زهـراء
22-03-2008, 08:05 AM
}{}{}{
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على الحبيب المصطفى
و على آله و أصحابه أجمعين
}{}{}{
السلام عليكن و رحمة الله و بركاته
}{}{}{
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد و هو يحدثنا حديث يعقوب عليه السلام لبنيه
عن قصة يوسف الذي غاب عنه كما يقولون مدة ( 18 ) سنة من دون أن يعرف له خبراً :
( يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه و لا تيأسوا من روح الله
إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ) يوسف: 87 .
و في آية أخرى : ( ومن يقنط من رحمة ربه إلا الظالمون ) الحجر : 56 .
و في آية ثالثة : ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله
إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم ) الزمر : 53 .
}{}{}{
إن قصة اليأس و الأمل ليست مجرد قصة تتصل بالحالة النفسية للانسان
من خلال نتائجها الإيجابية و السلبية ، بل تتصل من خلال كلام الله و بالخط العقيدي
فأن تكون الانسان الذي يعيش الأمل في عقلك وقلبك يساوي أن تكون مؤمناً
و أن تكون الانسان اليائس يساوي أن تكون كافراً ، وليس من الضروري أن يكون الإيمان
و الكفر بشكل مباشر فقد يكون بشكل غير مباشر
و اليأس و الأمل قد ينطلقان بالنسبة للانسان الذي عاش المعاصي و أحاطت به ذنوبه
و قد تحصل للانسان الذي يعيش حركة حياته بكل طموحاته و بكل حركتها
و في كل مشاكلها في المرحلة الأولى ، والله يريد من الانسان أن لا يياس من رحمته
و أن لا ييأس من سخطه و غفرانه ، حتى أن اليأس من رحمة الله يعد من الكبائر
بل لا بد له من أن يستنطق صفة العفو و الرحمة لدى ربه ، فهو الذي عفوه أكثر من غضبه
و هو الذي سبقت رحمته غضبه ، و هو الغفور الرحيم ( و رحمتي وسعت كل شيء ) الأعراف: 156.
و لذلك فلا بد للانسان المؤمن حتى لو تجاوز الحدود المعقولة في الذنب
لا بد أن يفكر أن الله قد فتح التوبة بأوسع مما بين السماء والأرض .
( قل يا عبادي ) في بعض الآيات تشعر بأن الكلمة الربانية مملوءة بالحنان
( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم ) و الإسراف على النفس هو تجاوز الحد
( لا تقنطوا من رحمة الله ) لا تقولوا لقد قطعنا شوطاً كبيراً في المعصية و لن يرحمنا الله
لأن شأن ربكم الذي عصيتموه و أسرفتم في معصيته ، شأنه المغفرة و الرحمة
( إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم )
}{}{}{
و هكذا ينبغي للانسان أن يعيش الأمل بعفو الله و مغفرته
ولكن لا بالمستوى الذي يستسلم فيه لأحلام العفو و الرحمة بحيث يدفعه ذلك
إلى استسهال المعصية كالكثيرين من الناس الذين يسوفون التوبة ، ويستعجلون الذنب
ويقولون غداً نتوب ، فالشاعر يقول :
لا تقل في غد أتوب لعل ,,, الغد يأتي وأنت تحت التراب
فمن يا ترى يضمن لك أن تتوب في الغد ، فقد لا تحيا في الغد أو إذا حييت فقد لا توفق
لذلك لا بد أن يعيش الانسان بين نور خيفة و نور رجاء
( خف الله خيفة لو أتيته بحسنات الثقلين لعذبك ، و ارج الله رجاء لو أتيته بذنوب الثقلين لغفر لك )
هذا التوازن بين الخوف والرجاء هو الذي يدفعك إلى الطاعة ويمنعك عن المعصية ويمنعك عن اليأس
ولا سيما الشباب الذين يعجل اليأس إلى حياتهم عندما يواجهون مشكلة عاطفية
أو مشكلة عائلية أو مادية أو ما إلى ذلك، فإنهم ييأسون لأن الحياة لم تكن قد اتسعت لهم
ليعرفوا طبيعتها وقوانينها وليعرفوا ( إن مع العسر يسرا ) وأن مع الشدة فرجاً
لذلك قد ييأسون وقد يدفعهم اليأس إلى الإنتحار ، كما نلاحظ ذلك لدى الكثير من الشباب .
