زهـراء
20-04-2008, 05:52 PM
::
::
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على الحبيب المصطفى
السلام عليكن و رحمة الله و بركاته
::
من أعظم النعم سرور القلب ، واستقراره وهدوءه ، فإن في سروره ثبات الذهن
وجودة الإنتاج وابتهاج النفس ، وقالوا : إن السرور فن يدرس ، فمن عرف كيف يجلبه ويحصل عليه
ويحظى به استفاد من مباهج الحياة ومسار العيش ، والنعم التي من بين يديه ومن خلفه.
والأصل الأصيل في طلب السرور قوة الاحتمال ، فلا يهتز من الزوابع ولا يتحرك للحوادث
ولا ينزعج للتوافه. وبحسب قوة القلب وصفائه ، تشرق النفس.
::
إن خور الطبيعة وضعف المقاومة وجزع النفس ، رواحل للهموم والغموم والأحزان
فمن عود نفسه التصبر والتجلد هانت عليه المزعجات ، وخفت عليه الأزمات.
إذا اعتاد الفتى خوض المنايا *** فأهون ما تمر به الوحول
::
ومن أعداء السرور ضيق الأفق ، وضحالة النظرة ، والاهتمام بالنفس فحسب
ونسيان العالم وما فيه ، والله قد وصف أعداءه بأنهم ( أهمتهم أنفسهم ) فكأن هؤلاء القاصرين
يرون الكون في داخلهم ، فلا يفكرون في غيرهم ، ولا يعيشون لسواهم ، ولا يهتمون للآخرين.
::
إن علي وعليك أن نتشاغل عن أنفسنا أحيانا
ونبتعد عن ذواتنا أزمانا لننسى جراحنا وغمومنا وأحزاننا
فنكسب أمرين : إسعاد أنفسنا ، وإسعاد الآخرين.
::
من الأصول في فن السرور :
أن تلجم تفكيرك وتعصمه ، فلا يتفلت ولا يهرب ولا يطيش
فإنك إن تركت تفكيرك وشأنه جمح وطفح ، وأعاد عليك ملف الأحزان
وقرأ عليك كتاب المآسي منذ ولدتك أمك.
إن التفكير إذا شرد أعاد لك الماضي الجريح والمستقبل المخيف ، فزلزل أركانك
وهز كيانك وأحرق مشاعرك ، فاخطمه بخطام التوجه الجاد المركز على العمل المثمر المفيد
{ وتوكل على الحى الذي لا يموت } .
::
ومن الأصول أيضا في دراسة السرور :
أن تعطي الحياة قيمتها ، وأن تنزلها منزلتها ، فهي لهو و لا تستحق منك إلا الإعراض
والصدود لأنها أم الهجر ومرضعة الفجائع ، وجالبة الكوارث فمن هذه صفتها كيف يهتم بها
ويحزن على ما فات منها.
::
صفوها كدر ، وبرقها خلب ، ومواعيدها سراب بقيعة ، مولودها مفقود
وسيدها محسود ومنعمها مهدد ، وعاشقها مقتول بسيف غدرها.
أبني أبينا نحن أهل منازل *** أبدا غراب البين فيها ينعق
نبكي على الدنيا وما من معشر *** جمعتهم الدنيا فلم يتفرقوا
أين الجبابرة الأكاسرة الألى *** كنزوا الكنوز فلا بقين ولا بقوا
من كل من ضاق الفضاء بعيشه *** حتى ثوى فحواه لحد ضيق
خرس إذا نودوا كأن لم يعلموا *** أن الكلام لهم حلال مطلق
::
وفي الحديث : ( إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم )
وفي فن الآداب : وإنما السرور باصطناعه واجتلاب بسمته
واقتناص أسبابه وتكلف بوادره ، حتى يكون طبعا.
::
إن الحياة الدنيا لا تستحق منا إعادتها العبوس والتذمر والتبرم.
حكم المنية في البرية جاري *** ما هذه الدنيا بدار قرار
بينا ترى الإنسان فيها مخبرا *** ألفيتة خبرا من الأخبار
طبعت على كدر وأنت تريدها *** صفوا من الأقذار والأكدار
ومكلف الأيام ضد طباعها *** متطلب في الماء جذوة نار
وإذا رجوت المستحيل فإنما *** تبني الرجاء على شفير هاو
والعيش نوم والمنية يقظة *** والمرء بينهما خيال ساري
فاقضوا مآربكم عجالا إنما *** أعماركم سفر من الأسفار
وتركضوا خيل الشباب وبادروا *** أن تسترد فإنهن عوار
ليس الزمان وإن حرصت مسالما *** طبع الزمان عداوة الأحرار
::
والحقيقة التي لاريب فيها أنك لا تستطيع أن تنزع من حياتك كل آثار الحزن
لأن الحياة خلقت هكذا : { لقد خلقنا الإنسان في كبد } .
::
المصدر / كتاب لا تحزن لفضيلة الشيخ عائض القرني .
