انسانة حساسة
24-01-2008, 06:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " سيد الاستغفار أن يقول : اللهم أنت ربي لا إله إلا
أنت خلقتني و أنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما
صنعت ، أبوء لك بنعمتك على و أبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلاأنت "
قال ومن قالها من النهار موقناً بها فمات من يومه قبل أن يُمسي فهو من أهل الجنة ،
ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة " رواه
البخاري .
ويجب أن نبحث عمن سماه سيد الاستغفار وذلك تحرزا من الوقوع في البدع , فالشيطان
أحرص ما يكون على إضلال الناس .
ومعنى سيد الاستغفار أي أنه يسود ويتقدم كل صيغ الاستغفار الأخرى في الفضيلة
والرتبة , وهذا مقرر من كلام من لا ينطق عن الهوى .
والمتأمل فيه يجد أن هذا الدعاء قد أشتمل على التوبة والتذلل والإنابة لله سبحانه
وتعالى :
ففيه أقرار من العبد بألوهية الله وذلك في قوله اللهم , و إقرار بربوبيته في قوله أنت
ربي , و يقر بوحدانيته في وقوله لا إله إلا أنت , ويقر بأنه عبد مربوب له في قوله
خلقتني وأنا عبدك , وقوله وأنا على عهدك على قولان : الأول ( أي أنا على عهدك
بالإيمان بك وبملائكته وكتبك ورسلك – أركان الإيمان الستة - ) والثاني :
( أي العهد الذي أخذ من آدم وذريته وذلك في قوله تعالى : " وإذ أخذ ربك من بني آدم
من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا
يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين " الأعراف : 172 . وقوله ووعدك أي الوعد الذي
وعدتنا إياه وهو المتاع الحسن في الدنيا , ويؤتي كل ذي فضل من فضله أي دخول
الجنة في الآخرة , وقوله ما استطعت : أي على قدر استطاعتي , فإنه سبحانه
وتعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها , والاستطاعة حقيقتها أستفراغ الجهد , أي بذل كل
الجهد الذي يمكن بذله وحقيقة الاستطاعة هي أن كل ما كلفنا به إلا وفي مقدورنا
فعله , وعليه يجب أن نكون صادقين مع الله في الاستطاعة , عن عبد الله بن حراد أنه
سئل النبي صلى الله عليه وسلم هل يزني المؤمن؟ قال قد يكون ذلك، قال هل يكذب؟
قال لا، قال تعالى : "إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون" . والمقصود بالكذب هو الكذب
على الله , فالكذب أنواع , كذب على الله , وكذب على النفس , وكذب على الله , وهو
أعظمها وهو الذي نفاه الرسول صلى الله عليه وسلم عن المؤمن , قال تعالى : " ومن
أظلم ممن افترى على الله كذبا أولئك يعرضون على ربهم و يقول الأشهاد هؤلاء الذين
كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين ) هود : 18 . والمتتبع لوعيد الله للكاذبين
يجد أن المقصود به الكذب على الله , ولا يعني ذلك أن نقلل من شأن الكذب على الناس
فقد توعد الكذاب بويل والذي هو واد في جهنم لو سيرت فيه جبال الدنيا لأذابها ,
وقوله أعوذ بك من شر ما صنعت , فيستعيذ الإنسان من شر ذنوبه وتقصيره في أمره
سواء في التقصير في القيام بشكر الإنعام و تقصيره بارتكاب الآثام , فالتقصير لا يقع
فقد في أجتراح الآثام بل أيضا في التقصير على شكر الإنعام , ولا يحرم العبد من نعمة
إلا بذنب أصابه , والحقيقة أن التقصير واقع ولا محالة في شكر الإنعام فقد قال تعالى : " وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها " النحل : 18 . فيستعذ الإنسان بالله سبحانه
وتعالى من شر ما صنع أي من شر مغبته وسوء عاقبته , وحلول عقوبته , وعدم مغفرته
أو من العود إلى مثله , فيلتجئ إلى الله من شر الأفعال وقبيح الأعمال , ورديء
الخصال , وقوله أبوء لك بنعمتك أي أقر واعترف بنعمة الله علي فاعترف بعظيم
إنعامك وترادف فضلك وإحسانك , بل وتفضلك على بفعل الحسنات ويعلم أنه هو هداه
ويسره لليسرى , ولولا توفيق الله لما هداه لها ابتداء ولما يسر له فعلها , , ويقر بذنوبه
في قوله أبوء بذنبي , سواء كان ذلك تقصيرا في واجب أو فعل نهي ويتوب منها في
قوله فاغفر لي , فهو يسأل المغفرة من الله سبحانه وتعالى من ذلك كله , معترفا بأنه
لا يغفر الذنب سواه , وكما قال بعضهم: أطعتك بفضلك والمنة لك وعصيتك بعلمك
والحجة لك فأسألك بوجوب حجتك علي وانقطاع حجتي إلا ما غفرت لي. فرحمتك
واسعة وصفحك كريم , ولا يتعاظمك ذنب أن تغفره , فأنت الغفور الرحيم .
