المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مسيرة مجاهد


الجوهرة الزرقاء
26-04-2008, 01:16 PM
http://www5.0zz0.com/2008/04/20/14/482062607.gif (http://www5.0zz0.com/2008/04/20/14/482062607.gif)
بسم الله الرحمن الرحيم


في تلك الليلة المظلمة .... حيث كنا ننتظر شهر ربيع الثاني ... قبل ظهور الهلال .. ذلك الظلام الذي خلفه اختفاء القمر ... كانت ليلة حارة ... جلسنا في الحديقة لتخفف الاشجار من الحرارة العالية .. بعد ان بللتها اختي في وقت العصر .. لتداعبنا النسمات الباردة بعد ان تهب على الاوراق ... كان اخي الكبير يدرس بعيدا عنا ... واذ بنا نسمع انفجارا يهز منزلنا واذا بالشظايا تتطاير فوق رؤوسنا فركضنا الى داخل البيت .. وابي تركنا وخرج الى الباب .. فرأى افراد الجيش الامريكي يحطمون الابواب .. ويدخلون ليأخذوا كل شاب من المنزل .. فركض الى الداخل يقول لنا انا واخي :
- اهربوا اهربوا من الخلف
ذهبنا الى الخلف دفعني اخي لاصعد الجدار قبله .. لم اقبل لكنه دفعني بقوة فقفزت .. وسمعت صوت بابنا يتحطم .. فنظرت من فوق الجدار رأيتهم قد سحبوا اخي وابي .. لم يستطع اخي ان يعبر ... داهمه الوقت .. فأخذ يشير لي بأن اهرب دون ان يشعروا به .. ركضت وركضت ولا اعلم الى اين اخذتني قدماي .. ظللت اركض واركض وبعدها تعبت فأخذت امشي وطرقت الباب على احدى المنازل ورويت لهم قصتي ... فكانوا ذوي شهامة ومروءة ... فادخلوني وبت عندهم حتى الصباح .. شكرتهم على حسنهم واخذت بالعودة الى المنزل طرقت الباب قويا ففتحت اختي ... واحتضنتني قلت لها :
- هل اخذوا ابي ايضا ؟
- نعم
- اين امي ؟
- لقد سقطت البارحة ... وفقدت الوعي بعد ان رأتهم يسحبون قاسم ( الاخ الاكبر ) ويضربونه ولم نستطع فعل شئ ... اخذوه ووضعوه في سيارتهم هو وابي .
- واين امي الان ؟
- انها في فراشها .. ادخل اليها ستسر برؤيتك
سمعت امي صوتي اتكلم مع سمر فاخذت تقول بصوت عالي :
- عمر هل عدت يا عمر ؟
فركضت الى غرفتها واحتضنتها وقبلت رأسها
بقيت في المنزل ... ولكن كانت بصيرة امي قصيرة ... فوفرت مالا لاذهب به الى الاردن .. رفضت ذلك ولكنها اصرت ... قلت لها تعالي معي انت وسمر ... ولكن المال لم يكن يكفي .. وافقت برا بها ... مع اني لا اريد الذهاب ... فقد اخبرني قاسم بأن علينا البقاء في وطننا اقتداء بما فعله ابو عبيدة حينما لم يخرج من بلاد الشام عندما انتشر فيها الطاعون .. وقال لي ان مايحصل هنا كالطاعون .
×.×.×.×.×.×.×.×.×.×.×.×
انتظروا التكملة
واريد ان انوه الى ان القصة ليست حقيقية .. ولكنها شبيهة بكثير من قصص العوائل هنا
http://www5.0zz0.com/2008/04/20/14/203324163.gif (http://www5.0zz0.com/2008/04/20/14/203324163.gif)

حروف
26-04-2008, 01:54 PM
رائِعة
منتهى الروعة و الجمال
بوركتِ
و استمري يا غالية
هل هِيَ منقولة
ام مِن كتاباتُكِ الخاصة !

// دمووعة //

حربيه وخدودي ورديه
26-04-2008, 02:28 PM
وااااااااااااااااااااوواااااااااااااااااو

روايه القصه روعة ..