::
لنكن سعداء و إن كان كل ما حولنا مؤلم و حزين
فحياتنا هذه ما هي إلا أيام نقضيها و ليست الدنيا دارنا
و لن تكتمل السعادة فيها .. فلا سعادة كاملة إلا في جنات النعيم
فلا داعي للكآبة .. فلا شئ يستحق ! :wink2:
::
::
::
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على الحبيب المصطفى
السلام عليكن و رحمة الله و بركاته
::
من أعظم النعم سرور القلب ، واستقراره وهدوءه ، فإن في سروره ثبات الذهن
وجودة الإنتاج وابتهاج النفس ، وقالوا : إن السرور فن يدرس ، فمن عرف كيف يجلبه ويحصل عليه
ويحظى به استفاد من مباهج الحياة ومسار العيش ، والنعم التي من بين يديه ومن خلفه.
والأصل الأصيل في طلب السرور قوة الاحتمال ، فلا يهتز من الزوابع ولا يتحرك للحوادث
ولا ينزعج للتوافه. وبحسب قوة القلب وصفائه ، تشرق النفس.
::
إن خور الطبيعة وضعف المقاومة وجزع النفس ، رواحل للهموم والغموم والأحزان
فمن عود نفسه التصبر والتجلد هانت عليه المزعجات ، وخفت عليه الأزمات.
إذا اعتاد الفتى خوض المنايا *** فأهون ما تمر به الوحول
::
ومن أعداء السرور ضيق الأفق ، وضحالة النظرة ، والاهتمام بالنفس فحسب
ونسيان العالم وما فيه ، والله قد وصف أعداءه بأنهم ( أهمتهم أنفسهم ) فكأن هؤلاء القاصرين
يرون الكون في داخلهم ، فلا يفكرون في غيرهم ، ولا يعيشون لسواهم ، ولا يهتمون للآخرين.
::
إن علي وعليك أن نتشاغل عن أنفسنا أحيانا
ونبتعد عن ذواتنا أزمانا لننسى جراحنا وغمومنا وأحزاننا
فنكسب أمرين : إسعاد أنفسنا ، وإسعاد الآخرين.
::
من الأصول في فن السرور :
أن تلجم تفكيرك وتعصمه ، فلا يتفلت ولا يهرب ولا يطيش
فإنك إن تركت تفكيرك وشأنه جمح وطفح ، وأعاد عليك ملف الأحزان
وقرأ عليك كتاب المآسي منذ ولدتك أمك.
إن التفكير إذا شرد أعاد لك الماضي الجريح والمستقبل المخيف ، فزلزل أركانك
وهز كيانك وأحرق مشاعرك ، فاخطمه بخطام التوجه الجاد المركز على العمل المثمر المفيد
{ وتوكل على الحى الذي لا يموت } .
::
ومن الأصول أيضا في دراسة السرور :
أن تعطي الحياة قيمتها ، وأن تنزلها منزلتها ، فهي لهو و لا تستحق منك إلا الإعراض
والصدود لأنها أم الهجر ومرضعة الفجائع ، وجالبة الكوارث فمن هذه صفتها كيف يهتم بها
ويحزن على ما فات منها.
::
صفوها كدر ، وبرقها خلب ، ومواعيدها سراب بقيعة ، مولودها مفقود
وسيدها محسود ومنعمها مهدد ، وعاشقها مقتول بسيف غدرها.
أبني أبينا نحن أهل منازل *** أبدا غراب البين فيها ينعق
نبكي على الدنيا وما من معشر *** جمعتهم الدنيا فلم يتفرقوا
أين الجبابرة الأكاسرة الألى *** كنزوا الكنوز فلا بقين ولا بقوا
من كل من ضاق الفضاء بعيشه *** حتى ثوى فحواه لحد ضيق
خرس إذا نودوا كأن لم يعلموا *** أن الكلام لهم حلال مطلق
::
وفي الحديث : ( إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم )
وفي فن الآداب : وإنما السرور باصطناعه واجتلاب بسمته
واقتناص أسبابه وتكلف بوادره ، حتى يكون طبعا.
::
إن الحياة الدنيا لا تستحق منا إعادتها العبوس والتذمر والتبرم.
حكم المنية في البرية جاري *** ما هذه الدنيا بدار قرار
بينا ترى الإنسان فيها مخبرا *** ألفيتة خبرا من الأخبار
طبعت على كدر وأنت تريدها *** صفوا من الأقذار والأكدار
ومكلف الأيام ضد طباعها *** متطلب في الماء جذوة نار
وإذا رجوت المستحيل فإنما *** تبني الرجاء على شفير هاو
والعيش نوم والمنية يقظة *** والمرء بينهما خيال ساري
فاقضوا مآربكم عجالا إنما *** أعماركم سفر من الأسفار
وتركضوا خيل الشباب وبادروا *** أن تسترد فإنهن عوار
ليس الزمان وإن حرصت مسالما *** طبع الزمان عداوة الأحرار
::
والحقيقة التي لاريب فيها أنك لا تستطيع أن تنزع من حياتك كل آثار الحزن
لأن الحياة خلقت هكذا : { لقد خلقنا الإنسان في كبد } .
::
المصدر / كتاب لا تحزن لفضيلة الشيخ عائض القرني .
::
لنكن سعداء و إن كان كل ما حولنا مؤلم و حزين
فحياتنا هذه ما هي إلا أيام نقضيها و ليست الدنيا دارنا
و لن تكتمل السعادة فيها .. فلا سعادة كاملة إلا في جنات النعيم
فلا داعي للكآبة .. فلا شئ يستحق ! :wink2:
::
::