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " سيد الاستغفار أن يقول : اللهم أنت ربي لا إله إلا
أنت خلقتني و أنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما
صنعت ، أبوء لك بنعمتك على و أبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلاأنت "
قال ومن قالها من النهار موقناً بها فمات من يومه قبل أن يُمسي فهو من أهل الجنة ،
ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة " رواه
البخاري .
ويجب أن نبحث عمن سماه سيد الاستغفار وذلك تحرزا من الوقوع في البدع , فالشيطان
أحرص ما يكون على إضلال الناس .
ومعنى سيد الاستغفار أي أنه يسود ويتقدم كل صيغ الاستغفار الأخرى في الفضيلة
والرتبة , وهذا مقرر من كلام من لا ينطق عن الهوى .
والمتأمل فيه يجد أن هذا الدعاء قد أشتمل على التوبة والتذلل والإنابة لله سبحانه
وتعالى :
ففيه أقرار من العبد بألوهية الله وذلك في قوله اللهم , و إقرار بربوبيته في قوله أنت
ربي , و يقر بوحدانيته في وقوله لا إله إلا أنت , ويقر بأنه عبد مربوب له في قوله
خلقتني وأنا عبدك , وقوله وأنا على عهدك على قولان : الأول ( أي أنا على عهدك
بالإيمان بك وبملائكته وكتبك ورسلك – أركان الإيمان الستة - ) والثاني :
( أي العهد الذي أخذ من آدم وذريته وذلك في قوله تعالى : " وإذ أخذ ربك من بني آدم
من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا
يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين " الأعراف : 172 . وقوله ووعدك أي الوعد الذي
وعدتنا إياه وهو المتاع الحسن في الدنيا , ويؤتي كل ذي فضل من فضله أي دخول
الجنة في الآخرة , وقوله ما استطعت : أي على قدر استطاعتي , فإنه سبحانه
وتعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها , والاستطاعة حقيقتها أستفراغ الجهد , أي بذل كل
الجهد الذي يمكن بذله وحقيقة الاستطاعة هي أن كل ما كلفنا به إلا وفي مقدورنا
فعله , وعليه يجب أن نكون صادقين مع الله في الاستطاعة , عن عبد الله بن حراد أنه
سئل النبي صلى الله عليه وسلم هل يزني المؤمن؟ قال قد يكون ذلك، قال هل يكذب؟
قال لا، قال تعالى : "إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون" . والمقصود بالكذب هو الكذب
على الله , فالكذب أنواع , كذب على الله , وكذب على النفس , وكذب على الله , وهو
أعظمها وهو الذي نفاه الرسول صلى الله عليه وسلم عن المؤمن , قال تعالى : " ومن
أظلم ممن افترى على الله كذبا أولئك يعرضون على ربهم و يقول الأشهاد هؤلاء الذين
كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين ) هود : 18 . والمتتبع لوعيد الله للكاذبين
يجد أن المقصود به الكذب على الله , ولا يعني ذلك أن نقلل من شأن الكذب على الناس
فقد توعد الكذاب بويل والذي هو واد في جهنم لو سيرت فيه جبال الدنيا لأذابها ,
وقوله أعوذ بك من شر ما صنعت , فيستعيذ الإنسان من شر ذنوبه وتقصيره في أمره
سواء في التقصير في القيام بشكر الإنعام و تقصيره بارتكاب الآثام , فالتقصير لا يقع
فقد في أجتراح الآثام بل أيضا في التقصير على شكر الإنعام , ولا يحرم العبد من نعمة
إلا بذنب أصابه , والحقيقة أن التقصير واقع ولا محالة في شكر الإنعام فقد قال تعالى : " وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها " النحل : 18 . فيستعذ الإنسان بالله سبحانه
وتعالى من شر ما صنع أي من شر مغبته وسوء عاقبته , وحلول عقوبته , وعدم مغفرته
أو من العود إلى مثله , فيلتجئ إلى الله من شر الأفعال وقبيح الأعمال , ورديء
الخصال , وقوله أبوء لك بنعمتك أي أقر واعترف بنعمة الله علي فاعترف بعظيم
إنعامك وترادف فضلك وإحسانك , بل وتفضلك على بفعل الحسنات ويعلم أنه هو هداه
ويسره لليسرى , ولولا توفيق الله لما هداه لها ابتداء ولما يسر له فعلها , , ويقر بذنوبه
في قوله أبوء بذنبي , سواء كان ذلك تقصيرا في واجب أو فعل نهي ويتوب منها في
قوله فاغفر لي , فهو يسأل المغفرة من الله سبحانه وتعالى من ذلك كله , معترفا بأنه
لا يغفر الذنب سواه , وكما قال بعضهم: أطعتك بفضلك والمنة لك وعصيتك بعلمك
والحجة لك فأسألك بوجوب حجتك علي وانقطاع حجتي إلا ما غفرت لي. فرحمتك
واسعة وصفحك كريم , ولا يتعاظمك ذنب أن تغفره , فأنت الغفور الرحيم .