يسلمو خيتو والله لايحرمنا من جديدك يا رب ..

الجوهرة الزرقاء
26-04-2008, 03:12 PM
شكرا على مروركم
هذه القصة من كتابتي الخاصة

desert_rose
27-04-2008, 08:57 AM
مشكورةعلى القصة الروعة و أتمنى أن تسرعي في كتابة التكملةلانها شو قتني :cool::cool::cool::cool::cool:

الجوهرة الزرقاء
27-04-2008, 02:29 PM
شكراdesert_rose على ردك
×.×.×.×.×..×.×.×.×.×.×
سافرت الى الاردن ... حينما وصلت هناك بعد طريق استمر اثنان وعشرون ساعة كنت تعبا جدا ... ذهبت الى بيت صديقي القديم الذي سافر هنا مع عائلته ... بعد ان قتلوا والده
طرقت باب منزله ... لم اره منذ سنتين فتح الباب ... فاحتضنني بقوة ونظر الي بعينان ملؤها الشوق :
- عمر ... لم ارك منذ سنتين
- نعم .
- كم انا مشتاق لك ولكل اصدقائي في بغداد
- هذا سيكون مصيري
- مابك يا عمر ؟ لم انت منزعج هكذا ؟ اسف يا صديقي تركتك واقفا في الباب .. تفضل بالدخول فالبيت بيتك .
- شكرا يا هيثم .
ودخلت واجلسني هيثم في غرفة الاستقبال ... وجلس قبالتي ... واخذنا نتكلم قال لي :
- اخبرني باخر الاخبار ... فأنا لا اعرف شيئا عن مايحدث في حينا .
- قبل اسبوع تقريبا ... حدث انفجار قوي في الليل هز منزلنا .. بعدها اخذ الامريكيون يحطمون ابواب المنازل ويعتقلون كل شاب في المنزل مهما كان عمره .
- واخيك وابيك ؟
- استطعت ان اهرب انا من فوق الجدار .. لكن اخي لم يعبر فقد حطموا بابنا فور عبوري .. فاشار لي بالهرب .. واخذوه هو وابي ، لم تقبل امي ان ابقى في بغداد ، وها انا ذا امامك في الاردن ، ليس لي بيت او عمل .
- اذا لم وجدت انا ؟ الصديق وقت الضيق ، ستبقى معي مهما اردت ، فبيتنا واسع والحمد لله ، وسنخرج انا وانت في الصباح لنبحث لك عن عمل .. وعندما تجد عملا ... سأعطيك مالا لتدفع قسط الايجار
- هذا كثير ولا استطيع قبوله
- اصمت يا ولد ... انا مثل اخيك بل اكثر
- نعم ونعم الاخ لي انت
- والآن تعال معي الى غرفة نوم الضيوف ... من المؤكد انك تعب من الطريق البري
- نعم كثيرا .
ونمت ... غططت في النوم حتى الصباح ... استيقظت ، وبعد ان تناولنا الفطور ذهبنا انا وهيثم لنبحث عن عمل سوية ... فقد كان لدى هيثم عطلة من عمله في يوم الخميس ، والحمد لله وجدت عملا ... واعطاني هيثم مالا لادفع الايجار .. وسكنت في شقة صغيرة تكفيني انا وحدي لاغير
عملت في الصباح سائق سيارة احد رجال الاعمال الاثرياء .. وبعدها وجدت عملا اخر ففي المساء كنت نادلا في المطعم .. كنت اعمل طوال النهار واعود الى المنزل في الليل .. وبالكاد اجد المال لاعيل نفسي .. وارسل معظم مرتبي الى اهلي في بغداد لاضافته الى مدخولهم الصغير الذي كانوا يأخذونه من خياطة الملابس .
بقيت على هذه الحال لستة اشهر ... وبلغ بي الجهد كل مبلغ .. شعرت انني لا انتمي الى هنا .. ولا يجب ان اكون هنا .. بل مكاني في بلدي .. لم اعد اشعر برغبة في حياة الغربة
وبعدها قررت العودة ... سواء اقبلت امي ام رفضت .
×.×.×.×.×.×.×
انتظروا التكملة

little_princess
29-04-2008, 12:12 AM
ماشاء الله اسلوبك في الكتابه مررة شييق
انتظر تكلمة القصة بشوق .,~

