بالموز أنما أراد التمثيل به الحسن لحسن نضده وإلا فالطلح في اللغة هو الشجر العظام من شجر البوادي والله أعلم
وفي الصحيحين من حديث أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها فاقرؤا أن شئتم {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ}.
وفي الصحيحين أيضا من حديث أبي حازم عن سهل بن سعد عن رسول الله إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها قال ابو حازم فحدثنا به النعمان بن أبي عياش الزرقي فقال حدثني أبو سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن في الجنة لشجرة يسير الراكب الجواد المضمر السريع في ظلها مائة عام لا يقطعها"
وقال الإمام أحمد حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا شعبة عن أبي الضحاك سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله أن في الجنة شجرة يسير فيها الراكب في ظلها سبعين أو مائة سنة هي شجرة جنة الخلد"
وقال وكيع حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن زياد مولى بني مخزوم عن الزهري عن أبي هريرة رضي الله عنه: "إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام اقرؤا أن شئتم {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ} فبلغ ذلك وكعبا فقال: صدق والذي أنزل التوراة على لسان موسى والفرقان على لسان محمد صلى الله عليه وسلم لو أن رجلا ركب جذعة أو جذعا ثم دار بأصل تلك الشجرة مائة عام ما بلغها حتى يسقط هرما أن الله غرسها بيده ونفخ فيها وإن أصلها من وراء سور الجنة ما في الجنة نهر إلا وهو يخرج من أصل تلك الشجرة"
وقال ابن أبي الدنيا حدثنا إبراهيم عن سعيد الجوهري حدثنا أبو عامر العقدي حدثنا ربيعة بن صالح عن سلمة بن وهرام عن عكرمة عن ابن عباس قال: الظل الممدود شجرة في الجنة على ساق قدر ما يسير الراكب المجد في ظلها مائة عام في كل نواحيها فيخرج إليها أهل الجنة وأهل الفرف وغيرهم يتحدثون في ظلها قال قيشتي بعضهم ويذكر لهو الدنيا فيرسل الله ريحا من الجنة فتتحرك تلك الشجرة لكل لهو كان في الدنيا.
وفي جامع الترمذي من حديث أبي حامد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما في الجنة شجرة إلا وساقها من ذهب قال هذا حديث حسن وعن أبي هريرة قال قال رسول الله يقول الله أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا إذن سمعت ولا خطر على قلب بشر إقرؤا إن شئتم {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} وفي الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها اقرؤا أن شئتم وظل ممدود وموضع سوط من الجنة خير من الدنيا وما فيها إقرؤا إن شئتم { فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ}" رواه بهذا اللفظ والسياق الترمذي والنسائي وابن ماجه وصدره
في الصحيحين وفي صحيح البخاري من حديث أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها وإن شئتم فاقرؤا {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ}
وقال ابن وهب حدثنا عمرو بن الحارث أن درَّاجا أبا السمح حدثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري قال: قال رجل: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما طوبى؟ قال صلى الله عليه وسلم: "شجرة في الجنة مسيرة مائة سنة ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها" وقد رواه عنه حرملة بزيادة وقال أخبرني ابن وهب أخبرني عمرو أن دراجا حدثه أن أبا الهيثم حدثه عن أبي سعيد
الخدري إن رجلا قال يا رسول الله صلى الله عليه وسلم طوبى لمن رآك وآمن بك فقال : "طوبى لمن رآني وآمن بي ثم طوبى ثم طوبى لمن آمن بي ولم يرني" فقال رجل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما طوبى قال شجرة في الجنة مسيرة مائة عام ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها"
قلت وأول هذا الحديث في المسند ولفظه: " طوبى لمن رآني وآمن بي وطوبى لمن آمن بي ولم يرني سبع مرات"
وقال ابن المبارك: حدثنا سفيان عن حماد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:"نخل الجنة جذوعها من زمرد أخضر وكربها ذهب أحمر وسعفها كسوة لأهل الجنة منها مقطعاتهم وحللهم وثمرها أمثال القلال والدلاء أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وألين من الزبد ليس فيها عجم"
وقال الإمام أحمد: حدثنا علي بن بحر حدثنا هشام ابن يوسف حدثنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن عامر بن زيد البكالي أنه سمع عتبة بن عبد السلمي يقول:جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن الحوض وذكر الجنة ثم قال الأعرابي: فيها فاكهة قال :"نعم وفيها شجرة تدعي طوبى" فذكر شيئا لا أدري ما هو فقال: أي شجر أرضنا تشبهه قال: "ليست تشبه شيئا من شجر أرضك فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أتيت الشام" قال: لا قال:"تشبه شجرة بالشام تدعى الجوزة تنبت على ساق واحد وينفرش أعلاها" قال:ما عظم أصلها قال:"لو ارتحلت جذعة من إبل أهلك ما أحاطت بأصلها حتى تنكسر ترقوتها هرما" قال: فيها عنب قال: "نعم" قال: فما عظم العنقود قال: "مسيرة شهر للغراب لا يقع ولا يفتر" قال: فما عظم الحبة قال: "هل ذبح أبوك تيسا من غنمه قط عظيما" قال نعم قال فسلخ أهابه فأعطاه أمك وقال لها اتخذي لنا منه دلوا قال نعم قال الأعرابي فإن تلك الحبة لتشبعني أنا وأهل بيتي قال: "نعم وعامة عشيرتك"
قال أبو يعلي الموصلي في مسنده حدثنا عبد الرحمن بن صالح حدثنا يونس بن بكير عن محمد وابن إسحاق عن يحيى بن عباد عن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر سدرة المنتهي فقال : "يسير في ظل الفتن منها الراكب مائة سنة و
قال يستظل في الفنن منها مائة راكب فيها فراش الذهب كأن ثمرها القلال" ورواه الترمذي وقال: شك يحيى وهو حديث حسن غريب
وقال عبد الله بن المبارك أنبأنا ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال أرض الجنة من ورق وترابها مسك وأصول أشجارها ذهب وورق وأفنانها لؤلؤ وزبرجد وياقوت والورق والثمر تحت ذلك فمن أكل قائما لم يؤذه ومن أكل جالسا لم يؤذه ومن أكل مضطجعا لم يؤذه {وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً}
قال أبو معاوية: حدثنا الأعمش عن أبي ظبيان عن جرير بن عبد الله قال: نزلنا الصفاح فإذا رجل نائم تحت شجرة قد كادت الشمس أن تبلغه قال فقلت للغلام انطلق بهذا النطع فاظله قال فانطلق فأظله فلما استيقظ إذا هو سلمان فأتيته أسلم عليه فقال: يا جرير تواضع لله فإن من تواضع لله رفعه الله يوم القيامة يا جرير هل تدري ما الظلمات يوم القيامة قلت: لا أدري قال: ظلم الناس بينهم ثم أخذ عويدا لا أكاد أراه بين أصبعيه فقال يا جرير إذا طلبت مثل هذا في الجنة لم تجده قلت: يا عبد الله فأين النخل والشجر قال أصولها اللؤلؤ والذهب وأعلاها الثمر
muslimaaaa
26-05-2008, 07:18 AM
http://sl.glitter-graphics.net/pub/726/726962uxyr5ml2zm.gif
في ثمارها وتعداد أنواعها وصفاتها وريحانها
قال تعالى: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأنهار كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ}
