مشاهدة النسخة كاملة : إنها قصة ولكنها ليست كباقي القصص إنها ........... سيرة
بحـــ الإحساس ـــر
18-10-2007, 09:10 PM
http://www.alamuae.com/gallery/data/media/123/0034.gif
القصة
قصة طفل طهور كالبرد .. ولد يتيما .. واستمر اليتم يلاحقه
ويلاحق طفولته في طرقات مكة ودروبها .. يذيقه المرارة .. يفجعه بأهله وأحبابه
ويكبر محمد صلى الله علية وسلم .. وتكبر غربته .. ويكتشف في دروب الحياة يتما أكبر من يتمه وهما أثقل من همه .. فالأرض كلها يتم .. والبشرية تئن هما وحزنا يعصر قلبها ..
الجزيرة العربية كانت غابة من الأصنام .. وأودية تسيل دماء بريئة .. تسيل عادات باليه وتقاليد محيره
ماذا يفعل أمامها .. وماذا بيده حيالها .. ماذا يفعل سوى الغربة مهربا وملاذا .. يناجي بها ربة ويعج إليه بالتوحيد والدعاء .. وفي غربته تلك تهبط عليه الرسالة .. فيحمل الأمانة وينحدر بها
نحو مكة .. نحو أمته فينطق بها بهجة وبشرى لهم .. وينتظر الإجابة .. وتأتي الإجابة على غير ما يتمنى ويحب
تأتي الإجابة سياطا وشتائم وتكذيبا له وهو الذي يلقب بالأمين
وهو صابر محتسب للأجر .
غالياتي أحاول في هذه الصفحات
أن أنثر درر السيرة
أن أعطر بها صفحات منتدانا الغالي
سوف أقدم لكم ما جمعته من كتاب للسيرة
وهو السيرة النبوية للأستاذ محمد الصوياني
لكن بأسلوب مغاير عن الكتب المعتادة
التي تتبع أسلوب السرد
سوف أطرحها بشكل متسلسل
وسوف أضعها هنا
كلما سنحت لي الفرصة بالكتابة
أتمنى أن تنال على إعجابكم
فتقبلوا مني أرق تحية
بحر الإحساس
رائعهـ غاليتيـ
سآكون متابعهـ لكتاباتكِ
غاليتيـ ..
...!!
همسةغلا
19-10-2007, 03:22 AM
مشكووووووووره اختي بحر الاحساس والله يعطيك العافيه
وننتظر مزيدك
همسةغلا
m0on girl
19-10-2007, 10:49 AM
شكراً لَكِ عزيزتِي على الموضوع الرائِع والجميل...،
ننتظر جديدك..،
..،
مون
Nadin the coolest girl 4
19-10-2007, 04:11 PM
شكرا عزيزتي على الموضوع الرائع
سأتابع جديدك عزيزتي
:032::032:
بنت مكتوم
19-10-2007, 05:16 PM
مرحباااسااع
مشكووورة حبيبتي على الموضوووع الاكثر من رووووعة
ونا عضوة يديده ورجووو ان اكووون صديقة لكم
مع تحيااتي
بحـــ الإحساس ـــر
20-10-2007, 07:05 PM
$و...رحل أبي..!!$
الروعه هو تواجدكـ هنا
يسعدني ذلكـ
مودتي لقلبكـ ..
همسةغلا
كل الشكر لكـِ أنتي على تعطيركـ ..
بإذن الله ..
اسعدكـ ربي
m0on girl
أهلا بكـ حبيبتي ..
أنرتنا
كوني بالقرب ..