}{}{}{
و إن الله سبحانه وتعالى يريد أن يقول لنا من خلال قصة يوسف عليه السلام و يعقوب عليه السلام
إن على الانسان أن لا يفقد الأمل ، لأن فقدان الأمل يعني الكفر، وهو أن تقول بأن الله غير قادر
فإن معنى ذلك أن الله غير قادر على أن يحل مشكلتك ولكن لا بد لمشكلتك من عمر تقطعه
و قد لا يكون لك مصلحة في حل هذه المشكلة، لأن قضيتك تنطلق على أساس خط آخر
و على أساس واقع آخر .
}{}{}{
ولنا أن نتساءل : لماذا ربط الله بين الكفر و بين اليأس ؟
ببساطة ، لأن اليأس يعني عدم الإيمان بقدرة الله مطلقاً ، وبالتالي يؤدي إلى الكفر
لأن من أسس الإيمان أن نؤمن بالقدرة المطلقة لله سبحانه و تعالى
فعلى الانسان المؤمن إذا أحاطت به المشاكل أن يدرسها على أساس الواقع
و أن يدرس الثغرات التي يمكن أن ينفذ منها ، والآفاق التي يتطلع إليها وأن لا يحبس نفسه
في سجن ضيق من التشاؤم ومن اليأس ، بل يفتح لنفسه كل أبواب الرجاء وكل أبواب الأمل
و قد حدثنا الله في بعض آياته أن التقوى التي يعيشها الانسان في عقله وفي قلبه وفي حياته
قد تؤدي به إلى أن يجد المخرج حيث لا مخرج ، وأن يكتشف الحل حيث لا حل
و أن يحصل على الرزق من حيث لا يحتسب
( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ) الطلاق: 2 .
فعندئذ تغلق كل الأبواب وينظر الانسان يميناً وشمالاً وفي جميع الجوانب فلا يرى هناك منفذاً
ولكن الله يجعل المخرج حيث لا مخرج ويرزقك من حيث لا تحتسب.
}{}{}{
ومن يتوكل على الله وهو يسعى لحل مشكلته
ومن يتوكل على الله وهو يعي طبيعة الواقع
ومن يتوكل على الله وهو يخطط للمستقبل
( و من يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره )
فإذا أراد الله شيئاً بلغه ( قد جعل الله لكل شيء قدراً ) الطلاق : 3.
قد جعل الله للمشاكل قدراً محدوداً ، ولحلولها قدراً محدوداً وفتح للانسان أكثر من أفق جديد
في عقولنا وفي قلوبنا ومشاعرنا ، فأن نكون المؤمنين يعني أن لا يزحف اليأس إلى حياتنا
وأن نبقى نحدق في الشمس عندما تميل إلى الغروب ويسيطر الظلام ونحدق بالنجوم
وهي تشير إلينا أن الظلام ليس خالداً وأن هناك إشراقة الفجر التي تنطلق من كل نقاط الضوء.
}{}{}{
فإذا كنت تشعر بالظلام ففكر بنقاط الضوء التي تجدها منتشرة في الحياة
حتى تلتقي بالفجر وفي قلبك أكثر من أمل وفي قلبك أكثر من انفتاح على الشروق
وأقولها للشباب ، عندما ينطلقون في دراساتهم وفي مشاعرهم وفي عواطفهم
وأقولها للثائرين وللمجاهدين الذين يواجهون التحديات ، ليس هناك ظلام مطلق
علينا أن ننتج النور من عقولنا وأن ننتج النور من قلوبنا وأن ننتج النور من جهدنا
لنلتقي بالنور الذي يفتحه الله لنا من خلال إشراقة شمسه .
}{}{}{
بقلم / محمد حسين فضل الله .
المصدر / موقع البلاغ .
http://www.balagh.com/index.htm
}{}{}{
و أخيراً ...