وقولهم هذا الذي رزقنا من قبل أي شبيهه ونظيره لا عينه وهل المراد هذا الذي رزقنا في الدنيا نظيره من الفواكه والثمار أو هذا نظير الذي رزقناه قبل في الجنة؟
قيل فيه قولان ففي تفسير السدي عن أبي مالك وأبي صالح عن ابن عباس وعن مرة عن ابن مسعود وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم {قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ } أنهم أتوا بالثمرة في الجنة فلما نظروا إليها قالوا هذا الذي رزقنا من قبل في الدنيا قال مجاهد: ما أشبهه به وقال ابن زيد: هذا الذي رزقنا من قبل في الدنيا {وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهاً} يعرفونه وقال آخرون هذا الذي رزقنا من قبل من ثمار الجنة من قبل هذا لشدة مشابهة بعضه بعضا في اللون والطعم واحتج أصحاب هذا القول بحجج:
إحداها: أن المشابهة التي بين الثمار الجنة بعضها لبعض أعظم من المشابهه التي بينها وبين ثمار الدنيا ولشدة المشابهة قالوا: هذا هو
الحجة الثانية: ما حكاه بن جرير عنهم قال ومن علة قائلي هذا القول ان ثمار الجنة كلما نزع منها شيء عاد مكانه آخر مثله كما كان حدثنا ابن بشار
حدثنا ابن مهدي حدثنا سفيان سمعت ابن مرة يحدث عن أبي عبيدة وذكر ثمر الجنة وقال كلما نزعت ثمرة عادت مكانها أخرى
الحجة الثالثة قوله وأتوا به متشابها وهذا كالتعليل والسبب الموجب لقولهم هذا الذي رزقنا من قبل
الحجة الرابعة أن من المعلوم أنه ليس كل ما في الجنة من الثمار قد رزقوه في الدنيا وكثير من أهلها لا يعرفون ثمار الدنيا ولا رأوها ورجحت طائفة منهم ابن جرير وغيره القول الآخر واحتجت بوجوه
قال ابن جرير والذي يحقق صحة قول القائلين أن معنى ذلك {هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ} في الدنيا أن الله جل ثناؤه قال {كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً} يقولون هذا الذي رزقنا من قبل ولم يخصص أن ذلك من قيلهم في بعض دون بعض فإذا كان قد أخبر جل ذكره عنهم أن ذلك من قبلهم كلما رزقوا ثمرة فلا شك أن ذلك من قبلهم في أول رزق رزقوه من ثمارها أتوا به بعد دخولهم الجنة واستقرارهم فيها الذي لم يتقدمه عندهم من ثمارها ثمرة فإذا كان لا شك أن ذلك من قيلهم في أوله كما هو من قبلهم في وسطه وما يتلوه فمعلوم أنه محال يقولوا لأول رزق رزقوه من ثمار الجنة هذا الذي من رزقنا من قبل هذا من ثمار الجنة وكيف يجوز أن يقولا لأول رزق من ثمارها ولما يتقدمه عندهم غيرها هذا هو الذي رزقنا من قبل أن يلبسهم ذو غية وضلال إلى قيل الكذب الذي قد طهرهم الله منه أو يدفع دافع أن يكون ذلك من قيلهم الأول رزق يرزقونه من ثمارها فيدفع صحة ما أوجب الله صحته من غير نصب دلالة على أن ذلك في حال من أحوالهم دون حال فقد تبين أن معنى الآية كلما رزقوا من ثمرة من ثمار الجنة في الجنة قالوا هذا الذي رزقنا من قبل في الدنيا
قلت: أصحاب القول الأول يخصون هذا العام بما عدا الرزق الأول لدلالة العقل والسياق عليه وليس هذا ببدع من طريقة القرآن وأنت مضطر إلى تخصيصة ولا بد بأنواع من التخصيصات:
أحدها: أن كثيرا من ثمار الجنة وهي التي لا نظير لها في الدنيا لا يقال فيها ذلك
الثاني: أن كثيرا من أهلها لم يرزقوا جميع ثمرات الدنيا التي لها نظير في الجنة
الثالث: أنه من المعلوم أنهم لا يستمرون على هذا القول أبد الآباد كلما أكلوا ثمرة واحدة قالوا: هذا الذي رزقنا في الدنيا ويستمرون على هذا الكلام دائما إلى غير نهاية والقرآن العظيم لم يقصد إلى هذا المعنى ولا هو مما يعتني بهم من نعيمهم ولدتهم وإنما هو كلام مبين خارج على المعتاد المفهوم من المخاطب.
ومعناه: أنه يشبه بعضه بعضا ليس أوله خيرا من آخره ولا هو مما يعرض له ما يعرض لثمار الدنيا عند تقادم الشجر وكبرها من نقصان حملها وصغر ثمرها وغير ذلك بل أوله مثل أخره وآخره مثل أوله هو خيار كله يشبه بعضه بعضا فهذا وجه قولهم ولا يلزم مخالفة ما نصه الله سبحانه وتعالى ولا نسبة أهل الجنة إلى الكذب بوجه والذي يلزمهم من التخصيص يلزمك نظيره وأكثر منه والله أعلم
وأما قوله عز وجل {وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهاً} قال الحسن: خيار كله لا رذل ألم تروا إلى ثمر الدنيا كيف تسترذلون بعضه وأن ذلك ليس فيه ذل وقال قتادة خيار لأرذل فيه فإن ثمار الدنيا ينقى منها ويرذل منها وكذلك قال ابن جريح وجماعة وعلى هذا فالمراد بالتشابه التوافق والتماثل.
وقالت طائفة أخرى منهم ابن مسعود وابن عباس وناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم متشابها في اللون والمرأى وليس يشبه الطعم قال مجاهد: متشابها لونه مختلفا طعمه وكذا قال الربيع بن أنس وقال يحيى بن أبي كثير عشب الجنة الزعفران وكثبانها المسك ويطوف عليهم الولدان بالفاكهة فيأكلونها ثم يأتونهم بمثلها فيقولون هذا الذي جئتمونا به آنفا فيقول لهم الخدم كلوا فإن اللون واحد والطعم مختلف فهو قوله عز وجل: {كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهاً}
وقالت طائفة: معنى الآية أن يشبه ثمر الدنيا غير أن ثمر الجنة أفضل وأطيب قال ابن وهب: قال عبد الرحمن ابن زيد: يعرفون أسماءه كما كانوا في الدنيا التفاح بالتفاح والرمان بالرمان قالوا في الجنة هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها يعرفونه وليس هو مثله في الطعم واختار ابن جرير هذا القول قال: ودليلنا على فساد قول من قال أن معنى الآية هذا الذي رزقنا من قبل أي في الجنة وتلك الدلالة على فساد ذلك القول هي الدلالة على فساد قول من خالف قولنا في تأويل قوله {وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهاً} أن الله سبحانه وتعالى أخبر عن المعنى الذي من أجله قال القوم هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها
قلت: هذا لا يدل على فساد قولهم لما تقدم وقال: {جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الأَبْوَابُ مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ} قال تعالى: {يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ} هذا يدل على أمنهم من إنقطاعها ومضرتها وقال تعالى: {وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ} وقال تعالى: {وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ} أي لا تكون في وقت دون وقت ولا تمنع ممن أرادها وقال فهو في عيشة راضية في جنة عالية قطوفها دانية والقطوف جمع قطف وهو ما يقطف والقطف بالفتح الفعل أي ثمارها دانية قريبة ممن يتناولها فيأخذها كيف يشاء قال البراء بن عازب يتناول الثمرة وهو نائم وقال تعالى: {وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً} قال ابن عباس إذا هم أن يتناول من ثمارها تدلت له حتى يتناول ما يريده وقال غيره قريب إليهم مذللة كيف شاؤا فهم يتناولونها قياما وقعودا ومضطجعين فيكون كقوله: {قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ} ومعنى تذليل القطف تسهيل تناوله وأهل المدينة يقولون ذلل النخل أي سو عروقها وأخرجها من السعف حتى يسهل تناولها وفي نصب دانية وجهان
أحدهما: أنه على الحال عطف على قوله متكئين