ودادي
Nadin tht girl e cooles
أهلا بعبقكـ هنا
يسعدني ذلكـ حبيبتي
مودتي لكـ
بنت مكتوم
مرحبا ملايين
وأهلا بكـ أختا غاليه هنا
وأتمنى أن يمتعكـ الكث معنا
مودتي
بحـــ الإحساس ـــر
20-10-2007, 07:11 PM
(( 1 ))
الزواج
تربى عبد الله ذلك الطفل الوديع في قلب عبد المطلب .. وتربع فيه .. وبلغ مبلغ الرجال دون أن يعرفه قومه بطيش أو سفه .. كأني به هادئا كثير الصمت والتأمل .. ملئ بالانتظار .. ليس في حياته ما يثير .. كان كالعالم حوله ينتظر وينتظر .. ويبحث عن زوجه له في بيوتات مكة ويسأل .. فكانت آمنه بنت وهب هي الحبيبة وهي الإجابة
تزوجا فكان الحب .. وامتلاء بيتهما الصغير بالبهجة .. وبالشباب الغض الحالم بحياة بيضاء فسيحة ولم يكن يدري هذا الشاب أن القضاء أقوى منه .. ومن فدية أبيه .. لم يكن يدري أن تلك الأحلام الراقصة كانت لغيره .. أما هو فتوشك أن تدلف بيته سحابة سوداء مشبعة بالحزن والدموع والنواح
فعبد الله الذي فر من الموت بمائه من الإبل هاهو الموت يهاجمه وهو في طريقه إلى يثرب ليسكنه في إحدى مقابرها
بعيدا عن مكة .. بعيد عن عبد المطلب .. بعيدا عن آمنه الحزينة .. التي كانت تحمل أمانة عبد الله وأحلام عبد الله .. جنيناً تيتم قبل أن يرى هذه الدنيا
كانت آمنه هناك تعاني من آلام الوضع .. ترى هل أقعدتها تلك الآلام .. ترى هل تركها
أهلها وحدها لتلد ابنها في يوم الفيل وحيداً .. تفرق قومه .. ومات أبوه
وولدت آمنه طفلا .. ولدت حياة للعالم .. وموتاً للهمجية والضلال .. ولد محمد
وعادت قريش لتجد بيت آمنه تحميه الملائكة وأسراب الطيور
فكانت آمنه هي أول من أرضع طفلها اليتيم وبعد فتره غشيت مكة مجموعه من نساء البادية يتلمسن الرزق عن طريق إرضاع أطفال قريش وأخيراً استقر محمد صلى الله علية وسلم اليتيم في أحضان حليمة السعدية كان طفلا طاهرا كأنفاس الصباح .. كحبات المطر
بحـــ الإحساس ـــر
26-10-2007, 01:08 AM
(( 2 ))
في مرابع حليمة
كانت أياماً تشع بالبراءة والجمال والبهجة لم يعكر صفوها إلا صراخ أخيه الصغير
ذات يوم قائلاً : إن محمد قتل
فما الذي حدث ولماذا يقتل طفل .. من يستطيع اغتيال تلك البراءة في مرعى الغنم الأخضر ؟
ما حدث هو أن الصباح أيقظ الطفلين .. فخرجا خلف أغنامهما .. ولم يذكرا أنهما بلا زاد
إلا عند وصولهما المرعى فذهب أخوه ليحضر الزاد
لقد جرى لهذا اليتيم شيءً لا يجري لغيره
يقول صلى الله علية وسلم ( فبينما أنا في بهم لنا أتاني رجلان , عليهما ثياب بيض
معهما طست من ذهب مملوء ثلجاً , فأضجعاني فشقا بطني , ثم استخرجا قلبي فشقاه
فأخرجا منه علقة سوداء , فألقياها , ثم غسلا قلبي وبطني بذلك الثلج ,حتى إذا أنقياه
رداه كما كان , ثم قال أحدهما لصاحبه :
زنه بعشرة من أمته . فوزنوني فوزنتهم
ثم قال :
زنه بمائه من أمنته . فوزنوني فوزنتهم
ثم قال :
زنه بألف من أمته . فوزنوني فوزنتهم
فقال : دعه عنك , لو وزنته بأمته لوزنهم )
أعادت حليمة محمد صلى الله علية وسلم بعد حادثة شق الصدر خوفا عليه