الحياة أمل و الأمل هو الحياة
و لا يأس مع الحياة و لا حياة مع اليأس
إصبرن فما الدنيا إلا دار عمل و هي فانيه
أسأل الله أن يملأ قلوبكن بالأمل
و يجعلكن من أهل الفردوس الأعلى
حيث السعادة الأبدية لا شقاء بعدها أبداً
:wink2:
}{}{}{
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على الحبيب المصطفى
و على آله و أصحابه أجمعين
}{}{}{
السلام عليكن و رحمة الله و بركاته
}{}{}{
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد و هو يحدثنا حديث يعقوب عليه السلام لبنيه
عن قصة يوسف الذي غاب عنه كما يقولون مدة ( 18 ) سنة من دون أن يعرف له خبراً :
( يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه و لا تيأسوا من روح الله
إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ) يوسف: 87 .
و في آية أخرى : ( ومن يقنط من رحمة ربه إلا الظالمون ) الحجر : 56 .
و في آية ثالثة : ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله
إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم ) الزمر : 53 .
}{}{}{
إن قصة اليأس و الأمل ليست مجرد قصة تتصل بالحالة النفسية للانسان
من خلال نتائجها الإيجابية و السلبية ، بل تتصل من خلال كلام الله و بالخط العقيدي
فأن تكون الانسان الذي يعيش الأمل في عقلك وقلبك يساوي أن تكون مؤمناً
و أن تكون الانسان اليائس يساوي أن تكون كافراً ، وليس من الضروري أن يكون الإيمان
و الكفر بشكل مباشر فقد يكون بشكل غير مباشر
و اليأس و الأمل قد ينطلقان بالنسبة للانسان الذي عاش المعاصي و أحاطت به ذنوبه
و قد تحصل للانسان الذي يعيش حركة حياته بكل طموحاته و بكل حركتها
و في كل مشاكلها في المرحلة الأولى ، والله يريد من الانسان أن لا يياس من رحمته
و أن لا ييأس من سخطه و غفرانه ، حتى أن اليأس من رحمة الله يعد من الكبائر
بل لا بد له من أن يستنطق صفة العفو و الرحمة لدى ربه ، فهو الذي عفوه أكثر من غضبه
و هو الذي سبقت رحمته غضبه ، و هو الغفور الرحيم ( و رحمتي وسعت كل شيء ) الأعراف: 156.
و لذلك فلا بد للانسان المؤمن حتى لو تجاوز الحدود المعقولة في الذنب
لا بد أن يفكر أن الله قد فتح التوبة بأوسع مما بين السماء والأرض .
( قل يا عبادي ) في بعض الآيات تشعر بأن الكلمة الربانية مملوءة بالحنان
( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم ) و الإسراف على النفس هو تجاوز الحد
( لا تقنطوا من رحمة الله ) لا تقولوا لقد قطعنا شوطاً كبيراً في المعصية و لن يرحمنا الله
لأن شأن ربكم الذي عصيتموه و أسرفتم في معصيته ، شأنه المغفرة و الرحمة
( إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم )
}{}{}{
و هكذا ينبغي للانسان أن يعيش الأمل بعفو الله و مغفرته
ولكن لا بالمستوى الذي يستسلم فيه لأحلام العفو و الرحمة بحيث يدفعه ذلك
إلى استسهال المعصية كالكثيرين من الناس الذين يسوفون التوبة ، ويستعجلون الذنب
ويقولون غداً نتوب ، فالشاعر يقول :
لا تقل في غد أتوب لعل ,,, الغد يأتي وأنت تحت التراب
فمن يا ترى يضمن لك أن تتوب في الغد ، فقد لا تحيا في الغد أو إذا حييت فقد لا توفق
لذلك لا بد أن يعيش الانسان بين نور خيفة و نور رجاء
( خف الله خيفة لو أتيته بحسنات الثقلين لعذبك ، و ارج الله رجاء لو أتيته بذنوب الثقلين لغفر لك )
هذا التوازن بين الخوف والرجاء هو الذي يدفعك إلى الطاعة ويمنعك عن المعصية ويمنعك عن اليأس
ولا سيما الشباب الذين يعجل اليأس إلى حياتهم عندما يواجهون مشكلة عاطفية
أو مشكلة عائلية أو مادية أو ما إلى ذلك، فإنهم ييأسون لأن الحياة لم تكن قد اتسعت لهم
ليعرفوا طبيعتها وقوانينها وليعرفوا ( إن مع العسر يسرا ) وأن مع الشدة فرجاً
لذلك قد ييأسون وقد يدفعهم اليأس إلى الإنتحار ، كما نلاحظ ذلك لدى الكثير من الشباب .
