المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الزوجة الصالحة


أموووونة
31-03-2008, 10:17 PM
http://www.alhnuf.com/up/m1/0cc57c2e00.gif (http://www.alhnuf.com/up)صور (http://www.alhnuf.com)

الزوجة الصالحة

كتبتها بقلمي


تزوجت منذ عام كان يوما جميلا تحلم به كل فتاة وعلى علم أهلها أن الزوج من بيت حسن متدين ولكن للأسف اكتشفت بعد الزواج أنه لا يصلي لايسجد لله ؟؟؟
يا الله احتارت كيف تفعل ما عادت تُطيق العيش معه..!
سنة كاملة مرت عليها كأنها – لفرط نكدها – عُمرٌ من الشقاء والتعاسة.. لقد يأستْ من كل شئ.. ولم تعد تريد منه شيئًا أكثر من أن يؤدي الصلاة في المسجد القريب.. أو في المنزل على الأقل..!
آاااه.. المنزل..؟! ..
بل هو القبر في ظلمته ووحشته.. هو جحيمٌ أحطابه البعد عن الله.. وتركُ الصلاة.. وقسوةُ القلب..
كانت تتمناهُ عش حب وهداية.. تُغرد فيه أطيار السعادة والهناء والنور.. لكن أحلامها تبخرت بأشعة الواقع..!
حبها لله أقوى من كل شيء وأبقى وأولى.. فلم يعد في قلبها له مكان؛ إلا كما تبقى الأطلال بعد العمار..!
نسمع بأمورٍ كثيرة ونحسبُ أننا نعلمها حقًا.. لكننا حين نذوقها على حقيقتها نُدرك أن الواقع يختلف كثيرًا عما نظنه ونتخيله..
في يوم عصيب ظنت أنه نهايتها جلس الزوج كالمعتاد أمام التلفاز يشاهد قنوات ساقطة ورائحة الدخان والقهوة تملأ المكان ويدخل بأنفاسها وكأنها تتنفس غازات سامة تنظر إليه والدموع متحجرة في عينيها فهي لا تريد رؤية ما يراه على شاشة التلفاز وإذا به يقول لها انظري وتعلمي هكذا النساء ويعترف لها فجأة أنه قد قضى ليلته السابقة عند إحدى الساقطات !!!
فتلجم لسانها وجف ريقها وبرقت عينيها وحبست أنفاسها فهي تريد أن تصرخ أن تبكي ياربي ماذا قال زوجي يعترف بالخيانة ويجهر بالمعصية مستخفا بمشاعري !!!
أيريدني أن أكون مثل هؤلاء !!!
فتعجب من أمرها قائلا بسخرية ما بك كأنك أصبحتي تمثالا بلا حراك
فتحركت الدماء في عروقها ونطقت متسائلة يا ابن الكرم والكرماء أنت تتخيل أن الزوجة العفيفة الشريفة تستطيع أن تفعل مثل هؤلاء الساقطات ؟؟؟
فنزلت هذه الكلمات عليه وكأنها ماء ثلج أفاقه من غيبوبة وصرخ قائلا لا لا لا وأغلق التلفاز أريدك مثل ما أنت بحيائك بدينك أنا المخطئ إنها لحظات ضعف إنه الشيطان رجاء زوجتي استري على ما سمعتي واتركيني الآن
خرجت من الغرفة والدنيا قد ضاقت بها أنفاسها تكاد أن تتوقف دوار برأسها واعترافاته تدور وتدور بذهنها لا تعرف كيف تنسى أو تستر عليه كما قال لها لكن لا يوجد حل آخر إنه الصمت إنه اليأس
كذلك كانتْ هي واليأس.. لمَا جربته فعرفتْ مرارتَه..!
ما بقي لها إلا الدعاء واللجوء إلى كنف الرحمن الرحيم.. عّله أن يلطف بها فيجعل الحياة زيادة لها في الخير.. أو يُعجل بالموت الذي يُريحها من الشر.. كل الشر..!
قامتْ إلى صومعتها ( كما يحلو لزوجها أن يُسميها ) .. وانطرحت بين يدي مولاها وخالقها الرحمن الرحيم داعيةً متضرعة.. أن يحبب الله إليه الإيمان ويُزينه في قلبه.. ويُكره إليه الكفر والفسوق والعصيان.. ويجعلَه من الراشدين..
ومرت الأيام وعاد لما كان عليه ودخل المنزل صارخا
" أين أنتِ أيتها الراهبة.. ؟! .."
إنه هو ..!! عجلتْ بأداء صلاتها.. ثم مضت إليه.. وهي تجر قدميها كأنهما مثقلتان بالأغلال..!