والثاني أنه صفة الجنة وقال تعالى: فيهما من كل فاكهة زوجان وفي الجنتين الأخريين فيهما فاكهة ونخل ورمان وخص النخل والرمان من بين الفاكهة بالذكر لفضلهما وشرفهما كما نص على حدائق النخل والأعناب في سورة النبأ إذ هما من أفضل أنواع الفاكهة وأطيبها وأحلاها وقد قال تعالى: {وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ}
وقال الطبراني حدثنا معاذ بن المثني حدثنا علي بن المديني حدثنا ريحان بن سعيد عن عبادة بن منصور عن أيوب عن أبي قلابة عن إسماعيل عن ثوبان بن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أن الرجل إذا نزع ثمرة من الجنة عادت مكانها أخرى"
وقال عبد الله بن الإمام أحمد: حدثني عقبة بن مكرم العمي حدثنا ربعي بن إبراهيم بن عليه حدثنا عوف عن قسامة بن زهير عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أهبط الله آدم من الجنة عليه السلام وعلمه صنعة كل شيء وزوده من ثمار الجنة فثماركم هذه من ثمار الجنة غير أنها تغير وتلك لا تغير" وقد تقدم: أن سدرة المنتهى نبقها مثل القلال
وفي صحيح مسلم من حديث أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "عرضت علي الجنة حتى لو تناولت منها قطفا أخذته وفي لفظ فتناولت منها قطفا فقصرت عنه يدي"
وقال أبو خيثمة حدثنا عبد الله بن جعفر حدثنا عبيد الله حدثنا ابن عقيل عن جابر قال بينما نحن في صلاة الظهر إذ تقدم رسول الله فتقدمنا ثم تناول شيئا ليأخذه ثم تأخر فلما قضى الصلاة قال له أبي بن كعب يا رسول الله صلى الله عليه وسلم صنعت اليوم في صلاتك شيئا ما كنت تصنعه قال : "إنه عرضت علي الجنة وما فيها من الزهرة والنضرة فتناولت منها قطفا من عنب لآتيكم به فحيل بيني وبينه ولو أتيتكم به لأكل منه من بين السماء والأرض لا ينقصونه".
وقال ابن المبارك أنبأنا سفيان عن حماد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: "ثمر الجنة أمثال القلال والدلاء أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وألين من الزبد ليس فيه عجم".
وقال سعيد بن منصور حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال : "إن أهل الجنة يأكلون من ثمار الجنة قياما وقعودا ومضطجعين على أي حال شاؤا"
وقال البزار في مسنده حدثنا أحمد بن الفرج الحمصي حدثنا عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي حدثنا محمد بن المهاجر عن الضحاك المعافري عن سليمان بن موسى قال حدثني كريب أنه سمع أسامة بن زيد يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا مشمر للجنة فإن الجنة لا حظر لها هي ورب الكعبة نور يتلألأ وريحانة تهتز وقصر مشيد ونهر مطرد وثمرة نضيجة وزوجة حسناء جميلة وحلل كثيرة في مقام أبدا في دار سليمة وفاكهة وخضرة وحبرة ونعمة في محلة عالية بهية" قالوا: نعم يا رسول الله صلى الله عليه وسلم نحن المشمرون لها قال: "قولوا إن شاء الله" قال القوم: إن شاء الله
قال البزار وهذا الحديث لا نعلم من رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا أسامة ولا نعلم له طريقا عن أسامة إلا هذا الطريق ولا نعلم رواه عن الضحاك المعافري إلا هذا الرجل محمد بن مهاجر
وفي حديث لقيط بن صبرة الذي رواه عبد الله بن أحمد في مسند أبيه وغيره قلت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم: على ما يطلع أهل الجنة قال: "على أنهار من عسل مصفى وأنهار من كأس ما بها صداع ولا ندامة وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وماء غير آسن وبفاكهة لعمر إلهك مما يعلمون وخير من مثله معه وأما الريحان فهو كل نبت طيب الرائحة قال الحسن وأبو العالية هو ريحاننا هذا يؤتي بنص من ريحان الجنة فنشمه
muslimaaaa
27-05-2008, 01:07 AM
:kez_09: السلام عليكم اخواتى فى الله اريدكم ان تدعو لى انا عندى امتحانات اليومان دول و محتاجه لدعئكم و ان شاء الله سأكمل حادى الاروح الى بلاد الافراح بعد الامتحانات:sad0143: و جزاكم الله كل الخير , ربنا يجعلكم دائما" فى افضل صحه و ايمان و يجعلكم من اهل الفردوس مع سيد الخلق سيدنا و حبيبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم http://sl.glitter-graphics.net/pub/809/809720qp789lf9vz.gif
muslimaaaa
29-05-2008, 02:41 PM
http://sl.glitter-graphics.net/pub/676/676269vt4ic4dcpt.gif
في زرع الجنة
قال تعالى: {وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحدث يوما وعنده رجل من أهل البادية : "أن رجلا من أهل الجنة استأذن ربه عز وجل في الزرع فقال له أولست فيما اشتهيت فقال: بلى ولكني أحب أن أزرع فأسرع وبذر فبادر الطرف نباته واستواؤه واستحصاده وتكويره أمثال الجبال فيقول الله عز وجل: دونك يا ابن آدم فإنه لا يشبعك شيء فقال الأعرابي: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نجد هذا إلا قرشيا أو أنصاريا فإنهم أصحاب زرع فأما نحن فلسنا بأصحاب زرع فضحك رسول الله" رواه البخاري في كتاب التوحيد في باب كلام الرب تعالى مع أهل الجنة وخرجه في غيره أيضا وهذا يدل على أن في الجنة زرعا وذلك البذر منه وهذا أحسن أن تكون الأرض معمورة بالشجر والزرع
فإن قيل: فكيف استأذن هذا الرجل ربه في الزرع فأخبره أنه في غنية عنه
قيل: لعله استأذنه في زرع يباشره ويزرعه بيده وقد كان في غنية عنه وقد كفى مؤونته ولا أعلم ذكر الزرع في الجنة إلا في هذا الحديث والله أعلم
وروى إبراهيم بن الحكم عن أبيه عن عكرمة قال: بينما رجل في الجنة فقال: في نفسه لو أن الله يأذن لي لزرعت فلا يعلم إلا والملائكة على أبوابه فيقولون: سلام عليكم يقول لك ربك تمنيت في نفسك شيئا فقد علمته وقد بعث الله معنا البذر فيقول ابذروا فيخرج أمثال الجبال فيقول له الرب من فوق عرشه كل ابن آدم فإن ابن آدم لا يشبع والله أعلم
muslimaaaa
30-05-2008, 05:59 AM
http://sl.glitter-graphics.net/pub/153/153524ymzuy12135.gif
في ذكر أنهار الجنة وعيونها وأصنافها مجراها الذى تجرى
عليه
قد تكرر في القرآن في عدة مواضع قوله تعالى: {تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنهار} وفي موضع {تَجْرِي تَحْتَهَا الأنهار} وفي موضع {تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأنهار} وهذا يدل على أمور:
أحدها: وجود الأنهار فيها حقيقية الثاني: أنهار جارية لا واقفة الثالث: أنها تحت غرفهم وقصورهم وبساتينهم كما هو المعهود في أنهار الدنيا, وقد ظن بعض المفسرين أن معنى ذلك جريانها بأمرهم وتصريفهم لها كيف شاؤوا كأن الذي حملهم على ذلك أنه لما سمعوا أن أنهارها تجري في غير أخدود فهي جارية على وجه الأرض حملوا قوله تجري من تحتها الأنهار على أنها تجري بأمرهم إذ لا يكون فوق المكان تحته وهؤلاء أوتوا من ضعف الفهم فإن أنهار الجنة وإن جرت في غير أخدود فهي تحت القصور والمنازل والغرف وتحت الأشجار وهو سبحانه لم يقل من تحت أرضها وقد أخبر سبحانه عن جريان الأنهار تحت الناس في الدنيا فقال {أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أهلكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَاراً وَجَعَلْنَا الأنهار} فهذا على ما هو المعهود والمتعارفا وكذلك ما حكاه من قول فرعون {وَهَذِهِ الأنهار تَجْرِي مِنْ تَحْتِي} وقال تعالى: {فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ} قال ابن أبي شيبة حدثنا يحيى بن يمان عن أشعب عن جعفر عن سعيد قال نضاختان بالماء والفواكه وحدثنا ابن يمان عن أبي إسحاق عن أبان عن أنس قال نضاختان بالمسك والعنبر ينضخان على دور أهل الجنة كما ينضخ المطر على دور أهل الدنيا وحدثنا عبد الله بن إدريس عن أبيه عن أبي إسحاق عن البراء قال اللتان تجريان أفضل من النضاختين وقال تعالى: {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أنهار مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأنهار مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ
وَأنهار مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأنهار مِنْ عَسَلٍ مُصَفّىً وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ}
فذكر سبحانه هذه الأجناس الأربعة ونفى عن كل واحد منها الآفة التي تعرض له في الدنيا فآفة الماء أن يأسن ويأجن من طول مكثه وآفة اللبن أن يتغير طعمه إلى الحموضة وأن يصير قارصا وآفة الخمر كراهة مذاقها المنافي في اللذة وشربها وآفة العسل عدم تصفيتة
وهذا من آيات الرب تعالى أن تجري أنهار من أجناس لم تجر العادة في الدنيا بإجرائها ويجريها في غير أخدود وينفي عنها الآفات التي تمنع كمال اللذة بها كما ينفي عن خمر الجنة جميع آفات خمر الدنيا من الصداع والغول والإنزاف وعدم اللذة فهذه خمس آفات من آفات خمر الدنيا تغتال العقل ويكثر اللغو على شربها بل لا يطيب لشرابها ذلك إلا باللغو وتنزف في نفسها وتنزف المال وتصدع الرأس وهي كريهة المذاق وهي رجس من عمل الشيطان توقع العداوة والبغضاء بين الناس وتصد عن ذكر الله وعن الصلاة وتدعو إلى الزنا وربما دعت إلى الوقوع على البنت والأخت وذوات المحارم وتذهب الغيرة وتورث الخزي والندامة والفضيحة وتلحق شاربها بأنقص نوع الإنسان وهم المجانين وتسلبه أحسن الأسماء والسمات وتكسوه أقبح الأسماء والصفات وتسهل قتل النفس وإفشاء السر الذي في إفشائه مضرته أو هلاكه ومؤاخاة الشياطين في تبذير المال الذي جعله الله قياما له ولم يلزمه مؤونته وتهتك الأستار وتظهر الأسرار وتدل على العورات وتهون ارتكاب القبائح والمأثم وتخرج من القلب تعظيم المحارم ومدمنها كعابد وثن وكم أهاجت من حرب وأفقرت من غنى وأذلت من عزيز ووضعت من شريف وسلبت من نعمة وجلبت من نقمة وفسخت من مودة ونسجت من عداوة وكم فرقت بين رجل وزوجته فذهبت بقلبه وراحت بلبه وكم أورثت من حسرة وأجرت من عبرة وكم أغلقت في وجه شاربها بابا من الخير وفتحت له بابا من الشر وكم أوقعت في بلية وعجلت من منيته وكم أورثت من خزية وجرت على شاربها من محبة
وجرت عليه من سفلة فهي جماع الإثم ومفتاح الشر وسلابة النعم وجالبة النقم ولو لم يكن من رذائلها إلا أنها لا تجتمع هي وخمر الجنة في جوف عبد كما ثبت عنه أنه قال: "من شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الآخرة. لكفى وآفات الخمر أضعاف أضعاف ما ذكرنا وكلها منتفية عن خمر الجنة فإن قيل فقد وصف سبحانه الأنهار بأنها جارية ومعلوم أن الماء الجاري لا يأسن فما فائدة قوله: {غَيْرِ آسِنٍ}
قيل: الماء الجاري وإن كان لا يآسن فإنه إذا أخذ منه شيء وطال مكثه أسن وماء الجنة لا يعرض له ذلك ولو طال مكثه ما طال
وتأمل اجتماع هذه الأنهار الأربعة التي هي أفضل أشربة الناس فهذا لشربهم وطهورهم وهذا لقوتهم وغذائهم وهذا للذتهم وسرورهم وهذا لشفاعتهم ومنفعتهم والله أعلم
فصل
وأنهار الجنة تتفجر من أعلاها ثم تنحدر نازلة إلى أقصى درجاتها كما روى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أن في الجنة مائة درجة أعدها الله عز وجل للمجاهدين في سبيله بين كل درجتين كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة
وروى الترمذي نحوه من حديث معاذ بن جبل وعبادة بن الصامت ولفظ حديث عبادة:"الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين مسيرة مائة عام والفردوس أعلاها درجة ومنها الأنهار الأربعة والعرش فوقها فإن سألتم الله فاسألوه الفردوس الأعلى"
وفي المعجم للطبراني أني من حديث الحسن عن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الفردوس ربوة الجنة وأعلاها وأوسطها ومنها تنفجر أنهار الجنة"
وفي صحيح البخاري من حديث شعبة عن قتادة قال أخبرني أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "رفعت إلى سدرة المنتهى في السماء السابعة نبقها مثل قلال هجر وورقها مثل آذان الفيلة يخرج من ساقها نهران ظاهران ونهران باطنان فقلت: يا جبريل ما هذا قال أما النهران الباطنان ففي الجنة وأما الظاهران فالنيل والفرات"
وفي صحيحه أيضا من حديث همام عن قتادة عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بينا أنا أسير في الجنة إذا بنهر حافتاه قباب اللؤلؤ والمجوف فقلت ما هذا يا جبريل قال:هذا الكوثر الذي أعطاك ربك قال فضرب الملك بيده فإذا طينة مسك أذفر"
وفي صحيح مسلم من حديث المختار بن فلفل عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "الكوثر نهر في الجنة وعدنيه ربي عز وجل "وقال محمد بن عبد الله الأنصاري حدثنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دخلت الجنة فإذا بنهر يجري حافتاه خيام اللؤلؤ فضربت يدي إلى ما يجري فيه من الماء فإذا أنا بمسك أذفر فقلت لمن هذا يا جبريل قال هذا الكوثر الذي أعطاك الله عز وجل"
قال الترمذي حدثنا هناد حدثنا محمد بن فضيل عن عطاء بن السائب عن محارب بن دثار عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الكوثر نهر في الجنة حافتاه من ذهب ومجراه على الدر والياقوت تربته أطيب من المسك وماؤه أحلى من العسل وأبيض من الثلج" قال هذا حديث حسن صحيح وقال أبو نعيم الفضل حدثنا أبو جعفر هو الرازي حدثنا ابن أبي نجيح عن مجاهدا {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَر} قال الخير الكثير وقال أنس بن مالك:
نهر في الجنة وقالت عائشة: هو نهر في الجنة ليس يدخل أحد إصبعيه في أذنيه إلا سمع خرير ذلك النهر" وهذا معناه والله أعلم أن خرير ذلك النهر يشبه الخرير الذي سمعه حين يدخل إصبعيه في أذنيه
وفي جامع الترمذي من حديث الجريري عن حكيم بن معاوية عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن في الجنة بحر الماء وبحر العسل وبحر اللبن وبحر الخمر ثم تشقق الأنهار بعد" قال هذا حديث حسن صحيح
وقال الحاكم حدثنا الأصم حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا أسد بن موسى حدثنا ابن ثوبان عن عطاء بن قرة عن عبد الله بن سمرة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من سره أن يسقيه الله عز وجل من الخمر في الآخرة فليتركه في الدنيا ومن سره أن يكسيه الله الحرير في الآخرة فليتركه في الدنيا وأنهار الجنة تفجر من تحت تلال أو تحت جبال المسك ولو كان أدنى أهل الجنة حلية عدلت بحلية أهل الدنيا جميعا لكان ما يحليه الله به في الآخرة أفضل من حلية أهل الدنيا جميعا"