}{}{}{
و إن الله سبحانه وتعالى يريد أن يقول لنا من خلال قصة يوسف عليه السلام و يعقوب عليه السلام
إن على الانسان أن لا يفقد الأمل ، لأن فقدان الأمل يعني الكفر، وهو أن تقول بأن الله غير قادر
فإن معنى ذلك أن الله غير قادر على أن يحل مشكلتك ولكن لا بد لمشكلتك من عمر تقطعه
و قد لا يكون لك مصلحة في حل هذه المشكلة، لأن قضيتك تنطلق على أساس خط آخر
و على أساس واقع آخر .
}{}{}{
ولنا أن نتساءل : لماذا ربط الله بين الكفر و بين اليأس ؟
ببساطة ، لأن اليأس يعني عدم الإيمان بقدرة الله مطلقاً ، وبالتالي يؤدي إلى الكفر
لأن من أسس الإيمان أن نؤمن بالقدرة المطلقة لله سبحانه و تعالى
فعلى الانسان المؤمن إذا أحاطت به المشاكل أن يدرسها على أساس الواقع
و أن يدرس الثغرات التي يمكن أن ينفذ منها ، والآفاق التي يتطلع إليها وأن لا يحبس نفسه
في سجن ضيق من التشاؤم ومن اليأس ، بل يفتح لنفسه كل أبواب الرجاء وكل أبواب الأمل
و قد حدثنا الله في بعض آياته أن التقوى التي يعيشها الانسان في عقله وفي قلبه وفي حياته
قد تؤدي به إلى أن يجد المخرج حيث لا مخرج ، وأن يكتشف الحل حيث لا حل
و أن يحصل على الرزق من حيث لا يحتسب
( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ) الطلاق: 2 .
فعندئذ تغلق كل الأبواب وينظر الانسان يميناً وشمالاً وفي جميع الجوانب فلا يرى هناك منفذاً
ولكن الله يجعل المخرج حيث لا مخرج ويرزقك من حيث لا تحتسب.
}{}{}{
ومن يتوكل على الله وهو يسعى لحل مشكلته
ومن يتوكل على الله وهو يعي طبيعة الواقع
ومن يتوكل على الله وهو يخطط للمستقبل
( و من يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره )
فإذا أراد الله شيئاً بلغه ( قد جعل الله لكل شيء قدراً ) الطلاق : 3.
قد جعل الله للمشاكل قدراً محدوداً ، ولحلولها قدراً محدوداً وفتح للانسان أكثر من أفق جديد
في عقولنا وفي قلوبنا ومشاعرنا ، فأن نكون المؤمنين يعني أن لا يزحف اليأس إلى حياتنا
وأن نبقى نحدق في الشمس عندما تميل إلى الغروب ويسيطر الظلام ونحدق بالنجوم
وهي تشير إلينا أن الظلام ليس خالداً وأن هناك إشراقة الفجر التي تنطلق من كل نقاط الضوء.
}{}{}{
فإذا كنت تشعر بالظلام ففكر بنقاط الضوء التي تجدها منتشرة في الحياة
حتى تلتقي بالفجر وفي قلبك أكثر من أمل وفي قلبك أكثر من انفتاح على الشروق
وأقولها للشباب ، عندما ينطلقون في دراساتهم وفي مشاعرهم وفي عواطفهم
وأقولها للثائرين وللمجاهدين الذين يواجهون التحديات ، ليس هناك ظلام مطلق
علينا أن ننتج النور من عقولنا وأن ننتج النور من قلوبنا وأن ننتج النور من جهدنا
لنلتقي بالنور الذي يفتحه الله لنا من خلال إشراقة شمسه .
}{}{}{
بقلم / محمد حسين فضل الله .
المصدر / موقع البلاغ .
http://www.balagh.com/index.htm
}{}{}{
و أخيراً ...
الحياة أمل و الأمل هو الحياة
و لا يأس مع الحياة و لا حياة مع اليأس
إصبرن فما الدنيا إلا دار عمل و هي فانيه
أسأل الله أن يملأ قلوبكن بالأمل
و يجعلكن من أهل الفردوس الأعلى
حيث السعادة الأبدية لا شقاء بعدها أبداً
:wink2:
}{}{}{