عاد محمد الصغير إلى أحضان أمه .. ترعاه وتحنو عليه .. تحدثه ويحدثها .. تلاعبه ويلاعبها
فأي براءة كانت تشع في عيني ذلك الطفل الطاهر المغسول بالثلج في مرابع حليمة
لا شيء كالأطفال براءةً .. فتخيلوا براءة محمدصلى الله علية وسلم وهو صغيريالبهجة آمنه وسعادتها به
بعد أن أخذته متجه نحو يثرب حيث قضى وقتاً هناك يمرح في طرقاتها ويتأملها وكأنه يقول: انتظريني يا يثرب فسأعود لكِ
ثم رجعت آمنه بصغيرها إلى مكة وفي مكان بين مكة والمدينة نزلت آمنه عن ظهر راحلتها ونزل صغيرها وقد تعلقت عيناه بها يراها تأن وتتوجع أمامه
فلا يستطيع منحها ما يخفف ألمها سوى نظرات حائرة خائفة .. وتزيد آلامها ويزيد أنينها
وتموت آمنه وتدفن أمام عينيه .. بعيداً عن مكة .. بعيداً عن عبد المطلب .. بعيداً عن أعمامه
تؤخذ آمنه منه .. وتوارى تحت التراب .. ويعود باكياً حزيناً وحيداً وقد تيتم مرة ثانية
يعود إلى مكة .. إلى ذلك البيت الصغير .. ويجول ببصرة في أركانه الصامتة .. هنا كانت
ترقد آمنه .. وهنا كانت تلاعبه
فيا للوعته ويا حر قلبه عليها
ربما تنبه ليله ولم يجدها قربه ففاضت عيناه بالدموع .. وألجمه الحزن والحنين إليها
لقد تعلق بها بالرغم أنه لم يحظ بقربها إلى سنوات قليلة
مر ذات يوم بقبرها فرئي له بكاءً لم يبكه من قبل
يقول بريدة رضي الله عنه انتهى النبي صلى الله علية وسلم إلى رسم قبر فجلس وجلس الناس حوله فجعل يحرك رأسه كالمخاطب ثم بكى فستقبله عمر بن الخطاب رضي الله عنه
فقال يا رسول الله ما يبكيك ؟ فقال
هذا قبر آمنه بنت وهب استأذنت ربي في أن أزور قبرها فأذن لي و استأذنته في الاستغفار لها
فأبى عليها و أدركتني رقتها فبكيت )
و يقول أبو هريرة رضي الله عنه
( خرجنا مع الرسول صلى الله علية وسلم حتى إذا كنا بودان قال : مكانكم حتى آتيكم
فانطلق ثم جاءنا وهو ثقيل . قال : إني أتيت قبر أم محمد )
وماذا يملك محمد لأمه سوى الدموع .. فهو مجرد نبي مرسل .. والأمر كله لله وحده
فعليه الصبر والاحتساب .. كما صبر في صغره على مرارة اليتم ووحشته
أفنان السعوديه
26-10-2007, 06:23 AM
مجهود جدا رائع غاليتي
وأكيد راح تعجبنا الفكره لأنها في سيد البشر
جزاك الله كل خير وجعلها في ميزان حسناتك
تقبلي احترامي وتقديري
بحـــ الإحساس ـــر
02-11-2007, 10:56 PM
افنان
اهلا بك حبيبتي
اسعدتني كلماتك المشجعه
وفقك ربي
بحـــ الإحساس ـــر
02-11-2007, 10:57 PM
(( 3 ))
في بيت عبد المطلب
بعد رحيل آمنة .. امتدت يد جده عبد المطلب تفيض حنانا ً إليه ..
حمله إلى بيته حيث تربى في كنفه .. في كنف هذا الرجل الكريم الطباع
صاحب الشرف وساقي الحجيج .. فكانت أولى خطواته في دروب الرجولة
شب محمد اليتيم يتحمل المسؤولية .. وكأن اليتم علمه أن الحياة لا تستحق شيئاً
لكن لها جمال لا ينال إلا بالكفاح .. لقد أحبه عبد المطلب وهو يرى الرجولة
تشع من إهابة .. فلم يرسله في حاجه إلا جاء بها .. ولم يأمره بأمر إلا قام
بتنفيذه على الوجه الأكمل .