وذكر الأعمش عن عمرو بن مرة عن مسروق عن عبد الله قال: إن أنهار الجنة تفجر من جبل مسك وهذا موقوف صحيح وذكر ابن مردويه في مسنده حدثنا أحمد بن محمد بن عاصم حدثنا عبد الله بن محمد بن النعمان حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا الحرث بن عبيد حدثنا أبو عمران الجوني عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "هذه الأنهار تشخب من جنة عدن في جوبه ثم تصدع بعد أنهارا"
وقال ابن أبي الدنيا حدثنا يعقوب بن عبيدة حدثنا يزيد بن هرون حدثنا الحريري عن معاوية بن قرة عن أنس بن مالك قال: أظنكم تظنون أن أنهار الجنة أخدود في الأرض لا والله أنها لسائحة على وجه الأرض أحدى حافتيها اللؤلؤ والأخرى الياقوت وطينها المسك الأذفر قال:
قلت: ما الأذفر قال: الذي لا خلط له ورواه ابن مردويه في تفسيره عن عن محمد بن أحمد حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى حدثنا مهدي بن حكيم حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا الحريري عن معاوية بن قرة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره هكذا رواه مرفوعا
وقال أبو خيثمة حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أنه قرأ هذه الآية {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أعطيت الكوثر فإذا هو يجري ولم يشق شقاه وإذا حافتاه قباب اللؤلؤ فضربت بيدي إلى تربته فإذا مسك أذفر وإذا حصباؤه اللؤلؤ وذكر سفيان الثوري عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن مسروق في قوله تعالى: وماء مسكوب قال أنهار تجري في غير أخدود قال ونخل طلعها هضيم قال من أصلها إلى فروعها أو كلمة نحوها وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سيحان وجيحان والفرات والنيل كل من أنهار الجنة" وقال عثمان بن سعيد الدارمي حدثنا سعيد بن سابق حدثنا مسلمة بن علي عن مقاتل بن حبان عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"أنزل الله من الجنة خمسة أنهار سيحون وهو نهر الهند وجيحون وهو نهر بلخ ودجلة والفرات وهما نهرا العراق والنيل وهو نهر مصر أنزلها الله من عين واحدة من عيون الجنة من أسفل درجة من درجاتها على جناح جبريل عليه السلام فاستودعها الجبال وأجراها في الأرض وجعل فيها منافع للناس في أصناف معايشهم فذلك قوله وأنزلنا من السماء ماء بقدر فاسكناه في الأرض وأنا على ذهاب به لقادرون فإذا كان عند خروج يأجوج ومأجوج أرسل جبريل فيرفع من الأرض القرآن والعلم كله والحجر الأسود من ركن البيت ومقام إبراهيم وتابوت موسى
بما فيه وهذه الأنهار الخمسة فرفع ذلك كله إلى السماء فذلك قوله تعالى: {وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ} فإذا رفعت هذه الأشياء من الأرض فقد حرم أهلها خيري الدنيا والآخرة" ورواه أحمد بن عدي في ترجمة مسلمة هذا مع أحاديث غيره وقال عامة أحاديثه غير محفوظة وبالجملة فهو من الضعفاء قال البخاري منكر الحديث وقال النسائي ومتروك وقال أبو حاتم لا تشتغل به وقال عبد الله بن وهب:حدثنا سعيد بن أبي أيوب عن عقيل بن خالد عن الزهري أن ابن عباس قال: "إن في الجنة نهرا يقال له البيدج عليه قباب من ياقوت تحته جوار يقول أهل الجنة انطلقوا بنا إلى البيدج فيتصفحون تلك الجوارى فإذا أعجب رجلا منهم جارية مس معصمها فتتبعه"
فصل
وأما العيون فقد قال تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ } وقال تعالى: { إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً} قال بعض السلف: معهم قضبان الذهب حيثما مالوا مالت معهم وقد اختلف في قوله :{يَشْرَبُ بِهَا }فقال: الكوفيون الباء بمعنى من أي يشرب منها وقال آخرون: بل الفعل مضمن ومعنى يشرب بها: أي يروى بها فلما ضمنه معناه عداه تعديته وهذا أصح وألطف وأبلغ وقال طائفة: الباء للظرفية والعين أسم للمكان كما تقول كنا بمكان كذا وكذا ونظير هذا التضمين قوله تعالى: {مَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ} ضمن معنى يهم فعدى تعديته وقال تعالى: {وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْساً كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلاً عَيْناً فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً} فأخبر سبحانه عن العين التي يشرب بها المقربون صرفا أن شراب الأبرار يمزج منها لأن أولئك أخلصوا الأعمال كلها لله فأخلص شرابهم
وهؤلاء مزجوا فمزج شرابهم ونظير هذا وقوله تعالى: {إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ عَلَى الأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ} فأخبر سبحانه عن مزاج شرابهم بشيئين بالكافور في أول السورة والزنجبيل في آخرها فإن في الكافور من البرد وطيب الرائحة وفي الزنجبيل من الحرارة وطيب الرائحة ما يحدث لهم باجتماع الشرابين ويجيء أحدهما على أثر الآخر حالة أخرى أكمل وأطيب وألذ من كل منهما بانفراده ويعدل كيفية كل منهما بكيفية الآخر وما ألطف موقع ذكر الكافور في أول السورة والزنجبيل في آخرها فإن شرابهم مزج أولا بالكافور وفيه من البرد ما يجيء الزنجبيل بعده فيعدله
والظاهر أن الكأس الثانية غير الأولى وأنهما نوعان لذيذان من الشراب.
أحدهما مزج بكافور والثاني مزج بزنجبيل وأيضا فإنه سبحانه أخبر عن مزج شرابهم بالكافور وبرده في مقابلة ما وصفهم به من حرارة الخوف والإيثار والصبر والوفاء بجميع الواجبات التي نبه على وفائهم بأضعفها وهو ما أوجبوه على أنفسهم بالنذر على الوفاء بأعلاها وهو ما أوجبه الله عليهم ولهذا قال {وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً} فإن في الصبر من الخشونة وحبس النفس عن شهواتها ما اقتضى أن يكون في جزائهم من سعة الجنة ونعومة الحرير ما يقابل ذلك الحبس والخشونة وجمع لهم بين النضرة والسرور وهذا جمال ظواهرهم وهذا حال بواطنهم كما جملوا في الدنيا ظواهرهم بشرائع الإسلام وبواطنهم بحقائق الإيمان ونظيره قوله في آخر السورة {عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ} فهذه زينة الظاهر ثم قال {وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً} فهذه زينة الباطن المطهر لهم من كل أذى ونقص ونظيره قوله تعالى: لأبيهم آدم عليه السلام: {إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى} فضمن له أن لا يصيبه ذل الباطن بالجوع ولا ذل الظاهر بالعري وأن لا يناله حر الباطن بالظمأ ولا حر الظاهر بالضحى ونظير هذا ما عدده على عباده من نعمة أنه أنزل عليهم لباسا يواري سوآتهم ويزين ظواهرهم ولباسا آخر يزين بواطنهم
وقلوبهم وهو لباس التقوى وأخبر أنه خير اللباسين وقريب من هذا إخباره أنه زين السماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظا من كل شيطان مارد فزين ظاهرها بالنجوم وباطنها بالحراسة وقريب منه أمره من أراد الحج بالزاد الظاهر ثم أخبر أن خير الزاد الزاد الباطن وهو التقوى وقريب منه قول امرأة العزيز عن يوسف {فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ} فأرتهن حسنه وجماله ثم قالت {وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ} فأخبرتهن بجمال باطنه وزينته بالعفة وهذا كثير في القرآن لمتأمله.http://sl.glitter-graphics.net/pub/297/297941qshotz6giy.gif
ألا من مشمّر لها ..!