الجوهرة الزرقاء
29-04-2008, 10:14 PM
شكرا ليتل مسرورة لان القصة عجبتك
×.×.×.×.×.×.×.×
اتصلت بأمي ... واخبرتها بأنني سوف اعود فلم اجد رفضا منها ... وهذا ما حير امري
قالت لي :
- كما تريد يا بني ... نحن في انتظارك
- حسنا يا أمي ... انا قادم غدا ... اريد غداءا شهيا !!
- لا تقلق ... سوف نعد لك افضل غداء
- الى اللقاء
- رافقتك السلامة

ذهبت الى اعداد حقائبي ... وبعد ان انتهيت ذهبت الى النوم مبكرا .. فأمامي يوم شاق .. وسفر طويل .. لكنني كنت سعيدا جدا ... سوف اعود الى بلدي الحبيب ونمت .
في اليوم التالي خرجت منذ الصباح الباكر .. والطريق طويل جدا ... ولكن ماكان يقطع علي وحشة الطريق ... ويسليني .. هواشتياقي لاحبائي .. فكنت عندما افكر بهم .. احس ان كل مصاعب السفر هانت .. وما هذا الطريق الا شئ سهل سوف يمضي .
وصلت ... وكنت نشيطا وفرحا جدا ... نزلت من السيارة .. واعطيت السائق اجرته .. ثم نظرت الى حيينا .. اه ما اجمله .. انه اجمل من الاردن كلها .. على الرغم من هذه الشوارع المحفورة .. والنوافذ المكسورة .. والنفايات تملأ الحاوية وتخرج منها .. فلاترضى سيارت النفايات الدخول الى حيينا .. لانه ( منظقة ساخنة ) ومع ذلك فهو في نظري اجمل من الاردن او من اي مكان .
طرقت الباب وانا سعيد جدا .. ففتحت لي سمر .. شاحبة الملامح .. مصفرة الوجه .. تلبس رداء اسود .. لم اسئلها .. فقط احتضنتها والشوق يجري من بين يدي .. دون ان انطق بكلمة ... شعرت بأن هذا الموقف لاتنفع معه الكلمات .. لقاء الحبيب .
دخلت على امي .. فأذا بها هي ايضا شاحبة مصفرة .. تبدو علامات الاجهاد على وجهها الجميل .
عرفت .. احسست به في قلبي .. يا الهي ... فليكن احساسي خاطئا فقلت :
- ابي وقاسم ؟
- نعم يا بني .. لقد اعدموهما ... بتهمة الارهاب !! وكأنهم بأفعالهم البشعة ليسوا ارهابيين ابدا !!
اجهشت سمر بالبكاء .. وذهبت راكضة الى غرفتها . انغلقت شهيتي عن الطعام .. وذهبت الى غرفتي دون ان اقول كلمة لامي .
اه يا الهي .. بكيت في غرفتي وبكيت ... كانت اول مرة ابكي فيها هكذا منذ ان كنت طفلا في المهد .
احسست بشئ يشدني شئ يعتصرني في قلبي .. صوت يقول لي كلمات .. ارتحت من السفر وتناولت الغداء . عاد ذاك الذي يعتصرني ويطبق على انفاسي ... عاد ذاك الذي يقلقني .. عادت تلك الكلمات في رأسي ... نهضت فجأة .. وذهبت لامي
نظرت الي بتعجب .. وانا نظرت اليها ...وقلت :
- اني ماض لأجاهد
!!!!!
×.×.×.×..×
انتظروا التكملة