لم يفارق هذا الصغير جده .. ولم تكن أيمهما كلها رخاء وسعة فلقد أصابت قريش
سنون جدب وبات الناس في شظف من العيش في واد غير ذي زرع
ولكن الله رحيم بعبادة فقد عادت الحياة خضراء في مكة واهتزت الأرض وربت
بفضل ربها .. وضحك الربيع للجميع .. لكن السعادة لم تدم لمحمد .. فها هو
بعد مدة ليست بالطويلة يبكي خلف سرير عبد المطلب بحرقة ومرارة
لقد مات عبد المطلب جده وآخر أبائه ( حبيباتي تخيلوا كيف صغير يتيم ماتت أبوه قبل
أن يراه ثم تعلقت آماله في أمه فأصبحت كل شيء عنده ولكنه فقدها هي الأخرى توجهت أنظاره إلى جدة فهو آخر أمل له ولكن غاب عنه كيف لقلب ذلك الصغير
أن يحتمل لكنها مشيئة الله )
بحـــ الإحساس ـــر
08-11-2007, 11:13 PM
((4))
في بيت أبو طالب
حن أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الحزن القابع خلف السرير
ورق لحالة وكربة .. فحملة إلى بيته .. ورعاه وكأنه من صلبه .. ينسيه وحدته
ويتمه بمعاملة تذوب رحمة وحناناً .. فكان يلازمه في كل مكان
في مكة .. في مجالسها وطرقاتها كان رفيقه في بعض الرحلات ..
وفي صيف حار تحركت الركائب نحو الشام ومعها أبو طالب ومحمد صلى الله علية وسلم
في أشياخ قريش ولما أشرفوا على الراهب (بحيرى) هبطوا فحملوا رحالهم
فخرج إليهم الراهب وكان قبل ذلك يمرون به فلا يخرج , ولا يلتفت إليهم فنزل وهم يحلون رحالهم فجعل يتخللهم حتى جاء فأخذ بيد النبي صلى الله علية وسلمفقال :
هذا سيد العالمين , هذا رسول رب العالمين , بعثه الله رحمة للعالمين
فقال له أشياخ من قريش :
وما علمك ؟ فقال :
إنكم حين أشرفتم من العقبة , لم يبق شجر ولا حجر إلا خر ساجدا ولا يسجدون إلا لنبي
وإني عرفته بخاتم النبوة , أسفل من غضروف كتفه
ثم رجع فصنع لهم طعاما فلما أتاهم به فقال أرسلوا إليه ( وكان هو في رعية من الإبل )
فأقبل وغمامة تظلله فلما دنى من القوم قال بحيرى :
فيء الشجرة
فلما جلس مال فيء الشجرة عليه ( الله أكبر يسجد له الشجر والحجر وتظلله الغمام
ويميل الشجر له بأبي هو و بأمي )
قال بحيرى : انظروا إلى فيء الشجرة مال عليه فبينما هو قائم عليهم – أي بحيرى –
وهو ينشدهم ألا يذهبوا به إلا الروم فإن رأوه عرفوه بالصفة فقتلوه فإذا بسبعة نفر من الروم قد أقبلوا فستقبلهم بحيرى فقال :
ما جاء بكم ؟ فقالوا :
جئنا أن هذا النبي خارج في هذا الشهر , فلم يبق طريق إلا بعث إليه ناس وإنا أخبرنا خبره إلى طريقكم هذه . فقال بحيرى :
فهل خلفكم أحد هو خير منكم ؟ فقالوا :
لا إنما أخبرنا خبره في طريقكم هذه , فقال بحيرى :
أفرأيتم أمراً أراد الله أن يقضيه , هل يستطيع الناس رده ؟
فقالوا : لا . فبايعوه وأقاموا عنده , فقال بحيرى الراهب (لقريش) :
أنشدكم الله أيكم وليه قالوا : أبو طالب . فلم يزل يناشده حتى رده إلى مكة خوفاً عليه بعد أن تأكد من صفاته ( صفات النبي المنتظر )
أموووونة
09-11-2007, 05:35 PM
http://www.alhnuf.com/up/u9/f235490ebb.gif (http://www.alhnuf.com/up/index.htm)
جزاك الله خيرا أختي في الله بحـــــ الإحساس ــــــر
جعله الله في ميزان حسناتك
http://www.m5zn.com/uploads/98d01fec32.gif (http://www.nua3m.net/vb/)
الصامتة
09-11-2007, 10:46 PM
شكرا اختي على الموضوع الرائع
عسـوـوـولـهـ
11-11-2007, 07:01 PM