أين نحن من ذكرها .؟
وأين نحن من نعيمها .؟؟
فعلاً إن هذه الدنيا لفانية ..
ومتاع زائل لا يقارن بالجنّة ونعيمها ..
أ من أجل لذّة زائلة نخسر الجنّة ..
يالله نسألك الفردوس الأعلى ..
جوزيتي خيراً مسلمة ,,
رفعتي رأسي عالياً ..
وأعدتي إليّ الهدف ..
جوزيتي خيراً ..
muslimaaaa
12-06-2008, 11:05 AM
Monyألا من مشمّر لها ..!
أين نحن من ذكرها .؟
وأين نحن من نعيمها .؟؟
فعلاً إن هذه الدنيا لفانية ..
ومتاع زائل لا يقارن بالجنّة ونعيمها ..
أ من أجل لذّة زائلة نخسر الجنّة ..
يالله نسألك الفردوس الأعلى ..
جوزيتي خيراً مسلمة ,,
رفعتي رأسي عالياً ..
وأعدتي إليّ الهدف ..
جوزيتي خيراً ..
جزانا و اياكم مونى و الله اسعدتينى جدااا" بدعائك و انا معكى فى كل كلمه قلتيها هذه الدنيا فانيه ,كيف نخسر نعيم الجنه الدائم من اجل متعه فانيه سبحان الله كيف نخسر الجنه بما فيها من راحة بال و فرح دائم و عدم الخوف و القلقل من اجل دنيا مليئه بالمتاعب و الخوف و القلقل و سعاده مئقته , جزاكى الله الفردوس الاعلى يا مونى :give_rose:
muslimaaaa
13-06-2008, 06:32 AM
http://sl.glitter-graphics.net/pub/1251/1251074q0lisrsbkx.gif
الباب الثامن والأربعون: في ذكر طعام أهل الجنة وشرابهم ومصرفه
قال الله تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} وقال تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَأوا كِتَأبيهْ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابيهْ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ} وقال تعالى: {وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُون لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ} وقال تعالى: {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنهار أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا} وقال تعالى: { وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْساً لا لَغْوٌ فِيهَا وَلا تَأْثِيمٌ} وقال تعالى: {يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ}.
وفي صحيح مسلم من حديث أبي الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يأكل أهل الجنة ويشربون ولا يمتخطون ولا يتغوطون ولا يبولون طعامهم ذلك جشاء كريح المسك يلهمون التسبيح والتكبير كما تلهمون النفس" ورواه أيضا من رواية طلحة بن نافع عن جابر وفيه قالوا: فما بال الطعام قال:"جشاء ورشح كرشح المسك يلهمون التسبيح والحمد"
وفي المسند وسنن النسائي بإسناد صحيح على شرط الصحيح من حديث الأعمش عن ثمامة ابن عقبة عن يزيد بن أرقم قال جاء رجل من أهل الكتاب إلىالنبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا أبا القاسم تزعم أن أهل الجنة يأكلون ويشربون قال: "نعم والذي نفس محمد بيده إن أحدهم ليعطي قوة مائة
رجل في الأكل والشرب والجماع والشهوة" قال: فإن الذي يأكل ويشرب تكون له الحاجة وليس في الجنة أذى قال: "تكون حاجة أحدهم رشحا يفيض من جلودهم كرشح المسك فيضمر بطنه"
ورواه الحاكم في صحيحه ولفظه أتي النبي صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود فقال: يا أبا القاسم ألست تزعم أن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون ويقول لأصحابه إن أقر لي بهذا خصمته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بلى والذي نفس محمد بيده إن أحدهم ليعطي قوة مائة رجل في المطعم والمشرب والشهوة والجماع" فقال له اليهودي: فإن الذي يأكل ويشرب تكون له الحاجة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حاجتهم عرق يفيض من جلودهم مثل المسك فإذا البطن قد ضمر"
وقال الحسن بن عرفة حدثنا خلف بن خليفة عن حميد الأعرج عن عبد الله بن الحارث عن عبد الله ابن مسعود قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنك لتنظر إلى الطير في الجنة فتشتهيه فيخر بين يديك مشويا"
وقد تقدم حديث أنس في قصة عبد الله بن سلام في أول طعام يأكله أهل الجنة وشرابهم على أثره وحديث أبي سعيد الخدري تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة يتكفأها الجبار بيده نزلا لأهل الجنة
وقال الحاكم أنبأنا الأصم حدثنا إبراهيم بن منقذ حدثنا إدريس ابن يحيى حدثني الفضل بن المختار عن عبيد الله بن موهب عن عصمة بن مالك الخطمي عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن في الجنة طيرا أمثال البخاتي" فقال أبو بكر: إنها لناعمة يا رسول الله صلى الله عليه وسلمقال: "أنعم منها من يأكلها وأنت ممن يأكلها يا أبا بكر".
قال الحاكم وأنبأنا الأصم حدثنا يحيى بن أبي طالب أنبأنا عبد الوهاب بن عطاء أنبأنا سعيد عن قتادة في قوله تعالى: {وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ} قال ذكر لنا أن أبا بكر قال يا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني لا أرى طير الجنة ناعمة كما أن أهلها ناعمون" قال: "من يأكلها أنعم منها وأنها أمثال البخاتي وإني لأحتسب على الله
أن تأكل منها يا أبا بكر" وبهذا الإسناد عن قتادة عن أيوب رجل من أهل البصرة عن عبد الله بن عمرو في قوله تعالى: {يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ} قال يطاف عليهم بسبعين صحفة من ذهب كل صحفة منها فيها لون ليس في الأخرى.
وقال الدراوردي حدثني ابن أخي ابن شهاب عن أبيه عن عبد الله بن مسلم أنه سمع أنس بن مالك يقول في الكوثر قال رسول الله هو نهر أعطانيه ربي أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل فيه طيور أعناقها كأعناق الجزر فقال عمر بن الخطاب أنها يا رسول الله صلى الله عليه وسلم لناعمة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "آكلها أنعم منها" تابعه إبراهيم بن سعيد عن ابن أخي ابن شهاب وقال فقال أبو بكر بدل عمر
وقال عثمان بن سعيد الدارمي حدثنا عبد الله ابن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ} يقول الخمر لا فيها غول ويقول ليس فيها صداع وفي قوله تعالى: {وَلا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ} يقول لا تذهب عقولهم وقوله تعالى: {وَكَأْساً دِهَاقاً} يقول ممتلئة وقوله: {رَحِيقٍ مَخْتُومٍ} يقول: الخمر ختم بالمسك وقال علقمة عن ابن مسعود {خِتَامُهُ مِسْك} قال خلطه وليس بخاتم ثم يختم.