الجوهرة الزرقاء
01-05-2008, 07:24 PM
فقلت : اني ماض لاجاهد
قالت : اذهب واثأر لدينك
كان ردها هذا ما اثار عجبي واستغرابي ... لقد زاد تعمقها بالدين
لقد تذكرت ان هذه الحياة فانية عند وفاة اب واخي ... وكانت هذه الكلمات دوما هي ما تحفزني وترفع معنوياتي ... كانت صورتها تدفئني ايام الشتاء البارد .. وتبث في قلبي الحنان عندما احتاج اليه ... غيرت ملابسي .. وحملت حقيبتي ... وقبل ان اخرج قبلتها .. واحتضنت اختي فقالت :
- واذكري يا اخت في الفخر اخا .. راح يسعى لقتال الغاصبين [ مقطع من نشيد ]
وقالت امي :
- ضمدي يا امي جرحي واعلمي .. ان جرحي تاج اذ يعلو الجبين
فتحت الباب وقلت لهما :
واذا مات شهيدا فأفخري .. واذا عاد فبالنصر المبين .
خرجت ودموعي تسبقني ... تذكرت انشودة ومهاجر في الله ودع اهله ... فلم ابالي ومشيت لا انظر خلفي ... هدفي جنان الخلد .. واريد احدى الحسنين .
ذهبت الى بيت صديقي .. الذي التحق قبلي بالجهاد ... طرقت الباب فخرج لي وقال :
- اهلا بك في الجهاد يا اخي .
اه ما اسعدني كنت ... وكانت هذه اسعد لحظات حياتي ... حينما علمت انني مجاهد .. وانني الآن اسعى لاحمي ديني واثأر له ... وانني سأحقق امال اهلي بي .
عندما دخلت رأيت اخواني يخططون لعملية على القاعدة الامريكية ... فشاركت معهم ... وحققنا نصرا مبينا .. وغنمنا الكثير من الغنائم .
كنت من انشط المجاهدين واكثرهم حماسا رغم صغر سني .. فكنت اصغر من في الكتيبة .
وفي احدى الايام زارنا امير المجاهدين .
واخذ يقول لنا عن عملية كبيرة يخططون لها في الانبار ... في الفلوجة تحديدا .
في اليوم التالي سافرنا جميعنا الى الانبار ... استمر التخطيط لهذه المعركة في الانبار لاسابيع ... نريدها ان تكون كبيرة ... كاملة من جميع الاوجه لا مجال فيها للخطأ او التهاون
وهاقد حان يوم المعركة ... وهانحن في ابكر الصباح نستعد ونلبس لثامنا ..
ونحمل سلاحنا بيدنا ...
خرجنا الى المعركة ... كل الكتائب خرجت .. كانت عملية مشتركة بين جميع الكتائب والفئات الجهادية ..
جاهدنا ... وقاتلنا اعداء الدين ... وفجأة واذا برصاصة تخترق جسدي ...
بالقرب من قلبي تماما ... عرفت انني لن اعيش ... فناديت على اخواني ... اعطوني ورقة اعطوني ورقة ... بحثوا لي عن قلم فلم يجدوا ... فكتبت بدمي على الورقة
تذكرت الانشودة ... كتبنا بالدم الغالي بيانا ... اوصيتهم ان يوصولها الى امي واختي
احسست انني الفظ انفاسي الاخيرة ... فتشاهدت .. اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله.
نجحت العملية نجاحا باهرا ... وبعد يومان ... سافر صديقي الى بغداد وذهب الى بيتنا .. وطرق الباب فتكلمت اختي معه من وراء الباب ... فأخبرها بما حدث لي .. وقال لها :
- كتب لكم هذه الكلمات .. واوصاني بأن اوصلها اليكن ..
شكرته اختي واخذت الورقة منه ... واغلقت الباب ... امي كانت واقفة بجانبها
فتحوا الورقة فوجدوا ما كتبت فيها بدمي :
ضمدي يا امي جرحي واعلمي ان جرحي تاج اذ يعلو الجبين
واذكري يا اخت في الفخر اخا راح يسعى لقتال الغاصبين
واذا مات شهيدا فافخري
واذا عاد فبالنصر المبين
×.×.×.×.×
النهاية

little_princess
02-05-2008, 08:48 PM
رااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااائعة القصة وربي
جدااا راااائعة الجوهرة . أبدعتِ .,~
صراحة قشعرتيني بما كتبت .~,
نسعد حين نرى أقلاما كاتبة في هذا الصرح .,~
استمري ..
واستمري ..
ولك تشجيعي .,~

صدفة
03-05-2008, 05:44 PM
قصة روعة

مشكوووووووورة