رائــــــــعة الفكــرة والاسلوب وطريقة الطـرح
جزاكـ اللهـ كـل خــير
دمــتي بـود
عسـوـوـولهـ
بحـــ الإحساس ـــر
13-11-2007, 08:55 PM
أموونه
وإياكـِ حبيبتي
أسعدتني بوجدكـ
وفقك المولى
الصامته
أهلا حبيبتي
أنرتني
عسوله
أهلا حبيبتي
اشكركـِ على مروركـ العطر
أنرتني
بحـــ الإحساس ـــر
13-11-2007, 08:58 PM
(( 5 ))
الأمين والغنم
الناس وقود الحياة يكدحون .. يحترقون ليشعلونها ولم يكن محمد صلى الله علية وسلمشاب
خاملاً تتعثر به الحياة .. فيقتات من نسبه .. ويستطعم من شرفه .. لقد كان حياة للحياة
يحمل فأسه لصخورها .. ويشق طريقه بذراع مفتول وجبين مرفوع ..و شباب متجدد
تعاملت معه قريش كلها .. حتى اقتطع منها لقباً طغى على كل أسم هو له ..
ولم يكن ليحصل على ذلك اللقب لو كان قد رضي بالوقوف على أطلال أبائه وأجداده
يذكر من يمر بها ويكتفي ..
لقد دخل عليهم وهم مجتمعون حول الكعبة فقالوا بصوت واحد ( أتاكم الأمين )
الأمين نعم هو اللقب انتزعه من قلوبهم قبل أن يبذلوه له بألسنتهم .. لقد جربوه وخبروه
و الأمانة لا توهب إلا بعد تجارب
وليس لدى محمد الشاب ما يبذله من مال أو سلطه ليرغمهم على قول ذلك لاسيما
هو أصغرهم سناً .. بل وربما كان أفقرهم وأيتمهم
لقد ألجأه الفقر إلى أشقى المهن وأبسطها .. لقد كان يسير طوال النهار خلف الغنم
يرعاها لأهل مكة .. مهنة شاقه تمارس بثمن بخس .. مهنة البسطاء وقادة الأرض
والعظماء
وهل هناك أعظم على وجهة الأرض من نبي ومع ذلك ( ما من نبي إلا ورعى الغنم )
وقد كان الأمين يخالط الشباب ويعيش بينهم .. ويسمع بمغامراتهم في ارتياد كهوف البغاء .. والقصف في الخمارات .. لكنه كان يترفع عما يسيء إلى اسمه و رجولته
ولو كان ذلك مما لا تحرمه أعراف قريش والأمر عنده لا يتعدى دائرة حديث النفس والأماني لا أكثر .. إنه يتحدث عن تلك الأمور التي خطرت عندما كان يمسك بعصا يهش بها على غنمه :
( ما هممت بشيء مما كان أهل الجاهلية يهمون به من النساء إلا ليلتين
كلتاهما عصمني الله تعالى منها , قلت ليلة لبعض فتيان مكة ونحن في رعاية غنم أهلنا
فقلت لصاحبي : أبصر لي غنمي حتى أدخل مكة فأسمر فيها كما يسمر الفتيان
فقال : بلى
فدخلت حتى إذا جئت أول دار من دور مكة سمعت عزفاً بالغرابيل والمزامير
فقلت : ما هذا ؟
فقيل : تزوج فلان فلانة فجلست أنظر , وضرب الله على أذني فو الله ما أيقضني إلا مس الشمس فرجعت إلا صاحبي فقال :
ما فعلت ؟ فقلت :
ما فعلت شيئاً . ثم أخبرته بالذي رأيت ( ثم لما جاء من ليله أخرى قال لصاحبه أن يبصر غنمه وحدث له مثل ما حدث في الليلة السابقة )
فقال النبي صلى الله علية وسلمبعدها ( والله ما هممت ولا عدت بعدها لشيء حتى أكرمني الله
بنبوته )
إن أناساً تعلوهم الغرائز وتلوي أعناقهم الشهوات يبذلون الأموال حتى يظفروا بسويعات حمراء وخيمة العواقب .. فهل سيوقفهم صوت دف أو مزمار .. لكن محمد أوقفته حفلة عرس .. وهدهدته حتى نام .. لأنه مهذب أتعبه هموم العمل .. تشققت قدماه من صخور الجبال وأدمتها أشواك الصحاري فأمسى مكدود البال منهك القوى يبحث عن ساعة يتنفس بها فلما مر بذلك الزفاف وجد فيه من اللهو البريء
وكان كأي شاب يبحث عن فتاة تملئ بيته وحياته بالحب والعفاف وتمسح عن جبينه هموماً تقذف بها يوميات مكة المتعبة .. لكنه لم يجد فتاة وجد
خديجه ..