قلت يريد والله أعلم أن أخره مسك يخالطه فهو من الخاتمة ليس من الخاتم.
وقال زيد بن معاوية: سألت علقمة عن قوله تعالى: {خِتَامُهُ مِسْك} فقرأتها خاتمه مسك فقال لي: ليست خاتمه ولكن اقرأه {خِتَامُهُ مِسْك} قال علقمة: ختامه خلطه ألم تر أن المرأة من نسائكم تقول للطيب أن خلطه من مسك لكذا وكذا.
وذكر سعيد بن منصور حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق: الرحيق الخمر المختوم يجدون عاقبتها طعم المسك وبهذا الإسناد عن مسروق عن عبد الله في قوله تعالى: {وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ} قال تمزج لأصحاب
اليمين ويشربها المقربون صرفا.وكذلك قال ابن عباس: يشرب منها المقربون صرفا وتمزج لمن دونهم.
وقال مجاهد: ختامه مسك يقول طينة وهذا التفسير يحتاج إلى تفسير ولفظ الآية أوضح منه وكأنه والله أعلم يريد ما يبقى في أسفل الإناء من الدري
وذكر الحاكم من حديث آدم حدثنا شيبان عن جابر عن ابن سابط عن أبي الدرداء في قوله {خِتَامُهُ مِسْك} قال: "هو شراب أبيض مثل الفضة يختمون به آخر شرابهم لو أن رجلا من أهل الدنيا أدخل يده فيه ثم أخرجها لم يبق ذو روح إلا وجد ريح طيبها"
قال آدم: وحدثنا أبو شيبة عن عطاء قال: "التسنيم اسم العين التي يمزج بها الخمر"
وقال الإمام أحمد: حدثنا هشيم أنبأنا حصين عن عكرمة عن ابن عباس في قوله وكأسا دهاقا قال هي المتتابعة الممتلئة قال ربما سمعت العباس يقول: اسقنا وأدهق لنا وقد تقدم الكلام على قوله تعالى: {إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً} وعلى قوله {وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْساً كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلاً عَيْناً فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً} فقالت فرقة: سلسبيلا جملة مركبة من فعل وفاعل وسلسبيلا منصوب على المفعول أي سل سبيلا إليها وليس هذا بشيء وإنما السلسبيل كلمة مفردة وهي اسم للعين نفسها باعتبار صفتها ولقد شفى قتادة ومجاهد في اشتقاق اللفظة فقال قتادة: سلسة فهم يصرفونها حيث شاؤا وهذا من الاشتقاق الأكبر وقال مجاهد سلسة السيل حديدة الجرية وقال أبو العالية والمقابلان تسيل عليهم في الطرق وفي منازلهم وهذا من سلاستها وحدة جريتها وقال آخرون: معناها طيبة الطعم والمذاق وقال أبو إسحاق: سلسبيل صفة لما كان في غاية السلاسة فسميت العين بذلك
وقال ابن الأنباري: "الصواب في سلسبيل أنه صفة للماء وليس باسم للعين واحتج على ذلك بحجتين إحداهما: أن سلسبيلا مصروف ولو كان اسما للعين لم يصرف للتأنيث والعلمية
الثانية: أن ابن عباس قال: معناه أنها تنسل في حلوقهم انسلالا
قلت ولا حجة له في واحدة منهما أما الصرف فلا اقتضاء رؤوس الآي له كنظائره وأما قول ابن عباس فإنما يدل على أن العين سميت بذلك باعتبار صفة السلاسة والسهولة فقد تضمنت هذه النصوص أن لهم فيها الخبز واللحم والفاكهة والحلوى وأنواع الأشربة من الماء واللبن والخمر وليس في الدنيا مما في الآخرة إلا الأسماء وأما المسميات فبينها من التفاوت ما لا يعلمه البشر فإن قيل: فأين يشوي اللحم وليس في الجنة نار فقد أجاب عن هذا بعضهم بأنه يشوي بـ: "كن" وأجاب آخرون: بأنه يشوى خارج الجنة ثم يؤتي به إليهم والصواب: أنه يشوى في الجنة بأسباب قدرها العزيز الحكيم لإنضاجه وإصلاحه كما قدر هناك أسبابا لإنضاج الثمر والطعام على أنه لا يمتنع أن يكون فيها نار تصلح لا تفسد شيئا
وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : "مجامرهم الألوة" و"المجامر" جمع جمرة وهو البخور الذي يتبخر بإحراقه والإلوة العود المطري فأخبر أنهم يتجمرون به أي يتبخرون بإحراقه لتسطع لهم رائحته
وقد أخبر سبحانه أن في الجنة ظلالا والظلال لا بد أن تفيء مما يقابلها فقال {هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ} وقال {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ} وقال {وَنُدْخِلُهُمْ ظِلاًّ ظَلِيلاً} فالأطعمة والحلوى والتجمر تستدعي أسباب تتم بها والله سبحانه خالق السبب والمسبب وهو رب كل شيء ومليكه لا إله إلا هو وكذلك جعل لهم سبحانه أسبابا تصرف الطعام من الجشاء والعرق الذي يفيض من جلودهم فهذا سبب إخراجه وذاك سبب إنضاجه وكذلك جعل في أجوافهم من الحرارة ما يطبخ ذلك الطعام ويلطفه ويهيئه لخروجه رشحا وجشاء وكذلك ما هناك من الفواكه والثمار يخلق لها من الحرارة ما ينضجها
ويجعل سبحانه أوراق الشجر ظلالها فرب الدنيا والآخرة واحد وهو الخالق للأسباب والحكم ما يخلقه في الدنيا والآخرة والأسباب مظهر أفعاله وحكمته ولكنها تختلف ولهذا يقع التعجب من العبد لورود أفعاله سبحانه على أسباب غير الأسباب المعهودة المألوفة وربما حمله ذلك على الإنكار والكفر وذلك محض لجهل والظلم وإلا فليست قدرته سبحانه وتعالى مقصرة عن أسباب أخر ومسببات ينشئها منها كما لا تقصر قدرته في هذا العالم المشهود عن أسبابه ومسبباته وليس هذا بأهون عليه من ذلك.
ولعل النشأة الأولى التي أنشأها الرب سبحانه وتعالى فيها بالعيان والمشاهدة أعجب من النشأة الثانية التي وعدنا بها إذا تأملها اللبيب ولعل إخراج هذه الفواكه والثمار من بين هذه التربة الغليظة والماء والخشب والهواء المناسب لها أعجب عند العقل من إخراجها من بين تربة الجنة ومائها وهوائها.
ولعل إخراج هذه الأشربة التي هي غذاء ودواء وشراب ولذة من بين فرث ودم ومن قيء ذباب أعجب من إجرائها أنهارا في الجنة بأسباب أخر ولعل إخراج جوهري الذهب والفضة من عروق الحجارة من الجبال وغيرها أعجب من إنشائها هناك من أسباب أخر ولعل إخراج الحرير من لعاب دودة القز وبنائها على أنفسها القباب البيض والحمر والصفر أحكم بناء أعجب من إخراجه من أكمام تنشق عنه شجر هناك قد أودع فيها وأنشئ منها ولعل جريان بحار الماء بين السماء والأرض على ظهور السحاب أعجب من جريانها في الجنة في غير أخدود.