" ألا تملين من كثرة الصلاة.. إن ربي غنيٌ عنكِ وعن صلاتك.. هيّا.. أريدُ بعض الماء.. هيّا..! "
ذهبت لتُحضر كوب الماءَ.. وأذان الفجر ينساب في الأفق ليعطر الكون بروعته وجلاله..
ياااا الله..!
كم هو جميلٌ ذاك الأذان.. حين ينزل على القلب القانط كما تنزل قطرات المطر على الأرض اليابسة فتهتز وتُزهر..
ولكنْ..!
لقد فقدتْ صوت مؤذن المسجد القريب..!!
" الحمد لله " .. أنه الأمل لا مكان لليأس قالتها وابتسامةٌ متفائلةٌ تتراقص على شفتيها..! "
فعادت إليه وهي تحمل الكأس بيدها.. وعقلُها مشغولٌ بالفكرة التي خطرتْ لها..
مدت إليه بكوب الماء والابتسامة لم تفارق شفتيها.. فرمقها بنظرة متهكمة وقال : ما هذا التبسم؟! .. نصيحةٌ معتادة..؟!
لا.. إنما هو طلبٌ يسيرٌ .. لو فعلتَه فلن أطلب منك شيئًا آخر مدة أسبوع..!!
صدقني ..!
مدة أسبوع..؟! .. هاتي إذن..
قالت وهي تزدرد ريقها بتردد :
ال .. ال .. المؤذن في مسجدنا لم يؤذن لصلاة الفجر.. ما رأ.. ما رأيك أن تؤذن بدلاً عنه..! (؟؟؟؟؟!!!!!!!)
أرجوك يا زوجي الغالي .. أرجوك.. أحب أن أسمع صوتك وهو يملأ الكون بنداء الرحمة.. أرجوك يا حبيبي.. إنها أمنيةٌ طالما حلمت بها.. أرجوك ..!
اممممممممم .. ولا تطلبين شيئًا آخر مدة أسبوع..؟!
نعم .. نعم.. بل أسبوعان إن شئت..
طيب طيب.. ولكني سأخرج بعد الأذان مباشرة.. لأن جماعة المسجد لن يستوعبوا منظري وأنا أقيم لصلاة الفجر.. فهو الذي لم يدخل المسجد منذ جاورهم..!
فقالتْ.. واليأس ينسج خيوطَه حولها من جديد :
افعل ما بدا لك.. ولكن أسرع قبل أن يسبقك أحد..!
(أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِاللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ )
وارتفع صوت الحق من شفتي الزوج :
( الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر ) .. ( أشهد ألا إله إلا الله .. أشهد ألا إله إلا الله ) .. ( أشهد أن محمدًا رسول الله .. أشهد أن محم............) وبدأ صوته يتقطع..!
لم يقوَ على إكمال الأذان إلا بصعوبة.. فالمشاعر التي انتابته كانت أقوى من احتماله..
يا إلهي.. أين كانت هذه السكينة والطمأنينة ؟! .. أي ضنك كان يُحيط بي ؟!.. أي شقوةٍ كنتُ أتردى فيها..؟! .. أي حرمان..؟! رحماك يا ربي.. رحماك..! "
وظلت تلك الخواطر تجلجل في عقله فلا يُظهرها إلا الدموع..!
وأقام الصلاة والدموع تنهمر من عينيه وأنهى صلاته بالدعاء والبكاء والكل من ورائه يرددون الدعاء والدموع تنهمر من الجميع وأقبل عليه الجميع يهنئونه قائلين له أنت منذ تلك اللحظة ستكون المسؤل عن الآذان خمس مراتٍ في اليوم والليلة.. وأصبح يُلازم الدروس في الجامع أصبح رجلٌ يحفظ القرآن كاملاً عن ظهر قلب.. وشرع في حفظ الصحيحين..
أسألك اللهم أن ترزقنا الصبر والتوبة النصوح
لا إله إلا أنت سبحانك ..إني كنت من الظالمين

saudigirl
01-04-2008, 01:59 PM
قصة مررررة حلوة ....بس هل هي حقيقية:0403:

أموووونة
01-04-2008, 03:30 PM
http://www.alhnuf.com/up/m1/2e52f607d0.gif (http://www.alhnuf.com/up)صور (http://www.alhnuf.com)

شكرا لك أختي saudigirl

على مرورك على القصة

ودائما يا أختي القصص تكون فيها شيئا من الواقع

ولكن تتبلور هذه الحقائق وتوضع بصياغة ملائمة لتصبح قصة ظريفة نستفيد منها إن شاء الله

شكرا لك على إعجابك بالقصة