بنت البحار
13-11-2007, 09:21 PM
يسلمو على
على القصص
أموووونة
13-11-2007, 11:55 PM
http://www.alhnuf.com/up/u9/ddc89801aa.gif
http://www.alhnuf.com/up/u9/14269c17b9.gif
جزاك الله خيرا أختي بحـــــ الإحساس ــــــر
أسأل الله أن يكتب لك الأجر إن شاء الله
http://www.sss2.com/uploads/92e8917f81.gif (http://www.sss2.com/)
ღ .. ريـمـي .. ღ
14-11-2007, 09:51 PM
http://www.yesmeenah.com/smiles/smiles/38/00%20(3).gif (http://www.yesmeenah.com)
السلامـ عليكمـ ورحمة اللهـ وبركاتهـ ::
موضوع قيم ومميز ومفيد ::
جزيتِ خيرا .. ورزقتِ الجناان .. ولا حرمتِ الأجر عزيزتيـ ..
واصلي ابدعكـ وتميزكـ ..
http://www.yesmeenah.com/smiles/smiles/38/00%20(3).gif (http://www.yesmeenah.com)
مفحطه بعربية بنده
15-11-2007, 06:48 AM
مـ ش ـكورهـ خ ـتيه
ع الـ م ـوضوع
في ميزانـكـ
بحـــ الإحساس ـــر
22-11-2007, 12:34 AM
بنت البحار
أمونه
ريمي
مفحطه
ما أسعدني بروعتكن هنا ..
أمونه حبيبتي شكراً لسخائكـ
بحـــ الإحساس ـــر
22-11-2007, 12:41 AM
(( 6 ))
خديجة
بنت خويلد امرأة ذات نسب وجمال ولها من المال شيء وفير .. سمعت عن محمد ابن عبد الله فشدها ما سمعت .. أمانه و رجولة واتزان فتمنته زوجاً رغم كبر سنها
بالنسبة إليه ورغم زواجها من قبل .. وتم لها ما أرادت ولكن أباها كان عقبه
تحول دون إتمام الزواج
يقول ابن عباس رضي الله عنه :
( إن رسول الله صلى الله علية وسلم ذكر خديجة وكان أبوها يرغب عن أن يزوجه
فصنعت طعاماً وشراباً , فدعت أباها و زمراً من قريش فطعموا وشربوا حتى
ثملوا فقالت خديجة لأبيها :
إن محمد ابن عبد الله يخطبني فزوجني إياه . فزوجها إياه
فخلقته وألبسته حله – وكذلك يفعلون بالآباء – فلما سرى عنه سكره
نظر فإذا هو مخلق وعليه حله فقال :
ما شأني هذا ؟
قالت خديجة رضي الله عنها :
زوجتني محمد ابن عبد الله قال:
أزوج يتيم أبي طالب . لا لعمري , فقالت :
أما تستحي تريد أن تسفه نفسك عند قريش , تخبر الناس أنك كنت سكران
فلم تزل به حتى رضي
تزوج محمد صلى الله علية وسلم بخديجة
بحـــ الإحساس ـــر
06-01-2008, 02:55 PM
(( 7 ))
في الغربة
كانت قريش في تلك الفترة غابة من أصنام
كان النبي صلى الله علية وسلم يحس بتفاهة هذه الطقوس وتخلفها وكان يحتقر
أصنامهم ويرفض كل ما يمت لها بالصلة .. حتى في الحج وفي يوم الوقوف بعرفة يخالف قومه الذين أرادوا منح أنفسهم امتيازاً عن بقية الناس .. وذلك بوقفهم عشية ذلك اليوم بمزدلفة
.. أما هو فقد كان يخالفهم كان يقف في عرفة من بين قومه كلهم
وتقول عائشة رضي الله عنها ( كانت قريش ومن يدين دينها يقفون عشية عرفة بمزدلفة
ويقولون نحن قطن البيت وكان بقية الناس والعرب يقفون بعرفات )