وبالجملة فتأمل آيات الله التي دعا عباده إلى التفكر فيها وجعلها آيات دالة على كمال قدرته وعلمه ومشيئته وحكمته وملكه وعلى توحده بالربوبية والإلهية ثم وازن بينهما وبين ما أخبر به من أمر الآخرة والجنة والنار تجد هذه أدل شيء على تلك شاهدة لها وتجدهما من مشكاة واحدة ورب واحد وخالق واحد ومالك واحد فبعدا لقوم لا يؤمنون.
muslimaaaa
13-06-2008, 01:55 PM
http://sl.glitter-graphics.net/pub/726/726956p8etgxzzol.gif
في ذكر آنيتهم التي يأكلون فيها ويشربون
وأجناسها وصفاتها قال تعالى: {يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ} فالصحاف جمع صحفة قال الكلبي بقصاع من ذهب وقال الليث الصحفة قصعة مسلنطحة عريضة الجمع صحاف قال الأعشى:
والمكاكيك والصحاف من الفضة ... والضامرات تحت الرجال
وأما الأكواب فجمع كوب قال الفراء الكوب المستدير الرأس الذي لا أذن له وأنشد العدي:
متكئا تصفق أبوابه ... يسعى عليه العبد بالكوب
وقال أبو عبيد الأكواب الأباريق التي لا خراطيم لها قال أبو إسحاق وإحدها كوب وهو إناء مستدير لا عروة له وقال ابن عباس هي الأباريق التي ليست لها آذان وقال مقاتل هي أوان مستديرة الرأس ليس لها عرى وقال البخاري في صحيحه الأكواب والأباريق التي لها خراطيم وقال تعالى: {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ} الأباريق هي الأكواب التي لها خراطيم فإن لم يكن لها خراطيم ولا عرى فهي أكواب وإبريق إفعيل من البريق وهو الصفاء فهو الذي يبرق لونه من صفائه ثم سمى كل ما كان علىشكله إبريقا وإن لم يكن صافيا وأباريق الجنة من الفضة في صفاء القوارير يرى من ظاهرها ما في باطنها والعرب تسمي السيف إبريقا لبريق لونه ومنه قول ابن أحمر:
تعلقت إبريقا وعلقت جفنه ... ليهلك حيا ذا زهاء وخامل
وفي نوادر اللحياني امرأة إبريق إذا كانت براقة وقال تعالى: {وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً} فالقوارير هي الزجاج فأخبر سبحانه وتعالى عن مادة تلك الآنية أنها من الفضة وأنها بصفاء الزجاج وشفافيته وهذا من أحسن الأشياء وأعجبها وقطع سبحانه توهم كون تلك القوارير من زجاج فقال: {قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ} قال مجاهد وقتادة ومقاتل والكلبي والشعبي: قوارير الجنة من الفضة فاجتمع لها بياض الفضة وصفاء القوارير قال ابن قتيبة كل ما في الجنة من الأنهار وسررها وفرشها وأكوابها مخالف لما في الدنيا من صنعة العباد كما قال ابن عباس: ليس في الدنيا شيء مما في الجنة إلا الأسماء والأكواب في الدنيا قد تكون من فضة وتكون من قوارير فأعلمنا الله أن هناك أكوابا لها بياض الفضة وصفاء القوارير قال: وهذا على التشبيه أراد قوارير كأنها من فضة وهذا كقوله تعالى: {كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ} أي لهن ألوان المرجان في صفاء الياقوت وهذا مردود عليه فإن الآية صريحة أنها من فضة ومن ههنا لبيان الجنس كما تقول:خاتم من فضة ولا يراد بذلك أنه يشبه الفضة بل جنسه ومادته الفضة ولعله أشكل عليه كونها من فضة وهي قوارير وهو الزجاج وليس في ذلك إشكال لما ذكرناه
وقوله قدروها تقديرا التقدير جعل الشيء بقدر مخصوص فقدرت الصناع هذه الآنية على قدر ريهم لا يزيد عليه ولا ينقص منه وهذا أبلغ من لذة الشارب فلو نقص عن ربه لنقص التذاذه ولو زاد حتى يشمئز منه حصل له ملالة وسامه من الباقي هذا قول جماعة من المفسرين
قال الفراء: قدروا الكأس على قدر ريِّ أحدهم لا فضل فيه ولا عجز عن ريه وهو ألذ الشراب
وقال الزجاج: جعلوا الإناء على قدر ما يحتاجون إليه ويريدونه وقال أبو عبيد يكون التقدير الذين يسقون يقدرونها ثم يسقون يعني أن الضمير في قدروا للملائكة والخدم قدروا الكأس على قدر الري فلا يزيد عليه فيثقل الكف ولا ينقص منه فطلبت النفس الزيادة كما تقدم وقالت طائفة: الضمير يعود على الشاربين أي قدروا في أنهم شيئا فجاءهم الأمر بحسب ما قدروه وأرادوه وقول الجمهور: أحسن وأبلغ وهو مستلزم لهذا القول والله أعلم.
وأما الكأس فقال أبو عبيدة: هو الإناء بما فيه. وقال أبو إسحاق الكأس: الإناء إذا كان فيه خمر ويقع الكأس لكل إناء مع شرابه والمفسرون فسروا الكأس بالخمر وهو قول عطاء والكلبي ومقاتل حتى قال الضحاك كل كأس في القرآن فإنما عني به الخمر وهذا نظر منهم إلى المعنى والمقصود فإن المقصود ما في الكأس لا الإناء نفسه وأيضا فإن من الأسماء ما يكون اسما للحال والمحل مجتمعين ومنفردين كالنهر والكأس فإن النهر اسم للماء ولمحلة معا ولكل منهما على انفراده وكذلك الكأس والقرية ولهذا يجيء لفظ القرية مرادا به الساكن فقط والمسكن فقط والأمران معا.
وقد أخرجا في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "جنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن وفيهما أيضا من حديث أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر والذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة لا يبولون ولا يتغوطون
ولا يمتخطون ولا يتفلون أمشاطهم الذهب ورشحهم المسك ومجامرهم الألوة وأزواجهم الحور العين أخلاقهم على خلق رجل واحد على صورة أبيهم آدم عليه السلام ستون ذراعا في السماء"
وفي الصحيحين من حديث حذيفة بن اليمان أن النبي صلى الله عليه وسلم قا ل:"لا تشربوا في آنية الذهب والفضة ولا تأكلوا في صحافهما فإنها لهم في الدنيا ولكم في الآخرة" وقال أبو يعلى الموصلي في مسنده حدثنا ثوبان حدثنا سليمان بن المغيرة حدثنا ثابت قال: قال أنس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه الرؤيا فربما رأى الرجل الرؤيا فيسأل عنه إذا لم يكن يعرفه فإذا أثنى عليه معروف كان أعجب لرؤياه إليه فأتته امرأة فقالت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت كأني أتيت فأخرجت من المدينة فأدخلت الجنة فسمعت وجبة انفتحت لها الجنة فنظرت فإذا فلان بن فلان وفلان بن فلان فسمعت أثني عشر رجلا كان رسول الله قد بعث سرية قبل ذلك فجيء بهم عليهم ثياب طلس تشخب أوداجهم فقيل أذهبوا بهم إلى نهر البيدخ أو البيدح فغمسوا فيه فخرجوا ووجوههم كالقمر ليلة البدر فأتوا بصحفة من ذهب فيها بسر فأكلوا من ذلك البسر ما شاؤا فما يقلبونها من وجه إلا أكلوا من الفاكهة ما أرادوا واكلت معهم فجاء البشير من تلك السرية فقال أصيب فلان بن فلان حتى عد اثني عشر رجلا فدعا رسول الله المرأة فقال قصي رؤياك فقصتها وجعلت تقول جئ بفلان وفلان كما قال رواه الإمام أحمد في مسنده بنحوه واسناده على شرط مسلم
vBulletin® v3.8.11, Copyright ©2000-2025,