ويقول جبير ابن مطعم أيضاً ( أضللت بعيراً لي يوم عرفة , فخرجت أطلبة فرأيت النبي
صلى الله علية وسلم واقفاً مع الناس بعرفة فقلت : هذا من الحمس فما شأنه هاهنا )
كان امتياز قريش زائفاً فقرر الصواب من بين جموعهم
كان محمد صلى الله علية وسلم غريباً في أرض مكة وجوهاً يعرفها وقلوب ينكرها
كان موحداً على دين أبيه إبراهيم .. يدرك أن الله سبحانه وتعالى أعظم شأناً
من أصنامهم يدرك عظمة هذا الكون وعظمة خالقة وفي الغربة نفسها يعيش أفراد قليلون
جداً .. يتوجهون إلى خالقهم الأحد ويعرضون عن هذه الأصنام ..
لكل ليل نهاية ولابد أن هناك مخرج من هذه الحيرة والغربة إن الله رحيم ولن يترك
هذا العبد الحائر في حيرته وهاهو الوحي يبدأ خفيفاً كهواء البحر المنعش ..
يبشر بحياة جديدة لمحمد وللأرض كلها فكان ( أول ما بدئ به للرسول صلى الله علية وسلم
من الوحي : الرؤيا الصادقة في النوم وكان لا يرى رؤيا إلا وجاءت مثل فلق الصبح )
ذات يوم رأى رؤيا فشق عليه ذلك فذكرها لامرأته خديجة فعصمها الله عز وجل من التكذيب وشرح صدرها بالتصديق فقالت : أبشر إن الله عز وجل لن يصنع بك إلا خيرا
ثم إنه خرج من عندها ثم رجع إليها فأخبرها , أنه رأى بطنه شق ثم طهر وغسل
ثم أعيد كما كان .
قالت : هذا والله خير فأبشر .
أصبح محمد صلى الله علية وسلم يحب العزلة والتعبد كان يخلو بغار حراء ويتعبد في قمة جبل النور
وبينما كان نائماً ( جاءه جبريل بأمر الله تعالى . فقال صلى الله علية وسلم فجاءني وأنا نائم
بنمط من ديباج فيه كتاب فقال :
اقرأ . قلت : ما أقرأ ؟ فغتني حتى ظننت أنه الموت ثم أرسلني , فقال :
اقرأ . قلت ماذا أقرأ ؟ فغتني حتى ظننت أنه الموت ثم أرسلني , فقال :
اقرأ . قلت ماذا أقرأ ؟ ما أقول ذلك إلا افتداءً منه أن يعود لي بمثل ما صنع بي
قال : { اقرأ بسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم * علم الإنسان مالم يعلم }
فقرأتها ثم انتهى وانصرف , وهببت من نومي , فكأنما كتب في قلبي كتاباً
فخرجت حتى إذا كنت في وسط من الجبل سمعت صوتاً من السماء يقول :
يا محمد أنت رسول الله وأنا جبريل
فرفعت رأسي إلى السماء فأنظر , فإذا جبريل في صورة رجل صاف قدميه
في أفق السماء يقول :
يا محمد أنت رسول الله وأنا جبريل
فوقفت أنظر إليه فما أتقدم وما أتأخر وجعلت أصرف وجهي عنه في آفاق السماء
فما أنظر في ناحية منها إلا رأيته كذلك فمازلت واقفاً ما أتقدم أمامي وما أرجع ورائي حتى بعث خديجة رسلها في طلبي فبلغوا مكة ورجعوا إليها وأنا واقف مكاني ذاك , ثم انصرف عني , وانصرفت راجعاً إلى أهلي حتى أتيت خديجة فجلست إلى فخذها مضيفاً إليها فقالت :
يا أبا القاسم أين كنت؟ فو الله لقد بعثت رسلي في طلبك حتى بلغوا مكة ورجعوا إلي . ثم حدثتها بالذي رأيت فقالت :
أبشر يا ابن العم واثبت فو الذي نفس خديجة بيده إني لأرجوا أن تكون نبي هذه
الأمة . ثم قامت فجمعت عليها ثيابها ثم انطلقت إلى ورقة غبن نوفل فأخبرته بخبر الرسول صلى الله علية وسلم فقال :
قدوس .. قدوس والذي نفس ورقة بيده لئن كنت صدقتني يا خديجة لقد جاء الناموس الأكبر , الذي كان يأتي موسى وإنه لنبي هذه الأمة فقولي له فليثبت
فرجعت خديجة إلى الرسول صلى الله علية وسلم فأخبرته بقول ورقة فلما قضى الرسول
صلى الله علية وسلم جواره وانصرف صنع كما يصنع بدأ بالكعبة فطاف بها
فلقيه ورقه ابن نوفل وهو يطوف فقال :
يا ابن أخي أخبرني بما رأيت وسمعت فأخبره فقال له ورقه :
والذي نفسي بيده إنك لنبي هذه الأمة ولقد جاءك الناموس الأكبر الذي جاء موسى
ولتكذبنه ولتؤذينه ولتخرجنه ولتقاتلنه ولأن أدركت أنا ذلك اليوم لأنصرن الله
نصراً يعلمه ثم أدنى رأسه منه فقبل يا فوخه ثم انصرف الرسول صلى الله علية وسلم إلى منزله )
انصرف إلى منزله بعد أن حمل تفسير تلك الرؤيا لكنه لم ينقطع عن عبادته واستمر
على ما كان عليه في غار حراء واستمر ذالك الحب وتلك المناجاة حتى جاءه الحق
وهو في غار حراء فجاءه الملك فقال :
اقرأ . قلت : ما أنا بقارئ؟ فأخذني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني , فقال :
اقرأ . قلت : ما أنا بقارئ ؟ فأخذني فغطني ثم أرسلني , فقال :
اقرأ . قلت ما أنا بقارئ ؟
فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني فقال
: { اقرأ بسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم
الذي علم بالقلم * علم الإنسان مالم يعلم }
فرجع بها رسول الله صلى الله علية وسلم يرجف بها فؤاده فدخل على خديجة فقال :
زملوني .. زملوني
فزملوه حتى ذهب عنه الروع فقال لخديجة – وقد أخبرها الخبر – لقد خشيت على نفسي فقالت له خديجة :
كلا والله لا يخزيك الله أبداً إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق .
فنطلقت به خديجة حتى أتت ورقة ابن نوفل وكان امرأ قد تنصر في الجاهلية
فقالت له خديجة يا ابن عم اسمع من أخيك
فقال له ورقه :
يا ابن أخي ماذا ترى
فأخبر الرسول صلى الله علية وسلم خبر ما رأى
فقال له ورقة غبن نوفل :
الناموس الذي نزل على موسى يا ليتني فيه جذعاً ليتني أكون
حيا إذ يخرجك قومك
فقال الرسول صلى الله علية وسلم أو مخرجي هم ؟
قال ورقه : نعم لم يأتي رجل بمثل ما جئت به إلا عودي وإن يدركني يومك
أنصرك نصراً مؤزرا )
إذاً فهذه هي النبوة وهذا هو القران العظيم ينزل على أفضل خلقة يهمي مطراً
ينعش وجه الأرض الشاحب بالشرك وأشواكه .
مودتي
(( f))
vBulletin® v3.8.11, Copyright ©2000-2025,